روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت السادس والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء السادس والعشرون

وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)
وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة السادسة والعشرون

وقف صالح يتابع الطبيبة وهو تقوم بفحص زينب التي فقدت وعيها منذ وقت خروج من المرحاض بعد نوبة الغثيان تلك
شعر بالخوف ينهش أعضاءه و كأن هناك قبضه قويه تعتصر قلبه لرؤيتها بتلك الحاله الهزيله+
يقف بجواره والدته و أخته
“انا عاوز افهم في ايه و هي مغمي عليها لحد دلوقتي ليه دي بقالها يجي ساعة على الحال دا”
سالها صالح هذا السؤال بصوت غاضب محتقن لياتيه الرد الهادي من الطبيبة
“اطمن يا صالح بية انا عطيتها حقنه وكلها شوية وتفوق و عايزه اطمنك ان دا شي طبيعي في حالتها و خصوصا ان الحمل في بدايته غير كدا جسمها ضعيف ”
” حمل؟! “سألتها حياء بابتسامه صغيرة و دهشة
ابتسمت الطبيبه مهنئه ومؤكده على ماقالت
=ايوة حامل و اكيد دكتورة ايمان لاحظت دا من الفحص الف مبروك الحمل في بداية الشهر التاني
ايمان بسعاده و حماس
:ايوة يا ماما كنت حاسه والله بس قلت الأفضل نعرف من دكتورة متخصصه
صالح بغضب
:طب و هي يا دكتورة حالتها ايه؟ دي كانت تعبانه اوي
الطبيبة: متقلقش دا طبيعي في بداية الحمل و خصوصا انه حملها الاول المهم يا جماعة لازم ترتاح و تتغذا كويس بلاش الضغط النفسي لان ممكن يأثر عليها لحد ما الحمل يثبت على الاقل
جلس صالح بجوارها فوق الفراش يقوم بابعاد خصلات شعرها عن وجهها
زافر بغضب في محاولة للهدوء حتى سمع همهمتها باسمه ليسرع إليها يسالها بلهفه
:زينب انتي كويسة؟ حاسه بحاجه؟ حاجه بتوجعك
ردت والدته محاوله تهدئته
=براحه عليها يا صالح خليها تفوق الاول
صالح
=زينب ردي عليا حاسه بايه…. حاجه بتوجعك
تكلمت زينب بضعف
=هو ايه اللى حصل ؟ انت مسافرتش
هتف صالح بفرح و ابتسامة واسعه ملئت وجهه وقد بدا يستوعب الأمر مرددا بفرحه
:انتي حامل يا زينب… حامل في الشهر التاني
اعتدلت في جلستها فورا سمعها ذلك
وذات الابتسامة و الفرحه مرتسمة على وجهها في حين وضعت يديها على فمها بصدمة و عينيها تترقرق بالدموع
احتضانها بقوة يضمها بين ذراعيه بينما همست من بين دموعها
:انا هبقي ماما… بس مش هيخليها تبقى زي يا صالح لا… انت هتكون معايا مش هسيب الدنيا تظلمها
طبع عدة قبلات متتاليه أعلى راسها شاعرا بسعادة لم يشعر بها طيلة حياته هامس بتاكيد
:اوعدك هنكون معها هتكوني احلى ماما يا زينب
ابتسمت حياء بسعاده وهي تجلس بجوارها فوق الفراش احتضانتها بسعاده لم تتخيلها يوم حتى انها بكت بطريقة مبهمه قائلة

 

 

إن كنت تريد الحياة فابتعد عن درب العشق حتى لا تهلك ❤❤
:الف مبروك يا حبايب قلبي يارب يجي بالسلامة
زينب :حضرتك بتبكي؟!
مدت انأملها تزيح تلك الدموع قائلة بسعادة
:لا بس فرحانه لكم الف مبروك يا صالح اخيرا هشوف اولادك
صالح برفق : ربنا يديك الصحه يا ست الكل
حياء:جلال هيفرح اوي….
ايمان بود :الف مبروك يا زوز بجد فرحتلك
زينب:الله يبارك فيك عقبالك يا رب
اكتفت ايمان بابتسامه جميله تشبة بسمة والدتها الجميلة في حين قاطعها رنين هاتفها اعتذرت مغادرة الغرفه
بينما اخذت الطبيبه تسأل زينب بعض الاسئله لتجيب عليها ببعض الحرج بينما تطلع إليها صالح يبتسم مشجعا أياها على الإجابة انتهت الطبيبة مبتسمة قائلة
:تمام يا زينب بس لازم تيجوا العيادة هنعمل شوية فحوصات و ياريت يا مدام حياء بلاش تخليها ترهق نفسها
حياء بود:طبعا يا دكتور من غير ما تقولي
ذهبت حياء مع الطبيبة تاركه زينب ترتاح قليلا
رفعت زينب عينيها تنظر له و لحقيبة السفر الموضوعه في احد أركان الغرفه
ارتفعت قليلا تغمض عينيها تطبع قبلة حانية على خده قائلة بابتسامه
:مسافرتش؟!
تنهد بارتياح جاذبا اياها برفق
:معقول اسيبك وانتي في الحاله دي…. خضيتيني و رعبتيني عليكي يا زينب كنت هموت من الخوف وانا مش عارف مالك و لا قادر اخفف وجعك…. للحظات اتمنيت اننا نبدل الأدوار و انا اللي اتوجع و لا اشوفك بالمنظر دا
جذبت كف يديه وضعته على بطنها مبتسمة بخفوت
:صالح انت عايز ولد ولا بنت
اجابها صالح برفق
:كل اللي يجيبه ربنا كويس يا زينب المهم يجي بالسلامة و يكون ذريه صالحه تعمر الأرض تكون روحها حلوة قادرة بابتسامه تخفف وجع اللي حواليها تكون زيك و حته منك
زينب : تفتكر لون عيونه هتكون ايه؟ انت لون عيونك…. “

 

 

صمتت لبرهه وهي تنظر لعينياه مباشرتا حتى لاحت ابتسامة رائعه على شفتيها
” عيونك حلوه اوي…..تعرف انا بحب والدك اوي علشان جابك للدنيا دي حقيقي ببقى ساعات عايزه اشكره”
دفن وجهه بشعرها الأسود يستنشق عطرها الخافت هامسا بصوت متحشرج أثر مشاعره طابعا عدة قبلات متفرقه على عنقها الابيض
:وانا بحمد ربنا اني قابلتك….
——————————
وقفت عفت في غرفتها تهمس بصوت منخفض هامس
:بقولك حامل حامل ايه مبتسمعش و في الشهر التاني كمان…. الموضوع شكله مش هيظبط لا يا خويا انا خايفه و الحج جلال مش سهل انا بقالي معاهم اكتر من تلات شهور بس اللي عرفته عنه
انه ممكن يفرم اي حد يقف ادامه و على اد الطيبة اللي في قلبه ممكن يولع بجاز في اي حد يقرب من مراته و ولاده و دلوقتي مرات ابنه حامل في أول حفيد ليهم لا يا خويا انا خايفه”

كان خالد سيرد عليها لكن رشاد جذب منه الهاتف و علامات الغضب تعتلي وجهه يبدو مخيفا
=بت انتي اسمعي اللي هقولك عليه و نفذيه بالحرف الواحد و بعدين مالك يا روح امك فاكر انك بتلوي دراعي فوقي يا ز”باله فيديوهاتك مع خالد كلها معايا و ممكن اسلمها لأهلك في الشرقية و ساعتها قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم
ضر”بت عفت بقوة على صدره مع شهقة قويه
:فيديوهات…. اه يا ابن الك… يا خالد بقى بتسلمي تسليم أهالي
ضحك رشاد بخبث و صوت عالي وهو ينظر لمساعده قائلا
:فوقي بدل ما انا اللي اسلمك لأهلك اصل نسيت اقولك
من اول ما شفتك و انا مش مرتاحلك خليت خالد يلعب عليك و يصورك يا فوفا…. و دلوقتي اللي كنتي هتعمليه بالفلوس… هتعمليه بس بمزاجي انا و علشان انا جدع
هديك اللي تطلبيه و تكملي اللي بدانه و حاجه كمان………….
وسعت عفت عينيها قائلة بشهقه قوية و رعب
:نهار مالوش ملامح يلهوي يلهوي…. انت بتقول اي دا انت مجنون هو ايه اللي ينزل
انت عايزني اعمل اي….و بعدين انت فاكر حماتها هتسيبها دي احتمال هي اللي تطلع تعملها كل حاجه
رشاد بحدة:لا يا روحي اللي قلته هيتنفذ و الواد او البنت اللي في بطنها دا لازم ينزل وانتي اللي هتعملي كدا…. هكلمك تاني و اقولك ازاي و امتى لان مش واثق و حاسس انك هتغرقينا…. استنى مكالمتي
أغلق الخط بوجهها قائلا بشر
:هانت يا زوبا بس اوعدك في النهايه هتكوني ليا حتى لو اضطريت اخطفك منه….
وانت يا ابن الشهاوي و رحمة امي لادفعك تمن اللي عملته غالي اوي انا كنت ناوي اخدها و اسيبك بس هندمك
في الناحيه الأخرى
ألقت عفت هاتفها على الفراش وهي تندب حظها الذي اوقعها مع ذلك المعتوه
عفت بخوف
:هتعملي ايه يا عفت دخلتي نفسك مع واحد زبا”له بس لو معملتش اللي هو عايزه هتبقى مصيبة اه يا ابن الك… يا خالد….
بس ماشي خليني نخلص من الموضوع دا و بعدها هاخد حقي و اخلع منهم
————————–

 

 

دلف جلال الي شقته في وقت متأخر من الليل بعد أن ظل في الوكالة لوقت متأخر مع جمال
لكن ما دخل لغرفته وجد حياء تجلس فوق الفراش تحمل بين يديها البوم صور قديم جدا نظر له جيدا
أدرك انه ذلك الألبوم الذي اهده لها في عيد ميلادها قبل عدة سنوات طويلة
رفع عيناه ينظر لها ليلمح دموعها عقد ما بين حاجبيه و هو يقترب منها ببطي حتى انها لم تشعر بوجوده
شهقت حياء بفزع ما ان شعرت بيد تحاوطها مقبلا اياها برفق، ابتسمت بسعاده و حماس وهي تقف أمامه… لفت يديها حول عنقه ترتفع على روؤس اصابعها
تقبل راسه غلبتها عاطفتها وهي تقبل كل انش بوجهه بعاصفة قوية من المشاعر تجتاح قلبها، ابتسم بخفة وهو يحيط خصرها يبادلها ذلك الجنون.. بجنون اكبر
تمر بينهما الدقائق و اللحظات دون الشعور بها حتى ابتعدت قليلا تستند بجبهتها على جبهته تلتقط أنفاسها مازالت تغمض عينيها تغمرها السعادة قائلة بهمس و بكاء سعادة عارمه
:بحبك…. لا انا مش بحبك بس انا بعشقك وبعشق كل حاجه فيك.. و بعشق كل تفاصيلك جنونك و هدوئك و حبك و غيرتك
انا بعشق الشاب اللي كان دايما يقولي اقفلي زراير القميص يا هانم انتي هنا في مصر مش فرنسا… بعشق الراجل اللي رغم اني سبته و مشيت و رغم ذلك هو أول واحد دافع عني و اول واحد دور عليا
رغم خوفي و غبائي رغم تهوري رغم اي حاجه دافع عني و حماني من الكل و اولهم نفسي
انا بدوب من حبي للشاب اللي اداني كل السعادة دي…. انا بحمد ربنا على كل لحظه و كل وجع عشناه
و صبر السنين مع بعض كان عوضه اكبر بكتير مما تخيلت مش بس اولاد
لا عوض و خير في كل حاجه في حياتنا.. ربنا عظيم اوي يا جلال اوي… انا دلوقتي شايفه ان كل السعادة دي تستاهل الوجع اللي عشناه و الله العظيم تستاهل…
فتحت عينيها تنظر له تجده مازال يقف بنفس الهدوء وهو يغمض عيناه مبتسم بخفة عضت على شفتيها وهي تحيط وجهه بيديها، فتح خضراوات عيناه قائلا
:جلال مكنش هيبقى بدون حياء… مش هكدب عليك يا حياء صدقيني انا كنت عايش زي الميت… اه عايش و بتنفس بس مش حي ولا حاسس للدنيا طعم… انا محستش اني حي غير لما اتجوزتك و حضنتك لقلبي أحيانا اقسم بالله ببقى عايز اخطفك وابعدك عن كل الكون ميبقاش فيه غيرنا
عارف ساعات بتخيل حياتي بدون بقول أعوذ بالله….. عارفه مستحيل كنت هلقي واحدة زيك….
يمكن في ستات كتير بيستحملوا لكن مفيش واحدة تصبر كل السنين دي بدون ما تجرح اللي معها لا و كمان تشيل هي كل المسئولية و تستحمل كلام سم زي اللي انا متأكد انك سمعتيه
حياء بضيق:ممكن تنسى الموضوع دا لو سمحت علشان بتغظني يا جلال و بعدين انسى موضوع تأخير الحمل دا علشان بتزعلني منك اوي… بتحسسني انك معايا علشان بس اني مرضتش نطلق لما عرفت
: و ربي و ما اعبد يا حياء حبي ليك مالوش علاقة بكل دا و لو كنتي برضو طلبتي الطلاق و خرجتي من حياتي اقسم لك بالله كنت هفضل اعشقك لان انا حبيتك قبل بكتير من الموضوع دا…. حتى لو كنا افترقنا كنت هفضل اتمنالك السعادة و الخير
حياء:
جلال لحياء و حياء لجلال….
استاذ جلال سليمان الشهاوي… حضرتك أن شاء الله هتكون جدو بعد كم شهر…
بهتت ملامح جلال قليلا يحاول الاستيعاب قائلا برجفه
:صالح و زينب….
ابتسمت حياء وهي تهز راسها بالايجاب لكن شهقت بفزع قبل أن يحملها بسعادة قائلا بصوت ملي بالسعادة و الحماس
:بعشقك يا بنت الهلالي……
ضحكت حياء وهي تحيط عنقه قائلا
:زينب حامل في الشهر التاني يا جلال…. نزلني يا جدع و بطل جنان
:شكرا يا حياء…. شكرا على اجمل هديه ادتهالي طول عمرك بتهديني أجمل هديه عيلة جميله زيك….
حياء:بنت الهلالي بتحبك يا جلجل و هتفضل كدا لحد ما ربنا يأذن و ياخد روحها
انزلها برفق متاملا وجهها الحنون جميلة حد الفتنه تلك المرأه ربما أجمل امرآه في عيناه هو فقط رغم سنوات عمرها
جلال :عارف انها حاجه مجنونه و يمكن غريبة بس تسمحيلي بالرقصه دي
ابتسمت برفق وهي تراه يمد يديه لها
وضع يديه الأخرى خلف ظهره ليبدو وكأنه أمير جاء من عصر قديم رغم الشيب الا ان قلب الشاب بداخله يطغو عليه
حياء باناقه تعهدها:طبعا يا سمو الأمير
————————-

 

 

بعد اسبوعين
في لندن
وقف يوسف بجديه أمام مكتب احد روئساء مجلس إدارة الشركه يبدو عليه الضيق قليلا لكن الحزم ايضا
لتاتي فتاه تبدو انجليزيه شقراء تحدثه بجديه بالانجليزيه
:اتفضل مستر چو
دلف يوسف الي المكتب بخطوات ثابته وجد احد مديرينه يجلس خلف مكتب ليقول بجديه (الحوار بالانجليزيه)
:مساء الخير يا فندم
:مساء الخير اتفضل يا يوسف..
جلس على احد المقاعد أمامه قائلا
:شكرا لحضرتك
ابتسم المدير بلطف قائلا
:ها يا يوسف السكرتيرة قالت إن في موضوع مهم حابب تتكلم معايا فيه اتفضل سامعك
يوسف بلباقة: الموضوع الصراحه شخصي مالوش علاقة بالمشروع او بالشغل…
مستر الفريد انا بشتغل في الشركه بقالي اكتر من ست سنين مفيش يوم تكاسلت عن العمل أو اخدت اجازه
الفريد بجديه:فعلا يا يوسف انت من أكف المهندسين اللي اشتغلوا في الشركة و طبعا الكل بيشهدلك بدا محدش يقدر ينكر و انت اترقيت كذا مرة وأعتقد مرتبك كويس
يوسف بجدية:بس يا فندم انا مش جاي اتكلم عن المرتب او اي حاجه من دي… انا سفرت مصر من ست شهور و اتجوزت و بعد شهرين رجعت و من وقتها منزلتش مصر ولا اجازه وطلبت من استاذه حنين اجازتي الطبيعيه لكن هي رفضت بدون سبب رغم اني طلبت يوم واحد انزل فيه اطمن على زوجتي…. معظم المهندسين اخدوا اجازتهم لكن هي مصممة اني انا مينفعش انزل دا مش طبيعي يا فندم….. و انا مهتمتش لان بحب شغلي لكن مصمم دلوقتي اني انزل مصر
الفريد: انا مستغرب بس انت عارف المهندسه حنين بتحب الشغل اد ايه وهي عارفه انك شاطر علشان كدا اكيد رفضت اجازتك…. انا هتكلم معها و اشوف الأسباب اللي خليتها ترفض اجازتك انت من الناس اللي بجد قدموا كتير و حبك للمعمار بيبان في تصاميمك المميزه و طبعا اجازتك تقدر تاخدها بس عندي سؤال
ليه دلوقتي مصمم انك تنزل مصر
ابتسم يوسف بجدية قائلا
:في حد حلمه اني اكون معه و انا وجبي اني ادعمها في حلمها زي ما دعمتني
الفريد بابتسامه : موفق يوسف… اجازتك بدأت من النهارده معاك اسبوع بتمنالك التوفيق.. بوعدك اني اتكلم مع حنين و افهم ليه بتعمل كدا… بس اكيد هي مهتمه بالشغل
اوما يوسف له بجدية قبل أن يخرج من المكتب اخرج هاتفه يتصل بأحد شركات الطيران لحجز تذكره لمصر
دخل مكتبه بضيق وهو يزفر بغضب القي بالهاتف بعنف على المكتب لينظر له ويليام بارتياب قائلا
:مالك يا چو؟موفقش على الاجازة
يوسف بحنق:وافق بس للاسف مفيش ولا طيارة نازله مصر النهارده و إيمان عمليتها الصبح لازم ابقى معها… كل بسببه الحيزبونه اللي اسمها حنين
نظر عدنان لويليام لينظرا الاثنان ليوسف وضيقه
عدنان:راح نحل يا چو ما تقلق
خرج من الغرفه يجري عدة اتصالات ليعود مرة أخرى للمكتب
عدنان بجديه:فيه حل بس ما بعرف إذ كان راح يظبط معك
يوسف :حل اي؟

 

 

عدنان:في طيارة طالعه بعد ساعتين للبنان و من لبنان في طيارة نازله لمصر
يوسف بلهفه:طيارة لبنان هتوصل مصر امتى؟
عدنان بابتسامه :على الساعة عشرة الصبح
يوسف بسرعة:عدنان تحجزلي على طيارة لبنان فورا و انا هطلع على الشقة اجهز أوراقي و حاجتي
عدنان:طبعا
يوسف بحب:مش عارف اشكرك ازاي تسلم
عدنان :ولو يا اخي
لملم يوسف أغراضه الهامه من المكتب قبل أن يغادره
توجه نحو الجراج ركب سيارته يتوجه الي شقته التي يقطن بها في لندن جهز اغراضه بسرعة جدا متجه نحو المطار
وجد هاتفه يصدح معلنا عن اتصال لينظر لاسم المتصل (عهد) أغلق الهاتف بضيق وهو يتوجه نحو بوابه الصعود رقم(…) يصعد بعدها للطائرة يدعو الله أن يصل في الوقت المناسب
صباحا
في المشفي التي تعمل به ايمان تقف بتوتر وخوف في غرفة الأطباء و هي تقوم بالاتصال بيوسف لكنه لم يجيب عاودت الاتصال به مجدداً تشعر بالخوف عليه
ايمان :قافل ليه دلوقتي يا يوسف… قلتلك اني محتاجاك و محتاجه اتكلم معاك قبل العمليه معقول للدرجه دي مش فارق معاك
يارب يكون كويس….
وضعت هاتفها جانبا و هي تفرك يديها الاثنان ببعضهما تشعر ببعض التوتر
طرقات خفيفه على الباب لتجيب بجديه سامحه للطارق بالدخول
ابتسم جلال بحب و هو يدخل الغرفه ما ان رأته ايمان حتى اقترب منه تحتضنه بينما اخد يمسد برفق على رأسها
ايمان :بابا انا خايفه دي اول عملية ليا لوحدي انا الجراحه الاساسيه بقالي شهور طويله بتدرب بس خايفة
ابتسم جلال بحب وهو يبتعد عنها بحماس قائلا بجديه
:بس انتي قدها وانا معاكي وامك برا كلنا معاكي علشان الاهل عمرهم ما بيخذلوا ولادهم …. كلنا في ضهرك واثقين فيكي…. فاكر زمان لما كنت العب معاكي كنتي تقولي
ايمان بحماس تتناسي خوفها

 

 

:من المركبه 307 الي المريخ يوما ما سنخترق المستحيل قادرين نحن لدينا الامكانيات و لدينا كامل الدعم ان فشلنا سنقوم مره اخرى لن نقع….. ابدا
رد جلال بثقة:
من قادة المريخ الي المركبة 307 انطلق….. لديك فرصة واحدة عليك الثقة بقدراتك
تنهدت بارتياح قبل أن تلقى بنفسها بداخل حضنه قائلة بعبث
:لسه فاكر….. بابا انت بجد اهم حد في حياتي
جلال:الاهم يا ايمان تكوني واثقه في ربنا فاهمة لو حسيتي ان ايدك هتخونك اذكري الله
ايمان :حاضر يا بابا….
الممرضه :دكتورة ايمان هننقل المريضه للعمليات ياريت تجهزي
اومات لها بجديه خرجت من الغرفه مع والدها توجهت لاحد الغرف المخصثه للتعقيم
بعد دقائق خرجت… متجهه نحو غرفة العمليات لكن آت صوته اخير
:ايمان…
توقفت نبضاتها للحظات تجزم انها تسمع صوته لكن كيف؟!
التفت لتجده يركض نحوها بسرعه ابتسمت بسعاده ليقترب منها يحتضنها اخيرا قائلا بهمس و رجاء وهو يشدد على احتضانها بقوة و لهفه
:كنت خايف تدخلي عمليات قبل ما اشوفك…
ايمان بدموع :يوسف؟! انت… انت نزلت مصر.. انت بجد معايا صح… كنت… كنت محتاجاك وحشتني يا چو وحشتني اوي
اغمض عينياه قائلا بحب و تشجيع
:هتدخلي دلوقتي و هتشتغلي كويس اوي و هتنجحي فاهمه يا ايمان… انتي وعدتني انك هتكوني جراحه شاطرة شوفي انا و عمي و ماما كلنا معاكي…
ايمان :انت جيت مخصوص عشاني
يوسف :عارف اني اتاخرت بس والله العظيم جيت من المطار على هنا بس…
ايمان :شش مش عايزه اسمع حاجه كفاية انك جيت…. مفيش وقت دلوقتي لازم ادخل العمليات بس بعد ما اخلص في حاجات كتير لازم نتكلم فيها
يوسف:ربنا معاكي يا قلبي
ابتسمت وهي تنظر لعائلتها تحمد الله بداخلها حتى زينب ظلت معها بالأمس اليوم باكمله لوقت متأخر من الليل
مرت ساعه…. اثنان… ثلاثه أول عمليه جراحيه لها حيث هي الطبيبة الاساسيه في عمليه لاستئصال ورم من الدماغ بعد شهور طويله جدا من التدريب
حياء بخوف:هما كدا اتأخر ا ولا انا المتوترة

 

 

يوسف:لا متخافيش يا ماما حراجه المخ والأعصاب بتاخد وقت… انتي عارفه المكان حساس وبنتك بقى اختارت تخصص معقد
لكزته حياء بضيق في جانبه ليضحك بتعثر وهو يحتضنها بمرح قائلا
:وحشتيني يا قمر انتي…. ايه الحلوة دي يا مرات عمي تعرفي لو انا كنت موجود معاكم زمان والله كنت خطفتك من عمي و وقعتك في حبي
جذبه جلال من ياقة قميصه بغضب و غيرة قائلا
:سمعني بتقول ايه يا روح قلبي….. مالك يالا متظبط انا سايبك مع ايمان براحتك و داخل تحضنها كدا واحنا واقفين ايه معندكش دم
يوسف بمراوغه ومرح
:مراتي يا جدع مراتي اقسم بالله كنت هموت و ابوسها بس المستشفى مرشقة كاميرات كانوا هياخدونا فعل فاضح
حياء :اللهم طولك يا روح والله ما هتتغير يا يوسف.. شوفي جوز بنتك يا حياء
يوسف :اومال هو صالح فين؟ صحيح زينب حامل في بنت و لا ولد
حياء:صالح في الوكاله و بعدين ادعيله اليومين اللي فاتوا كانوا صعبين اوي… طول الوقت بين الوكاله و الشادر و مع زينب…
و هو يدوب يروح ساعتين الشادر الفجر و يرجع بدري يتاكد انها فطرت و اخدت الدوا و يرجع تاني الشغل
وبعدين هي لسه في الشهر التاني مش هنعرف دلوقتي نوع الجنين
يوسف :ربنا يقومها بالسلامه يارب وتعدي على خير صالح طيب و يستاهل كل خير و زينب كمان بنت حلال.. بس دوا ايه؟
جلال بهدوء : دي فيتامينات الدكتورة كتبتهالها …. قولي انت قاعد قد ايه في مصر
:اسبوع أخذته بالعافيه،
امبارح كان يوم صعب اوي و هموت وانام كان عندي شغل طول النهار و بليل قدرت اخد اجازه و اول طيارة جايه جيت فيها الحمد لله لحقتها قبل تدخل…..
جلال بابتسامه :الحمد لله
بعد مرور وقت
خرجت ايمان من غرفة العمليات بجسد مرهق تكاد تبكي و هي تنظر ليوسف و جلال لم تشعر بقدمها
و هي تركض بسرعه نحو جلال، رغم ان يوسف كان الأقرب لها لكن مرت بجواره و كأنها لاترى اي شخص أخرى سوا والدها احتضنته بقوة وهي تبكي بعنف و كأنها طفلة لم تجد الأمان سوا بين احضانه
تمسكت بيد والدتها بقوة لتسقط ارضا تبكي و كأن اخيرا سمحت لالم العجز ان ينفجر بلحظه
حياء ببكاء:
ايمان مالك يا عمري؟ حصل ايه ردي عليا
لف جلال ذراعه يحاوطها قائلا:ايمان
ايمان بشهقات قوية و دموع فرحة

 

 

:نجحت يا بابا…. نجحت بعد كل الوجع دا
كنت مرعوبه وانا بشوف ايدي بتترعش كل يوم …. كنت حاسه ان حلم عمري راح بس انتم كنتم واثقين فيا و دعمتوني طول الوقت انا حقيقي محظوظه والله العظيم محظوظه بيكم
سالت دموع حياء وهي تجلس بجوارهما أرضا احتضنتها و الان كدا مر الألم
حياء :وانا لو عشت عمري كله احمد ربنا انك بنتي مش هوفي حقه….. حقيقي انا فخورة بيك
انهارت ايمان وتحتضن والدتها و ابيها وجسدها يرتجف لأول مرة تنساب دموعها بضراوة كذلك
وقف يوسف يتابعها بفخر و سعادة اقترب منهم ضامما اياها لصدره مقبلآ راسها
:الف مبروك يا ايمان…. الف مبروك يا بنت قلبي
مد انامله يزيح دموعها عن وجهها
:شكرا يا يوسف شكرا انك معايا
ابتسم بينما نهضت وهي تحاول تهدئة أنفاسها و هي تستعيد ثقتها بنفسها و ربها
حياء :لازم نحتفل….
ايمان:لسه عندي شغل
يوسف بمرح :وانا هموت وانام يا جماعة
جلال:وصالح اكيد في الوكاله لازم اروحله و مش معه حد
حياء بضيق:عيلة مش مشجعه خالص….
ايمان :خالص يا ماما مش لازم النهاردة يعني خليها اي يوم تاني
حياء:ماشي يا قلبي
بعد مرور وقت
غادر جلال و حياء المشفى بينما أصر يوسف علي البقاء معها لنهاية اليوم
كانت تقف في ممر المشفى مع احد الاطباء
:بصراحه يا دكتورة ايمان انا انبهرت معقول دي اول جراحه ليك…
ايمان بثقة و حماس:
الحمدلله تم استئصاله المهم دلوقتي تعدي من مرحلة الخطر بس حقيقي مش عارفه اشكرك ازاي يا دكتور محمد حقيقي
محمد بابتسامه : انا عملت ايه يا بنتي…. بس بجد اول مرة اشوف دكتورة مركزه كويس اوي كدا و غير كدا مع الضغط كنتي محفظه على ثباتك الانفعالي منتظر لك مستقبل مبهر في عالم الجراحه
يوسف بغضب و غيرة
:وايه تاني؟
ايمان بسرعة:يوسف اعرفك دكتور محمد كان معايا في العمليات دكتور محمد الباشمهندس يوسف الصاوى جوزي
لم يعيرها انتباه وهو يجذبها من ذراعها خلفه
ايمان بخوف:يوسف….
يوسف :نعم
ايمان: وحشتني… وحشتني اوي وكنت زعلانه انك مش بترد على مكالمتي كنت خايفه يكون دا حدث مش مهم عندك.. انت حققتلي امنيتي مكنتش متوقعه اني اشوفك النهاردة
جذبها بسرعة لاحضانه قائلا
:معنديش اهم منك يا ايمان مكنش ينفع مكنش معاكي… انتي نفسك كنتي بتدعميني علشان استمر و أحقق حلمي معقول أخذلك
كاد ان يقبلها لكنها ابتعدت سريعا بارتباك قائلة
:يوسف احنا في المستشفى
ابتسم وهو يغمز لها قائلا
:والله البيت وحشني
ايمان بضيق:يوسف بطل توترني لو سمحت انا لسه ادامي شغل حوالي ساعتين كدا
بس انت شكلك تعبان اوي…. شكلك مكنتش مهتم بنفسك… قولي ليه مقولتليش انك نازل مصر كنت روحت البيت و وضبطته
يوسف:مكنتش عارف اني نازل اصلا حتى مكنتش عارف لو هلحقك قبل العمليات الحمد لله صديق ليا قدر يحجزلي على طيارة لبنان
رفعت حاجبها باستنكار:لبنان؟!
يوسف :اه و من لبنان لمصر مكنش في طياره نازله مصر من مطار انجلترا
ايمان بسعادة عارمه و تفهم
:علشان كدا شكلك تعبان….خالص روح انت ارتاح وانا هحاول اخلص بدري و اجي بدل ما تزنب نفسك كدا
يوسف:لا هنروح سوا هروح الكافتيريا اشرب حاجه و اعمل كم اتصال كدا….
هستناكي على ما تخلصي ياله يا قلبي
اهدته أجمل ابتسامة لها بينما غادر هو احتضنت جسدها بسعادة تكاد تبكي وهي تراه يبتعد.. عضت على شفتيها قائله
:يارب انا كل يوم ادعي انك متخذلنيش و حقيقي مع كل وجع بيكون في جبر
قدرني احبه دايما
————————–

 

 

في منزل صالح
عاد منذ حوالي نصف ساعة تقريبا بجسد مرهق ليدخل لغرفة النوم مباشرتا
بعد أن اخد حمام دافي يزيل به عناء اليوم.. لينام طالبا منها ان توقظه بعد ساعة ونصف حتى يعود لعمله مرة أخرى
ادارت زينب رأسها تنظر الى لصالح النائم بجوارها وجهه باتجاهها ويده تستريح فوق خصرها بحماية
فهو حتى اثناء نومه يقوم بحماية طفله المنتظر منها ولا تعلم لماذا يشعرها هذا بالحزن
لاتدرى ماذا اصابها فهى منذ فترة
تشعر بمشاعر متناقضة بداخلها فتارة هى سعيدة
لانها تحمل قطعة من صالح تنمو بداخلها لتصبح جزءآ منها وتارة اخرى تشعر بالحزن والخوف من ان يكون هذا كل ما يريده صالح منها و خصوصا بعد حديث عفت لها قبل اسبوع بعد معرفة خبر حملها
حينما كانت ترتب المنزل
*********فلاش باك*********
عفت :تحبي احضر ايه للغدا النهاردة يا هانم
زينب :خليك انتي انا هجهز الغدا لصالح
ضربت عفت بخفه على صدرها تشهق بفزغ مصتنع
:لا طبعا مش هيحصل دا البشمهندس صالح يقطع عيشي هو قايل مخلكيش تعملي اي حاجه و بعدين انتي لسه تعبانه
زينب بحدة:على فكرة انا كويسه مفيش حاجه هو بس لو يهدأ شويه
عفت بخبث: يهدأ يا ست هانم دا بيخاف عليك من الهواء الطاير هو و ست حياء و الصراحه من يوم ما انتي حملتي وهو بيخاف اوي عليك
زينب بابتسامه :صالح مفيش احن منه
عفت بمكر و طيبه زائفه
:ايوة طبعا بس كل الرجاله كدا اول ما الست بتاعتهم تحمل و كل همهم العيل لحد ما بيجي و بياخد كل الاهتمام
طب دا انا والله ما بكذب عليك جوزي كان هيطلقني و حياتنا زي الزفت لحد ما حملت كان ناقص يشيلني من على الأرض شيل و بعد ما خلفت الواد بقى هو الكل في الكل وانا بشحت منه الكلمه الحلوة و دلوقتي اهو مشغلني في البيوت و الواد معه هو و أمه ربنا ياخدها
بس انتي محظوظه برضو ست حياء كل شوية تطلع تطمن و تسألني عليك لو نفسك راحت لحاجه او كدا خايفه على حفيدها
انهت جملتها الكاذبة بخبث وهي توليها ظهرها تتصنع ترتيب المنزل اما زينب فشعرت بالدوار يداهمها و الافكار السوداء تتلاعب بها
********نهاية الفلاش باك*********
زفرت أنفاسها بحزن وهى تتلمس ملامحه الرجولية الوسيمة بأصابعها بحنان وهى تفكر كم هى تعشقه وبجنون فهو وسيم وقوى
تتمنى ان يرث طفلهم هذا منه كما سيرث ذكائه وقوته وقيادته للأخرين و احساسه بالحماية اتجاه الجميع
لكن هل سيشملها هى ايضا بذلك الحب
رغم كل ما مروا به معا الا انها تشعر بالحزن تتمنى لو كان ما بداخله لها حب
و ليس مجرد واجب ان يعاملها برفق و ثقه و ود

 

 

تشعر بتخبط قوي في مشاعرها لتجزم انها هرمونات الحمل من تجعلها بذلك الضعف
ضمت يديها معا بشدة مغلقة عينيها بقوة تحاول عدم الاستسلام للبكاء
ولأفكارها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا لتنساب دموعها بصمت فهى لم تعد تستطيع تحمل كل هذا الضغوط من حولها تشعر برغبة شديدة في الإبتعاد عن هذا المكان تذهب لأي مكان آخر تريح اعصابها
افلتت منها شهقة بكاء بصوت عالى لتسرع بوضع يدها فوق فمها تحاول كتمها لكن قد فات الاوان لتشعر بحركة صالح المفاجئة بجانبها
وقد استيقظ فى لحظة واحدة يفتح عينيه يدير رأسه لها بلهفة يرى دموعها المنسابة فوق وجهها بغزارة ليهب سريعا جالسا فوق الفراش يسالها بلهفة وقلق
= مالك يا زينب بتعيطى ليه ؟فى حاجة وجعاكى ؟
لتهز رأسها سريعآ بالنفى ليظل ينظر اليها للحظات طويلة قبل ان يقربها منه ياخذها بين احضانه بحنان يهمس لها برقة شديدة
=طيب كفاية عياط وقوليلى ايه يخليكى زعلانة بالشكل ده ؟
لكنها استمرت فى البكاء دون ان تتوقف شهقاتها لا تستطيع ان تخبره بمخاوفها لتفرغ كل هذا الخوف ببكائها هذا فلم يستطع صالح فعل شئ سوا ان يضمها اليه بقوة
لا تصدر عنه كلمة واحدة حتى توقفت شهقاتها فجأة كما بدأت
لتجد نفسها مضمومة اليه بقوة وجهها مدفون فى عنقه ودموعها تغرق صدره العارى فتبتعد عنه سريعآ بارتباك تحاول تجفيف دموعها بيدها ليقوم سريعا بابعاد يدها عن وجهها ويجفف هو تلك الدموع بيده هو برقة وحنان يسالها بهدؤء
=بقيتى كويسة
هزت رأسها بضعف ليتنهد و ينهض عن الفراش يغادر الغرفه
ليعود ومعه كوب من الماء ليعطيها اياه ييقف مراقبا لها وهى ترتشف القليل منه وجهه خالى من التعبير ليأخذ منها الكوب حين انتهت منه يضعه على المنضدة الصغيرة بجواره يجلس مرة اخرى فوق الفراش معطيآ ظهره لها يسألها باقتضاب
=مش هتقوليلى ايه حصل علشان تعيطى بالطريقة دى ؟
ابتلعت زينب ريقها تبحث عن كلمات تستطيع بها الخروج من ذلك المأزق
دون الإفصاح عن مشاعرها و عن التخبطات التي تشعر يها منذ بدايه الحمل
ليطول صمتها فيلتفت إليها صالح براسه قليلا قائل بحد
=زينب كل اللى بتعمليه من وقت ما عرفتى انك حامل ملوش غير تفسير واحد عندى
تكلمت زينب تتلعثم فى حديثها
=تقصد ايه يا صالح وتفسير ايه ده ؟
التفت اليها سريعآ ينظر اليها بعينين مشتعلتين
=تفسير انك مش مبسوطة بخبر حملك وانك ممكن تكونى مش عاوزاه حتى
أول ما عرفتي كنتي مبسوطه و فرحانه و بعدين فجأة اتغيرتي حتى طريقتك في حاجه غلط معقول مش عايزه طفل مني
ردت زينب قائلة بضعف و بكاء تكتمه بصعوبه
=ايه اللى يخليك تقول كده طبعا انا فرحانة ومبسوطة انى حامل هو بس… الحمل مخليني متوتره بس انا مبسوطه
اعتدل صالح فوق الفراش قائلا بأسف
:مش باين يا زينب مش باين ابدا بس
ياريت يكون هو دا السبب
ليستلقى سريعآ فوق الفراش معطيآ ظهره لها
لتسكن دون حركة لعدة ثوانى ثم تقترب منه تضع يدها فوق ظهره تناديه بهمس لكنه لم يتحرك كما لو كان لم يسمعها لتكمل حديثها بتلعثم

 

 

= صالح ارجوك متكبرش الامور
زفر صالح بضيق وهو يغمض عينيه
=نامي يا زينب لان شوية وهنزل
و انتي مش عاوزه تفهميني في اي، فنامي احسن لينا احنا الاتنين
بليل ابقى جهزي نفسك هنروح للدكتور نطمن على الحمل
زينب :طب و الوكالة انت بتكون هناك بليل ممكن تخليك و انا و اي حد نروح ماما او ايمان اكيد انت مشغول ممكن اي حد يجي معايا
التف نحوها ينظر لها بحيرة قائلا برفق
:طب وانا منفعش؟
زينب :مقصدش بس انت اكيد مشغول و..
صالح بجدية
:حتى لو مفيش اهم من ابننا اللي جاي في السكة و اننا نطمن عليك
زينب :يعني هو مهم عندك اوي؟
صالح بحب:طبعا مهم اوي عندي انا هنزل دلوقتي علشان متأخر عليك بليل
اومات له بضيق قبل أن يتوجه للحمام دفنت وجهها المحتقن بالوساده ترقرقت دموعها مرة أخرى و الخوف ينهش بقلبها و عقلها
زينب لنفسها :يارب انا بحبه…. انا خايفه خايفه اوي يجي يوم ابعد عنه منك لله يا عفت كان لازم تخوفيني
==================
بعد عدة ساعات
جلس صالح بجوار جلال في الوكالة يشير له على بعض الملفات يشرح له آخر التعاملات في الوكاله و المخازن
تطلع اليه جلال للحظات يتامله محاولا استكشاف ما يخفيه من الضيق
جلال بهدوء :مالك يا صالح؟ حاسس ان في حاجه غلط
زفر صالح بضيق قائلا
:مش مرتاح حاسس اني في حاجه غلط بتحصل من وراء ضهري… غير موضوع…
صمتت قليلا لا يريد الإفصاح لوالدها بشكه من تغيرات زينب مومناً بمقولة
(أحيانا بعض الأشياء يجب أن تبقى بين اصحابها)
جلال بجديه:واضح ان في مشكلة وانا مش هسالك لان واثق انك تقدر تحل مشاكلك.. هتروح للدكتورة امتى؟
صالح: كمان نص ساعة كدا
جلال :خالص ياله روح انت
صالح :ماشي يا حج مع السلامة
جلال :الله يسلمك
————————-
قاد صالح السيارة عائدا بزينب الجالسة بجواره فى صمت كئيب
لا تتحدث اليه ابدا ولا تنظر حتى باتجاه رغم محاولته الدائمة بجعلها تتحدث اليه عما يضايقها
فهى منذ زيارتهم للطبيبة وهى على هذة الحالة لا من قبل هذا بكثير وليكن اكثرا تحديدا بعد معرفتها كانت المرة الوحيدة التي يرى سعادتها بهذا الحمل هي بعد معرفتها مباشرتا ولكن تغير الحال بعد ذلك تماماً
وهى على حالة الغريبة تلك تجعله يفقد صبره معها راغبا فى هزها بشدة حتى تنطق وتخبره مابها
ليسكت من ظنونه التى تنهش عقله ليسود سوادها افكاره تجعله لايرى امام عينيه غير هذا السواد
يتالم بقوة هو يراها امامه على تلك الحالة
زفر بحنق يلتفت اليها يراها تنظر من النافذة بشرود غافلة عما يمر به ليناديها بهدوء حاول اظهاره فى نبراته
= حور ايه رايك نروح اى حته نتعشا و نتمشي
هزت زينب راسها برفض وهى مازالت تنظر من نافذتها تقول بصوت فارغ النبرات
= لا انا عاوزة ارجع البيت حاسة انى تعبانة ومحتاجة ارتاح
سالها بقلق
=تعبانة حاسة بايه ؟ خلاص نرجع للدكتورة تانى بسرعة تكشف ونطمن عليكى
التفتت زينب اليه بوجه خالى من التعبير =متخفش اوى كده تعبى ملوش علاقة بالحمل
تهكم وجهه عند سماعه لطريقة تحدثها قائلا بجمود
= له علاقة او ملوش ده ميمنعش انى اطمن عليكى

 

 

نظرت زينب عدة ثوانى لا تكشف عن افكارها ثم تلتفت تنظر من النافذة مرة اخرى دون ان تضيف كلمة ليسود الصمت السيارة فترة طويلة حتى تحدث صالح فجأة قاطعا الصمت بحدة
=خالي في علمك بكرا هنروح المنصورة نقضي يومين هناك و مش عايز مناهدة انا قلت اللي عندي
لم تصدر اى ردة فعل حتى فوجئت به يوقف السيارة بجانب الطريق ينظر امامه عدة دقائق
لم تسمع فيها سوى صوت انفاسه المتسارعة الدالة على غضبه الشديد ومحاولته السيطرة عليه لتنكمش زينب فى مقعدها تخشى من ردة فعله تعلم انه لن يمرر الأمر بتلك الطريقة على خير ليصدق حدسها حين التفت اليها بعينين تشتعل بالنيران هامسا بوحشية
=قسما بالله يا زينب لو ما قولتيلي في ايه و مالك ملوعه معايا ليه
لهعمل حاجه تزعلك… وعلشان متقوليش بضغط عليك ادامك الفتره اللي هنقضيها في المنصوره بس اكتر من كدا انا مش هستحمل طريقتك دي عايز افهم في ايه يا بنت الحلال قلتلك بكر”ه الطريقه دي و اعتبري دا آخر تحذير
ضمت جسدها و انسابت دموعها وهي تستند براسها على زجاج السيارة
هي حتي لا تعرف ماذا تريد شاعره باختناق
تحبه و لا تنكر ذلك… تتمنى ان يحبها لكن كيف ستخبره ذلك… تتمنى الا يكون الرابط بينهما هو ذلك الطفل فقط
التفت يدير محرك السيارة لتوقف قبل ان يتحرك بها يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بجمود
=و بلاش توصلينا لحيطه سد يا زينب
“الستر يا الله انا لا اريد كسر العلاقه، أريدها أقوى و أقوى لكن أشعر بالتخبط”
=====================
في اليوم التالي
وقفت حبيبة تتفقد اثواب العروس البيضاء المرصصه أمامها و المعروض علي دميه بلاستيك على هيئة جسد انثوي
عقد ساعديه وهو يستند بظهره على الحائط يتفقد صورتها الفاتنه وهي تقف بجوار ثوب ابيض مطرز ببعض الالاء اللامعه من الصدر
ضيق من الخصر متسع حتى أسفل الكاحلين.. محتشم و انيق
ابتسمت وهي تنظر لذلك الثوب بعيون شغوفه
:ايه رايك يا علي؟ حلو صح
ابتسم برفق قائلا بجدية :جربيه الاول
ابتسمت وهي ترمق الثوب مره اخيرة و هي تتجه مع العامله نحو غرفه القياس
نظرت لهيئتها في المرآه بانبهار و عينيها تصرخ بسعادة
وكانها اول مره ترتدي ثوب ابيض و تكن عروس.. لكن الأمر معه يختلف
التفكير بالأمر يجعلها تشعر بسعادة عارمة و كأنها الان حصلت على جائزه ذهبية لن تتخل عنها
خرجت بعد ربع ساعة تقريبا بجوار العامله و والدتها عقد ما بين حاجبيه بدهشه قائلا
:مش مظبوط عليك و لا اي

 

 

فاطمه بحب وحماس
:لا يا حبيبي دا كأنه اتعمل مخصوص ليها
علي:طب منادتليش ليه علشان اشوفه
ابتسمت حبيبة و اشاحت بوجهها عنه بينما ردت والدته بمكر انثوي
:لا طبعا دا حتى يبقى فال وحش مش قبل الفرح الف مبروك يا ولاد
ابتسم بمراوغه وهو يغمزها لها بينما توليه ظهرها لترى انعكاسه في المرأه أمامها
علي:طب الحمد لله انه مظبوط عليها
انا هروح احاسب…….
تركها و اتجه نحو الحسابات ثم غادر المكان بعد شراء كل مستلزمات ثوب الزفاف
متجهين الي قسم الخاص بالراجل لشراء بذله الزفاف له
كانت فاطمه و هدى يقمن بشراء بعض الثياب لحبيبة تاركين اياها مع علي الان هو زوجها حيث تم كتب الكتاب قبل يومان كما أصر هو
حبيبة:خليني اختار لك بدلة الفرح ممكن…
ابتسم على قائلا وهو يحيط خصرها
:طبعا ممكن انا واثق في ذوقك
تنحنحت بحرج قائلة بخجل
:على…. ابعد لو سمحت
رد بجمود قائلا
:ابعد دا بُعدك و اسكتي بقى ياله تعالي اختاري يا ستي
وضعت يديها بجيب ثوبها الأزرق رافعه شعرها في كحكه فوق راسها فوضوية جميله
ابتسمت بحماس و هي تشير للعامله على حُله سوداء أنيقة
:ياله يا علي ادخل قسها متحمسه اشوفها عليك
دلف بثبات ياخذ من العاملة البذله متجهها نحو غرفه القياس
اخذت تدور في المكان لعلها تجد شي أفضل لكن وجدت العاملة تناديها.. ترجلت نحو الغرفه لتجد يخرج منها يبدو في غاية الاناقه
علي:ايه رايك؟
“بجد جميله جدا.. حاسس انها ضيقه؟!”
“لا ابدا….”
“طب ايه رايك نجرب حاجه تانيه… استنى خد قيس دي…ياله بسرعة”
ابتسم على بخبث وهو يتوجه مره اخرى للغرفه الصغيره بينما وقفت هي بالخارج تنتظره حتى نادها
كادت ان تساله لتعرف ما يريد ولكنها وجدت من يجذب ذراعها ويسحبها نحوه….
توسعت عينيها وهي تدرك الموقف لتجد نفسها أمامه مباشرة لا يفصل بينهم إلا القليل بسبب ضيق ذاك الركن !…
نظرت له بغضب وهي تقول بعتاب…
“على في حد يعمل كده… الناس اللي وقفين برا يقوله علينا إيه…. ”
تأمل ملامحها بعيناه ولا يزال مثبت كلتا يداه
على خصرها…. ثم قال باغواء…
“هيقوله واحده بتساعد عريسها و بتختارله البدله ….”
برمت شفتيها وهي تحدج به باستنكار قائلة..
“يسلام؟؟؟… وانتَ محتاج مساعده في إيه بقه
ان شاء آلله…”

 

 

حاوط خصرها بخبث وهو يقول بمراوغه…
:ايه رايك البدله دي ولا التانيه”
رفعت احد حاجبيها بتشكيك..
:طب ما تلبس الجاكيت علشان اشوفها و بعدين خلينا نخرج يا علي”
رد بخبث وهو يستنشق رذاذ عطرها الوردي عن قرب….
“لا و ياله ساعدين البس البدله دي”
كادت ان تخرج بارتباك لكن يداه المطبقه على خصرها منعتها…هتف علي بجدية
“راحه فين…”
رمقته حبيبه بعتاب وهي تقول بشجن…
“خارجه… ”
لم يسمح له باخذ خطوة واحدة بهذا الركن بل
قال بمداعبه…
“على فكره بقه انتي بتتلككي متساعدنيش مع انك لو كنتي طلبتي مساعدتي في الفستان كنت هساعدك يسلام لو كنتي طلبتي مساعدتي..”
قالت بصدق..
“مش هعرف اساعدك واحنا كده …”
“يبقا شكلنا مطولين شوية….” قربها منه اكثر فأصبحت باحضانه ووجوههم متقاربه من بعضها…
نادته بخجل…
“علي….”
اكتفى بهمهمات خافته وهز يحدج بعمق عينيها…
وبدون جدوى قالت حبيبه بصوتٍ خافت…
“ابعد شويه و أمري لله…”
داعب بشرتها انفاسه الساخنة وهو يهمس في اذنها..
“غيرتي رايك بسرعه دي…”
همهمت بضعف لا تعرف مصدره الحقيقي هل من ما يفعله بها ام علامة عن الرد عليه…
ابتعد عنها قليلاً وهو لا يزال محاوط خصرها بامتلاك
توترت و توهج وجهها بالخجل بسائر جسدها خفقات قلبها مجنونه يكاد يسمعه بسهوله….
ابعدت يداها وهندمت له السترة السوداء بعد أن ساعدته بارتدها
تقول حبيبة بتردد…
“شوفها كده في المرايه يمكن متعجبكش…”
ألتفت للمرآة وعيناه لا ترى الحلة بل مصوبه على هيئتها في المرآة…..قالت باستفهام..
“اي رايك حلوه ولا نشوف حاجه تانيه

 

 

كانت تقف بجوار وهي تحدج بعينيه عبر المرآة محاولة فهم تلك النظرة ولكنها عجزة بسرعة عن ترجمتها
لم يلبث علي إلا قليل وهو يميل بوجهه عليها
واضع قبله طويل على وجنتها قائلا
“الاتنين حلوين بس دي احلى ..”
برغم من ما يحدث لها ومن فعلته المباغته
لها لكنها قالت بخجل
:خالص انا هطلع على ما تغير
مال نحو شفتيها بوقاحة وقال بمكر…
:على فكره انا دلوقتي جوزك…. “كاد ان يقبلها لولا انها ضربته بقوة في صدره ليبتعد وهو يضحك مراوغا يراها تخرج بوجه محتقن و ضربات قلبها تتصارع بقوة بينما ابتسم الأخر وهو يبدل ملابسه
_______________________
في اليوم التالي
استيقظت نور بارهاق وكسل دلفت لغرفه أخيها الأصغر لتجده نائم غير مبالي باي شي
عكسها تماما و التي لم تشعر بالراحة ابدا طوال يوم فغدا هو يوم زفافها هي و ذلك المدعو باسل تشعر بالتوتر كلما اقترب الموعد.. تفكر فيما سيحدث بعدها و ما عليها فعله افاقت من شرودها على رنين جرس الباب
وضعت الحجاب على شعرها بفتور وهي تتجه لتفتحه
ابتسمت وهي ترى والدة زوجها و كم هي امرأة حنونه رغم معرفتها القصيرة بها لكن أدركت انها سيدة جميله جدا محبة لاولادها
نور :مدام نيرة اتفضلي
نيره بحماس:اي مدام دي قوليلي يا ماما و بعدين احنا متأخرين ياله ادخلي غيري وتعالي تنزل ياله
نور بارتباك:هنروح فين؟
نيرة:هننزل سوا تصدقي اني نفسي اعمل شوبنج و طبعا زينه طول الوقت مشغوله و انا موريش حاجه هننزل سوا ونختارلك شوية حاجات كدا
نور :حاجات ايه؟ انا مش ناقصني حاجه
نيرة:مش قصدي حاجه يا نور انا زي والدتك و حابه اكون كدا فعلا علشان كدا ياله ادخلي غيري و خلينا ننزل السواق مستنينا تحت
سالم بابتسامه :اتفضلي واقفين على الباب ليه يا نور… لازم نفطر سوا
نيرة بود:تسلم يا حج سالم بس معليش هستاذنك اخد نور و ننزل نشتري شوية حاجات ولا انت كمان هترفض و تكسفني
سالم:لا طبعا دا انتي ام الغالي ياله يا نور حضري الفطار لازم تفطري معانا يا مدام نيرة
نيره:معليش بس كدا هنتاخر و لازم نبدأ اليوم من أوله لان في مشاوير كتير هنعملها
سالم:ماشي بس نعوضها في غدا أو عشاء المهم لما تخلصوا مشواركم تيجوا سوا و انا هجهزلكم اكله سمك إنما ايه ولا اجدعها شيف في اسكندريه
نور بابتسامه :بابا كان بيشتغل في مطعم سمك و هو على فكرة نفسه حلو جدا في الاكل
نيرة:خالص يبقى ان شاء الله نخلص و انا كدا كدا هوصل نور بنفسي لحد هنا
سالم بارتياح:ربنا يحفظك من كل شر و يحفظلك بنتك
نيره:اللهم امين ياله بسرعة بقى يا نور
حاضر اتفضلي على ما اغير”

 

 

بعد وقت طويل
تقف نور بجوار نيرة في مول ضخم وقد اشترت بعض الثياب
للعروس تكاد تشتعل وجنتيها بنيران متوهجه تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها
نور:لا انا مش عايزه ادخل القسم دا خلينا نروح لأي مكان تاني
ضحكت نيرة بسعادة قائلة
:انتي هبله صح… و بعدين مكسوفه ليه تعالي هنشتري سوا دي اخر حاجات و بعدين هنمشي الساعه تلاته الحمد لله جبنا كل حاجه فضل شوية حاجات بسيطه
نور بحرج و وقاحه بعض الشي
:هو حضرتك مصممه على قلة الأدب وانا اقول ابنك صايعه ليه
وضعت يديها على فمها بسرعه قائلة بحرج
:انا اسفة والله بس ابنك فعلا مترباش
ردت نيرة بود و مرح
:مكنتش فاضيه اربية بس هو صايع اوي يعني
نور :اوي اوي دا كان عايز ي….
صمتت قليلا وهي على وشك البكاء من فرط الخجل لتتحدث نيرة وهي تدلف لدخل اخد أقسام المول الخاصه بالسيدات
:بس دا هيبقى جوزك تعالي بس و ابقى احكيلي كان ناوي يعمل اي
==================
بعد انتها ء نور و نيرة من التسوق صدح رنين هاتف نيرة لتترك نور قليلا لتجيب على الهاتف بينما جلست الأخرى على اخد المقاعد بارهاق ابتسمت وهي تخرج هاتفها تتصل بصديقتها زينب و التي أجابت على الفورا
نور :وحشتيني فينك
اتاها الرد من الجهه الأخرى بصوت متحشرج
:موجوده انتي كمان وحشتيني اوي يا نور ونفسي اشوفك و اتكلم معاكي
نور بحزن:مالك يا زينب؟ حصل حاجه؟
زينب:شوية إرهاق متقلقيش نفسك انا كويسه بس انا و صالح هنروح المنصورة كم يوم تصدقي يا نور انا محتاجه السفرية دي اكتر من اي وقت نفسي ابعد و اعيط بس لأول مره مبقاش عارفه انا بعيط ليه… عارفه انا خايفه اوي…
نور بخوف و حزن :زينب انا هجيلك متمشيش وانتي كدا
زينب :بت بطلي هبل انا كويسه تعرفي كان نفسي ابقي معاكي في الفرح بس حقك عليا والله العظيم
نور:يا ستي عادي دا إذا كان انا نفسي مش عايزه احضر الفرح دا
زينب بضحك:والله باسل دا حظه من السما بس قوليلي اي الدوشه دي انتي فين.
نور بحماس:كنت مع والدته و اشترينا حاجات كتير
غمغمت زينب ببعض الكلمات
نور بخجل….
“لمِ نفسك يا زينب…وبعدين دا انا اتأكد دلوقتي اني داخله على ايام ملهاش ملامح”
زينب بسعادة:متقوليش كدا ان شاء الله ايامك كلها هنا يارب بس قوليلي….
“ضحكت زينب بقوة وهي تقول…
“اشمعنا يعني أسود……لا لا…في الوان كتير حلو مودلات هايله….. بصب انا اخترت الألوان هاديه و والدته الصراحه قامت بالواجب لازم يشكرنا
“صمتت نور تسمع حديث صديقتها وعيناها على الاكياس المرصصه على الأرض بجوارها تابعت بعد ان انتهت نهى من الثرثرة المعتادة….
“خلاص يا زوز هكلمك تاني وخلي بالك على نفسك انتي و النونو انا عايزه ابقى خالتو يا بت..”
ابتسمت وهي تنهي الإتصال بعد السلام…
لتجد نيرة تقف بجوارها
نور:حضرتك هنا من بدري
نيرة:لا ابدا لسه جايه ياله بينا
نور:تمام ياله
غادرت معها في طريقها للعودة لمنزلها
******************

 

 

 

ابتسمت وهي تدلف الي منزلها تشم رائحه الشوي اللذيذه
نور بحماس:دا اكيد بابا….
نيرة:الريحه تجوع
دلفت الى المنزل قائلة بحماس
:فينك يا حجيج جينا الريحه توقع من الجوع
ابتسم باسل وهو يخرج من المطبخ باريحيه قائلا بجديه
:اكيد لازم تجوع مش انا اللي بشوي
وسعت عيناها بصدمه تنظر له يرتدي قميص ابيض قد خلع جاكت بذلته ليبدو عليه القميص في غايه الوسامة يرسم عضلات بطنه المنحوته بشكل رجولي مميز
نور :انت…. انت بتعمل ايه هنا؟ ليك عين تيجي هنا بعد اللي حصل يوم كتب الكتاب
مالي عليها قائلا بخبث
:ااامم بس ايه رايك؟
لكزته بغضب في كتفه قائله
:قلة أدب……
وجدت والدها يخرج من المطبخ أيضا مبتسم هو و أخواتها الاثنان
نور :انا هدخل اغير
نيرة:خدي بقى الشنط دي كمان دخليها
اخذتها نور سريعا قبل أن يلتفت ذلك الوقح دلفت للغرفه لتضع الأكياس فوق الفراش
وضعت الهاتف على الفراش وهي تتجه للاكياس لتعبث بهم وتخرج معظم مشتريات العرس…..
توجهت نحو الخزان تاخذ ثياب أخرى ثم توجهت للحمام لتغتسل
فتح الباب بعبث بعد أن طلب من والدها التحدث إليها وهو لم يمانع فهي الان زوجته
نظر بانحاء الغرفه يبحث عنها لكن لم يجدها سمع صوت المياة لتتوجه عيناه ناحيه الحمام ابتسم وهو يخرج الشرفه وقف للحظات ينظر للمكان من الاعلي
خرجت نور وهي تضع تضع منشفه على عنقها تقوم بتنشيف شعرها البني يميل للون العسل متوسط
فوجئت به امامها يبتسم لها بتلك الابتسامة الهادئة ذو النظرة العابثة….
نور بارتباك:انت ازاي تدخل اوضتي كدا
اقترب منها و على وجهه تلك البسمة
مد يده وقرص وجنتها بلطف وهو يمرر عينيه عليها بنهم وشوق
“مش بتردي عليا ليه يا مدام
نور بعتاب وهدوء

 

 

نظرت ليده العابثه بشعرها المبلل ثم لعيناه
:اسال نفسك عملت ايه اخر مرة
ابتسم و لم يرد عليها بل سالها بجمود
“كُنت فين؟….”
“في المول بشتري شوية حاجات….”
ابعد يده أخيراً وقطب جبهته … لم يلبث قليلاً الا وقال…
“كُنتي بتجيبي إيه…”
بلعت ريقها بتوتر وهي تجيب بخفوت…
“حاجات يعني….”
قرب رأسه من وجهها بمداعبة وهو يقول بخبث…
“زي اي يعني….”
ابعدت وجهها عنه وهي تقول بحنق مصطنع…
“حاجات وخلاص مش لازم تعرف…”
“لازم اعرف مش هتبقي المدام بتاعتي…..”دغدغ انوثتها بتلك الكلمات فابتسمت وهي تقول بحرج…
“هدوم يا باسل…يعني هدوم وميكب وكده يعني…”
هتف بخبث…
“ااه فاهم بس الهدوم دي عباره عن إيه…”
رفعت حاجبها بضيق…
“يعني إيه عباره عن إيه…. هدوم”
غمز لها وهو يقول بعبث…
“يعني داخلي ولا خارجي…”
كتمت فمه بيدها وهي تقول بخفوت…
“وطي صوتك….وبطل قلة ادب …”
لم ترى ابتسامته الجذابه بسبب يدها عليه فقط عينيه حكت عن البسمة بكل بساطة انزل يدها وهو ينظر خلفه قبل ان يقول بخفوت…
“على فكرة احنا لوحدنا”
هزت رأسها بنفي وهي تنظر له بضيق..
” بلاش تستهبل لو سمحت انا مبحبش الطريقه دي”
“على فكرة وحشتيني و وحشني لسانك الطويل ”
برغم ان الجملة اوصلت لجسدها رجفت الضعف الا انها هتفت بحنق…
“باسل….مينفعش كده افرض حد دخل عندي دلوقتي يقول علينا إيه….”
لم يعرها إهتمام وهو يتجه للاكياس المرصصه على الفراش ثم أشار لهم ومن ثمَ نظر لها…
“هي دي الحاجات اللي جبتيها….”
وقفت أمامه في لحظه وبوجهاً يتوهج بالاحمرار…
“ااه ومش هينفع تشوفهم….”
رد بعبث…
“ليه هما عبارة عن إيه….”
هتفت بخجل
“باسل….”
ابتسم وهو يقول بمكر…
“خلاص…كده كدا هبقا اشوفهم عليكي….”توردت وجنتيها أكثر فتابع هو بذات الخبث…
“جبتيه..”رفعت حاجبها وهي تقول باستفهام…
“هو اي ده؟…”مد يده في لحظه خاطفة وهو يلتقط ثوب قصير ويلوح به بوقاحه…
“جبتي ليه…””

 

 

شهقت بخجل…
“انت قليل الأدب هات…”
مدت يدها ولكنه رفع يده بسرعة وهو يقول بخبث…
“مش هتخديه قبل ماعرف جبتيه ليه….”
حاولت إختطافه مره اخرى من بين يداه ولكنه ظل يلاعبها به كما يلاعب الجراء المتقافزة سعياً للكره..
صاحت بتهكم…
“جبته عشان عجبني ارتحت اقصد والدتك هي… هي اللي أصرت هات لو سمحت ….”
رفعه قبل ان تاخذه مره أخرى…ضيق عينيه وهو يقول بمكر
:والدتي… امم لا بس عجبني ذوقك”
اكفهر وجهها وهي تصيح بنفاذ صبر و خجل…
” هات وبطل قلة ادب بقه …”
فرد ذراعه وهو يقول ببراءة…
“تعالي خديه انا مسكك…”
دبت في لارض بقدميها بتزمر وهي تقترب منه لالتقاط إياه…. وجدت يداه تحيط بخصرها ويلقي من خلفها الثوب على الفراش وتطورت المسكه البسيطة لعناق جياش بالمشاعر وهو يهتف بالقرب من اذنها….
“وحشتيني….” لكزته في ظهره بقبضة يدها الرقيقة وهي تقول غاضبة بحرج…
“بتستفاد إيه لم بتحرجني… دي قلة ادب وللهِ و بعدين ايه وحشتك دي ”
ابتسم بين عناقه لها
همهمت بخفوت فاكمل وهو يشدها لاحضانه اكثر..
“عشان انتَ حبيبي…. مش انتَ حبيبي برضو…”
همهمت باستمتاع وهي تتنهد بحرارة…
هتف وهو يكبح ضحكته…
“الوضع عجبك لدرجادي….”
لكزته بخفة وحرج وهي تبتعد عنه….
“بطل استعباط انا مش عيله علشان تضحك عليا بكلمتين ”
ابتسم لها وداعب وجنتها وهو يمد يده بجيبه مخرج علبة على شكل مستطيل زرقاء اللون…فتح إياها امام عينيها واخرج من خلالها سلسال من الفضة يتدلى منه قلب صغير بلون الحجر الرمادي الامع يوازي لون عينيها يحاوط الحجر بعض الفصوص الصغيرة التي صُنعت من الالماس الخالص…
“اي رأيك حلوه….”
“لا و بطل طريقتك دي لأنها بتضايقني بجد في الخطوبه لولا اني مكنتش عايزه احرجك مكنتش قابلت طقم الالماظ و على فكره انا عيناه في الدولاب و مرعوب حد يدخل كدا ولا كدا و دي بقي بمناسبه ايه”
تفقدها بعسليتان مشاغبتان وهو يقول بحنان…
“من غير مناسبه دي اول هديه اجبهالك بعد كتب الكتاب …. و بعدين انا لما بهديكي حاجه مش علشان حاجه وحشه في دماغك انا بس ببقى عايز اشوفك فرحانه”
نور بجديه: مين قالك انك علشان تفرح حد هيكون بدهب او فضه او حتى الماظ في حاجات تانيه بتخلي الإنسان فرحان زي مثالا انه يلقى الشخص اللي معه.. شخص كويس و يطمنه و يكون معاه حاسس بالأمان”
باسل :هفكر في كلامك يا نور على العموم بكرا الفرح و اكيد محتاجه ترتاحي هسيبك دلوقتي
خرج من الغرفه بينما ابتسمت بخفه وهي تجلس على الفراش و رائحة عطرة المميزه تداهم انفها
في فيلا النوري
جلست مروة تنظر لصور باسل بجوار نور و يديه تحيط خصرها بتملك
مروة بضيق:اعمل ايه يا چيچي بكرا الفرح بقى باسل العلالي يتجوز واحدة زي دي دا لا مستواها الاجتماعي و لا الثقافي يخلوها تكون شغاله عندي يقوم يطلقني انا و يتجوز دي انا هتجنن
چيچي (صديقتها)
:الصراحه هي وقعت واقفه انا نفسي بحسدها و بعدين بلاش تلعبي بالنار مع باسل دا تعبان و لو قربتي منها ممكن يبخ سمه فيك و خلي في علمك والدك نفسه بيعمله الف حساب فخلي بالك كويس
مروة بضيق:ماشي يا چيچي ماشيط

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2))

اترك رد

error: Content is protected !!