رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الخامس والثمانون 85 بقلم رحاب إبراهيم حسن
رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الخامس والثمانون بقلم رحاب إبراهيم حسن
رواية قلبي و عيناك و الأيام البارت الخامس والثمانون
رواية قلبي و عيناك و الأيام الجزء الخامس والثمانون
رواية قلبي و عيناك و الأيام الحلقة الخامسة والثمانون
~.. من غصة…. لأجمل قصة ..~
وأتى حبيبها، رجل الصمت الأسود مع الجميع …. إلا مع صاحبة الرداء الأسود والعينان البندقيتان الكحيلة … كان عاشق فقط …
والتهمت عينيه العاشقة رؤيتها بنفس المشهد من جديد … كأنها بقيت جالسة هنا مدة عشر سنوات حتى عاد إليها بعد غياب …
كحيلة العينين ، هي غاية السلام ، وبعينيها إرث الماضي والذكريات ، وأمل الآت ، هي كل شيء بالماض ، هي الماضي واليوم وغدًا .. هي الأيام بلياليها .. ونبذة حية عن كل ما يتمناه بالحياة.
كان يتطلع بها بدقة وبطء ، كأنها آخر ما تبقى من سلام على وجه الأرض ، لم يختبر الحب إلا أمام عينيها ، كأن تلك الحبتان البندقيتان يمتلكان شفرة قلبه ، وأسوار مدينته المحصنة …!
هي كذلك …!
الأميرة المحاربة ، باسلة جدًا في حروبها ، ولكنها طمعت بقلب السلطان المنتصر، الذي يصعب الوصول إليه ، شيء اقرب للمستحيل قطعا .. ولكن المستحيل أمام عينيها أصبح ايسر من الممكن ، كظن الرفض .. والرد نعم جدًا ..!
وأصبح الرجل الذي لا يعرف الحب .. هو ذاته الرجل الذي اقتحم قلبه الوله والعشق .. هكذا يعشق الرجال.
أخذت نظراته تسرق ذكرى اخرى لمشهد يكرره الزمن ، تكرار أكثر رقة ، ودفء ، وحميمية .. تكرار لا يعرف الملل ، ومشهد كلما تكرر ، كلما أشتد بريقه.
وتقدم إليها، بخطوات ليست مسموعة كثيرا ، ويقصد ذلك !
ليتركها على وضعها ساكنة آمنة ، ويسرقها إليه ، أن كان لم يستطع فعل ذلك منذ عشر سنوات ، فَـ الفرصة اليوم على طبقٍ من الماس ! .. تذكرة مجانية هدية من الزمن على صبر الليالي ، وطول الانتظار.
فترك ما بيده ، وقبل أن تنتبه كان يغلق الباب المعدني لمحل الزهور ، لن يترك رمقة حتى للنسمات أن تشاركهما تلك اللحظة خصيصا … وانتبهت له ذات الرداء الأسود ..
وابتسمت بحياء .. وحنين !
كلاهما سيان في قوة الأشتياق، أن ترتجف لاقترابه حياءً ، وأن تختنق من الفراغ البسيط الذي بينهما لهفةً..
هكذا تُغرم الأنثى ..
وكانت عينيه تقول الكثير وهو ينظر اليها في شوق لم يختبر قوته بهذا الشكل من قبل ، وكان ثباتها مزيج بين شدة الارتباك والرجفة ، واشارة أنها تنتظر أن يأتِ.
الكلمات ليست دائمًا مسموعة، هناك كلمات تُقال تحت أجنحة الصمت ، كلمات اكثر رقة من أن يجرحها الحديث والاصوات، وكانت لمعات عينيها تخبره أنها نالت من العذاب ما فاض وكفى ، واليوم هي تختبر فوز الصابرين …
ما أكثر جمالا أن تحب بمنتهى القوة، ومنتهى الصدق، وتبعثرك الحياة كريشة تدفعها الرياح إلى المجهول، وترحل من بلادا إلى بلاد، ليكون قدرك في النهاية هي بدايتك الأولى … وجائزتك هي ما تمناه قلبك دائمًا..
مرت لحظات ولحظات، ليهمس لها بشيء جعلها تحدق به بذهول ورددت وهي تحاول الا تسقط وهي تقف أمامه :
_ ( أنا حامل ..؟!)
هز رأسه بتأكيد وابتسامة وقال بمشاكسة :
_( اكيد مش فاكرة الاسم اللي اخترته لو جت بنوته…)
قالت وهي تلتمع عينيها بدموع الفرحة:
_( قوله عشان خاطري .. )
رفع وجيه يده ولمس ذقنها برقة وهو يتطلع بعينيها وقال :
_( راميا … اسامي بناتي لازم تكون مميزة ، ريميه .. وراميا…)
تساءلت ليلى وهي تلف يديها حول رقبته بدلال وقالت مبتسمة بإشراق :
_( طب لو ولد ؟! )
لم يغفل عن حركتها المدللة والمفضلة بالنسبة له، وقال بنظرة متطلعة لكامل تفاصيل وجهها :
_( مقررتش لسه ، بس الحقيقة نفسي في بنت ، أنا بحب البنات ، عايز أبقى ابو البنات ..)
ظلت تنظر له وهو يتحدث بابتسامة عميقة ، وفاجئته عندما وضعت رأسها على صدره بمنتهى الرقة ، وسجنها بين ذراعيه بأمان تام حتى تنهدت طمأنينة.
***********
ودلفت سما برفقة زوجها آسر وهما متشابكين الايدي ، ضاحكين مثل عادتهما منذ أن أتيا ، ونظرت سيدة عجوز كانت مقيمة بذلك الفندق مع زوجها وهمست له بشاعرية قائلة:
_( شايف العصافير دول ؟! … بيفكروني بيا انا وأنت في شهر عسلنا … انا بستنى أشوفهم الصبح على الفطار ، وبستناهم بليل لحد ما يرجعوا عشان أطمن عليهم حبايب قلبي دول ..)
ضحك زوجها ذو الشعر الأشيب وقال :
_( هو أنتي حتى تعرفيهم يا دلال ؟! … لسه عاطفية زي ما انتي مش هتتغيري !)
سخرت نظرات دلال من حديث زوجها وقالت بثقة بعد ذلك :
_( وأتغير ليه بقا ؟! … المهم أنا بحبهم أوي ، مش مهم أعرفهم ، المهم أني حبيتهم … ياختي عليهم ..)
وقهقه زوجها من طريقتها في الحديث حتى شاركته زوجته المزاح..
وفي احدى الطوابق العالية بالممر، كانت تركض سما وهي تضحك عاليًا وتهتف :
_( أجري ورايا بس مش هتعرف تمسكني …)
كتم آسر ضحكته وتظاهر بالجدية قائلا بتحذير:
_( اعقلي احنا في الفندق !)
اخرجت سما لسانها باستفزاز وركضت مجددًا وهي تضحك ، ولكنه لم يمنع نفسه هذه المرة من اظهار ضحكته وهو يركض خلفها ، وعندما لحق بها وقبض على ذراعها ، أوقفها وتطلع بعينيها في عمق وبطء … وكانت تلهث من الركض ، ولكن لهث قلبها حياءً من مرادف نظراته ، وترجمة معانيها ..
وهمس لها قائلا :
_ ( كنت متعود عليكي هادية ونكدية ، بس بقيتي قمر وأنتي شقية وفرفوشة كده …)
اجابت سما لتغيظه :
_( لأ الفرفشة دي اصلا طبعي … أنت اللي نكدت عليا ، لكن الكتالوج بتاعي كله فرفشة وزقططة وصفحتين انبساط .. أنت اللي جبتلي كشكول مليان معلش …!)
ضحك آسر بملء فمه ثم شدد قبضته عليها وقال لعينيها الذان اصبحا تتحديانه:
_ ( لأ وبقيتي لمضة كمان .. بس بصراحة ، بعشق كل حاجة فيكي حتى نكدك … ده ساعات بيوحشني !)
حدقت سما عينيها على آخرهما وقالت بصوتٍ عال :
_( لأ ده أنا افرح بقى ياقرة عيني ، ازغرط ؟! والله لزغرط …)
وكأن يظنها تمزح ، ولكنها اطلقت من فمها زغرودة هزت أرجاء الطابق العلوي من الفندق ، حتى شعرا سويا أن تلك الزغرودة سببت فزع المقيمين بالغرف ، حتى فُتحت كل الابواب فجأة ..
وضع آسر يده رأسه وقال :
_( يابنت المجنونة …!)
ثم جرها بعد ذلك لغرفتهما سريعا قبل أن يراهما أحد ، وعندما دخلا الغرفة وقبل أن يتحدث بعصبية ، اطلقت سما ضحكات متتالية حتى سقطت على سجاد الغرفة وهي تنخرط في موجة شديدة من الضحك … ومع غيظه منها لم يستطع إلا أن يشاركها في المرح والضحكات …
**********
وبعد مُضي أسبوعان قد قرر وجيه اقامة حفل كبير بمنزل العائلة ترحيبا بعودة الازواج الجدد ، وتعويضا عن فترات التوتر والكأبة التي اظلمت ستار هذا المنزل لسنوات طوال.
وامتلئ المنزل بالزينة والحضور بمساء ليلة الحفل …
وقفت الطبيبة مروة وبجانبها خطيبها ” الضابط أحمد” وهنس لها قائلا :
_( هي ليلى المريضة بتاعتك ممكن فعلا ترجعلها ذاكرتها وتعرف اللي حصلها كله ؟!)
فكرت مروة بالإجابة للحظات قبل الرد ، ثم قالت بثقة :
_( طالما نسيان اللي حصل بيخليها تعيش سعيدة فده المطلوب بكل بساطة، دوري كطبيبة مش أني أصر افكرها شيء هي رافضة تفتكره وبيسببلها كارثة كل ما تفتكره، دوري هو اني احاول الاقي حل معاها يخفف عنها ، وطالما الحل فالنسيان فأهلا بيه ، أنما لو حصل فعلا وذاكرتها رجعتلها فجأة .. فده هيكون لأن عقلها ساعتها لأول مرة هيكون قادر يواجه اللي حصل زمان …. والاحتمال ده في علم الغيب ، احتمال يحصل ، واحتمال لأ … فهمت حاجة؟)
هز أحمد رأسه مؤكدا وقال:
_( فهمت طبعا … وبحب اناقشك كمان واسمع رأيك )
ابتسمت مروة له بمحبة حتى أتت ليلى إليها بترحيب … والمريح في الأمر أن ليلى تتذكر عن مروة بعض المشاهد القليلة ، وتعرف أنها طبيبتها الخاصة ، واكد ذلك وجيه …
حتى خطفها وجيه من بين الحضور وهمس لها بتساءل :
_ ( ريميه فين ؟! …. بدور عليها وعلى الشباب والبنات ومش لاقيهم كلهم ؟! )
كادت أن ترد ليلى بتوتر حتى انتبه الجميع لصوت الصغيرة أيسل وهي تتحدث بالميكرفون بزاوية عالية مخصصة للرقص :
_( سيداتي آنساتي أحب اقدملك الموهبة اللي انا أيسل أيسو اكتشفتها لوحدي ، والله العظيم انا اللي اكتشفتها لوحدي ، احم أحم … المهم أحب اقدملكم كروان الشرق الصاعد بقوة ، وأجمد واحدة في الجامدين ، صاحبتي الصحبوتة الفنانة الشابة ريميه ريمووووو … تقدمي للمسرح ياكوكو )
وارتفعت الاصوات بالضحكات من جميع الحضور وتلك الصغيرة القصيرة تهتف بحماس هكذا … حتى ظهرت الفراشة الزرقاء وهي محمولة على أذرع الشباب الاربعة الضاحكين على تمسك يوسف بحملها بمفرده … وخلفهم الفتيات الذي اصبحن زوجات عائلة الزيان وامهات المستقبل.
شهقت ليلى وهي ترى صغيرتها بهذه الثقة والسعادة وي تضحك مع ااشباب بملء فمها ، بل وتهمس لهم بأصبعها الصغير كي يصمتوا !!
واتسعت ابتسامة وجيه بقوة وهو يراهم هكذا وقال :
_ ريميه هتغني ؟! … يبقى هو ده اللي كانوا بيرتبوله الأيام اللي فاتت !
همس يوسف لريميه قائلا بقوة :
_( ماتفرحيش عمر دياب فينا ، أنغام مستنية فشلك ، عايزك تلعلي وتكسري المسرح ده يا مطربة العائلة)
ضيقت ريميه عينيها بعزم وقالت :
_( بص وشوف ريمو هتعمل ايه ..)
تدخلت أيسل وقالت ليوسف :
_ ( ماتجيبلنا ساندوتشين يا يوسف في السريع كده .. الواحدة هفتانة من التمارين والمذاكرة ياخويا )
أخرج يوسف من جيب سترته الداخلي لفافة وقال بضحكة ماكرة وهو يعطيها ساندويتش محشو باللحم المشوي:
_( عامل حسابي يا فتحي … مساء الفل )
وبدأت الموسيقى التي تمرنت عليها الصغيرة بمساعدة أيسل والشباب سرا بالأيام الفائته القليلة ، وبدأت بمقطوعة انجليزية مناسبة للأطفال ، والتي ابهرت بجمال صوتها ليلى ذاتها ، ففغرت ليلى فاها من الصدمة ، ثم قالت بعدما استوعبت قليلا :
_( أول مرة أعرف أن ريمو صوتها بالجمال ده … معقــــــول ؟!)
والتف حول الصغيرة وهي تغني الفتيات والشبان الاربعة وهم يدعمونها بالتصفيق والصفير والكلمات الحماسية … وتلألأت الصغيرة بصوتها العذب الذي ابهر الحضور بكل صدق …
وعندما انتهت من المقطوعة الأخيرة ، لم يستطع يوسف كتمان محبته الجنونية لتلك الصغيرة، وركض اليها حاملًا اياها ولف بها وهو يضحك ويباركها بقوة …
وارتفعت ضحكات الصغيرة أكثر ، وكانت السعادة تشع من عينيها البندقية التي لا ترى بهما ، ولكنها أصبحت ترى بأعين كل عائلتها …
وهنا أخذ وجيه يد ليلى التي ضمت عينيها ابنتها بمحبة خالصة وابتسامة حنونة ، ولكن كان الشباب الاربعة يشاكسون الصغيرة ويرفعونها عاليا لتسقط على ايديهم الداعمة وهي تضحك بأمان…
حتى استطاع وجيه أن يسحب الصغيرة منهم ، وضمها بقوة قائلا :
_( صوتك النهاردة كان مفاجئة ليا ياحبيبتي ، بس أجمل مفاجئة في الدنيا …. كنتي رائعة ومبهرة ..)
قالت الصغيرة بسعادة وهي تكاد تقفز من الفرحة :
_( بجد كنت حلوة ..)
قبّل وجيه رأسها بحنان وقال مؤكدا :
_( قمر واجمل من القمر نفسه …. )
وأخذتها ليلى بضمة شديدة وكأنها تحميها من جميع الأعين المسلطة عليها ، وظلت تقبل أبنتها من رأسها ووجها وتسمعها اجمل الكلمات ، كلمات بثت الثقة بنفس الصغيرة التي كانت يوما على صغرها هذا .. سجينة الألم ونفق لا ضوء بآخره.
وأتى الصبي نعناعة وهو يرتشف من كوب عصيره وقال :
_( صوتك حلو يا ريميه ، بيفكرني بسكرة )
تساءلت ليلى :
_( مين سكرة ..؟!)
وكاد أن يرد الصبي حتى وجد نفسه مجرورا من ياقة قميصه بيد جاسر القوية ، وقال جاسر وهو يجذب الصبي بعيدا :
_( دي بنت جارتهم كان صوتها حلو زي ريمولينا كده ….. )
ونظر للصبي بغيظ وقال له :
_( تعالي يا متخلف ..)
وبزاوية بعيدة وقف جاسر ويوسف أمام الصبي وقال يوسف بغيظ :
_( بقى بتشبه صوت ريمو للجاموسة يا غبي ؟! )
قال الصبي وهو يضحك :
_( اصلك ماسمعتش سكرة وهي بتنادي عليا عندما تتوارى الشمس وراء الشفق …. بتجوع كتير زيك كده )
جره جاسر بتهديد وقال :
_( خلي بالك من كلامك مع ريميه بالذات عشان حساسة زيادة عن اللزوم، عارف يلا لو زعلتها هعمل فيك إيه ؟! ….. مش هخليك نعناعة، هعمل منك سلطة ..)
اعترض يوسف وقال :
_( سلطة لأ ، حطه على المحشي ..)
قال الصبي بثبات :
_( مش هتغيظوني، لأني اساسا اسمي مش نعناعة، اسمي آدم …)
سخر جاسر وقال :
_( كدب آخر الليل مش عايز …!)
اقسم الصبي وقال :
_( والله ما بكدب ، ده نعناعة ده اسم حركي كده ، قال ايه كانوا خايفين لموت فسموني اسم اي كلام عشان أعيش ، جهل بعيد عنك ، لكن اسمي في الشهادة آدم … يافخامتي لما اعترف بحقيقتي، عظمة على عظمة يا أنا )
ذُهل جاسر ويوسف من هذا الاعتراف، حتى قال يوسف بصدمة:
_( حاسس كأني كنت باكل جاتوه وفجأة اتحدف في بوقي بلاص مش .. )
تسائل الصبي :
_( كان فيه دود ؟! … نقيه وبالهنا والشفا لكرشك )
وقال جاسر بتعجب :
_( شخصية جميلة ناقحة على العيلة كلها ، العبط والخبث مع بعض !)
أتت الصغيرة ايسل وقالت للصبي بعتاب :
_( دومي كنت فين ؟! … )
ضيق جاسر عيناه على الصبي نعناعة وتسائل في تهديد :
_( دومي ده اللي هو أنت ؟!)
هز الصبي رأسه بتاكيد وثقة ، ثم اجاب أيسل برقة :
_( انشغلت عنك يا أيسو … أسف يا أحلى حاجة في الحفلة بعدي)
قال يوسف بنظرة واسعة لأيسل :
_( هو فتحي بيتكلم كده ليه ؟! مالك يا فتحي ؟!)
قالت أيسل بثقة:
_( حكالي عن تنمرك عليه يا متنمر ، صعب عليا ، قررت اعامله كويس ، هبقى انا والدنيا وانتوا عليه ؟! )
واستأذن الصبي نعناعة وأخذ أيسل حيث توجد الصغيرة ريميه ، فقال جاسر بضحكة :
_( أنا اسف أني افتكرته متخلف ، ده لعيب !!)
ورد يوسف بقهقهة :
_( لأ واسمه آدم … الواد ده هيبقى خطر والله )
وانخرطا كلا من يوسف وجاسر في موجة ضحك شديدة ….
***************
وعند سكون الليل ، عندما انتهى الحفل بعد ساعات ، وها الآن ، يقترب وقت الفجر … وهي تنظر لوجهه النائم في عشق ، وتسائل في نفسه، كم يستطيع أن يظل متظاهرا بالنوم، فقط ليستمتع بتطلعها فيه، ونظراتها التي تأسره، حتى أرادت هي أن تجدد الهواء برئتيها …
فنهضت وارتدت روب نومها، ثم نظرت من نافذة زجاجية بالغرفة … بعدما أزاحت الستارة الحريرية قليلا … وبدأت تستنشق الهواء باستمتاع وبهجة…
لتجد بعد لحظات يد تحاوط خصرها في رقة ، واستدارت له بابتسامة ووضعت يدها على صدره قائلة :
_( يعني مكنتش نايم ؟! )
قال بمكر :
_( وكنتي عارفة ؟!)
اتسعت ابتسامتها وقالت :
_( كنت حاسة ….)
وتسائل وجيه وقد تذكر شيء :
_( قولتيلي بعد الحفلة انك هتروحي تحكي حدوته لريميه عشان تنام … يمكن حكيتيلها عن الشاطر وجيه، كام مرة افتكرتيني وضحكتي..؟!)
نظرت ليلى له بعشق وقالت :
_( ولا مرة افتكرتك وضحكت … ولا مرة )
كان هذا السؤال أول سؤال طرحه عليها بأول لقائهما بعد الفراق، ولكنه تجمد متسمرا من إجابتها الآن، هي نفسها إجابتها بذلك اللقاء !! … ايمكن أنها تتذكر بالتدريج، أم أن إجابتها كانت محض صدفة ! … ولكن تنهيدتها وابتسامتها لا تقول أنها تذكرت شيء …. أذن الأمر مجرد صدفة …. فنظر لها ورفع وجهها إليه وقال بمنتهى العشق :
_( قصة زي الغصة كانت قصتنا ، بس قدرنا خلى الغصة جرعة مية جت في اللحظات الأخيرة وأحيت قصتنا من تاني … عشر سنين عدوا عليا طوال أوي … بعذابهم وسهر لياليهم وكتر التفكير والوحدة والانتظار ، بس لما رجعتيلي حسيتهم بعاد أوي عني ، كأني ماعشتهمش ولا كانوا في عمري … طعم السعادة حلو أوي يا ليلى …. قادر يحول الغصة .. لأجمل قصة ..)
النهاية…
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي و عيناك و الأيام)
كلمة رائعة لن تفي بحق هذه الروايه
روعه بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى
اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم