Uncategorized

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السابع 7 بقلم سارة بركات

 نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السابع 7 بقلم سارة بركات
نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السابع 7 بقلم سارة بركات

نوفيلا المغرورة والقروي الفصل السابع 7 بقلم سارة بركات

في شقة فخمة في مدينة القاهرة .. كان نايم على سريره ولكن كان واضح على ملامحه الإنزعاج لإنه بيحلم بكابوس …..
“عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور.”
كل إللي كان حواليه نظرات وضحكات الكل إللي موجودين في القاعة وفي نفس الوقت هو واقف بهدومه المتغرقة مياة .. ضحكاتهم مستمرة … حتى هي … بتضحك معاهم بسخرية … فتح عيونه العسلي بفزع وبيحاول ياخد نفسه لإنه بينهج كإنه كان بيجري لمسافات طويلة … بص حواليه لقى نفسه في أوضته والنهار طلع من بدري …. عقد حواجبه بإستفسار وبص لساعة موبايله الحديث .. برق بفزع لإنه إتأخر جدا على شغله … إتنفض من على سريره بسرعة وهو ماسك الموبايل وبيعمل مكالمة وبيقرب ناحية الدولاب .. وبعد عدة رنات …
يحيى بنعاس وهو بينهج:”أيوه يا درش.”
مصطفى بضيق:”إتأخرت ليه؟”
يحيى بنعاس وعدم تركيز:”يابني لسه صاحي .. بقولك، أنا شكلي كده هخلي التأخير ده إذن، بلغ المدير.”
مصطفى بإمتعاض:”إنت عبيط يابني؟؟ … إنت المدير.”
يحيى إستغرب الكلمة دي شوية …
مصطفى:”إنت ناسي إنك إترقيت إمبارح؟”
يحيى بإستيعاب مع إبتسامة كبيرة:”حيث إني بقيت المدير خلاص، إنت مخصوم منك 3 أيام.”
مصطفى بتأفف:”بطل هزارك البايخ ده … هتيجي إمتى؟”
يحيى بتنهيدة وهو بيبص لساعة موبايله:”شويه كده … لسه مافوقتش.”
مصطفى:”طيب مستنيك، إنجز بقا الله يسترك.”
يحيى:”حاضر .. حاضر ريلاكس يا درش في إيه؟”
مصطفى:”يا رب صبرني.”
يحيى قفل المكالمة وفتح دولابه وبدأ يجهز هدومه ودخل الحمام عشان ياخد شاور… بعد مرور فترة بسيطة … بعد ما خلص صلاة وقف قدام المراية وهو بيسرح شعرة إللي طول بنسبة بسيطة وبقا مظهرة جميل جدا ولابس بدلته السوداء المظبوطة على جسمه المليان بالعضلات نظرًا للتمارين الشاقة إللي كان بيمارسها السنين إللي فاتت دي كلها … وبعد ما خلص مسك موبايله وراح ناحية الكومودينو وأخد مفتاح عربيته وخرج من أوضته … نزل من على سلالم الشقة وإنتبه لصوت موجود في المطبخ … كانت واقفه مدياله ظهرها وبتحضر الفطار … قرب منها وهو بيتسحب بهدوء …
يحيى:”بخ.”
إتنفضت بفزع وبصتله .. 
سهير:” بسم الله الرحمن الرحيم، خضتني يا حبيبي.”
يحيى بضحكات عالية:”لسه ياما متعودتيش؟؟؟ لا عايزك تتعودي كده إني كل يوم بخضك.”
سهير وهي بتاخد نفس عميق:”الله يسامحك .. إنت رايح فين كده؟”
يحيى بلا مبالاة وهو بياخد تفاحة من التلاجة:”رايح الشغل.”
سهير بحيرة:”بس أنا لما كنت بصحيك بدري إنت جولتلي إنك أجازة.”
يحيى بضحك:”وإنتي لسه بتصدقي .. عادي وقت كسل.”
سهير إبتسمت بحزن وهي بتبص ليحيى إللي حياته إتقلبت 180درجة … أو بمعنى أصح شخصيته إللى إتغيرت بنسبة 180 درجة … 
يحيى وهو بيبص في ساعته:”هي فين ياسمين؟”
سهير بتنهيدة:”راحت كليتها عندها النهاردة عملي.”
يحيى همهم وهو بياكل التفاحة وقرب ناحية باب الشقة …
سهير بإستفسار وهي بتلحقه:”مش هتفطر يا حبيبي؟”
يحيى وهو بيبصلها:”هاكل في الشغل.”
يحيى كان لسه هيخرج من الشقة بس إفتكر إنه ناسي حاجة مهمة جدا بيبدأ بيها يومه .. رجع لمامته إللي بصتله بإستفسار …
يحيى بإبتسامة:”نسيت أهم حاجة في يومي.”
إبتسمت لما وطي وباس إيديها وبعدها إتعدل وباس راسها ..
يحيى بإبتسامة هادية:”إدعيلي يا أمي.”
سهير بحب:”ربنا يوجفلك في طريجك ولاد الحلال يا حبيبي.”
يحيى أمن على دعاها وخرج من الشقة وركب عربيته وإتحرك … أثناء ماهو بيسوق إنتبه على لموبايله إللي بيرن بإسم .. *هيام* … إبتسم إبتسامة جذابة وفتح المكالمة وهو بيسوق … سمع صوت رقيق جدا ..
هيام:”ألو.”
يحيى:”يا صباح الخير.”
هيام برقة:”إزيك يا يحيى؟ أخبارك إيه النهاردة؟”
يحيى:”أنا تمام أوي.”
هيام بإستفسار:”طب فاضي نتقابل النهاردة؟”
يحيى بمزاح:”يا سلام؟؟ وحتى لو مش فاضي ده أنا أفضيلك نفسي.”
هيام بضحكة خفيفة:”أوك .. هستناك بعد الشغل في الكافية إللي بنتقابل فيه علطول.”
يحيى:”أوك.”
قفلت المكالمة ويحيى ركز في السواقة … كانت واقفة في المطبخ في المطعم وبتتابع تحضير الأكل الخاص بالزباين .. جه طلب جديد وهي في المطبخ بصت للطلب ده وإدته لشيف معين نظرًا لإنه مختص بالطلب ده … دايمًا بتقضي يومها في المطعم على الحال ده .. سواء بإستقبال الزباين مع بنت صاحبة المطعم أو  في مساعدة الشيفات في الطبخ وإنها تتأكد إن كل حاجة كويسة ومظبوطة ده غير تشجيعها للعمال في المطعم بإبتسامة … 
؟؟:”نور.”
إنتبهت على زميلتها إللي بتنادي عليها ..
نور:”في إيه يا رحاب؟”
رحاب:”في زبون بره عنده مشكلة وطالب المسئول.”
نور بصتلها وهزت راسها بيأس ..
نور بإبتسامة:”تمام، روحي إنتي.”
رحاب خرجت من المطبخ ونور أخدت نفس عميق وخرجت من المطبخ … إنتبهت لشخص بيزعق في الجرسون … 
؟؟:”أنا طلبت بيتزا مش باستا.”
الجرسون:”أنا آسف جدا يا فندم .. إتلغبطت في الأوردر.”
؟؟:”أصرفها منين دي؟؟”
الجرسون كان لسه هيتكلم …
نور بهدوء للزبون وهي بتتدخل:”ممكن أعرف مشكلتك إيه يا فندم؟”
؟؟ بعصبية:”الأستاذ جايبلي أوردر غلط.”
نور بملامح خالية من أي تعبير:”وإيه المشكلة؟ شخص غلط، والغلط في الشغل وارد .. لكن إللي مش وارد إن حد بره الشغل يتعصب عليه؟”
؟؟:”أفندم؟؟؟ إنتي بتكلميني أنا؟”
نور بإبتسامة وبرود:”أنا معترفة إن الموظف غلط … لكن ده مش غلط يُجازى عليه .. الأوردر بتاع حضرتك هيوصل دلوقتي ومعاه هدية مننا كإعتذار، ده الحل إللي موجود عندنا لمشكلة حضرتك .. لكن إن حد يعلي صوته على موظفيني ده مش مقبول عندي أبدا.”
الزبون كان لسه هيتكلم .. الطلب بتاعه إتحط على الترابيزة بدل القديم ومعاه هدية إعتذار من المحل .. كانت عبارة عن red velvet cake … الراجل إندهش من التعامل المميز ده … وبص للبنت إللي واقفه قدامه وواثقة في نفسها .. حمحم بإحراج وقعد في مكانه ..
؟؟:”آسف.”
إبتسامتها كبرت وبصت للجرسون إللي وقع في المشكلة دي لقته إبتسم هو كمان .. 
نور بإبتسامة للزبون:”يشرفنا خدمتك يا فندم .. يوم سعيد.”
نور بصت للجرسون إللي كان أخطأ وشاورتله براسها إنه ييجي وراها .. وبالفعل مشي وراها ودخلوا على مكتب …
نور وهي بتبصله:”دي مش أول مرة تحصل المشكلة دي يا أحمد … أنا عديت كتير وصبري قرب ينفذ.”
أحمد بإحراج:”أنا آسف والله … بس أنا الفترة دي في كذا حاجة شغلاني ومش عارف أركز.”
نور بتفهم وهي بتبص في عيونه:”إحنا في شغل يا أحمد … حاول تفصل حياتك الشخصية عن شغلك عشان تعرف تركز.”
أحمد سكت وبص في الأرض بإحراج … نور إتنهدت تنهيدة بسيطة وربعت إيديها الإتنين وبصتله بتركيز كإنها بتفكر في حل ..
نور بتأفف وإستسلام:”أنا مش عارفة أنا إيه إللي جايبني هنا بجد؟؟ رحاب هي بنت المديرة مش أنا .. صبرني عليها يا رب.”
أحمد بضحكة وهو بيبصلها:”إنتي عارفة إن رحاب بتتكسف تتعامل … فدايما بتحطك في وش المدفع.”
نور بتنهيدة:”عموما مش ده موضوعنا .. ماتنساش إني المفروض أعاقبك برده على إستهتارك.”
أحمد بإبتسامة:”إستهتاري؟؟ مانتي قولتي للزبون بره إن ده مش غلط أتجازى عليه يا سيادة المديرة، ولا إيه؟”
نور ضيقت عيونها بضيق من كلامه ..
أحمد بإبتسامة:”إضحكي ماتكشريش كده، مش لايق عليكي التكشيرة دي أبدا.”
فضلت بصاله بضيق …أحمد كان لسه هيتكلم رحاب دخلت المكتب …
رحاب بحماس وهي بتقرب منها متجاهلة إللي بيبصلها بحب:”كنتي هايلة بره، بجد شابوه .. برافو حقيقي.”
نور بإبتسامة:”ميرسي.”
رحاب وهي مضيقة عيونها:”ميرسي بس؟؟ ده إحنا لازم نحتفل .. أحمد.”
أحمد بإنتباه:”نعم؟”
رحاب وهي بتبصله:”عايزين نقدم تارت هدية لنور .. *بصت لنور* … بس متقوليش لماما إني عملت كده أحسن تقول إني خربت بيتها.”
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهزت راسها بيأس ..
نور لأحمد متجاهلة رحاب:”يلا يا أحمد نرجع نشوف شغلنا.”
رحاب:”على فكرة بقا .. هقولها ماتعملكيش الأكلة إللي إنتي بتحبيها عشان تبقي تتجاهليني كويس.”
نور بضحك:”بعرف أطبخ على فكرة .. وبعدين طنط منار بتحبني مش هتسمع كلامك وهتعمل الأكل إللي أنا بحبه برده.”
رحاب كانت لسه هتتكلم ..
نور بإستيعاب:”الزباين .. إحنا ناسيين الزباين وعمالين نرغي .. يلا يا أحمد روح شوف شغلك.”
كانت لسه هتتحرك لقت أحمد واقف في مكانه بيبص لرحاب بهيام وسرحان، لفت بصت وراها عشان تبص لرحاب لقتها بتبصلها بغيظ وضيق ومش منتبهة لنظرات أحمد نهائيًا … إتنهدت تنهيدة بسيطة …
نور:”أحمد، عديني.”
أحمد فاق وإنتبه للي بيحصل، حمحم بإحراج وخرج من الأوضة ونور هزت راسها بيأس وخرجت من الأوضة … 
……………………………………
يحيى ركن عربيته ودخل الشركة إللي بيشتغل فيها .. إبتسم لكل زمايله في الشغل وفي نفس الوقت بيحاول يتجاهل كل العيون إللي عليه وفضل على الحال ده لحد ما طلع لمكتبه … دخل المكتب وقعد على الكرسي بإرتياح … وإتفاجئ بشخص طويل لابس بدله زيه بالظبط شعره أسود وعيونه سوداء بيدخل المكتب وراه وبيبصله بضيق …
مصطفى:”أنا مستنيك من الصبح ولسه فاكر تيجي دلوقتي؟”
يحيى بلامبالاة:”أعصابك يا درش .. إنت متضايق ليه؟”
مصطفى نفخ بضيق ورماله ملف على مكتبه..
مصطفى:”إمسك الملف ده .. رئيس مجلس الإدارة متضايق بسبب الموضوع ده .. يعني مش معقوله بعد ما إتفقنا مع الناس يلغوا إتفاقهم عشان في شركة تانية إدتلهم عرض أحسن.”
يحيى بثبات وبرود وهو بيبص في عيونه:”وإللي يحل الموضوع ده في ميتنج صغير؟؟”
مصطفى:”يا ريت الموضوع ده يتحل بسرعة بأي شكل من الأشكال يايحيى .. مش عايز كلمة تضايقني من أ/ لطفي.”
يحيى بإبتسامة وهو بيسند على الكرسي بهدوء:”ماتقلقش .. هيتحل روح شوف شغلك بقا.”
مصطفى:”إنت واثق كده ليه إنه هيتحل؟”
يحيى بإبتسامة:”لإن أنا عارف أنا هعمل إيه بالظبط، ماتشغلش بالك.”
مصطفى بإستسلام:”أتمنى.”
مصطفى كان لسه هيمشي رجع تاني ..
مصطفى بإستفسار:”هتطلب معانا غدا؟”
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:”غداء إيه؟؟ هو مش إحنا وقت الفطار؟؟”
مصطفى وهو معقد حواجبه وبيبص في الساعة:”الساعة 1 يا يحيى … ميعاد الغداء.”
يحيى إتنهد بضيق وبص لمصطفى ومتكلمش …
مصطفى بإستفسار:”ها؟؟ هتجيب معانا؟؟”
يحيى:”ماشي  .. هتجيبوا منين؟”
مصطفى:”في مطعم قريب من هنا بس مش أوي، إسمه “لحظة سعادة” … بيقولوا أكله جميل جدا ونضيف.”
يحيى سرح في إسم المطعم شويه ..
مصطفى:”إنت يابني.”
يحيى بإنتباه وهو بيبصله:”ماشي .. هجيب معاكم.”
مصطفى:”هتجيب إيه يعني؟”
يحيى:”إستنى هفتح ال Menu بتاعهم عندي.”
فتح اللابتوب بتاعه وبدأ يبحث عن المطعم وبعدها جاتله صور قائمة المأكولات بتاعتهم … عجبه كل الاصناف تقريبا وبعدها بص لمصطفى بحيرة …
مصطفى بإستفسار:”ها؟؟؟ إخترت إيه؟”
يحيى بتفكير:”خليني أجرب الباستا .. أشوف بيعملوها كويس ولا لا.”
مصطفى:”ماشي.”
يحيى مسك الملف وبدأ يقرأ فيه بتركيز  … مصطفى خرج من المكتب وراح لمكتبه عشان يطلب الأوردر، مسك موبايله وبدأ يرن … نور كانت واقفة في المطعم بتتابع الموظفين وشغلهم بس إنتبهم لما التليفون الأرضي الخاص بالمطعم رن .. عيونها جات على الموظفة إللي بتستقبل المكالمات ملقتهاش موجودة .. إتنهدت بتنهيدة بسيطة وراحت هى ردت على التليفون ..
نور برسمية:”أهلا بيك في مطعم لحظة سعادة … أتشرف بحضرتك يا فندم؟”
مصطفى بهدوء:”أنا مصطفى محمود كنت حابب أطلب أوردر.”
نور أخدت نوته وقلم من على المكتب … 
نور:”حضرتك أول مرة تطلبنا يا فندم؟”
مصطفى:”أيوه.”
نور:”ممكن الأوردر طيب؟”
بدأ يقول الأوردر وبعد ما خلص …
نور بإستفسار:”كده خلاص يا فندم كل حاجة؟”
مصطفى:”اه كده تمام.”
نور:”حضرتك مش عايز أي إضافات؟؟”
مصطفى بإبتسامة إعجابًا لصوتها:”لا شكرا.”
نور:”طب بما إن حضرتك أول مرة تشرفنا بإتصالك، ببلغ حضرتك إننا بنعمل جميع أنواع ال sweets  لو حضرتك حابب تطلب مننا، ده غير إن المطعم مفتوح للحجوزات الخاصة بالحفلات البسيطة  زي حفلات عيد الميلاد والخطوبة، عقبال حضرتك يعني.”
مصطفى بإبتسامة نظرا لإنها كويسه في الإعلان والتسويق:”شكرا ليكي .. كويس إنك بلغتيني عشان يوم أما أجي أخطب هعمله عندكم.”
نور بإبتسامة:”تنورنا يا فندم في أي وقت .. ممكن العنوان؟”
مصطفى إدالها العنوان بتاع الشركة …
نور بإبتسامة:”إن شاء الله الأوردرهيوصل في خلال .. *بصت لساعة إيديها* .. ساعة إلا ربع.”
مصطفى:”في إنتظاركم.”
نور بإبتسامة:”شكرا لإتصالك بمطعم لحظة سعادة.”
قفلت المكالمة وإنتبهت إن البنت المسئولة عن إستقبال المكالمات جات ..
نور بإستفسار:”كنتي فين؟”
؟؟:”سوري كنت في الحمام.”
نور:”أوك.”
راحت لجهة الشيفات …
نور:”الأوردر ده دليفري.”
شيف أخده وبدأ يجهزه  وهي رجعت تتابع الكل تاني ولما عيونها جات على الساعة ..
نور بفزع:”الساعة 1 وربع… بلال.”
راحت المكتب بتاعها بسرعة وأخدت شنطتها وعدلت هدومها وشكلها وخرجت من الأوضة وراحت ناحية رحاب ..
نور:”روبا.”
رحاب بإستفسار وهي بتبصلها:”إيه؟”
نور:”أنا هروح أخد بلال من المدرسة وهرجع تاني.”
رحاب:”أوك ماتتأخريش بس يا نور عشان مبعرفش أتصرف من غيرك.”
نور بضحكة خفيفة:”أوك.”
خرجت من المطعم ووقفت تستنى أوتوبيس لحد ما لقت أوتوبيس رايح في إتجاه المكان إللي هي رايحاه .. ركبت الأوتوبيس لقته زحمة وقفت وسندت على كرسي .. أثناء تحرك الأوتوبيس في الطريق عيونها جات على شاب واقف وبنت واقفه جنبه وهو بيحاوطها بإيده عشان ماحدش يخبط فيها .. إبتسمت بحزن لإنها إفتكرت ذكرى قديمة جدا .. إتنبهت لحد قام من مكانه والشاب إللي مع البنت شاورلها إنها تقعد على الكرسي وبالفعل قعدت وهو وقف عند الكرسي وبصلها وكملوا كلام .. بصت قدامها وحاولت ماتركزش معاهم ومثلت الجمود لكن أوقات كانت بتخطف نظرات ليهم ومتابعاهم وهما بيضحكوا مع بعض .. إللي أنقذها إن حد قام من على كرسي وهي كانت قريبة من الكرسي ده .. قعدت مكان الشخص ده فبالتالي مش هتعرف تبص للإتنين إللي وراها بمسافات … حطت إيدها على قلبها وغمضت عيونها بتحاول تتحكم في ضربات قلبها وبتقنع نفسها إن الأحاسيس دي من الماضي ووقتها خلاص إنتهى، مشاعر عاشتها في وقت مراهقة وخلاص كل حاجة خلصت، وعشان تشغل بالها عن التفكير الماضي بدأت تفكر في بلال أخوها الصغير إللي هو بالنسبالها كل حاجة في الحياة، إبتسمت إبتسامة جميلة لتذكرها أول يوم هي شالته بين إيديها .. من يومها وهي قررت إنها تضحي بالدنيا كلها عشانه، كان هو الشخص الوحيد إللي باقيلها وحافظت عليه ومخلتهوش محتاج حاجة .. إتنهدت بحزن بسبب إنها عاشت أيام صعبة في البداية لإنه كان بيبكي كتير وهي مكانتش فاهمة هو بيبكي ليه .. لحد ما في واحدة في الشارع قابلتها ووضحتلها إنه جعان وفهمتها إن محتاج إنه يشرب لبن طبيعي ولو مش موجود يبقى اللبن الصناعي هو البديل ليه، إللي كان صعب بالنسبالها هو إنها تجمع مبلغ اللبن ده .. إتبهدلت كتير عشان تقدر توفر الفلوس دي لدرجة إنها فكرت إنها تشتغل يمكن تكسب فلوس وتقدر توفرله كل حاجة هو محتاجها … في البداية، كان بيبقى صعب عليها إنها تشتغل لإنها لما بدأت كانت بتنضف في البيوت وعشان هي متعودتش على شغل زي ده كانوا بيمشوها وبيدوها يوميتها بالعافية … فضلت كتير تدور على شغل وبلال في حضنها لكن كله كان بيقابلها بالرفض .. ضعفت وبكت في الشارع وبلال في حضنها بيبكي من جوعه بس إنتبهت لشخص واقف قدامها بيحطلها فلوس على هدوم بلال ومشي … بصت للفلوس بعدم إستيعاب ولسه هتروح تديهم للراجل إتفاجأت إنه مشي .. ومن اليوم ده قدرت إنها توفر تمن اللبن الخاص ببلال .. بس ما ستسلمتش ضحت بكل حاجة عشان تقدر تعيش هي وبلال في مكان وميفضلوش في الشارع … باعت موبايلها إللي كان فيه كل ذكرياتها الجميلة إللي هي عاشتها وأجرت شقة بسيطة في حارة شعبية .. كان صعب عليها في البداية إنها تعيش في مكان زي ده .. لكن كان في كتير بيساعدوها … كتير ساعدوها في إنها تسيب بلال عندهم وهي تروح تشوف شغلها ولما ترجع تاخده في شقتها .. كانت منبهرة بمساعدتهم ومكانتش مصدقة إن في حد يساعد كده بدون مقابل .. تعبت كتير ودورت كتير على مكان يقبل واحدة بمؤهلاتها .. لكن مالقتش لحد ما صادفت إن في مطعم صغير بيتم إفتتاحه وصاحبته ست كبيرة ومعاها بنتها ولسه بيجربوا حظهم في المطعم ده، رفضوها في البداية لإنهم يا دوب كانت فلوسهم على القد ونور قالتلهم إنها حتى لو تقدر تشتغل بمبلغ رمزي ومذكرتش السبب … الست وبنتها إستغربوا طلبها ولسه كانوا هيعترضوا ..لقوا نور بتديلهم أفكار كويسة وناجحة للمطعم ده غير تعديلاتها الصحيحة في الديكور وإقتراحها لإسم المطعم .. الست وبنتها حبوا طريقة تفكيرها وقرروا تشتغل عندهم … وبمرور السنين، نور قدرت إنها تحول المطعم ده من مطعم بسيط لمطعم كبير له إسم .. الإسم إللي هي إختارته .. وبعيدا عن علاقتها بيهم في الشغل لكن الست دي كانت حنينة جدا عليها ومعتبراها زي بنتها رحاب بالظبط، مش بترفض ليها أي طلب … بلال كان ونعم الطفل … كان هادي ومتعلق بيها جدا مش بيسيبها لوحدها .. كان دايما بيمسك فيها عشان ماتسيبهوش … برئ جدا ونظراته ليها بريئة حتى ضحكته بريئة .. أول مرة تعيش تجربة في تربية طفل ولوحدها كمان … بس نجحت لإنه كان أخوها من لحمها ودمها مش مجرد طفل .. البصة في عيونه كانت بتخليها تستحمل مشقة الأيام إللي كانت عايشاها … وعمرها ماحسسته إنها مش معاها فلوس في بعض الأحيان .. كانت بتجيبله كل حاجة هو بيشبط فيها … فاقت من شرودها لما وصلت للمحطة المقصودة .. نزلت بسرعة من الأوتوبيس ومشيت بسرعة في طريق المدرسة بتاعة بلال … بصت في الساعة لقت إن فاضل خمس دقايق على جرس الحصة الأخيرة … إتنهدت بإرتياح لإنها وصلت بدري، لإنه بيخاف لما بيلاقي نفسه لوحدة وهي مش موجودة .. حاولت كتير معاه إنها تضيع خوفه ده وتفهمه إنها هتغيب عنه بس وقت المدرسة لكنه إقتنع بصعوبه لما فهمته إنها هتوديه المدرسة وتاخده منها وهيفضل معاها في المطعم لحد ما اليوم يخلص ويروحوا البيت سوا، وحاولت في البداية إنها تتعود على وجودة في المدارس الحكومية لإنها من صغرها كانت بتروح مدارس خاصة، بس ده كان غصب عنها لإن حالتها المادية ماتسمحش إنه يدخل مدرسة خاصة .. بس إللي طمنها إن الناس طيبين وغلابة وكويسين ده غير إن بلال إنطوائي وفي حاله .. إنتبهت لجرس المدرسة إللي ضرب وقفت قدام البوابة السوداء الكبيرة إللي إتفتحت و منتظرة إنها تشوفه … نزل الأطفال من فصولهم بفرحة مقربين ناحية أولياء أمورهم إللي مستنيينهم قدام المدرسة وهي كانت بتدور عليه بعيونها وإبتسمت لما شافته .. طفل صغير في السادسة من عمره خجول وماشي بعيد عن زملائه الأطفال وشايل على ظهره شنطة أكبر من حجمه .. ضحكت ضحكة خفيفة على منظره اللطيف وبرائته إللي مخليينها عايزة تجري عليه وتاكله بسببهم .. لما وصل ناحية البوابة رفع راسه وبص حواليه ببراءة وتوهان بس إبتسم إبتسامة كبيرة لما لقاها قدامه وبتبصله بحب جري بفرحة ناحيتها وعليه ملامح الشوق والتعلق .. نور نزلت على الأرض عشان تبقى في نفس مستواه وفتحت دراعاتها وهو دخل في حضنها بشكل طفولي و هي ضمته بشدة وباست راسه ..
نور بحب وهي بتملس على شعره الأسود:”عملت إيه النهاردة في المدرسة؟”
بلال بحماس وصوت طفولي:”الميس بتاعة العربي إدتلي نجمة لما لقت الواجب كله صح .. وبصي أنا إستلمت الكتب كلها النهاردة.”
قلع شنطته بصعوبة بسبب تقلها وبعدها فتحها، فهمت دلوقتي السبب إللي كان مخليه ماشي كده ..
نور بإبتسامة وهي بتبصله:”ألف مبروك يا حبيبي، بعد كده لما تستلم كتب كتير زي كده ماتحطهمش كلهم مرة واحدة في الشنطة عشان ظهرك مايوجعكش .. حط شويه في الشنطة وشيل شويه لحد ما أنا أجي أخدهم منك كلهم.”
بلال وهو بيهز راسه بشكل طفولي:”حاضر.”
قامت من على الأرض ومسكت شنطته بإيد ومسكت إيده بإيديها التانية …
نور بإستفسار وهي بتبصله:”كمل بقا ياحبيبي، يومك في المدرسة كان عامل إزاي؟”
بلال بحماس وفرحة وبيسبق خطوات وبيبصلها:”مستر الحساب سألنا سؤال النهاردة وأنا رفعت إيدي وجاوبته، الفصل كله سقفلي.”
نور ضحكت ضحكة خفيفة على حماسه الطفولي وفرحته … فضل يحكيلها عن يومه طول الطريق ومازهقتش ومملتش أبدًا … بالعكس ده حلى يومها أكتر لإنها دايما بتحسب تسمع صوته عشان متحسش بالوحدة … 
…………………..
*نوفيلا/ المغرورة والقروي بقلم سارة بركات*
مصطفى كان واقف قدام يحيى وبيبصله بشك وهو بيدوق الأكل إللي هما طلبوه من المطعم .. منتظر رأيه …
مصطفي:”إيه رأيك؟”
يحيى:”مش بطّال، حلو.”
مصطفى إبتسم إبتسامة كبير ويحيى بصله بشك لما إبتسم ..
يحيى بسخرية:”ماكنتش أعرف إن لما الأكل هيعجبني كده إنت هتفرح أوي كده.”
مصطفى:”مش زي مانت معتقد .. مش الأكل بس إللي حلو.”
يحيى بإستفسار:”أومال إيه إللي حلو؟”
مصطفى بإبتسامة وهو بيفتكر صوتها:”صاحبة الصوت الجميل إللي ردت عليا على التليفون .. إللى أخدت مني الأوردر.”
يحيى بسخرية:”ماهو ده آخرك .. يلا إمشي من وشي ورايا شغل.”
مصطفى:”طب قبل ما أمشي … عملت إيه في المشكلة بتاعة العميل ده؟”
يحيى بتنهيدة وهو بيبصله:”قلتلك ماتقلقش هتتحل يعني هتتحل.”
مصطفى:”أنا واثق فيك.”
يحيى بثقة:”وأنا قد الثقة دي.”
مصطفى بإبتسامة:”حلو أوي .. هروح أنا مكتبي عشان آكل .. وبعد كده يا يحيى أكلنا كله هيبقى من المطعم ده.”
يحيى ضحك وهز راسه بيأس وكمل أكله إللي عجبه جدا…. 
………………
نور وبلال وصلوا المطعم، وإتفاجئوا برحاب إللي مستنياهم ..
رحاب بحب وفرحة:”بلال.”
جريت ناحيته وأخدته في حضنها وبلال بيحاول يخرج من حضنها لكن هي ماسكة فيه ..
نور بضحك:” إبعدي عنه، إنتي بتخنقيه.”
رحاب بعند:”لا .. مش هبعد عن جوز بنتي.”
نور هزت راسها بيأس ورحاب بدأت تلعب في خدوده ..
رحاب:”يا خلاثي .. إيه ده؟؟ لا إنت أحلى من نور نفسها .. أنا خلاص حجزتك *كملت بتأكيد* إنت جوز بنتي المستقبلي.”
بلال بزهق طفولي:”يا طنط سيبيني بقا.”
رحاب بشهقة:”طنط؟؟! إخص عليك يا بلال ده أنا أصغر من أختك بسنة.”
نور بضحك وهي بتبعد بلال عنها:”برده طنط وستين طنط ده هو طوله لحد ركبتك طبيعي يقولك يا طنط.”
رحاب بضيق مصطنع:”بس برده جوز بنتي.”
نور بسخرية:”إبقي إتجوزي الأول وخلفي وبعدها نبقى نشوف موضوع جوز بنتك ده، *وجهت كلامها لبلال بحنان أمومي* يلا يا حبيبي ندخل.”
هز راسه ببراءه ومسك إيديها بإيده الصغيرة ودخلوا المطعم ورحاب دخلت وراهم بغيظ …
بلال بفرحة لأحمد وهو بيجري ناحيته:”عمو أحمد.”
أحمد إبتسمله ونزل لمستوى طوله وحضنه وبعدها بعد عنه وسلم عليه ..
أحمد:”عامل إيه يا حبيب عمو؟”
بلال بصوت طفولي:”أنا كويس الحمدلله، إنت عامل إيه؟”
أحمد بضحكة خفيفة:”أنا الحمدلله بخير.”
نور وهي بتقرب منهم:”معلش يا أحمد هتعبك معايا .. ممكن بس تقعد مع بلال شويه لحد ما أروح المكتب وأرجع.”
أحمد بإبتسامة وهو بيبصلها:”أكيد، *بص لبلال* يلا يا بطل تعالى معايا.”
مسك إيده وراح لترابيزة ناحية زجاج المطعم المطل على الشارع وقعدوا قصاد بعض … ولسه أحمد هيتكلم لقى رحاب وقفت عند الترابيزة إللي هما قاعدين عليها وبتبص لبلال وهى معقدة حواجبها ..
رحاب:”على فكرة أنا مش طنط.”
أحمد ضحك ضحكة خفيفة بس سكت لما رحاب بصتله بضيق ..
أحمد بهدوء:”طفل يا رحاب ومش فاهم حاجة.”
بلال ببراءة:”طنط إنتي زعلتي مني؟”
رحاب بغيظ مصطنع:”بقولك إيه يا بلال .. ناديلي روبا وبلاش طنط دي أنا لسه صغيرة.”
بلال بحيرة طفولية وهو بيبص لطولها:”صغيرة؟!”
أحمد إنفجر من الضحك … 
رحاب لأحمد بضيق:”إنت بتضحك عليا يا أحمد؟”
أحمد وهو بيحاول يهدى:”أبدا أنا أقدر .. وبعدين إنتي صغيرة وأحلى صغيرة شوفتها في حياتي.”
رحاب فضلت بصاله بخجل وعدم إستيعاب وهو حمحم بإحراج لما إستوعب إللي هو قاله … هما الإتنين فاقوا على صوت بلال ..
بلال ببراءة:”بس يا عمو إنت بتكذب والكذاب بيروح النار.”
رحاب ضربت رجلها في الأرض بغيظ طفولي وهي بتبص لبلال إللي بيبصلها ببراءة …
رحاب:”ميرسي أوي يا أستاذ بلال.”
مشيت من قدامهم بغيظ وراحت تشوف شغلها … لكن أحمد وبلال كانوا بيبصولها بإستغراب .. نور خرجت من المكتب ومعاها أدوات الرسم الخاصة ببلال وقربت منهم بإبتسامة كبيرة …. أحمد قام من مكانه وإستأذن يشوف شغله ونور قعدت قدام بلال ..
نور بإبتسامة:”إتأخرت عليك يا حبيبي؟”
بلال هز راسه بالنفي .. نور قدمتله الألوان وكراسة الرسم عشان يرسم ..
نور بإبتسامة:”إرسم لحد ما تزهق ولو حبيت تعمل ال Home work  عرفني أبقى جنبك فيه.”
بلال هز راسه بطاعة وهي إبتسمتله وقربت منه وباست راسه وقامت من مكانها ولسه هتمشي ..
نور وهي بتبصله:”حبيبي، لو إحتجتني ناديلي علطول.”
بلال بإبتسامة بريئة:”حاضر يامامي.”
إبتسمتله بحب وراحت تكمل شغلها وأثناء شغلها كانت بتتابعه بعيونها وهو بيرسم وبيلون … 
……………………………..
يحيى إتنهد بإرتياح ودعك في جفون عيونه بعد ما بص في الساعة ولقاها خمسة .. قام من مكانه وجهز حاجته عشان يمشي، وأثناء تجهيزة موبايله رن … إبتسم لما لقى إسمها قدامه “هيام” …
يحيى وهو بيرد:”في ميعادك بالظبط .. أنا بجهز عشان أنزل.”
هيام:”تمام، وأنا خلاص قربت من الكافية هستناك هناك.”
يحيى بإبتسامة:”ماشي، هحصلك على هناك.”
هيام بإبتسامة:”أوك.”
قفلوا مع بعض ويحيى خرج من مكتبه ونزل من الشركة عشان يروح لميعاده إللي بينتظره كل أسبوع … بعد مرور فترة بسيطة … وصل للكافية المقصود ودخل المكان وبدأ يدور عليها بعيونه لحد ما عيونه جات على بنت لابسة بلوزة وجيبة شيك وعليهم حجاب بنفس لون الجيبة كانت لونها كافيه .. رفعت راسها ووضحت ملامحها كانت بشرتها بيضاء وعيونها لونها أسود .. شبه عيون كان بيعشق صاحبتها في يوم من الأيام .. فاق من إللي هو فيه لما هي إبتسمتله وشاورتله .. قرب منها بإبتسامة هاديه وقعد قدامها ..
يحيى بإستفسار:”تطلبي إيه؟”
هيام بإبتسامة:”ماتقلقش أنا طلبت لينا.”
يحيى إبتسم وإتنهد …
يحيى:”إنتي أخبارك إيه؟”
هيام:”أنا تمام الحمدلله، المهم إنت.”
 إبتسامته إختفت وبص قدامه بشرود …
هيام بإبتسامة وتفهم:”حلمت بيها؟”
يحيى بصلها بسرعة وهز راسه …
هيام بإبتسامة:”كنت واثقة إن فيك حاجة لما كلمتك، عشان كده خليت ميعاد جلستنا النهاردة، إحكيلي بقا حلمت بإيه؟”
يحيى كان لسه هيتكلم الطلب بتاعهم جه .. كانت هي طالبة عصير ليها وطلبتله قهوة …
يحيى بتنهيدة:”حلمت باليوم ده … اليوم إللي مش راضي يروح من بالي.”
هيام شربت رشفة من العصير بتاعها وشجعته يكمل بنظراتها ..
يحيى:”يوم حفلة التخرج.”
هيام:”ممكن تحكيلي إيه إللي حصل في اليوم ده بالتحديد؟”
يحيى:”أنا حكيت بدل المرة مليون.”
هيام بإبتسامة:”أنا محتاجة إنك تحكيلي تاني .. يلا إتكلم.”
يحيى بتنهيدة:”في اليوم ده كنت مبسوط جدا عشان قدرت أعدي خطوة كبيرة في حياتي .. وهي إني إتخرجت على خير وكان في دماغي أحلام خاصة بسن مراهقتي، وهو إني لازم أتجوز البنت إللي بحبها وبالفعل كنت في اليوم ده كنت مجهز خاتم ودبلة عشان لما أقابل باباها أقدمهم ليها .. كنت عاين الدهب في السكن وجهزت نفسي وروحت الحفلة قابلت أمي وأختي هناك، كنت مبسوط بوجودهم معايا في يوم زي ده … بس .. كان ناقصني هي، إتأخرت يومها … *إتكلم بإبتسامة مهزوزة* عمومًا عرفت بعدها هي كانت متأخرة ليه … كانت بتجيبلي بدلة للحفلة .. بدلة حطت عليها بودرة العفريت عشان تخلى شكلي مضحك قدام الطلبة وأهاليهم.”
هيام بإبتسامة حزينة:”بس زي ماعرف عنك إنك كنت بترفض أي هدي هي بتجيبهالك حتى لو بسيطة .. ليه قبلت بالهدية دي في حين إنك كان ممكن ترفضها؟”
يحيى بتنهيدة:”قبل ما تقولي على البدلة .. بلغتني إنها هتلبس الحجاب … ودي حاجة أنا كنت بتمناها وكنت مبسوط بقرارها وكنت فعلا مستعد أنفذلها أي طلب هدية مني ليها عشان قرارها ده لإني طبعا حالتي كانت بسيطة، مكنش معايا فلوس أجبلها هدية، بس على الأقل كنت بحاول أرضيها وأفرحها؛ فعرضت عليا البدلة وإتحايلت عليا إني أقبلها ماحبتش أزعلها وقبلت بيها … حاولت أبينلها إني مبسوط بالبدلة على الرغم إني ماكنتش مرتاح فيها بس ماحبتش أزعلها .. كان الوقت بيمر بصعوبة بالنسبالي وأنا في القاعة .. بحاول أتحكم في حكة جسمي بس غصب عني معرفتش … طلعت بعدها على المسرح بتاع القاعة والدنيا كانت زادت عن حدها وهرشت قدام الكل وهنا إتفاجأت بكمية مياه إترمت عليا من فوقي بالظبط المياة دي خلت جسمي يهدى بس إتصدمت لما سمعت إسمها في إتذكر أصعب جملة سمعتها في حياتي … ومش من أي حد .. ده من صديق طفولتها إللي مبقاش ليها علاقة بيه .. “عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور” … الجملة إللي صداها موجود في ودني لحد النهاردة … حسيت إن الدنيا إسودت في وشي لما سمعت إسمها .. حسيت إني تايه مش فاهم حاجة، وبتفرج على الناس إللي بتضحك عليا وأنا واقف على المسرح هدومي كلها مياه ، كنت حاسس بضيق تنفس وأنا ببص لكل إللي بيضحكوا عليا، دورت على نور في وسط زحمة القاعة لقيتها واقفه معاه وبيتكلموا .. ماصدقتش عيوني، هي كانت مفهماني إنهم مالهمش كلام مع بعض .. قررت إني لازم أواجهها وأفهم منها في إيه ؟؟؟ . خرجت من القاعة وطلعت للدور الأول عشان أفهم منها إيه إللي حصل ده … سمعتهم بيتكلموا مع بعض …..”
سكت وأخد نفس عميق بيحاول يتحكم في ضربات قلبه الموجوع ..
يحيى بألم وهو بيبص في عيون هيام:”نفس إللي أنا حاسس بيه دلوقتي هو إللي حسيت بيه لما سمعت كلامهم وإتفاقهم عليا … إنها …. إنها بتلعب عليا .. فوقت من صدمتي على خناقة أمي معاها جريت بسرعة عشان عارف إن أمي هتمد إيديها عليها .. لحقتها قبل ما تلمسها وخليتها هي وياسمين يطلعوا بره القاعة هي وأمي لإني كنت محتاج أتكلم معاها وأسألها ليه عملت فيا كده؟؟، أنا عملت إيه؟؟………..”
منذ ست سنوات:
يحيى بصوت مهزوز:”ليه؟”
نور بدموع:”محصلش يا يحيى … محصلش … صدقني كل ده محصلش.”
يحيى بصوت جهوري:”ليه؟”
نور بشهقات:”أنا حاولت كتير أقولك .. حاولت كتير أقولك على إتفاقي مع جاسر .. بس إنت قولتلي مش عايز تعرف حاجة.”
يحيى بعدم إستيعاب:”يعني كل ده كان لعبة؟”
نور هزت راسها ب “اه ” .. بس هزتها تاني ب “لا” بسرعة …
نور بدموع:”الحاجة الوحيدة الحقيقة إللى كانت في حياتي هو حبي ليك يا يحيى.” 
كان لسه هيتكلم … سمع صوتها في مكالمة بص لمصدر الصوت … لقى إنها الميكروفونات … 
جاسر بإستفسار:”إيه الأخبار؟”
نور بإبتسامة كبيرة:”وقع خلاص.”
ومكالمات كتير أوي بينها وبين جاسر بيتكلموا فيها عن إنهم يوقعوا يحيى …. يحيى بصلها بإنكسار بس ضحك بقهرة تعبر عن وجعه إللي هو حاسس بيه ناحيتها .. قلبة الطيب هو إللي صورله إنها هتتغير و هتبقى إنسانه كويسة .. مثلت عليه وخدعته كويس جدا … مثلت عليه الحب وهي نجحت في تمثيلها بجدارة … فاق من أحلامه وطموحاته الخيالية إللي مبقاش في حد في الزمن ده بيطلب الطموحات والأمنيات دي …. حاسس إن كرامته وحياته كلها إتدمرت بسبب لعبتها دي .. الإنسانة إللي إتحدى الكل وإتحدى نفسه عشانها عملت فيه كده؟!!! … لازم يمشي ويختفي ويرجع لمكانه الأساسي … حاسس بدموعه إللي قربت تنزل بسبب صدمته فيها .. حاول يتحكم فيها بصعوبة … 
يحيى بصعوبة وهو بيبص في عيونها:”يا خسارة .. يا خسارة فوقت متأخر … فوقت بعد ما إتخدعت فيكي … بتمنى إن عمري ما قابلتك ولا حبيتك … الكل كان بيحذرني منك وأنا كنت بقولهم .. *إبتسم بحزن على نفسه* … لا نور طيبة جدا … وبتحب الخير للناس … حتى أمي بنفسها قالتلي إنتي متنفعيناش .. بس أنا إللي أقنعتها بيكي وأتمنى إني ماكنتش عرفت أقنعها … * ضحك بحسرة* …. برافو عليكي … إيه إللي المفروض يتعمل تاني؟”
بص لجاسر إللي بيبصله وهو مبتسم …
يحيى بإستفسار:”إتفقت معاها على إيه تاني؟”
جاسر:”كده خلاص أخدت حقي منك.”
مشي وسابهم ويحيى حاول يتحكم في غضبه عشان مايضربهوش بس الغلط مش غلط جاسر أبدًا … الغلط كان غلطها هي من البداية … هي إللي وافقت وهي إللي كملت … بص لنور إللي بتبكي بشدة وبتبصله برجاء .. لام ينهي كل حاجة … لازم يبعد ويخرجها من حياته … لازم ينساها..
يحيى:”من النهاردة….”
نور ببكاء وهي بتقاطعه:”لا … لا … لا يا يحيى … أنا ماقدرش أعيش من غيرك، أرجوك ماتقولهاش.”
يحيى بملامح ميته وهو بيبص في عيونها:”يحيى مات .. كانت فرصة سعيدة.”
خرج من القاعة وراح لمامته وأخته ومشيوا ومبصش وراه أبداً … دموعه نزلت لما سمع صوت صراخها إللي بإسمه … صدمته فيها كانت قويه جدا … حاسس بخنقة غير طبيعية إيده كانت بتترعش وهو ماسك إيد مامته إللي بتبكي وبتطبطب عليه … وفجأة وقف في مكانه وبص لمامته وهو في عز خنقته ودخل في حضنها وإنفجر من البكاء زي الطفل الصغير …. بكى بكاء شديد مبكاهوش في حياته قبل كده وأمه بتطبطب عليه وهي بتبكي …
يحيى ببكاء:”أنا إتخدعت يمّا … أنا حبيتها … أنا إشتريت الدهب وكنت عامل حسابي هجيبلها الباقي لما أشتغل .. مش ده إللي كنت فاكر إنه هيحصل يمّا … مش ده إللي أنا كنت عاوزه.”
بكى في حضنها وهي بتبكي معاه وأخته حضنته وكانت بتبكي معاهم …. بعد مرور فترة بسيطة من البكاء … يحيى بعد عن حضن مامته ومسح دموعه بجمود ..
يحيى بصوت حاول يبينه طبيعي:”يلا يمّا نروح السكن عشان ألم هدومي وأمشي.”
سهير:”حاضر يا ضنايا.”
إتحركوا وراحوا السكن .. يحيى فتح باب الشقة وفي الوقت ده زيد كان خارج من أوضته ومن الواضح إنه لسه راجع من بره … عيونه جات في عيون يحيى الحمراء من البكاء … زيد عقد حواجبه بإستغراب من لون عيونه ده غير إنه إنتبه إن يحيى لابس بدله مبلولة مياه .. يحيى بص الأرض وبيتمنى إنها تنشق وتبلعه بسبب الإحساس إللي هو حاسه دلوقتي … كل كلام زيد وتحذيراته عنها جه على باله … وقد إيه هو كان أعمى وكان مصّر على عماه، ومن إحراجه دخل أوضته علطول وقفل الباب وراه … زيد إنتبه إن والدة يحيى وأخته دخلوا الشقة وراه … 
زيد بإبتسامة وإحترام وهو بيقرب منها:”أهلا بحضرتك يا طنط .. حضرتك نورتي.”
سهير بصوت مبحوح:”ده نورك يا ضنايا.”
زيد إبتسم إبتسامة خفيفة لياسمين أخت يحيى وبعدها بص تاني لمامته …
زيد بإبتسامة:”خدوا راحتكم .. تحبوا أحضرلكم الغداء؟”
سهير:”تسلم ياضنايا، ربنا يكرمك.”
زيد:”طب تشربوا حاجة طيب؟”
سهير:”لا شكرا يابني.”
زيد:”طب أستأذن أنا .. هروح ليحيى.”
سهير:”اه يا ريت يابني .. ماتسيبهوش وخرجه من إللي هو فيه … منها لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيها.”
زيد عقد حواجبه بإستغراب من كلامها وهز راسه ودخل أوضة يحيى من غير مايخبط … يحيى كان قاعد على سريره وبيبص قدامه بجمود، كان الإنكسار واضح عليه، زيد قرب منه بإبتسامة هاديه وقعد جنبه على السرير وضربه في كتفه بهزار … 
زيد بمزاح:”مش هتحكيلي بقا عملت إيه النهاردة؟”
يحيى مردش عليه ومبصلهوش … زيد إتنهد وإتعدل في مكانه وبص ليحيى بتركيز ..
زيد:”مالك يا يحيى فيك إيه؟”
يحيى مردش عليه لإنه مش قادر يتكلم عن إللي حصله حاسس إنه لو إتكلم كلمة واحدة عنها كرامته هتتدمر أكتر ماهي إتدمرت .. زيد حط إيده على كتفه …
زيد:”يحيى.”
يحيى مردش عليه زيد إتحرك من مكانه لحد ما بقا قصاده .. يحيى بِعِد عيونه عنه ..
زيد وهو معقد حواجبه بإستفهام ولاحظ عيونه الحمراء:”إيه إللي حصل يا يحيى؟؟؟ مالك؟؟ إنت كنت بتعيط؟؟ طب نور كويسه يابني؟”
يحيى مردش ومتكلمش … زيد كان لسه هيتكلم، يحيى زقه بعيد عنه وقام بعصبيه من مكانه وإنفجر فيه …
يحيى بعصبية:”في إيه؟؟ عايز إيه؟؟؟ عايز تعرف إنت طلعت صح ولا غلط؟؟ تحب أريحك؟؟ أيوه يا زيد إنت كان عندك حق من البداية … أنا واحد أعمى وغبي إني مصدقتكش .. أنا أغبى بني آدم موجود على وجه الكرة الأرضية دي … الإنسانة إللي أنا حبيتها وكنت خلاص هتجوزها كانت بتخدعني كل ده … كانت بتضحك عليا عشان شايفاني .. *دموعه نزلت* .. شايفاني فلاح … عملت فيا مقلب وفرجت الدفعة كلها عليا في الحفلة.”
يحيى قعد على سريره بقلة حيلة وهو بيبكي وزيد في مكانه مش فاهم ولا مستوعب إيه إللي يحيى بيقوله ده … أخد نفس عميق وقعد جنيه تاني ..
زيد:”طب ممكن تهدى طيب وتحكيلي كل إللي حصل؟؟”
يحيى مسح دموعه بصعوبه وبدأ يحكيله كل إللي حصل من وجهة نظره هو …… وبعد مرور فترة بسيطة ..
زيد بضيق وهو معقد حواجبه:”وبتعيط على دي؟؟؟؟ مش دي إللي تعيط عليها … وبعدين من إمتى إحنا بنعيط على بنت؟؟”
يحيى بشرود:”أنا مش بعيط عليها .. أنا بعيط على كرامتي وعلى شكلي ونفسي … صعبان عليا نفسي أوي.”
زيد:”إنساها يا يحيى … إنساها وإرمي الماضي ورا ظهرك.”
يحيى وهو بيهز راسه بالنفي:”الكلام سهل بالنسبالك … أنا حاسس إن الموضوع صعب أوي … مش هعرف أنسى بالسهولة دي.”
زيد بإصرار:”لا هتعرف .. هتنساها وهتكمل في حياتك عادي .. هي متستاهلش واحد طيب زيك … إنت إللي زيك في الزمن ده قليل يبقى في زيهم أصلا … إنت كنت موجود قدامها وهي خسرتك بإرادتها .. خليك قوي وعيش لنفسك ولمامتك وأختك … ماتنساش يايحيى إنك مسئول عنهم … خد بالك منهم كويس مالكش غيرهم.”
يحيى هز راسه بشرود …
زيد بحيرة:”هتعمل إيه طيب؟؟؟ هتبات هنا ولا هتسافر ولا هتعمل إيه؟؟ لو كده خليك أقعد كام يوم نخرج مع بعض شويه وأهو تساعدني في تجهيزات شقتي شويه بدل مانت قاعد مابتعملش حاجة كده.”
يحيى ضحك ضحكة خفيفة أثناء شروده في حزنه ..
زيد بإبتسامة:”إضحك يا يحيى .. إضحك مافيش حاجة تستاهل إنها تزعلك بجد …. الدنيا دي عبارة عن داين تدان … وهي هييجى عليها يوم ويتكرر فيها نفس إللي إتعمل فيك ده ووقتها هي هتفتكرك.”
يحيى بصله ومردش …
زيد بإبتسامة:”يلا بقا قوم إغسل وشك كده وروق يلا ده إنت إتخرجت يابني هو في حاجة زي دي ممكن تفوت الواحد؟ .. ده إحنا لام نحتفل بيك.”
يحيى إتنهد تنهيدة بسيطة وإتكلم بهدوء …
يحيى::”أنا هسافر.”
زيد بصله بإستفسار …
يحيى:”أنا هسافر خلاص، مابقاش ليها لازمه إني أفضل هنا في القاهرة .. أنا إتخرجت وخلاص هرجع بلدي أشوف أي شغلانة وأخد بالي من أمي وأختي.”
زيد بإستغراب:”ومستقبلك يا يحيى؟”
يحيى مردش عليه …
زيد بإستغراب أكبر من سكوته:”إنت هتضيع كل إللي إنت عملته هنا؟؟ … خمس سنين من عمرك هتضيعهم؟؟؟ غربتك وبعدك عن أهلك هتعديهم كده بالساهل كأن شيئًا لم يكن؟؟؟؟ … طب والمواد إللي إنت بتشرحها دي؟؟؟ ده لو إتحط بس في ال CV إنك عملت كده ولمدة أربع سنين أكبر شركة في مصر هتجري وراك عشان تشغلك عندها .. إنت بتتكلم بجد؟؟؟ هتضيع تعبك؟”
يحيى وهو بيبص قدامه:”مباقتش حابب القعدة هنا .. هنا مش مكاني.”
زيد:”لا مكانك ونص كمان … غصب عنك هتكمل هنا .. وغصب عنك أنا هجهز ال CV  بتاعك بكل مؤهلاتك وخبراتك … وإن شاء الله هتلاقي أكبر الشركات بتتواصل معاك.”
يحيى بإصرار:”أنا هسافر يا زيد مش هرجع تاني.”
زيد بغضب:”غصب عنك هترجع تاني … إنت كده بتدمر مستقبلك عشان موقف حصل، مايغور الموقف في داهية .. مستقبلك أهم حاجة يا يحيى .. ماترجعش للصفر تاني.”
يحيى:”إنت ليه مش فاهمني، أنا……..”
زيد بصرامة وهو بيقاطعه:”هترجع يا يحيى، أنا هسيبك تسافر تستريح نفسيًا شويه من ضغط المذاكرة والدراسة وهستناك هنا في الشقة دي .. هترجع ومكانك هيفضل موجود أنا مش هجيب حد مكانك في الشقة … لإني عارف إنك هترجع قريب.”
زيد قام من مكانه وبص ليحيى بجدية …
زيد:”توصل وترجع بالسلامة .. أنا مش هسلم عليك ولا هودعك حتى، عشان إنت هترجع.”
…………………………..
في الوقت الحالي:
يحيى بتنهيدة لهيام:”مشيت … مشيت وغبت كام يوم قعدت في البلد .. مقدرتش أقعد في البيت من غير ما أعمل حاجة … نزلت دورت على شغل بس للأسف المرتبات بالنسبالي كانت غير مقبولة حتى، موبايلي مكنش بيبطل رن من رقمها بس لا ..  مش أنا الشخص الطيب الضعيف إللي هي إتعودت تتعامل معاه … قفلت موبايلي وبعدها بيومين رجعت القاهرة من تاني .. روحت السكن وهناك زيد إستقبلني بالأحضان .. وقعد معايا وجهز ال CV  بتاعي وقدملي على شركات كتير جدا وكانوا أغلب شركات القاهرة تقريبا، والحمدلله كنت بروح إنترفيوهات كتير وإتقبلت في شركة كويسه  أخدت فيها سنة خبرة وبعدها شوفت شركة غيرها وبقيت في منصب أعلى من إللى كنت فيه .. وكل أما كنت باخد خبرة أكتر كنت بتنقل بين الشركات لحد ما بقيت في الشركة إللي أنا فيها .. مركز مرموق .. مرتب كويس ..  عندي عربيتي إشتغلت ومضيعتش تعب سنين الغربة .. إني أعيش في القاهرة تاني بعد ما حصل إللي حصل ده كان صعب .. بس كنت بحاول أنسى كل حاجة بالشغل… أنا مباقتش الشاب الطيب الغلبان إللي كان بيلبس نظارة. نظر كعب كوباية.. *ضحك ضحكة خفيفة* أنا حقيقي مش مصدق إني كنت كده بجد.”
هيام إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبصله …
يحيى بإستفسار من إبتسامتها:”نعم؟”
هيام بإستفسار:”ليه خليت مامتك وأختك ينقلوا معاك هنا في القاهرة؟؟ يعني خلاص هما بقالهم حوالي أربع سنين معاك هنا.”
يحيى:”عشان ياسمين جالها كلية طب في التنسيق فكنت حابب أكتر إنها تبقى في طب القاهرة وأهو بالمرة نبقى كلنا سوا نفضل مع بعض علطول مش هفضل بعيد عنهم دايما عايزهم معايا.”
هيام بإبتسامة:”بس ده مكنش ردك آخر مرة.”
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:”أنا قولت إيه في المرة الأخيرة؟”
هيام بتنهيدة:”إنت آخر مرة قولتلي فيها … إنك صفيت كل حاجة في بلدكم يعني بعت البيت والكام بهيمة إللي عندكم والأرض إللي حيلتك وإشتريت شقة كبيرة وفخمة هنا في القاهرة والباقي إنت حطيته بإسم ياسمين في البنك عشان لما ييجي وقت جوازها وتتجهز ومن يومها إنت مرجعتش البلد ولا حتى زورتها صد رد، ووقتها لما أنا نطقت إسم نور إنت إرتبكت.”
يحيى سكت شويه وبعدها إتكلم ..
يحيى:”أنا ماجيتش هنا عشان أفضل في نفس المكان إللي هي فيه.”
هيام بإبتسامة:”بس أنا ماقولتش إنك نقلت كل حياتك هنا عشانها يا يحيى، على الرغم إن ده كان إتفاقك معاها من بدري .. لما كنت ناوي تتجوزها.”
يحيى بتشتت:”تقريبًا اه ده إللي إتقفت عليه معاها .. بس … بس …….”
سكت ومش عارف يقول إيه .
هيام بإبتسامة:”في حاجة إنت مخبيها عليا يا يحيى، حاجة إنت محكتليش عنها وده مش هيخليني أعرف أساعدك … *سكتت شويه وبعدها إتكلمت* …إنت حاولت توصل ليها؟”
يحيى بصلها وبعدها أخد نفس عميق وإتكلم … 
يحيى بإستسلام:”أيوه.”
هيام بإبتسامة:”أنا مش هعاتبك إنك ماقولتليش حاجة عن الموضوع ده من الأول … بس أنا عايزة أعرف إنت حاولت توصلها إزاي؟ وإيه إللي حصل؟؟”
يحيى بشرود:”مالقتهاش.”
هيام بإستفسار:”يعني إيه ملقتهاش؟”
يحيى:”يعني ملقتهاش .. كإنها إختفت … كل إللي أعرفه إن والدها أفلس ومبقاش معاهم فلوس وده إللي كان منتشر في وقتها في الجرايد وفي السوشيال ميديا … *إتكلم بحسرة* .. لوهلة نسيت كل إللي هي عملته فيا ودورت عليها، بس مالقتهاش.”
هيام بإستفسار:”طب معرفتش توصل لزميلها ده؟”
يحيى:”أنا معرفش عنه أي حاجة خالص.”
فضلوا هما الإتنين ساكتين وبعدها هيام إتكلمت ..
هيام:”إنت مش شايف يا يحيى إنك بقيت تمام؟”
يحيى بإستفسار:”إزاي؟”
هيام:”يعني مش شايف إن خلاص إللي ناقص بس بينك وبين نور هو المواجهة .. إنكم تتقابلوا وتواجهوا بعض عشان تخرج من الصدمة النفسية إللي إنت فيها، الحاجة الوحيدة بس إللي ناقصاك هي المواجهة.”
يحيى ضحك بسخرية:”وليه نتواجه؟؟ هي زمانها أصلا نسيتني وعاشت حياتها … عدا ست سنين يا هيام .. ست سنين … إتغير فيهم حاجات كتير أوي.”
هيام بإبتسامة:”كل حاجة فيهم إتغيرت إلا إنت يا يحيى … لسه يحيى صاحب القلب الطيب إللي بيحبها بجد.”
يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:”ماتقوليش بحبها .. أنا مش عايز أتقابل معاها ولا أتكلم معاها حتى .. أنا وهي طريقنا مبقاش واحد … حياتنا إحنا الإتنين إنتهت من زمان.”
هيام بإبتسامة:”خلاص سكت … أنا آسفة يا سيدي.”
يحيى إتنهد تنهيدة عميقة وقام من مكانه …
يحيى:”أنا لازم أمشي عشان هاخد ياسمين في طريقي.”
حط الحساب على الترابيزة وإبتسملها بإمتنان ..
يحيى بإمتنان:”أنا إرتحت نفسيًا في جلسة النهاردة … نتقابل الجلسة الجاية إن شاء الله؟”
هيام بإبتسامة:”إن شاء الله.”
هز راسه وخرج من الكافية
نور كانت بتجهز حاجتها عشان تروح وأخدت شنطة بلال وخرجت من المكتب بس إتفاجئت بوالدة رحاب داخله المطعم ..
نور بإبتسامة:”طنط منار.”
منار بحب وهي بتقرب منها:”حبيبة طنط عاملة إيه؟”
نور بإبتسامة:”أنا كويسه الحمدلله.”
منار:”إنتي ماشيه ليه بسرعة كده؟”
نور:”عشان بس بلال وراه مذاكرة ده غير ال Home work بتاع المدرسة فلازم ألحق وقت على الأقل أذاكرله فيه.”
منار بلوم:”مانا قلتلك يابنتي وديه درس عشان تريحي نفسك على الأقل.”
نور:”بس بلال بيقلق وبيخاف لما بيبقى بعيد عني .. يعني المدرسة بالعافية بيقبل يقعد فيها لكن درس وغيره لا صعب عليه وبعدين حضرتك جربتي لما راح الدرس .. إستفاد إيه؟؟ كان بيعيط عشان هو بعيد عني.”
منار بإستسلام:”خلاص يابنتي إللي يريحك، بس إستني..”
قدمتلها شنطة من معاها ..
منار:”خدي دول يا حبيبتي كنت عاملاهم مخصوص ليكي إنتي والشقي ده.”
نور بإمتنان:”ربنا يخليكي يا طنط، تسلم إيديكي، تعبتي نفسك ليه؟”
منار:”لا تعب ولا حاجة يا حبيبتي دي أقل حاجة أقدر أقدمهالك بجد، يلا خدي بالك من أخوكي وطمنيني لما تروحي.”
نور:”شكرا يا طنط.”
منار وهي بتسلم عليها:”مع السلامة ياحبيبتي.”
نور:”الله يسلمك.”
نور بعدت عنها وقربت ناحية باب الخروج من المطعم ومدت إيدها لبلال إللي بيجري ناحيتها .. مسك إيديها بإيده الصغيرة وخرجوا هما الإتنين من المطعم … نور كانت ماشية مبسوطة وهي بتبص لكل حركة بلال بيعملها … تقريبًا هو الشخص الوحيد إللي ماتقدرش تعيش من غيره .. حياتها باقت معتمدة على وجودة بشكل كبير … بصت قدامها عشان تركز في الطريق بس إتفاجئت بالعربية إللي فرملت ناحيتهم فجأة وقفت قدام بلال بشكل تلقائي … صاحب العربية نزل وهنا نور برقت بذهول وعدم إستيعاب بس فجأة الذهول ده حل محله الغضب …
نور:”نعم؟؟ عايز إيه؟؟؟”
؟؟ وهو بيقرب منها:”إسمعيني بس يا نور.”
نور:”إياك تذكر إسمي على لسانك .. إياك يا جاسر .. إحنا إللي بينا إنتهى من زمان … كل حاجة بينا إنتهت، مش عايزة أشوفك تاني قدامي.”
جاسر برجاء:”أرجوكي يا نور إسمعيني .. إسمعيني بس.”
نور تجاهلته تمامًا وإتحركت ببلال ومشيت وجاسر مشي وراها …
جاسر:”يا نور.”
مردتش عليه وتجاهلته تمامًا … 
جاسر بصوت مسموع”عشان خاطري إسمعيني.”
نور تجاهلته وحاولت تتحكم في دموعها بسبب إنها إفتكرت اليوم ده بكل تفاصيله … بس فجأة وقفت في مكانها لما سمعت صوت بنت هادي …
؟؟:”نور.”
لفت وبصت لمصدر الصوت بعدم فهم .. لقتها بنت نازلة من العربية إللي كان جاسر راكبها .. البنت دي كانت ماشيه بعكاز وبتحاول تعرف بيه الطريق إللي قدامها .. كانت مبتسمة إبتسامة صافية بريئة … جاسر لف بسرعة ورجع للبنت دي ..
جاسر بقلق:”مالك في إيه؟؟ إنتي كويسه؟؟ نزلتي ليه من العربية؟”
؟؟:”أنا كويسه يا حبيبي، ماتقلقش عليا، فين نور بقا؟؟”
البنت بصت في إتجاه تاني بعيد عن جاسر …
؟؟:”نور إنتي فين؟”
البنت حاولت تعرف طريق نور بالعصايه إللي هي ماسكاها في إيديها … نور إنتبهت إن البنت كفيفة لإنها مش شايفة حاجة وجاسر بيحاول يسندها وهي بتقرب من نور لحد ما قفوا قدامها….
جاسر بهدوء وهو بيبص لنور إللي بتبصله بإستفسار:”دي ليلى … مراتي.”
نور بصتله بعدم إستيعاب وبعدها بصت للبنت إللي مبتسمة ليها ..
ليلى بسعادة:”أنا مبسوطة أوي إني قابلتك، جاسر كان دايما بيكلمني عنك.”
………………………………………………………………..
يتبع ……
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!