روايات

رواية رهان خاسر الفصل السادس 6 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر الفصل السادس 6 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر البارت السادس

رواية رهان خاسر الجزء السادس

رهان خاسر
رهان خاسر

رواية رهان خاسر الحلقة السادسة

رضحت ريم الي ابتزاز خلود، ووافقت علي تنفيذ ما تريد مقابل إعادة الخاتم،
تعالت عليها بحقارة لا نظير لها ونظرت اليها بازدراء قائله بتهكم وسخرية:
تمام اتفقنا اصبري بقي لما اشوف التعويض المناسب، اللي يرضيني عن إهانة حنين، وتفضيل دكتور خالد ليكي عليا، يا استاذة ريم
ضغطت حنين علي فكها بغيظ:
يا خلود شوفي نفسك كويس، دا انت حقيرة وسفاله وسهله، استحالة دكتور محترم زي دكتور خالد يبص لوحدة زيك، دا يا قذرة صور فضايحك انتشرت في الجامعة كلها وانت في حضن هيثم، تحبي تتفرج علي اللي شفتاه، وانت بتحرشي بيه مش هو،
اقرنت حديثها بالفعل فتحت حنين هاتفها علي أحد المواقع ودفعته اليه لتري خلود نفسها في أوضاع لا تليق بفتاة محترمه،أو زوجة مستقبلية لرجل مرقوق؛
دفعت خلود الهاتف بغيظ ونظرت إليه بكره وحقد كامن، علي تذكيرها بما هي عليه، لياتي الانتقام علي شخص ريم حين قالت لها بغل وغيظ:
تمام يا حنين انت قولتي أن الدكتور فضل صاحبتك علشان اخلاقها وسمعتها الطيبة، انا بقي هخليها زيا، ووقتها هنشوف د/ خالد هيرتبط بيها ازاي
حدقت فيها ريم بصدمه غير مصدقه ما تسعي اليه من وسائلتها بهلع:
قصدك ايه يا خلود اني ابقي زيك، استحاله طبعا اكون زيك أو زي غيرك، انا لا يعنيني حد الا نفسي واحترامي لديني وذاتي ومبادئى وأخلاقي
اخذت نفس عنيق تبتلع به صدمته مما قالت واكملت:
ثم انا مالي ومال اخلاقك انت حره في نفسك، بتنتقمي مني انا ليه، ايه صدر مني خلاكي تحقدي عليا بالشكل ده
ضحكت خلود ساخرة من محاولات ريم أثناءها عن انتقامي الشيطاني منها واردفت:
لانك انانيه، كنت عارفه من اول يوم ليكي معانا اني بحبه ورغم كده، رسمتي عليه وخلتيه يحب، لاء وكمان يهديكي باغلي ما يملك، كل ده وتقولي بحقد عليكي ليه، دا انا لو اطول كنت قطعتك باسناني،
واكملت بغل بكلمات تقطر سم:
بنت حسب ونسب ومرتاحه ماديا، جميله واخلاقك عاليه، شيك وأنيقة في لبسك
ده غير نجاحك بتفوق وامتياز، اللي خلاكي مرشحه تكوني معيدة بالجامعة وكلها كام سنه وتبقي ذكتوره زيك زيه، يعني حققتي كل احلامك
صمتت فجأة لتهدا من ثورة غضبها عليها واكملت:
ليه انتي يكون عندك كل حاجه، وانا لاء، لاء وكمان تختميها بانك اخدتي الحب اللي اتمنيته،أستاذي حلم عمري، فضلك علينا كلنا، بس خلاص الفرصة جاتلي وزي ما انا اتحرمت منه انت كمان هتتحرمي منه ومفيش حد احسن من حد، فهمتي ليه بحقد عليكي
ضربت ريم يدها كف بكف غير مصدقه كل ذلك الحقد الذي يملاء قلب خلود نحوها، وتاكدت بأنها لن يهدأ لها بال الا بعد ان تحرمها من الارتباط بخالد:،
رددت ريم باسي وحزن:
حرام عليكي انت متعرفيش اللي انا فيه واو اتحرمت من ايه، مش كفاية اني وحيدة كمان اتحرمت من بابا
وفي الاخر تستكتري عليا نجاحي أو حب استاذي ليه كده، رسولنا الكريم قال في حديثه
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذا)
زادت ضحكات خلود الساحره من حزن ريم، كأن شيطان تجسد بها حينها نهضت حنين من مقعدها وامسكت خلود من شعرها وصاحت فيها بغضب وعصبية تريد أن تعيدها الي صوابها:
مدام بجاحه ببجاحه، انا بقي اللي هربيكي، ريم مش هزيله فيكي، لكنها مرتبة وبنت ناس،لكن انت واطيه ومسكاها من أيدها اللي بتوجعها،
لكن أنا بقي مفيش حاجه تكسرني ليكي، وهعملك فضيحه بجلاجل، وهخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي يا غلوية يا قذرة
دفعتها خلود بعيد عنها بغضب، خلصت نفسها منها وصاحت فيها قائلة بتهديد ووعيد :
ولا تقدري تعملي حاجه لا انت ولا هي، صاحبي اللي كلمته ده معاه تسجيل المكالمه وبكره الصبح هتنزل علي حائط الجامعة مع صورة الخاتم في أيده، وقتها صاحبتك المحترمه هتخسر فرصتها بالتعيين كمعيدة
ده غير الفضيحه اللي هتلبسها وهتخلي الدكتور حتي لو اتاكد من براءتها مش هيرتبط بيها، بسبب سمعتها اللي هتبقي في الطين، ها تحبي تكملي ولا امشي انا بالذوق بدل ما تبقي بالعافية والفضيحه تطول الكل
أمسكت ريم يد صديقتها وقالت لها برجاء:
ارجوكي يا حنين بلاش فضايح، كده كده، ارتباطي بالدكتور مش هيكمل خلاص،
فرصتي دلوقتي اني أحافظ علي سمعتي احترامه ليا
صمتت حنين مرغما فصديقتها علي حق، وخلود استطاعت أن تفرض سيطرتها ،أكملت ريم حديثها متوجها به إلي خلود بسؤال حائر:
هتكسبي ايه من تلويث سمعتي، لا الدكتور هيفكر فيكي، ولا هيرتبط بيا، ولا هيرضي روحك المريضة وتفرحي باذيتي حرام عليكي ارحمي،
هزت خلود راسها بالرفض واكملت بشر :
اه نفسي مريضة، وعلشان كده مش هيرضيني غير انك تبقي حقيرة وقذرة زيا، لو مش بمزاجك يبقي غصب عنك، وبكده مفيش حد احسن من حد
هتفت منه التي كانت ترافقهم أخيرًا :
كفاية يا خلود ريم معملتش حاجه لكل ده، الدكتور اختارها وده نصيب، ياريت كفاية لحد كده واديلها الخاتم، خلينا نخلص
دفعتها خلود في كتفها بغيظ وصارت عليها بحدة:
اخرصي أحسلك يا منه، انت ما عليكي غير انك تشهدى وبس ع اللي اقولك عليه لاما انت عارفه،،
نكست منه راسها أرضًا، خوفًا منه، فتاكدت ريم بأن منه لن تستطيع أن تساعدها وتشهد معها، فياست من الأمر وسألت بقلة حيلة:
من الاخر كده عايزه ايه يا خلود، علشان تديني الخاتم، وربنا ينتقم منك
انتفخت اودجتها وقالت بغرور حاقد:
زي ما شوفتي صورتي مع هيثم وانا في حضنه ووبوسه، عايزه انا كمان اشوفك في حضن اي راجل تختاريه وتطلبي وده، هو ده اللي يرضيني
وقتها هنشوف هتقدري ترفعي عينك في عيني بعد كده، ازاي هتواجهه دكتور خالد العريس المنتظر،
ع الأقل انا كنت مع حبيبي واختارنا بعض وبمزاجنا، لكن انت هتقدمي نفسك لوحد غريب ممكن يستغلك وينتهزها فرصه وتبقي عاشقته
وضحكت ضحكه شيطانية شريرة، تقابلها نظرات نارية من حنين وريم التي ابتسمت بتهكم:
بتساوميني علي أخلاقي يا خلود، ماشي بس انا بتحداكي اخسرها بسبب حقدك وغلك، انا هفضل طول عمري احسن منك ومعتزه بكرامتك واخلاقي،
حاضر يا خلود هنفذ طلبك وانت يا حنين الخاتم امانه تاخديه منها بعد ما انفذ
حدقت فيها حنين بصدمه وصاحت فيها تمنعها من أن ترضخ لخلود:
انت اتجننتي يا ريم ، اوعي تسمحي لحد يخسرك اخلاقك مسير الدكتور يعرف الحقيقه مهما غابت، والخاتم راجع راجع متخافيش
اتسمت ريم بثقه وقالت:
متقلقيش عليا انا واحدة رصيدها دينها و اخلاقها واستحالة افرط فيهم علشان واحدة غبية، بس اوعي تسيبي الخاتم معاها لحظه بعدها
فجأة جالت بنظرها فيم حولها واكملت:
ادعيلي يا حنين، انها تعدي علي خير واحرق دمها لما تعرف انها لما راهنت علي أخلاقي خسرت كتير
عادت ريم الي واقعها وضغطت الخاتم في راحت يدها وبكت بكاء مرير، فقد ضاع حلمها في الزواج بمن أحبت واختاره قلبها، وتساءلت هل سيقبل بها خالد يومًا بعدما أصبح لرجل غيره
هي من اختارها من بين. الاف الطلاب، لتميزها وتفوقها العلمي وأخلاقها العالية،
هل سيغفر لها إنقاذها لسمعتها والحفاظ علي عفتها بأن لا يمسها رجل الا بالحلال؟
هل سيعفو عنها ويتناس ليلتها مع حمزة. فما حدث بينهم شرع الله وحلاله، ولم تقترف ذنب في حقه بل في حق حمزة فهي خدعته واستغلت شهامته معها
عندها توقف عقلها ووبخت نفسها ولامتها،
كيف تفكر في خالد كزوج لها وتتمناه وهي علي ذمة حمزة، أليس هو أحق بالتفكير به،
نظرت إلي ثيابها التي ذكرتها بليلتها معه ورائحة عطره التي تلزمها وابتسمت بحزع، متذكره موافقته علي الزواج بها لإنقاذها من ورطتها،دون معرفة السبب، تنهدت بحزن وحدثت نفسها معاتبا:
اسفه يا حمزة ، لو كنت اقدر اتقبل لمستك ليا كنت حكيت ليك كل حاجه وطلبت مساعدتك,
لكني اتحدتيها وبجوازي منك أصبح من حقي اكون في حضنك واقبلك صحيح مش من حقي علاقتي بيك تكون محل رؤية زي ما عملت
لكن ده كان الغرض من جوازنا، كنت بعدها هبعد عنك واطلب الطلاق ولما يجي خالد هحكيله اللي حصل واسيب ليه تقيم الموقف
لكن دلوقتي بقيت جوزي وليك عليا حقوق شرعية ، قولي اعمل معاك ايه وانا ظلمتك معايا لما فرحت بيا واتوقعت اني هكون ليك الزوجة وبداية الاستقرار اللي بتبحث عنه وتنشده،
اخذت نفس عميق واكملت حديثه نفسها بتسأل:
ياتري حمزة ايه حكايتك وانت مين يا وايه خليك تقبل تتجوزني بدون سابق معرفه وتثق فيا وتحملني اسمك عن طيب خاطر ونفس راضية،، وليه كنت معايا بالشكل ده، كأني حب عمرك وعشق روحك
معقول كل ده تمثيل زي ما حنين بتقول
مستحيل قلبي بيقولي انك انسان قي وتعرف ربنا وحنون ورضيت بيا نصيبك من الدنيا
بس ياتري انا بقي هرضي بنصيبي معاك ولا اكافح علشان انال حبي واحقق حلمي مع د/ خالد
اضناها التفكير في محاولة لإيجاد اجابات لكل سؤال يخطر في بالها الي ان نامت من الاجهاد
********
مرت الايام ثقيله علي ريم التي حبست نفسها في غرفتها، مما جعل والدته تشعر بالحزن علي حالها، ويصيبها الشك بان سوء أصابها فاستعانت بحنين صديقتها الوفية كي تخرجها من حالتها تلك،
حضرت حنين بعد وقت قصير كالعادة فهي تزورها يوميًا، لتسالها والدة ريم عن سبب حالة ابنتها :
حنين مالها ريم دائما حابسه نفسها ومش بتتكلم مع حد ولا حتي بتخرج معاكي ولما بتجي بتقفلو علي نفسكم، طمنيني يا بنتي ريم حصلها ايه، هي نجحت فعلا ولا انتو مخبين عنا ايه
ابتسمت حنين نصف ابتسامه تدري بيها حزنها عنها وربتت علي كتف والدة صديقتها وقالت:
متقلقيش عليها يا ماما ريم زي الفل ونجحت بتفوق كالعادة كل الحكاية خايفه انه ما تتعينش معيدة
عموما انا هدخل ليها اطمنها وبكره باذن الله هروح الجامعة اشوف الوضع ايه
تنهدت الأم براحه وضمت حنين الي صدرها بامومه:
الله يطمن قلبك يا بنتي ، يلا ادخلي ليه وخليها تفرفش كده ، ولو علي شغلها بالجامعة ان شاء الله ربنا يعوضها خير في شغل احسن منه، دي طالعه الاولي واي شركة وبنك تتمناها ولا ايه
ردت عليها حنين بابتسامه مرحه:
اكيد يا ماما هو في زي ريم عن اذنك هدخل ليها واكلمها واوعدك افرفشها وانعنشها يا توتا يا عسلء
دلفت حنين ابي غرفة ريم المظلمه وإنارة القابس وصاحت في بحدة:
وبعدين فيكي، انت عايزه تموتي والدتك ولا ايه، اللي حصل حصل وخلصنا خلاص، المهم دلوقتي سمعت أن الدكتور خالد رجع من السفر، ها هتتصرفي ازاي
تحبي اديله الخاتم ولا هتعملي ايه،
وضعت ريم يدها علي عيناها تمنع الضوء من الوصول إليه حتي تعتاد علي شعاعه، ثم زفرة بملل :
وعايزاني اعمل ايه، اروح أقابله واقولها اللي حصل من حقارة خلود معايا، ولا اني اتجوزت وهربت من جوزي،اللي لسه علي ذمته وأخلاقي لا تسمح باني اكلم راجل غيره
نهضت من الفراش وأخرجت الخاتم من أحد الإدراج وأعطته لحنين قائلة:
خدي اديله الخاتم وبلغيه عن لساني أن كل شئ قسمه ونصيب، وقوليله ياريت مايحقدش عليا
رفضت حنين استلام الخاتم وردت عليه بخفوت:
خليه معاكي وانا بكرة هروح الجامعة اسحب الملف بتاعي وهحاول أكلمه واشوف هو ناوي علي ايه، وخلود وصلت ليه حاجه من اللي حصل ولا لاء
هزت ريم راسها بإنكار وقالت:
لاء يا حنين اديله الخاتم، انا مش هينفع اتواصل مع خالد الا لما اخلص من ارتباطي بحمزة الاول
قوليلي المحامي قالك ايه عن قضية الخلع
جلست حنين بعدما اخذت الخاتم ووضعته في حقيبة يدها وقالت:
قال مش هيقدر يعمل اي اجراء غير بعد ما تعملي ليه التوكيل، وعلي فكرة سألته عن الخلع في حالةعدم الدخول بيكي، قال بتكون دعوة طلاق وان رفض ترفع الخلع وتحسم من اول جلسه
لكن الخلع في حالتك بيلجاء للصلح والتوافق الاول قبل الطلاق، يعني لومكنش حصل دخول كانت بقت سهله، بس بردك هو وعدني هيحاول يحلها ودي معاه بس بعد التوكيل ايه رايك
اخذت ريم نفس عميق وقالت :
خلاص بعد ما ترجعي من الكلية بكرة نشوف هنروح للمحامي امتي و اعمل ليه توكيل،
أمسكت حنين يدها وابتسمت لها بحب ثم ضمتها الي صدرها بحنان:
وحياتي عندك يا ريم ارجعي لنفسك ان شاء الله هتعدي علي خير، يمكن خسرتي دكتور خالد بس كفاية انك مخسرتيش قدام نفسك وحافظتي علي قيمك ومبادئك وأخلاقك
هزت راسها بقلة حيله ومنحتها ابتسامه جزينه، انزلت الالم في قلب حنين حزنًا عليها فقالت:
طيب يلي غيري هدومك دي وتعالي ننزل نتمشي أو نروح الكافية بقالنا مده مروحناش
هزت ريم راسها برفض واحتجاج حاد قائلة:
الكافية لاء اكيد حمزة مش هيسكت وزمانه قالب الدنيا، عليا واول مكان هيدور عليا فيه الكافية،
اقولك تعالي نروح لسهي مش زفافها النهاردة
ضربت حنين جبهتها بكفها برفق:
والله نسيت طيب البسي وانا هاخد اي حاجه من عندك تناسب الفرح لان لبسي الجينز والشيميز ده ميش هينفع
فتحت ريم لها خزنة ملابسها وقالت:
دولابي كله تحت امرك اختاري اللي يناسبك
بعد نصف ساعه خرجت حنين وريم من الغرفة وهما الاثنين في قمة الاناقة واستاذنت ريم من والدتها بالذهاب الي زفاف صديقتها سهي وكانت قبلها حنين اتصلت بوالدتها وأخذت الاذن منها
وافقت والدة ريم سعيدة بعودة ابنتها الي طباعها المرحه،وخروجها من عزلتهة
************
في صباح اليوم التالي ذهبت حنين الي الكلية كم وعدت ريم وكم توقعت لقاء دكتور خالد الذي ما ان راي حنين، طلب منها أن تلحقه علي مكتبه فورًا، بعد الانتهاء من تخليص أوراقها
أنهت حنين دفع رسوم الاوراق وذهبت الي مكتبه، وطرقت الباب بتردد وخوف،
دلفت الي غرفة مكتب دكتور خالد بعدما أذن له بالدخول،
ما ان رآها امامه سألها بلهفه:
هي فين الانسه ريم يا انسه حنين،
ابتلعت ارياقها وحاولت أن تستشف سبب السؤال اهو اهتمام ام غضب لكن ما رأت في عيناه من لهفه وحيرة، أكد لها أنه اهتمام و خلود لم تكمل ما بدأته من ابتزاز لريم فقالت بارتباك:
ريم تعبانه شويا أصلها مرت بمشكلة كده تعبت أعصابها ونفسيتها، بعد ظهور النتيجة،
طالعها بحزن واكمل باهتمام ملحوظ ولهفه:
لا الف سلامه عليها، طيب متعرفيش هتجي الجامعة امتي، اصلي كنت طالب منها حاجه واتاخرت في الرد
حينها وضعت حنين يدها داخل حقيبتها كي تخرج الخاتم وتعطيها لها، كي تخف الضغط عن صديقتها وتساعد في إخراجها من محنتها بهدوء، الا أن يدها وقفت فجأة حين اكمل خالد بالم يهز الوجدان:
انسه حنين انا مش هكذب عليكي، بصراحه انا كنت عايز اتقدم لريم، واختفاءها دي بيدل علي رفضها الارتباط بيا، ارجوكي حاولي تعرفي منها السبب ، انا مش قادر اتصور حياتي من غيرها،
لاول مره في حياتي اشعر بالحب وازاي أن الحبيب بيكون عشيق الروح لانهم بيكملو بعض،ده الاحساس اللي محستهوش غير مع ريم
ارجوكي كلميها او خليها تجي الكلية نتكلم واوعدها اني هحترم رغبتها مهما تكون رغم اني هتمسك بالامل يمكن لما نكون زملاء في العمل تشوفني زوج مناسب ليها أكثر منه استاذها
بكي قلبي حنين كمادًا علي صديقتها كيف لها أن تترك هذا الحبيب دون أن تحارب عليه، لهذا إعادة الخاتم الي موضعه وقالت له بحماس:
تمام يا دكتور خالد، انا سعيدة بصراحتك معايا واكيد هتكلم معاها واوعدك اني هجيلها معايا بكره، يمكن تفهم منها اللي حصل وتتوافق ارائكم
ابتسم د/ خالد وسألها سؤال مباغتًا اربكها:
افهم من كلامك انك عارفها قرارها، بس سؤال ليكي يا انسه حنين ، انت كنت معاها يوم النتيجة ولا لاء
لان في حاجه غريبة حصلت، كتير من الطلبة وبعض الزملاء سالوني انا كنت موجود يومها ولا لاء بسبب البريق المميز للخاتم بتاعي، اللي ظهر فجأة
اخذت حنين بعض ارياقها بعدما جف حلقها، فكيف نجيبه وتبلغها بأن ريم كانت ترتديه دليل موافقتها؟! لكن ما حدث يومها أضاع حلمها وكسر قلبها وتسبب في فوضي عارمه تحيط بحيانها،
فجأة تذكرت حديث ريم عن أنه أعلن علي صفحته نبأ عودتها لكنها لم يحضر فسألتها :
فعلا انا كمان كنت هسال ليه حضرتك محضرتش يوم النتيجة مع انك كتبت علي صفحتك ، انك غدا ستعود لأرض الوطن،
ابتسم خالد أمام ذكاءها وهروبها من السؤال بسؤال لا يخصها لكنها حق ريم التي تأخر عنها في العودة كم وعدها فرد بترحاب علي سؤالها لعله تفسر لريم سبب عدم حضوره فقال موضحًا :
للأسف حصل اضراب بعد ما حجزت التذكرة وتم إلغاء كافة الرحلات
ولاني كنت ملزم بالعودة بعد ٤٨ ساعه، مكنش في مجال اسافر وارجع عن طريق تاتي،
فاضريت الغي السفر، لارتباطي بتقديم ملف الرساله التحضيرية اللي كنت هناقشها بعد ثلاث ايام
والحمد لله نجحت فيها، وبإذن الله بعد شهر هرجع تاتي للسفر تقريبًا شهرين، لمناقشة الرسالة النهائية والحصول علي درجة ماجستير جديد
اتمني وقتها تكون ريم زوجتي ؤجزء من نجاحي ده لان قررت اهداء الرسالة هيكون باسمها هي وبس
تضرع وجه حنين بحمرة الخجل فطريقة حديثه عن ريم كانت رومانسيه حد اللعنه، مع لمعة بريق اخاذ يضئ عيناه، وبسمته تجسد سعادة قلبه بذلك الحب وشفتاه تنطق اسمها بعذوبه ورقه كأنها انفاس تبث الحياة بجسدها وتزلزل كيانه وتسمو بروحه فوق السحاب عجيب امر هذا الحب حين يرضخ له القلب:
فأخذت عهد علي نفسها أن تساعد صديقتها بروحها حتي تتخلص من ذلك الزواج التعيس وتنال حبها الذي تستحقه مع د/ خالد فقالت له
ان شاء الله يا دكتور، انا فهمت سبب تاخير عودتك واكيد هوضح ليها، استأذن انا وبإذن الله بكره هكون انا وريم بالجامعة ووقتها هتعرف منها كل حاجه
سمح لها دكتور خالد بالانصراف والفرحه تتراقص في قلبها، فحديثه مع حنين أكد له ظنه بأنها كانت ترتدي خاتمه يوم النتيجة وعدم حضوره صدمها، لهذا لم تحضر الي الجامعة حتي لا تحرج من لقاءه،
******
خرجت حنين من الجامعة والتقت صديق خلود صدفه فرمقها بنظرة حادة جعلتها تشعر السوء من وراء نظرته تلك، تملك منها الخوف وظلت تفكر ماذا وراءه هو الآخر ؟
الي ان استقلت سيارة أجرة وحين سألها السائق عن وجهتها ابلغتها دون أن تشعر باسم الكافية الذي كان ملجاءها هي وريم طوال أيام دراستها،
ترجلت من السيارة شارده في صديقتها ، دلفت الي الكافية وعند اقرب طاولة القت جسدها علي المقعد وطلبت مشروب بارد يرطب علي قلبها الملهوف قلق وحيرة من القادم علي ريم ، لتري ظل أحدهم يطل عليها وبعدها سمعته يقول بهدوءحذر:
تسمحيلي اقعد يا انسه حنين،
انتفضت عند سماع صوته ونظرت إليه بفزع، فقد قادتها قدامها اليه لتكون هدف لسؤاله عن ريم، التي اختفت من حياتها فجأة كم ظهرت فجاة،
حاولت حنين أن تبدو هادئة وتستعيد رباط جاشها فقالت بحدة وتوتر ملحوظ:
لا طبعا تقعد بتاع ايه، اتفضل يا حضرت عندك طاولات كتير تقدر تقعد علي اي طاولة منهم الا دي
جلس حمزة دون أن يعير لحديثها اهتمام وسألها بحدة وغضب مستتر:
فين ريم يا انسه حنين، هروبها مش في مصلحتها
صدقيني انا لحد دلوقتي مقدر صدمتها في سرعة زواجنا، لكن مفيش راجل محترم يقبل علي نفسها ميعرفش مكان مراته، او يقبل أفعال صاحبتك، اظن انا كده عداني العيب وعملت الأصول ، فين ريم
حاولت حنين الهروب منه بانكارها معرفة ريم أو عن ماذا يتحدث، لكن خوفها من تصرف اهوج يتسبب في فضيحه لها جعلها تراجع نفسها وترد عليه بهدوء:
انا مش فاهمه ازاي وامتي اتجوزت ريم، انا من يوم النتيجة معرفش عنها حاجه، اختفت فجأة حتي فونها دايما مقفول، ومن كلامك يبقي انت السبب في اختفائها، قولي انت مين وعملت فيها ايه
رف بجفنه واغمض عيناه للحظه، اخذًا نفس عميق
ثم عاد وفتحهم فرات فيهم حنين لمحة من الغموض
تلوح فيهم، ابتسم فجأة وقال بثقه:
احب اعرفك بنفسي انا حمزة خلف صديق، مهندس برمجيات وتكنولوجيا حديثة،
اتجوزت من صديقتك الانسه ريم ليلة تخرجها لما كانت معاكي انت واتنين من اصحابك،
ايه مخدتيش بالك مني لما سابتكم وجت قعدت معايا، او لما كنت منتظراها تحت عمارتي انت واصحابك، عموما انا واثق انك بتتواصلي معاها،
فجأة زفر بضيق واكمل حديثه بجدية :
انا مشكلتي مش معاكي، لكن مع صاحبتك اللي عنوان بطاقتها غير عنوانها الاصلي، وبسبب أفعالها اثصدمت بعمها وابن عمها الحقير
المهم بلغيها اني هصبر عليها لحد اخر الاسبوع بعدها هبدا اخد إجراء رسمي معاها مش هيعجبها
نهض حمزة فجأة وعدل من هندامه وارتدي نظارته الشمسية بثقه وتعالي، حينها لاحظت حنين جاذبيته الرجولية التي تنافس نجوم هوليود، قبل المغادرة انحني نحوها مكملًا حديثه بتهديد مبطن:
انا عنيد فوق ما تتخيلي ومعنديش نيه في التخلي عن زوجتي، انا حذرت المره الجاية هنفذ
اللهم أما بلغت اللهم فاشهد، عن اذنك يا انسه حنين
وسلامي لزوجتي الجميلة
وغمز لها مع منحها ابتسامه سا,حرة وغادر المكان
ارتدت حنين بظهرها للخلف وأخذت تروح بيدها علي وجهه الذي كان يشتعل من الاحراج أمام ذلك الرجل
فهو له حضور طاغي وحديث لبق مضمونه حاد لكنه هادى ورزين لتهتف بصدمه:
اه يا ويلك يا ريم، هتخلصي من حمزة ده ازي، ده مصيبة متحركه، بصراحه ليكي حق تضعفي قدامه
اذا كان انا ومقالش ليا كلمه تبل الريق وخطفني من نفسي اومال انت يا مسكينه باللي عمله معاكي كنت هتروحي منه فين، يا وكستي هي الرجاله دي غايبه عني فين، سواء حمزة ولا دكتور خالد يارب اوعدنا
ظلت جنين تحدث نفسها كتيرا، لا تعرف كيف تبلغ ريم بلقاءها بحمزة وتهديده، ؟!
او تساعدها علي أن تتغلب علي خوفها وتقابل دكتور خالد وتبلغها عما حدث من خلود دون إبلاغه بزواجها الي ان تنتهي من ذلك الزيجة وتترك له القرار بالزواج عادت من شروها علي سؤال عامل الكافية الذي قلق عليها بعد لقاءها بحمزة فسألها باهتمام :
استاذة حنين خير في حاجه، اسف لو كان مهندس حمزة ضايقك وياريت تسامحيني لاني بلغته باسمك، بس هو زبون المحل من خمس سنين وعمره ما صدر منه شئ وحش نحو اي زبونه من المحل،
رفعت حنين راسها ناظرة اليه وسألته بحيرة:
بتقول زبون المحل من خمس سنين، بس انا عمري ما شفته طوال الثلاث سنين اللي فاتت
ابتسم العامل علي استحياء وقال موضحًا:
لانه دايما في حاله بيجي وقت العصاري يشرب مشروبه المميز،(كوفي تورينو لايت)، وبعدها يتصفح بعض الأخبار علي موبيله، ويدفع الحساب ويمشي
لكن من سنه تقريبا كانت بتجي معاه بنت الظاهر كانت خطيبته ومحصلش نصيب، لانه بعد فترة غاب عن الكافيه، لما رجع مجاش بيها هنا تاتي، لكن رجع لعادتة يشرب مشروبه المفضل ويمشي بعدها
هزت حنين راسها بتفهم وسألته:
بس ايه اللي خلاك تديله اسمي مع أنه مش من حقك
توتر الشاب ورد بأسف وندم:
انا اسف بس سؤاله مكنش عليكي في الاول، ولأنه انسان محترم انا جاوبته بدون سوء نيه، لانه اول مره تحصل منه، تقريبا من عشر ايام كل يوم يجي يسأل عن استاذة ريم جت ولا لاء، اوحد يعرف عنوانه وفي الاخر سأل عنك انت اختها ولا تقربي ليها ايه، فانا وضحت ليه انكم زمايل دراسه
وأنها ملهاش صديقه غيرك ودائما بتجو هنا تذاكرو بس وأنكم في حالكم ومش ليكم علاقه باي حد اطلاقًا،سواء بنات او شباب
تفهمت حنين وجهة نظره وسامحته فهو ليس له ذنب
فحمزة من الواضح أنه شاب ذكي، واستطاع بذكاءه هذا أن يستخلص منه معلومات عن ريم وعنها،
ابتسم بجزع وطلبته منه مشروبها الذي لم يأتي به فأسرع العامل بتلبية طلبها وتركها تتسال مع نفسها كيف تواجه ريم بما حدث اليوم، فقررت أن تبلغها عن حديثها مع دكتور خالد، وتخفي عنها لقاءها بحمزة الي بعد عودتهم من عند المحامي
********
خرجت حنين من الكافية واستقلت سيارة أجرة الي بيت ريم، التي كانت تنتظرها علي احر من الجمر
ما ان دلفت من الباب سالتها بلهفه:
طمنيني خلود فضحتني هي وصديقها الحقير
اخذت حنين بيدها وأخرجت الخاتم من حقيبتها وقالت بحزم:
خدي يا ريم البسي الخاتم ده، وبكره روحي قابلي دكتور خالد، ده هيموت عليكي، صحيح موضوع جوازك ده هيكون عقبه بس انا واثقه أنه هيتغاضي عنه لأنه مش شايف مستقبله غير معاكي
نظرت ريم الي الخاتم بذهول وسألتها:
ايه ده هو انت مرجعتيش الخاتم ليه يا حنين حرام عليكي تديله امل بقي مستحيل،
انا زوجة يا حنين لإنسان معرفش هيتصرف معايا ازاي لما يعرف سبب جوازي منه ولعبي بمشاعره،
جلست علي الفراش واجهشت بالبكاء فجلست حنين بجوارها تواسيها وتشد من ازريها قائلة:
لو شوفتي طريقة كلام د/ خالد عنك، هتعرفي انك قدره ونصيبه اللي لازم تحافظي عليه،
ولو شايفه أن لقاءك بيه ضد اخلاقك، تبقي غبية لان علاقتك بحمزة علاقه انتهت قبل ما تبدأ،
واوعدك بعد ما نروح للمحامي قلبك وضميرك هيرتاح
المهم انا همشي دلوقتي وجهزي نفسك بكره، سلام
رفعت يدها في وجهه وقالت بتحذير :
هتجي معايا الجامعه وهتكلمي دكتور خالد وتعرفيه اللي حصل بس بعيد أنك تممتي جوازك، فاهمه
ولما تطلقي من حمزة، هنواجه الدكتور بحقيقة جوازك وهنسيبه يقرر، رجع ليكي يبقي السعد انكتب ليكي مرجعش يبقي حافظنا علي صداقته واحترامه ليكي لان جوازك من حمزه مكنش غير لإنقاذ نفسك من فضيحه ليه وليكي ونفس الوقت حافظتي علي اخلاقك وتدينك حتي لو علي حساب نفسك
اخذت ريم نفس عميق فحديث حنين أعاد اليها الثقه في نفسه وصواب من فعلته بزواجه رغم ظلمها لحمزة وتضاءل فرصته بالزواج من دكتور خالد،
اؤمات لها موافقة فعانقتها حنين بفرحه وانصرفت مسرعه إلي بيتها لتاخرها في العودة
بعدما ارتاح قلبها دلفت ريم الي غرفته والدتها تجالسها وتسال عن صحتها ، لم تمر دقائق ورن جرس الباب، فطلبت والدتها من هنيه فتح الباب:
قومي يا هنيه شوفي مين علي الباب
اوقفتها ريم ضاحكه:
خليكي انت يا هنيه انا هفتح تلاقي حنين نسيت حاجه ورجعت تاخدها ما انت عارفها دائما كده
خرجت ريم وفتحت الباب والبسمه تعلو شفتاها تتهيئ لتهكم علي حنين بسبب نسيانها، لكن فجأة اختفت الابتسامه وحل مكانها الهلع والذعر ووقفت الكلمات علي لسانها لتقول بارتباك :
حمزة …………
************

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رهان خاسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *