رواية جاريتي 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سارة مجدي
رواية جاريتي 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سارة مجدي
رواية جاريتي 3 البارت السادس والثلاثون
رواية جاريتي 3 الجزء السادس والثلاثون
رواية جاريتي 3 الحلقة السادسة والثلاثون
كانت ممده امام الطبيب الذى يقوم بفحصها جيدا بعد طلب زوجها ذلك بشده كانت عينيها تتوجهه الى سفيان بتوتر و قلق و رجاء ان يسامحها ان ينهى ذلك الخصام الذى طال
هى لا تتحمل فكره حزنه منها
اعتدل الطبيب و هو يقول
– ممكن حضرتك تقوليلى بتحسى بايه ؟
انتبهت حواس سفيان و حولت مهيره نظرها له و هى تقول بتوتر
– دوخه و ساعات كتير
صمتت تنظر الى سفيان بقلق و كان هو وجهه خالى من اى تعبير ينظر اليها بتركيز ليحثها الطبيب على تكمله حديثها لتقول بتوتر
– و ساعات بنزف من مناخيرى
ليقترب سفيان خطوه بقلق ثم عادها و انفاسه تعلو لتصل الى مسامعها لتشعر بالتوتر لينظر الطبيب اليه و هو يقول بقلق
– ايه يا استاذ فى ايه هو انت مخوفها كده ليه ؟
ليجيبه سفيان دون ان ينظر اليه فعيناه ثابته عليها هى
– اصلها تعبانه كده من فتره طويله و مخبيا عليا
ليبتسم الطبيب و هز راسه بدون معنى فقد ظن ان ذلك الزوج سبب مر تلك الزوجه التى تنظر اليه برجاء و توسل و لكن اتضح انه يحبها حد الجنون … عاد الى مهيره وقال
– و ايه كمان ؟
صمتت لعده ثوان ثم قالت بصوت مهزوز
– مره اغمى عليا …. و الرؤيه ساعات مش بتكون واضحه ساعات كمان بحس بغثيان و عدم تركيز و احس فجأه انى عطشانه
قالت كل ذلك و هى تنظر ارضا ليصرخ بها سفيان و هو يقول
– كل ده كان بيحصل ليكى و انا معرفش ازاى و ليه متقوليش
ليضحك الطبيب و هو يعود الى مكتبه و امسك قلمه و بدء فى كتابه بعض الاشياء و قال بهدوء
– ان شاء الله خير حضرتك هتعملي التحاليل دى و نعمل كمان خريطه ضغط و تجيلى تانى اول ما الحاجات دى تجهز
اقترب سفيان من مكتب الطبيب و قال بقلق
– حضرتك شاكك فى حاجه معينه
ابتسم الطبيب بعمليه و قال
– حضرتك متقلقش انا لما قست الضغط كان منخفض لكن مفيش اى حاجه تانيه تقلق علشان كده هنعمل الحاجات اللى قولت عليها و نشوف ايه اللى هيظهر بس لازم الراحه و بلاش ضغط عصبى و ان شاء الله خير
هز سفيان راسه بنعم و اشار لمهيره ان تتقدمه و غادرا عياده الطبيب كانت مهيره صامته تماما تخشى ان تقول اى شىء يزيد من غضب سفيان صعدت الى السياره و لحقها هو ظل صامت لبعض الوقت ثم قال للسائق
– اقف بينا فى مكان هادى
– حاضر
قالها السائق بإحترام و تحرك من فوره ينفذ أمر سفيان
و بعد عده دقائق كان الصمت هو سيد الموقف داخل السياره حتى توقف السائق فى مكان هادىء ليطلب منه سفيان مغادره السياره فنفذ من فوره لينظر سفيان اليها و كانت هى تنظر الى يديها المرتاحة فوق فخذيها لينادي عليها بصوت هادىء
– مهيره
لم ترفع عيونها اليه ليناديها من جديد
– مهيره
رفعت عيونها تنظر اليه ليقول هو بلوم
— ليه خبيتى عليا كل ده ليه تكونى تعبانه كده و تبقى لوحدك خايفه ليه مطلبتيش امانك فى حضنى زى كل مره
كانت دموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت ليشعر بالغضب يتصاعد بداخله و لكن صوتها المرتعش جعله يتذكر مهيره القديمه كلماتها ذكرته بتلك الايام التى كانت تشعر بكل تصرف منه تكرم منه و انها لا تستحقه بكونها جاريته التى باعها و الدها اليه خرج من افكاره على صوتها
– اللى بمر بيه مش سهل من اول تعب مرات اخويا و بعدين الحادثه بتاعتك انت و الولاد و مشاكل بنات اخويا و وقوفك جمب خديجه و محمود و محمد و مريم ده غير مسؤليات ولادنا و شغلك
– مرات اخويا … مشاكل بنات اخويا وقوفك جمب و شغلك كل الكلام غلط الا حاجه واحده ولادنا ليه فاصلنا عن بعض ايمن اخويا زى ما هو اخوكى و مراته انا بعتبرها اختى و بناته بناتى احنى رجعنا لنفس قصه زمان تانى
قال كلماته بغضب مكتوم لاحظته هى و فهمته لتقول بابتسامه جعلت قلبه الغاضب يهدء
– عمرى ما اقدر افصل ما بينا يا سفيان انت كل حياتى انت انا اصلا …. يا سفيان انت السند و الامان انت الحياه انت كل حاجه حلوه حصلت ليا و بتحصل و هتحصل انا قصدى انك شايل كتير فوق كتافك هموم و مشاكل مكنتش عايزه ازود همومك و عارفه انك هتقلق و تخاف و الله عمرى ما فكرت اخبى عليك اى حاجه حتى احساسى و نبض قلبى انا مليش غيرك يا سفيان و صعبان عليا انك زعلان منى بقالك يومين
ليقترب منها سريعا و يضمها الى صدره بقوه يملئها الحنان و هو يقول بجانب اذنها
– انتِ عمرى كله و كل حياتى و متحملش عليكى نسمه الصيف تمر تطرف عينك ما بالك بقا لما تبقى تعبانه و مخبيه عليا
لتبتعد عنه قليلا تنظر الى عينيه بحب ثم قالت بأسف
– حقك عليا متزعلش منى … انا اسفه
ليقبل اعلى راسها بحنان و حب و هو يقول
– ما تعتذريش يا مهيره وربنا يطمنى عليكى علشان انا من غيرك ممكن اموت
لتضع يدها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بلوم
– بالله عليك بلاش السيره دى … ربنا يخليك ليا
ليضمها من جديد بحنان و هو يدعوا الله سرا ان يطمئنه عليها و ان يبقيها له سالمه
•••••••••••••••••••••••••••••••
يجلس امام الحج راضى منكس الراس و يضعها بين كفيه بهم لا يعلم بماذا اذنب و اخطاء ليعاقبه الله ذلك العقاب الكبير ابنتيه الاثنان على حافه الهاويه خطر محدق يحاوط شمس و بيده يضع ليل فالخطر ذاته
ماذا عليه ان يفعل .. ماذا بيده لم يجد سوا الحج راضى يأتى اليه فلقد افتقده طوال تلك المده الذى سافرها لاداء العمره الذى اصر ايمن على اهدائها له
فما قام به الحج راضى لاسرته كبير و لا يقدر بثمن و لا يستطيع مكافئته عليه ففعل ما كان يود فعله مع امه رحمها الله و لم يسعفه الوقت و لا مرضها
ظل الحج راضى صامت تماما يترك له كل الوقت الذى يحتاجه فلقد شعر ان هناك امر جلل قد حدث حين فتح الباب و وجده يقف امامه بتلك الحاله المزريه فيبدوا انه كان يسير لفتره طويله و يبدوا على ملامحه الحزن و الهم الشديد
رفع ايمن راسه ينظر الى الحج راضى بعيون شديده الحمره و دموع تتلئلىء بداخلها و بدء فى قص كل ما حدث طوال تلك المده و ما طلبه الطبيب
و كان الحج راضى يستمع لكلماته بتركيز شديد حتى انتهى ايمن من قول كل شىء ليبتسم الحج راضى ابتسامته الطيبه التى تريح النفس و تزرع فى القلب الاطمئنان و قال
– انت خايف ليه …. بنتك زرعتك و تربيه ايدك انت طيب و من اصل طيب و امها كمان شافت معاك كل شىء حلو و طيب بنتك نبته طيبه مش نبته شيطانى و لو شيطانها ركبها شويه مش معناه انها ضلت و ضاعت
كان يستمع لكلمات الحج راضى التى تفتح امامه ابواب الامل و التفائل ليربت الحج راضى على قدم ايمن و هو يقول
– و انا بكره جاى ازور احفادى و معايا ليهم هديه حلوه اووووى و قريب ان شاء الله هتطمن عليهم
كان ايمن ينظر الى الحج راضى بابتسامه صغيره ثم وقف على قدميه و اقترب منه و جثى على ركبتيه امامه و قال بصدق
– شكرا لحضرتك بجد انا برتاح جدا فى الكلام معاك انت بروحك الهاديه و نفسك الراضيه و ايمانك القوى بربنا بيخلينى احس ديما ان فى ايدك حل كل مشاكلى من ساعه ما ربنا بعتلك لينا علشان تنقذ ملك من الموت و جعلك سبب فى رجوعها لينا تسمحلى من فضلك اقولك يا بابا
كانت عيون الحج راضى تدمع و هو يستمع لكلمات ايمن حتى قال له بابا و هنا تدحرجت تلك الدمعه من عينيه لتسقط على وجنته ليربت على كتف ايمن و قال بسعاده يشوبها بعض الحزن و الحنين لحياه كانت تملئها السعاده و الفرحه مع زوجته و اولاده
– ربنا يكرمك يا ابنى فى بناتك و يبارك فى عمر مراتك و عمرك …. شرف ليا يكون ليا ابن زيك
لينحنى ايمن يقبل يد الحج راضى باحترام و داعب هو خصلات شعر ايمن بحركه ابويه محببه جعلت الاخير يبتسم براحه .
•••••••••••••••••••••••••••••
طرقات على باب بيته اقلقته من غفوته التى لم تدوم طويلًا فهو منذ تلك القضيه و النوم يجافيه كلما اغمض عينيه يصور له عقله مشاهد كثيره لمواقف كثيره مختلفه تعرضت لها نور فى حياتها مع شخص كعمها و يشعر وقتها بنار تحرقه تجعله يود ان يذهب لقبر ذلك القذر و يشعل به النار او لو كان بيده لاعاده للحياه و قتله من جديد و يمحى كل ذاكره نور و يعيدها طفله صغيره سعيده و شابه مرحه
فتح عينيه و غادر السرير بأرهاق متوجها الى الباب و فتحه ليجد طارق يقف امامه بابتسامه واسعه و هو يقول
– عندى خبر هيفرحك جدا جدا يا باشا
ليرفع أدهم حاجبه بغيظ و هو يقول
– و الخبر المفرح ده مكنش يستنى للصبح
ليلوى طارق فمه و هو يقول
– لما تعرف اللى عندى هتلوم نفسك على الكلام ده صدقنى هتندم
عاد أدهم الى الداخل دون ان يرد على كلمات طارق و دخل طارق خلفه و اغلق الباب جلس أدهم على الاريكه الكبيره باسترخاء و جلس طارق على الكرسى المجاور له و هو يقول
– النائب العام امر بفتح التحقيق فى كل بلاوى اشرف
ليعتدل أدهم جالسا ليضحك طارق و هو يكمل كلماته
– و بكره هجيب امها بقا و كل الناس اللى عملت عليهم تحريات و جبت ارارهم
– انت بتتكلم جد …. يعنى الشبكه دى كلها هتقع
قالها أدهم بسعاده يشوبها عدم تصدق ليهز طارق راسه بنعم ثم قال
– طبعا يا باشا انا مش اى حد بردوا
ليرفع أدهم حاجبه بتحذير ليكمل طارق ببعض التوتر
– و طبعا كله بتوجيهاتك يا باشا
ليعود أدهم و يجلس من جديد باسترخاء و على وجهه ابتسامه انتصار و بعض الراحه فقد حان موعد الانتقام من كل من تسبب فى أذى نور من قريب او بعيد و بداخله احساس انه ينتصر اخيرا لصديقه
••••••••••••••••••••••••••••••
فى صباح اليوم التالى كان يقف امامها ينظر اليها بغضب شديد و ضيق انه لا يصدق انها قد وافقت على كلمات دكتور رحيم و انها على استعداد لتعريض نفسها للخطر من اجل شمس … شمس التى لم تتهاون عن اذيتها بشتى الطرق و ترجم كل ذلك فى سؤال مستنكر
– ازاى تقبلى بكده يا ليل ازاى انتِ ناسيه شمس عملت فيكى ايه
– بس اختها فى الاول و الاخر نصها التانى ابوهم رباهم من الحلال و لازم يكونوا نبته طيبه و يقفوا جمب بعض فى وقت الشده حتى لو كانوا قبل كده مقطعين بعض
التفت الاثنان لمصدر الصوت لتبتسم ليل و هى تركض اليه تضمه بقوه وهى تقول
– وحشتنى اوووى يا جدو
كان جواد ينظر الى الحج راضى باندهاش وكان هو ينظر اليه بابتسامته الطيبه و هو يربت على شعر ليل بيد و باليد الاخرى يحمل اكياس كثيره
ابتعدت ليل عن حضن الحج راضى و نظرت الى جواد و قالت بابتسامه واسعه
– ده جدو راضى
ثم نظرت الى الحج راضى وكادت ان تقول شىء حين قاطعها الحج راضى قائلا
– ده طبعا جواد
اقترب جواد منهم و مد يديه يرحب بالحج راضى و هو يقول
– ازى حضرتك حمد الله على السلامه
ليبتسم الحج راضى بسماحه و قال
– الله يسلمك …. انا عارف يا ابنى انك خايف على ليل بس اوعى فى يوم تكون سبب انك تقسى الاختين على بعض صحيح شمس غلطت لكن هتفضل نصها التانى مهما حصل فاهمنى يا ابنى
– انا فاهم حضرتك و معاك فى كل كلامك لكن شمس مش بتفكر بنفس الطريقه و مش شايفه حد غير نفسها يبقا ليه ليل تتعرض للخطر علشانها
قالها جواد بغضب محب يخشى على حبيبته من خطر لا يعرفه و لا يتخيله ليبتسم الحج راضى بهدوء و قال
– انا فاهم غضبك بس انت لو فعلا بتحب ليل لازم تدعمها و تقف جمبها و تساعدها فى حل الموضوع اللى اكيد تاعبها و لا ايه
لينكس جواد راسه ليكمل الحج راضى قائلا
– انت راجل بجد يا جواد و انا فخور بيك
لتبتسم ليل و هى تضم نفسها لاحضان الحج راضى بأمان ليربت على كتفها و هو يقول
– جايبلك هديه من بيت الله الحرام
لتبتعدت عن حضنه و هى تنظر اليه بسعاده ليمد يديه بحقيبتها لتخرج ما بها لتجده المصحف الشريف و اسفله اسدال للصلاه و سجاده صلاه من نفس اللون لتبتسم بسعاده و هى تضمهم الى صدرها ليقول الحج راضى بهدوء و بطريقه ذات مغزى
– قربى من ربنا يا بنتى و هو هيحميكى و يفرحك و يسعدك
ليبتسم جواد بسعاده من كلمات الحج راضى و نظرت ليل الحج راضى بنظره امتنان و راحه
••••••••••••••••••••
لم يختلف لقاء شمس للحج راضى عن لقاء ليل حين راته ركضت اليه و القت بنفسها بين احضانه و كأن امان العالم بين يديه و ظلت بين ذراعيه صامته دون حراك و ظل هو يضمها بحنان و دون تذمر حتى مرت اكثر من عشر دقائق ليربت على ظهرها و هو يقول بحنان
– طمنينى عليكى يا بنتى
رفعت راسها عن صدره و هى تقول بهدوء
– كويسه
– قولى الحمد لله
قالها بلوم لتردد خلفه بدون صوت ثم توجهت الى السرير و جلست بصمت فذهب خلفها و جلس بجانبها و هو يقول بهدوء
– انتِ عارفه ان انا كنت بعمل عمره
هزت راسها بنعم ليكمل هو
– و جبتلك هديه من هناك و يارب تعجبك
نظرت اليه بأهتمام ليضع امامها ذلك الكيس الكبير لتمد يدها بتردد لتجد تلك الاشياء الجميله الذى احضرها لها كما احضر لليل و لكنها رفعت راسها تنظر اليه باندهاش وحيره ليقول
– عجبوكى
ظلت صامته لعده ثوان ثم قالت
– ليه ؟!
– ليه ايه ؟
ردد خلفها باندهاش لتنظر الى الاغراض من جديد و قالت
– هيفيدونى بآيه
ليقطب جبينه برفض لكلماتها لتقول موضحه
– انا طبعا مش بتكلم عن المصحف بس بتكلم عن باقى الحاجات
ظل الحج راضى صامت لعده ثوانى دون ان تختفى ابتسامته المحبه و قال بهدوء
– انا جيبلك هديه و علاج فى نفس الوقت …. تعرفى يا شمس انا مراتى ماتت و بعدها اتنين من ولادى و بعدهم الثلاثه الباقين بكيت و حزنت لكن عمرى مفكرت اقول ليه انا ليه حصل معايا كل ده كنت اتوضى و اقف بين ايدين ربنا ابكى و ادعى بالصبر و ان ميكونش كل اللى بيحصلى ده غضب من ربنا عليا بسجد و ادعى ربنا بدموعي انه يجمعنى بيهم فى الجنه
صمت لثوان و كانت هى تتابع كل حركه من يديه كل تعبير يرتسم على وجهه رغم كل ما عانا منه هو راضى و صامت و متمسك بأيمانه
اكمل هو بنفس الابتسامه
– قربى من ربنا يا بنتى …. شيطانا بيدخلنا من الحاجات الصغيره خلى حب ربنا فى قلبك كبير هتبقى عايزه تعملى كل اللى يرضيه من رضا ابوكى و امك عليكى و حب الناس قربى من ربنا و صدقينى هترتاحى
ظلت صامته دون ان تجيب على كلماته و لكن عينيها انخفضت تنظر الى سجاده الصلاه و الاسدال و دون شعور منها وجدت يديها تتحسس ملمسهم الناعم ليغادر الحج راضى الغرفه ليجد ايمن يقف هناك بتوتر و قلق ليبتسم بثقه و قال
– نفذ كلام الدكتور يا ايمن … و ربنا الشافى المعافى
و غادر دون كلمه اخرى لينظر ايمن الى باب غرفه ابنته بحنين و وضع يديه عليه و هو يدعوا الله ان تعود اليه ابنته تملىء حياته بابتسامتها و مرحها
•••••••••••••••••••••••••••••
مر اليوم و لم يحضر ظلت طوال النهار واقفه امام النافذه تنتظره و لكنه لم يأتى
حتى حين عاد اليها فهمى باخبار الجلسه لم تهتم و لم تستطع النوم مساء رغم انها تمددت على السرير لكن عيونها ظلت مفتوحه تنظر الى النافذه تتنتظر ان يأتى اليها و لكنه لم يأتى
و ها هو يوم جديد غادرت سريرها و هى تشعر بالضيق و وقفت امام النافذه المغلقه لا تريد فتحها لا تريد ان تصدم بعدم وجوده و لكنها لا تستطيع الا انتظاره مدت يدها و فتحت النافذه ببطىء ليشرق عليها وجهه المبتسم كعادته ينظر اليها تلك النظره التى يملئها السعاده و الفرح و التفائل ثم قال بصوته الذى اسر قلبها منذ اللحظه الاول
– وحشتك مش كده ؟
لتقطب جبينها بضيق و هى تقول
– ليه ان شاء الله انت مين اصلا علشان توحشنى
– سراااج
قالها بنفس طريقته الاستعراضيه مع حركه يديه لتلوى نور فمها كالاطفال و قالت
— توم كروز يعنى ال سراااج حصلنا الرعب
ليقفز فجأه و جلس على حافة النافذة و هو يقول
– ايه ده ده القمر زعلان مني بقى
لتنظر الى الجهة الاخرى دون ان تجيبه ليقول هو ببرود
– معلش اصل هما عملولي جلسه كهربا و بعد الجلسه بفضل يوم كامل نايم
لتنظر اليه باندهاش و صدمه و قالت
– كهربا ليه ؟!
صمت هو لثوان ثم قال بسخرية
– عايزانى اخف من اية معرفش
خيم الصمت لعده ثوان ثم اكمل هو قائلا
– اوعى تقولى لحد انك بتتكلمى معايا لحس يعملوا ليكى كمان جلسات كهربا و انتِ صغيره كده و ضعيفه و مش هتستحمليها
ظهر الخوف على وجه نور ليبتسم سراج بخفه و هو يقول بثقة لا تعلم من اين اتى بها
– ما تخافيش كده …. اصلا لسه بدرى على الموضوع ده انتِ لسه مصدرش عليكى حكم و ممكن تخرجى من هنا بس لو خرجتى انا هزعل اوووى لانى هرجع لوحدى من جديد
ابتسمت نور بسعاده و قالت
– متزعلش حتى لو خرجت هبقا اجي ازورك
ظل سراج صامت لبعض الوقت ثم قال
– ماشي …. سيبك بقا من الكلام ده و قوليلي هتعملي ايه لما تخرجي من هنا
استندت نور بذراعيها على حافة النافذة و قالت بعد تفكير
– مش عارفة … تعرف انا حاسه انى مش عايزة اخرج من هنا هخرج لمين انا اصلا عايزة اروح لبابا و ضياء هناك هكون مبسوطه و معاهم اكيد مش هشوف الشيطان صح
نظر اليها سراج لثوان قليله ثم قال
– طبعا الشياطين فى الدنيا بس
هزت راسها بنعم ثم خيم الصمت عليهم كانت هى تنظر اليه من وقت لاخر لتجده ينظر اليها مع تلك الابتسامه الرائعة
فتنظر الى الحديقة مرة اخرى فيعود لينظر هو اليها ليجدها ترفع عيونها اليه فيغمز لها فتضحك فكم هى سعيدة الان
•••••••••••••••••••••••••
كان يجلس فى مكتبه يشعر بالضيق لا يستطيع التركيز فى اى شىء
رغم تحسن حالته النفسية بعض شىء و خاصة بعد جلسته مع اكرم الذى سمح له بالمرور عليه فى نفس اليوم اراح راسه على الكرسى و هو يتذكر ما حدث حين ذهب اليه
جلس امامه صامت لبعض الوقت لم يقطع اكرم ذلك الصمت فى عاده له لا و لم و لن تتغير
و ظل صهيب صامت ينظر اليه يود لو يفتح معه الحديث حتى يخرج ما بصدره
و حين وصل صهيب لقمة الملل قال بنفاذ صبر
– هو انا جايلك علشان تسمعنى سكاتك
– لا … بس تقريبا انت اللى جاى تسمعنى سكاتك لان المفروض ان حضرتك اللى جاى علشان تتكلم مش انا
قالها اكرم بنفاذ صبر و بعض الضيق ليلوى صهيب فمه و هو يقول
– انا مش عارف نفسى محتار عامل زى اللى مضروب على دماغه و فاقد التركيز مش عارف انا ايه و مين و فين و ليه …. قلبى واجعنى على نور لكن كمان عايز اشوف بلسم
– بلسم
قاطعه اكرم مردد الاسم باندهاش لينظر اليه صهيب لعده ثوان ثم بدء فى قص كل ما حدث و كل ما يشعر به و رغبته فى النظر الى عينيها ملامحها رغم بعدها التام عن ملامح نور الا انه يشعر بأنها هى … اخبره عن رغبته فى معرفة كل ما يخصها و متابعتها احيانا من بعيد
و حين انتهى قال باندهاش يصاحبه به الضيق
– انا حبيت نور اكيد و الا ايه الالم القوى اللى حسيت بيه بعد اللى حصل … ليه خايف و متردد ليه بحس انى بشتاق ليها و لوجودها فى حياتى مشتاق لصوتها هيئتها لطريقتها الهجومية
صمت لعدة ثوان اخذ فيها نفس عميق ثم اكمل قائلا
– بس ساعه ما شفت بلسم حسيت بالهدوء بالراحه قربها منى بيحسسنى ان اى الم جوه قلبى اختفى ان روحى هادية و صافية انى قادر اتنفس من غير ما احس بوجع ضلوعى … انا مش عارف و لا فاهم حاجة
غادر اكرم كرسيه و توجه الى مكان جلوس صهيب و جلس امامه و ابتسم ابتسامة صغيرة ثم قال
– انا قولتلك قبل كده ان نور مكنتش شيفاك حبيب نور اصلا مش عارفة و لا قادرة تحب لان اختيار الحب فى حياتها محذوف من قاموس كلماتها
صمت لعده ثوان ثم اكمل
– و دلوقتى بقولك انت كمان ما حبتش نور انت شاب كنت قافل على نفسك فكرة الارتباط و الحب شايلها من حساباتك و لما نور ظهرت انت لقيت نفسك محتاج تحميها محتاج تكون بطل و البطل ديما لازم يتجوز و يحب البطلة بس ده فى الحواديت لكن فى الواقع ده مش شرط كمان
كان صهيب يستمع اليه بتركيز شديد رغم رفضه لبعض الكلمات التى للاسف لمست وترا لم ينتبه اليه صهيب من قبل و لكنه لم يعلق الان يود ان يستمع لتفسير اكرم كاملا
– انا كمان حسيت بنوع من الاهتمام بنور و حكايتها و من جوايا كنت بتمنى احميها من كل اللى مرت بيه الاستاذ عزيز كمان حس نفس الاحساس و كيل النيابه أدهم الالفى كمان حس نفس الاحساس و الا ما كنتش مرافعته تكون لصالحها …. يمكن موصلناش لنفس المرحلة اللى انت وصلتلها و ده سببه ان اول راجل نور تثق فيه هو انت ….. انت عيشت معاها كل المراحل اللى كنا احنى اجزاء منها
و قف اكرم ليعود خلف مكتبه من جديد و هو يقول
– انت محبتش نور يا صهيب انت بس حبيت تعيش دور الهيرو اللى هينقذ حبيبته من الاشرار و بعدين يتجوزوا و يعيشوا فى سعادة و هنا … بس الواقع لا انت كنت البطل و لا هى بطلة حكايتك
عاد من افكاره على طرقات على باب مكتبه ثم دخول السكرتيرة و معها بعض الاوراق تحتاج الى توقيع و لكنه اجل كل شىء و قال لها بأمر
– ناديلى الانسة بلسم عبد الرحمن حسين من قسم المحاسبة فورا
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)