روايات

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 البارت الرابع

رواية الشيطان شاهين 2 الجزء الرابع

الشيطان شاهين 2
الشيطان شاهين 2

رواية الشيطان شاهين 2 الحلقة الرابعة

أغلقت كاميليا باب الشرفة و نظرها مازال
معلقا بالاضواء البعيدة تحتها التي كانت تلمع
منيرة ظلام الليل….
تنهدت بحزن متجهة للسرير بخطوات
مترددة لتتمدد فوقه بكسل جاذبة الغطاء
لتدثر كامل جسدها….
تسللت نحو أنفها رائحة عطره التي تعشقها
لتهز رأسها ببطئ لتجده يقف أمام التسريحة
و في يده زجاجة العطر يعلقها ثم يضعها
فوق الطاولة….
عقفت حاجبيها بدهشة عندما لاحظت
أنه يرتدي بدلة أنيقة باللون الأسود
مستعدا للخروج… رفعت الغطاء
عنها ثم سارت نحوه قائلة :”إنت خارج
دلوقتي؟؟
اجابها ببرود و هو يرتب ربطة عنقه:”أيوا
في مانع؟؟؟
عضت شفتيها بغيظ فمنذ ثلاثة أيام
و هو غاضب منها بسبب ماتفوهت به
من حماقات في مكتبها مع هبة فلسوء
حظها كان شاهين يراقبها من خلال كاميرا
مزروعة داخل مكتبها ليشاهد و يسمع
ردة فعلها بالكامل عند رفض تصميمها
حاولت مصالحته بشتى الطرق و لكنها
فشلت….
و هاهو الان يعاملها ببرود و جفاء غريبين
سألته مجددا :”بس الساعة دلوقتي بقت
عشرة بالليل الوقت متأخر و مش عوايدك
يعني”.
رمقها بنظرات لامبالية قبل ان يلتفت نحو الباب قائلا
:”حتأخر برا…نامي و متستنينيش”.
توقف عن سيره عندما إعترضت كاميليا طريقه
موجهة نحوه نظرات لوم و عتاب :”شاهين..
هو إنت حتفضل زعلان مني لحد إمتى…. انا
إعتذرتلك مية مرة بس إنت رافض حتى
إنك تسمعني…. و الله انا مكانش قصدي….
أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها
صارخا بنبرة غاضبة :” بقى بتقولي إنك حتطلقيني
قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي
معنى….. للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا..
هان عليكي الحب و العشرة….
حتى لو مكنتيش بتعنيها…. حتى لو كنتي بتهزري
المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك… لو
كنتي… بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده “.
إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها
يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت
مختنق :” لا و الله انا بحبك…
تركها لترتد بجسدها قليلا إلى الوراء
شاهقة بقوة لتتمسك بطرف السرير
إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها
بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون
قصد منه…..
إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد
هاتفا باستهزاء :” لا باين… باين اوي
بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك
كل ليلة…نظرات الرعب و الخوف اللي لسه
بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك…
بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه
مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان….
أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول
أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة…. إتغيرت كثير على شانك… كل همي إنك تنسي و تحاولي
تحبيني.. مش طالب غير حبك.. بس للاسف
لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين…..
أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره…
لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها
رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو
رؤية دموعها و حزنها.
تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف :”
كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد الايام دي عشان
ترتاحي و تهدي أعصابك…وتفكري بهدوء
أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس غصب عني
كان لازم اقلك كل اللي جوايا….
مسحت دموعها بقوة قبل أن
تسارع بخطواتها لتعترض طريقه… وقفت
بجسدها الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب
الغرفة، رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين
قائلة برجاء:”متمشيش…إستنى إنت رايح فين؟؟؟
هز حاجبيه قائلا بتعجب:” و إنت من إمتى بتسأليني
السؤال داه ؟؟
رمشت عدة مرات بعينيها قبل أن تجيبه
:”عشان الوقت متأخر”.
سألها مرة أخرى :”عشان السبب داه بس؟؟ “.
نفت برأسها و هي تخفض نظرها للارض
تفرك يديها بتوتر شديد…إبتسم شاهين
بخفة عليها قبل أن يرفع ذقنها باصبعه
لكنها ظلت تنظر للارضية متحاشية النظر
إليه حتى عندما سألها:”طب قوليلي ليه؟
تمتمت كاميليا بصوت منخفض:” عشان مش
عايزاك تروح”.
شهقت متفاجأة عندما جذبها من خصرها
محيطا إياها بذراعيه القويتين بإحكام
عازما على عدم تركها هذه المرة حتى
يفهم ما يدور برأسها العنيد…..
:” مش عايزانى أروح ليه؟؟ “.
تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه
بتهربها من أسئلته…محدقا بها بنظرات
متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم
إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها
قضمت شفتيها بتوتر غير عالمة بتأثير
تلك الحركة العفوية عليه….
:”مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني
بكل حاجة…. إحنا بقالنا اكثر من ثلاث سنين
متجوزين…. بس دايما بحس إنك بعيدة عني
لسه نظرات الخوف بشوفها في عنيكي في كل مرة
…. حاسس إنك مش مرتاحة معايا…تصرفاتك
بتقول كده مثلا و لامرة سألتيني رايح فين
و إلا كنت مع مين؟ مش بتغيري عليا زي
بقية الستات…مفيش مرة طلبتي مني حاجة
كأنه مش من حقك حتى لما بتحبي تروحي
لبيت أهلك بتبعثيلي فادي علشان يقلي…
إحكيلي مالك…بصيلي في عينيا و تكلمي
قولي كل اللي في قلبك مين غير خوف
ولا قلق… إحنا لازم نصارح بعض عشان
نقدر نكمل حياتنا بشكل أفضل ….
مفيش قدامك حل غير داه عشان
إنت عارفة إني مستحيل أسيبك…..
إستجمعت انفاسها المسلوبة منها بسبب
محاصرته لها خاصة بعد أن تأكدت من إصراره
على جعلها تصارحه بالحقيقة…
بسطت أصابعها المرتعشة فوق صدره تحارب
بكل قوتها حتى لاتنهار أمامه فكيف ستخبره
أنه محق في كل ماقاله… و انها لازالت
تخشاه…تخشى شاهين الألفي….
نطقت أخيرا بعد صمت طويل ليخرج
صوتها خافتا مرتعشا و متذبذبا:”أنا…أصل…
أنا لسه بخاف منك… شوية يعني لما بتعصب
او تصرخ حتى على الولاد…عشان بفتكر
زمان لما كنت بتصرخ عليا و كنت يعني
بتكرهني…انا و الله مش بإيدي بس غصب
عني مقدرتش انسى إاللي حصل معايا
أنا عارفة إنك بتحاول بكل جهدك إنك
تنسيني اللي فات بس للاسف مقدرتش
مع إني مسامحاك…لكن إنت عارف إن
يعني…. اللي حصل مكانش سهل….
رفعت عينيها قليلا لتجده ينصت لها باهتمام
و هو يشير لها بعينيه ليحثها على إكمال كلامها
دون أن يقاطعها لتستأنف حديثها من جديد
:” الاغتصاب هو أسوأ حاجة ممكن تحصل
لأي بنت… و حتى لو فاتت عشرين سنة مش حقدر أنسى اللي حصل…انا كل حاجة حصلت معايا بسرعة
أنا جيت اشتغل هنا و بعدها بأقل من شهر إتجوزنا
مكنتش فاهمة حاجة… إنت كنت بتكرهني و بتعذبني
مين غير سبب…تعودت على قسوتك و على نظراتك
المشمئزة مني و بعدها قلتلي إنك عاوز تبدأ حياة
جديدة معايا و انا مكانش عندي إختيار.. عشان
إنت وقتها مخيرتنيش إنت بس قررت و انا
كالعادة لازم أنفذ….
أنا تعودت إني أعمل كل اللي إنت عاوزه
مين غير تفكير و لا حتى أقول رأيي و لامرة
خيرتني او سألتني انا عاوزة إيه…صح
إنت عملت حاجات كثير انا عاوزاها
و غيرت في نفسك كثير علشاني بس
بالرغم من داه لسه متعودتش اطلب
منك حاجة عشان حاسة إنه مش من حقي…
متنساش إنك إشترتني بعشرين مليون جنيه
وداه مبلغ كبير جدا عشان كده
لازم أرضى بكل اللي بتعمله و كل اللي بتجيبه
مين انا عشان أتشرط و إلا أعارضك…
ببقى عاوزة أسألك بس بخاف تزعل مني
و ببقى عاوزة أطلب منك حاجة بس بعدين أبطل
عشان متتضايقش مني…
ساعات بقول إن واحدة زيي لازم تحمد ربنا
صبح و ليل علشان متجوزة شاهين الألفي
بالرغم من إني على طول ببقى مرعوبة… وخايفة
لييجي يوم و تزهق مني و ترميني برا…
عشان إنت شاهين الألفي و تقدر تعمل أي
حاجة…
ضمها إيه بحنو لتجهش ببكاء مرير بعد أن
بذلت مجهودا كبيرا في قول تلك الكلمات
التي لا طالما كتمها بداخلها و لم تجرأ
او تفكر يوما في قولها له…
ظلت دقائق و هي تبكي و تشهق و شاهين
يربت على ظهرها بلطف دون أن يقاطعها
حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا…
دفعته قليلا ليبتعد عنها ليظهر له وجهها
المحمر و عينيها المنتفختين ووجنتيها
الغارقتين بالدموع… ليبتسم رغما عنه على
مظهرها اللطيف القابل للأكل… رغم شعوره
بالحزن من إعترافاتها التي تتضمن مدى
معاناتها و حزنها رغم مجهوداته المضنية
لإسعادها….
تنهد بصوت عال و هو يمسح بأنامله
دموعها الرطبة مقبلا جبينها و عينيها
قبل أن يحتضنها من جديد بقوة أكبر
و كأنه يريد إدخالها بين أضلعه بجانب
قلبه حتى يمنع عنها جميع أحزانها و مخاوفها
همس و هو لا يكف عن تقبيل أعلى رأسها و جبينها
قبلات حنونة :” مش قادر اقلك غير إنك
من يوم ما إبتديت أحبك و أنا بعتبرك حتة
مني…إنت رجعتيني للحياة من ثاني فعشان
كدة حياتي ملكك إنت…طمني قلبك و بلاش
تتعبي دماغك بأوهام فارغة..و مهما حصل بينا
مستحيل أسيبك تبعدي عني يوم واحد.. داه قدرك
و لازم ترضي بيه…. برضاكي أو غصب عنك…
إبتسم قليلا و هو يمسد خصلات شعرها
الناعم ليكمل:”حخليكي تحبيني و تغيري
عليا و حعلمك إزاي تعتبريني حق من حقوقك
زيي بالضبط…كل الخوف و التردد تنسيه
و اول درس حيبقى الليلة….حترجعي تطلعي
عيني زي ايام ماكنتي حامل بآسر و اسيل …. فاكرة؟؟
أنهى كلمته الأخيرة ثم إنحنى ليحملها
لتحاوط كاميليا رقبته بيديها متسائلة
: تؤ.. طب مش كنت حتخرج؟؟؟
أومأ لها بنفي و هو يجلس بها على
حافة السرير و يجيب مثلها:” تؤ… طلعلي
شغل هنا فجأة… و بصراحة الشغل هنا
أحلى…..
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية جراء
شعورها بالخجل من تصريحاته
الجريئة التي تعودت على سماعها منه لتخفي
وجهها داخل صدره و قد إمتلأت رئتاها برائحة
عطره المميزة.. ليقهقه عليها قائلا :”إنت دايما كده
فكرك رايح لبعيد انا قصدي إننا حنتكلم و نفضفض
لبعض…كلام و بس يا قلبي….
قرص أنفها المحمر باصبعبه لينكمش وجهها
بضيق مردفة :” تمام بس حروح اغسل وشي
الأول و إنت غير هدومك….
:”اوكي و لو إن لوك الفراوالاية لايق عليكي
اوي…تتاكلي أكل…..
أنهى كلامه بغمزة وقحة جعلت وجهها يشتعل
أكثر ليفقد شاهين السيطرة عن نفسه ليميل
مقبلا شفتيها بنهم ناسيا بذلك جميع ما قاله
لها منذ قليل…..
______________________________________
قبل ساعات في منزل سعيد والد كاميليا….
إستأذن محمد ليغادر بعد أن تحدث مع والدي
نور حول رغبتها في الطلاق وأخبرهم أنه
سيقوم بجميع الاجراءات الازمة في أقرب وقت
ممكن….
فتح باب الشقة ليخرج تاركا إياهم
متسمرين مكانهم من شدة الصدمة…
لكنه توقف مكانه بعد أن سمع صراخ والدة نور و هي تقول بحرقة
:”أنا لسه مش مصدقة اللي سامعاه يا نهار إسود..
يا نهار اسود شايف يا سعيد…. شايف
بنتك عملت إيه؟؟ عاوزة تتطلق.. يا فضيحتي
يافضيحتي اودي وشي فين من الناس
و الجيران بعد كده…..
اجابتها نور بصوت مندفع:” يعني
كل اللي همك هو كلام الناس.. و مش
همك انا؟؟؟
هبت والدتها من مكانها فجأة لتصفعها بكل قوتها
حتى شعرت نور بطعم الدماء في فمها…
قبض محمد على يديه بقوة يمنع بصعوبة نفسه
من العودة إلى الداخل لحماية عنيدته من بطش
والدتها….رغم ألمه منها و عذابه إلا أنه لم يستطع
إن يراها تتعرض لأي أذى…..
سارع سعيد لإبعاد زوجته التي لم تكتفي بصفع
إبنتها بل كانت تنوي إكمال ضربها…هدر بغضب
و هو يدفعها برفق:”بتعملي يا ولية إنت إتجننتي
بتمدي إيدك على بنتك و انا واقف؟؟؟
أجابته و عيناها تكادان تقفزان من محجرهما
من شدة الغضب :” و أقطم رقبتها كمان… البجحة عديمة الرباية دي… الظاهر إن إحنا دلعناها اوي عشان كده شافت نفسها وتفرعنت علينا…
تحدث سعيد بصوت هادئ رغم إشتعاله من
الداخل :” الضرب عمره ماكان حل…هي مش
صغيرة و عارفة كويس مصلحتها فين…سيبيها
تتحمل نتيجتها قرارها…
صرخت في وجهه لأول مرة في حياتها
و هي تكاد تشد شعرها من شدة الغيظ
بسبب برود أعصابه التي أثارت إستفزازها:”
متجننيش يا راجل أحسن انا على آخرى
بقلك بنتك عاوزة تتطلق تقلي حرة و تتحمل
نتيجة قرارها…تتحمل إيه و تتنيل إيه؟داه
طلاق طلاق يا ناس…مش لعب عيال”.
سقطت على الكرسي وراءها بعد أن شعرت
بارتخاء ساقيها و إرتعاش جسدها…تمتمت
بضعف و هي تسند رأسها الذي ثقل فجأة بكفيها :” طب ليه؟؟ حصل إيه عشان تطلبي الطلاق…. عملك
إيه إبن الناس؟؟
نظرت لها نور قليلا قبل أن تجيبها بصوت مرتبك
:” معمليش حاجة انا لوحدي طلبت الطلاق
عشان مقدرتش أستمر في العلاقة دي.. كان
لازم أحطلها حد من دلوقتي قبل ما تتطور….
:”سكت بنتك يا سعيد مش عاوزة اسمع
صوتها.. لحسن و الله حرتكب جناية الليلة دي…
ربنا نقذه منك جوزك عشان طيب و إبن ناس
ميستاهلش واحدة زيك… بكرة حتندمي يا بنت
بطني لما تحسي بقيمة الحاجة اللي ضيعتيها
من إيدك…
قاطعها سعيد ليسأل نور قائلا بصوت جاد :” طب
ممكن تفهمينا يا بنتي حصل إيه عشان تقرري
قرار زي دا…ماهو مش معقول بين يوم و ليلة
كده تطلبي الطلاق اكيد في أسباب مقنعة….
نفت نور براسها و هي تفرك يديها بتوتر قائلة
: يا بابا صدقني مفيش حاجة.. انا من الاول
مكنتش عاوزة الجوازة دي.. ما إنت عارف
من سنة لما وافقت على محمد انا وقتها كنت
فاكراها خطوبة بس إنتوا اللي قررتوا إنه يكون
كتب كتاب…
صفعت فخذيها بقهر قبل أن تهتف بحرقة:”بقى
زعلانة عشان الراجل شاريكي و داخل من الباب
بنات آخر زمن….منك لله يا نور منك لله كسرتي
ظهري ووطيتي عيني و عين أبوكي الخلق….
تكلم سعيد قائلا بصبر :” بطلي ولولة بقى
خلينا نفهم المشكلة فين يمكن نلاقيها حل….
-“حل إيه ياخويا ما خلاص اللي حصل حصل
بقى…والراجل خلاص زهق من عمايل بنتك
السودا و طفش…بس عنده حق انا لو منك
مكنتش صبرت عليها شهر كثر خيره بقاله
أكثر من سنة ساكت و مستحمل….
تجاهلها سعيد و هو يحدث إبنته :” تكلمي يانور
قولي اي حاجة خلينا نفهم….
نور بتوتر :” يابابا قلتلك مفيش حاجة… إنتوا ليه
بتضغطوا عليا… انا نفسي مش فاهمة حاجة…..
الام بغضب:”لااااا لحد هنا و كفاية.. يعني إيه مش عارفة و إلا هو دلع بنات وخلاص… بت إنت تعدلي
و بلاش حركاتك دي ربنا يعلم بحالي دلوقتي..فاضلي
تكة و أنفجر فينك يا كاميليا علشان تشوفي
أختك عملت فينا إيه؟؟ ….
نور بتهكم : وهي كاميليا دخلها إيه؟ دي حياتي
و أنا حرة فيها…
_:”لا مش حرة…ليكي اب و ام و أخت ليهم
رأي كمان…و قرار الطلاق داه تشيليه من دماغك
…. تنسيه خالص لحد ماشوف صرفة للمصيبة
اللي وقعتي نفسك فيها ووقعتينا معاكي
و حسك عينيك أسمعك جبتي سيرة
الموضوع داه لأي مخلوق…. يومين كده و حكلم
جوزك ييجي…..
نور مقاطعة :”لا يا ماما إنت مش حتكلمي حد….
الموضوع خلص خلاص و محمد قال أنه حيبتدي
في إجراءات الطلاق قريب….إنت ليه مش عاوزة
تقتنعي إن أنا و هو مفيش نصيب بينا…
الام بصوت عال:” ليه؟؟ عملك إيه الجدع
داه محترم و إبن ناس و عمرنا ما شفنا
منه حاجة وحشة…. قولي إيه اللي قلبك
مرة واحدة كده… و إلا في حد ثاني لعب بدماغك
إنطقي يا بت…..
ضيق محمد حاجبيه بدهشة و هو يستند بظهره على باب الشقة… دقات قلبه المتسارعة تدل على
توتره الشديد و هو ينتظر إجابتها على أحر
من الجمر… لم يضع هذا الاحتمال بباله
لشدة ثقته بها بالرغم من تصرفاتها الغريبة
و الغير مفهومة معه و خاصة في الفترة
الأخيرة….
إلا أنه لم يتوقع ابدا انها ستتركه من أجل شخص آخر…..
فتح أزرار قميصه العلوية بعد أن شعر
باختناقه توقف عن الحركة و جميع حواسه
تأهبت عندما سمع صوت نور و هي تصرخ
في وجه والدتها بغضب:”حضرتك تقصدي
إيه… تقصدي إني بخون جوزي و انا لسه
على ذمته…سامع يا بابا سامعها بتقول إيه؟؟
بجد مش قادرة أصدق إنك ممكن تقولي عليا
كلام زي داه انا تربية إيديكي و عارفة أخلاقي
كويس……
تدخل سعيد محاولا تهدئتهما:” أمك متقصدش
يا بنتي هي قصدها إن مفيش سبب
مقنع يخليكي تتطلقي…..
نور بغموض :” لا في…انا عندي أسبابي
الخاصة و انتوا لازم تحترموا قراري داه
عم إذنكم….
إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق الباب وراءها
بعنف مصدرا صوتا عاليا….تاركة والديها ينظران
لبعضهما بحيرة و ألم على إبنتهما العنيدة…..
تزامن صوت إغلاق باب الغرفة مع خروج
محمد من الشقة نهائيا و رأسه يكاد ينفجر من شدة
الأفكار التي تزاحمت فجأة داخل دماغه
بعدما سمعه…..
____________________________________
تنهدت ليليان بتعب و هي تصعد
آخر درجة من السلم الرخامي لفيلا
البحيري متجهة نحو غرفتها….دلفت
إلى الداخل و هي تسير علي أطراف
أصابعها حتى لا توقظ صغيرها الذي
من المفترض أن يكون نائما كعادته
بالداخل و بجانبه مربيته تنتظر مجيئها
حتى تغادر لكن عندما تتأخر ليليان في العمل
فهي تتركه مع جدته كاريمان او اي فرد من
أفراد العائلة ….
نزعت حذائها و رمته جانبا عند مدخل الغرفة
ثم أكملت سيرها تبحث بعينيها عن صغيرها
فوق سريرها…. جفلت و توقفت مكانها عندما
تفاجأت برؤية أيهم يتكئ على الفراش موليا
ظهره للباب و يحدث الطفل النائم و كأنه
يسمعه…..
إستوى في جلسته عندما شعر بوجودها
ثم إلتفت نحوها و قد ظهرت على وجهه
إبتسامة سعيدة….
وقف متجها نحوها قائلا بهدوء:”إتأخرتي
و المربية روحت فقلت أقعد شوية مع
أيسم…..كنت بحكيله حكاية لحد مانام…..
أومأت له برأسها و هي تتجاوزه… وضعت
حقيبة يدها على التسريحة ثم بدأت بفك
دبابيس وشاحها قبل أن تتوقف فجأة
عندما تذكرت وجوده….
لملمت أطراف الحجاب بعشوائية قبل رواية الشيطان شاهين بقلمي ياسمين عزيز فقط على صفحتي على الواتباد أن تلتفت نحوه متسمرة مكانها و كأنها
تنتظر خروجه.. إبتسم أيهم دون مرح
قبل أن يعود أدراجه ليجلس مكانه على طرف
السرير…..بدأ بمداعبة الصغير متحسسا بشرته
الطرية باستمتاع هاتفا بخفوت :”على فكرة
أنا لسه جوزك يعني تقدري تشيلي حجابك
قدامي….
أجابته دون تتحرك من مكانها :” الوقت تأخر
و انا تعبانة و عاوزة أنام…أيسم معاك طول
اليوم و كمان تقدر تشوفه بكرة…..
ايهم بلطف:”أنا كنت مستنيكي عشان آخذه ينام عندي
في أوضتنا….
ليليان بجمود:” حيضايقك عشان بيصحى في الليل إنت مش حتقدر تهتم بيه…..
أيهم برجاء:” طب تعالي معانا ننام كلنا في او…..
ليليان بمقاطعة:” لا انا تعودت أنام هنا و أيسم
كمان….
ايهم و قد فهم مايدور بخلدها لكنه ظل على
هدوءه:” طيب ممكن أنام معاكم هنا… عاوز إبني
ينام في حضني مرة واحدة بس…
ليليان برفض:” لو سمحت كفاية كده إحنا
قريب جدا حنطلق و مينفعش اللي إنت
بتعمله داه….
ايهم بهدوء رغم غضبه:”يعني مفارقش معاكي
حوارنا المرة اللي فاتت…. مفيش حاجة تغيرت؟؟؟
ليليان بحدة و قد شعرت بثقل الهواء من حولها
:”عشان اللي طلبته مستحيل…إني ابقى على
ذمتك بقية عمري حتي لو كل واحد فينا في مكان
ثاني داه شيئ مستحيل…
أيهم بتهكم:”طيب نفضل مع بعض….
ليليان بحنق:”إنت بتهزر… هو إنت فاكرني
نسيت اللي إنت عماته فيا زمان….أكثر من عشر
سنين عيشتني فيهم في حجيم… ذوقتني
فيهم كل أنواع الذل و العذاب و عاوزني
أنسى و أرجعلك…..
ايهم بهدوء مستفز:”طيب عاوزة إيه من
الاخر؟؟؟
ليليان و هي تغلق عينيها محاولة تهدأة
نفسها:” نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته
كفاية السنين اللي ضاعت من عمري…أنا
رجعتلك شركتك والمستشفى بتاعتك…
و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة
منك حاجة و حسيب الفيلا و أجر شقة صغيرة ليا
أنا و إبني….انا قدمت في كذا مستشفى
و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا
و إستقالتي حتكون بكرة على مكتبك..
أيهم بسخرية و هو مازال منشغلا بالنظر
للصغير :”و إيه كمان؟؟؟
ليليان ببساطة :” ولا حاجة….حشوف حياتي
وإنت كمان شوف حياتك…. إحنا مش اول
كوبل يطلقوا……
أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة :”صح مش اول كوبل يطلقوا…
رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه
:” عاملة حساب كل حاجة يعني….بالسرعة
دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني؟؟؟
ليليان ببرود :”إنت سايبني بقالك أكثر
من ثلاثة سنين… فترة كافية عشان اقدر
ارتب حياتي من ثاني… أكملت باستفزاز
لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت
لقيتي تجوزت…
إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى
قسوة كلماتها لتجده يحدق في أرضية
الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف
السرير حتى كاد يمزقه….مغمضا عليه
بقوة حتى تجعد وجهه.. لم تمض لحظات قليلة
حتى فتح عينيه من جديد مزفرا الهواء عدة
مرات قبل أن يتحدث بصوت مرتعش:” هوالدكتور
أسعد رجع المستشفى من ثاني؟؟
أجابته دون تفكير :” لا من ساعة ما طردته
من المشفى قبل ما تسافر مشفتوش …و بعدين
هو مفيش غيره و إلا أنا ميستاهلش إني
أحب و أتحب……..
إرتفعت زاوية شفتيه بابتسامة حزينة قبل
إن يهتف :” للأسف إنت مينفعش غير
تتحبي…..
رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها
أمام صدرها قائلة :” طيب حيث كده
إبتدي في إجراءات الطلاق عشان نخلص…..
هز الاخر حاحبيه بسخرية :” يعني مفيش
حل ثاني….
أجابته بحدة :” طبعا لا انا مصرة و اظن
إن داه من حقي…..
تحدث متنهدا:” طيب و ايسم؟؟
أجابته بحيرة :”ماله؟؟ داه إبني و مكانه الطبيعي
معايا….
قاطعها بصوت هادي:”بس داه كمان إبني
و مكانه الطبيعي معايا انا بردو……
ليليان بنفاذ صبر من هذا النقاش العقيم
حسب رأيها:” بلاش تلف و تدور عليا بالكلام
زي عوايدك…. رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت
السماء على الأرض و لو على ايسم داه إبني
و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك….
ايهم بغموض :” طيب و إنت فاكرة إن ماما
و بابا حيسيبوكي تخرجي من البيت و تبعدي
عنهم حفيدهم الوحيد …. ثم إزاي حتقدري تعيشي
لوحدك في شقة و عيلتك موجودة….
ليليان بألم :” دي عيلتك إنت…. انا معنديش عيلة
مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا….
انا امي ماتت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عذبني
سنين طويلة… مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي
الوحيدة….
أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها:” دي عيلتك
اللي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة
هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي
بحاجة…إنت أكيد مش حتقدري تكسري
بخاطرهم و تسيبي البيت كده فجأة….
و أيسم محتاج أنه يتربى في جو العيلة
مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية العيلة..
ليليان باندفاع :”قصدك إيه؟؟ دلوقتي
بقيت أنا الوحشة و عاوزة ابعد إبني
عن أهله و ابوز نفسيته…..انا مقدرش اقعد هنا
و إنت عارف كده كويس و عمي
و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه؟؟
أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها
:” أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت
عاوزاه و مش حمنعك تتجو…. زي و تشوفي
حياتك من ثاني…
نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم
إستانف حديثه من جديد :” بس إبني
مش حيسيب بيته و عيلته… مكانه هنا
و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي
مش عاوزة إنت حرة….
صرخت ليليان بعد أن فقدت السيطرة على
نفسها :”عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت…
طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت
عملت اللي أسوأ من داه “.
فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف
من مكانه متوجها نحوها ببطئ:”إهدي… إهدي….
مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك….إهدي يا لولو.
رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه
قائلة بتهديد :”متقليش لولو…..
هز كتفيه

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *