روايات

رواية حكاوي الادهم الفصل الثامن 8 بقلم منة العدوي

رواية حكاوي الادهم الفصل الثامن 8 بقلم منة العدوي

رواية حكاوي الادهم البارت الثامن

رواية حكاوي الادهم الجزء الثامن

حكاوي الادهم
حكاوي الادهم

رواية حكاوي الادهم الحلقة الثامنة

-مش هعيش معاك يا أدهم، ولا أقولك طلقني أحسن.
-اهدي يا أروى مش عشان شئ بسيط زي دا تعملي كدا.
رفعت صوتها أكتر:
-لا مش ههدى أنا أشطرت عليك لما اتقدمت ليا إني مش هعيش في بيت العيلة و أنتَ وافقت ،جاي دلوقتي تنفذ اللي في دماغك.
مسح وشه، أخد نفس عميق و أتكلم بهدوء:
-أنا فعلاً وافقت بس أنتِ شايفة أمي إزاي متعلقة بيا مش معقول هجرحها و أبعد عنها.
ضحِكت بسُخرية:
-يا حنين، خليك جنبها، بس وقتها تطلقني.
نهيت كلامي و أخدت شنطتي و خرجت من الشقة، و في خلال نزولي السلم سمعت صوت أمه بتنادي عليا
وقفت و أنا مدياها ظهري و غمضت عيني، عديت لتلاتة في سري عشان أهدي عصبيتي في اللحظة دي
لفيت و ابتسمت ليها بتصنُع:
-نعم يا طنط.
قربت مني و ردت:
-مالك يا بنتي نازلة تجري كدا ليه على السلم و بعدين فين أدهم منزلش معاكي ليه.
غمضت عيني لثواني و فتحتها في نفس اللحظة اللي رديت فيها:
-مفيش يا طنط عندي مِشوار ضروري دلوقتي و مستعجلة.
طبطبت علي كتفي بابتسامة:
-طيب استني هخلي أدهم يوصلك.
رديت بسُرعة:
-لا لا مش لازم أنا هروح لوحدي.
-و دي تيجي برضه.
مستنتش كلمة واحدة مني و سابتني و طلعت
سندت على الحيط و غمضت عيني، غصب عني دموعي نزلت أنا شايفة إنها كويسة بس مش هقدر إني أعيش في بيت عيلة اللي شوفته مش سهل..
قطع تفكيري صوت خطوات بتقرب أتعدلت في وقفتي و مسحت دموعي
-خلي بالك منها يا واد يا أدهم.
وقف قُدامي و ابتسم:
-متخافيش يا أمي أروى في عنيا..يلا يا أروى.
ضغط على حزام الشنطة و رديت و وشي في الأرض:
-تمام يلا.
نزل قدامي و أنا وراه فتح ليا بابا العربية فرفعت وشي لُه:
-روح انتَ شوف وراك أي و أنا همشي لوحدي.
بص في عيوني ثواني، بص قُدامه و أتكلم و مازال ماسك الباب:
-يلا يا أروى عشان اوصلك.
اتنهدت و ركبت من غير ولا كلمة زيادة، قفل الباب ولف الناحية التانية وساق..
كان الصمت بينا طول الطريق لحد لما وصلت و طلعت على طول و دخلت اوضتي
مفيش دقيقة و لقيت ماما دخلت و هى بتسأل بقلق:
-مالك يا أروى، حصلت حاجة بينك وبين أدهم .
بدأت اخلع في الخِمار و أنا برُد:
-مفيش حاجة يا ماما تعبانة بس شوية.
قربت مني و مسكتني من دراعي ولفتني ناحيتها:
-انطقي يا بت مش من عادتك ترجعي قالبة بوزك كدا.
نفضت اديها و صرخت بعصبية:
-فى إن أدهم غدر بيا.
ضربت بكف اديها على صدرها بخضة:
-يا مصيبتي عمل فيكِ أي يا بت انطقي.
مسحت وشى بعصبية، لكن مردتش عليها و روحت ناحية السرير وقعدت عليه، نزلت وشي لتحت و غمضت عيني، اتنهدت و رديت عليها بعد ما عادت سؤالها عليا مرة تانية:
-ادهم عايزني أعيش في بيت العيلة، عايزني أعيش في نفس العِمارة و أنزل لأمه والكلام دا.
اتنفست بِراحة، وقربت مني بغيظ:
-بقى كُل دا عشان عمل شقتكم في بيت العيلة.
رفعت وشي وبصيت ليها بعصبية طفيفة:
-اه يا ماما و أعمل أكتر من كِدا عشان أنا كان شرطي من البداية ناخد شقة بعيد عن عيلته.
كانت لسه هترُد لكن وقفت و أنا بقاطعها بإصرار:
-وهطلق من أدهم يا ماما ودا آخر كلام عندي، ولو سمحتي سبيني دلوقتي و أخرجي.
بصت ليا دقيقة من غير ولا كلمة لحد لما سمعت صوتها:
-ماشي يا أروي هسيبك دلوقتي عشان تهدي و تقدري تراجعي قرارك تاني بس لينا كلام تاني بعدين.
نهِت كلامها وخرجت وهى بترزع باب الاوضة وراها
دموعي نزلت أول ما خرجت و اترميت على السرير، شعور إنك خايف من شئ أو مش راضي عنه و مِش مرتاح وغيرك مش مقدر دا فهو شعور صعب، الموضوع مش بالبساطة اللي هُما شايفينها، لما يكونوا أخواتي الاتنين بيعانوا من نفس المشكلة
وهى إنهم عايشين في بيت عيلة، دايمًا كُنت بشوفهم راجعين لماما بسبب كُتر الخناقات اللي في بيت العيلة
ليه مش نعيش بعيد عنهم و نكون على راحتنا، يعني أي اصحي من النوم في معاد مُعين عشان أنزل لحماتي، يعني أي لما أجهز الأكل أكون محطوطة تحت ضغط إن الأكل مثلاً مُمكن يطلع وحش، أو إن حماتي تقارني بمِرات أبنها التاني، أو إنها تطلعني وحشة في نظر أدهم، لما أكون حابة أخرج مثلاً أنا و أدهم البيت كُله يعرف أو إنها تقول لينا ناخد حد معانا
ليه اسيبها تهزأني أو تقِل مني، أنا يمكن شايفة طيبة أم أدهم قد أي، بس..مش يمكن بعدين تتغير المُعاملة دي خالص، و تبقي زي حماه إخواتي
مسحت دموعي و إصراري زاد أكتر على قراري
..
-يا إما تطلقني يا ادهم أو تشوف لينا شقة بعيد عن أهلك.
كان كلامي في وسط تجمُع بسيط لكام فرد، كان بابا وماما و أدهم ووالدته ووالده
ضغطت ماما على أيدي و همست بغيظ:
-يا بت عيب كلامك دا و ارضي، دا أدهم مش هتلاقي زيه.
لكني مش اهتميت بكلام ماما و اصريت على قراري
ردت والدته و أنا شايفة الدموع متراكمة في عيونها:
-أدهم بيحبك يا أروى هتبعدي عنه؟
مسكت طرف خِماري بقوة و كُنت هنهزم خُصوصًا لما بصيت في عيون أدهم، لكن تماسكت وأنا برُد:
-بحترم حضرتك يا طنط بس أنا دا كان شرطي من البداية ومش هتخلي عنه ولو وصل الموضوع للبُعد فـ هبعد.
رد والد أدهم بهدوء:
-لو علينا يا أروى فوعد مني ليكِ إننا مش هنتدخل في حياتك أنتِ و أدهم و اعملي اللي يريحك بس خليكِ مع أدهم.
أدهم بص لوالدته ثواني:
-و أنا مش هبعد عن أمي اللي تعبت لما عرفت إني هاخد شقة بعيد عنها.
طبطبت على كتفُه:
-أعمل اللي يريحك ويريحها يا أدهم و أنا مش مُعترضة أهم حاجة عندي فرحتكُم.
بابا وجه كلامة ليا:
-ارضي يا أروى حماتك طيبة ومش هتلاقي زيها.
كملت والدته بلهفة:
-حتى لو هتعيشي في الشقة اللي فوقي مش هتدخل في حياتك ولا هجبرك على حاجة تعمليها ولا تنزلي ليا حتى بس متبعديش عن أدهم يا بنتي.
ضحِكت بسُخرية:
-و أنتوا مفكرين إني زي الهبلة هصدق كلمتين البداية دول زي إخواتي اللي حاليا بيعيطوا لماما من كُتر المشاكل.
حطيت أيدي على خدي و أنا ببُص لبابا بصدمة لما لقيته ضربني بالقلم و همست و دموعي متراكمة في عنيا:
-بتضربني يا بابا!
رد بنبرة باردة:
-و لأول مرة يا أروى أمد أيدي عليكِ بس أنتِ زودتيها.
..
كان آخر قرار من بابا على إصراره بإني هكمل وهعيش في الشقة دي..
مسِكت طرف من فُستاني و رفعته و خطيت أولى خطواتي جوا الشقة بعد جوازنا
أدهم قرب مني وطبع بوسة خفيفة على راسي وابتسم ليا:
-أدخلي غيري فُستانك واتوضي أكون غيرت أنا كمان واتوضيت عشان نبدأ حياتنا بركعتين لله.
هزيت راسي لُه بابتسامة ودخلت
..
تلات شهور مرت على جوازي من أدهم و للحقيقة والدته ووالد أدهم محدش فيهم تدخل في حياتنا كُنت عايشة معاه زي ما نكون عايشين في شقة بعيد عنهم
جه يوم وكُنت طالعة علي السلم بعد ما رجعت من مِشواري والابتسامة مش مفارقة وشي..
بس كان في شئ غريب باب شقة حماتي كان مفتوح و أصوات ضجيج جوا
قربت من الشقة ودخلت و أنا ببُص جوا بعدم فهم لكن فجاة لقيت والدة أدهم واقعة على الأرض وحواليها زوجات ولادها الاتنين بيحاولوا يفوقوا فيها
قربت منهم بسُرعة و سألتهم بلهفة:
-في أي يا امل طنط مالها؟
ردت عليا ببُكا:
-مِش عارفة إحنا الاتنين كُنا بنحضر الغدا في المطبخ وفجاة سمعنا صوت حاجة وقعت طلعنا لقيناها مُغمي عليها و مش راضية تفوق.
سألتها:
-طيب ومحدش فيكُم رن على حد ليه.
ردت وهى بتحاول تفوق فيها:
-رنينا عليهُم واحد مش بيرُد والتاني تليفونه مُغلق و إحنا مِش عارفين نتصرف.
قربت مِنها ومسكتها من كتفها:
-طيب ساعدوني عشان ندخلها جوا و أنا هحاول أتصرف.
و فعلاً بمُساعدة بعض قدرنا ندخلها جوا، اتصلت الأول بأدهم، و لحُسن الحظ إني مُمرضة و واخدة كورس في الإسعافات الأولية كُل دا قدر يساعدني إني اسعفها
أول ما فاقت فضلت تاخد نفسها بسُرعة و اديها على قلبها سألتهم بقلق:
-هى بتعاني مِن مرض حاجة، ليها دوا يعني بتاخده.
بصوا لبعض و ردت واحدة منهُم بسُرعة:
-اه هى مريضة قلب و في دوا بتاخده.
-طيب هاتيه بسُرعة.
أول ما جابته و اديته ليها شوية و بدأت تهدى من النوبة اللي كانت فيها
بلهفة سألتها:
-أنتِ كويسة.
ابتسمت ليا بتعب:
-الحمد لله بقيت أحسن..معلش تعبتك معايا روحي أنتِ اطلعي عشان لو هتجهزي الغدا قبل ما أدهم يرجع.
ابتسمت ليها بهدوء:
-المُهم بس اطمن عليكِ الأول.
طبطبت عليا:
-روحي يا بنتي أنا بقيت كويسة و أمل و هُدى معايا اهُم لو حصل حاجة.
ابتسمت ووقفت و أنا ببُص ليهم ومزهولة من حُبهم و قلقهم عليها و إنهم راضين عن العيشة في بيت عيلة ولا حتى في مشاكل زي ما بشوف وبسمع
كُنت لسة هخرج لقيت أدهم داخل بينهج وهو بيجري:
-أروى ماما بقيت كويسة حصل أي .
ابتسمت لُه بهدوء:
-مفيش حاجة أهدى واضح إنها نسيت تاخد العِلاج في وقته عشان كدا تعبت.
قرب مِنها و طبع بوسة على راسها و اديها و دموعه نزلت
طبطبت عليه و حضنته وهى بتطمنه:
-أنا بقيت كويسة يا حبيبي متقلقش.
استنيت لحد لما اطمنوا على بعض و اتكلمت عشان الطف الجو:
-أحدهُم قُريب هيكون أب و إحداهُم هتكون تيته.
بصولي كُلهم بصدمة لحد لما استوعبوا
أدهم قرب مني وهمس بضحكة لطيفة:
-بتتكلمي بجد يا أروى.
هزيت راسي لُه بابتسامة فقرب مني أكتر وطبع بوسة على راسي و أيدي
بعدت عنه و قربت مِن والدته و قعدت جنبها
كانت بتبُص ليا بفرحة في عيونها، مِسكت اديها وحطيتها على بطني
ثواني ولقيتها أخدتني في حُضنها، همست و أنا ببكي زيها:
-أنا كُنت غبية بجد عشان كُنت عايزة أعيش في مكان بعيد عنكُم.
بعدت عنها وبصيت على الأيد اللي اتحطت على كتفي:
-مش كُل الحموات وحشين يا أروى، عندك أكبر مِثال حماتك دي عُمرك ما هتشوفي في طبيتها و عُمرها ما ظلمت حد فينا.
ضحِكت وهى بتكمل:
-أنتِ عارفة لدرجة في يوم أنا اللي كُنت غلطانة في خناقتي مع جوزي قامت زعقت فيه وصممت أنه يعتذر مني ويراضيني.
ضحكنا كُلنا عليها و وجهت والدته كلامها لُه بتحذير:
-إياك تزعل أروى يا واد يا أدهم.
قرب مني وقعد جنبي و ضحِك و هو بيضُمني لُه:
يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاوي الادهم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *