روايات

رواية أترصد عشقك الفصل السادس 6 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل السادس 6 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت السادس

رواية أترصد عشقك الجزء السادس

رواية أترصد عشقك الحلقة السادسة

فى أشد حالتنا ضعفا .. العقل لا يفكر بصورة صحيحة ، بلى يفكر بمنطقية وعقل يكون يقظًا  لكننا …نخشى !!!

الخوف غريزة مرتبطة بالانسان ، مهما كبر أو ازداد سلطته وقوته بين الجميع إلا إنه يخاف .. تدفعه غريزة البقاء للحياة ويحارب بكل ضراوة ليغادر شبح الخوف .

الخوف بطبيعته يستحوذ علينا في حالات دمارنا .. حطامنا .. توترنا .. والعقل يعطيك خيارين ..إما أن تفعلها بصورة صحيحة .. أو بصورة خاطئة ومدمرة .

هي قررت أن تفعلها بصورة صحيحة كما خيل لها عقلها ، لتتجاوز عقبة اعتقدتها معضلة .. لكن هي لم تفتح سوي باب من أبواب الخذلان !!

عيناها تقعان علي لؤي .. رغما عنها هيئته العضلية مخيفة .. عيناه الحادتان و وجهه المتجهم وشفتيه الحازمتين المطبقتين تخبرها أن رجلا مثله لم يبتسم ولو لمرة خلال شهور .. بل أعوام ، لا تريد معرفته .. لا تريد الغوص لمعرفة شخص .. ولا تريد أحدا بالمقابل ينقب عن حياتها … رغما عنها أعادت بذاكرتها لفترة سابقة حينما أحضر لها باقة من الورود يخبرها عن موعد يجب أن تحضره ، لم تقدر علي التأجيل .. فكون شخص من عائلة المالكي يرغبها يبدو أن هناك أمر جلل !!

في البداية أعتقدت ربما بسبب ابنة عمه وجد التي قررت أن تكسر بقواعد العائلة وتجعل أخيها يتزوج من امرأة قلبه ، الرابطة العائلية التي نشأت كانت بسبب علاقة عمل يجب أن يكلل بالزواج .. حالات كثيرة رأتها سابقا بل أشرفت عليها بنفسها كونها منظمة زواج ، لكن أن يتكرر الأمر لها ثانية بعد خطبتها الفاشلة من معاذ ؟!! ، جعلها تأخذ وقتا طويلا … بل وقت طويل للغاية .

التفاصيل الماضية تتذكرها ، جاءت إلي مطعم يرتاده طبقة الأغنياء واختار زاوية بعيدة عن العيون الفضولية ، بالطبع من ذهب لخطبة أخيها ماهر العجيبة ورأي صباحا شقيقته مع ابن عائلة الماكي ستتكاثر الاشاعات والأقاويل ….

غمغم بنبرة هادئة لكن خشونة صوته جعل جسدها رغم عنها يرتجف وهي تري جسده بالكاد يحتضن الكرسي الجالس عليه

– اسف لو عطلتك

ابتسمت بدبلوماسية شديدة وهي ترفع نظارتها القاتمة من عينيها لتضعها علي الطاولة ، تنهدت تقول بجمود

– لا مفيش مشكلة يا استاذ لؤي ، كل الامر ان الموضوع غريب شوية .. امبارح كنت في خطوبة اخويا مع بنت عمك اللي قررت تسيب خطيبها قدام الناس كلها وتاني يوم انا وانت قاعدين هنا

هز لؤي رأسه وعيناه تمر علي جسدها المرتجف ، انفعالات جسدها متوترة بل متشنجة والدليل تفرك كلا يديها وعيناها تتهربان دائما للنظر الى عينيه ، غمغم يقول بنبرة هادئة علها تهدأ

– تحبي تشربي ايه

هزت رأسها بلا مبالاة وهي تحمد ربها وقتها لم يكن عاصي يحوم فوق رأسها ، عاصي دائما تتشاجر معه … كما لو ان أحدهما يريد أن يعلن سلطته علي الأخر !! طرفت بعينيها نحو الحارس البديل الذي يتخذ عمله بمهنية شديدة وهي تراه علي مسافة بعيدة عنها لتمتم ببرود

– لمون بالنعناع

استشعر لؤي نظرها نحو حارسها ثم برودة صوتها ، ليدقق النظر نحوها .. تبدو مناسبة تماما لتصبح زوجته … فـ أن يتورط في الحب مرة أخري هذا صعب جدا .. تفحص تسريحة شعرها العملية ليهبط بعينيه نحو بلوزتها الصفراء القطنية ، بطريقة ما لائمها اللون وخصوصا مع بشرتها السمراء الجذابة التى إكتسبتها بـ شمس بلاده ، اشار بيده نحو نادل ليقول بنبرة رخيمة حينما اقترب ليدون طلباتهم

– واحد لمون بالنعناع وواحد قهوة مضبوطة

توقعته أن يكون من محبي القهوة السادة .. إلا انها اشاحت تفكيرها عنه نهائيا وهي تنتظر حديثه .. سبب حضورها إلي هذا المكان .

نقر لؤي بأصابعه علي الطاولة لتطرف شادية عينيها نحو اصابعه الغليظة ، عروق يديه النافرتين جعلتها تعض باطن خدها وودت أن تغادر هذا المكان نهائيا ، تمتم لؤي بهدوء

– انا وانتى عارفين كويس ان الفضيحة اللى حصلت لعيلتنا

زمت شفتيها وهي تهمس ساخرة

– فضيحة ؟! قصدك ان بنت عمك سلمت خطيبها لواحدة تانية او المفروض خطيبها لحبيبته ، ببساطة شديدة بنت عمك بذات نفسها اللي اتفقت معايا اننا نرجعه لـ حبيبته .. ده غير طبعا عدم وجودك انت ومدام جميلة والاستاذ غالب  في حفل الخطوبة لانكم عارفين ان الخطوبة دي مش هتم .. يبقي مين المسؤول عن الفضيحة ؟!! ،  الناس مش هيلفت انتباهها غير بس عدم وجود اهل العروسة في يوم مهم زي دا ،  تبقي فضيحتكم انتوا متجمعش الفضيحة علينا احنا الاتنين

احتدت عينا لؤي ليخبط بقسوة علي الطاولة اتبعها شهقة فزعة من شادية التي سارعت باغلاق فمها بكف يدها ، قبض لؤي قبضة يده ليصيح بحدة

– شادية

عيناها سارعت النظر إلى عينيه بعد أن حمدت الله علي جوده الزجاج في ذلك المطعم وإلا لتهشم ، اخافها نظرة الغضب في عينيه لتتمسك بمسند المقعد وهو يتمتم بعدها بنبرة خفيضة خاصة

– انا وانتى عارفين ان كلام الناس ده اخر حاجه ممكن نتهم بيها

ازدرد ريق شادية والتوتر الذي يعصف بكيانها يقلقها ، بللت طرف شفتها السفلي لتمتم بنبرة حادة

– عايز ايه من الاخر

هم لؤي بالرد علي سؤالها إلا انه وجد النادل يضع طلباتهما ، اسرعت شادية بتناول كأس عصير لتتجرعه بسرعة ، مرر يده علي خصلات شعره القصيرة ليقول بهدوء

– بطلب ايدك

كادت شادية أن تختنق وهي تشرب عصيرها ، وضعت كوبها على المنضدة وهي تسعل بشدة .. عصفت نظرات القلق على وجه لؤي وهم لمساعدتها الا ان كف يدها منعته وهي تشيح بوجهها جانبا تحاول أن تتنفس بهدوء .. اخر شيء توقعته أن يطلب يدها .. هي البجعة السوداء في عائلة الاثرياء ، اغمضت جفنيها والسعال يهدأ رويدا لتنظر اليه ووجهها مضجر بالحمرة اثر حالتها لتمتم بنبرة هازئة

– ولا كأنك رايح تعمل عقود مش طالب ايد واحدة

هز لؤي راسه والارتياح يغمر وجهه واشار النادل بالانصراف لقد استعداه خشية إذا ازدادت حالتها سوءا .. غمغم بنبرة غامضة

– احساسي بيقولي ان احنا مش هنختلف كتير ، وعلى العموم فكري كويس انا منتظر ردك

استقامت من وقفتها وهي تزيح مقعدها للخلف لتعيد وضع نظارتها القاتمة علي عينيها قائلة ببرود

– هتستني كتير

شبح ابتسامة لا تعلم أتخيلتها ، أم مجرد ثقة منه حينما قال بهدوء

– هستناكي

ظنته مختل … نبرة الثقة المشعة في صوته ، بل استرخاء جلسته وكأنه ليس برجل تعرض للرفض من الزواج جعلها تشك هل هو بكامل قدراته العقلية ؟!!

……

استفاقت شادية من شبح ذكرياتها التي ظنتها بعيدة نسبيا … لقد مرة عدة أشهر علي مقابلتهما .. فـ إن كان احدا مجنونا في تلك الغرفة فهي المجنونة الان … ارتسمت ابتسامة  هادئة علي شفتيها وهيئته الضخمة تحاول أن تعتاد عليها .. فهو سيصبح زوجها المستقبلي … العديد من الاعمال المتوقفة والشراكة التي الغيت بين شركة والدها وعائلة المالكي ستعود من جديد ، قالت بنبرة ناعمة

– استنيت

اسند لؤي مرفقيه علي فخذيه ، ليشبك يديه وهو يميل بجذعه للامام وكأنه ليث حاصر فريسته ، انكمشت قليلا وهي تعيد بجسدها للخلف ومن داخلها تلعن ضعفها … هذه هي نتيجتها لتمنعها عن الرجال ، هل سـ تخشي من كل رجل يقترب منها .. مع لؤي تشعر بالتحفز دائما وهي تنتظر غدر منه .. قال بنبرة هادئة بعض الشيء

– على العموم مش هنختلف زي ما قولت ، من حق كل واحد فينا يتنفس براحة شوية

اطرق لؤي رأسه للحظات .. هذه هي الطريقة المثلي لأبعاد وجد عن حياته .. بل إقصائها بعيدا ، وجد امرأة مفعمة بمشاعر الانثوية .. بحاجة لرجل يزهر أنوثتها .. رجل تعتمد عليه بحياتها وهو على الاطلاق لا يبحث عن إمرأة تعتمد عليه كليا رغم أن هذا يجعل الرجال يزدهم غرورا لكن ليس هو الشاذ عنهم ، يريد امرأة عملية كما يراه الآن في شادية … عيناها مفعمة بالثقة وجسدها يتفاعل بهدوء معه ليس بعصبية مثل المرة السابقة، سمعها تقول ببرود

– مظنش

رفع راسه وهو يثبت عيناه علي عينيها قائلا

– الخطوبة والجواز مش هيكون بشكل مؤقت ولا مجرد صورة قدام المجتمع

ازدردت ريق شادية وكأنها تشعر أنها اخذت علي حين غرة ، ليتابع بعدها لؤي وكأنه استشعر قلقها

– لكن وقت ما التاني يحس انه مش مرتاح يقدر ينفصل

ابتسمت شادية والراحة غمرتها لتمتم

– ريحتني اكتر

ابتسم لؤي … حقا لا تعتبرها ابتسامة .. فتلك الابتسامة مخيفة .. مقلقة ، اجلت حلقها حينما سمعته يقول بهدوء

– قولتلك يا شادية مش هنختلف

هدوءه عبارة عن خوف اخر … ليس من المفترض أن يتحدث هكذا ، هذا يقلقها اكثر ، تمتمت بنبرة عملية باردة وكأنها تناقش مع عميلها وليس عروس تجلس في وجه زوجها المستقبلي

– من حقي اعرف انت اخترتني ليه

استقام من مجلسه وهو يدير حول مكتبه ليعود الجلوس علي كرسيه قائلا

– حقك يا شادية ، قولتلك كل واحد من حقه ان يتنفس بحرية اكبر وقت ما يحس انه مخنوق

انفجرت شادية وقتها ضاحكة ، عقلها يخبرها اهربي … لأول مرة العقل استيقظ من غيمته .. لكن شيء لعين في داخلها اخبرها ان تبقي .. فالاثام المكبلة تجبرك أن توافقي .. فليس شخص آخر سيتفهمك أكثر منه .. لا يوجد رجل سيوافق علي وضعك المزري هذا ، استنكر لؤي ضحكتها البلهاء ليصيح بخشونة

– بتضحكي على ايه

ارتعد جسدها رغما عنها من نبرة صوته الهادرة، لكن كل ذلك لا تظهره سكنت بهدوء لتقول بصراحة

– كلامك ده بيخلني اشك فيك ، الرجالة بتتهرب من الجواز وتحس انه محدود لقيودها وانت لسه عازب وتقول حاسس انك مخنوق وعايز تتجوز

اجاب بنبرة غامضة

– كل قاعدة ليها شواذ

هزت رأسها بلا مبالاة ، فهي غير متفرغة لتفك شفراته ، صاحت بنبرة ذات مغزي

– مش متهمة بأى ماضى خاص بيك يا استاذ لؤي

قاطعها بنبرة جادة

– لؤي بلاش رسميات اعتبر خطيبك دلوقتي

هزت رأسها متفهمة لتشرس ملامحها الناعمة لتقول بنبرة شرسة

– مش من حقك يا لؤي ابدا تسألني عن الماضي ، ابدا مش من حقك

صوتها كان به تحذير ، تخبره اياك والتعدي الخطوط الحمراء ، هز لؤي رأسه متفهما .. وداخله يزداد يقينا .. تلك هي المرأة المنشودة لحياته ، صاح بهدوء

– اللى فات مات ، ان شاء الله اقابل الوالد فى اقرب وقت

استقامت من مقعدها وهي تصافح يده برسمية شديدة لتفلتها بسرعة لاحظها لؤي لكنه صمت وأخذ يتمعن في تفاصيل صغيرة يقدر بها التعرف عليها ، سمع تمتمتها الخافتة

– تقدر تشرفنا فى اي وقت ، عن اذنك

زفر عاصي بسخط شديد و يديه على المقود ينظر من خلال مرآة السيارة ان قدمت .. سؤال يلح عليه لما هي في مؤسسة المالكي ، ما الذي يربطهم بعد فسخ خطبة ابن السويسري لحفيدة المالكي ، احس بأحد يفتح باب السيارة الخليفة ليرفع عينيه نحوها ليجد العبوس يرتسم محياها ، انطلق صامتا بسيارتها الحمراء الثمينة وهو بين كل فينة والأخرى يحاول أن يسبر أغوار تلك المرأة التي تحبس نفسها في شرنقة ، زفر بحدة وهو لا يجد أي رد فعل منها … صاح فجأة بحدة فاجأتها

– استاذة

وضعت شادية يدها علي نبضات قلبها المتقازفة ، لتسبه في داخلها .. الا يكفي الغول الذي قابلته ، صاحت بحدة وعيناها تقدحان شررا مخيفا له ولكنه يراه لذيذا للغاية

– نعم

ابتسم عاصي ابتسامة جانبية ليقول بجمود

– هنروح فين ؟

لوت شادية شفتيها بنزق لتشيح كفها بلا مبالاة

– اي حتة يا عاصي .. اي حته

القي عاصي سبة لسائق وعيناه مثبتة علي عيناها من خلال المراة الداخلية ، اشاحت وجهها للنافذة لينظر عاصي نحو الطريق وشعور داخلي يراوده ان تلك الحمقاء فعلت شيء سيء للغاية سيعلمه عاجلا أم اجلا !!

*****

النساء ….  و يا ويلك من النساء

كلما تتعمق للبحث عن جوهرهم تكتشف انهن انانيات بطباعهن ، تحب أن تكون داخل البؤرة .. تحب أن تكون داخل موضوع الأهتمام

وكلما أكثرت من اهتمامها .. زاد سخطها وتمردها

وتظن أنها المرأة الوحيدة علي سطح الأرض .

إليكم أمر اخر .. المرأة أكبر مخلوق كاذب ستراه في حياتك … نعم كثيرات الوعود .. كثيرات الاندفاع نحو الحب .. يصفون الرجل انه الوحش

الرجل الخائن .. كونه مثلا تركها فى منتصف طريقه ؟!!!

وماذا عنه هو ؟!! .. الا يحق للرجل أن يشكو ؟ّ أم لأنه رجل يجب عليه أن يتحمل ولا يعبر عن سخطه !!!

الم تتغني فرح بحبه بكل كلمة وحركة من أفعالها .. لقد راه في عينيها ان لم تتحدث ..اذناه سمعت اعترافها المتيم بحبه وهو أصر علي العدم التورط

لماذا ؟

لان المرأة لن تكتفي بكلمة واحدة التي ستموت لتستمعها ، اطلاقا … لو كان الامر بكلمة وانتهي الامر لما هرب الرجال من العلاقات الطويلة المدي … كل ما في الامر انه اكتشف شيء خفي … المرأة كائن يمتص دمائك وطاقتك … تستحوذ علي طاقتك حتي تجعلك شخص خاملا .. هو محق بذلك ومع ذلك العلاقة الطويلة المدي تعجبه بطريقة ما ربما لأن شمسه في حياته … أو انه يحب رؤية علاقة الام بالابنة ، رغم انه يعلم أن فرح ليست بوالدة شمس … ولا شمس بأبنة فرح ، لكن عاطفة الامومة الغريزية داخل فرح تعجبه.. تجعله تائق لرؤيه تجمعهما ما ويراقب هو من علي كثب كيف يمضيان أوقاتهم.

نظر الى ساعة يده وعقارب الساعة تتجاوز السابعة مساء ، والمدام حتى الآن لم تتشرف بمجئيها رغم خروجها في الصباح الباكر ، تلك المرأة تحتاج لبعض الضوابط .. ليس ببعض الايام يأخذ وقته ليتغلب علي ضعفه ستذهب هي وتمرح خارجا … انتبه علي اغلاق باب الشقة وصوت خطوات كعب حذائها الرتيبة تصله بكل وضوح وهي تسير في الردهة المؤدية لغرفة صغيرته … صاح بنبرة هادئة وهو يضع يديه في جيب بنطاله

– اهلا بالهانم فرح

شهقت فرح فزعة وهي تدير بجسدها نحو مصدر الصوت ، وضعت يدها علي صدرها وهي تحاول اخذ انفاس عميقة لتستعد لمنازلته … اجلت حلقها وهي تنظر اليه … الاجهاد يغزو محياه لكن بريق عينيه الذهبيتين اخافها ، تملكها الرعب وهي تخشى أن يكون علم بذهابها اليوم الي عملها … لا تريده أن يكون عالم بذلك الوقت تحديدا … ليس الان ، تمتمت بارتباك شديد وهي تحاول باستماتة ان تنظر بصلابة داخل عينيه

– واضح انك فوقت

ابتسامة ساخرة زينت شفتيه ليقترب منها ، والصياد يزداد قربا من فريسته لمحاصرتها ، زاغت عينا فرح وهي تتنفس بجنون لتطلق اهه عالية حينما قبض علي ذراعها ليصطدم ظهرها بصلابة الحائط وأطبق بجسده عليها ..

المسافات تلاشت كليا

عيناها تغوص داخل عينيه

رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تحاول الفكاك منه عبثا ، وانفاسه الحارة تلهب بشرتها لتعض باطن خدها وهي تحاول مقاومة الضعف الذي أحتاجها … مال نضال بشفتيه نحو اذنها ليغمغم بنبرة خافتة … مرعبة

– وواضح انك اتجننتي ، افهم كل الوقت ده كنتى فين

اطلقت شهقة حياة ، لم تقدر علي حبس انفاسها أكثر من ذلك ،  تمتمت بصلابة زائفة

– مش قررت تعمل خصام وكل واحد حر يعمل اللى هو عاوزه

يداه تعلم طريقها جيدا نحو جسدها ، اغمضت جفنيها وهي ترخي راسها علي الحائط .. والحياة تدب في أطراف جسدها ، استمعت الي نبرته المزمجرة

– تعملى اللى انتى عايزاه جوا البيت ، انا ممنعتش عنك دراستك

تخشبت حينما استمعت الى صوت سحاب تنورتها ، ما الذي يفعله ذلك المجنون ؟!! ابدا .. ازاحته بعيدا عنها لم يتحرك سوي مقدار انشات .. لكنها كافية لهروبها من براثنه ، صاحت بجنون صارخة

– ومش هتمنعني من شغلى

تريد اللعب معه … لعبة الامتناع رغم انها تائقة لذلك .. حك طرف ذقنه بسبابته ليقول بسخرية لاذعة

– شغل … الهانم لقت شغلانة فى المطعم زي ما جبتك منه

اغلقت سحاب تنورتها لتواجهه بصلابة شديدة ، عهد فرح القديم ولي .. فرح القديمة التي تبكي ولا تقدر علي الأخذ بحقها لم تعد هناك ، رغم تجمع العبرات في مقلتيها الا انها حبستهما لتصيح بصوت متحشرج

– اتجرأ يا نضال وتعيب فيا وفى شغلى اللي كنت باخده من عرق جبيني تاني ، مش هسكتلك ابدا انت فاهم

حديث ليس بحديثها ، كان يفاجئه حقا .. كيف لكائن رقيق مثلها يتفوه بتلك الكلمات القوية ، لكن منذ تورط زوجة أخيه … علم أنها تلقن جيدا ، قال بنبرة مستفزة

– ويا تري حفظتي الكلمتين دول من فريال هانم

اتسعت عيناها بجنون … لتصرخ هادرة بجنون

– محدش بيحفظني ، انت جبروتك ياخى بيخلى الحجر ينطق

اومأ برأسه وهو يقترب منها حتي بقي علي بعد انش منها ، يعجبه انها لم تلوذ الفرار منه ، قال بنبرة هادئة

– طيب والهانم قررت تشتغل ايه

عقدت ساعديها علي صدرها لتمتم ببرود

– موديل

ارتفع حاجبا نضال لوهلة ، ظن أنها مزحة سخيفة منها لكن نظرتها أكدت غير ذلك ، الأمر بعيد عن المزحة ، تمتم بدهشة

– سمعيني كدا عشان سمعت حاجه غلط

شمخت رأسها لتقول بنبرة ساخرة

– ايه زي ما اخدت متعتك ليا حق انى امتع اللى حواليا

لقد وقعت عقد اليوم … لقد اصبحت رسميا عارضة ازياء ، ويوجد منتج ستعمل عليه .. اندلع النيران في مقلتيه وحمم لاهبة تسير في أوردته .. صفعة علي خدها اسقطتها ارضا ليصيح بجنون

– اخرسي

الضربة المتها بشدة … هطلت دموعها رغما عنها ، رصيده ينفذ .. عقلها يخبرها ما الذي وجدت به في ذلك الرجل لتقعي في حب بائس من طرف واحد ؟!! … هل انتهي جميع رجال العالم لتقع في حب واحد معقد .. بائس .. متطرف .. مريض .. كاره للحب ، تشعر بخدر في خدها لتمسده بلطف وهي تهمس بأهتياج

– اضرب .. اضرب كمان .. خلى الحب اللي جوايا ينقص كل يوم عشان لما امشي ساعتها مندمش

مال نضال بجذعه نحوها … عيناه تقدحان شررا ، توجست خيفة لكن رغما ذلك لم ترغب أن تخبئ وجهها عنه  ، ليضرب حتي يقطع رابط الحب الخانق

صاح نضال بهدر وهو يجذب خصلات شعرها بعنف

– انا مستحمل منك كل حاجه لكن تلعبى من ورايا لا ، مش نضال الغانم اللى يتلعب من وراه

ابتسمت من دموعها لتهمس بجمود

– خيالك المريض هو اللى مخيلك ان احنا بنوقعك ، عشان مش بتفكر غير فى نفسك وبس انانى حقود

زفر نضال باهتياج ، وما بداخله يعربد بجنون … يحاول أن يحافظ علي يده كي لا تسقط علي خدها الاخر .. يحاول ان يكون هادئ .. ساخر كعادته

ليس متهور .. مجنون .. فاقد السيطرة كما الان !!

همست فرح بمرارة وهي تمسح دموعها .. دموع تعتبرها دموع قوة

– نظرة الناس عن الست عمرها ما هتتغير الست ..اشتغلت فى مطعم عشان اجيب فلوس ولما يتحرشوا بيا يقولوا انا الغلطانة ويرفدونى ، جبتنى عندك لحد الفندق بتاعك واشتغلت وكل مرة يتقرب منى وخلتني احس انك منجذب ليا … ولا كأنها قصة سندريلا اللي لما الامير شافها قرر يرتبط بيها ويخلصها من العذاب ، لكن كنت بحلم ودى غلطتى

زم نضال شفتيه ، نعم هي محقة … صاح قائلا بخشونة

– انا

قاطعته بحدة طفيفة وهي تهمس

– انت عمرك ما غصبتني فعلا .. عمرك ما غصبتني نتجوز .. لكن مدتنيش خيار تانى ، يا ارفض يا اما ابعد عنك وياعالم لو لقيت شغل تانى ولا لأ ، اتجوزتني فى السر واستحملت قولت هيحس بيكي يا فرح .. لما تعامليه كويس هيحس لكن اخدت ايه انا في الاخر

المهــانـــــة ، أجاب عقلها بكل صراحة دون مواربة حينما يحاول القلب التخفيف عنها ، نكست رأسها وصمت نضال المهيب لم تعبأ به تابعت بمرارة

– ولا حاجه .. كنت صاحبة مزاج بالنسبالك ، ظهرت بنت ليك من واحدة كانت فى يوم من الايام مكانى قولت وماله بنته زي بنتك .. بحاول اساعدك عشان تقرب من عيلتك وفى الاخر تضربنى

مسحت دموعها بجمود لتنهض من علي الارض وهي ترفع راسها اليه ، سحبت نفسا عميقا وزفرته علي مهل وهي تقول بلا مبالاة

– خلاص .. خلينا زي ما احنا . مش هطلب الطلاق الا لو حاسس انك مش عايزني .. كل واحد يعيش حياته لا اقرب منك ولا تقرب منى

اتسعت عينا نضال لوهلة ، هذه فرح نسخة جديدة .. ليست القديمة الخاضعة ، ولا الثانية التي تلبست شخصية جديدة لا تلائمها ، تلك تبدو حقيقة بطريقة موجعة

الألم الذي تختبره .. اختبره مع من كانوا من المفترض أقرب اليه ، شعورها بالوجع واليأس يعلمه جيدا .. كل ذلك اختبره ، لم يتوقع انها ترفع له رايتها البيضاء !!

صاح بنبرة تملكية عنيفة

– اقرب وقت ما انا عايز

هزت فرح راسها ساخرة لتهمس

– لو قصدك الخدمات الليلية مش هرفض لكن هيبقي بجدول ، وتقدر تنزل تشوف اي واحدة تديك اللى عايزة منها وقت ما اكون غايبة

شيعها نضال بنظراته … وداخله يتمتم كاذبة

أكبر كاذبة ومخادعة قابلها بحياته  ، بغبائها تريده الوقوع في حبها دون أن تذق مرارة ما ذاقه .. لكن غفل انه كان يضغط بقوة .. حتي حطمها !!

*******

– نزار كفاية كدا .. انتي مش شايف اني بسببك وزني زاد

صاحت بها رهف بعبوس ورغما عنها تلتهم شطيرة الشاورما التي صنعها بيده ، ذلك الرجل الدافئ الحلو يجعلها تقع في حبه بثمل شديد ، تأوهت بتلذذ شديد لشطيرتها

هي محظوظة بوجوده للغاية ، لم تعلم كيف استمالها لتلك الدرجة لتجعله من يصلها الي بيته لمقابلة حماتها ، عبس نزار وهو يري أي زيادة وزن ذلك الذي تتحدث عنه ليقول بنبرة شقية

– لا زاد ولا شي ، بالعكس جسمك صاير بجنن

اتسعت عيناها بجحوظ وتدفقت الحمرة في خديها لتصيح موبخة

– انت بقيت قليل الادب ووقح ، متكلمنيش تاني

تنفس نزار الصعداء حينما وصل لوجهته ، يشكر شقيقها لانه وثق به لايصالها الى بيته لمقابلة والدته .. تلك الحلوة الجالسة بجانبه بفستانها الأخضر الطويل الذي يصل الي كعب قدميها ، لكن ذراعيها المكشوفتين بسخاء جننه ، جعله طول الطريق يستغفر ربه وهو يحاول التركيز عبثا للطريق .. لن تجلس في سيارته مرة اخري وهي ليست زوجته .. لن يفعلها ابدا … يكفي وحوشه الصغيرة التي تزأر بجنون ويحاول بسيطرة رهيبة إخماد ثورتهم ، اطفئ محرك سيارته وهو يلتفت بجسده نحوها ليقول بنفاذ صبر

– انت بتجنني ولبسك عم يجنني بزيادة لهيك فوتي عجوا احسن مااعمل شي تاني

قلبها يخفق بجنون لكلاماته الحلوة الوقحة ، لا تعلم لما يعجبها سماعها لكلامته رغم انها تستطيع أن تغادر الان ، صاحت بعبوس شديد

– نزار من فضلك ملهوش داعي الكلام ده حاليا ، بعدين انت معطلني

ترجلت من سيارته لتسحب هديتها الرمزية الى حماتها المستقبلية لتضع العلبة سطح سيارته ، وبحثت في حقيبتها عن المناديل المعطرة .. مسحت فمها ويديها بمنديل معطر لتخرج بعدها بعلكة تضعه في فمها ليضيع رائحة الطعام ، تلك العادة الجديدة أصبحت عادتها منذ بداية عامها الدراسي وبسببه جعلها تكتسب في ذلك الشهر اثنين كيلو ، يجب أن تحرقهم حتما ، زفرت رهف بحرارة وهي تنظر في عيني نزار الذي لم يشيح بعينيه عنها للحظة

– تفتكر اني هعجبها .. لبسي فيه حاجه وحشة

خصلات شعر تتراقص بنعومة مع صاحبة الوجة الحسن ، الفستان يفقد سيطرته في حضرتها .. عيناها تزيدها توهجا .. مسد نزار علي قلبه بانامله ليتمتم

– لك غصبن عني عم يطلع الكلام لحاله انت بتخلي الحجر ينطق بجمالك ، خليني ساكت رهف خليني ساكت منشان ماتزعلي مني وع قولتك انا قليل ادب

نكست رهف رأسها ارضا وكل ما تختبره معه جديد .. بل جنون صاخب لذيذ يعجبها للغاية ، توجهت نحو بوابة المنزل المكون من طابقين وحديقة غناءة … عطور الزهور تضرب انفها لتحاول الاسترخاء ، قرعت باب المنزل وهي تنتظر صاحبة المنزل لتطل عليها

لم تنتظر كثيرا وهي تشعر بوجود نزار خلفها ، حينما فتح الباب وهي تري حماتها امامها وابتسامتها الناعمة جعلها تهتف بارتباك

– احم .. صباح الخير اسفه لو اتأخرت عليكي

رحبت عايشة بحفاوة شديدة وطيبة وهي تتمعن النظر في وجهها للمرة الثانية

– مية اهلا وسهلا يابنتي تفضلي تفضلي

مدت يدها بعلبة الهدية لتقول بنبرة لطيفة

– حبيت اقدملك حاجه بسيطة ، وان انا سعيدة اني قابلت حضرتك اخيرا

ابتسمت عايشة بهدوء وبعينيها تطرد ابنها من المنزل ، الا انه بكل عناد يقف مشاهد لما يحدث .. تناولت هديتها لتقول وهي تفسح مجالا للدخول

– كلك زوء يابنتي ماكان في داعي تعذبي حالك

استرسلت ببشاشة شديدة حينما اغلقت الباب في وجه ابنها الذي كان علي وشك الدخول لكنها صدته بقلة ذوق يستحقها

– طبعا بلا ما احكي نزار ما اله سيرة غيرك عن جمالك وادبك واخلاقك ،صحيح انا شفتك بالمطعم من قبل ما ؟

هزت رهف راسها وهي تتذكر المرة الوحيدة التي رأتها بها وهي جالبة ورق عنب خرافي لجميع الطباخين في المطعم ، تمتمت بهدوء وهي تسير وفق ارشاد حماتها

– ايوا كنت بشتغل فترة هناك قبل ما اسيبه واكمل دراستي

تمتمت عايشة بهدوء وهي تجلسها في الصالون

– استريحي يابنتي ، انا رايحة شوف اذا البنات حطو الاكل عالسفرة

وضعت يدها علي معدتها الممتلئة لتمتم بنفي

– لا ابدا يا طنط عايشة ملهوش داعي تتعبي نفسك

صاحت عايشة باصرار شديد

– عذابك راحة يابنتي وبعدين انت اول مرة تفوتي بيتي ،مو حلوة بحقي كنتي المستقبلية تزورني وماغديها وبعدين هي عادتنا يابنتي ،مو حلوة تيجي لعندي وتطلعي بدون غدا ،رح تتغدي معنا مو هيك  ؟

استسلمت تحت الحاحها الكبير لتقول وهي تربت علي بطنها قائلة

– اكيد طبعا

ثم عرضت بعدها المساعدة فورا وهي تقوم من مجلسها

– تحبي اساعدك طيب

ابتسمت عايشة ببشاشة شديدة لتقول

– اقعدي ارتاحي البنات مجهزين كل حاجه

غابت للحظات لتجول رهف بعينيها في انحاء الغرفة ، الاثاث راقي والالوان هادئة للغاية .. رائحة البخور بعث لها سلام داخلي … حماتها تبدو متقبلة الأمر وهذا أمر رائع .. شعرت بصوت حماتها يقول

– طيب قليلي يا بنتي شو بتدرسي

اجابت بهدوء ونبرة ناعمة

– بدرس ادارة اعمال ، يعني بكمل مسيرة العيلة

استمعت الي صوت الخادمة التي دعتهما لطاولة الطعام لتقول بابتسامة دافئة

– مفهوم بنتي  .. يلا تعالي

سارت رهف بجوارها والوضع بدل أن يثير هلعها يطمئنها أكثر ، المرأة تبتسم ببشاشة دائما .. تقول كلمة ” بنتي ” بعفوية منها لما القلق الآن ؟، حالما ابصرت الطاولة العامرة بما لذ وطاب قالت بحرج

– ليه تعتبي نفسك بكل ده يا طنط

تعترف عايشة أن الفتاة ناعمة ولطيفة للغاية ، تبدو خجولة ومرتبكة لكن في كلا الأحوال تبدو لطيفة للغاية .. صاحت معترضة

– شو هي طنط…انا بدي ياك تناديلي متل مابنادولي البنات خالتو

تورد وجنتي رهف لتقول موافقة

– حاضر يا خالتو

اشارت لها بالجلوس لتجلس رهف محرجة وهي تري ابتسامة مشجعة من حماتها، أخذت قطعة من محشي ورق العنب لتضعه في فمها وأغلقت جفنيها باستمتاع .. لا تعلم ما السر في روعة طعامها ؟! هل هو الحب ما يدفعها لخروج طعامها بتلك الروعة .. مدت يدها لطبق الكبة لتتذوق واحدة لتهتف بصراحة

– الاكل يجنن ، عرفت نزار ليه بيحب يطبخ .. تسلم ايدك

ابتسمت عايشة لتقول بهدوء

– مية هنا ياعمري مطرح مايسري يمري سمن وحسن وعوافي ،المهم يابنتي انت بتحبي ابني

ابتلعت الطعام في جوفها والسؤال جاء مباغتا

صمتت للحظات وهي ترمش باهدابها عدة مرات لتسترسل عايشة

– هالسؤال صعب ؟ولا تفاجاتي من صراحتي ولا ..اوعك تكوني مابتحبيه

سارعت نافية اي فكرة طرأت في عقل حماتها لتقول بتلهف

– بحبه طبعا  ، نزار ده اجمل حاجه في حياتي .. انا مش مصدقة اني قابلت شخص زيه

عيناها غائمتان وهي تستحضر وجهه وبسمته … نبرة صوته .. لهجته تلك التي تفعل بقلبها الافاعيل ، ازداد اطمئنان عايشة كون الفتاة غارقة في حب ابنها لتمتم

– تؤبشي قلبي، ريحتي قلبي بجوابك…انت فعلا متل ماقال نزار بتفوتي عالقلب فورا بنت متل السكرة

توردت وجنتي رهف لاطراء حماتها ، تنهدت وهي تقول باهتمام

– خالتو .. انا عايزاكي تكوني راضية عن علاقتنا .. حقيقة انا مش عارفة

رغم كلمة ” خالتو ” لم تعتاد عليها .. بل وخجلة كون ان الكلمة تستحضرها في عقلها وتحاول تدريب لسانها كي لا تخطئ .. ابتسمت عايشة وهي تربت علي يدي رهف المرتجفتين لتقول بنعومة وحنين

– اهدي ياروحي ،نزار مو بس ابني هو كل حياتي.. سندي ومصدر قوتي بهالدنيا .. بعد ما نزحنا من بلدنا كنت خايفة اكثر مما تتصوري ، ابني التاني سافر عبرا ماقدر يستحمل بس ..بس يابنتي يلي صبرني وجود نزار معي …هو يلي دعمني وسندني بوقت كنت انا يلي لازم كون مكانه ..انا وياه لما اجينا على مصر ارتحنا فيها وخصوصا انو اختي من زمان عايشة فيها ..ويلي زاد فرحتي انت بنوتة قمر حلو متلك نور حياتنا

دمعت عينا رهف وهي تري العاطفة المعطاءة دائما من حماتها ، يا ليت والدتها مثلها .. حقا يا ليت بدلا من سفرها خارج البلاد لا تعلم عنها شيئا ، قلقت عايشة من بكائها الصامت لتهتف بهلع

– ليش عم تبكي يا بنتي ، احكيلي ياحبيبتي

مسحت دموعها وهي تهز رأسها بلا معني لتهمس بعيون لامعة بالامتنان

– انا كنت خايفة ، حقيقي  مكنتش فاكرة انك هتستقبليني بالروعة دي

عينا الفتاة صادقتين .. غير مخادعتين .. صافيتين .. بريئتين ، لا تصدق مدي بشاعة الاشاعات الملتصقة بها كما سمعت من ابنة شقيقتها ،  الفتاة رقيقة للغاية .. سهلة العطب .. همست عايشة بنبرة صادقة

– متل نزار ابني انت بنتي ،يلا لشوف امسحي دموعك لانه انا متلك دمعتي عند عيني ببكي فورا يلا ياروحي امسحيها

ابتسمت رهف وهي تتابع تناول طعامها كي لا تحرج حماتها ، ومن بعدها انطلقت معها تتحدثان بحرية وعدم تكلف تتضاحكان علي مواقف طريفة والجلسة سارت بسلاسة شديدة عجيبة .

*******

عقد ناجي ساعديه علي صدره وهو ينظر بجمود شديد الي سير فرح ، عيناها يسكن داخلها الذعر .. جسدها رغم عنها يرتجف .. وكأنها ورقة خريفية معرضة للسقوط تلطمها الرياح ، ابتسامتها متكلفة وليست حيوية صادقة كما يريدها ، مسح على وجهه وهو ينظر إلى مدى ثباتها الواهي أمام عدسات الكاميرا والإضاءة الساطعة… اشار لزهرة سكرتيرته بالصمت حينما همت بالحديث ليركز بعينيه عبر الشاشة ، عدم الرضي تحتل قسمات وجهه الرجولية .. صاح صارخا بحدة

– فرح

اجفلت فرح وهي تفيق من غياهب ماضيها ، وهي تركز بعينيها الواسعتين للشعلة الثائرة في حدقتيي ناجي ، غمغمت بأسف وهي  تحاول التنبه والتيقظ لعملها

– مستر ناجي انا اسفه

رفع كفه ليبتر سيل عباراتها المعتذرة ، اقترب منها وهو يحدق في ثيابها المكونة من تنورة قصيرة اسفلها جوربين سوداويين وكنزة سوداء

مستوحي الاعلان البساطة .. البراءة .. الجمال الرباني ، صاح متأففا بغضب

– مشاكلنا تترمي برا يا فرح ، قدام الكاميرا انتى ملكي .. ابتسامتك وعنيكي وتعابير وشك ليا انا

اطرقت رأسها لتغمغم بأسف حقيقي

– اسفه

رفعت عيناها اليه لترشقه بسهام قاتلة ، ازدرد ريقه وهو ينظر الي عينيها الواسعتين ليتمتم بحدة طفيفة

– اشتغلتي موديل ليه يا فرح ؟ ، جيتي هنا ليه ؟

ارتبكت من سؤاله وهي تحاول أن تلمم شتات نفسها ورغما عنها يدها تمسد على خدها الذي تلقى صفعة من نضال ، وضعت الكثير من المستحضرات التجميل لاخفاؤه لكن نظرات عيني ناجي كشفتها … هل هذا سؤال مستتر لما للكدمة في وجهها ؟!! هل يعلم بوجود شيء خاطئ ليسألها هذا السؤال في المكان والوقت الخاطئين

شدت من قامتها وهي تجيب بهدوء

– عشان احقق حلم

هز رأسه وعيناه تنظر نحو خدها المكدوم .. لم يصدق كما أدعو أنها اصطدمت في اثاث بيتها ، تلك اثار يد .. لكنه تماشي مع كذبتها الفاضحه ليقول بجمود

– انتى عارفة كام واحدة بتيجي الشركة عندي هنا ومين فيهم اللي بيتقبل …. عدد كبير بيجوا هنا يا فرح ومبيتقبلش منهم غير عشرة بس

ثم أعلن تهديده الصريح وهو يقول بقسوة

– خليكي عارفة حاجه واحدة ، اللي بيطلع من هنا مش بيرجع تاني

وصلتها رسالته لتقول بنبرة هادئة

– حاضر

ابتسم برضي وهو يزفر بحرارة ليقول

– لازم تشتغلى على نفسك عشان تتفوقي على كل واحدة هنا ، احنا هنا فى ساحة حرب .. الاذكي هو اللي بيفضل

اومأت فرح رأسها بتفهم لينهي نقاشه قائلا

– اظن كلامي وضح

لمعت عيناها ببريق جعل ناجي يحدق بها لثواني وهو يضيق عينيه ليسمعها تمتم بثقة مفرطة

– مفهوم يا مستر ناجي

– براحة عليها يا نوجا

صدر صوت جيهان المشاكس وهي تخفض صوتها حينما نادت اسمه المختصر ، لتتجهم ملامح ناجي بصرامة شديدة .. صاح بحدة مخيفة

– جيهاااان

رفعت جيهان يديها مستسلمة وهي تكتم ضحكاتها لتهمس

– مش هتكلم تاني

صاح بعلو صوته وعيناه نحو المصور

– يلا من اول وجديد هنعيد

زفرت فرح عدة مرات وهي تحاول أن تجمع ثقتها وتتعامل مع العدسات المصوبة من كل حدب وصوب بطبيعية شديدة كما يطلب منها ، ارتفع رأسها بثقة وابتسامة واسعة وعينيها تنظر نحو الكاميرا الموجههة بثقة … تسير علي تعاليم ناجي المدروسة

تكون حرة .. لكن بأحكام وكأن قيود تسمح لها بحرية محدودة

تبتسم بحلاوة كما يريد .. طوال الفترة ترمش بعينيها رغما عنها .. لم تعتاد أن تكون تحت الاضواء ، لكن مثابرتها جعل ناجي لم يعلق علي حرف واحد ..

انهي ناجي التصوير ليلمم المعدين ادواتهم ، القي نظرة نحو فرح وهي تنظر اليه بعينيها الواسعتين .. تنتظر منه تعليق .. غمغم بجفاء

– مش بطال .. محتاجة تشتغلي علي نفسك اكتر

اومأت برأسها لتنكس رأسها وهي تفرك يديها بتوتر

– حاضر

صمت ناجي للحظات وهو يلاحظ حتي الان لم ترفع عيناها عن الارض ، صاح بصرامة شديدة

– فرح

ارتعد جسدها لترفع عيناها اليه هامسة

– نعم

همس بصرامة شديدة وهو يرفع اصبعه محذرا

– عينيك متنزلش الارض .. ارفعي عينيكي وواجهي اي حد وعينيك قصاد عينيه

اختنقت الدموع في عينيها لتومأ برأسها متفهمة، كيف يريدها أن ترفع راسها وهي منذ صغرها اعتادت ان تنحي رأسها خشية أن يصابها أذي .. شعرت بذراعي جيهان التي قبلت خدها لتمتم بنبرة مرحة

– كنتي هايلة يا فرح ، محتاجة شوية تدريب هساعدك عليه وهتبقي المرة جاية perfect

ابتسمت نحو جيهان بامتنان وهي تري خصلات شعرها التي تراه يعود للونه الطبيعي ، وهي تشعر بعدم الاطمئنان ناحية نضال ، دائما صمته يكون مسبق لإعلان عاصفة .

****

في إحدى الأحياء الشعبية الشهيرة،،

صخب الشوارع يصل إليها من شرفتها ، تنهدت المدعوة بأم يحيي الخاطبة المشهورة في الحي والأحياء المجاورة ، تراقب السيدة العجوز توحة ترتشف شايها بكل هدوء .. الهرم والعجز كسي  ملامح وجهها .. لكن الحي يعلم وهي تعلم أن هدوئها مجرد غلاف خادع ..

تبسمت في وجهها وهدوءها المريب استبشرته لتقول بنبرة ماكرة

– زي ما بقولك يا توحة .. البت سناء دي بسم الله ماشاء الله عليها ادب ايه .. اخلاق ايه وجمال ايه ، يعني كاملة متكاملة ست بيت لهلوبة واهم حاجه هادية وبتسمع الكلام ، ما انتي عارفاني يا توحة.. مجوزة بنات الحتة كلهم والكل يشهد بيا

هزت توحة رأسها عدة مرات لتمتم بنبرة غامضة

– قولتيلي عندها كام سنة

انشرحت أسارير أم يحيي ، وهي تفكر إن تم المراد ستأخذ “الحلاوة” فـ عاصي حفيد السيدة توحة العازب الشهير في حيها والاحياء المجاورة حتي نساء الحي يطلبون منها أن تجس نبض السيدة توحه لبناتهم ، تمتمت بنبرة ضاحكة

– عشرين سنة

هزت توحة رأسها باستحسان لتمتم

– امم ، مش بطالة .. حلوة يا ام يحيي ؟

سارعت ام يحيي ترد بتلهف شديد ، وهي واثقة انها ستلقي زغرودة يسمعها الحي بأكمله

– دي ولا البدر في تمامه

ضيقت عيناها بعبوس شديد .. ليزدرد ريق ام يحيي من نبرتها الصارمة

– عارفة لو بتضحكي عليا يا ام يحيي والله لاقوم جراكي انتي والبت دي من سلالم العمارة والحتة تتفرج عليكم

توترت معالم وجهها ، لتفرك يديها وهي تقول بنبرة ضاحكة مفتعلة

– يووه ، ايه لازمته الكلام ده يا توحة ، لولا انك كدا بتشكي فيا كنت زعلت وأخدت على خاطري ، لكن استاذ عاصي يستاهل بنت خير

اشاحت توحة يدها بلا مبالاة لتقول بعدها بنبرة صارمة

– بتدرس ايه بقي سناء

اجابت بصراحة شديدة وعفوية

– في البيت

لمع الاعجاب في عيني توحة لتمتم بنبرة بها فخرا

– طب والله حلو ، البت مكملة تعليمها منازل

ستلقي البشارة لأهل العروس ، انفجرت ضاحكة من تفكير توحة لتمتم بعدها بسخرية

– تعليم ايه يا توحة ، البت سابت تعليم من اعدادي

اتسعت عينا توحة بذهول ، وهي تري الفارق التعليمي بينهما … هبت فجأة من مقعدها وقفزتها السريعة جعل عينا أم يحيي تتسع بجحوظ لتمسك بخشب تقرأ المعوذتين المقعد لتسمع صراخ توحة الهادر

– اعدادي .. وحفيدي مخلص كليته ، انتي خرفتي يا ام يحيي ولا ايه ، بقي انا حفيدي هياخد واحدة مكملتش تعليمها

وقفت ام يحيي بجسدها الممتلئ محاولة استمالتها

– ايه يا توحة .. تعليم ايه بس ، الراجل هيعمل ايه بتعليمها ، هو بس عايز اللي يدلع كرشه وحياته اكيد فاهمه اقصد ايه

صاحت توحة بشراسة شديدة والغضب يستحوذ في كل خجلة من وجهها

– قومي يا ولية اما انتي قليلة الرباية صحيح ، قومي وغوري من وشي

لوت ام يحيي لتمتم باستنكار

– توحة مالك الله ، استهدي بالله كده مش مستاهلة كل دا

خمست توحة في وجه ام يحيي لتقول معددة صفات حفيدها البكري

– انا حفيدي بسم الله حافظه وصاينه خريج اول في دفعته والله اكبر عليه وخمسة عليه في وش العدو بعد سنين دراسته وشغله يتجوز واحدة واخدة شهادة اعدادي ، ليه قالولك ان ابني جعان ولا بيشحت من الجوع مش شايفة طوله الله اكبر

عضت ام يحيي علي شفتها وهي تعترف أنها اخطأت في تهوين الامور ، نعم تجرأت لأول مرة لتزور منزلها .. لكن لم تكن تعلم ما يخبئ اسفل الجسد الهرم من انثي يافعة تناطح الجميع دون رادع ، تمتمت بصراحة شديدة

– ماشاء الله طبعا .. الله اكبر مفهوش حاجه ناقصة

صاحت توحة باهتياج شديد

– شايفه حفيدي بط عشان تزغطيه ، ايه محروم من الاكل في البيت والنضافة ، شايفة بيتي مش نضيف يا ام يحيي

هزت ام يحيي رأسها نافية لتمتم بصراحة قائلة

– فشر .. تفي من بوقك يا توحة

تبحث ام يحيي عن مخرج من حديث توحة اللاذع ، تنفست الصعداء حينما دلف عاصي مقتضب الوجه يتمتم بنبرة حلوة بها العتاب لجدته

– توحة ، مش قولتلك بلاش اللي بنعمله ده ونفتح بابنا … الجيران كلها سامعة دلوقتي

رفعت رأسها وهي تنظر الي عاصي بحدة ، هل هي مجنونة مثلا أو عقلها لا يعمل بكفاءة .. بل فعلتها متعمدة حتى تخرس النساء في الحي ويتوقفن عن عرض بناتهن عليها .. حفيدها يستحق اميرة ، امرأة تستحقه .. حلوة ، ذكية ، لامعة ، مثقفة ، مرحه .. والكثير من الصفات .. فحفيدها تراه كاملا .. انهي تعليمه بل متفوق بدراسته ، ساعي للعمل عكس بعض الشباب في الكسالى الذين يقضون النهار في المقهى ويشكون قائلين لا يوجد عملا بما يناسب شهادتهم ، الحمقى يريدون غرفة مكيفة ليقضوا النهار ويعودون من العمل بدلا من السعي والشقاء ، زفرت بسخط شديد تحت نظرات عاصي المعاتبة لتبتسم بحلاوة شديدة

– حبيب قلبي تعالي وحشتني

انفجر عاصي ضاحكا وهو يضم جسدها النحيف برقة شديدة ليقبل جبهتها  ، مسحت توحة بكفيها المجعدتين على وجنتيه الخشنتين ، طرفت بعينيها نحو أم يحيي فاغرة فمها كالبلهاء ، شرست ملامحها لتصيح بحدة

– امشي انتي يا ولية وحسابي لسه مخلصش

فرت ام يحيي هاربة من الشقة لتغلق الباب خلفها ، كتم عاصي ضحكة متسلية وهو لا يصدق أفعال جدته الصبيانية ليقول

– هتاكلي الست يا توحة

تمتمت بلهفة شديدة وهي تخشي ذهاب شباب حفيدها ويكبر في عمره دون وجود إمرأة بجانبه

– مش هتريح قلبي بقي  وتتجوز ، عايزة اشوف عيالك ولا انت مصمم تنكد عليا وتخليني اموت وما اعش اللحظة اللي اشيل فيها ابنك

مسح علي رأسها وهما يجلسان علي الاريكة ليقول بلهفة

– بعد الشر عنك يا توحة .. هو انا ليا مين غيرك في الدنيا دي ، لسه ملقتهاش يا قلب توحة .. اوعدك اول ما الاقيها هجيبها فورا تقابليها

تجهمت ملامح جدته للاستياء لتهمس بضعف

– كل مرة تسكتني بالكلمتين دول ، انت مش شايفني عجزت وخرفت وقربت اموت

قبل راسها عدة مرات وهو يطلب منها السماح ليقول بمشاكسة لطيفة

– توحة ليه بس بتجيبي سيرة الموت ، ده الحي كله يشهد بجمال توحة اللي خطفت قلب معلم الحتة

اشاحت بوجهها للناحية الاخري لتهمس بنزق

– اقعد كل بعقلي حلاوة وماله ، لكن انا قررت اني هجوزك لاميرة مش واحدة معاها شهادة اعدادي

ثم استدارت اليه وهي تحتضن وجنتيه بكفيها لتهمس بصلابة

– انت ابني وحفيدي ونور عيني ، انا مش عايزة غير اللي تناسبك وتناسب حياتك واهم من كل ده قنوعة بحياتها في المكان ده

اومأ عاصي برأسه قائلا

– اكيد

احتضن جدته وهو يراضيها .. فجدته تمارس عليه جميع الادوار .. دور الطفلة المتهورة ودور المرأة الثائرة ودورالأم الغيورة ودور جدته الحنونة ، حقا لا يعلم إذا قرر المضي في حياته ووجد المرأة التي سترضي كيف سيكون التعامل مع جدته ؟!!!

****

في حالة خاصة تغمرها

تنعي حبها البائس الذى كان بالنهاية خيط من طرف واحد

العيب ليس به ، كل ما فى الأمر كان كذبة وهي أصرت أن تصدقه

تنقر علي مفاتيح البيانو لتسافر عبر الالحان الى عالم مثالي

عالم وضعته هو فارس ارضها وهي أميرته ، الدموع تهبط بكل راحة من جفنيها المنغلقين لتعض علي طرف شفتها السفلي وجسدها كله يتحرك بانسجام مع الالحان المنبعثة ، تحاول تخطي الأمر .. تحاول تخطي ليلة أمس الكارثية حينما استمعت بالصدفة رغبته عن الزواج بإمرأة غيرها .

تريد ان تعلم لما تبكي ؟ … هو لم يغدر بها .. لم يخدعها .. لم يعدها بشئ .. بكل كل ذلك كان فى عقلها الساذج وما نماه هو والدتها التى اعتنت بها ، عمتها جميلة كانت تدفعها إليه حتي لا تكرر مأساتها السابقة من حبيبها القديم الذي تخلى عنها لأمرأة أخرى … غفلت هي أن القلب عضو مستعصي

صعب للغاية ارضاؤه .. بل إجباره علي تقبل الواقع الذى من المفترض أن يتعايشه .. وهذه كانت مشكلتها هي وعمتها .. وماذا الذى حدث بالنهاية .. انتهى الأمر بها مثل عمتها وذبل شبابها وهي تعتني بأطفال شقيقها ، توقفت عن العزف وهي تأخذ استقطاع لحزنها للحظة … هل سينتهي بها الامر لتعتني بأطفاله وأطفال وسيم في المستقبل ؟؟ هل ستصبح مربية أطفال ؟َ! وماذا عنها هي ؟!!

لا لا لن تكون نسخة باهتة من عمتها .. ابدا

استعاد عقلها أحداث ليلة أمس كما لو انه يحدث أمام مريء عينيها ..

استقامت جميلة من مجلسها وهي مندهشة من رغبة ابن شقيقها ، التفتت بحدة تنظر إلى جدها الذى رفع يديه مستسلما .. يخبرها انه لا دخل له بالأمر ، صاحت بدهشة

– انت بتتكلم جد

زفر لؤي متنهدا بحرارة ليجيب بنبرة جادة

–  الموضوع ده ميفهوش هزار

رمشت جميلة أهدابها عدة مرات … لا تصدق حقا هل يريد أن يكسر كلمتها بتلك الطريقة ؟!! لتلك الدرجة يكره قرب وجد منه ؟!! … تمتمت بدهشة وعدم استيعاب

– واشمعني دلوقتي .. عشان عرضت عليك

قاطعها بجمود وهو ينفي ما يطرأ في عقلها

– وجد اطلاقا ملهاش علاقة بالموضوع ،انا عرضت عليها الجواز من فترة وقولتها تاخد وقتها

عبست ملامح جميلة وهي تفكر بأمومة لتصيح بحنق أمومي

– كل ده ست الحسن والدلال بتفكر

اقترب منها وهو يقبل جبهتها لينظر نحوها نظرة ذات مغزي ، يريدها داعمة لزواجه المترقب بل وهناك عتاب خفي قدرت جميلة علي أن تستشفه ، القي نظرة نحو جده بجمود وملامح متجهمة ليتمتم

– من حقها ولا ايه غالب باشا

عبس غالب وهو لا يصدق أهذه نظرة متحدية .. هز رأسه وقال بلا مبالاة

– لطاما شايف انه كويس  علي بركة الله

غمغم بعملية شديدة وهو يربت علي ظهر عمته باطمئنان

– متقلقش ارتباطي بشادية هيقدر يوثق علاقتنا اكتر

زفرت جميلة بحنق شديد لتصيح

– هو كله شغل شغل شغل

وصاحبة الحفل حضرت وقتها … وياليتها لم تحضر ، تكهرب الجو أثر وجودها لتمتم بابتسامة ناعمة

– مساء الخير

حان وقت المواجهة ، رفع لؤي رأسه ليقابل عيناها المتسائلة ، حقا لم يرغب أن يزداد الوضع سوءا خاصة وهو يشعر بميلها نحوه .. لكن الله يشهد كيف يراها .. مجرد شقيقة صغيرة تحتاج للرعاية والاهتمام والدلال الكثير .. وتلك الأشياء غير قادر على تلبيتها .. لا يريد أن يحطم امانيها بزواج مكلل بالفشل

رفضه لخطبتها السابقة ليست لغيرة كما توقع عقلها الصغير

بل خشية شقيق علي شقيقته ، رأي الرجل غير مناسب .. بل وقلبه معلق بإمرأة اخري

بالله كيف يوافق عليه .. وهي تبحث عن رجل يسخر لها وقتا ليدللها

هي تستحق شخصا أفضل من خطيبها السابق بل ومنه ، ابتسم برجولية وهو يتمتم

– كويس انك جيتي يا وجد

طرفت بعينيها نحو عمتها التي تتحاشي النظر نحوها ، انقبض قلبها وهي تعلم أن ما سيقوله سيحطمها .. حاولت أن تهرب منه لتقول بتعجل

– انا .. تعبانة وعايزة

صاح ببرود شديد وهو يمنعها من هروبها الفاشل

– عايزك تباركيلي ، لاني ناوي اتجوز

ازدردت ريقها بتوتر وهي تحاول البقاء صامدة ، تمنع الدموع للخروج عن سيطرتها وتحفظ المتبقي من كبريائها خرج صوتها متحشرجا

– مبروك .. ومين سعيدة الحظ ؟

ابتسم وقال بنبرة عادية

– شادية السويسري

هزت رأسها عدة مرات ، وهي تلتقط انفاسها كي تجيب بحدة طفيفة

– تناسبك اكيد ، عن اذنكم

تعامل الامر بطبيعه شديدة ، وكأن ليس هناك قلب أحد تحطم

يشهد الله كم حاول أن يعطيها اشارات انها ليست المنشودة

لكنها بعناد البغال قررت عدم النظر ، أدعت عدم المعرفة

لما الان تبكي وتنهار رغم ان يقين داخلي أخبره انها كانت تعلم أن طريقهما متوازيان لن يتقاطعا ، قال بنبرة فاترة

– طيب بما ان مفيش حاجه هتعطلنا اخر الاسبوع نعمل خطوبة

ابتلعت جميلة غصة مؤلمة في حلقها وهي تعلم ان ابنتها تبكي بانهيار فى غرفتها لتهمس بتوتر

– ايه يا عريس مستعجل علي الجواز ليه

غمغم ببرود

– خير البر عاجله

عادت وجد تنقر بأناملها على مفاتيح البيانو ، تغير معزوفتها الكلاسيكية الكئيبة للايقاع موسيقي سريع ، لا داعي لتبكي مرة اخري ,, يكفي دموعها المراقاة بكل قسوة وهي تنعي حظها العثر لتقع في حب رجل مترصدا لها .

***

مرر وسيم انامله علي خصلات شعره الناعمة وهو يزفر بسخط ، المخرج سيسبب له كارثة لا محالة ، صاح فى وجه معد البرنامج حينما استمع الي أغبى قرار اتخذه المخرج

– يعني انا كاره حلقات الموسم ، تقولي هنستقبل ضيوف

غمغم ببرود وعملية وهو يسير في طرقات المبني الايذاعي

– المخرج شايف كدا اظرف والطف ، بدل فضحيتك بتاعت الاسبوع اللي فات

هز وسيم رأسه يائسا ليغمم بسخرية

– والله شكلك هضيعني انت والمخرج

ابتسم باسم في وجه وسيم ليقول بمشاكسة

– خليك متفائل طب والله دا انا مختار الضيوف هيعجبوك جدا

تجهمت ملامح وسيم وقال بنبرة حانقة مزدرية

– واضح فعلا

القي تركيزه علي رسائل من احدي التطبيقات الشهيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي ، كانت جميعها بالنسبة له بلا أهمية .. فرسالة جارته الشقية المعتادة في مساء كل خميس لم تأتيه .. هل قررت تلك المجنونة عقد هدنة مثلا ؟؟!!! أم تستعد لشن حرب جديد ؟!!! ، الحق يقال ان كلامها ومشاجراتهم خفت بطريقة ازعجته كليا .. يشعر ان وجودها في يومه يضيف صخبا من نوع خاص ، صخب ملون خاص بجيهان ذاتها … انتبه علي صوت باسم الذي يقول بمكر

– فكر كدا انا جايبلك مين اول واحدة

توقفا كلاهما امام غرفة التسجيل ليضيق وسيم عينيه بقلق ليهمس

– مين ؟

فتح باسم باب الغرفة ليغمز بشقاوة قائلا

– حبيبتك اووي

حالما وقعت عينا وسيم علي الضيفة في حلقته اتسعت عيناه جحوظا ليصيح بانفعال

– انت جاي تهزر

ابتسم باسم نحو جيهان التي تجلس علي مقعدها بكل انوثة .. ابتسامة لطيفة وعينان ناعستان وهمس خافت انثوي منها جعل وسيم يرفع حاجبه للحظة ، لما تمثل معه دور البلطيجة وهي تستطيع أن تصبح أنثي .. جعد جبينه وباسم يقول بنبرة مرحة يختلقها في الاجواء الكئيبة

-انتو مشهورين طبعا خصوصا علاقة الجيرة  اللي بتجمعكم وطبعا صورة عليها لاف وشوية كومنتس اكيد فاهم الناس بتفكر ازاي

سارع وسيم نافيا بكل صراحة

– انا و جيجي  .. يا راجل دي زي اختي

عبست جيهان وهي تري وقاحته لاستقبالها ، اعتادت ان تسمع كلمة اختي منه كثيرا تلك الايام ، لا يحتاج لتكرارها لقد حفظتها ويرفقها طعنة مؤلمة في قلبها ، رفعت عيناها وهي تتأمل ملامح المدعو باسم العادية بنظرها وهو يقول بمنطقية شديدة

– مليش  دعوة بتفكر بايه .. الناس بتفكر بايه وده الاهم

وجه وسيم نظرة ممتعضة لثوبها الفاضح برأيه لفتاة محترمة مثلها ، بالله ألا يوجد تنورة أقصر من ما ترتديه .. ماذا سيفيده الاحتشام من الاعلي والاسفل يوجد به هرج ومرج ، القت نحوه قبلة فى الهواء لتقول بنبرة مغناجة

– هاااي بيبي ، عجبني استقبالك حقيقي المرة الجاية ابقي جيب بوكيه ورد

صاح بحدة وهو يخبط علي المنضدة

– من امتي بتروحي برامج يا انسه

لفت حول خصلة شعرها وقالت بعبوس طفولي

– اصل فيه واحد بشع اووي .. بيدخل في حياتي بطريقة تملكية غريبة منه ، قولت يا بت يا جيجي منكدش علي عيشته ليه زي ما هو منكدها عليا

غامت عيناه الزرقاء لتصبح حالكتين ، توجست جيهان خيفة وهي تري انقباض وانبساط فتحتي أنفه دلالة على غضبه … اقترب منها وهو يجذب ذراعا لتستقيم واقفة من المقعد وهي تنظر اليه ببرود .. همس وسيم بتهديد صريح

– جيهان قسما بالله لو….

قاطعته بنبرة ناعمة

– لا يا حلو اهدي كدا الله .. وسيب دراعي مش كفاية الاشاعات اللي بتترمي هنا وهناك

ترك ذراعها وهو يقول متوجسا

– اشاعات ايه  ؟

هزت رأسها بعدم رضي زائف لتقول بنبرة ماكرة خبيثة

– مش نسيت ما اقولك .. صورتنا من خطوبة اخويا نزلتها على انستجرام وحطيت بس قلب عليها ، الناس بتباركلنا يا بيبي على السوشال ميديا ومستنين على نار لحلقة الليلة

بسرعة فتح وسيم صفحة جيجي على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة ” إنستجرام ” ليري الصورة التي تحدثت عنها ، الصورة كانت حميمية للغاية رغم عكس حقيقتها … تبتسم بانطلاق أمام عدسة الكاميرا كانت ستلتقط الصورة وهي بين مجموعة شباب لكن هو وقتها من حسن حظه أو سوءه !!! لف ذراعه حول خصرها وقربها من جسده ليقترب من بؤرة العدسة وشفتيه تقبل عنقها .. بل ما كان موضع حنتها !! ، لا يصدق انها تجرأت بكل تهور عقل منها لتنشر تلك الصورة التي يوجد عليها الكثير من المشاركات والتفاعل ، جز على اسنانه بسخط كي لا يدك عنقها وقال

– افتكري انك اللي بدأتي يا جيجي

غمغمت ببراءة وهي ترفرف باهدابها ، وجسدها اقشعر من تذكر تلك القبلة اليتيمة وقتها ، الوقح ، السافل ، عديم التربية … يريد تهذيبها أما هو الماجن فلا يحتاج لأحد ليحاسبه علي أفعاله .. والسؤال هنا لما فعلها ؟

– مش بزمتك كنت اجنن في الفستان

تذكر فستانها الابيض العاري ، ليغمض جفنيه وهو يتمتم بحدة

– المسخرة اللي لابساها دى كانت حاجه مقرفة

انفجرت جيهان ضاحكة وقلبها يغرد في صمت ، وهي تري انفعالات وسيم العنيفة ليلة الخطبة لتفتعل تنهيدة حارة وعيناها على باسم

– حبيبي الحمش ، بيغير عليا اووي

همت بالمغادرة ليسحب عضدها وهو يدفعها للعودة للجلوس علي المقعد ، تأوهت متألمة وهي تسمع نبرته الصارمة

– اترزعي هنا لحد لما اجيلك

اشار بعينيه نحو باسم الذي يتابع المشهد بابتسامة ماكرة بينهما ، حدجه بنظرة مميتة وهو يمسكه ويجره جرا خارج الغرفة وحينما هم باغلاق الغرفة خلفه استمع الي صوتها الساخر

– متتأخرش عليا يا بيبي عشان بخاف اقعد لوحدي

وجوابه لم يكن سوي صفعة الباب … لتجلس بمفردها في غرفة التسجيل !! وسؤال قلبها يلح بخبث

هل غار صاحب العينين الباردتين ؟!

***

عيناه ببساطة تنتقلان من بين زهرة لأخري

النساء كالزهور كل انثي لها عطر خاص بها

من بين رائحة الفل ، والياسمين ، والزنبق ، واللافندر و ..الخ

هو يشم عبير عطورهن ولا يكتفي بواحدة .. اتسعت ابتسامة رجولية جذابة علي شفتيه عدسة كاميرته تعكس رؤية مثيرة للغاية .. حرارة تصاعدت في جسده ليغمغم بعبث

– اووو .. نعم هذا جيد ، اممم بل رائع

عض طرف شفته السفلي يكتم تأوه يكاد يخرج من شفتيه ، وهو ينظر نحو الكاميرا التي يضعها ما بين ساقيه مراقبا ساقين جذابتين  .. بل مهلكتين للغاية .. ساقين مغويتين تعلمان تأثيرها للغاية علي الرجال … عينيه الوقحتين تلتهمانها بشراهة شديدة وهو يري حبيبها الذي يضم خصرها بتملك .. يحق له الرجل

اللعين ذلك محظوظ ، انفرجت عن شفتيه ابتسامة ساخرة ليرفع عيناه وهو يراقب طاولة تلك المثيرة الصهباء .. خصلاتها الطويلة للغاية تتأرجح بحرية خلف ظهرها ليضع يده علي قلبه وكانها رشقته بسهم طاعن .. مسد متأوها علي نبضات قلبه ، غمغم بحقد دفين

– اللعنة عليه ذلك الخبيث ، اين حظي بها ؟

سؤاله ألقاه  عبثا .. وهو يدير بعينيه التي تلتهم النساء اسفل نظارته القاتمة ، لو خلع نظارته لانفضت النساء من حوله .. لكنه مراقب جيد .. تعلم صبر الصياد و جراءته ، ليست مشكلته انه يحب ان تسر عينيه بالنساء .. فهن خلقن من أجل الحب والدلال والمتعة  فقط .. كائنات متفجرة المشاعر .. قادرات علي وضع مشاعر تحت قدر ضغط لكن قدر الضغط في نهاية الاحوال سيطلق صفير قبيل انفجاره ، هبطت عينيه نحو الكاميرا ليري تدبل وضعية جلوس الصهباء ليكشف الكثير .. الكثير حقيقة بسخاء عن مفاتنها الظاهرة للرائح والغادي ، مرر يده على خصلات شعره السوداء لتتلاعب ابتسامة خبيثة علي شفتيه وهو يراها ترمي بنظرات ناعسة نحوه ..

واخيرا .. لقد جاءت الجميلة اليه … رفع عينيه ليقع نظراته على عينيها الزيتونية .. تناشده بصمت وانفراج شفتيها المكتنزة جعلت ابتسامته تتسع .. خلع نظارته ليقابل نظراتها البريئة المتاورية بنظرة رجل لإمرأة أثارت غريزته.

اتسعت ابتسامتها ليقابلها رضي كبير وهي تلتهمه بعينيها بوقاحة فجة لتشير برأسها لكي يقف لثواني .. ابتسم بتكاسل شديد وهو يثبت عينيها داخل عينيه السوداء لتعبس ملامح الصهباء فجاة ، لفحته رائحة ناعمة من نادلة التي اقتربت بأغواء هامسة بصوت مغناج

– هل ترغب بشيء آخر سيدي ؟

لكنتها سيئة في الانجليزية للغاية ، وقعت عيناه عليها وهو يري زهرة اخري لطيفة عكس الاخري ليبتسم وهو يقول بنبرة ذات مغزي

– أشك أنني سأجد منك ما اريده

فهمت ما يرمي اليه لتهبط بجذعها قليلا تستعرض انوثتها عليه لتقول بمكر وهي تمرر يدها علي صلابة ذراعه

– لما لا تجربني ؟

رمق يدها الجريئة علي ذراعه ليبتسم بسخرية وقال

– أواثقة انت ؟

ثم بكل برود ازاح يديها ليلفظها بكل برود منه قائلا

– لا للاسف .. لستِ من نوعي

اتسعت عينا المرأة وهي لا تصدق ذلك الحقير الذي لفظها وكانها قطة من شوارع موبوءة  يخشي ان تصيبه بالمرض ، تجهم وجهها لتصيح بجفاء وهي تنصرف عنه

– قذر .. لعين

لم يعبا بها ليعيد نظره نحو  الصهباء التي كانت تتابع ما يحدث بعبوس .. لكن ما ان صرفها حتي عادت ابتسامتها تتألق من جديد ، الدعوة مفتوحة له ولكي تجعله مضطرا علي قبولها ، استقامت من مجلسها وهي تذهب إلى استراحة نسائية تقبل شفتي حبيبها بتعجل لتلقي غمزة ماكرة اليه وهي تعده باكثر من عناق وقبلات شغوفة ..

ارتفع حاجبيه بتسلية ليغلق تصوير الفيديو مربتا عليها كما لو أنها كنز أثرى قديم ، استقام من مجلسه حاملا كاميرته الثمينة ليذهب بفضول ودافع إليها ولم تخطئ عيناه عن حبيبها المزعوم.. سار في الردهة المؤدية للاستراحة ليشعر بيد امراة تسحبه الي استراحة النساء .. ابتسمت الصهباء بظفر شديد لتهمس بنبرة ناعمة

– مرحبا يا وسيم

غمغم بنبرة هادئة وهو ينتظر خطوتها القادمة

– مرحبا يا مثيرة

ضحكت بمكر لتدفع جسده نحو الحائط وهي عازمة علي تقبيل شفتيه ، الا انه منعها ممسكا ذراعيها قائلا

– ليس بتلك السهولة يا مثيرة

تبرمت شفتيها بيأس لتنظر اليه بعبوس غمغمت بياس

– لقد احبطتني يا رجل ، لولا اني شعرت بنظراتك لي وهيئتك العضيلة الرائعة لما قمت من مجلسي

ارضته حقا برجولته ، عبس وهو يقول بفضول شديد

– حقا ؟ ماذا عن حبيبك يا مثيرة؟

تبرمت شفتيها لتمتم وعيونها النهمة تمر علي جسده الرجولي وهي تائقة لتصبح بين ذراعيه

– اووه مايك ، هذا الرجل مقرف للغاية لقد سئمت منه ، هل تريد مني أن أصبح حبيبتك ؟

هم بالرد إلا أن صوت هادر صاح بشراسة وهو يحاول اقتحام استراحة النساء

– من ذلك الحقير يا روزي الذي معك في الغرفة ، افتحي الباب يا ****

اتسعت عيناه ولوهلة يشعر انه انقاد نحو فخ ، هل يعقل انهما استدرجوه ليسرقوه ؟؟!! يا ويلهم حقا … تمتم بنبرة ساخرة وهو يهز رأسه متأسفا

– هذه حقا شتيمة وقحة

فتح باب الاستراحة النسائية لتقع عيناه علي حبيبها المدعي وهو يقتحم الاستراحة ينظر نحو حبيبته ليقول بلغة ايطالية كحديث خاص بينهما

– هل انتهيتي ؟

ربما من حسن حظه انه يعلم الايطالية ، همت المرأة بالرد الا انه صاح بلهجة ايطالية صحيحة

– هل هذا حبيب كما تدعين أم قواد ؟

اتسعت عينا المرأة بجحوظ وارتبك معالم وجه الرجل ، ابتسم ببرود وهو يقترب من الرجل ليربت علي صدره قائلا بأسف

– للاسف بضاعتك مغشوشة يا رجل ، يجب علي الرحيل

اوقفه الرجل وهو يصيح بحنق

– أين تظن نفسك ذاهبا .. هيا اعطني مائتي دولار الان

رمقه باستخفاف رغم علامات الشرر في عيني غريمه ليقول ببرود

– انت تحلم لم ألمسها

صاح الرجل بحدة شديدة وهو يميل برأسه يمينا ويسارا استعدادا للحرب ليخرج مدية من سرواله

– هل تريدها بطريقة سهلة أم صعبة

القي نظرة نحو المرأة التي تتابع بقلق لما يحدث ، وضع الكاميرا الخاصة به بين يديها ليقول بنبرة عابثة

– احتفظي بها يا مثيرة لدقائق حتى اعود إليك

تقبلت المرأة الكاميرا الخاصة به ، والغمزة الوقحة منه وصلتها كأنها رسالة مشفرة قدرت على قراءتها ، التفت نحو الرجل والمدية لم تتأثر به مقدار ذرة وهو يستعد لنزال معركة … علي حين غرة لكم الرجل لكمة عنيفة وهو يقول بعبوس

– بل خشنة

تفاجأ حينما خر الرجل ساقطا علي ركبتيه والمدية تطايرت وسقطت بعيدا عن متناول يديه ، أمسك  الرجل انفه التى تنزف بغزارة ، هز راسه بحزن بائس وهو يلتفت نحو المرأة ليقول بأسف زائف

– كم أشعر بالاسف عليه ..يبدو انه قضي اوقات عديدة في الصالة الرياضية لتكوين عضلات لكن يبدو انها مزيفة من أول لكمة يخر ساقطا .. عار عليه ، علمت الان يا مثيرة سبب غضبك منه

سحب منها الكاميرا وهو يغادر الاستراحة النسائية ، وتوجه خارجا ليلتقط حقيبته التي تركها جانبا ومن ثم خارج المطعم ، عبث بشفتين غير راضيتين نحو الصور التي التقطها ليقول بعبوس شديد

– يبدو أنني سأكتفي بالسيقان في تلك المرحلة ، سحقًا لهما مزاجي أتلف بسببهما يجب على …

تبخرت باقي عبارته حينما وقعت عيناه على زهرة جديدة ، منفتحة بإشراق جميل ألهب حواسه ، ابتسم بمكر

-يبدو أن اليوم هنا ملىء بالمفاجآت الرائعة

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك رد

error: Content is protected !!