روايات

رواية في حي الزمالك الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك البارت الرابع و العشرون

رواية في حي الزمالك الجزء الرابع و العشرون

رواية في حي الزمالك الحلقة الرابعة و العشرون

الْمَرْكَز الْأَوَّل ✨🦋🤎

‘بجد يعني؟! ملقتيش صورة Uglier ‘أقبح’ تُحطيها؟!’ أرسل رحيم تلك الرسالة لأفنان فور رؤيته للحالة التي وضعتها دون أن يُفكر ولو لثانية فلقد أعماه غيظه!

‘مالها الصورة؟ دي حلوة جدًا وشكلنا فيها حلو.’ أرسلت هي الرد فورًا وحينما قرأ رحيم الرسالة ألقى بالقلم الذي بيده على الأرض بعصبية لينظر نحوه أنس بريبة ثم يسأله:

“في أيه يسطا عالصبح؟ متعفرت ليه؟”

“بص الإستفزاز!” تفوه رحيم بضيق ليُمسك أنس بالهاتف لتظهر ابتسامة جانبية على ثغره ثم يقول:

“أنت متعصب ليه؟ متتعصبش لأن هي قاصدة تعصبك.”

“اه ما أنا عارف أنها قاصدة تعصبني!”

“طيب ماشي وأما أنت عارف بتتعصب ليه؟ أنا هقولك على حاجة، أقطع دراعي إن ما كانت لاعبة في ال settings ‘الإعدادات’ عشان محدش يشوف ال Status ‘الحالة’ دي غيرك، فأنت بقى متعومش على عومها ورد ببرود ولا كأنك اتضايقت.”

“أعوم أيه دلوقتي؟! هو ده وقته!” صاح رحيم ليقهقه أنس بقوة وهو يتمتم:

“أرحمني يارب! بص يا رحيم أنا هقولك ترد عليها بإيه عشان تغيظها أمين؟”

“أوكي، بس وريني قبل ما تبعت.” أومئ أنس ثم جذب الهاتف من يد رحيم ليكتب سريعًا ويُرسل الرسالة دون أن يأخذ رأي رحيم وكان محتوى الرسالة الآتي:

‘طيب يا دكتورة عقبال صورتكوا في الكوشة.’ نظر نحوه رحيم وعيناه يتطاير منها الشرار وهو يلكمه في كتفه بخفه بينما يتمتم:

“أنت أيه اللي بعته ده؟ وبعدين مش أحنا قولنا توريني قبل ما تبعت! ويعني أيه كوشة أصلًا؟!”

“أصلًا؟ الكوشة دي يا حبيبي اللي بيقعد فيها العروسة والعريس.”فسر أنس وهو يحاول كتم ضحكاته كي لا يزيد من ضيق رحيم، أتسعت أعين رحيم حينما أنتهى أنس من تفسيره ليصيح رحيم بغضب:

“يا نهارك أبيض! وأنت بتدعي أنها تقعد مع نوح في الكوشة؟!”

“رحيم بابا ركز معايا! دي جملة ساخرة وأنا واثق أنها هتتغاظ جدًا عشان هتحس أنها مش فارقة معاك.”

“أفرض اتضايقت مني ولا عملتلي Block ‘حظر’ ؟”

“يا عم Block ‘حظر’ مين دي دايبة في دباديبك وبعدين حتى لو زعلت يبقى بركة في مليون بنت غيرها و أحلى منها.”

“مفيش فايدة فيك بجد!” نظر نحوه أنس بتعابير وجه مُرتخية ولم يُعلق ليحمحم رحيم وهو يحك مؤخرة عنقه، هو لم يقصد الجملة حرفيًا وقد غاب عن باله أن أنس أصبح يتحسس من كل كلمة تُقال، كاد رحيم أن يُصلح الأمر لكن سبقه رسالة من أفنان جعلته ينتبه هو وأنس لما أُرسِل:

‘يا نهار أبيض هي وصلت للكوشة يا ابن البكرى؟! يعني أنت عايزني أقعد مع نوح في كوشة واحدة؟ مُتأكد؟’ قرأ رحيم الرسالة واتسعت ابتسامته ونظر نحو أنس الذي كان يُبادله نظرات فخر وغرور قبل أن يتمتم رحيم:

“أنت مُبهر بجد! المُهم دلوقتي أنا مش عارف أرد بأيه..”

“استنى أنت بقى شوية.” أردف أنس وهو يأخذ الهاتف من رحيم ويكتب الآتي:

‘مش أنتي اللي منزلة صورتك معاه وفرحانه بيها ولا كأنك متصورة مع مو صلاح.’

“أيه ده أنت بتحب حمثلاح؟ اه طبعًا تلاقيك بتتفرج عليه وهو بيلعب مع liver pool ‘اسم فريق كرة قدم إنجليزي’ ما أنا عارفاك مبتشجعش أي منتج محلي.” قهقه أنس بقوة حينما قرأ الرسالة حتى كاد الهاتف أن يسقط من يده، لكن رحيم أكتفى بإبتسامة واسعة، لما تظن أفنان أنه يميل دومًا لكل شيء أجنبي؟ هو لم يفعل أي شيء يدل على ذلك أو هذا ما يظن.

‘بقولك أيه يا أفنان سلام دلوقتي عشان بصحح الإمتحان.’ أرسل أنس تلك الرسالة مُتعمدًا إثارة غيظ أفنان أكثر وأكثر لينظر نحوه رحيم بإستنكار وهو يسأله:

“أيه يا بني آدم أنت قلة الذوق دي؟ حد يقول لحد كده!”

“يا عم رحيم هما الحريم بيحبوا كده، وبعدين كمل تصحيح فعلًا عشان نتنيل نعملهم الحفلة ونخلص من حوار التدريب ده خالص ونرجع نركز في شغلنا.” تحدث أنس بنبرة مُريبة وكأنه تحول فجاءة من شخصًا ذو مستوى رفيع وذو تعليم جيد إلى تاجر ممنوعات.

“حريم؟! اسمها بنوتات، آنسات، مُدمزلات خلي عندك ذوق ورُقي كده.”

“خليهولك أنت يا أخويا..” علق أنس بسخرية وساد الصمت لثوانٍ قبل أن ترتخي معالم وجه أنس وهو يستفسر من رحيم عن الآتي بنبرة هادئة جادة:

“رحيم هو أنا حكيتلك كل حاجة إمبارح صح؟ قصدي يعني عن أروى وكده..”

“اه.. تقريبًا يعني.”

“طيب.. هو أحنا هنعمل أيه؟ أنت أكيد مش هتتخلى عني صح؟” سأله أنس بصوتًا مبحوح وهو يعبث في خصلات شعره بتوتر لينظر نحوه رحيم بحنان لكنه يُردف بنبرة تميل إلى الحدة:

“أنت عبيط يا أنس؟ هو أنا عمري أتخليت عنك قبل كده؟ متقلقش أنا قولتلك هحل المُشكلة دي.”

“خلاص أنا معاك أيًا كانت أيه خطتك المهم أروى تفضل كويسة، على أعتبار أنها دلوقتي كويسة..” استقام رحيم من مقعده ليضم أنس لثوانٍ ثم يفصل العناق وهو يسأله بصوتًا منخفض:

“أنس مش معاك Cigarettes ‘سجائر’؟”

“معايا طبعًا، لا وأيه حاجة من اللي قلبك يحبها.” قال أنس وهو يُخرج من جيب بنطاله الجينز المُلقي على أرضية الحجرة بإهمال سيجارة ضخمة ومن مظهرها بدا أنها سيجارة محشوة بمخدر ما، وهو الحشيش غالبًا.

“خد دي وإدعيلي، دي بقى ماركة كل البنات بتحبك كل البنات حلويين.”

” يا نهارك أبيض!! ده مامي مش بس هتطردنا من البيت لو شافت اللي في ايدك ديه، دي احتمال تبلغ عننا وتحبسنا!!!”

“تصدق أنت مش وش نعمة، وبعدين أنت عندك حق Auntie ‘عمتي/خالتي/طنط’ إيڤلين ممكن تعملها فعلًا ولا هيفرق معاها.. طب أستنى أنا معايا سجاير فرط.”

“سجاير أيه؟ ده Brand ‘ماركة’ جديد ده ولا أيه؟” سأله رحيم ببلاهة ليقهقه أنس بقوة فيرمقه رحيم بحنق ليحاول أنس أن يتوقف عن الضحك وهو يُجيب عن سؤاله مُردفًا:

“رحيم يا حبيبي فرط دي يعني تروح لعمو بتاع الكشك تشتري منه سيجارة أو اتنين بدل ما تجيب علبة على بعضها يعني.”

“أوه، طب وأنت مش معاك فلوس تشتري علبة يعني؟”

“لا معايا بس أصلي كنت بشتري حاجات حلوة وأتبقى كام جنية فقولت بدل ما يديني بيهم لبان أخد سيجارة.” فسر أنس لينظر نحوه رحيم بثغرًا مفتوح وأعين متسائلة ليمسح أنس بيديه على وجهه بضيق، إن رحيم لا يفهم نصف ما يقوله أنس!

“حقيقي يا أنس الكلام معاك بيرهقني ذهنيًا عشان أحاول أستوعب كمية الحاجات الغريبة اللي بتقولها في جملة واحدة.”

“سيبك من الكلام ده.. هو أحنا مش هنفطر ولا أيه؟”

“نفطر؟ أنت عارف الساعة بقت كام؟”

“لا متحسسنيش أننا المغرب يعني ده الشمس طالعه!”

“الساعة بقت واحدة يا أنس وده معناه أن معاد ال lunch ‘الغداء’ قرب، فهنستنى بقى.”

“هو أنت ليه محسسني أني حاجز في Hotel ‘فندق’ والأكل والشرب بمواعيد؟! ده بيتكوا يا ابني ما اللي يجوع ينزل يعمله سندوتش جبنة وخلاص!”

“لا ما هو أصل الأكل هنا بمواعيد طول ما مامي في مصر..” قال رحيم بنبرة تحوي في طياتها الإحراج والخجل لينظر نحوه أنس بإبتسامة ظنًا من أنه يمزح لكن تعابير وجه رحيم كانت جادة، تعجب أنس لأنه لا يتذكر أن والدة رحيم كانت تفعل ذلك في صغرهم.

“يا كبد أمك يا ابني! يعني يوم ما بتاخد أجازة عشان ترتاح وتنام وتصحى براحتك بيجوعوك! أتاريني بقول جسمك رياضي ورشيق ازاي كده.” علق أنس بنبرة درامية ساخرة ليضحك رحيم وهو يقلب عيناه، أنس قادر على تحويل أي حوار من كونه جدي تمامًا إلى مُزحة.

“المهم لحد ما الغداء ما معاده يجي تعالى نكمل تصحيح الورق ده عشان نخلص.”

“ماشي بس لو سمحت صحح بضمير.”

“حاضر، أيه ده هو أنت مغطي الأسامي ليه؟” سأل أنس وهو يعبث في الأوراق الموضوعة أمام رحيم.

“عشان أكون Fair ‘عادل’ في التصحيح.”

“قصدك عشان لما توقع في أيدك ورقة القطة متديهاش درجة أزيد يعني عشان ضميرك وكده.” تحدث أنس وهو يغمز بإحدي عينيه وكاد رحيم أن يُجادله لكنه قرر أن يوفر طاقته، زفر رحيم بنفاذ صبر ثم علق قائلًا:

“اه يا أنس.”

مرت نصف ساعة تقريبًا على كليهما وهم يُجريان عملية تصحيح للإختبار، كان الصمت سائد فيما عدا صوت أغنية تابعة للفلكلور الإنجليزي ليذم أنس شفتيه ويتمتم:

“ما تغيرلنا يا عم أنت القرف اللي أنت مشغله ده.”

“قرف؟ بقى الرُقي ده يتقال عليه قرف؟ ركز في اللي في إيدك يا أنس و Shut your mouth ‘أغلق فمك’.”

“أيه ده يا ساتر يارب؟!”

“في أيه؟”

“حد خطة وحش جدًا! ده بيكتب برجله ده ولا أيه؟!” سخر أنس وهو يقوم بقراءة الإجابات بصعوبة ولسبب ما شعر أن تلك الورقة تخص أفنان.

“متتريقش على حد عشان كده عيب.”

“لا خط وحش أوي بجد صدقني، بس هو حالل صح أو حالة يعني معرفش نوع الكائن صاحب الورقة.”

“طب كمل تصحيح وخلص عشان مامي هتبعتلنا ال Maid ‘الخادمة’ كمان ربع ساعة بالضبط عشان ميعاد الغداء.”

“رحيم بيه مدام إيڤلين بتقول لحضرتك أن الغداء جاهز.”

“تمام، أتفضلي أنتي.”

“ما شاء الله القمر دي Maid ‘خدامة’، الدنيا دي غريبة جدًا.”

“حتى ال Maid اللي عندنا مش سايبها في حالها! أرحمني، أنس بقولك أيه مش عايز فضايح قدام مامي وبابي ده أنا إمبارح دخلتك أوضتي كأني بهرب ممنوعات عشان محدش فيهم يشوفك!”

“عيب عليك يا معلم هي دي أول مرة أقعد معاهم يعني؟”

“ربنا يستر..” همس رحيم وهو يُعيد خصلات شعره نحو الخلف ويُفكر في أنه خصلات شعره قد استطالت بشدة وعليه أن يقوم بقصها.

توجه كلاهما نحو الطابق السفلي ليجدوا والد ووالدة رحيم يجلسون على طاولة الطعام داخل حجرة الطعام بالفعل، ترتدي والدته ثياب فخمه وقد قامت بإعادة خصلات شعرها الشقراء نحو الخلف بإحكام وترتدي في يديها حُلي من الألماس وكان والده يرتدي بذلة رسمية، كان من الواضح أنهم متوجهين إلى مكان ما.

“مساء الخير.” أردف رحيم وهو يتجه نحو والدته ويُقبل يدها ومن ثم يذهب لوالده ويفعل المثل بينما يكتفي الإثنين بمنحة إبتسامة متكلفة، كان أنس يقف خلفه ثم تقدم من والدة لرحيم لينحني لها ويُقبل يدها بلطف وهو يتمتم:

“مساء الخير Auntie ‘طنط/خالتي’ ، معقول هيكون ليا الشرف أتغدى مع حد بالجمال والأناقة دي؟” كان أنس يدري تمامًا كيف يتعامل مع والدة رحيم فبكلماته البسيطة تلك استطاع جعلها تضحك بخجل وهي تُردف:

“أنس حبيبي Thank you ‘شكرًا لك’ ، أتمنى رحيم يتعلم منك اللطف ده.” ابتسم أنس ابتسامة جانبية وهو ينظر نحو رحيم بطرف عيناه بينما ذم رحيم شفتيه.

“ده أنا متعلم الكلام ده من رحيم، Uncle ‘عمو’ حامد حضرتك وحشتني جدًا.” أردف أنس وهو يُقبل رأس والد رحيم الذي همس في أذنه بصوت منخفض:

“طول عمرك بكاش يا ولد، ياريت تبقى تقول لصاحبك يعمل زيك.”

“والله يا أونكل هو صاحبي شكله مش طايقنا كلنا.”

تفوه أنس بسخرية حينما رأى تعابير وجه رحيم المستاءة، بعد خمسة دقائق كانوا يجلسون جميعًا ويتناولون الطعام في صمت تام فيما عدا صوت الأشواك والملاعق الخافت لكن الصمت لم يدوم حيث قطعته والدة رحيم وهي تقول:

“أنس رحيم حكالك عن ال Bride ‘عروس’ اللي أنا جبتهاله؟ بنت من عائلة كبيرة وجمالها أوربي وشاركت في تربيتها لكن صاحبك Refused to travel and met her ‘رفض أن يُسافر ويُقابلها’.”

“في الواقع رحيم حكالي فعلًا، هو مش معترض على الجواز ولا العروسة إطلاقًا هو بس.. مشغول بالشركة يعني والتدريبات وكده..” حاول أنس أن يُخرج صديقه من الموقف الحرج الذي وضع فيه عن طريق استخدام موهبته في إدارة النقاش فهو بارع في ذلك بغض النظر عن أن حديثه ساخر في معظم الأوقات.

“كل ده Important but it’s not more important than settling down and making a family ‘إن ذلك مهم ولكن ليس أهم من الإستقرار وتكوين عائلة’.”

“أنا مع حضرتك، بس لازم رحيم يكون مؤهل نفسيًا أنه يدخل في علاقة ويكون بيت، الموضوع مش بس محتاج أنه يكون مستقل ماديًا وأنا من وجهه نظري المتواضعة جدًا طبعًا شايف أن رحيم لسه مش مستعد، بالتأكيد هو مش قاصده يضايق حضرتك.”

“كل مرة بتبهرني بتفكيرك الناضج ومهاراتك في الإقناع يا أنس.” أردفت والدة رحيم وهي تنظر نحو أنس برضا تام بينما نظر رحيم نحو أنس بنظرة وهو يسأل بداخله ‘مين ده؟’ بينما حاول أنس ألا يضحك كي لا يُفسد الصورة الجادة المتزنة التي رسمها بإتقان أمام والدة رحيم.

“شكرًا Auntie، بتعلم من حضرتك ومن Uncle حامد.”

انتهى الغداء على خير وعاد أنس ورحيم إلى الطابق العلوي بينما غادر والديه لحضور إجتماع في بيت أحد العائلات الكبيرة دون أن يُطلعوا رحيم على المزيد من التفاصيل وهو لم يهتم كثيرًا.

“أنس أنا كده خلصت الورق كله، ورتبته بترتيب الدرجات ناقص بس أشيل ال Sticker ‘المُلصق’ عشان أعرف مين صاحب الورقة اللي قفلت، اه معلش يا أنس أبعتلهم مسدچ باللي هقولهولك ماشي؟”

“ومتبعتش أنت ليه؟”

“عشان مش عايز أبان Online.”

“ماشي يا أخويا.”

‘مساء الخير يا شباب، دكتور رحيم انتهى من التصحيح وقرر أنه هيعملكوا حفلة بمناسبة اجتيازكوا للتدريب والإختبار، الحفلة هتكون في الشركة وفي القاعة اللي متعودين نشرح فيها، الحفلة هتكون بعد بكرة الساعة 33.’

قرأت أفنان الرسالة بمزيج من الحماس والتوتر، ستكون تلك المرة الأخيرة رسميًا التي ستقابل فيها رحيم وفي الوقت ذاته تشعر بالتوتر حيال أمر الجائزة النقدية فإن لم تفز هي بها ستتدمر أحلامها التي أخذت تبنيها في الأسابيع الماضية.

“ميرال بقولك أيه؟”

“همم؟”

“مش عارفة ألبس أيه في الحفلة.”

“ماشي.”

“ماشي؟ ماشي أيه؟ أنتي سامعة أنا بقول أيه أصلًا؟” لم ترد ميرال لتنهض أفنان بغضب وتسحب الهاتف من يد ميرال وهو تُردف بغضب:

“اه طبعًا لازم مترديش عليا ما أهو أنتي مشغولة بنوح بيه!”

“معلش هو كان بيكلمني في حاجة مهمة فكنت مركزة في التليفون.”

“طيب خليه ينفعك بقى.”

“طب أنتي كنتي عايزة أيه؟”

“مش عايزه من وشك حاجة.” صاحت أفنان وهي تُلقي الهاتف على السرير وتغادر الحجرة بغضب طفولي، لحقت بها ميرال وهي تُنادي عليها لكن أفنان تجاهلتها وأخذت إسدال الصلاة وأرتدته ودلفت إلى داخل الشرفة، أمسكت أفنان بهاتفها وقامت بمراسلة مريم وقد بعثت لها الآتي:

‘مريوم بقولك أيه عندي حفلة عشان التدريب اللي كنت بروحه خلص ومش عارفة ألبس أيه ونظرًا لأنك عارفة لبسي كله انا وميرال فإقترحي عليا حاجة.’

‘ألبسي الفستان الأسود أو ألبسي البنطلون البوفريند الفاتح وعليه الكارديجان الكشمير.’

‘لا مليش مزاج، أقترحي حاجة تانية.’

‘طب بصي أنا جبت فستان جديد لونه كُحلي أيه رأيك تعدي عليا تاخديه؟ أو ممكن ابعتهولك مع نوح.’

‘طب صوريه كده.’

‘ها أبعته؟’

‘حلو أوي ثانك يو يا مريوم بجد، أبعتيلي معاه طرحة وبندانة بقى.’

‘مش عايزة DVD؟’

‘لا شكرًا، هضطر بقى أشوف جزمة عندي لأن مقاسك أصغر مني.’

‘تمام هتصحي تلاقيهم عندك إن شاء الله.’

أغلقت أفنان هاتفها وعادت إلى غرفتها، لتجد ميرال تقترب منها ولكن أفنان تتمددت على السرير وأخفت كامل جسدها بواسطة الغطاء.

“خلاص بقى متزعليش أنا أسفة.” لم ترد أفنان لذا أنقضت عليها ميرال وهي تُزيح الغطاء وتقوم بدغدغة أفنان بعشوائية لتقهقه الآخرى بقوة وهي تقول:

“خلاص مش زعلانة أبعدي بقى!!! وبعدين هو مش أنتي المفروض عندك شغل؟ منزلتيش النهاردة ليه؟”

“أنتي لسه واخده بالك؟ وبعدين ما أنا قولتلك أن الجمعة بس أجازة أساسي واليوم التاني مش ثابت.”

“ماشي ياختي، وعلى فكرة بقى أنا خلاص أصلًا سألت مريم عاللي أنا عايزاه.” قالت أفنان مُتعمدة إثارة غيظ ميرال ليستمر الجدل بينهم لعدة دقائق والذي انتهى بدخول والدتهم الغرفة لتقوم بتوبيخ كلتاهما.

مر اليومان سريعًا حتى جاء يوم الحفلة خاصة أفنان وقد أرسل لها نوح الثياب وأعطاها لوالدتها حيث رفضت أفنان أن تغادر حجرتها وتُقابله، أرتدت أفنان الثوب ذو اللون الأزرق الداكن ‘كحلي’ والذي لم يحمل أي نقوش سوى حزام صغير حول الوسط، ارتدت أفنان وشاح باللون السماوي الفاتح ‘Baby blue’ يحوي نقوشًا بدرجات مُختلفة من اللون الأزرق، لم تكن أفنان بارعة في وضع مساحيق التجميل حيث لم يكن والدها يسمح لهم بوضعها سوى في المناسبات فقط لذا أكتفت بالكحل الأسود في عينيها وأحمر شفاه باللون الوردي، نظرت إلى إنعكاسها في المرآة لقد بدت جميلة في ذلك الثوب بل ملائكية لكنها لم تشعر كذلك فلقد أعماها شعورها بالتوتر.

غادرت أفنان حجرتها وهي تبحث داخل ‘الجزامة’ على حذاءها الذي لونه مماثل للون الوشاح ليُقاطع ما تفعله والدها وهو يُردف:

“بسم الله ما شاء الله، أيه الجمال ده كله يا حبيبة بابا؟ شكلك عروسة الله أكبر.” ألتفتت أفنان لتواجه والدها الذي كان ينظر نحوها بعيون تشع حنانًا وحب، تقترب منه لتضمه بلطف ثم تقول:

“ربنا يخليك يا حبيبي، وبعدين عروسة أيه بس يا بابا وده مين مجنون هيرضى يتجوزني.” أنهت حديثها بسخرية وهي تقهقه ليشاركها والدها الضحك ثم يُعلق بنبرة تجمع بين الجدية والمزاح قائلًا:

“وهو حد يطول يتجوزك أصلًا؟ وبعدين يا حبيبتي كل فولة وليها كيال.. أكيد هتلاقي الشخص اللي يحب جنانك وعفويتك وشخصيتك كلها على بعضها.”

حينما سمعت أفنان حديث والدها لم يخطر ببالها سوى شخصًا واحد.. رحيم! فهو الشخص الوحيد تقريبًا الذي يتقبل شخصيتها الحادة وتقلباتها المزاجية بل ويُحب طريقة حديثها الساخرة والألفاظ التي تستخدمها، هو الوحيد الذي لا ينتقدها بإستمرار.. اتسعت ابتسامتها حينما تجمعت تلك الأفكار في رأسها لينظر نحوها والدها بنظرة ذات مغزى وهو يسألها:

“أيه ده سر الإبتسامة دي؟ هو في حاجة أنا معرفهاش ولا أيه؟”

“هاه؟ في الواقع.. هحكيلك لما أرجع يا حج عشان اتأخرت ولسه الطريق طويل.” حاولت أفنان الهرب من الإجابة على السؤاله وفي الوقت ذاته هي قد تأخرت على الحفلة بالفعل فلقد كانت الساعة تقترب من الثانية والربع وهي لم تُغادر المنزل بعد.

جلست أفنان طوال الطريق في توتر شديد وتحاول جاهدة ألا تقضم أظافرها حتى لا تُفسد مظهرهم، شعرت بآلم شديد فالمعدة جراء شعورها بالتوتر ليزداد وضعها سوءًا، نظرت إلى هاتفها لتجد أن الساعة أصبحت الثالثة إلا عشرة دقائق وهي لم تصل بعد، دق هاتفها لتتحمس وتنظر إليه لكن سرعان ما تعبس مجددًا حينما ترى أن المُتصل هو نوح وليس رحيم، بعد عناء شديد وصلت أفنان إلى الشركة لتهرول نحو الطابق المنشود دون انتظار المصعد، يصدح صوت هاتفها في المكان فتُجيب دون النظر إلى اسم المُتصل فيأتيها صوت رجولي ثقيل من الجانب الآخر مُردفًا:

“أفي.. أنتي فين؟” سأل المُتصل والذي كان رحيم لكنه لم يتلقى إجابة، أخذ يتجول بعيناه في المكان قبل أن يلتفت نحو الخلف حينما لمحها بطرف عيناه، آخر شخصًا يحضر الحفل.. تسير بِطلتها البهية وابتسامتها المتوترة.. تسير بخطوات متجانسة كعارضة أزياء مُتمكنة، يدها ترتجف بوضوح وعيناها ترمش بقوة.. تُبطء من خطواتها كلما أقتربت من رحيم الذي وقف وهو يضع إحدى يديه داخل جيب بنطال بذلته الرسمية الكُحلية وبالآخري يحك ذقنه.

كانت تتأمله هي على إستحياء حيث أن عينيه لم تتحرك بعيدًا عنها، استطاعت أن تلاحظ بسهولة أنه يرتدي ساعة يد فاخمة جديدة، رائحة عطره لم تتغير، لقد هذب لحيته وشعره بدا أقصر قليلًا من المُعتاد، كان يرتدي بذلة رسمية فاخرة كالمعتاد لكن ما لفت انتباهها هو أن بذلته بنفس لون ثوبها فبدى الأمر وكأنهم فعلوا ذلك عن قصد كي يبدوان مُتماثلان، أقترب هو بضع خطوات نحوها هذه المرة وهو يُردف بصوته الرجولي المبحوح:

“ينفع التأخير ده؟ الساعة بقت تلاتة وربع.”

“أنا أسفة أصل الطريق…” حاولت التفسير لكن شعورها بالتوتر ونظر رحيم إليها جعلها تفقد القدرة على تجميع الكلمات، رفع رحيم عينيه لتُقابل خاصتها وهو يتفوه بنبرة صوته المميزة بكلمات الغزل الآتية:

“أنا مقدر طبعًا أن ال Princess ‘الأميرة’ هي آخر حد بيوصل بس أنا قلقت عليكي جدًا وأنتي مكنتيش بتردي عليا.”

“برنسيسة حتة واحدة؟ الله يكرم أصلك والله.” أردفت بتلعثم ليضحك رحيم حتى تُغلق عيناه وتظهر أسنانه اللامعة وتذوب هي مع ضحكته تلك، كيف لشخصًا أن يجمع بين الجاذبية واللطف في آن واحد؟!

“طبعًا Princess ‘أميرة’ ومحدش يقدر يقول غير كده، ال Dress ‘الفستان’ لايق عليكي جدًا.”

“ربنا يخليك والله ده أنا استلفته من البت مريم بس أول لابسة متقلقش.” نظر نحوها رحيم وهو يعقد حاجبيه في حيرة لتضحك هي بإحراج وتحمحم ثم تهمس مُحدثة نفسها بالآتي:

“الظاهر أني عكيت الدنيا.. مكنش المفروض أقول كده ولا أيه؟”

“هو أنا مش فاهم حاجة بس مين مريم؟”

“أخت نوح.” تبدلت تعابير وجه رحيم فور سماعه لإسم نوح، حيث زم شفتيه وعقد حاجبيه لأنظر نحوه بإبتسامة ساخرة وأنا أقول:

“في حاجة يا رحيم؟ بتبصلي كده ليه وكأن في حبهان تحت ضرسك.”

“بغض النظر أني مش فاهم، بس هو لازم كل حاجة بتعمليها في حياتك يكون ليها علاقة بنوح؟ يعني لازم اسم نوح يجي على لسانك كل ما تفتحي بوقك.” صاح رحيم في بداية جملته لكنه سرعان ما أدرك أن أحدهم قد يسمعهم لذا خفض من نبرته وتحدث من بين أسنانه.

“أيه ده أنت مالك قلبت جد كده ليه؟ يسطا ده ابن خالتي ومتربين سوا ما طبيعي أجيب سيرته كتير.”

“طب يعني عالأقل حاولي وتعالي على نفسك معلشي ومتعمليش كده قدامي.” حاول رحيم أن يطلب منها ذلك بهدوء محاولًا عدم إظهار غيظه الشديد فهو لا يدري لما يشعر بلهيب في صدره كلما نطقت أفنان حروف اسم نوح، كان ينتظر منها أن تُجادله كالعادة لكنها لم تفعل بل أكتفت بالتفوه بكلمة واحدة:

“حاضر.”

“أيه ده خلاص كده؟”

“اه أومال حضرتك فاكر أيه؟” تفوهت بإقتباس من أحدى الأفلام الكوميدية لينظر نحوها بإبتسامة جانبية وهو ينظر نحوها بمكر وهو يسألها:

“يعني مش هتكملي جدال ونتخانق ونفرج الشركة كلها علينا؟!”

“لا، النهاردة آخر يوم بقى فعيب نعمل كده.”

“صح..”

“يلا يا عم الحبيب خلونا نخلص بقى!” قاطع حديثهم اللطيف ظهور أنس من اللامكان لينظر كلاهما له بإزدراء ثم يُشير له رحيم بيده بأن يرحل.

“طيب تعالي ندخل وبعدها نكمل كلام براحتنا تمام؟” أومئت أفنان ب ‘نعم’ ثم تقدمت رحيم في الدخول إلى القاعة، كان المكان مُزين بالبالونات باللوني الأبيض والأزرق وقد زُينت المقاعد بشرائط بذات اللونين، كانت الأجواء لطيفة للغاية.

ذهبت لتجلس في منتصف الصف الثالث وكان رحيم يتابعها بعينه ليتأكد أنها تجلس في مكان مُريح وفي تلك الأثناء جاء نوح وهو يلهث نتيجة ركضه لأنه تأخر للمرة الأولى في حياته تقريبًا، بمجرد أن لمحه رحيم وجه نظره نحو أفنان التي نظرت نحو نوح بخبث، ابتسم رحيم ابتسامة جانبية وقرر الإنتقام من أجل أفنان وباقي الطلاب سواء في التدريب أو في الكلية.

“دكتور نوح حضرتك متأخر نصف ساعة وخمس دقايق و 24 seconds ‘أربعة وعشرون ثانية’.” أردف رحيم وهو ينظر في ساعته ثم يرفع رأسه ببرود ليرى وجه نوح الذي أشتعل غيظًا، ساد الصمت لبُرهة قبل أن يعتذر نوح بإمتعاض مُردفًا:

“أنا أسف يا دكتور رحيم، العربية عطلت.”

“ولو أنه مش عذر لكن نظرًا لأنها أول مرة فتقدر تتفضل.” رمق نوح رحيم بنظره أخيرة قبل أن يذهب ليقف إلى جانب سائر المُدربين.

“طيب يا شباب النهاردة أحنا اتجمعنا احتفالًا بإن التدريب خلص وأن نتيجة الإمتحان ظهرت بقى وعرفنا مين الأول على التدريب وكمان عشان تاخدوا ال Material ‘المواد/المحتوى’ بتاعت التدريب، بس هو للأسف في مشكلة في ال System ‘النظام’ فالشهادات هتتأخر شوية، عمومًا يا شباب أحنا عايزين نقول Thank you ‘شكرًا لكم’ ليكوا كلكوا على المجهود اللي عملتوه وإلتزامكوا بالتدريب الفترة اللي فاتت وحقيقي الشركة نورت بيكوا.”

تحدث رحيم وأنهى حديثه بجمل لطيفة من أجل المُتدربين ليصفق له الجميع والفتيات بصورة خاصة لتتسع ابتسامته وهو يضع يده على صدره كتعبير عن شكره وإمتنانه لهم.

“طيب دلوقتي هنقول مين الشخص اللي قفل أو قفلت اللي هياخد الجايزة اللي اتفقنا عليها، Are you guys ready؟ ‘هل أنتم مستعدين’.” سأل رحيم ليُشعل أجواء الحماس والتوتر في الجميع، كان الكل ينظر نحوه بفضول شديد لكنه لم يتحدث مباشرة ليقترب منه أنس في أذنه ويهمس ساخرًا:

“اخلص هي نتيجة ملكة جمال!!”

“طيب اللي جاب ال Full mark ‘العلامة النهائية’ هي: دكتورة أفنان أحمد.” أعلن رحيم لتتوجه جميع الأنظار نحو أفنان، بعضها نظرات حقد، بعضها كان ابتسامة صغيرة لأنهم استطاعوا تخمين أنه من ستجتاز الإختبار بجدارة وبعضها كان مُستهزءًا، أما عن أفنان فعلقها قد توقف تمامًا من الصدمة والسعادة فبقدر ما كانت تتمنى حدوث ذلك إلا أنها كانت واثقة من عدم تحققه لكن القدر أنصفها هذه المرة.

“أتفضلي يا دكتورة هنا من فضلك.”

أشار لها رحيم لتجفل أفنان لثوانٍ قبل أن تستقيم من مقعدها بأرجل مُرتجفة وبمجرد أن خطت أول خطوة كادت أن تسقط لولا أن هناك فتاة لطيفة أمسكت بها، صعدت البضع درجات كي تكون في مستوى رحيم وإلى جانبه، مد رحيم يديه ليُحيها لكنها نظرت بإحراج نحو يده قبل أن يُدرك ما يحدث ويعتذر بآدب قائلًا:

“أسف نسيت..” منحته أفنان ابتسامة صغيرة وهي تتمتم:

“لا ولا يهمك.” لقد أسعدها كثيرًا إستيعابه بأنه من المفترض ألا يلمسها على الإطلاق كما أسعدها ايضًا أنه لم يشعر بالحرج بل أصلح الأمر سريعًا كي لا تشعر هي بذلك، ياله من شخصًا نبيل! هذا ما حدثت به أفنان نفسها.

“أتفضلي ديه الهدية ودي Certificate ‘شهادة’ غير اللي هتاخديها عشان خلصتي التدريب، دي واحدة تانية عشان الشطارة يعني.”

“تفوق اسمها.” عدلت على حديثه بصوتًا خافت ليُحمحم هو ثم يُردف:

“عشان التفوق، اتفضلي يا دكتورة أفنان.”

“شكرًا جدًا لحضرتك..” أردفت بتلعثم وهي تنظر نحوه بإمتنان شديد ليُبادلها هو بنظرات حنونة بينما يُسلمها ظرفًا بلون القهوة يُشبه الرسائل التي كانت تُرسل بين العاشقين قديمًا، كان الظرف يحوي بداخله الجائزة المالية وقد كُتب عليه من الخارج اسم أفنان باللغة الإنجليزية بخط يد مُبهر، استلمت أفنان الظرف من يد رحيم للتلامس أيديهم عن طريث الخطأ فترتجف يدها الباردة حينما تُلامس خاصته الدافئة، يبتعد رحيم لثوانٍ ويعود وهو يُسلمها الشهادة التي تحمل اسمها.

“دكتور نوح معلش ممكن تصورنا؟” تعمد رحيم طلب ذلك الطلب من نوح لإثارة غيظه والذي لم يكن في مقدوره فعل أي شيء سوى تنفيذ ما طلبه رحيم، ألتقط نوح بضع صور لهم حيث كانت أفنان تقف مُبتسمة بخجل وفي يدها الظرف والشهادة بينما وقف رحيم على مسافة منها وقد زين ثغره ابتسامة واسعة، وفي الوقت ذاته كان يلتقط مصور الشركة بضع صور لهم بواسطة الكاميرا الفوتوغرافية.

في تلك اللحظة شعرت أفنان بأن المكان كله لا يسعها من شدة سعادتها، شعرت بأن قدمها لا تمس الأرض بل أنها تُحلق في المكان، مزيج من الشعور بالإنتصار، الفخر، التوتر، السعادة واخيرًا الدفء.. وجود رحيم إلى جانبها، نظراته الخاطفة لها وكلماته التي يتفوه بها، اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، وحرصه على إحترام فِكرها وأسلوب نشأتها كل ذلك يُشعر قلبها بالدفء وكأنها قضت العشرون سنة الماضية في شتاءًا باردًا قارص لا ينتهي، حتى.. حتى ظهر هو من اللامكان في زُقاق جانبي مُظلم في حي الزمالك حيث بدأ كل شيء…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (في حي الزمالك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *