روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثالث والعشرون

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثالث والعشرون

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثالثة والعشرون

نضطر أحياناً بالتظاهر بما ليس في القلب كي نحافظ على مظهرنا وملامحنا الخارجية ولا نقلل من أنفسنا أمام من أحببنا.
فالجرح الذي يأتي من الحبيب يظل غائرًا في القلب، ولا تتمكن الأيام من مداواته.
❈-❈-❈
قبل سفر راكان بقليل
استقلت بجواره السيارة، أمسك هاتفه وقام بمهاتفة أحدهما
-معتصم أنا في طريقي للمطار الحقني على هناك عشان ترجع بمدام ليلى
انهى اتصاله، ثم اتجه لحارسه: سوق يامحمود وخلي بالك موضوع سفري اتعرف
أومأ الحارس الشخصي بالموافقة واجابه
-تمام ياراكان باشا، فيه حاجة لازم تعرفها، قالها وهو ينظر إلى ليلى
حمحم راكان وتحدث بمغذى:
-تمام يامحمود أمشي عشان نلحق ميعادنا
اتجه بأنظاره إليها مردفًا بهدوء
-مالك؟! استقطبت ملامحها وسألته بجدية
-مش ملاحظ موضوع اللخبطة في شركة والدتك دا مريب شوية، انت قولت سليم مظبط كل حاجة قانونية واتنقل باسمك، إيه المشكلة دلوقتي
جذب كفيها وتشابكت أنامله القوية بأنامله الصغيرة ثم رفعها وطبع قبلة في باطن كفيها قائلا
-سيبك من دا كله، المهم اهتمي بنفسك وأمير كويس، وبلاش تخرجي لوحدك مهما يكون، محمود هيكون معاكي يعتبر مالوش غيرك في غيابي
صمت للحظات ثم اتجه ينظر لمقلتيها
-مهما يحصل وتسمعي من حد حتى لو جدي مترديش عليه، أنا شوفت الفيديو اللي كان بنكم
كسا الوجوم ملامحها فأردفت
-جدك دا لايطاق بجد، معرفش ازاي دا أب اصلا
رسم قناع بارد فوق ملامحه رغم الغليان القابعة في صدره من محاولات جده البائنة
-عايزك تفهمي ان جدي اهم حاجة عنده السلطة، ومن وقت ماخسر شركاته بيستعمل قسوته ومفكر دا قوة، فأنا بحاول اتمادى عنه لاني عارف هينزل على مفيش
-هحاول أبعد عن ابو لهب بتاعكم دا، اخر مرة كان هيبلعني
كتم صوت ضحكاته وأردف:
-يعني داخلة عليه تطرديه من المكتب ويسكت يالولة، دا توفيق البنداري بردو مش اي حد
تمتمت بكلمات إستياء محاولة السيطرة على غضبها
-انا عمري ماتكلمت مع حد بقلة ذوق بس دا متجبر بجد، يعني كل حياته أوامر وبيبص للناس بإحتقار
كان يطالع حركات شفتيها المغرية، وغضبها الذي أحبه حيث توردت وجنتيها بلون غضبها
قاطعت حديثها وهي تنظر إليه فولت بنظراتها بعيدًا عن نظراته المخترقة لها
ضغط على كفيها فاتجهت له دنى يهمس لها
-أنا بقول توفيق دا مفتري ولازم أرجع احاسبه عشان مزعل لولة، وبالمرة ألغي السفرية دي واجهز لسفرية تانية، فيها حاجات تانية طعمها حلو
احمرت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تطرق انظارها للخارج، وابتسامة مغرمة على شفتيها من كلماته
حاولت سحب كفيها ولكنه كان متمكن بسيطرته الكاملة عليه
صمت دام لدقيقة بينهما ثم قاطعته محمحمة
-راكان ممكن اطلب منك طلب
رفع ذقنها بأنامله قائلا:
-إنتِ تؤمري حبيبي مش تطلبي
وضعت رأسها على صدره صامتة للحظات، حاوطها بذراعيه وتسائل
-عايزة إيه؟! ..اتخذت نفسًا عميقًا ثم اعتدلت تنظر إلى مقلتيه
-راكان عايزة أروح أقعد عند بابا لحد ماترجع، بابا محتاجني قوي الأيام دي، وحياتي ماترفض
لامس وجنتيها بإبهامه وعينيه تطالعها بصمت
لحظات من الصمت، بينهما ولكن هناك نظرات رافضة، ورغم رفضه . ..
-باباكي مسافر بعد بكرة يعني وجودك مالوش لازمه هناك..احتضنت كفيه وترجته مرة اخرى
أومأ لها متنهدًا بعدما ضعف أمام عيناها الراجية:
-هتروحي بس ممنوع اختلاطك بآسر ياليلى، الولد دا مبحبوش
تراجعت بجسدها لمقعد السيارة وابتسامة على وجهها ..رفع حاجبه وتسائل
-الابتسامة دي وراها ايه؟!
طالعته وأجابت:
-اصل آسر يوم ماسليم طلبني للجواز، تخيل قال إيه
قبضة قوية اعتصرت قلبه بعدما ذكرته بالذي تمنى أن يفقد ذاكرته بسببه؛ حاول أن يسيطر على غضبه حتى لا يغضبها
-قالك ايه؟!
تذكرت ذاك اليوم واجابته
-قالي راكان احسن من سليم، راكان واضح ماتسمعيش اللي بيتقال عنه
لم ترى ردة فعل منه غير إيماءة من رأسه.. بعد قليل وصلا إلى المطار؛ توقفت السيارة
باتت نبضاتها الهادرة تتخبط بعنف بين ضلوعها
وقبضة قوية اعتصرته، قبضت على كفيه، وخيط مترقرق من الدموع فهمست بصوت متقطع
-إحنا وصلنا..شعر بالحرارة المنبعثة من جسده ونيران قلبه تكويه دون رحمة فجذب رأسها وطبع قبلة مطولة على جبينها يبث فيها كل أشواقه ويشعرها بالإطمئنان
-مش هتحسي بغيابي وإن شاء الله هرجع بسرعة..المهم زي ماقولتلك، لازم تاخدي بالك كويس ومتثقيش في أي حد
ترجلا وهما متشابكين الأيدي إلى أن وصلا مهبط الطائرات
داعبها بعينيه وهو يفترس ملامحها، ثم جذبها يحاوطها بين أحضانه قبل صعوده للطائرة
همس بجوار أذنيها
-لما ترجعي البيت هتلاقي نوتس في الدريسنج روم يبقى شوفيها، وفيه علبه جنبها دي بتاعتك
طبع قبلة على وجنتيها وهمس
-“بحبك مولاتي” قالها وتحرك بعدما أشار بعينيه إلى محمود الحارس الشخصي وصعد إلى طائرته دون النظر خلفه
ظلت لدقائق معدودة حتى اقلعت الطائرة، هنا فقدت سيطرتها وانزلقت عبراتها كشلال وهي تمتم
-هتحمل غيابك إزاي وأنت من دلوقتي وحشتني”..أزالت عبراتها متحركة إلى منزله اولا
عند حمزة استيقظ على رنين هاتفه
-دا ايه الصباح الحلو دا حبيبي ..هب فزعًا عندما استمع لشهقاتها وهي تتحدث بصوت غير مفهوم متقطع
اعتدل يمسح على وجهه ويرجع خصلاته متسائلا:
– درة حبيبتي اهدي عشان اعرف بتقولي ايه
سحبت نفسًا تضع كفيها على فمها وتحدثت:
-سيلين كلمتني وعمال تصرخ وتقول قتلت يونس وعايزة راكان، وراكان تليفونه مقفول وليلى مش عارفة اوصلها، هما كلموني من ساعة تقريبا وقالوا هيروحوا المطار
ممكن راكان يكون في الطيارة، بس ليلى تليفونها مقفول معرفش ليه، أتصرف ياحمزة واوصل لسيلين انا مش عارفة اتصرف لوحدي
صدمة بل صاعقة صفعته بقوة حتى توقف عقله عن التفكير وهو يمسح على وجهه عله يستوعب ما استمع إليه فأجابها
-طيب يادرة انا هتصرف، أغلق الهاتف سريعا وقام الأتصال على يونس
كانت تجلس بجواره وجسدها يرتعش، تضع يديها على جرحه ودموعها تنسدل بقوة، وتتمتم
-راكان إنت فين..تعالى انقذ يونس، راكان..ظلت تكررها بهدوء ونظراتها في اللاشئ
استمعت إلى رنين هاتف يونس، امسكته ظنا أنه راكان وأجابت سريعًا بصوت متقطع
-راكان أنا قتلت يونس..قطعت حديثها عندما استمعت إلى صوت حمزة
انتو فين ياباشمهندسة..نظرت حولها بضياع واجابته
-في شقته …تحرك بسيارته بأقصى سرعة، ولم يلاحظ ممن يتحرك خلفه لمراقبته
وصل بعد قليل وطرق على باب الشقة ولكن لا يوجد رد..كانت بالداخل تنظر بحدقيتها ولا تشعر بما حوله،
دفع حمزة الباب وهو يصرخ بصوته عليها
-سيلين افتحي الباب، ظلت تائهة ضائعة، تصنم جسدها، وشل لسانها، وتوقفت حياتها
وصل المسؤل عن المبنى، صرخ به حمزة
-افتح الباب دا ولا اكسره..اعترض الرجل قائلا:
-مينفعش ياحمزة بيه الدكتور يونس ممكن يطردني
امسكه حمزة يطبق على عنقه، هات مفتاح الشقة، قالها صارخ، بسط الرجل يديه بالمفتاح
هرول سريعًا يفتح الباب؛ دلف إلى الداخل يبحث عنهما ..صدمة قوية نالت منه لدرجة شعر بأن الكون يدور به فكانت نظراته نحو سيلين التي تجلس تحتضن يونس ودموعها تنسدل بصمت..عينين هالكتين وجسد بلا روح
اقترب منها وتحدث:
-باشمهندسة سيلين يونس ..ظلت كما هي كأنها فقدت الحركة والكلام
جذبها حمزة من ذراعيها..بعدما أخذ يونس الذي شعر ببرودة جسده وتخضب شفتيه بالزرقة..اهتز جسد حمزة خوفًا على صديقه
تحركت دون مقاومة، اجلسها على الأريكة، واتجه سريعًا إلى يونس يحمله مع الحارس متجهًا إلى الأسفل
-خلي بالك منها وهرجعلك بسرعة.. تحرك بسيارته بأقصى سرعة وامسك هاتفه
❈-❈-❈
عند نوح
حاوطها بجسده ينظر إلى مقلتيها مقتربًا من شفتيها
-هتقدري تعيشي بعيد نوح ياأسما، قلبك هينبض وتقدري تتنفسي وانت بعيد عن حضني
شهقة خرجت من فمها تبعها بكاء مرتفع ودموعها المنسدلة على وجنتيها تحرقها كلهيب يحرق احشائها ، هزت رأسها رافضة
-انا مش قادرة يانوح، أنا بموت ..قطع حديثها بخاصته التي سحقت شفتيها
اغمضت جفونها من أثر الرجفة التي هجمت جسدها، رفعت ذراعيها تحاوط عنقه، تاركة له معركة العشق..ظل يغرد على ألحان عشقه، ولكن قطع وصلة غرامه، رنين هاتفه الذي صدح لعدة مرات متتالية
دفعته أسما تتخذ أنفاسها بصعوبة وتحدثت بصوت متقطع
-نوح شوف تليفونك
ارجع خصلاته للخلف متنهدا ونيران عشقه تسيطر عليه
-مين البارد على الفجر دا..أمسك هاتفه ثم زفر بغضب
-عريس الغفلة سهران حد قده الليلة، اكيد عايز يتسلى
أطلقت ضحكة خافتة من بين شفتيها:
-رد عليه ممكن يكون حاجة مهمة ..ابتسم وهو يجذبها لأحضانه هرد بس مش عشان أعرف عايز ايه، عشان ضحكة حبيبتي اللي اتحرمت منها شهور
نظرت للأسفل وتوردت وجنتيها حتى أصبحت بلون التفاح الذي حان قطفه..دنى يطبع قبله على وجنتيها غامزا
-اموت في التفاح ياتفاحة حبي
استمع إلى الرنين مرة أخرى.. أخرج زفرة غاضبة وأجابه
-إيه يابني ماترحم امي
-نوح اسبقني على مستشفى يونس بسرعة، ومش عايز حد يعرف دلوقتي حتى أسما
هب فزعًا من صوت حمزة الذي إن دل على شيئا فيدل على فاجعة..تحدث بصوت متقطع
-راكان حصله حاجة ولا إيه..نهضت أسما سريعا تقف بجواره، متسائلة:
-نوح فيه ايه؟! ايه اللي حصل؟!
رفع كفيه يشير إليها بالصمت..ثم تحرك سريعا يبدل ثيابه
-أسما يونس بيموت وحمزة واخده المستشفى بلاش تعرفي ليلى عشان راكان اكيد سافر دلوقتي
شهقة خرجت من فمها تضع كفيه عليه متسائلة
-إزاي يعني يونس بيموت..وضع قبلة سريعه على وجنتيها قائلا:
-معرفش هروح وأعرف المهم ليلى متعرفش حمزة مأكد على درة هي كمان
أومات متفهمة..ثم تحرك سريعًا متجهًا للخارج
بعد قليل أمام غرفة العمليات يجلس نوح بجواره حمزة، نهض يضرب على الحائط
-هما اتأخرو ليه..جلس حمزة يتطلع إلى الأمام ولم تتحرك عضلة من وجهه؛ استمر بجلوسه الهادئ رغم ناره التي تكمن داخله
خرج الطبيب وصل نوح إليه بخطوة
-إيه ياطارق..يونس عامل إيه؟!
هز الطبيب رأسه بأسفًا:
-خسر دم كتيير والكلية اتأثر من الطعنة للأسف،
صرخ نوح عندما فقد السيطرة
-هو أنت بتنقطني يابني قول هو عامل ايه؟!
نظر الطبيب إلى الأسفل وتحدث بهدوء:
– حالته مش مطمنة، هنشوف الساعات الجاية، وزي ماقولت له كلية اتأثرت، وطبعًا أنا حاولت أوقف النزيف بس
هوى نوح على المقعد عندما شعر بإنسحاب انفاسه، جلس واضعًا رأسه بين راحتيه
عند ليلى بقصر البنداري
عادت إلى القصر دلفت للداخل، تقابلت بزينب عند مصلاها
-ليلى حبيبتي إيه اللي جابك دلوقتي، راكان قالي انك هتباتي عند باباكي، ارتبكت من وجودها
فركت كفيها وتحدثت بتقطع
-ماهو انا استأذنت منه اقعد عند بابا لحد مايسافر، وهو وافق وجيت عشان اخد هدوم ليا ولأمير
ربتت زينب على كتفها وأردفت
-بس متتأخريش عليا بأمير يابنتي..أومأت برأسها وتحركت من أمامها سريعًا
دلفت إلى غرفتها اولا ووضعت بها بعض الثياب، ثم اتجهت إلى غرفته
دلفت بخطوات متعثرة عندما استقبلتها رائحته تحتضن صدرها، تنفست بتثاقل حتى تتمتع برائحته الندية لقلبها، اتجهت إلى فراشه تتحسسه بأناملها لأول مرة تجلس عليه
تسطحت تضع رأسها على وسادته تستنشق رائحته العبقةوتضم الوسادة مع هطول عبراتها على وجنتيها وهي تهمس بأسمه
وضعت كفيها على أحشائها
-تفتكر هيكون عندنا ولد، النهاردة عندي إحساس كبير هكون حامل، خايفة قوي ياراكان، خايفة من الي جاي، يرجعوا يلوموني ويقولوا اخدت الأخين..آهة خفيضة خرجت بنيران العشق
رفعت سترته تستنشق رائحته كمدمن
-بعشق الريحة دي، سحبت كما كبير تملأ رئتيها ثم ضمتها لأحضانه
ظلت لبعض الدقائق بنفس الحالة، ثم توقفت تجلس أمام مرآته تحمل عطوره واحدة تلو الأخرى تستنشقها حتى تعبأ رئتيها منهم
ظلت تتجول بغرفته تتمنى أن يخرج من أي ركنًا بها حتى وصلت إلى غرفة ثيابه
دلفت بهدوء ونبضات قلبها تتسارع بالنبض
فتحت الخزانة بهدوء تنظر بعينيها على جميع ثيابه وتتلمسهم بأناملها، وصلت عيناها لتلك النوتس الموضوعة بجانب علبة مخملية مزخرفة بنقوش ماسية
حملتهما واتجهت للأريكة تجلس عليها، فتحتها بهدوء ورغم هدوء تحرك اناملها إلا أن هناك تدفق بأوردتها وتسارع بنبضاتها
فتحت العلبة اولا وجدت بها كارت به رائحته
ويكتب عليه
“ليلى راكان البنداري”..تاريخه منذ سنتين ونصف
فتحته وقرأت مابداخله
-آسف كان لازم أعمل كدا عشان نتقابل
قطبت مابين جبينها بتسائل
-يقصد ايه؟!
وضعت الكارت وقامت بفتح تلك العلبة الصغيرة..تحتوي على خاتم ألماسي به فص من الأحجار الكريمة وينقش بداخله أسمها واسمه، وتاريخ صناعته
توسعت عيناها حينما وجدت الخاتم ترجع بذاكرتها لذاك اليوم، اليوم الذي قبلت به زواجها من سليم
تنهدت متألمة وانفاسها المرتفعة؛ أطبقت على جفنيها بحزن وهمست
-غبية انا واحدة غبية، كنت حاسة ورغم كدا كذبت احساسي
فتحت النوتس ونظرت بداخلها
-مولاتي..بل حبيبتي وزهرة حياتي، معرفش هتشوفي كلماتي البسيطة دي ولا لا، ولا هنتقابل في يوم يجمعنا ولا لا
سميتك مولاتي لأنك تحكمتِ في عرش قلبي واخترقتِ الفوارق
-ليلي وسماي بل قمري المنير في دنيا ظلام حياتي
كلماتي ماهي إلا وصف لحالاتي
-فأنت الحب والعشق والغرام
بدأت تقرأ كلمات مابين السطور وعبراتها تسبق شفتيها التي تنطق كلماته، وكل صفحة بها صورة لخروجها من إحدى الشركات، صورة تلو الأخرى بمفترق الأماكن
لمست أناملها صورته التي توضع بآخر صفحاته، ويكتب بجوارها
“من يطرق باب العشق ويدخله بإرادته ياإما أن يعود طفلا بحبه للحياة او يخرج منه إلى منفى
آسيرًا للمماتِ”
أمسكت صورته تطالعها بعيناها التي انهمرت عبراتها ممزوجة بنزيف قلبها بظلم قدرها
احترق قلبها من غبائها وتهورها بعدما اتضح كل شيئا أمامها؛ نعم عشقها مثلما عشقته، كان خلفها بخطواته وروحه وقلبه النابض ولكن ماذا فعلت هي من أدمت قلبه لينزف جراح ويحترق
نهضت تجمع الأشياء وتضعها بصندوقها، ثم قامت بترتيب الخزانة وتاركة لنفسها مساحة لثيابها، كانت تلمس كل شيئا بإشتياقًا كمغترب يعود لوطنه بعد سنين يتلهفه الشوق والاشتياق
مرت قرابة الساعة ثم اتجهت إلى هاتفها الذي يوضع على الشاحن وفتحته وقامت الإتصال باختها
-درة صباح الخير ..اجابتها درة التي تحمل طفلها وتطعمه
-صباح الخير حبيبتي..راكان سافر
تنهيدة حارة خرجت من جوفها مع غصة تشكلت به قائلة بعينا مترقرقة:
-سافر من ساعة ونص، وأنا كنت جاية أخد شوية هدوم عشان نقعد كام يوم عند بابا
قاطعتها درة سريعًا
-ليلى مينفعش تسيبي بيت جوزك في غيابه مهما كانت الظروف وكمان بابا هيسافر بكرة بليل يعني وجودك هنا زي عدمه
ضيقت ليلى عيناها متسائلة
-انتِ بتطرديني يابت ولا إيه، ماهو ماما موجودة هقعد معاها
نهضت درة بعدما وضعت الطفل وحاولت ان تتحدث معها لأقناعها
-براحتك بس أنا شايفة لازم تفضلي عندك عشان الكل يفهم إنك مراته فعلا مش مجرد أرملة
زفرت ليلى بضيق وهي تشعر بأن هناك شيئا ورغم ذلك نفضت حديث درة واتجهت إلى غرفتها وهي تتحدث
-أمير صحي ولا لسة
اجابتها بتنهيدة وهي تنظر إليه وهو يلعب بألعابه
-صحي بعد ماراكان كلمني بنص ساعة، ماما اخدته غيرتله وعملت اكله وانا اكلته ودلوقتي بيلعب
ارجعت خصلاتها للخلف:
-آسفة يادرة عارفة تعبتك معايا امبارح بس حقيقي كنت محتاجة افهم حياتي هتكون إزاي
تنفست درة بتثاقل كلما تذكرت ماصار إلى سيلين ثم زفرت الهواء على دفعات وأجابتها
-المهم تكوني انبسطي ياليلى، ياله تعالي عشان ابنك زهق مني، وكمان لازم انزل عندي مشوار مهم
أنهت اتصالها، ثم استمعت لطرقات على باب غرفتها
-دلفت زينب إليها تنظر بالغرفة ثم اتجهت تجلس بمقابلتها حينما شعرت بألمًا يخترق قلبها
-سيلين مرجعتش لحد دلوقتي كنت مفكرة إنها معاكي، وبما إنك هنا يبقى هتكون فين
فغرت شفتيها مصدومة من حديث زينب فتسائلت
-يعني سيلين برة من إمبارح، لسة مارجعتش ؟!
وضعت زينب رأسها بين راحتيها متنهدة بوجع قلبها
-لسة، واتصلت بيونس مبيردش، قلبي وجعني عليها، روحت سألت عنه قالوا مرجعش، خايفة يتهور عليها دا مجنون
ربتت ليلى على كفيها وتحدثت:
-ان شاءالله هتلاقيهم شوية وداخلين، يونس كان بيقول وراه عملية، ممكن تكون استنته وتليفونها فصل شحن اهدي
هزت رأسها ورجف قلبها من الخوف وشعورها بشيئا مريب
-لا هي عمرها مااتأخرت ولا باتت برة، وكمان اخوها وابوها مش موجودين، لا قلبي وجعني لازم اتصل بأسعد واعرفه
جلست ليلى بمقابلتها وحاولت تهدئتها
-طيب نستنى شوية كمان وأنا هحاول اتصل بيها يمكن فونها صامت أو في حتة مفهاش شبكة
❈-❈-❈
بفيلا خالد صرخ بأعلى صوته وصفعة قوية على وجه الرجل الذي كان يقوم بمراقبة حمزة
-لسة جاي تقولي ياحيوان، بنت الحرام موتت حفيدي وحياة ربنا لأموتها
حاول الرجل الحديث ولكنه لم يدع له الفرصة، تحرك توفيق كالمجنون يصرخ على خالد
-اصحى ياخالد ابنك في المستشفى بيموت
فزعت فريال بنومها وكأنه كابوس فنهضت بثياب نومها تهرول إلى الأسفل على صرخات توفيق، بعينين زائغتين مردفة ولسان ثقيل
-ابني انهي فيهم حصله إيه؟!
أشار لها بسبابته وهو يصيح
-البنت دي لازم يكون آخر يوم في حياتها النهاردة اللي تقرب من حفيدي ادفنها في مكانها وصل خالد على صيحات والده متسائلا
-مين دي يابابا وقصدك على مين
-بنت الحرام ضربت يونس بالسكينة وهو بينازع الموت في المستشفى، وحضرتك نايم في العسل
شهقة بصرخة من جوف فريال وهي تصيح باسم إبنها..نظر إليها توفيق نظرات تحذيرية اخرستها
-انا هروح اشوف يونس وانتوا الحقوني، مش عايز نفس ولا حتى عايدة تعرف، هما بيحاولوا يخبوا بس وحياة ربي لاندمهم
وصل توفيق إلى قصر البنداري وصاح بصوت هز جدران القصر، كانت ليلى تجلس بجوار زينب بالأعلى، هبتا فزعا من صوته الجهوري
وتحركا للأسفل
وصلت زينب أمامه وصاحت بغضب
– صوتك ياحمايا إيه مفيش حرمة للبيت
جذبها من ذراعيها بعنف، وتحولت عيناه للهيب من نيران جهنم وهو يضغط على ذراعيها حتى صرخت من الألم
-حفيدي لو حصله حاجة هدفنك إنتِ وبنت الشوارع دي، قسمًا عظما ادفنكوا أحياء يابنت محمد الدمياطي، ثم دفعها بقوة كادت أن تسقط لولا ذراع ليلى التي تلقفتها
شهقة بفزع من ليلى عندما وجدته يتعامل مع زينب بتلك الطريقة نهضت ثم اتجهت و
توقفت ليلى أمامه بانفاسًا ملتهبة
-إيه اللي عملته دا مفكر نفسك مين
التوت زاوية فمه بعبث وهو يقترب منها
-مش متفاجئ منك ماهو انتِ شبهها، أشار إلى زينب التي تجلس تنتفض خوفًا على ابنتها بعد حديثه
-عرفيها يازينب اللي بيوقف قدامي بعمل فيه ايه؟!
وقفت ليلى أمامه بثبات رغم تيبس مفاصلها من مظهره المريع وهتفت بصوت صاخب
– انا هنا ليلى البنداري، قوتي من شخصيتي ولا انت ولا عشرة غيرك يقدروا يضعفوني،
اقتربت تناطحه بكبريائها
-اسمي ليلى راكان البنداري اللي بتملك أكتر منك شخصيا..
دارت حوله عندما بهتت ملامح وجهه ثم اردفت
-لو ناسي فجوزي كتبلي كل حاجة غير كمان أمير الا له نصيب من جده ومنك شخصيا
فياريت لما تيجي توقف تتكلم معايا تتكلم بهدوء، متنساش انا صاحبة البيت دا، بعد إذن ماما زينب طبعا
جذبها بعنف من حجابها وكأنه يقتلع خصلاتها وهمس بصوتا جحيميا
-لو ملمتيش نفسك هخليكي تتمني الموت ومش تلاقيه، ودلوقتي عرضي ليكِ ومفيش غيره تطلعي من البيت دا النهاردة بكرامتك بدل مااطلعك بطريقة تانية، واملاكك كلها هتكون باسمي
نهضت زينب تقف أمامه لتخليص ليلى فصحات بصرخات
-بنتي فين ياتوفيق باشا؛ ودي اللي عمال تهين فيها بتكون مرات راكان
تهكم بسخرية
-ايوة عارف ياختي منك ليها، مراته على الورق وبس، راكان مراته بنت النمساوي اللي هي دلوقتي في حضنه وبيقضوا شهر عسلهم
قالها بضحكات ساخرة متحركًا بعد قنبلته التي ألقاها عليهما، ثم توقف أمام الباب
-ماهو مش معقول حفيد توفيق البنداري هيتجوز واحدة مستعملة و عرض عليها ليلة وهي رفضته واهانته وراحت اتجوزت أخوه انتقامًا بس، مش كدا يابنت المحاسب المريض
ترنح جسدها شهقة بصدمة قبل أن تشير إليه بسبابتها وتصرخ به
-انت واحد مريض معرفش اللي زيك ليه عايش في الدنيا دي ليه..وصل إليها بخطوة وصفعها بقوة على وجنتيها ثم امسكها من خصلاتها
-عايش عشان اربي أمثالكم،
هتطلقي من راكان وتتنازلي على كل أملاك سليم وقبل دا كله هتتنازلي عن حفيدي
دفعته بقوة صارخة
-دا على جثتي ياتوفيق باشا، موتني الأول وبعدين اعمل اللي عايزه
رمقها بنظرات نارية مدقق النظر لعيناها التي ظهرت بها خيوط حمراء من الغضب فاقترب منها
-لا هتعملي كله من غير ماادوس على جثتك،
بس مش مستغرب كلامك
ماهي الست اللي ترخص نفسها وتفضل في بيت راجل غريب وراضية تكون على زمته بعض ماحاول يشتري ليلة هستنى منها إيه
ابتلعت مرارة الإهانة واقتربت ترمقه بنظرات لو تحرق لأحرقته قائلة
-أنا هفضل ليلى راكان البنداري، سواء عجبك ولا مش عجبك، أما علاقتي بجوزي محدش له علاقة بيها غيرنا إحنا الاتنين، يشتري ليلة يشتري عشرة دا مش شغلك
ضحك بسخافة على حديثها ثم تحدث مستهزأ
-واحدة رخيصة، عارفة ومتأكدة جوزها هيتجوز غيرها وكل ليلة في حضن ست وقاعدة تبجح معايا، بس اللي متعرفهوش انه معاكي لحد دلوقتي عشان امير واملاك سليم وبس، ماهو مش معقول هيتنازل عن إهانته ورفضه
دقق النظر إلى ملامحها التي بهتت وتحولت كجسد موتي وأكمل
-راكان عنده الستات كلها واحد، مااخدش إلا اهانته، طبعًا عمره ماهينسى إهانته هو بس بيخططلك على تقيل عشان يضرب ضربته بموتة ولو مش مصدقة هسمعك
قام الأتصال على نورسين
-صباح الخير ياجدو..قالتها نورسين
-صباح الورد ياحبيبة جدو..بقولك يانور انتِ ممكن تعدي عليا النهاردة محتاجك ضروري
-سوري ياجدو، النهاردة انا مسافرة ألمانيا، حضرتك عارف راكان سافر الصبح وأكد عليا ألحقه بعد مايخلص اجتماعاته، هكلمك لما اوصل، معرفش فيه حاجة غريبة حصلت
وانا بكلمه عشان اتأكد من السفر، قفل في وشي على طول زي مايكون مش عايز حد يعرف اني هسافر معاه
نظر توفيق بتهكم إلى ليلى، التي شعرت بدوار يضرب رأسها من صدمتها، وقلبها الذي نزف من الألم وهي تتخيله مع أخرى
اتجهت زينب تمسكه من كفيه
-سيلين فين ياعمي، اوعى تكون اذتها، صدقني هتندم طول حياتك
نزع كفيه بعنف مردفًا
-دوري عليها بنت الل ثم تحرك بعد ثورة عنيفة ادمت قلبهما
عند نوح وحمزة
وقف حمزة ينظر إلى يونس من خلال النافذة الزجاجية، اتجه نوح ووقف بجواره
-لسة مفيش تحسن، أنا دخلت له من شوية
أطبق حمزة على جفنيه واردف
-لازم راكان يعرف، حالة سيلين مش عجباني، وتوفيق لو عرف ممكن يموتها
اسبل جفونه ينظر للاسفل ويتذكر إنهيارها بعدما رجع إليها
-باشمهندسة سيلين ..كانت تنظر في اللاشئ
اوقفها بذراعيه يحاوط خصرها حتى يهبط بها إلى الأسفل، تحركت معه ولا تشعر بشيئا؛ حتى وصلت للمشفى
قام الطبيب بالكشف عليها وإعطائها بعض المهدئات حتى تظل نائمة واتجه إلى حمزة قائلا
-دا إنهيار عصبي، أنا نومتها بالمهدئات
خرج من شروده على وصول توفيق وهو يزمجر بغضب
-فين حفيدي بنت المؤذية عملت فيه..توقف حمزة امامه؟!
-حفيدك جوا وحالته مستقرة، بس منعرفش مين اللي عمل فيه كدا
دفع حمزة وهو يشير بسبابته
-لو مقولتش بنت الحرام فين يبقى مترجعش تبكي على هعمله فيك يامتر
توقف نوح يطالعه بصمت ثم تحدث
-جدو توفيق إحنا منعرفش حضرتك بتتكلم على إيه
ابعد نوح من أمامه وأشار على حمزة
-صاحبك أخد سيلين وداها فين، البت حاولت تقتل يونس، وأنا بلغت والشرطة هتيجي دلوقتي لازم اسبها تعفن في السجون
كور حمزة قبضته محاولا السيطرة على نفسه، لا يعلم كيف عرف بتلك المصيبة التي احلت على رأسهم جميعًا
تخطى حمزة بعض الخطوات وهو يتحدث إلى نوح
-نوح خلي بالك ولو حصل جديد عرفني، لازم اجهز حمايا للسفر
صرخ توفيق بصوتًا مرتفع متجهًا إليه
-فين سيلين يامتر، أنا بكلمك بعقلي دلوقتي
تحرك حمزة ولم يجيبه يزفر بغضب، بينما اتجه بنظراته إلى نوح
-وديتوا البت فين يانوح ..هز نوح رأسه واردف
-معرفش حضرتك بتتكلم عن إيه ؟!
تحرك توفيق إلى غرفة يونس بعدما رمقه بنظرات نارية..هعرف يانوح واحاسبكم كلكم،
ظل نوح جالسًا يفكر فيما عليه فعله
عند ليلى اتجهت إلى منزل والدها سريعا، دلفت متجهة إلى والدها
-حبيبي عامل إيه النهاردة
مسد والدها على خصلاتها بحنان ابوي ثم تحدث بصوتًا متعب
-معرفناش نتكلم امبارح، عاملة ايه مع جوزك؟!
ابتسمت بإرتجاف واجابته
-كويسة يابابا، راكان كويس جدا وبيعامل أمير زي ابنه
اومأ عاصم برأسه وضم كفيها يربت عليهما
-عارف انه كويس انا اتكلمت معاه، وشكله بيحبك كمان
بدا على وجهها الحزن الشديد الذي انتهى بعبور دموعها على وجنتيها
رفع والدها ذقنها
-بتحبيه ياليلى زي ماهو بيحبك كدا طالعته بعينين مستفهمة
-يعني سألته عليكي وعلى علاقتكم وازاي هتكون علاقتكم وكدا، مخبيش عليكِ يابنتي آسر خوفني منه، وكمان بسمع عنه كلام انه بغير في الستات زي قمصانه
اختلج صدرها المًا فاختفت ابتسامتها وتحدثت بتقطع
-انا مشفتش منه حاجة كدا، بينا إحترام متبادل، من وقت مااتجوزنا عمره ماحاول يهين من كرامتي ولا حتى سمعت عنه حاجة مش مضبوطة، ممكن زي مابتقول يمكن إعجاب
قاطعهم دلوف حمزة ودرة
-بابا حبيبي جاهز حمزة جاي عشان نجهز ونسافر بالليل، بدل بكرة،وكمان ماما هتيجي معانا، حمزة حجزتها.
..أومأ برأسه ورفع نظره إلى حمزة
-معلش يابني هشغلك شوية معايا، جلس حمزة بجواره ورسم إبتسامة
-حضرتك في مقام والدي، ياريت متعتبرنيش غريب
-ابني يابني والله ربنا يسعدك ..نهضت ليلى إلى غرفة إبنها، دلفت إليه تطالعه بألمًا يخترق فؤادها نظرت بساعتها
-زمان عمو وصل دلوقتي..صمتت لدقيقة تمسد على خصلاته واردفت
-مش هخليك تقوله عمو، دا هيكون بابا ياأمير، لأنه يستاهل يكون باباك..انزلقت عبراتها على وجنتيها وبركان اشواقها له سينفجر وأردفت
-مامتك غبية ضعيته وضيعت نفسها،
ودلوقتي مستكترينه عليا بيحاولوا يسرقوا سعادتي،بس مستحيل انولهم اللي في بالهم
هخطف سعادتي حتى لو فم الأسد
قطع حديثها مع طفلها رنين هاتفها ..إبتسامة شقت ثغرها وعيون مترقرقة بضربات عنيفة بصدرها وكثير من المشاعر المتناقضة وهي تجيبه
-راكان..على الجانب الآخر استقل سيارته بسائقه الخاص بألمانيا وقام بمهاتفتها
شعر وكأنه قلبه سيتوقف من شدة نبضه، نظر أمامه وعيناه تقطران المًا من صوتها الحزين
-حبيبي وصلت..هكذا قالتها ليلى؛ أطبق على جفنيه وهناك شعور قاسي تخلل إلى قلبه وهو يهمس لها
– في العربية هروح على الشركة على طول، صمت لحظة وتنهد بصوت مرتفع حتى استمعت إلى أنفاسه
-ليلى أمير عامل إيه، إنتِ عند بابا دلوقتي
أزالت عبرة انسدلت على وجنتيها وأجابته
-عند بابا وهروح بيت جوزي حبيبي دلوقتي، مش عارفة اقعد بعيد عن ريحته
ابتسم من خلال كلماتها التي اروت قلبه
-بتغريني حبيبي يعني ولا إيه
انفلتت ضحكة من بين شفتيها واجابته
– ياريت ينفع؛ تعرف اتمنيت يكون ليا أجنحة عشان اوصلك دلوقتي
آهة خفيضه من شفتيها وهو يشعر بروحه تصدر الحانًا وقلبه يعزف من كلماتها التي جعلته حر كطائر النورس فوق المياه
-طيب لو قولتلك ندمت عشان مجبتكيش معايا
جلست وهتفت بدلال أشعل رغبته بها
-خلاص انا ممكن احجز واسافر حالا لحبيبي
دغدغت مشاعره بجنون فهمس
-او ارجع أنا واخدك في حضني وأنسى العالم بيهم
ابتسامة شقت ثغرها انستها ماصار منذ ساعات صمتت ثم تسائلت
-راكان هي نورسين هتسافرلك
اندفعت الدماء إلى اوردته من سؤالها المباغت لروحه فتحدث معاتبًا
-انتِ سألتي قبل كدا، وقولت لا، ليه بتسألي تاتي، مفيش ثقة في كلامي
– ابدًا حبيبي والله بس جدك قابلني وقالي كلام وجعني قوي
قطب مابين حاجبيه متسائلا
-قالك ايه، وليه راحلك أصلا
ارجعت خصلاته للخلف تتخلل اناملها بداخلها وهي تشعر بأنين عشقه
-معرفش قال كلام عن يونس وسيلين مفهمتش حاجة، المهم أنا هحاول ابعد عنه، وانت ارجع بسرعة
هرجع حبيبي عشان ليلي وحشني
ابتسمت وهمست
“بحبك راكاني”…أغلق الهاتف وهو يزفر وكأن خناجر تشق صدره دون رحمة من تحكم جده
❈-❈-❈
مساءًا وصلت إلى قصر زوجها بعد سفر والدها
جلست بحديقة المنزل تنتظر زينب التي خرجت ولم تعلم إلى أين ذهبت
وصلت عايدة وجلست بمقابلتها..ألقت عليها نظرة جوفاء قاسية فتحدثت متهكمة
-هي حماتك فين ياليلى ؟!
زفرت ليلى وحاولت ألا تدخل معها بنقاش عقيم فنهضت تحمل إبنها متجهة الى الداخل، ولكنها توقفت حينما تحدثت عايدة
-انما عايزة أعرف انتِ قاعدة هنا بصفتك ايه، خطت إلى أن وصلت أمامها ترمقها شرزًا وأكملت
-بما إنك أرملة وجوازك من راكان ماهو إلا حبر على ورق، إزاي هتقعدي هنا وهو هيتجوز بعد شهر..مع إن الفرح كان المفروض يكون من شهرين فاتوا بس معرفش الظروف اللي جت فوق بعضها عليه
ربتت على كتفها بقوة تبخ سمها كحية رقطاء
-نصيحة مني اهربي قبل ماينفذو لعبتهم، وكمان راكان مش سهل مستحيل يسيب الجمال دا وميدقوش منه
أكملت بنظرة شيطانية مستهزئة
-دا مفيش حد بيوقف قدامه وطبعًا سمعتي عن علاقات راكان البنداري النسائية ..دنت وهمست بجوار أذنها
-نفسي أعرف بيعمل ايه في الستات عشان يترموا قدامه، دا حتى نورسين اللي أجمل رجال الأعمال كانوا بيجروا وراها رغم كدا سابت الكل وجريت وراه، وسمعت من حمايا أنها سافرت وراه على اتفاق بينهم يقضوا كام ليلة هناك
استدارت ليلى إليها وشيعتها بنظرات دنيئة تحولت إلى الكره الشديد واشتعلت عيناها حتى أصبحت كجمرتين من اللهب الحارق فتحدثت
-لا نورسين ولا غيرها يهموني، وطول ماهو بيقول أنا هنا بصفتي مراته يبقى انا هنا مراته
ولو مش قادرة تتقبلي الفكرة فدا شئ ميخصنيش، دنت وفعلت مثلما فعلت معها عايدة وهمست
-أنا ليلى راكان البنداري وهفضل كدا لحد ماأموت، ياريت تقنعي نفسك وغيرك بكدا
رمقتها عايدة بنظرات نارية واقتربت بملامح جامدة مسترسلة حديثها
-خليكي اضحكي على نفسك ماهو معرفش هو مثبتك بأيه، يمكن ليلة حمرا ولا حاجة، أصله راكان البنداري برضو
كانت مشدوهة لما تسمعه فاطبقت على جفنيها واحترق جسدها بالكامل فأردفت
-ليلة حمرا ولا بيضة دا جوزي، وبلاش تتخطي حدودك معايا، سمعتيني ولا لا..ثم نظرت لها والكبرياء يعتلي كل ذرة وجهها متكأ بحديثها
-هو لدرجادي غياظكم، اومال لو حملت منه هتعملوا إيه.. دنت منها وبعيونا مهلكة إلى عايدة
-اصبري ليدي عايدة وعد مني من ليلى راكان البنداري ليكون عندنا طفل في أقرب وقت، ماهو جوزي، وليه لأ مايكونش حبيبي، تخيلي كدا لما اكون حبيبة راكان البنداري ممكن يعمل ايه
ضحكات ساخرة اطلقتها عايدة وتوهجت عيناها ترمقها بتعالي ونفور
-وليه لأ ، مالجارية حلمت بالسلطان
افتلت ليلى ضحكة سخرية وأجابتها
-والجميلة فتنت الوحش، مش كدا ولا إيه
قالتها وهي تشيح بعيناها تتمالك بأعصابها التي تتعمد عايدة بإثارتها ث
جلست عايدة تضع ساقًا فوق الأخرى
-والله انت صعبانة عليا، ياحبيبتي احلمي على قدك، لو راكان وهمك بحاجة عايزة أفوقك، دا ستاتي من الدرجة الأولى، ويموت لو فضل مع ست واحدة ..صمتت بعدما وجدت نظرات ليلى الضائعة فتحدثت
هثبتلك دا شوفي ..أمسكت هاتفها بعدما نجحت بإغضابها
-هاي نور، عاملة ايه
لم تحيد بصرها عن ليلى وتحدثت متهكمة
-عاملة ايه ياروحي، وحشاني، جهزتي لفرحك
على الجانب الآخر تحدثت نورسين بصوت منخفض وهي تنظر إلى راكان الغافي
-نايم دلوقتي كله تمام..تحدثت عايدة بمغذى
ايوة ياروحي افتحي الكاميرا اصلك وحشتيني فتحت الكاميرا كانت تجلس بجواره على الفراش مرتدية ثياب الحمام وهي تمسد على خصلاته
إيه دا هو انتِ مع راكان آسفة ياروحي..اتجهت إلى ليلى تنظر لهاتفها وهي تهز رأسها يمينا ويسارا
مستنكرة ماتراه، زوجها ينام بجوار نورسين وهي ترتدي برنس الحمام وهو عاري الصدر
صدمة عنيفة شلت جسدها عن الحركة، وهي تستمع إلى نورسين قائله
-راكان قوم يلا السيرفس روم جاب الفطار، إيه النوم دا كله، أنا جوعت ..أردف بصوته
-نور أنا تعبان وعايز أنام، اطفي النور
نكست رأسها بأسفا مما تراه، رفعت رأسها وقالت بألم يعتصر ماتبقى من روحها
-عادي بتوريني إيه، راكان مايهمنيش ابني اللي يهمني، ولو كنتي فهمتي كلامي غلط وانا بقولك انا مراته، ولو عايزة اخليه يحبني هعمل كدا، بس انا بتعامل معاه على أساس أنا تحت حمايته بس مش هو الراجل اللي ممكن افكر انه جوزي ولو عايزة صدقيني هخليه يزحف تحت رجلي، فبلاش غروركوا بيه يكون الراجل اللي محصلش، راكان بالنسبالي لحد دلوقتي عم لأبني، وعشان تطمني اخره معايا الحبر اللي على الورق، أصل أنا ست حرة مبحبش أخد راجل يلملم الذبالة زي اللي معاه دلوقتي.
كانت تقاتل بضراوة ألم قاتل بصدرها وهي تراه بأحضان أخرى فدنت وأكملت بروح محترقة
-مش راكان البنداري اللي يملى عين ليلى المحجوب، يعني ثقي زي ماقولتي من شوية مش دا اللي امنله على قلبي
قالتها بروح متمزقة وحملت طفلها متجهة للداخل سريعا، تحركت بخطوات متعثرة، ساقيها تلتف حول بعضها البعض، وكأنها ستسقط بحركاتها الواهية
وصلت غرفتها ودموعها تفترش أمامها وحديثه عن ثقتها به، أمسكت هاتفها، وهاتفته سريعا
عند راكان ، استيقظ على ألمًا يفتك بجسده استمع إلى رنين هاتفه تناوله مبتسمًا عندما وجد متيمة روحه
-ليلى..على الجانب الآخر أزالت عبراتها وحاولت تلتقط أنفاسها بهدوء فتحدثت بهدوء رغم نيران قلبها وروحها المحترقة
-راكان حبيبي وحشتني قوي، لازم ترجع أنا بموت هنا من غيرك..اعتدل جالسًا وهو يرجع خصلاته المتناثرة على وجهه من أثر النوم
ارتعدت اوصاله من صوت بكائها، فهمس محاولا السيطرة على قلبه المتألم لأجلها
-مالك حبيبتي هو إحنا مش لسة قافلين مع بعض وكنتي كويسة، وقولتلك طنشي توفيق وثقي فيا شوية
اسبلت جفنيها تحاول الثبات فتحدثت بصوت متحشرج
-افتح الكاميرا وحشتني وعايزة اشوفك..فتح الكاميرا دون حديث وأكمل حديثه
-إيه اللي حصل ياليلى
ادمعت عيناها أمامه، والمًا يشاطر قلبها ولهفة عليه فاردفت
-وحشتني ياراكان، هو مش من حقي جوزي يوحشني
ابتسم لها رغم آلام جسده فأردف
-خلي بالك الإغراء بيوسع ياحبي، ودا مش في صالحك..لحظات واستمع لفتح باب مرحاضه يفتح وتخرج منه نورسين وهي تضع منشفة على خصلاتها تتحدث بمغذى
-حبيبي اخيرًا فوقت، أنا يأست منك، من وقت ما صحيت زهقت من القعدة لوحدي، دي الفسحة اللي وعدتني بيها
لم يستوعب الصدمة من وجودها بتلك الهيئة وجلوسها بجواره وحاوطته بذراعيها تمسد على صدره العاري مستندة برأسها على صدره
ثم نهضت وتصنعت المفاجأة
-إيه دا انا معرفش انك بتكلم أرملة سليم آسفة مدام ليلى، ثم فصلت الخط وهي تلوح بيديها
-بعدين راكي يكلمك مش فاضين
ساد صمت مختنق عند ليلى وهي تجلس لا تستوعب مارآته، جلست لدقائق وكأن أنفاسها سرقت وشعور بنصل سكين حاد مغروس بصدرها، شعور قاسي مما رأته كمن تلقى ضربة موجعة شقت صدرها، كتمت صرختها وهي تهمس إلى نفسها
-مش معقول دا كله كذب وخداع، فيه حاجة غلط، لا راكان ميعملش فيا كدا، دول بيتلاعبوا بيا
، جلست كمن تلقى ضربة موجعة قسمت ظهرها كما شطرت روحها تهزت رأسها رافضة مبتلعة ريقها بصعوبة
-هي ضحكت عليا ودمرتني مرة، لازم اسمعه، لازم اعرف ايه اللي حصل، مستحيل بعض الحب اللي حسيته يكون مخادع، لا مستحيل
استمعت إلى رنين هاتفها مرة امسكته سريعًا ظنا منها انه هو ولكن تفاجأت بآسر ابن عمها
تحدث آسر سريعًا
-ليلى عمو فيه ناس قطعوا طريقنا واخدوه
صاعقة الجمتها ولم تقو على الحديث وشعورها بإنهيار عالمها بالكامل، تحدثت بتقطع
-إيه اللي بتقوله دا ياآسر ومين دول
استمعت إلى دفع باب غرفتها بقوة ودلف منه توفيق يرمقها بسخرية
-ليلى راكان البنداري، عاملة ايه ياباشمهندسة، سقط الهاتف من يديها على الأرض مصدرًا صوتًا
نهضت تنظر إليه بغضب
-ازاي تدخل بالطريقة دي، انت ناسي اني لوحدي هنا..اقترب يرمقها بنظرات نارية يصك على أسنانه ثم جلس أمامها دا بيت احفادي يابت متنسيش نفسك، معرفش نافخة نفسك على إيه، اومال لو متجوزة راكان حق وحقيقي
ابتلعت غصة مريرة وردت بنبرة تقطر وجعًا
-هنرجع نقول جواز ولا مش جواز، هو حضرتك مفيش حاجة تشغلك غيري وغير علاقتي بجوزي
❈-❈-❈
قوس فمه بسخرية
-جوز مين يابت!! بصي لو عشمتي نفسك بحاجة اكبر وانك هتكوني مراته حق وحقيقي، تبقي عبيطة، انت اخرك ليلة على سريره، ماهو حفيدي مبيضيعش وقت ليه يحرم نفسه برضو
-اخرس مسمحلكش تتكلم عني كدا، واتفضل اطلع برة، ووعد مني لأكون مرات راكان حق وحقيقي
دنى بخطوات سلحفيه وانزل بجسده لمستواها مدقق النظر بحدقيتها
-اوعدي على حاجة تكوني قدها، انت بتوعدي هتكوني مرات راكان، ليه هو انا حمار عشان اسيب واحدة زيك تتهنى بكدا، طيب انا سكت على سليم عشان سليم طيب، ومالوش في إللؤم وآخره يرجع بيته وينام إنما راكان المتحكم فيا شخصيا هسيبك كدا
امسكها من اكتافها يضغط بقوة
-تبقي عبيطة مش حتة بنت مارضاش اشغلها خدامة اخليها مرات كبير العيلة
دفعها فهوت جالسة على فراشها، حاولت مقاومة رغبة قوية للبكاء، وهي تنظر إلى بكاء طفلها، اتجه توفيق يحمل الطفل
-بس ياحبيبي، متزعلش بكرة الاقي لك أم تعرف تربيك مش بتاعة حواري
تصنم جسدها وهي تراه يحمله بأحضانه، وكأن هناك نصل سكين يغرس بصدرها من بكاء طفلها الذي ارتفع، وصوت هاتفها برقم زوجها
دفع توفيق الهاتف بقدميه بعيدا عنها عندما وجده راكان وتحدث وهو يحاول تهدئة الطفل
-مش مطلوب منك غير حاجة واحدة بس، هتمضي على الورق دا
اتجهت بأنظارها للورق الذي وضعه أمامها
-إيه دا
دار حولها واردف
-دا تمن حياة اختك وابوكي..دا اللي هيعشك بعيد عن جحيم توفيق البنداري، وقبل كل حاجة
-اكرملك، يعني من الآخر راكان ميمهوش غير ابن اخوه، فلو عشمك بحاجة تبقي غبية لانه مبيبكيش على ست، دا واحد متجوز خمس مرات تخيلي خمس مرات ومفيش طفل عنده، دا ميخوفش
هزة عنيفة أصابت جسدها مما جعلها تتهاوى ساقطة على فراشها وتسلسل دموعها وهي تتحدث
-انت كداب، راكان مش حقير لدرجة دي
أطلق ضحكة صاخبة واقترب منها وصراخات الطفل وذراعيه إتجاه والدته التي شعرت بإنشقاق قلبها عندما حاولت اخذ طفلها، ابعده عنها وهو يتحدث بصوته الغليظ
-امضي ووعد هديلك الولد، وكمان ابوكي هيسافر
أمسكت الورقة ظنا منها تنازل عن أملاك سليم ولكن جحظت عيناها وهي ترى وثيقة طلاقها من راكان
تسمرت للحظات تنظر إلى الورقة وإلى طفلها تراجعت للخلف وهي تصرخ بقهر
-مستحيل، اللي بتطلبه مستحيل، جوازي من راكان هيفضل مستمر واعلى مافي خيلك اركبه
-بيقى انتِ اللي اخترتي، ووعد هخليه يطلقك قبل فرحه كمان، والولد هنعرف ناخده وكله بالقانون
كانت كلماته كطلقات نارية مزقت قلبها هزت رأسها رافضة حديثه
-هات الولد واعمل اللي انت عايزه، حفيدك هيرجع ويعرف يحاسبك
-متشغليش بالك بحفيدي انتِ هو مشغول دلوقتي مع خطيبته، معرفش الولد دا يموت وهو بيستمتع بالستات، خايف يكون سادي لا سمح الله
اخرص انت ايه مش معقول تكون انسان، والله لما يرجع لأخليه يحاسبك على كل دا
راق له اشتعال نيرانها بالغضب فاجابها بسخرية:
حفيدي هيحاسبني على إيه ياترى، بالعكس دا هيشكرني لما يعرف الست اللي مكتوبة على اسمه باتت في أحضان عشقيها إلا هو أبن عمها
وحتى شوفي الصور دي، آه نسيت اوقولك،ماهو ماصدقتي يسافر وروحتي لحبيب القلب
نزلت كلماته القاسية كالصاعقة على قلبها، ابتلعت جمرات نيران كلماته
-حسبي الله ونعم الوكيل فيك، ولو صدقك يبقى وقتها ميهمنيش ومحدش يقدر يضغط عليا وياخد ابني
اقترب من مقعدها ودار حولها ليثير بها الرعب ثم فتح شاشة هاتفه أمامها وضغط على فكيها متحدثًا بصوتًا كفحيح أفعى
-هتعملي اللي هقوله، وإلا …
هبت فزعة تنظر إلى والدها الذي يجلس بسيارة الإسعاف لا حول له ولا قوة، وقفت عاجزة تنظر بأعين تغشاها الدموع، عينا متشتتة ضائعة فهمست
-“بابا”..ضحكة ساخرة وهو يضع ساقًا فوق الأخرى ..ثم فتح الشاشة مرة أخرى وبها حمزة مقيد وكأنه فاقد الوعي
هزت رأسها واقتربت منه تصرخ بوجهه تحاول أن تطاله بيديها لتمزيق وجهه، ولكن توقفت حينما اتجه للخارج وهو يحمل طفلها
الولد معايا، تمضي على ورقة طلاقك هتنقذي الكل ولو حاولتي تقولي لراكان اي حاجة، صدقيني ابوكي واختك وجوزها هيموتوا
ثم تمسك هاتفه وتحدث وكأنه يتلذذ بدموعها التي انسدلت أمامه
-أمجد باشا العصفور وقع في القفص ممكن تيجي تاخده أهو بيرفرف قبل ماراكان يرجع
قالها وتحرك وصرخات الولد تشق الجدران
أسرعت خلفه حافية الأقدام وهي تصرخ بقهر باسم إبنها
أغلق الباب عليها وخرج سريعًا
جثت على ركبتيها وكأن حياتها سلبت منها دون رحمة لحظات مرت عليها وشعورها بفقدان وعيها وتوقف مجرى الدم بعروقها وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانها، ولا يوجد في مخيلتها سوى زوجها وهي تصرخ باسم راكان
-“راكااااااااان”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *