روايات

رواية عشق القاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء العمري

رواية عشق القاسي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء العمري

رواية عشق القاسي البارت التاسع عشر

رواية عشق القاسي الجزء التاسع عشر

عشق القاسي
عشق القاسي

رواية عشق القاسي الحلقة التاسعة عشر

كانت زينب قاعدة في التراس لكنها كانت شاردة وحزينة وهي بتفتكر كل اللي حصلها واللي جنته بإيديها وحياتها اللي اتبدلت بعد ما أعجبت بخطيب اختها لغاية هروبها وهي حامل بطفل اكيد في نظر الناس غير شرعي رغم أنها متجوزة على سنة الله ورسوله لكنه كان في السر ودا كان بالنسبالها اول واكبر غلطة في حياتها
وبعدين دراستها وشغلها، اشتغلت حاجات كتير في حياتها عشان تدرس وتعاقب قلبها على الحركات الطفولية اللي هدمت حياتها في غمضة عين ولأنها كانت مستنية حد يدعمها ومع ذلك محدش دعمها لأنها كانت علي غلط ومع ذلك احتاجت لدعم ملقتش لكن اتعلمت واشتغلت وكافحت زي ما بيقولوا لحد ما اتخرجت واشتغلت في أكبر بنك ويوم ورا يوم بتثبت للمدير انها كفاءة لغاية لما اترقت وكإن قدرها كان مستني ترقيتها وبدأ عذابها الحقيقي على أفعالها وكانت اقتنعت ان دا عقابها علي حاجات كتير سواء كانت فاكراها او عوامل الزمن نستهالها من كتر ما الذاكرة مليانة ليها
إلياس كان واقف يراقبها من بعيد وهو شايفها حزينة وسرحانة دايما وافتكر اهتمامه بيها لما كانت الحمى شديدة عليها وسهره جمبها كام ليلة لحد ما ربنا امر بشفائها
مشاعره في الفترة دي كانت مشتتة ما بين القسوة واللين الحب والكره وبين الحين والآخر لازم واحد فيهم ينتصر احيانا القسوة وأحيانا اللين وكثيرا الكره لكن الحب لم يبدأ بعد أو محتمل بدا لكن لم يرى إلى الآن ماذا يكن قلبه
لأول مرة يستكشف زينب من بعيد ويشوفها كإنسانة تانية انسانة ضعيفة هشة كانت بتصدر قناع القوة لكن دوام الحال من المحال ولأن ضعفها أكبر من قوتها انزاحت أقنعة القوة وقشرة التمرد اللي كان شايفها في عنيها اول مرة وحل محلها ضعفها الانثوي الحقيقي اللي بيثبت ان حواء أضعف من ادم وأقوى تأثرا بما حولها
إلياس : صباح الخير!
استشعرت صوته بنبرة غريبة جواها بصتله وابتسمت شبه إبتسامه : صباح النور
إلياس : ممكن اقعد معاكي اذا مش هيضايقك
ابتسمت بحزن : دا بيتك انت بتستأذني؟
إلياس قعد قريب منها وابتسم : ودا بيتك برضه متنسيش انك مراتي وعلى إسمي دا غير اننا قرايب برضه أظن كدا ولا إيه؟
زينب : اه طبعا ابن خالي اكيد بس دا ابعد ما يكون عن القرابة اللي بينا
إلياس بصلها بإستفهام : يا ترى قصدك ايه ؟
زينب : يعني اننا زي الاغراب بالظبط وعايشين في بيت واحد ومنعرفش بعض غير بالأسامي وبحسك دايما غريب زي اللي بتقاوم حاجة جواك احيانا بحس انك قاسي وغامض وأحيانا بحسك مرح وطيب وبشوش وحنون زي الايام اللي فاتت واهتمامك بيا وبكل حاجة لما كنت تعبانة وزي دلوقتي كدا برضه
إلياس اتنهد : حياة الإنسان متخليش من كل اللي قولتيه وإلا هيكون انسان مثالي ودا مش موجود ولا إيه؟
زينب : معاك حق
إلياس :زي ما نا شايفك بالظبط
زينب : اللي هو ازاي؟ عاوزة اعرف شايفني ازاي؟
إلياس : مش شايف حاجة، انا شايف شبح إنسانة، يعني تعبانة سرحانة غامضة برضه وانهياراتك المتكررة دي بتدل انك شبح او انك ضعيفة لدرجة انك مش قادرة تتخطي موقف حصل معاكي الحادثة مثلا، يعني اول مرة شفتك فيها شدتيني اني اعرفك متمردة وعنيدة وانتي نازلة تشتمي اللي كسرلك فوانيس عربيتك وبعدين كسرلك اللاب بتاعك فاكرة؟ بعدها كل دا اختفي من بعد الحادثة
زينب : زي ما انت قلت احنا مش مثالين بس اكيد عارف ان كل إنسان فينا له ماضي عاشه وزي ما عاش فيه الحلو والأحلام شاف فيه اللي يوجع ويكسر
إلياس : معاكي حق
وكإن الاتنين متفقين في نقط كتير مشتركة بينهم ودا كان الإحساس المسيطر عليهم
حاولت تخرج من المود ده وهو كمان بصلها : ايه رايك نغير المود ده، أو نبدل الماضي ونكتب صفحة جديدة تغطي علي الوجع ده
زينب : ياريت
إلياس ابتسم : ايه رايك اعزمك برا علي العشا؟
زينب بصتله : بس انا سامعاك ببتكلم في الفون وبتقول انك عندك عشا عمل النهاردة
إلياس : وايه المانع؟ يتأجل الدنيا متهدتش
زينب : الايام جاية كتير ممكن نخرج فيها بلاش شغلك يتأثر انت لسه جديد في الساحة هنا
إلياس ابتسم لاهتمامه ودا زاده اصرار انه يصحح اللي عمله واللي كان ناوي يعمله
إلياس : انتي شكلك بتتهربي لو مش قابلة اننا نبقي صحاب او حتي مش عاوزاني خالص
وكإن دي إشارة تهديد ليها انها اخر فرصة عشان تتخلص من احبال الماضي، خافت الفرصة تختفي منها تاني فبصتله بترجي : لا لا انا موافقة، اتمنى بس مكونش انا معطلاك
إلياس : في ايدينا كل حاجة، وفي ايدينا نصلح اللي كسرناه، والعشا المهم يتعوض لكن ساعة الصفا والقلب الخالي متتعوضش
وكإنها دعوة صريحة لحياة جديدة وانتعش الأمل جواها حتي لو لحظات لكنه انتشلها من آلام نهشت قلبها وعيشتها في دوامة لسنين
عند منة ومجدي
رجع من الشغل لقي منة جهزت العشا دخل غير هدومه وأخد شاور ورجع من سكات قعد ياكل وكانت الحياة كدا بينهم الكلام قليل جدا وفي أضيق الحدود، كإن مجدي بيراجع نفسه وسنينه وظلمه لمنه ووقوعه بين فك اختين بينزعه على مزاجهم
قلبه مع واحدة لكنه في الواقع مع اختها اللي كان المفروض هي اول بخته لكنه إتفاجأ بالصغيرة بتعترفله بمشاعر طفولية وانها بتحبه لكن في الواقع هي كانت لسه مراهقة مش فاهمة اي حاجة وان مشاعرها دي مش مستقرة
لكنه مشي ورا غريزته وكذب اي منطق بيقول غير اللي هي قالته وكان زي الكورة في إيديها ومشاعرها
اتجوزها وحبها بس ملحقش يحدد هي زوجة مناسبة ولا مازالت عيلة بتلعب بيها المشاعر ما بين الإيجاب والسلب وما بين الإنجذاب والنفور
وانقطع الخيط اللي بينهم في لحظة بس هيفضل الحال كدا لإمتى؟ وايه المصير اللي لسه منتظره؟
ومنة من جهتها ساكتة وسرحانة ما بين غيرتها عليه السنين اللي فاتت وما بين كرهها لأختها اللي اتسببت في النتيجة دي، متجوزة شخص بيعاملها زي الأغراب
قعدت قصاده تتعشى هي كمان من سكات لكن جواها احساس ان مجدي مش طبيعي وبتفكر يا ترى ايه اللي ممكن يكون حصل، مجدي خناقاته معاها قلت بقي بيتعامل معاها بهدوء وكتير بيتجاهل الكلام وانه يقعد في البيت
كان الجو مشحون توتر ومجدي حاسس ان هدوئها هي كمان مش طبيعي يعني غير طريقته وبطل يتخانق وبيراجع نفسه وقراراته زي اللي واخد فترة راحة بس رد فعلها هو الهدوء فحاسس انها يمكن تكون بتخطط لحاجة ولا يمكن تكون تعبت من طلب حقوقها وطلب الاهتمام ومعاها حق في كلا الحالتين
قطع الصمت ده : انا نازل القاهرة بكرة
بصتله بإستغراب ومازالت ساكتة : ساكتة يعني؟
بصتله بهدوء : هقول ايه؟ مستنيني أمنعك ؟
مجدي : بس طريقتك جديدة عليا، يعني مش متعود عليكي ساكتة
سألته : تحب اقولك ايه؟
مجدي : مالك يا منة؟
منة : سلامتك انا كويسة
مجدي : معندكيش اعتراض المرا دي لما بقولك رايح القاهرة
منة : براحتك
مجدي : مش شاكة فيا؟ ولا خلاص وثقتي اخيرا
منة بتهكم : معدتش بعرف ادي امان لحد، امي الوحيدة اللي كانت اماني في لحظة اختارتها ونسيت اللي حصل وراحتلها يبقي تبقي مين عشان اثق فيه. ابويا اللي كان يكرهنا انا وزينب يقف في وشي ويدافع عنها وتلاقيه عايش معاها دلوقتي
مجدي : ايش عرفك أن ابوكي حن مرة واحدة وكمان عايش معاها؟ تفتكري هتسامحه بسهولة؟
منة بهدوء : كل حاجة بتتغير في غمضة عين ولا عندك رأي تاني؟ كان ليا وفي لحظة بقي لاختي
بصلها : بس اخذتيه في الاخر حتي لو راح اختك، في الاخر سابتهولك
منة بضحكة سخرية : مستعمل؟ سابتهولي مستعمل ومستهلك، استخدامه ضعف ده (بتشاور علي قلبه) مشغول ومبقاش فاضي وأعتقد معادش مكان فيه
بصتله : هتفضل اد ايه في القاهرة؟
مجدي : معرفش هيفرق؟
منة : لا ولا هيفرق ولا حاجة
وقفت : الحمدلله شبعت
بصلها وهي كملت : هروح احضرلك شنطة عشان تسافر بيها
مجدي : ماشي وانا هبات مع فرحة النهاردة
ابتسمت بجمود : اللي يريحك
دخلت تحضرله شنطة للسفر وهي دماغها بتفكر هي رجعت لشكها القديم وحاسة ان سفره القاهرة اخر فترة مش طبيعي وأنهم ممكن يكونو رجعوا يتواصلوا تاني ولانها ما تعرفش عنها أي حاجة من يوم اللي سابت البلد وراحت القاهرة بقت متيقنة ان نزول جوزها القاهرة وغيابه من غير مبرر بيخليها تشك فيهم الاتنين في الاخر هي مبقتش تثق في حد
وقررت ان الهدوء والصبر مفتاحها لرد حقها
في الفيلا
كانت زينب بتجهز نفسها عشان معادها مع إلياس دخلت عليها مامتها وشافتها بتجهز وكانت حيوية ومتغيرة كتير والتعب كإنه بدأ يختفي منها
ابتسمت براحة وهي حاسة ان حمل من علي اكتافها اتشال
وان مراقبتها لإلياس واهتمامه بنتها أكدلها ان القرار اللي أخذته مكانش من فراغ وان ابن اخوها متغيرش وواخد طباع اخوها ودا اللي عشمها في البداية تسلمه بنتها ورجعت ندمت علي قرارها لما تهيأتلها كل الام الماضي واللي كان بيعمله فهمي في إلياس واخته وتهيألها ان إلياس وافق عشان ينتقم منها ودا كانت الايام إثبتته بعد اللي حصل وبعد إلياس عن البيت كإنه بيخطط لحاجة ولكن كل دا اتبخر وهي شايفاه بيهتم بيها وبدواها ويسهر جمبها ويهتم لأجلها وفي كل حاجة حمدت ربها ان الخوف زال وان إلياس راجل يعتمد عليه وسلمتله أمانة هي واثقة انه هيحافظ عليها ويحميها من كل المخاوف اللي جواها وأولهم فهمي اللي لحد دلوقتي محدش عارف هو راح فين؟
راقبت زينب شرود والدتها في المراية التفتتلها : ماما!
صباح…..
زينب هزتها فإتخضت : فيه إيه؟
زينب هدتها : اهدي يا ماما، انتي مالك فيه ايه؟
صباح ابتسمت : انا كويسة طول ما بنتي حبيبتي حياتها بتتحسن وبتخرج من المود اللي حطت نفسها فيه
زينب : حاجات كتير يا ماما السبب في اللي حصلي الفترة الأخيرة بس الحمدلله بقيت احسن وبحاول اتخطى أي أزمة مريت بيها
صباح : اهم حاجة تتأكدي منها اني عاوزاكي بخير واللي انا عملته كان في مصلحتك والايام هتثبتلك كلامي
زينب : ان شاء الله بس انا لحد دلوقتي مش فاهمة
صباح : مش فاهمة ايه؟
زينب :إلياس ليه بيعمل معايا كدا، وهو اصلا بحسه غامض كدا
صباح : هو لا غامض ولا حاجة انتي بس لسه مش فاهماه
زينب أكدت : بالظبط، انا مش فاهماه احيانا بيكون ساكت وغامض وأحيانا احسه حنين وطيب ودا ظهر معايا كتير وكتير بحسه عايز ينتقم مني انا مش فاهمة هو ازاي كدا؟
صباح : اللي حصل زمان يمكن هو السبب
زينب : انا برضه مش فاهمة تفاصيل اللي حصل زمان
صباح : ودي مهمتك، وانا مش هقولك عاوزاكي تقربي منه، افهميه خففي عنه قربي مني يا زينب ولو فهمتيه تتعرفي تتعاملي معاه وتكملي حياتك بطريقة تريحك وتريحه بالأكتر ويقربه منك وانا واثقة انه هيكونلك ونعم الزوج بس قربي منه ومتيأسيش لو صدك مرة الراجل مش زي الست لازم تفهميه وحسسيه انك جمبه، إلياس انحرم من صالحة امه وهو صغير وكانت اخته مكانها لكن اتجوزت صغيرة فده خلق جواه مشاعر كتير يمكن عكس بعضها ومفتقد لمشاعر كتير حاولي تديه جزء منها حاولي تشيلي الغمامة اللي علي عنيه
زينب بحزن : فكرك هقدر علي دا كله؟ صعب يا ماما عليا، انا خسرت كتير في حياتي
صباح قربت منها وحضنتها : هتقدري، وفي كل مرة اسألي قلبك هيكون دليلك
زينب : فكرك قلبي لسه هيصلح لحاجة؟ ولا انا أصلح لحاجة
صباح : ليه يا بنتي، كلنا بشر
زينب : انا لازم امشي إلياس مستنيني
مشيت وامها فضلت تدعيلها هي وإلياس
ومشيت زينب لعند إلياس وراحو للمطعم
وكان في عيون بتراقبهم والحقد ماليها وعقلها بيخطط في اللحظة دي لخطة النهاية

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق القاسي)

اترك رد

error: Content is protected !!