روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد البارت العاشر

رواية أصفاد الصعيد الجزء العاشر

أصفاد الصعيد
أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة العاشرة

يقف في منتصف القصر يتابع الترتيبات الخاصه بزواجه من تلك العنيده التي حاول معاها مراراً وتكراراً حتي تتراجع عن قرارها بالذهاب وبعد محاولات انتهت بالفشل من جهته.. استلمت والدته الأمور لتستطيع منعها وإتمام الزواج في وقته المحدد ..
أغمض عينيه وهو يتذكر ملامحها الغاضبه التي تلقاها منها في المرة الاخيره الذي رآها فيها ومنذ ذلك اليوم لم يراها أو هي من تتقصد ذلك .. كان يرى طيفاها الجالس في الحديقه ذلك الجزء المحبب لها مُنذ اقامه العياده الخاصه بها في ذلك الكوخ فاشاده الناس في حقها وكيفيه حب الناس لها يجعله يستغرب من شخصيتها ولكن نشأ بداخله الكثير من الفضول لمعرفتها اكثر ومعرفه الكثير من الامور الخاصه بها ..
ارتسمت تلك الابتسامة علي ثغره وهو يتذكر ماذا حدث بالامس .. يتذكر عودته من الخارج في وقتِ متاخر عن عادته ليرى فيه طايفها الهارب من الحديقه للغرفه الخاصه بها وشعرها الغجرى يتدلل اسفل حجابها الغير محكم ظناََ منها بأن لا احد يراها ..
آفاق من شروده الذي طال علي صوت زكريا قائلاً: يا رحيم بيه يا استاذ رحيم .. يااا
قاطعه رحيم قائلاً: ايوه يا زكريا معاك حصل اي إياك..
اقترب منه زكريا قائلاً: الواد مناع علق كل الانوار اللي حضرتك اختارتها وكمان الاكل الست نرمين بتقولك بقي جاهز كله والفرشه اللي برا كمان جاهزه ..
_ اهم حاجه يا زكريا الاكل وصل لاهل البلده ولا لا ..
ابتسم زكريا قائلاً: متقلقش يا رحيم بيه كل حاجه وصلت زى ما انت رايد والبركه في الاستاذ حسام فضل معانا لحد ما خلصنا توزيع واتوكد بنفسه كمان ..
اغمض رحيم عينه في ارتياح قائلاً: حلو اكده الحمد لله
اقترب منه زكريا وقد تبدلت ملامحه الي الجديه قائلاً : واقول اي لحضره الظابط يا رحيم بيه.؟!
نظر امامه طويلاً ليتنهد قائلاً بثبات : قوله هيطلع بكرا الفجريه..
اؤمي زكريا رأسه بالايجاب قائلاً: هروح أقوله المعاد يا رحيم بيه..
ليذهب بعيداً تركا إياه في تلك الدوامه التي نشبت من جديد في صراع ..
********************
تجلس في غرفتها أمام تلك المرآه تُطالع هيئتها لم تصدق بعد بان ذلك الزواج خاص بيها وان ما كانت تحلم بيه منذ صُغرها اصبح حقيقه الان .. لتوجه انظرها لذلك الإطار الذي يضم صوره تجمع بين والدها ووالدتها ..
لم تشعر بنفسها إلا وتلك الدموع نزين وجنتيها .. لتتحدث مع نفسها قائله : كان نفسي تكونوا موجودين النهارده ليه يا ماما بس اجبرتي رحيم علي الخطوه دى ليه ..
تتذكر بانها تهمله الفتره الذى مضت لم تسمح لنفسها برؤيته حتي إذا صدف الأمر كانت تفضل الهروب بين عملها وغُرفتها فهي تشعر بإنها ثُقل ألقته والدتها عليه ..

أفاقت من حديثها علي يد ريم تُربت علي كتفيها ..
نظرت فيروز لريم قائلة: عارفه يا ريم كان نفسي ماما وبابا يكونوا موجودين في اليوم دا اوى كان نفسي اكون فرحانه معاهم واشوف فرحتهم وكنت عاوزه اترمي في حضن بابا واخد منه اماني .. انا حاسه بفراغ كبير اوى يا ريم حاسه اني وحيده في كل حاجه ..
_ وانا روحت فين يا فيروز مش قولنا تعتبريني زى سعاد
اقتربت نرمين من فيروز وهي تُربت علي يديها قائلة: يا حبيبتي انتِ هنا في وسط اهلك وناسك وصدقيني كلنا بنحبك وبنخاف عليكي كمان ..
لتنفجر فيروز باكيه في احضان نرمين .. الام الحنونه التي اغرقتها بحنانها الايام الماضيه وها هي الآن منشبسه بإحضانها وكأنها طفل مازال يتعرف علي وجهوه من حوله ..
*****************************
علي الجانب الآخر يجلس وليد وتلك الصور بين يديه ليضعها في الظرف الخاص بيها ومنقوش علي ذلك الظرف اسم رحيم الهوارى ..
ألقي الظرف أسفل السرير سريعاً عندما شعر بدخول أبيه المفاجئ..
ليتجه له قائلاً: اي يا ابوى حد يدخل على حد أكده ..
شعر والده بذلك القلق الذي سيطر علي ملامح وجهه
ليتحدث قائلاً: مالك يا سليم مخبي اي عليا اياك باين عليك يا ولدى ..
ابتسم وليد قائلاً: ولا حاجه يا ابوى..
اقترب منه والده قائلاً: انا خابرك زين يا واد مجدي ولو كان في دماغك سم لليله دى بلاش يا وليد خلي النهارده يمر علي خير يا ولدى ..
_ النهاردة انا محضر مفاجاه مخصوص لواد عمي في فرحه وهتخليه مش عارف يبطل انبساط كمان ..
اؤمي رأسه في اعتراض بادى علي وجهه قائلاً: ربنا يستر يا ولدى قلبي مش مستريحلك..
بينما وليد يدور في ذهنه العديد من السيناريوهات التي يتمني حدوثها….
**************************
انسدلت ستائر الليل وتلك الاضواء تزين القصر وكل الطرقات وازدادت اصوات الطبول والزمر و صوت الطلبات النارية بدأت تعلو واحده تلو الأخري ..
انكمشت فيروز أثر تلك الطلقات التي جعلت جسدها في حاله انتفاض مع كل طلقه ..
اقتحمت ريم الغرفه قائله في سعاده : جاهزة يا عروسه يلا بينا ننزل..
_ننزل فين يا ريم ..
ابتسمت ريم قائله: يا بنتي في ستات كتير تحت وأنتِ بقي المفروض تكوني معانا تحت .. قومي يلا خفي نفسك عاوزة ارقص معاكِ
نظرت إليها فيروز قائله: وأنتِ اخوكي هيسيبك تعملي اللي بتقوليه دا ..
ارتعبت ريم بمجرد التفكير ولكن اجابتها سريعا قائله : يا بنتي دا كان دبحني مش بعيد يرجع واد البنات تاني .. هنا الفرح بيكون الستات لوحدها والرجاله لوحدها وبيبقي بقي في وليمه واكل كتير ياما عشان البلد كلها تاكل ودا اللي موصي بيه الاستاذ رحيم اخويا ..
قاطع حديثها صوت الطلقات النارية من جديد وتشجيع الناس بصوتِ أخيها وكأنه مقبل علي حرب لو تعلمها..
تسارعت ريم لتنظر من خلف الستائر الموضوعه ولكن بدون ظهورها والا ستواجه رحيم وغضبه ..
علت صقفات ريم تحت نظرات فيروز التي تستغرب رده فعلها المفاجئ ..
قفزت الي فيروز وهي تشد يديها اتجاه ما تنظر إليه قائله في سعاده : تعالي يا فيروز اتفرجي دا رحيم بيرقص بالحصان وبيضرب هو وسليم بالعصايه ..
بينما علي الجانب الآخر اجتمع الرجال في الاسفل وتلك الاغاني الصعيدي تعلو والطلقات الناريه ..
قفز رحيم علي ظهر الخيل المفضل له والذي اعتني به من صغره الي ذلك اليوم ..
بعد انتهائه من رقصه الخيل الخاصه به تحت نظرات كلا من فيروز وريم واعجابهم بتلك الحركات الصعبه الذي فعلها وكأنه مدرب محترف ..
عرض عليه سليم أن يتشارك معه الرقص بالعصا به بعد الاشتباك بها ليروا من سيفوز في اخر الاشتباك كما اعتاد أهل الصعيد علي تلك الفقره في كل الافراح ..
بدأ الاشتباك بين رحيم وسليم تحت أنظار الجميع وأصوات الحضور التي تعلو بتشجيع رحيم والاخري لتشجيع سليم ..
كانت ابتسامه رحيم ترتسم علي ثغره ولم تتلاشي أبدا وتلك الضربات تتوجه لسليم بطرق مباشره وكأنه يلقنه درساً ولكن حرب العيون كانت أشد من ذلك الاشتباك …
تعالت الطلقات الناريه وأصوات التشجيع والزمر مره اخري لفوز رحيم علي سليم المُلقي أرضا..
بينما علي الجانب الآخر تقف فيروز خلف الستار في حاله انبهار مما رأت تواََ ..
وبجانبها ريم التي أخذت تقفز مره تلو الأخري وتصفق لفوز أخيها رحيم ..
اقتربت فيروز من ريم قائله : هو ليه العداوه دى بين سليم ورحيم يا ريم ..
نظرت إليها ريم في استغراب قائله : عداوة ..؟! ليه بتقولي كدا يا فيروز ..
استكملت فيروز حديثها قائلة: نظراتهم لبعض دلوقتي وضربات سليم اللي كان عاوز يضربها لرحيم وساعه العياده تحت وساعه ما دخلت عليهم وهما بيتكلموا رحيم وقف قدامي من نظرات اللي اسمه سليم دا وكان بيوجه الكلام ليه بس برضو ..
همت ريم الحديث ولكن قاطع حديثهم صوت نرمين قائله : كل دا تأخير يا ولاد ..
لتوجه حديثها لريم قائلة: هو دا اللي تجيبها وتنزلوا يا ريم ..
_ كنت لسه بقولها بطلي رغي يا فيروز ويلا ننزل عشان ماما حبيبتي متتضايقش..
نظرت إليها فيروز في صدمه قائله: امته قولتي كدا ؟!..
ابتسمت ريم قائله: يا بنتي كدا وكدا أنتِ عاوزاني اتهزق دلوقتي ..
تعال الضحك من ثلاثيتهم لتأخذ نرمين فيروز وتهبط للاسفل ..
جلست فيروز حيث تجتمع النسوة للاحتفال بيها فهي تعد الان زوجه كبير البلده .. تعالت الزغاريد عند جلوسها وبدأ الطبل والزمر من جديد والنسوه التي تتسابق في الرقص ..
كان ينتشر حوالها الكثير من الضجه ولكن صخب فؤادها كان الاعلي صوتاً وأثر علي مسماعها ..
علت صوت النساء للاشاده بجمال فيروز الذي يخطف الانظار وتلك العيون التي تإثر من يراها ..
اقتربت وداد من فيروز قائله ببسمتها الصادقه : الف مبروك يا فيروز عقبال ما تفرحي بولادك يارب ..
ابتسمت فيروز في هدوء قائله : الله يبارك فيكي ..
اقتربت ريم من فيروز قائله : دى وداد بنت عمو مجدى واخت سليم يا فيروز ..
وجهت فيروز نظرتها للوداد مره اخري قائله : اتشرفت بيكي يا وداد ..
قابلتها وداد بإبتسامه لتتركها وتتاخذ مكانها بجانب والداتها..
ولكن والدتها كانت في عالم اخر كانت الصدمه تحتل معالم وجهها عندما رأت فيروز فذلك الشبه بينها وبين صديقه عمرها سعاد يجعلها علي يقين بأن تلك فيروز تقرب لها ..
بينما علي الجانب الآخر حيث يعم الظلام ..
فتح وليد عينيه ليجد نفسه مقيداََ بالحبال في ذلك الكرسي الجالس عليه …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *