رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير توفيق
رواية لا تثقي بالرجال البارت الثاني
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثاني

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الثانية
– أية بقى الموضوع اللي هتاخدي رآيي فيه؟
قالها وهو بيقفل الباب ورا لينا وشارف، مبينساش..
بصتله بقلة حيلة، وهي بتقرب من كارميل تشيلها تطلع بيها لأوضتها وهو وراها
– استنى أشوف الأولاد وأقولك
فضل يلف وراها من مكان لمكان وهي بتتحرك، مليان فضول
لحد ما وصلوا لأوضتهم أخيرًا- هـا بقى؟
– بفكر أرجع أشتغل تاني
رفع حواجبه بإدراك – اه بس.. مش كارميل لسة صغيرة؟
– هاخدها معايا.. مش هينفع؟
فكر فيها قبل ما يهز راسه بموافقة- لية لا..
بصتله بدهشـة، أسرع موافقة جتلها في حياتها منه
كمل- بس هتيجي الفرع اللي أنا فيه، هناك في نقص مهندسين وهحتاجك..
هزت راسها بإدراك، فهمت سر موافقته، هتكون تحت عينه
– أوك حلو اوي، هبدأ أظبط الدنيا وأستعد وهعرفك هرجع أمتى
– هخليهم يجهزولك المكتب
– بخصوص عيد ميلاد سيف، هنعمله هنا ولا في القصر؟
– زم شفايفه بتفكير قبل ما يقول- بفكر نعمله في الفندق بتاعنا، يومها هيكون عندي إجتماع مهم مع وفد صيني، فبدل ما أبقى مشغول البال ومعرفش أبقى معاكم في التحضيرات، تكون هناك كل حاجة تحت عيني
– فكرة مش وحشة برضوا ومنها تغيير، أوك مفيش مانع
لمع المكر في عينه و- خلصنا؟
بصتله بدهشـة من تحوله و- خلصنا أية؟
– كلام عن كل اللي حوالينا، خلينا فينا بقى..
قالها وهو بيقرب ويبتسم..
*****
– وحشني إننا ننزل نلفف المولات سـوا ونشوف أحدث صيحات الموضة، شوفي دلوقتي بنعمل أية
قالت لينا كلامها بتذمر وهي بترفع إيد فيها ألعاب وإيد فيها هدوم أطفال
ضحكت كاميليا عليها وهي ماشية وبتجر عربية أطفال فيها كارميل وعلي ابن لينا
إتنهدت لينا مكملة- أحيانًا بقول حياتي لو ممشتش في السكة دي، كانت هتروح بيـا على فين
بصتلها كاميليا بصمت مستنية تكمل
– لو شارف مدنيش فرصة حقيقية، لو أنا متمسكتش بيـه.. لو..
بصتلها وعيونها فيها كلام ميتقلش، وميتفهمش..
– الخوف اللي جواكِ من كلمة ‘ لـو ‘ هيضيعك يالينا، أول مرة أشوف حد معيش نفسه في دوامة حرمان من نعمة هو عايش فيها فعلًا، حياة ليها روح يالينا، مش دا اللي دايمًا عايزاه؟ تكوني وسط عيلة وونـس وأهل؟ تلاقي إهتمام؟ شوفي لما تكوني أنتِ مركز الإهتمام
بصت بحنان لعلي اللي بيلاعب كارميل و- أنتِ أهم حد في حياة ابنك وابوه، دا مش كافي؟
– أكتر من كافي.. أمتى بقيتِ عاقلة كدا؟
هزت كاميليا كتفها بعدم معرفة، قبل ما تقول- عمومًا أنا فاهمة حالاتك دي، بتحصلي كتير، معرفش لية كل ما الواحد يغير روتين حياته، أو يخرج يتفسح يومين بيرجع يدخل في المود دا والأفكار الغريبة دي بتصدعه
– طمنتيني إني مش لوحدي..
وإن دا عادي
قالتها وهي بتبص قدامها بنظرة شاردة، تتمنى تكون مشاعر سلبية جاية بعد لحظات فرح، حسد من الناس لما شافت صورهم،
ميكونش أكتر من كدا
إنها رجعت تفتح في أبواب.. كانت مقفولة
أو هي بتحاول تقنع نفسها إنها مقفولة
– كاران بيرن لحظة هرد
قالتها وهي بتبعد، بصت لينا لضهرها وهـي بتحاول تستوعب حب كاران الغير عادي لكاميليا، اللي هي متوقعتش إنه يكون بالعمق دا، إنه متخفتش ناره ولا يمل لحظة
بيزيد وبجنون وبس
هـي خلال كل سنين معرفتها بكاران، متوقعتش إنه هيحب كدا
عند كاميليا..
– خلصنا خلاص، سايبين سيف في الكيدز إريا، هنروح نجيبه ونشرب قهوة وهروح
– الساعة داخلة على خمسة العصر ياكامي، اتأخرتوا أوي، دا أنا خلصت شغل، خليكم في المول وهعدي أخدكم في طريقي
– أوك هنستناك
قفلت معاه ولفت لقيت لينا في وشها
– كاران جاي؟
– آه قريب من هنا وخلص شغل، تعالي نستناه في الكافتريا
نفت براسها و- لا أنا همشي اتأخرت أوي وشارف كمان رن، سلميلي عليه
قالتها وهي بتاخد علي من العربية وتاخد حاجاتها وتمشي، مش مديه فرصة لكاميليا إنها تتكلم
زمـت كاميليا شفايفها بحيرة قبل ما تاخد كارميل وتنزل
– تعالي ياكوكي نشوف سيفو بيعمل أية
بعد شوية في مطعم في المول، قاعدين سـوا، كاران شايل كارميل في حضنه وقدامه كاميليا وسيف
بدأت كارميل تزمزء وتضايق، بص لكاميليا و- كارميل جاعت عاملة حسابك ولا هنتفضح؟
ضحكت وهي بتطلع أكلها من الشنطة- لا عاملة متقلقش
خطفه منها لما زاد ضيق كارميل وبدأ يأكلها فورًا و- هاتي بسرعة.. بنتك دي مبتسترش لما بتوجع
– لما تعيط بس تبقى بنتي، غير كدا حبيبة بابي.. روح بابي
باس كاران خد كارميل و- كارميل في كل حالاتها روح بابي
نطف سيف بزعل- وأنا؟
باسته كاميليا بعمق و- روح قلب مامي طبعًا
إتعلقت عيون كاران عليهم للحظة ببسمة قبل ما يطلع الفون فجأة و- لا دا إحنا نوثق اللحظة بقى
تأففت كاميليا ولسـة كاران هيبرر نطقت- عارفة عارفة، الصور لما بتشوفها بتفكرك بالذكرى وبتعيشك اللحظة تاني، هات الفون أصور..
عدلت قعدتها علشان تظهر وسيف ضماه لحضنها ووراها قاعد كاران شايل كارميل وهي بتبص لأكلها اللي محطوط على الترابيزة بعيون جاحظة.. محبة.. ومش شاغلها حاجة غيرها
– خلصنا.. يلا بقى؟
شال كاران المعلقة من بوق كارميل فزمزءت بضيق، رجع أكلها بسرعة و- استني كارميل لسة مخلصتش، إفلاس عيلتنا هيكون على إيديها
ضحكت كامي و- جدها مديها تصريح تعمل اللي هـي عايزاه
كارميل مكانتش روح أبوها بس، ليها مكانة غالية ولطيفة جدًا عند جدها وادي باشا، اللي بيعاملها كأميرة
زي ما أتعودوا يعاملوا ستات عيلتهم، ولأن كارميل هي أول طفلة وحفيدة وابنة حقيقية لوادي وابنه.. دلعها غير.. وحبهم ليها غير
خلص اليوم وكاران منساش ينزل الصورة بكابشن
‘ الجميع ينظر لـ ليلاه ‘
كارميل لأكلها، سيف للعبته الجديدة، وكاران لكاميليا، وكاميليا لأسرتها كلها..
وكالعادة موجة من التعليقات كانت في إنتظارهم.
‘ العلاقة دي أنا كنت أكتر وحدة ضدها لكن دلوقتي بموت فيهم
العيال بتنور
مش قادرة أتخيل أن كاران اللي كنا بنتابعه وهو مراهق في ثانوي بقى أب ومسئول وبتاع
بنتهم سكرة بجد، بصوا بتبص للأكل أزاي، كل صورهم وهي في عالم تاني
كاميليا دي تحفة فنية يابخت كاران بيها..
ما زلت عند رآيي العلاقة دي توكسيك ومش هتكمل
ياترى حياتهم ورا الشاشة زي قدام الشاشة؟
محظوظ كاران.. مال ومعاه، نفوذ ومعاه.. أجمل سـت في الدنيا وخدها، ناقص أية مش معاه؟ ياميلة بختنا ‘
إتنهدت وهي بتقفل الفون و- مش قولتلك نبطل بقى؟ كفاية..
هز كتفه و- في ناس كانت بتابعني من زمان، كانوا قليلين، أنا بعتبرهم أهلي، بنزل علشانهم، بحس بيهمهم أخباري فعلًا.. وإنهم يطمنوا عليا
وبعدين.. يعني دي مجرد صور متكبريش الموضوع
– براحتك
وقف وراها عند التسريحة، قاعدة على كرسي وشعرها مفرود، لسة هتمسك الفرشة مسكها هو يسرحلها
– كامي.. عايز أخطفك
بصتله بتحذير و- كاران لا أوعى تفكر حتى، أنا مش مستعدة حاليًا لأي حاجة غير إني أرجع حياتي زي الأول قبل كارميل وأرجع لشغلي
زم شفايفه و- يومين.. بعد عيد ميلاد سيف نسافر سـوا يومين وأول ما نرجع هتلاقي مكتبك جاهز وكل حاجة
وبصي..
حاول يغريها.. عارف إنها رغم حبها ليه، وجوده معها أحيانًا بيعملها ضغط، بيحطها تحت التلسكوب، بتحس نفسها محسوب عليها.. عيونه مش سيباها
فـ- هديكِ الحرية إنك تختاري تحبي تشتغلي معايا ولا في أي فرع من فروع الشركة
خدمة مقابل خدمة، هيقدمها دلوقتي ويقدر يسحبها بعدين
يفاوض في حاجة جديدة
هي دي الحياة، وهي دي أصول اللعبة، قدم السبت علشان تلاقي الحد
عضت على شفايفها بتفكير قبل ما تهز راسها بأوك..
ساب الفرشة وبحماس- هروح أكلمهم يرتبوا الدنيا بقى
سابها ومشى وهي بتبص ليه وهو بيختفي بدهشـة
كاران بيقدملها كل حاجة
وهي بحاجة وحدة بس بتحسسه إنها بتقدمله العالم وما فيه
إنها تكون معاه.. ويـاه.. وبس
دا كل اللي طالبه منها كاران
*****
جـه يوم عيد الميلاد، أخد كاران ليهم سويت علشان يجهزوا فيه ويقضوا فيه اليوم،
دخلها هي والأولاد وحاجاتهم الجناح و- أنا هنزل دلوقتي علشان عندي شغل، المسئول عن تنظيم الحفلة هيجيلك ياخد منك كل التعليمات، وعلى أربعة في ناس هتيجي تساعدك وتجهز الأولاد معاكي، وأنا هتابع معاكي بالتليفون ولو عندي وقت فاضي هطلع أشوفكم كل شوية..
قرب يبوسها من خدها- يلا باي
مال يبوس كارميل اللي شيلاها و- باي يابابا
ضمت كارميل شفايفها تحاول تقلده فضحك وهو بيبوسها مرة في مرة، سرح وخدها من إيد كاميليا
بعد لحظات بصلها و- بصي أنا هاخدها معايا تحت ولما الفوج يجي هبعتها مع حد ليكِ.. يلا ياكارميلا
خدها ومشى وكاميليا بتبصلهم ببسمة خفيفة قبل ما تبص لسيف اللي نايم بحنان
عمرها ما توقعت إنها هتكون أم، ولا إنها بتملك النوع دا من المشاعر والعاطفة، ولا أنها هتكون مسئولة كدا
هـي كاميليا اللي بيضيق خلقها بقى أوسع من البحر مع أولادها
القاسـية اللي بتعرف تبعد وقت ما تعوز، متقدرش تاخد موقف ولو لثوانٍ معاهن
مبتقدرش تقول لا وهي اللي ياما نطقتها
يطلب سيف وهي تحقق، تتمنى كارميلا وهي تنفذ
هي الجاهلة في قراءة مشاعر الغير
عندها القدرة إنها تفهمهم من نظرة عين، الأمومة عندها طاغية..
طلعلها المسئول طلبت كل اللي عايزاه وبدأوا بالتنفيذ فورًا، في نص اليوم رجعتلها كارميل وهي نعسانة، إتصل بيها كاران مرتين قبل ما ينشغل بالفعل في شغله
على أربعة بدأت تجهز وعلى خمسة جـت لينا..
– اية الشنطة دي؟ هتجهزي هنا؟ بس شيفاكي جاهزة!
– لا دا أنا هطلع من هنا على ماما، راجعة من السفر ووحشاني أوي فشارف أتبرع إنه يسيبني أقعد عندها يومين استجم، لا ومضحي وهياخد علي كمان
– الله يسهله.. عايزة الفاصل دا زيـك
– كامي ياحبيبي أنتِ متعرفيش تعمليها، أمومتك غير أمومتي أنا بحتاج أشحنها بعيد عنهم أنتي بتشحنيها بأولادك، غير أن شارف متفهم علاقتي بمامتي وما صدق إنها إتصلحت فبيسمحلي.. لكن كاران!
لا أظن إطلاقًا
– على رأيك.. سيبك وقوليلي أنهي فستان أحلى؟ أنا كنت جايبة البرجندي على أساس هو الأساس لكن في أخر لحظة لقيتني بسحب الأسود كمان
– لا البرجندي طبعًا هيكون تحفة عليكِ وعلى لون بشرتك
بعد ساعتين.. نزلت كاميليا القاعة وبدأوا المعازيم يجوا، أنضم ليها كاران علطول، محاوط وسطها بيتلقوا دعوات المعازيم لسيف وهدياهم بلطف
وسيف مع أصحابه، قرب منهم ناس فقال كاران- دا الفوج عزمتهم على عيد الميلاد بس متوقعتش إنهم يجوا
بصتلهم كاميليا تلت رجالة منهم صينين، وبنت باين عليها إنها أجنبية، عيدوا عليها بلغتهم ونطقت البنت بالعربي- كل سنة وابنكم طيب..
مـدت إيدها لكاميليا تسلم و- مدام كامي مبسوطة إني قدرت أتعرف على مرات كاران أخيرًا
بصتلها بعدم معرفة، ملامحها جديدة عليها لكنها بتتعامل وكإنها عشرة من زمان
– دي جوليا ياكامي، كانت ماسكة فرع الشركة في الصين ورجعت قريب، وهي بتكون مترجمة أساسية عندما بالإضافة للإدارة، بنستعين بيها كتير
هزت راسها بفهم وهي بتمـد إيدها تسلم و- معلش ياجوليا كاران جوزي دايمًا كدا بينسى يحكيلي عن الناس اللي مش مهمين.. في حياتنا الخاصة طبعًا
وإبتسمت نص بسمة ليها، هزت جوليا راسها قبل ما تمشي
بصت لكاران اللي بيبصلها برفعة حاجب وبسمة خفيفة
– مش مدايق؟
– لية؟
– إني أحرجت مترجمتك الإساسية واللي من غيرها الإدارة تبوظ
ضحك وبيمسكها من وسطها يمشي بيها ناحية تربيزتهم و- وأنا أمتى أدايقت لما غيرتي عليا؟
– أنا مغيرتش.. بس معجبنيش إنها تناديك كاران
– أومال تناديني أية؟
– مش عارفة بس متشلش الألقاب
– هقولها حاضر
– مش هتتحرج؟
– اللي تؤمر بيـه كامي، تحبي أطردها؟
لسـة هيرفع إيده يشاور لجوليا منعته- لا لا مش للدرجادي بس وقفها عند حدها
هز راسه بموافقة، وصلوا لترابيزتهم قاعدين أمه وأبوه بيلاعبوا كارميلا
بما إن سيف ملك اليوم إنهاردة وقاعد مع أصحابه
إنضموا ليهم وقضوا الوقت سـوا
خلص اليوم أخيرًا.. في ساحة الفندق، ودع كاران كاميليا والأولاد و- هحاول متأخرش هخلص الشغل وأحصلكم
بس..
رفع صباعه بإحتمال ضئيل و- ممكن أضطر أبات هنا، لو كدا وعد قبل سبعة الصبح هكون هناك ونطلع على المطار سـوا
إتنهدت كامي و- ماشي ياكاران سلام..
مال يبوسها هي وأولاده من جبينهم ووقف يودعهم والعربية بتمشي.. في إحساس غريب مداهمه..
مش فاهمه لكنه تجاهله وكمل طريقه، طلع مع جوليا..
ودعـت لينا شارف وعلي متأخر لأن علي شبط فيها شوية،
أبتسمت وهي بتشاورلهم بـسلام، قبل ما تبص لفوق و….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)