روايات

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع البارت الخامس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الجزء الخامس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الحلقة الخامسة والثلاثون

مر الوقت بهم سريعًا وعاد كلًا من قاسم وتيسير وعبد الله ونوران من الخارج وقد أتفق كلًا منهما مع زوجته بعدم إخبارهم مراعاه لمشاعر كمال وجود وذهب كل منهم لغرفته
فى غرفه قاسم
دلفت تيسير وخلفها قاسم الذى أغلق الباب خلفه ثم نظر لها وأحتضنها بسعاده وهو يقول:انا مبسوط أوى بجد
أبتسمت تيسير وربتت على ظهره فنظر هو لها وقال:عارفه كان نفسى أفرحهم بس صعبان عليا كمال أوى … مش عاوز أقول مراعاه لمشاعره ولمشاعر جود … جود لوحدها مبهدله الدنيا أصلًا
نظرت لهُ تيسير وأردفت بأسى:صعبانه عليا أوى … بت انا حاته أن ربنا هيجبر بخاطرهم هما الاتنين ويرزقهم بِبيبى
قاسم بتمنى:يارب بجد هفرحلهم أوى والله … طب انتِ ايه رأيك شايفه ايه؟
نظرت لهُ تيسير وقالت وهى عائمه فى بحور حيرتها:مش عارفه يا قاتم … نتنى شويه ايه رأيك
صمت قاسم قليلًا ثم قال:معنديش مشكله وماله … نستنى شويه
أبتسمت تيسير ونظرت لهُ وقالت:طب يلا غير هدومك عشان هناكل انا جعانه أوى أصلًا
نظر لها قاسم وضحك ضحكه خفيفه وقال وهو يغمز لها بعينه اليُمنى:ليكى حق بصراحه
نظرت لهُ تيسير بدهشه ثم أمسكت الوسادة وألقتها عليه وتجنبها هو وقال محاولًا إغاظتها:مجتش فيا
نظرت لهُ وأمسكت بوساده أخرى وألقتها عليه فدلف هو سريعًا لغرفه الملابس وأغلق الباب خلفه وسمعته يقول بصوتٍ عالِ نسبيًا من الداخل:مجتش فيا بردوا يا تيسير … شكلك فاشله فى الرمايه أصلًا
ضحكت بخفه وهى تحرك رأسها برفق على زوجها المجنون نظرت لباب الغرفه ثم جلست على طرف الفراش ووضعت يدها على بطنها وظهرت أبتسامه حنونه وخفيفه على شفتيها
فى غرفه عبد الله
دلف كلًا من عبد الله ونوران وأغلق هو الباب خلفه وتقدم منها وجلس بجانبها على الأريكه وأغمض عينيه بتعب واضح نظرت لهُ نوران وقالت بتساؤل:مالك يا عبد الله انتَ كويس؟
لم يجيبها فعقدت حاجبيها ووضعت يدها على ذراعه وحركته برفق وهى تقول بقلق:عبد الله فى ايه انتَ تعبان
فتح الآخر عينيه ونظر لها وكانت هى تُطالعه بقلق فحرك رأسه برفق وهو ينظر لها وقال:كويس متخافيش … مصدع بس شويه

 

 

 

 

نوران بتساؤل:أبعتلهم يعملولك قهوه طيب عشان تفوق؟
حرك رأسه نافيًا وقال:لا مش عايز هيروح لوحده
وضعت يدها على ظهره وهى تنظر لهُ بقلق فحاولت مره أخرى معه عله يستجيب لها وقالت:أسمع الكلام يا عبد الله هخليهم يعملولك قهوه
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:مش عاوز يا نوران انا هبقى كويس متخافيش
نظرت لهُ بقلق فهى تعلم بأنه يُكابر بالرغم من أنه يتألم فرأته يضع رأسه على كتفها وهو يغمض عينيه وحاوطته هى بذراعيها وهى تُمسد على خصلاته بحنان
فى غرفه بدر
كان بدر يُلاعب صغيرته أيسل وهى تضحك بصوت طفولى جميل ويضحك على ضحكاتها بينما كانت ميرنا تجلس على الأريكه وتنظر لهُ ولطفلتها وتبتسم وهى سعيده بهذا المشهد اللطيف فهى تُحب رؤيه بدر وهو يلاعب صغيرتها فهى تعلم بأنه يُحبها كثيرًا ويُحب اللعب معها وسماع صوت ضحكاتها ، مرت دقائق ورأته ينهض وهو يحملها بين ذراعيه فأردفت مُتسائله:رايح فين يا بدر؟
نظر لها وقال مبتسمًا:هروح أديها لبابا شويه عشان كان عاوز يشوفها
أبتسمت بتفهم وحركت رأسها برفق وخرج وهو معه صغيرته تاركًا ميرنا تنظر لأثره وهى مُبتسمه
فى غرفه ما بخارج القصر
الحارس بتوتر:هنعمل ايه يا فرغلى هنقول للباشا أزاى دى فيها رقبتنا
تحدث فرغلى وهو يُعنفه قائلًا:وانتَ كنت فين بقالك يومين الكلب دا عزيز أوى على الباشا وبيحبه جدًا وبيخاف عليه كنت فين انتَ اليومين دول الكلب بقاله يومين لا أكل ولا شرب انتَ مُهمل
راضى بعدم أهتمام:يا فرغلى دا كلب
فرغلى بغضب:يعنى ايه دا كلب هو مش روح وهتتحاسب عليها يوم القيامة هتقف تقول ايه قدام ربنا هتقوله دا مُجرد كلب وايه يعنى هو مش روح زيه زيك بياكل ويشرب وينام زيك مش بيتوجع زيك بس الفرق أن انتَ بتقول ايه اللى بيوجعك لكن هو مبيعرفش وبيستغيث وفى الزمن دا محدش بقى بيهتم بيهم حتى لو بيموتوا قدامهم بذمتك مش حاسس بتأنيب الضمير وهو مرمى قدامك على الأرض وبيلهث من كتر العطش ويئن من الجوع انتَ ايه يا أخى ايه الجحود دا … الباشا لازم يكون عنده خبر بحاله الكلب ونلحقه قبل ما يحصله حاجه … مش ذنبه يروح ضحيه واحد مستهتر ميعرفش يعنى ايه رحمه

 

 

 

تركه وذهب واقفًا وهو لا يعلم ماذا سيحدث لهُ وكيف سيتعامل ليل معه وبدء يقلق ، نقل نظره للكلب فكانت حالته صعبه ، بينما على الجهه الأخرى كان ليل جالسًا بالليفنج وهو يتفحص بعض الأوراق والملفات حتى دق جرس القصر فذهبت الخادمه وفتحته وكان الحارس فرغلى الذى طلب ليل ذهبت الخادمه لليل وهى تقول:ليل بيه الحارس فرغلى عاوز حضرتك
نظر لها ليل وعقد حاجبيه مُتعجبًا ونهض وقال لها:طيب روحى كملى شُغلك
ذهبت الخادمه ونظرت روز لليل وقالت متعجبه:غريبه أول مرة تحصل!
نظر لها ليل وقال:ربنا يستر مش مطمن
تركها وذهب ونظرت لها كلًا من سيلا وغاده بتعجب وكان بدر وكمال جالسان ويتحدثان ، تقدم ليل منه ونظر لهُ وقال:خير يا فرغلى فيه حاجه ولا ايه؟
نظر لهُ فرغلى وهو متوتر فعقد ليل حاجبيه ونظر لهُ وقال:فى ايه يا فرغلى أتكلم؟
نظر فرغلى لهُ وصمت ثوانِ ثم قال بتوتر واضح:الكلب يا باشا تعبان أوى وحالته صعبه
صُدم ليل وقال بغضب:أزاى أومال الزفت راضى فين
تحدث فرغلى بتوتر واضح وقال:بصراحه يا باشا انا هقولك الحقيقه اللى شوفتها واللى هتحاسب عليها يوم القيامة
نظر لهُ ليل وهو غاضبًا للغايه وقال:ايه اللى حصل
فرغلى بتوتر:الكلب بقاله يومين مبيتحطلهوش أكل ولا شرب وحالته وحشه وفى النازل ومرمى على الأرض مش قادر يقف ويسند طوله
نظر لهُ ليل نظره أرعبته للغايه فتركه وأتجه لغرفه الكلب وخلفه روز التى قلقت وورأها غاده وسيلا وبدر وكمال وبالتأكيد فرغلى ، دلف ليل للغرفه وخاف راضى للغايه من دخوله المفاجئ والمُفزع ورأى كلبُه نائمًا على الأرض وهو يتنفس بسرعه كبيره ويلهث أقترب منه وجسى على ركبتيه ونظر لهُ ليل ومد يديه وهو يُمسد عليه بحنان سمعه يئن من كثره الألم الذى يشعر بهِ ولكن غير معروف بالنسبه لليل مكان الألم الذى يشعر بهِ هذا المسكين

 

 

تحدث ليل وهو يُمسد على رأس هذا المسكين وقال:متخافش هتبقى كويس يا حبيبى وزى الفل انا معاك
نظر لهُ الكلب وفى عينيه حزن وخذلان كبير رأه ليل فى عينيه وثوانِ ورأى دموعه تتساقط من عينيه ووضع رأسه على الأرض مره أخرى وهو يئن أدمعت عينان ليل وهو يرى كلبُه بتلك الحاله التى يراه بها ولأول مره
تحدث ليل وهو ينظر لكلبُه وقال بصوتٍ مختنق:أتصل بالدكتور يا بدر خليه ييجى وأستعجله
بدر بهدوء:حاضر
تركهم بدر وخرج كى يُحادث الطبيب وكان ليل حزينًا للغايه على كلبُه فهو وفى للغايه ويحب ليل كثيرًا ودائمًا يُدافع عنه فهو ليس مُجرد كلبًا لهُ بل هو صديقه الحنون الذى يرعاه دائمًا نظر لهُ وهو يئن وكأنه يُعاتبه عما حدث فسار ليل بيده على جسده والأخرى على رأسه وكانت روز تنظر لهُ بدموع فهى تعلم مدى تعلُق ليل بهِ وكذلك الكلب فبينهما لغة تواصل لا يفهمها إلا هما الأثنان جلس كمال أمام ليل وهو يطمئن على الكلب الذى باتت حالته تسوء فنظر ليل لكمال وقال:إملاله يا كمال طبقه مياه وهاته … ولا أقولك أستنى مش هيعرف يشرب منه هات الأزازه
ذهبت روز عندما أشارت لكمال بالبقاء كما هو وأخذت زجاجه المياه وأعطتها لليل وهى تقول:الأزازه يا ليل
أخذها منها ليل وفتحها وعندما رآه الكلب ظل يئن بلهفه وهو ينظر لليل فأقترب منه ليل قليلًا وقرب الزجاجه من فمه وبدء بسكبها بهدوء وبدء كلبُه يُخرج لسانُه وهو يلتقط المياه بلهفه وكأنه كان يسير بصحراء جافه لعده أشهر دون مياه على أمل أن يجدها كان ليل يسقيه وكمال أمامه يُحرك يديه على جسده عله يستفيق قليلًا حتى يصل الطبيب وكانت روز وغاده تقفان وتشاهدان ما يحدث بحزن شديد فكلًا منهما تعلمان مدى تعلق ليل بهِ وخوفه الشديد الذى يظهر عليه عندما يراه مريضًا أمامه ، بعد مرور القليل من الوقت انتهت الزجاجه وأخذ ليل غيرها وبدء يسقيه منها والآخر يشرب بلهفه ولم يرتوى بعد دلف بدر ومعه الطبيب وهو يقول:عمى الدكتور وصل
لم يصدر ليل أى ردّ فعل فكان كل تركيزه مع كلبُه نظر بدر للطبيب الذى فهم نظرته وأخرج أدواته من حقيبته وفى تلك اللحظة أستكفى الكلب أخيرًا ووضع ليل الزجاجه على الأرض وحرك يديه على وجهه كى يفيق كلبُه من حاله الخمول والتعب الذى أصابه فقرر بدر أن يتحدث تلك المره وقال:عمى الدكتور جه
نظر ليل خلفه ورأى الطبيب يقوم بتجهيز أدواته فنهض ولكن سمع الكلب وهو يئن عندما رآه يبتعد وكأنه خائف ووجوده بجانبه يشعره بالأمان نظر لهُ ليل بحزن شديد ثم نظر للطبيب الذى قال:ممكن أعرف حصله ايه
أخبره ليل بما حدث وبأن هناك شيئًا أخر يؤلمه طوال الوقت ولكن لا يعلم ما هو فتفهم الطبيب ذلك وتقدم منه وجلس ليل مكان كمال وبالتحديد خلف الكلب مباشرًا كى يطمئنه والطبيب أمامه وقبل أن يلمسه ظل ينبح بهِ ويرفض لمسه فوضع ليل يده على وجهه وهو يأمره بالهدوء وبأنه بجانبه حتى هدء الكلب عندما سمع صوته الذى يعلمه عن ظهر قلب فقام ليل بغلق فمه بيديه كى لا يقوم بِعض الطبيب الذى أرتدى سماعته الطبيه وبدء بالكشف عليه وكان ليل يتابعه وهو ينظر لكلبُه ويشعر بالخوف الشديد الذى سيطر عليه فجأه وعندما أنتهى الطبيب من فحصه خلع سماعته ووضعها وأبعد ليل يديه عنه ونظر للطبيب الذى قال:ممكن تخليه يقف على رجليه عاوز أشوف حاجه

 

 

حرك ليل رأسه بتفهم وحاول جعله يقف ولكن كان لا يستجيب لهُ فأعاد المحاوله مره أخرى كانت كسابقها فتعجب ليل كثيرًا ولكن بالمره الثالثه وقف كلبُه أخيرًا ولكن يده اليُمنى يبدوا بأن بها شئ فكان يرفعها عن الأرض فلم يستطع الكلب الوقوف كثيرًا وقبل أن يتسطح أرضًا كان ليل يأخذه بأحضانه ويُحرك يده على جسده بحركه سريعه ليُنشط حركه الدماء داخل أوردته فيبدوا بأنه ظل وقتًا على هذا الحال حتى تراخى جسده ولم يعد بهِ أعصاب للوقوف على قدمه مثل السابق قام الطبيب بتجهيز الحقنه وقام بحقن الكلب بها دون أن يشعر بهِ وحرك يده على مكان الحقنه فى حركه دائريه كى ينتشر بجسده الدواء وتلك المره ظل الكلب يئن وليل يحاول تهدئته وهو يُحادثه وأخرج الطبيب جهازًا ليرى ما بداخل يده يجعله يرفعها هكذا قام بتشغيله وبدء بفحص يده تحت هدوء الكلب وترقب ليل لما سيقوله الطبيب بعد قليل نظر بدر لكمال بحزن على هذا المسكين لحظات ودلف حارسًا ومعه كلب أخر الذى عندما رأى الكلب الخاص بليل هكذا ظل ينبح وكأنه يريد الأطمئنان عليه ففلت من الحارس وركض تجاه ليل وهو يتفحص صديقه بلهفه فربت ليل على رأسه وذهب الحارس وأخذه وهو يسحبه معه للداخل حتى يضعه بالمكان المخصص لهُ ، بعد مرور القليل من الوقت انتهى الطبيب من عمله وأغلق الجهاز الخاص بهِ ونظر لليل الذى نظر لهُ ينتظره كى يتحدث نظر الطبيب لليل وقال:أستاذ ليل يؤسفنى أقولك حاله الكلب صعبه حاليًا زى ما حضرتك قولت … يومين من غير أكل وشرب سببوا كوارث كلب زى دا لازم ياكل ويشرب من أول ما يبقى قريب من طبقه خلاص تعرف أنه جعان أو عطشان بس دا اتساب يومين كاملين … زى ما حضرتك شايف مش قادر يسند طوله ولازم أنه يقف ويتمشى حتى لو خطوتين لكن ميفضلش نايم كدا غلط لازم تفوقه والأكل والشرب مهمين جدًا جدًا جدًا انا اديته حقنه فيتامين تساعده شويه وتعوض الخلل اللى حصل فجأه وبخصوص الأيد اليُمنى فدا كسر وكسر بردوا أتساب ليومين غالبًا الكلب دا حد حاول يقتله لازم يكون تحت عنيك الفتره دى كلها والأكل أهم حاجه انا طبعًا هجبس الأيد حاليًا لأن لو اتسابت شويه كمان هندخل فى طريق تانى أحنا فى غنى عنه
بدء الطبيب بعمله تحت نظرات ليل الحزينه على كلبُه فهو مُهدد الأن بفقدان صديقه الوفى الذى لم يخذله من قبل كان أشرف واقفًا بجانبه وهو ينظر لهُ من الحين للأخر فهو يعلم مدى حزن ليل الآن كان بدر وكمال واقفان بعيدًا عنهم وينظران لما يحدث
فتحدث بدر وقال:عمى ليل عنيه فيها حُزن الدنيا
كمال بأسى:كلبُه وبيحبه جدًا ومهتم بيه بطريقه غير طبيعيه … كفايه اللى مات قبله قعد تلات شهور حزين عليه لحد ما قدر ينسى شويه
حرك بدر رأسه بأسى وهو يتذكر موت كلبُه السابق وما حدث بهذا اليوم
Flash back

 

 

 

دلف ليل لغرفه الكلاب الذين أندفعوا جميعهم إليه وهم يرحبون بهِ ويحاوطوه من كل جانب فضحك ليل وربت على رأس كل واحدٍ منهم وضع لهم الطعام وبدأوا هم بتناوله وقف ليل وهو ينظر لهم بأبتسامه فنظر حوله وهو يبحث عن كلبُه “چاك” ولكن لم يكن لهُ أثر تركهم وذهب وهو يبحث عنه حتى رآه نائمًا على الأرض وجسده مفرود ويبدوا بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ذهب إليه سريعًا وجلس على ركبتيه أمامه وهو يضع يديه على رأسه ووجهه ويسير بها فسمع أنينًا خافتًا يخرج منه وهو ينظر لهُ بعينان يملئهما الحزن الشديد ويودعه بعيناه نظر ليل لعيناه ورأى الحزن مرتسم بهما وعلى ملامح وجهه حزن كثيرًا وأخذه بأحضانه وهو يسير بيده على جسده عله يهدء فهو لا يعلم ما الذى أصابه فهو كان بحاله جيده أمس ولكنه أيضًا كان حزين رفع الكلب رأسه ونظر لهُ بعينان حزينتان للغايه والدموع تتساقط منهما وليل يقوم بمسحها وهو يقبله فقد علم بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة فحادثه بحزن شديد وهو يقول:هتوحشنى اوى يا “چاك” انا بحبك جدًا يا صاحبى
كانت تلك كلمات الوداع التى قام ليل بتوديع كلبُه “چاك” بها نظر لهُ “چاك” وثبت نظره عليه حتى أستكان فجأه وتوقف نبضه وهُنا كانت الصدمه لليل بمفارقه كلبُه “چاك” الحياة للأبد ترقرقت الدموع بعيناه بشده وتساقطت سريعًا مع أزدياد وتيره أنفاسه ومن ثم دخل فى بكاء عنيف للغايه على مفارقه “صديقه الوفى” الحياه للأبد ودون أن يعلم فقد مات “چاك” بين ذراعيه يا لهُ من مسكين بكى ليل بحرقه وهو يحتضنه ويرفض تقبل تلك الحقيقه القاسيه … فلم يكن يتوقع بأنه سيفقده بيوم من الأيام فـ “چاك” كلبًا عزيزًا على ليل فقد كان “چاك” ظل ليل أينما يذهب يكون معه … تظنه عزيزي القارئ بأنه مُجرد حيوان ولكنه ليس كذلك فهو يكون صديقًا لك وونيسًا لوحدتك وظلًا لك أينما كنت فهو “الصديق الوفى” الوحيد الذى يعيش وفيًا لك ويموت وفيًا لك أيضًا ولكن لا يوجد شعور أصعب من فقدان حيوانك الأليف فى هذا الكون ، “چاك” ليس مجرد كلبًا جلبه ليل للحراسه بلى ، إنه صديقه وونيسه وظله ، أحتضنه ليل وهو يقبله ويرفض تركه وكانوا هم يشاهدون ما يحدث بحزن شديد وكذلك الكلاب الأخرى التى كانت تقف وتنظر لِ “چاك” بحزن شديد حتى أن هناك كلبة تُدعى “ليكسي” كانت تُحب “چاك” كثيرًا ودائمًا تلعب معه وتذهب مع ليل بعض الوقت أقتربت منه وهى تنظر لليل بحزن شديد ثم لِ “چاك” وبدأت تشم بهِ وبعدها بدأت تتمسح فى ليل الذى كان يحتضنه ويبكى وعندما شعر بها نظر لها بعينان باكيتان وجلست هى بجانبه مباشرًا ونظرت لهُ بحزن شديد فمد ليل يده ووضعها على رأسها وهو يربت عليها بحزن وكأنه يقوم بمواساتها على مفارقه صديقها أيضًا تقدم صقر منه وهو يقول:خلاص يا ليل كلب وراح

 

 

رفع ليل رأسه ونظر لهُ بعينان حمراوتان وقال بصوتٍ باكِ وغاضب:لو كان بالنسبالك مُجرد كلب فهو بالنسبالى صديق وحبيب … الكلب اللى شايفه مُجود حيوان ومزعلك أنى بعيط عليه دا أوفى حد فى حياتى وأحسن من مليون لمه كدابه حواليا … محدش ليه دعوه أعيط عليه ولا لا حاجه متخصش حد فيكوا انا حُر
صقر:وهتستفاد ايه لما تتعب دلوقتى خلاص مات أفهم بقى
صرخ بهِ ليل وهو يقول:ملكش دعوه … انا مجتش أشتكيتلك خلى عندك رحمه وحبه مشاعر شويه يا أخى محدش فيكوا هيحس باللى انا حاسه دلوقتى عشان أنتوا مربتوش حيوانات ولا عاشرتوهم لما تجرب تربى وتتعايش مع حيوان ويروح منك فجأه هتعرف الإجابة اللى شاغله تفكيرك دلوقتى … أمشوا مش عايز حد معايا سبونى
نظروا جميعهم لبعضهم البعض وخرجوا ولم يتبقى سوى روز وعبد الرحمن وبيسان التى تقدمت منه وجلست أمامه ونظرت للكلب وادمعت عيناها فهى كانت تُحبه كثيرًا وكان صديقها أيضًا تتذكر بيوم من الأيام حين كانت عائده من الخارج وأصابها دوار عنيف جعلها تفقد الوعى وفى ذلك الوقت رأها “چاك” وذهب إليها ركضًا وهو يتفحصها بلهفه شديده وظل ينبح بقوه دون توقف حتى خرج لهُ ليل ورأها ، تتذكر العديد والعديد من الذكريات اللطيفه مع هذا الكلب فكان مُميزًا كثيرًا والجميع يحبه بكت بيسان بقوه وهى تنظر لهُ جعلت عبد الرحمن يدمع وهو ينظر لهذا المسكين ذهبت روز إليها وأخذتها بأحضانها وهى تُربت على ظهرها بحنان وهى تقوم بتهدئتها علها تهدء قليلًا وحزينه أيضًا على فراق هذا اللطيف فكان هو دائمًا أول المستقبلين لليل عندما يعود من الخارج من الذى سيستقبله الآن عندما يعود من الخارج ، لا أحد ، أحتضنتها بيسان وهى تبكى وتقول:”چاك” راح يا ماما … انا مش مصدقه انا عاوزه “چاك” مليش دعوه انا بحبه أوى عشان خاطرى
ربتت روز على ظهرها وتساقطت دموعها بعدما حاولت التحكم بعدم نزولها ، وبعد يومان علِم ليل بأن واحدًا من الحرس هو من تسبب بموته وحينها عاقبه أشد عقاب وقام بحبسه ورميه خلف القضبان مُعاقبًا على جريمه كبيره لن تغفر لهُ لا فى الدنيا ، ولا الآخره
Back
زفر بدر حينما تذكر هذا اليوم ، وكذلك ليل الذى تذكر “چاك” عندما رأى “رعد” نائمًا على الأرض مثله ولذلك خاف بشده من أن يفقده فى غمضه عين ، مثلما فقد “چاك” ، أنهى الطبيب عمله وأعطى بعض التعليمات لليل ثم تركهم وغادر وظل ليل جالسًا كما هو و “رعد” بأحضانه يمسد على رأسه بحنان بعدما أطمئن عليه ولكنه مازال قالقًا وحزين عليه ، تحدث كمال وقال:متقلقش يا عمى هيبقى كويس أن شاء الله وهيرجع زى الأول متقلقش عليه
قبله ليل ونهض وحمله ووضعه بفراشه المخصص لهُ وطلب حافظ الذى ذهب كمال ليخبره بأن ليل يريده ووضع لهُ ليل طعامه بجانبه وشرابه أيضًا ، دلف كمال وحافظ الذى قال:خير يا ليل فى ايه

 

 

 

نظر لهُ ليل وقال:عاوزك تاخد بالك من “رعد” وعينك عليه متغفلش ثانيه ولو حصل حاجه عرفنى
حرك حافظ رأسه متفهمًا وقال:متقلقش فى عنيا
حرك ليل رأسه بتفهم ومسح على وجهه وزفر بقوه ونظر لِ راضى وتقدم منه وقد تحول ليل بتلك اللحظه مائة وثمانون درجه تقدم منه ولكمه بقوه فى وجهه جعل الآخر يتألم بصوتٍ عالِ ويسقط أرضًا مال ليل بجزعه وأمسكه من ياقه قميصه وهو يصرخ بهِ قائلًا:قوووووووم
وضعت روز يديها على فمها وهى تعلم بأن ليل لن يدع الأمر يمر مرور الكرام نهض راضى وهو يلهث وكانت أنفه تنزف من قوه لكمته فبغضبه لا يتفاهم ولا يدرى بمن حوله نظر لهُ ولكمه ليل مره أخرى كانت أقوى تلك المره نزف فمه وهو ينظر لليل بوهن فَبلكمتان جعله يتهاوى كالريشه خرج ليل وسحبه خلفه وهو مازال غاضبًا وكل هذا ومشهد “رعد” وهو مُلقى على الأرض كالجثه أمام عينيه خرج الى الحديقه وأجتمع الحرس سريعًا على صوت صراخ سيدهم وحاوطوه من كل جانب وقام ليل بدفع راضى بكل عنف على الأرض وهو يلهث وكان الحرس يقفون حول ليل لحمايته تحدث ليل بغضب وهو يأمر حارسان بالإمساك براضى فنفذ الحارسان أمره وقاما بالإمساك بهِ جيدًا ونظر ليل لهُ نظره أستحقار ممزوجه بالغضب أقترب منه ليل حتى وقف أمامه وهو ينظر لهُ فتحدث قائلًا بهدوء:مين اللى زقك عليا ياض
شعر راضى بالتوتر الشديد وبدء بالأرتجاف خرج بهاء والآخرون بعدما علموا ما يحدث وقف بهاء بجانب ليل وهو ينظر لراضى بتفاجئ فنظر لليل وقال:فى ايه يا ليل عامل فيه كدا ليه؟
تحدث ليل بحده وهو ينظر لراضى وقال:مين اللى زقك عليا ياض ردّ أحسنلك بدل ما اندمك
أرتجف راضى وقال:محدش
حرك ليل رأسه برفق ثم باغته بلكمه مفاجئه صرخ راضى على أثرها وهو يبكى فصرخ ليل وقال:مين زقك عليا يا روح أمك المره الجايه بموتك انا صبرى نفذ
تحدث الحارس الممسك بهِ وهو يدفعه قائلًا بحده:ردّ على الباشا ياض
تحدث راضى وهو يقول بوهن:مش هقول
تدخل بهاء وهو يقول بحده:لا ما هو مش على كيفك مش على مزاجك أحنا ممكن نعرف عادى مين وراك من غيرك بس انتَ مش هتفلت
تحدث ليل بحده وهو ينظر لهُ قائلًا:نادولى بيسان
نظرت لها روز وحركت رأسها برفق وذهبت بيسان الى والدها ووقفت بجانبه وهى تنظر لهُ فنظر لها وقال:قولى اللى قولتهولى من شويه

 

 

 

فهمت بيسان ما قصده فقالت:كنت قاعده فى الجنينه بعد ما قاسم وتيسير مشيوا وكانت عائشه معايا وأحنا قاعدين كان بيبصلى كل شويه لدرجه أنى خوفت وعائشه زعقتله وهددته لو بصلنا تانى هتقول لحضرتك فهو مسمعش الكلام وفضل يبص بردوا فأدايقت وزعقتله وهزقته فأتحول فجأه وبيتكلم بأسلوب مش كويس والحرس منعوه عشان كان عاوز يمدّ أيده فعائشه قالتلى أقول لحضرتك عشان مكانتش أول مرة
تقدمت عائشه منهما ووقفت بجانب بيسان وقالت:عمو ليل
نظر لها ليل فنظرت عائشه لبيسان ثم لهُ وقالت:انا عاوزه أقول لحضرتك على حاجه شوفتها من يومين بس كنت خايفه أقول لحضرتك ومتصدقنيش
نظر لها ليل بأهتمام وعَلِم ما تود قوله ولكن تركها تتحدث وقال:قولى يا عائشه هصدقك
نظرت عائشه لبيسان ثم لهُ وقالت:انا شوفت من يومين وانا رايحه لأوضه الكلاب عشان ألعب مع “رعد” شويه وأتطمن عليه أن راضى كان بيزعق فى “رعد” وماسك عصايا وعمال يضربه بيها و “رعد” بيهوهو عليه وعاوز يعضه وكان حاطط الحديده فى بوقه عشان ميعضهوش ولقيته بياخد الأكل والمياه بتاعته وبيرميهم ولقيته بعدها بيتكلم فى التليفون مع واحد وبيقوله أنه بيفكر يسمه بس اكتفى بأنه يمنع الأكل والشرب لحد ما يموت حتى صورته فيديو أول ما شوفته بيضرب فى “رعد” وكل دا بحجه أنه انا وبيسان زعقنا فيه وبهدلناه عشان كان بيبصلنا
ليل:معاكى الفيديو دا
أخرجت عائشه هاتفها وفتحته وفتحت الفيديو وبدء ليل بمشاهده ما يحدث وكان كل ما قالته عائشه صحيح ، انتهى الفيديو وأخذت عائشه الهاتف منه بعدما مدّ بهِ ونظر لراضى نظره غاضبه للغايه نظر بهاء لليل وقال:ليل … طبعًا انتَ عارف هتعمل ايه
حرك ليل رأسه بتفهم وقال:يتروق فى القسم ويتحقق معاه … انا هعرف مين اللى وراك … خدوه
أخذوه وذهبوا بهِ الى القسم وزفر ليل وجلس أرضًا وبجانبه بهاء ويعقوب وهما يقومان بمواساته فهما يعلمان بأنه حزين على كلبُه
فى غرفه عبد الرحمن
كان عبد الرحمن سعيدًا للغايه لأنه عَلِم بأن رضوى حامل بِ “فتاه” فكان سعيد للغايه ويشكر الله طيله الوقت ، خرجت رضوى من المرحاض وهى تضع يدها على بطنها بألم رأها عبد الرحمن ونهض سريعًا وذهب إليها وقام بإسنادها وهو يقول بقلق:مالك يا رضوى فى ايه يا حبيبتى حاسه بأيه؟
تحدثت رضوى وهى تتألم وقالت:مش عارفه بطنى وجعتنى فجأه مش عارفه ليه
عبد الرحمن بقلق:طب تعالى أرتاحى ممكن عشان بذلتى مجهود شويه
قام بإسنادها وأتجه بها إلى الفراش وأجلسها عليه برفق وجلس أمامها على الأرض ونظر لها وقال:بقيتى أحسن
حركت رأسها نافيه وهى تعقد حاجبيها بألم فوضع يده على بطنها وقال بحنو:معلش نتحمل شويه عشان خاطر بنوتتنا الجميله
تحدثت رضوى بصوتٍ مُتألم وقالت:مش قادره يا عبد الرحمن … مش قادره أتحمل بجد
حزن عبد الرحمن كثيرًا عليها فنهض وجلس بجانبها وأخذها بأحضانه وهو يُمسد على خصلاتها بحنان ويتلو بعض الآيات القرآنية بصوتٍ عذب أراح قلبها كثيرًا ، كانت تتألم بشده من وقت للأخر وهو يُمسد على رأسها وبطنها أحيانًا فهو على علم بكم الألم الذى تشعر بهِ ولكن ما بيده شئ سوى الدُعاء لها

 

 

فى المطبخ
كانت فرح تقف وتشعر بالجوع وتشعر بالحيرة فلا تعلم ماذا تأكل ، زفرت بضيق شديد وأستندت بيدها على الرخام وهى تنظر حولها وتُفكر نظرت للثلاجه قليلًا وذهبت إليها وقامت بفتحها وهى تنظر بداخلها وجدت بعض الطعام الذى تناولوه أمس لم يعد يتبقى منه سوى القليل فأخرجته وأغلقت الثلاجه مره أخرى ووضعته على الرخام فكان عبارة عن “البطاطس المطبوخه والأرز” هذا ما تبقى من الطعام الذى كان يملئ الطاوله أمس زفرت فرح وقالت:مش مشكله كدا كدا هنتغدى كمان شويه مش هيجرى حاجه لما نصبر نفسنا بمعلقتين يعنى
بدأت فرح بتسخينه وتركته فشعرت بالعطش فأخذت كوبًا فارغًا وسكبت بهِ القليل من الماء وبدأت بشربه وفى هذا الوقت دلف طارق ورأها وعَلِم ماذا تفعل فأقترب منها دون أن تشعر وهى تسكب القليل من الماء وتشرب حتى وقف خلفها ونظر لها وقال:بتعملى ايه
فزعت فرح وسُكب القليل من الماء على ملابسها وشرقت وبدأت تسعل وهو ينظر لها ويحاول كتم ضحكاته ومازالت تسعل وأدمعت عيناها ولا تستطع أخذّ أنفاسها فنظر لها طارق بصدمه وخرج سريعًا وهو يُنادى على أحدٍ منهم فهو لا يستطيع أن يفعل شئ لها أو لمسها كانت تمر بيسان بالقرب منه فرأها وقال بصوتٍ عالِ نسبيًا:بيسان
توقفت بيسان ونظرت حولها حتى رأته فعقدت حاجبيها وأقتربت منه وأشار لها بأن تسرع وهو يرى فرح ستموت بالداخل أقتربت منه فقال هو بعجله:ألحقى فرح شرقت وعماله تكح ومش هعرف طبعًا أضربها على ضهرها فألحقيها قبل ما تموت عشان شكلها كدا بتودع ولسه متجوزتهاش
ذهبت إليها بيسان سريعًا وضربتها على ظهرها بخفه حتى هدأت فرح كثيرًا وقف طارق بالقرب منها وهو ينظر لها فقال بتوجس:موتى ولا لسه؟
رفعت فرح رأسها ونظرت لهُ بعينان دامعتان يملئهما الغضب وتضع يدها على صدرها وتحاول أخذ أنفاسها فنظرت لها بيسان وقالت بقلق:انتِ كويسه يا فرح؟
نظرت لها فرح وحركت رأسها برفق وأبتسمت لها بخفه فأبتسمت بيسان وقالت:خلى بالك المره الجايه كويس أن طارق كان معاكى هو اللى قالى لأنه مينفعش يقرب منك خلى بالك بقى المره الجايه

 

 

 

تركتهما وذهبت ونظرت فرح لطارق بحده وألتفتت وهى توليه ظهرها وتقوم بتقليب الطعام فوقف هو وأستند على الرخام وتحدث بنبره بارده وهو يلعب بالملعقه قائلًا:فى واحده أعرفها من بدرى التعامل معاها صعب مش عارف ليه وبحسها تنكه فى نفسها أكمنها سمراء يعنى فهتمشى تدوس علينا بجمالها الأسوانى دا … هى اه مش أسوانيه يعنى بس انا مش داخله دماغى غير أنها أسوانيه … بتتعامل باللامبالاه … بس ساعات بحسها مرات أبويا مش عارف ليه … بس عادى أصلًا مش مهتم … وبالرغم أنها عارفه أنى بحبها وكانت نفسها تسمعها … ولما سمعتها جالها تخلف وبتعاملنى معامله الكلاب مش عارف ليه بردوا
أبتسمت فرح بشده ولم تستطع من أبتسامتها من الظهور وهى تنظر للطعام وتقوم بتقليبه فسمعته وهو يُكمل حديثه قائلًا:أصلًا عادى كدا كدا عارف أنها معتوهه ومتخلفه وتصرفاتها طايشه بس أوكيه كل دا هنعرف نظبطه بعد ما نتجوز أن شاء الله … ولو فاكره نفسها مجنونه فأنا أجن منها … معتوه هياخد معتوهه وهيجيبوا معاتيه أن شاء الله قولى يارب … أوعدنا يارب … أبقى وصليه للبت السمرا الرخمه دى وخليها تخف شويه عشان مش طارق اللى هييجى معاها بالطريقه دى … اه قبل ما أمشى لو بتفكرى تطفشينى أزاى وتبينى أنك مش طيقانى فحابب أقولك وات إيفر كدا كدا هتجوزك حتى لو عفاريت الدنيا لابساكى قسمًا بالله لاتجوزك تتشالى تتحطى هتجوزك بردوا أشطا يا عفروتو براحتك بقى انا عرفتك اللى فيها لو جدعه وبنت أبوكى ورينى هتطفشينى أزاى
تركها وذهب ونظرت هى لأثره وضحكت وهى لا تصدق ما سمعته منذ لحظات من هذا المجنون حركت رأسها بقله حيله وأغلقت النيران ووقفت وأستندت على الرخام وهى تنظر أمامها وتبتسم فهو مهووس بها وتعلم بأنه يريد تلطيف الأمر وأضافه بعض المرح فحديثها جاف معه حركت رأسها برفق وهى تقول:يخربيتك يا لمياء ويخربيت اللى يمشى وراكى قعدتى تقوليلى أتقلى أتقلى وانا واقعه وقعه سوده
عادت تضحك مره أخرى وهى تتذكر حديثه ونبرته التى تتحول فجأه من ضيق الى غضب مكتوم ولكنها تكون مضحكه بالنسبه لها ، زفرت وهى تفكر ماذا ستفعل

 

 

 

فى غرفه كمال
دلف كمال بعدما تركهم وأغلق الباب خلفه وتقدم من جود وجلس بجانبها دون أن يتحدث وكانت هى شارده بهاتفها وهى تنظر لصور صديقاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ومعهن أطفالهم وأزواجهم وضع كمال يديه على وجهه وهو يستند بمرفقيه على قدمه دقائق ونهض وخرج من الغرفه نظرت جود لأثره وأدمعت عيناها وهى تنظر للباب ، خرج كمال وأثناء سيرُه رأى قاسم واقفًا مع عبد الرحمن ويضحكان مر بالقرب منهما وسمعهما عندما قال عبد الرحمن بسعاده تظهر على وجهه ونبره صوته:طلعت بنت … لو أوصفلك شعورى ساعتها كنت طاير من الفرحه بجد كانت حاجه صغنونه تحسها بسكوتايه فى نفسها بس بجد دى من أجمل وألطف اللحظات اللى مرت عليا بجد الأطفال نعمه ربنا ما يحرم حد منها
كان كمال واقفًا بالقرب منهما وسمع عبد الرحمن ولوهله شعر بالأختناق بسبب تحكمه بعدم البكاء أو أن تدمع عيناه رآه قاسم وشعر بالتوتر خوفًا من سماعه لحديث عبد الرحمن كاد عبد الرحمن يُكمل حديثه ولكن أوقفه قاسم وهو يضربه بخفه على يده ويشير خلفه ، نظر لهُ عبد الرحمن ومن ثم نظر خلفه فى تلك اللحظة مسح كمال على وجهه وحاول التحكم بنفسه ومر بالقرب منهما وهو يحاول تجنبهما ولكن أوقفه صوت عبد الرحمن وهو يقول:كمال
وقف كمال ولم يتلفت لهُ ولكن تركهما وخرج سريعًا نظر قاسم لعبد الرحمن نظره عتاب فنظر لهُ عبد الرحمن وقال:ايه بتبصلى كدا ليه مكنتش أعرف أنه واقف ورايا
زفر قاسم وأرجع خصلاته للخلف وقال:أكيد سمع كل اللى قولناه انا مكنتش حابب أتكلم فى الموضوع دا قدامه مراعاة لمشاعره حتى لما خرجت انا وتيسير وعمتو فريده سألتنى رايح فين قولتلها هودى تيسير لباباها مع أنى كنت رايح عشان أتطمن عليها وعلى البيبى وأعرف هو ايه بس كدبت عشان مجرحش مشاعره هو وجود وأزود وجعهم أكتر من كدا … بس سمع بردوا مش عارف أعمل ايه منظره بيقطع قلبى بجد حتى لما بدر بيخرج ببنته وبيلاعبها قدامه نظرته بتوجعنى انا … انا شوفت مواقف كتير من دى وجعانى انا مبالك هو بقى
حزن عبد الرحمن كثيرًا عليه وزفر وهو لا يعلم ماذا يفعل ، ثوانِ ونظر لقاسم وقال:تعالى نشوفه راح فين
أخذه وذهبا وهما يبحثان عنه ، بينما على الجهه الأخرى كان كمال جالسًا بالحديقه الأمامية ويضع يديه على وجهه ويستند بمرفقيه على قدمه ويبكى خرج قاسم وعبد الرحمن وهما يبحثان عنه حتى رأوه فنظرا لبعضهما وأقتربا منه فجلس قاسم على يمينه وعبد الرحمن على يساره الذى وضع يده على كتفه وشدد عليه ووضع قاسم يده على ظهره وهو يربت عليه بمواساه
تحدث عبد الرحمن بحزن وهو ينظر لهُ قائلًا:وحد الله يا كمال فى قلبك وأهدى ربنا شايلك الأحسن صدقنى
أزداد بكاء كمال وبكى بعنف فلم يتحمل عبد الرحمن هيئته تلك وأخذه بأحضانه وهو يحاول تهدئته وأدمعت عينان قاسم بسبب حالته تلك فليس بيده شئ ليفعله كل ما أستطاع فعله هو مواساته ، ظل يبكى ويبكى وهو لا يستطيع التوقف وحديث عبد الرحمن بعقله فسمع عبد الرحمن وهو يتلو بعض الآيات القرآنية بصوته العذب:_“يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” ﴿البقرة ١٥٣﴾.
بكى كمال أكثر وقد أرتجف جسده وشعر بهِ عبد الرحمن الذى أكمل تلاوته قائلًا:“الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ” ﴿١٧ آل عمران﴾.
“وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” ﴿١٤٦ آل عمران﴾.

 

 

 

بدء يقل بكاءه مع مرور الوقت عندما تلى عليه عبد الرحمن آيات من القرآن الكريم تتحدث عن الصبر وجزاء الصابرين ، خرج كمال من أحضانه ومسح وجهه فربت قاسم على ظهره وقال متسائلًا:بقيت أحسن شويه؟
حرك كمال رأسه برفق فقال عبد الرحمن:حسيتك بدأت تهدى من أول ما تلوت عليك آيه من سوره البقرة
حرك كمال رأسه برفق وهو يؤكد حديثه وينظر أمامه بشرود واساه عبد الرحمن قائلًا:ربنا هيرزقك قريب أن شاء الله وأصبر شويه كمان ربنا بيختبر مدى صبرك وإيمانك بيه صلى وأدعى وأن شاء الله هيجبر بخاطرك قريب
قاسم:عبد الرحمن عنده حق أصبر شويه كمان ربنا كان قادر يخلق الكون فى يوم ، أصبر وربنا هيكرمك أن شاء الله هفرحلك أوى والله ساعتها فرحه مفرحتهاش يوم ما عرفت ان تيسير حامل
قال جملته الأخيرة بمرح فأبتسم كمال وربت قاسم على كتفه فنظر لهُ كمال وقال بأبتسامه خفيفه:وانتَ عرفت هو ايه ولا لسه
قاسم:لا طبعًا عرفت
كمال:ايه؟
قاسم:بنت
أبتسم كمال بخفه وربت على قدمه وقال:الف مبروك يا حبيبى … تيجى بالسلامه
قاسم بأبتسامه:الله يبارك فيك أعبال ما أباركلك قريب يارب
عبد الرحمن:بص بقى يا سيدى أول ما ربنا يكرمك أن شاء الله وتعرف خبر حمل جود تطلع صدقه جاريه وتدبح حاجه لوجه الله
كمال:فكرت فيها … ربنا يكرم راضى اقسم بالله حتى لو بواحد انا راضى
عبد الرحمن بأبتسامه:يا أخى اللى هيرزقك بواحد قادر يرزقك بأتنين وتلاته قول بس يارب وأدعى وانتَ بتصلى وخليها على ربنا
زفر كمال وهو ينظر للسماء قائلًا:ونعمه بالله
فى الداخل
كان الجميع جالسون بالليفنج ويتحدثون
حمزه:سامح أقولك حاجه
سامح:لا
حمزه:يبقى هقولك
نظر لهُ سامح وقال:انتَ مُصمم وبتقول شكل للبيع
حمزه:وانا عشان عاوز أقولك حاجه ببقى بقول شكل للبيع؟
سامح:اه عارف ليه عشان انتَ حربايه وسوسه ومش سهل وعارف حركاتك الثُعبانيه دى
حمزه:الله يسامحك شيل فى ذنوب أكتر ما انتَ شايل
سامح بسخريه:هيهي حوش انتَ شيخ يعنى
داوود:مش هنخلص النهارده انا عارف
سامح:بس ياض
حمزه:ملكش دعوه اتدخل يا داوود براحتك ملكش دعوه بيه دا تعبان فى دماغه وبنعالجه
ظلا يتحدثان وكل واحد منهما يستفز الآخر ، دلف كمال ومعه قاسم وعبد الرحمن وفى ذلك الوقت نزلت جود من الأعلى ونظرت لهُ ورأها هو تقدم منهم وخلفه قاسم وعبد الرحمن وأقتربت هى منه حتى وقفت أمامه وهى تنظر لهُ وبدأوا هم بالسكوت عندما رأوهما كان كمال لا يفهم شئ وما تلك النظره التى تنظر لهُ بها ، ثوانِ أو دعونا نقول دقائق معدوده من الصمت والهدوء قاطعته جود وهى تنظر لكمال وتقول بقوه:طلقنى

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أحببتها ولكن 4)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *