روايات

رواية كسرة قلب الفصل الثاني 2 بقلم يارا أمجد

رواية كسرة قلب الفصل الثاني 2 بقلم يارا أمجد

رواية كسرة قلب البارت الثاني

رواية كسرة قلب الجزء الثاني

كسرة قلب
كسرة قلب

رواية كسرة قلب الحلقة الثانية

-إيه القنوات دي؟ إيه دا يا خديجة، أنتِ لسه مخلصتيش الأكل ولا إيه؟
-أنت! أنت بتعمل إيه هنا؟
-هكون بعمل إيه يعني؟ واحد قاعد في شقة عمه بيتفرج ومراته بتجهز له الاكل؟ إيه الصعب في كدا.
-إطلع برا.
-مش عارف ليه قناة الماتش مش شغالة هنا.
-أنت إيه اللي جابك هنا؟
– لقيتها، حطي الأكل بقى، كلها خمس دقايق وهيطلع فاصل.
-ممكن تخرج؟ لإما وربي ألم الناس عليك دلوقتي.
-لمي الشارع كله لو عايزة، واحد ومراته بيتخانقوا هيعملوا ايه يعني.
-أنت بتعمل فيا كدا ليه؟ حرام بجد اللي بيحصل فيا، مستكتر عليا إن أفضل لوحدي بعيد عن كل الأذى اللي بيحصلي دا؟ مستكتر عليا إن أعيش في هدوء وأربي إبني اللي ملوش أي ذنب في أي حاجة بتحصل؟
-خديجة أنا…
-أنت إيه؟ أنت أكتر شخص أناني ومقرف قابلته في حياتي، أنت خونتني يا أدهم، خونت خديجة اللي حذرتك مليون مرة، قولتلك يا أدهم لو خونت ثقتي وقلبي مطمنش معاك مش هيطمن تاني أبدًا، أنت مبقتش تطمني يا أدهم، بقيت كارهه وجودك حواليا، حتى لما اكتشفت خيانتك ليا وواجهتك مكنش فيه أي رد فعل يشفعلك عندي، قولي أنا عملت ليك إيه عشان اشوف دا كله منك، قولي يا أدهم، قصرت معاك في إيه عشان يكون دا جزائي، قولي يا أدهم.
-خيانتك خيانتك خيانتك! إيه يا خديجة كل شويه خيانتك يا أدهم، إيه! هتعملي فيها دور البريئة المظلومة اللي الكل بيجي عليها وهي غلبانه! أنتِ إيه يا شيخة مبتحسيش! مش شايفه نفسك بقت عاملة إزاي؟ حياتك كلها عبارة عن الطبيخ والغسيل وهدى اللي كل مرة نقعد فيها تقولي هدى هدى هدى لحد ما انتبهت لهدى وبدأت اقارنك بيها، هدى اللي دايمًا مهتمية بنفسها مش زيك، هدى اللي مستقليه بنفسها مش زيك كل حاجة معتمدة عليا ولا كإنك ست كبيرة وعاقلة، وبعد كل اللي استحملته دا تقولي إنك مبتحبنيش!! وإنك متجوزاني غصب عنك! ليه يا شيخة حرام عليكِ دا أنا كنت يومها جايلك اعترفلك بحبي ليكِ، وأنت بكل قساوة دوستي على قلبي بكل برود ولا كإنك دمرتيني ولسه شايفه نفسك مظلومة!
كنت بسمعه وأنا مصدومة من كل كلمة قالها، معقول كل دا مخبيه في قلبه إتجاهي؟ معقول للدرجة دي أنا اللي المذنبة؟ أنا اللي مقصرة وأنا السبب في خيانته ليا وكمان أنا مبحبوش وبكرهه! أنا! مسحت دموعي بعنف وأنا بجاهد نفسي إني اتكلم من غير عياط.
– ودا مبرر للخيانة؟ دا كله مبرر إنك تخوني وتغضب ربنا؟ بس اقولك عندك حق، أنت صح في كل كلمة قولتها وعشان كدا أنت متستاهلش واحده زي، عشان كدا بقولك تاني اهو طلقني.
-مش هطلق يا خديجة، مستحيل اطلقك، هتفضلي على ذمتي لآخر يوم في عمري.
-أنت مريض! بقولك طلقني أنا مش عايزاك.
-دا بعدك يا خديجة.
سابني ومشى زي عادته! مش قادرة اقاوم أكتر من كدا، مش قادرة اتماسك أكتر! أنا تعبت، تعبت يارب مبقتش قادرة أتحمل، أنا ضعيفة أوي، يارب قويني وصبرني وعوضني خير عن كل اللي بشوفه دا.
-صباح الخير.
كنت لسه خارجة من الأوضة وشوفته قدامي، هو ممشيش!!
-بتعمل إيه هنا؟
-بجهز الفطار، ويكون في علمك دي أول وآخرة مرة أعمل كدا.
-أنا مطلبتش منك تعمل شيء.
تجاهل كلامي بكل برود وحط قدامي شنطة مليانة أدوية بصيت ليها بإستفهام.
-دي فيتامينات عشان الطفل، هتلاقي كل نوع مكتوب يتاخد إمته.
-هطلقني إمته؟
-أنا ماشي، متنسيش تفطري كويس وتاخدي أدويتك.
وزي عادته سابني ومشى واليوم عدى بتجاهلي له ويوم جر يوم وأنا ملتزمة أوضتي، كل مرة كان بيحاول يخرجني ويتكلم معايا كنت بصده ببرود، البرود اللي بقى محور حياتي معاه، عدى أكتر من شهرين على وجودي في بيت بابا وهو فضل معايا والغريب إنه كان مهتم بيا ومهتم بأدويتي ومعادي عند الدكتورة، كنا بنروح ونرجع ولا كإننا نعرف بعض، كنت بتجاهل الكلام معاه، لحد ما كنت خارجه برا الأوضة وسمعته بيكلم هدى.
-أنت فين يا أدهم؟ وسفر إيه اللي مش عايز حد يعرف عنه حاجة؟
-شغل يا هدى، هكون مسافر ليه يعني بلعب؟
-يا حبيبي أنت متنرفز ليه بس؟ كل دا عشان خايفة عليك وعايزة اطمن.
-إطمني يا حبيبتي أنا بخير.
-ماشي يا حبيبي، آه صح متعرفش خديجة فين؟
-لا معرفش هي لسه مرجعتش الشقة؟
-لا يا حبيبي، الله أعلم بقى هي موجودة فين ولا مع مين.
-قصدك إيه؟
-مقصدش يا حبيبي أنا بفكر بصوت عالي مش أكتر.
-هدى! خديجة بتكون مراتي وحامل في إبني مسمحش ليكِ أو لأي حد يقلل منها، إنتِ سمعاني؟
-سمعاك يا حبيبي.
كنت بسمع المكالمة وأنا مش قادرة استوعب أي شيء! سفر إيه؟ وبيسأل عليا إزاي وإحنا مع بعض! وبيكلمها ليه من الأساس! وأنتِ مالك يا خديجة؟ بتسألي في شيء ميخصكيش ليه؟ فقت من دوامة تأنيبي على صوته.
-في حاجة يا خديجة؟
-ها!
-مالك إنتِ كويسة؟
-آه آه بخير.
-مالك وشك أصفر كدا ليه، تعالي.
أخدني من إيدي وقعدني على الكرسي وأنا مش فاهمة أي حاجة.
-أنت ليه بتكذب عليهم وتقولهم إنك مسافر؟ وإنك متعرفش مكاني؟
-إنتِ عرفتي إزاي؟
-كنت فاتح الإسبيكر وأنت بتتكلم.
هز راسه بتفهم وقال:-
-حابب أخد فترة ارتاح فيها شوية، حابب ابعد عن الضغط اللي عايشين فيه عشان اقدر أخد قراري كويس.
-أي قرار؟ إحنا إتفقنا على الطلاق و…
قطع كلامي بنبرة حيرة أول مرة اشوفه بيكلمني بيها.
-خديجة لو سمحتي كفاية.
بصيتله بإستفهام فكمل وقال:-
-أنا تايه!
كلمتين! كلمتين كفيلين يوقفوا حياة الشخص لمدة من الزمن، شعورك بالتشتت دا بيكون نابع من صراع شديد أوي بين أكبر أعدائك وهما قلبك وعقلك، مقدرتش اشوف في عيونه نظرات التشتت والضياع أكتر من كدا، مهما عمل هو جوزي، وبكل رد فعل طبيعي لقيت إيدي بتتفتح له وضميته ليا هكذب لو قولت إنه محتاج الحضن دا أكتر مني! الزمن وقف بيا وصوت تفكيري مبقاش موجود، تبت فيا وكإنه طفل ضايع محتاج حد يرشده للطريق، بعد عن حضني ونام على رجلي وبكل هدوء العالم قال:-
-أنا تعبان أوي يا خديجة، تعبان لدرجة إني مبقتش قادر أفرق بين الصح والغلط، أنا عارف إني غلطت لما خونتك، عارف إني مستاهلش وجودك في حياتي، عارف إني شخص أناني لما جرحتك، بس أنتِ موتيني ألف مرة، مهما قولت مش هقدر اوصفلك إحساسي وإنتِ بتقولي أنا مش بحبه، في الأول كذبت نفسي وقولت أنا ممكن أكون سمعت غلط بس لما قعدت مع نفسي وإفتكرت كل لحظة عبرت فيها عن حبي ليكِ كنت بلاقي منك سكوت وتوتر، عمرك ما رديتي كلمة حب ليا، عُمرك ما حسستيني إنك بتحبيني، وهدى أكدتلي دا، لما وريتني شات بينك وبينها وإنتِ بتقولي إنك مش طيقاني ولا طايقة العيشه دي وإنك تعبتي من التمثيل وكلام كتير وجعني أوي، وجعني لدرجة اني قررت أوجعك زي ما وجعتيني، كنت طول الوقت بقولك هدى تصرفاتها غريبة، وإنتِ مصدقتنيش وكل مرة كنتِ بتاخدي الموضوع بهزار! لحد ما في يوم بقيت اشوفها بصورة تانية، صورة رسمتيها ليا وحببتيني فيها، أنا عارف إن دا مش مبرر بس وقتها كان مبرر، خديجة أنا ضايع من غيرك، من غير حضنك، أنا عارف إنك مش بتحبيني بس أنا.. أنا بحبك ومقدرش استغنى عنك حتى لو أنتِ بتكني ليا شيء تاني أنا مش قادر ابعدك عني، أنا أناني في حبك يا خديجة.
ضحكت بين دموعي، كنت بسمعه وأنا قلبي بينفطر مليون جزء، هو عنده حق أنا السبب، أنا اللي دخلتها حياتنا، أنا اللي خليتها جزء من يومنا وبالغت في حبها، بس أنا بحبه لسه، وهو.. هو كمان بيحبني! هو إعترف ليا بحبه دلوقتي، هو قالي أنا بحبك يا خديجة، هو بيحبني أنا! ومن وسط دموعي اللي بقت ممزوجة بدموع حُزن وحُب إتكلمت وأنا بلعب في شعره.
-أنا طُول عمري بعجز عن التعبير بمشاعري لأي حد، متعودتش إني أبوح لحد حتى أهلي كذلك، كنا دايمًا بنعبر لبعض بأفعالنا، بخوفنا، قلقنا، سعادتنا، بفعل شيء معين الشخص دا بيفرح بيه، كبرت وأنا عارفه إن الحب أفعال، مش لازم أعبر بالكلام! كنت دايمًا بشوف كُتر الكلام الحلو والإعترافات بالحب دا مش بيخلي تعبيرك عزيز، كنت بشوف كُتر المبالغة في إنك تعرف الشخص اللي قدامك قد إيه بتكن له مشاعر مع الوقت هتكون زيها زي صباح الخير مفهاش مشاعر، عشان كدا كنت خايفة أقولها، كنت خايفة لما اقولها تفقد قيمتها مع الوقت، أنا أسفة لو في يوم رديت ليك شيء لطيف قدمته ليا بطريقة مبهمة بالنسبة ليك، أنا عمري ما قصدت أجرحك، أنا كنت في كل مرة بقاوم توتري وخوفي بس للأسف كل مرة طبيعتي كانت بتتغلب عليا، وبخصوص الشات فأنا والله ما أعرف عنه حاجة ولا في يوم إتكلمت قولت حاجة زي دي وبخصوص إنك سمعتني بقول إني مش بحبك دي عُمرها ما طلعت مني غير مرة واحدة لما هدى سألتني في مرة وقالتلي لو رجع العمر بيكِ 5 سنين كنتِ تتوقعي إنك تحبي أدهم وتتجوزيه؟وردي وقتها إني مستحيل أحبه ولا اتجوزه، أكني في مسرحية ووقتها هكون كرهت التمثيل والعيشة بالحالها، بس لو سألتيني من سنتين كنت هقولك إني معرفتش يعني إيه حُب غير لما قابلته.
وقتها قام من حضني وبصلي بدموع ندم، حب، إشتياق، مشاعر كتير متلخبطة وضحكة بتزين ملامحه، مسك إيدي وقال بخوف بسيط من إجابتي.
-يعني أنتِ بتحبيني يا خديجة؟
-أنا معرفتش يعني إيه حب غير وأنا وياك.
-بتحبيني أنا؟ قولي إنك بتحبيني يا خديجة، قولي إنك مش هتسبيني خالص، قولي يا خديجة، طمني قلبي.
-أنا بحبك ومش هسيبك.
قالتها وخبت وشها بإيدها، قهقهت بصوت عالي على رد فعلها، ضميتها ليا وأنا قلبي طاير من الفرحة، حسيت وقتها إن الدنيا بتمد لقلبي كفوفها وبطمنه إن حبيبه وياه، سعادة أهل الأرض كلها بمتلكها دلوقتي، كنت كل شويه بضمها ليا أكتر وكإني بأكد لنفسي إنها معايا وفي حضني، عدت الأيام وبكل طاقة حب بمتلكها، حاولت اعوضها عن كل اللي مرينا بيه، قربت منها أكتر بقيت حافظ كل تفصيله صغيرة بتصدر منها، حبها ليا اللي كنت معمي عنه بقيت بشوفه في كل شيء بتعمله ليا، عدت سنتين على اليوم دا، اليوم اللي لأول مرة أكون مطمن فيه، واجهت هدى ولما انكرت هدتها فخافت واعترفت بكل حاجة وإن كل دا كان من تخطيط أمي لأنها مبتحبش خديجة، وقتها كنت مصدوم وخديجة كانت متقبله الموضوع واستغربت من ردة فعلها ووقتها عرفت طريقة أمي السيئة معاها، وقتها كل مشاعر الندم كانت محتلياني، وقتها ضمتها ليا ووعدتها إني مستحيل أخلي شيء يإذيها ويإذي بنتي، آه ربنا رزقنا ببنوته سمعناها وَنس لإنها فعلًا أنيسة حياتنا، وزي عادة الدنيا بتجر أيامنا الحلوة مننا، مرينا بأيام حلوة وأيام مُرة بس خديجة كانت تقابل مرارة الأيام دي بحضن دافي يزيل مرارتها، خديجة اللي لو كتبت فيها مجلدات هحتاج عُمر فوق عُمري لأجل إني انتهي.

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كسرة قلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *