روايات

رواية المزمار العجيب الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية المزمار العجيب الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية المزمار العجيب البارت الأول

رواية المزمار العجيب الجزء الأول

رواية المزمار العجيب الحلقة الأولى

……..كان في قديم الزمان ملكة قوية تحكم إحدى البلاد وكان لتلك الملكة بنتا وحيدة ذات جمال أخاذ هي الأميرة بدور ولما أصبحت في عمر الزواج كانت بدور قد سمعت من وصيفاتها الكثير من الحكايات العاطفية الخيالية التي جمعت بين شبان وشابات بمثل سنها والتي تنتهي دائما بنهايات سعيدة نهايات تجعل من بدور تعيش أحلاما جميلة
عشقت بدور تلك الحكاية وتأثرت بها ونتيجة لذلك فقد أخبرت الاميرة وصيفاتها بأنها لن تتزوج إلا من شخص تحبه
شخص تشعر معه وكأنها تعيش أجواء تلك الاحلام الوردية التي اعتادت معايشتها في تلك الحكايا
بدور تريد من فارس احلامها أن يغدو قادرا على أن ينقل الى قلبها تلك الأحاسيس الرائعة التي تغمرها عند سماعها لأخبار المحبين أحاسيس تجعلها وكأنها تطفو في السماء وتخطو فوق السحاب
لكن الذي حدث هو أن أمها الملكة كانت قد قررت تزويجها من أمير غريب يدعى شهاب
اعترضت بدور على هذا الزواج والسبب هو لأنها لم تلتقي بالأمير شهاب من قبل ولا تعرف عنه شيئا
لكن الملكة أصرت على تزويجها رغما عنها وهكذا آوت بدور الى غرفتها وهي في حالة سيئة لأنها تشعر أن والدتها تضطهدها بذلك الزواج
وأثناء الليل قررت بدور التسلل خلسة عن طريق ممر سري يؤدي الى خارج القصر كانت الاميرة قد عثرت عليه صدفة في إحدى المرات
قامت بدور بتبديل ملابسها بملابس رثة قديمة وخلعت عنها جميع حليها ومجوهراتها باستثناء قلادة صغيرة تحمل نقشا يمثل الشعار الملكي لعائلتها

 

وهكذا هربت بدور من القصر في محاولة منها لتوجيه رسالة الى أمها تعبر فيها عن رفضها لمشروع الزواج الذي رسمته لها
بدور كانت تهدف الى إمضاء عدة أيام بعيدة عن القصر ومن ثمة تعود الى أمها لعلها تكون قد تراجعت عن قرار الزواج المقيت هذا
لكن بدور لم تحسب حساباً للمغامرة الكبيرة التي تنتظرها بعد خروجها من القصر
سارت بدور في أراضي المملكة حتى أتعبتها قدماها لكنها ولحسن الحظ كانت قد بلغت غدير ماء منعزل فجلست عنده وأراحت قدميها لبعض الوقت
وبينما هي كذلك وإذا براعٍ شاب يقترب من الغدير وهو يقود قطيعا مؤلفا من ثلاث نعجات فقط
لاحظ الراعي بدور لكنه لم يأبه بها في بادئ الامرفجلس بعيداً عنها بانتظار أن ترتوي نعاجه من شرب الماء
ثم أخرج مزماره وشرع بعزف أحد الألحان العذبة
فأصغت إليه بدور بسعادة ثم نهضت واقتربت منه وسألته عن الطريق الى حقول القمح
فأشار هو إلى الطريق فشكرته هي لكنها قبل أن تنصرف إلتفتت إليه وأثنت على عزفه الجميل
هنا تبدلت ملامح الفتى فقال متعجبا :أسمعتي عزفي حقا؟
أجابت بدور :بالطبع سمعت..
فقال هو :هل لي أن أسألكِ عن اسمكِ أيتها الفتاة اللطيفة؟
قالت بعد تردد :اسمي هو…… سلوى..

 

قال :واسمي احمد سعدت بمعرفتكِ يا سلوى
كررت الاميرة شكرها للراعي ثم انصرفت
وصلت بدور الى مزراع شاسعة لنبات القمح فسارت في أرجائها طويلا حتى قابلت أخيرا العديد من فتيات الريف اللواتي كن يتهيئن لحصاد القمح فاندمجت بينهن وفعلت كما يفعلن حتى تعلمت منهن كيفية الحصاد
وأثناء ذلك كانت دوريات الحرس تجول الشوارع والطرق الرئيسية بحثا عن الاميرة بعد اكتشاف هربها وهم قد مروا عدة مرات على مجاميع الفتيات العاملات اللواتي يحصدن القمح لكنهم لم يفكروا أبدا بأن الاميرة قد تكون من ضمنهن
وعند الليل آوت الفتيات الى داخل حظائر خشبية كبيرة لغرض الراحة والنوم بعد يوم عمل شاق
كانت بدور تشعر بالارهاق الشديد وبالاوجاع في جميع مفاصل جسمها فهي لم تتعود على العمل الشاق لذا فقد ألقت بنفسها على الفراش استعدادا للنوم..
وحتى عندما أحضرت لها زميلتها بعض الحساء فإن بدور لم ترفع رأسها لتتناول عشائها وأثناء ذلك أخذ الجو يتلبد بغيوم مكفهرة فشرعت الفتيات يثرثرن فيما بينهن بالعديد من القصص المخفية Lehcen tetouani
ومن بين أبرز ما ذكرنه هو اسطورة ٌقديمة عن غول الجبل

 

حيث تذكر الاسطورة أنه عندما يضرب البرق جبل المملكة ثلاث مرات فأن ذلك الغول الشيطاني سيصحو من سباته
ثم سيهبط من قمة الجبل الى سفحه حيث سيقوم باختطاف أول زوج من البشر يصادفهما ويهرع بهما الى مخدعه في أعلى الجبل وهناك سيطفئ جوعه بالتهامه لهذين المسكينين سيئي الحظ
غفت الاميرة على صوت همهمة الفتيات حتى انقادت لنوم عميق فلم تشعر بعد ذلك بالجلبة التي أحدثتها الفتيات وهن يشاهدن البرق وهو يضرب قمة الجبل القريب لثلاث مرات متتالية
بالنسبة للفتيات فإن الاسطورة قد تحققت لذا فقد شعرن برعبٍ عظيم خشية نزول الغول إليهن فسارعن بالهرب من الحظائر ليلا نحو منازلهن في الريف المجاور
ولم يتبق في الحظيرة سوى فتاة واحدة تلك كانت الاميرة بدور التي ما تزال تحت رحمة سلطان النوم

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المزمار العجيب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *