رواية زهرة الفصل العاشر 10 بقلم ندى أشرف
رواية زهرة الفصل العاشر 10 بقلم ندى أشرف
رواية زهرة البارت العاشر
رواية زهرة الجزء العاشر
رواية زهرة الحلقة العاشرة
اتصلت بدرية بالمنشاوي وأخبرته بما حدث فمر عليهم وكذلك سليم ولكن عند وصولهم كانت الشرطة تحقق في الأمر وفي انتظار سماع أقوالها وقرروا بقاء كريم بالقسم حينما علموا بأنه من صدم فريدة بسيارته حتى صباح اليوم التالي
قضت سماح ليلتها بجانب إبنتها في المشفى في قمة حزنها تراقبها وتنتظر منها أن تستفيق وتعود لوعيها لتفهم منها ما حدث وتجد إجابة لتساؤلاتها..
أما بدرية فعادت إلى المنزل هي وسليم والمنشاوي، على وعد بالعودة في اليوم التالي لضرورة بقاءها في المنزل.. عادوا إلى المنزل جلست بدرية في تعب تحادث زوجها:
– أنا مش قادرة أصدق في يوم وليلة حياتنا تتخرب بالشكل ده..
جلس المنشاوي بجانبها قائلاً:
– الحمد لله إنها جت على قد كدة يا بدرية.
ردت في ضيق:
– أكتر حاجه واجعة قلبي في الموضوع لما سماح كان أكتر شيء مزعلها إن بنتها مش هتقدر تمشي على رجليها تاني وكدة مش هتلاقي حد يرضى يتجوزها.. هي قالت كدة وكانت منهارة وكلامها وشكلها مقطع قلبي ومش بتغيب عن بالي..
رد المنشاوي في حنق:
– الله! هيا في إيه ولا إيه.. هوا دا وقته تفكر بالطريقة دي ما كل واحد بياخد نصيبه يابدرية..
نظرت له في رجاء قائلة:
– أنا في حاجه بتدور في بالي من إمبارح ولازم ناخد خطوة فيها عشان قلبي يرتاح..
تسائل المنشاوي:
– حاجة إيه دي؟
ردت في توتر:
– أول ما فريدة تفوق والوضع يستقر شوية نخلي سليم يخطبها.. بكدة أختي هتطمن والبنت هتفرح وهيا وسليم مع بعض من صغرهم فـ أكيد هيكون سعيد معاها ويتحملها وهوا أولى بيها من أي حد تاني!
نظر لها منشاوي في غضب شديد ثم قال:
– انتي واعية لكلامك ده! عارفه يعني انتي بتقولي ايه؟
– بقول إيه يعني؟ بقول اللي كان لازم يتعمل من زمان.. هوا مش من زمان ومعروفة سليم لفريدة! وكمان..
قاطعها منشاوي قائلاً:
– بصي انتي أحسنلك تقفلي على الموضوع ده لإنك مش بتفكري بعقلك وبتفكري بعواطفك، وأنا هعتبرك ماقولتيش حاجه خالص عشان مش إبني فالآخر اللي يشيل ذنب حد تاني وبعدين وهيا سليمة أو مش سليمه.. إبنك عمره ما كان حاببها ولا ميال ليها.
– بتتكلم يعني وكإن فريدة وحشة! مالها فريدة بنت جميلة وغنية.. انت ناسي إن باباها سايبلها ورث كتير أوي وإبننا أولى بيها من الغريب!
رد المنشاوي في حزن:
– تعرفي! انا عشت معاكي سنين كتيرة أوي بس أول مره أعرف إن تفكيرك كدة..
أحب أقولك إن كلامك ده كله ماينفعش لأسباب كتيرة.. أولاً لان إبنك بيحب زهرة ومش بيحب فريدة.. ولو هندور عالأولى بقى هتبقى زهرة مش فريدة وانتي عارفة الفرق بينهم كويس أوي.
قامت بدرية عن مقعدها في غضب قائلة:
– إنت إزاي تقارن بنت أختي بنت العز بالبنت دي؟ ومعلش مين دي اللي إبني أنا يتجوزها؟!
أسند ظهره للخلف فقال بهدوء :
– زهرة مش غريبة وسبق قولتلك كدة.. وجميلة ومحترمة وهتبقى دكتورة، وإبنك بيحبها أنا متأكد إنه ميال ليها.
صمت قليلاً ثم استطرد قوله:
– أنا سعادة إبني أهم عندي من أي حاجه..
تنـهد ثم قام عن مقعدة قائلاً:
– وفوق كل ده.. أغنى من فريدة بمراحل بس الفلوس مش كل شيء، وعموماً لو سليم اتفق ووافقك الرأي أنا كمان هوافقك على كلامك.. تصبحي على خير ياحبيبتي.
قالها ثم غادر إلى غرفته لينام تاركاً بدرية خلفه تتسائل في حيرة: ” غنية! ازاي دي حتى عايشه في مكان وبيت بيدل على مستواهم المادي القليل، لبسهم وشكلهم مابيقولش إنهم أغنية أبداً.. الموضوع فيه حاجه غامضة وانا مش هرتاح ولا يهدالي بال غير لما أفهمها..” .
٭٭٭
في صباح اليوم التالي، يوم جديد في حياة سنية وابنتها زهرة مليئ بالسعادة والأمان..
قامت زهرة تزيح الستائر وتطلق العنان لآشعة الشمس بغزو المكان بأكمله وملئه بالنور والدفء قائلة:
– صباح الخير يا أجمل أم في الدنيا..
ابتسمت سنية قائلة:
– صباح النور ياقلب ماما.. إيه عملالنا فطار أيه النهاردة!
ردت في حماس:
– زي ما حضرتك شايفة كدة.. فطار ملوكي يستاهل بقك، هتاكلي زي الشطورة وتاخدي علاجك.
ضحكت سنية فقالت:
– هوا مين فينا أم مين..
زهرة:
– يا ستي اعتبري نفسك إبنة إبنتها..
– ربنا ما يحرمني منك..
بدأت سنية في تناول فطورها ثم تسائلت في قلق:
– تفتكري يازهرة الجماعة عاملين إيه! من امبارح لا حس ولا خبر وحاسة إني مش متطمنة..
أجابت زهرة:
– ربنا يستر ماتكونش اللي إسمها فريدة دي سببت مشاكل لسليم.. أنا خايفة نخسر المنشاوي بيه أو يزعل من اللي حصل، تفتكري يا ماما اتسرعنا؟
أجابت سنية بتردد:
– والله ما أنا عارفة يابنتي بس بعد ما نفطر اتصلي بسليم إتطمني وطمنيني.
– لأ.. أنا مش هتصل بسليم..
تسائلت في تعجب:
– ليه بقى إن شاء الله!
– أنا بصراحه مش مرتاحه للي حصل إمبارح ده..
يعني ازاي قدرت أعمل كدة واقبل أن نقرا فاتحة مع سليم من غير علم باباه ومامته.. أضمن منين إني مش هكون بقل من كرامتي وأهله يرفضوا الموضوع، شوفي هما فين واحنا فين وانتي عارفة الناس اللي مستواها كدة بيرتبطوا بطبقات تناسب مستواهم الاجتماعي، أنا إيه يدخلني بينهم!
أضمن منين إن سليم بيحبني بجد مش بيشفق عليا، أكيد انا صعبت عليه..
نظرت لها سنية في صدمه قائلة:
– إيه ده إيه ده كله، وتصعبي عليه ليه بقى إن شاء الله انتي مش أقل من حد وكفاية تعليمك وبكرة تبقى دكتورة قد الدنيا..
زهرة:
– يا ماما يا حبيبتي إفهميني، رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه.. خلينا إحنا برا كل ده وهوا يتصرف مع أهله، إن كان من نصيبي هيجيلي مع أهله غير كدة لأ!
– اللي يريحك يازهرة أهم حاجه يابنتي تكوني قلبك مرتاح ورايق بالك وتركزي في مذاكرتك، وانا مش طالبة منك أكتر من كدة.. أنا الحمد لله شبعت هاتي العلاج بقى…
٭٭٭
استيقظت بدرية والمنشاوي وسليم ذهبوا جميعاً إلى المستشفى، وصلوا إلى غرفة فريده كانت مستيقظه تبكي من الألم وعلى حالها هذا عندما علمت بما تسبب له الحادث وبجانبها سماح تحاول مواساتها لكنها ما زالت تشعر بالغضب فعنفتها قائلة:
– كدة بردو يافريدة توجعي قلبي عليكي يابنتي ليه مسمعتيش كلامي شوفتي حصلك ايه من ورا تهورك ده
ردت فريدة في حنق من وسط دموعها:
– اللي حصل بقى يا ماما انا مش حمل تأنيب وعتاب، آديكي شايفه حالي إيه واللي فيا مكفيني..
انا هموت من التعب يا ماما نفسي أروّح البيت و مش عايزه حاجه من الدنيا غير إني أرتاح وأعيش في سلام وبس أنا مبحبش الدكاترة والمستشفيات والعلاج والحاجات دي كلها أرجوكي خليهم يمشوني..
دخل عليهم المنشاوي والدكتور المختص بحالة فريدة والممرضة أحضرت كرسي متحرك
المنشاوي:
– ألف سلامه عليكي يافريدة، متخافيش ياحبيبتي إحنا معاكي لحد ما تبقي زي الفل وتمشي على رجليكي تاني..
نظرت إليهم فريدة بعد أن لاحظت كرسي متحرك بين يدي الممرضة ثم قالت في غضب:
– إيه ده الكرسي ده أكيد أنا مش هتحرك بيه
هتفت سماح في ضيق:
– يابنتي حرام عليكي بقى ماتعمليش فيا كدة.
تقدمت منها بدرية وأخذت تربت عليها في حنان قائلة:
– فريدة حبيبتي إهدي عشان خاطري، إحنا هنستعمل الكرسي ده مؤقتاً وهنكشف عليكي ونروح لكل دكاترة مصر وبرا مصر كمان لو اضطرينا
صدقيني مش هنسيبك! وعد.. ماشي يافريدة؟
اومأت فريدة إيجاباً وهي تبكي في حزن قائلة بصوت خافت:
– بس أنا هتكسف أمشي بيه يا خالتو، سليم لو شافني كدة مش هعجبه وأصحابي هيتريقوا عليا..
هتف الطبيب قائلاً:
– أنا أعرف دكاترة كويسين برا مصر هيفيدونا في حالة فريدة بإذن الله والموضوع مش مستحيل يعني.. أنا كتبتلها على علاج و تقدر تروّح البيت بس بعد ما الظابط يحقق معاها، هيا هتفضل ٣ شهور نايمة على ضهرها لحد ما الكسور في جسمها تخف وترجع لطبيعتها.. وبعدها نبدأ نمشي في حل مشكلة الفقرات ونسفرها تعمل العملية، عايز أقولكم إن الحادثة مكانتش هينة والحمد لله إنها لسة عايشة بعد اللي حصلها..
هتفوا جميعاً بالحمد لله ثم استأذنهم الطبيب وخرج..
في تلك اللحظه دخل عليهم والد كريم ووالدته بعد أن أطرقوا على الباب عدة طرقات..
نظرت لهم فريدة وتسائلت باستنكار:
– مين دول؟
أجابت سماح في حنق:
– دول أهل الشاب اللي خبطك بعربيته..
انهارت فريدة وأخذت تصرخ في غضب وبكاء شديدين قائلة:
– حسبي الله ونعم الوكيل فيه، ربنا ينتقم منه ويحصله نفس اللي عمله فيا..
تنحنح المنشاوي وهتف سريعاً:
– خلاص يافريدة ميصحش كدة، مهو مكنش قاصد يدمر حياتك ومسقبله يعني..!
أجاب والد كريم “الشربيني”:
– معلش سيبها أنا عارف ان صدمة الموضوع كبيره عليها..
بس دلوقتي ياأنسة فريدة العلم اتطور ومافيش حاجه مالهاش حل، احنا معاكي وأنا مستعد أتكفل بأي حاجه هتحتاجيها علشان تقدري تمشي على رجليكي تاني.. بس أنا ليا عندك رجاء.
نظرت له فريدة تنتظر منه أن يُكمل حديثه فقال:
– في ظابط هييجي يحقق معاكي، لما ييجي يحقق معاكي عن الحادثة قوليله إن كريم إبني كان ماشي بسرعة طبيعية و… وإنك خرجتي قدامة فجأة.. أنا آسف إني بطلب منك كدة بس أنا رجل أعمال ليا إسمي في السوق مش عايز حاجه تأثر على سمعتي لمجرد حادثة قضاء وقدر!
ثم أخرج دفتر شيكات من جيب سترته وقال:
– وياستي لو عايزة تضمني حقك أنا مستعد أمضيلك شيك على بياض تحطي فيه الرقم اللي يعجبك وأنا معاكي في أي مصاريف تحتاجيها..
ها قولتوا ايه..؟
ردت فريدة في غضب:
– يعني إيه عايزني اطلع نفسي غلطانة وهوا ملاك بريئ معملش حاجه!
لأ لازم يتربى وياخد عقاب اللي عمله فيا..
هتفت والدة كريم برجاء:
– أرجوكي يابنتي ساعدينا ومتخليش مستقبل الولد يضيع.. يا استاذة سماح إنتي أم وهتحسي بيا إبني لو مش كويس مكانش وقف وفضل جنبها واستسلم لأمر القضاء.. خلوه يخرج بس من القسم واحنا هنعمل كل شيء يرضيكم.
صمتت فريدة ونظرت سماح إلى بدرية في حيرة وكأنها تحاول أن تستعين برأيها فيما يُقال..
أومأت لها بدرية إيجاباً تعبر لها عن موافقتها..
فقالت:
– خلاص يافريدة اعملي زي ما بيقولوا يابنتي وسيبي أمرك لله
ردت بدرية:
– يمكن ده يكون سبب لشفاكي وتيسير أمورك يافريدة
اومأت إيجاباً
فأخرج الشربيني شيك على بياض وقدمه إلى فريدة فسحبته ونظرت به ثم وضعته جانباً في صمت فقال:
– أنا متشكر جداً على تفهمكم.. وأنا على وعدي.
استطرد قوله:
– طيب إحنا هنخرج نشوف تفاصيل الحالة من الدكتور وهنرجع تاني.. بعد إذنكم.
٭٭٭
في بيت سنية رن جرس المنزل قامت لترى من الطارق فوجدت أمامها سليم..
هتفت في ترحيب:
– أهلاً يابني اتفضل اتفضل..
دخل سليم ثم جلس على الأريكة وتسائل:
– شكراً لحضرتك.. أمال هي فين زهرة، بكلمها ومش بترد عليا، قلقت وجيت اتطمن بنفسي لا يكون حصل حاجه.. هيا كويسة؟
أجابت:
– آه يابني كويسة الحمد لله، استنى هدخل أناديلك عليها تتكلم معاها بنفسك..
ذهبت سنية لتنادي على زهرة، رفضت مقابلته في بادئ الأمر لكنها اضطرت للخروج من غرفتها بعد إصرار سنية عليها وإخبارها بضرورة التحدث معه في أمرهم..
خرجت زهرة من غرفتها بعد أن وضعت الحجاب فقالت:
– السلام عليكم
– وعليكم السلام.. أزيك يا زهرة؟
تركتهم سنية يتحدثون وذهبت لإعداد الشاي.
جلست زهرة إلى جانبه فقالت:
– الحمد لله في نعمة..
تسائل:
– ولما هوا الحمد لله في نعمة مش بتردي على اتصالاتي ليه؟
تعجبت زهرة من أسلوبه ثم أجابت:
– بص ياسليم انا هكلمك بصراحه، أنا حاسة إننا استعجلنا في اللي عملناه إمبارح.. مكنش ينفع نعمل كدة من غير علم باباك ومامتك.. وكان لازم الأول تتأكد من موافقتهم قبل موافقتي..
أنا حالياً رافضة ارتباطي بيك لعدة اسباب..
أول وأهم سبب:
– إننا مش مناسبين لبعض.. وقلبي حاسس إن مامتك وباباك هيرفضوني وأنا مستحيل أجي على كرامتي..
رد سليم:
– زهرة أنا بحبك! عارفة يعني إيه بحبك؟ يعني لو كل الدنيا وقفت قصادي في طريقك هتجاوزهم وأبقى جنبك..
شعرت بسعادة بالغة لما سمعت ثم أجابت في جمود:
– الحب مش كل حاجه يا سليم.. ياريت لو تعتبر اللي حصل ده محصلش لحد ما تتكلم مع أهلك وتشوفهم موافقين ولا لأ، ولحد ده مايحصل أنا بحلك من أي وعد من اللي اتقال إمبارح.. أرجوك بلاش تحطني في موقف وحش مع باباك ومامتك أو تكرههم فيا.
رد سليم في صدمه:
– بس إنتي كنتي مبسوطة إمبارح ليه النهاردة بتقولي كدة؟!
– راجعت نفسي ياسليم ولقيت إني كدة بفكر صح حفاظاً على كرامتي وقلبي ودا مش وقت مناسب أبداً لكل اللي بيحصل ده.
تنـهد ثم قال في ضيق:
– طيب ياستي اللي يريحك.. عموماً أنا هعمل اللي عليا لآخر نفس، وعمري ما هبطل أتمسك بيكي مهما حصل.. لإني زي ما قولتلك حبيتك واختارتك ليا وانا عارف إني عمري ما هلاقي بنت زيك دلوقتي أقدر ءآمنها على نفسي وتشيل إسمي وتبقى أم ولادي..
دلفت سنية تحمل بين يديها الشاي فـ هَم قائماً عن مجلسه ليذهب فقالت سنية:
– على فين مش لما تشرب الشاي..
نظر إلى زهرة نظرة عتاب فقال:
– لا بعدين بقى.. لما يبقى وقت مناسب إن شاء الله..
غادر حزيناً وكانت زهرة في هذه اللحظة تشعر بأن قلبها مقهور تخاف أن تخسره للأبد لكنها مقتنعة بأن ما فعلته هو الصواب قائلة في نفسها..
” آجى على قلبي وأوجعه أحسن ما أجي على كرامتي وأخسرها، ولو كان قلبي سلمة هترفعني لفوق درجة هدوس عليه ولا إني أسمح لحد يدوس عليا ويطلعها..”
٭٭★٭٭
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على : (رواية زهرة)