روايات

رواية لن أحررك الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت التاسع

رواية لن أحررك الجزء التاسع

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة التاسعة

 

لن احرركِ🦋
🦋البارت التاسع 🦋
تنزل على سلالم ترتدي بنطال جينز وعليه كنزة
بنصف كم تكشف نصف ذراعيها ، كان البنطال من اللون الابيض والكنزة من اللون الأزرق
والابيض…. تربط شعرها على شكل (ذيل حسان) و تحمل حقيبتها الصغيرة بين يدها وعيناها غائمة
في شرود حزين من القادم وراء هذهِ الزيجة…
دلفت الى غرفة الطعام بعد أن أخبرتها الخادمة أن
جواد ينتظرها هناك على الإفطار…….
“صباح الخير….. “وقفت بجانبه بعد أن قالت جملتها
بصوت أنثوي شبه حزين…..
كآن يأكل بهدوء فور دخولها عليه ورائحة عطرها المميز تغمره ، رفع عيناه ورد عليها بنبرة شبه ثابته….
“صباح النور….. قعدي عشان تاكلي قبل مانمشي…”

 

 

قالت بسمة برفض….
“لا شكراً أنا مليش نفس….. أنا هقول لام إيمان تحضرلي نسكافية أشربه على ما تخلص فطارك… ”
كادت أن تذهب من جانبه ولكن إعاق ذهابها كف يده الذي أطبق على كفها باللطف……
نظرت الى يده على موضع يدها ومن ثم حدجت في عينيه باستغراب…..
تنحنح جواد من حركته المباغتة لها وقال بحرج ….
“مش هاينفع تشربي قهوة على الصبح…. يعني افطاري الأول وبعدين اشربي اللي تحبيه….. ”
قطبت جبينها وهي تحدق به بغرابه….
“تمام…. بس ممكن تسيب أيدي….. ”
نظر جواد الى موضع يده ومن ثم إزالها بحرج مخفي
عن عيني بسمة التي جلست بجانبه وبدأت تاكل على مضَضَ فهي لا تريد التحدث معه تحت اي ظرف
حتى لا تنظر إلى تلك العيون ((المخيفة))…..
بعد مدة كانت تصعد الى سيارته في المقعد الخلفي
دخل جواد وهو يتحدث في الهاتف ظناً منه أن بسمة مزالت بداخل آلمنزل….
“ايوه يانجي….. لا هاقابلك أول مابقى فاضي…. خلاص بقه مش عايز صداع….. وبلاش ترني كل شويه…. “أغلق الخط وهو يزفر بضيق أتت عيناه في
مرآة السيارة من الداخل ليجدها تجلس في الخلف
وتنظر من نافذة السيارة بصمت مريب……
“تعالي قعدي جمبي هنا….. ”

 

نظرت نحو المرآة وتلاقت بعيناه الباردة…
سألت بدهشة…..
“نعم…… ”
مشط شعره بكف يده أمام المرآة حتى يراقبة بدون أن تلاحظ مراقبته وكأنه منشغل بنظر إلى نفسه
عبر تلك المرآة الصغيرة……
“آللي سمعتيه…… أظن أني قريب أوي هبقى جوزك مش السواق بتاع سيادتك….. ”
امتعض وجهها بازدراء وهي تطلع عليه… ثم
ردت بعناد..
“آنا مش متعوده قعد جمب راجل غريب في
العربيه …..”
“أولاً أنتي عملتيها قبل كده ثانياً أنا مش غريب آنا هبقى جوزك…. ”
زفرت بغضب وقالت بتهكم….
“كانت الظروف غير الظروف ، وياريت تبطل كلمة جوزك ، جوزك ، مانا وأنت عارفين اللي فيها….. ”
ثقب عيناه عليها عبر المرآة قائلا
بتشدق ساخر…
“ماعشان آنا وأنتي عارفين اللى فيها بقولك تعالي
قعدي جمبي وستهدي بالله….. ”
“لا آنا مرتاحة كده….. “عقدت ساعديها وهي تجيبه بتبرم وقالت بضجر…..
“ياريت بس تسوق براحه لحسان شكل السكة دي
مليانه قعبله…. ”
نظر جواد من نافذة السيارة مثلما تحدج تلك

 

العنيدة ليعلو لحيته أبتسامة ساخرة….
“براحتك …..”
لم يرد على جملتها الاخيرة بل رد على حديثها العنيد…. بلعت ريقها بتوجس من امتثاله لطلبها
بتلك السهولة المريبة……
حرك محرك السيارة وبدأ بالانطلاق بها…..
كان يقود السيارة بسرعة رهيبة وتتخطى السيارة
بعد (المطبقات العالية ….)
كان يتحرك جسدها بقوة صعوداً وهبوطاً في ذلك المقعد الخلفي…..زفرت بغضب وهي تتحدث الى جواد….
“ممكن تهدي السرعة شويه لحد متطلع على اطريق
السريع…..”
لم يرد عليها بل ظل كما هو على تلك السرعة الرهيبة
وكانه بمفرده في سيارة…..
“ياخ انتَ مش سامعني….آآه براحه هو احنا في حرب….الله إيه…. آآآآه طالما حضرتك مابتعرفش تسوق عربيات بتركبها ليه…..آآه براحه بقه ضهري اتكسر..”صاحت بقوة وتاوهت بصوتٍ عالٍ….
شعر انهُ تمادى في عقابها ، اوقف السيارة فجاة ونظر لها عبر المرآة وجدها تدلك ظهرها بكف يدها بتعب
وهي تتاوه بصوت مكتوم…..
نزل من السيارة وفتح الباب ناحية جلستها
وانحنى عليها برأسه قائلاً…..
“أنتي كويسه ضهرك حصله حاجه….. ”
ن
ظرت له باستهزاء معقبه….
“لا أبداً ضهري حديد مش بيتكسر من سوقة
سيادتك…..”
عقد حاجبيه بذهول منها….
“هو انتي لسه فيكي حيل تقوحي معايا …. ”
تجهم وجهها وهي ترد عليه بنزق…
“دي ميزة المحاماة يا….. ياابن الغمري…. ”
“طيب…. “مال على جسدها ليحملها على ذراعيه
اصابتها الدهشة وهي تسأله بذهول…
“أنت بتعمل إيه ….”
نظر لها بطرف عيناه مجيب ببرود….
“دي ميزة الإجرام يابنت الرفاعي…… ”
فغرت فمها بعدم فهم….
“هاا…. ”
رد عليها بطرف عينيه….
“ميزة الإجرام بالـ…..بالـعــافية….”
القى بها على مقعد السيارة بجانبه بالقوة …

 

” بالــعافية تنفذي كلامي ، وبالـعافية تبطلي عِناد…”
جلس بجانبها …اتسعت مقلتيها وكادت ان تنهال عليه
بالكلمات ولكن اسرع جواد بالقول بتحذير صـارم…
“انا مش عايز اسمع صوتك لحد مروحك….وكفاية
كلام بقه عشان مصدع….”
عضت على شفتيها بغيظ فهو يعاملها كطفلة…
“بطلي عض على شفيفك هتعوريها ”
احمر وجهها بحرج لتهتف بانزعاج حاد…
“وانتَ مالك سوق وانتَ ساكت…..اي ده…”
نظرت عبر نافذة السيارة بضيق من وقاحته معها….
رفع حاجبه بخبث وهو يرى خجل الفتيات على وجه
تلك العنيدة صاحبة اكبر روح مغامرة ……
وصلت السيارة بعد ساعات امام باب منزلها….
نزلت من السيارة بدون ان تتفوه بكلمة طوال
الطريق وحتى وهي تنوي المغادره الان منها…
مسك جواد كف يدها قبل ان تترجل من سيارته…
نظرت له وهي تساله بعينيها….
“في إيه؟ ماسك ايدي كده ليه؟…..”
تحدث جواد بجدية واضحة وعيناه ثاقبة عليها…
“زي ماتفقنا يابسمة عـشـان محدش عندكم يشك في حاجه….”
اكتفت بايماءة بسيطة وهي تقول…
“حاضر……ممكن بقه تسيب ايدي…..”
“خدي بالك من نفسك…..”
قال جواد جملته وهو يترك كف يدها ، حدجت بسمة
به بتمعن وغرابه من امره ، قطع هذا التدقيق والدهشة على وجهها صوت جواد وهو يقول
بخشونة….
“يلا انزلي..؟….. عشان اتاخرت…..”
عضت على شفتها السفلية بانزعاج وهي تترجل من السيارة لم تنطلق السيارة بعد خروجها بل ظلت واقفه حتى اختفت دخل مبنى ما…..
خرج جواد من سيارته وفتح صندوق السيارة من الخلف واخرج منه حقيبة سفر كبيرة….تطلع حوله
بتراقب وجد بعض الاطفال يلعبون كورة القدم….
اشار الى اثنين منهم…..

 

 

“ايوه ياكابتن عايز إيه…..”
مال جواد قليلاً على الولد وهو يسأله…
“تعرف بيت بسمة محمد المحامية….”
اشار الصغير على المبنى امامهم وقال…
“اهوه يابو الكباتن الشقه اللي في دور التالت….”
تقوس فم جواد جانباً وهو يقول….
“طب ياكابتن منك ليا ، انا عايزكم توصلو الشنطه ديه ليها ….ودي حاجه بسيطه لزوم الخدمة يعني ..”
اخرج مبلغ بسيط بنسبه له ولكن باهظ في عيون تلك الصغار…..
ابتسم الولد وهو يرد عليه بسعادة مفرطة…
“عنينا للباشا ….”
حملو الحقيبة الكبيرة معاً امام عينا جواد الذي كان يراقبهم بعد ان ولج الولدان الى داخل المبنى صعد
جواد سيارته وانطلق بها……
في داخل المبنى….
وصلت بسمة أمام شقتها….
كانت تعلم أن الوقت مبكراً وأن الجميع في عملهم
وكريم في المدرسة ، اخرجت مفتاح الشقة من حقيبتها الصغيرة ودلفت للداخل….
أغلقت ألباب وهي تنظر الى كل ركن في تلك الشقة
التي شهدت سنوات الطفولة والمراهقة ولان تشهد
على زيجتها البأسه من ذلك(( الغمري))….. تنهدت
بصوت مسموع وهي تهم لداخل غرفتها لتغير ملابسها بأخرى مريحة….. صدح جرس باب الشقة
نظرت بسمة الى ساعة الحائط المعلقة باستغراب
فالوقت مزال مبكراً على عودة أمجد ودعاء من
العمل …..فتحت باب الشقة بتراقب لتقابل هذان الولدان أمامها…..
“في حاجه يأسامة….. ”
تحدث الصغير بسرعة وحماس….
“ايوه يابله بسمة في واحد لابس بدله حلوة وراكب

 

عربية مرشيدس بعتلك الشنطة دي وقالنا نوصلها
ليكي…. ”
س
ألتهم بتوجس….
“واحد مين….. ”
“معرفش أسمه…… يلا سلام يابله بسمة… “نزل الولدان وهم ينظرون الى المآل الذي ربحوه من
ذلك الرجل السخي…….
حملتها للداخل واغلقت ألباب وبدات في فتح سحابة
الحقيبة لترى محتوياتها……
“أي ده….. “وجدت ملابسها الذي كانت ترتديها في قلب بيت المزرعه الخاص بجواد وتلك الثياب الجديدة التي احضرها جواد لها وجدت ورقه بيضاء مطوية على سطح الملابس ، فتحتها ….
((ماينفعش تنسي حاجه تخصك…. ولا إيه ؟؟….))
أغمضت مقلتيها من برودة رسالته وسؤاله المباغة…
لها…… زفرت وهي تمتم بأسمه بستياء….
“جواد……..أنت طلعتلي منين….. ”
ولن أحرركِ ستظل تراود أحلامك وأحلامي دوماً
فانا الصياد الماهر وأنتِ الفَرِيسة القوية !!…..
………………………………………………………….
“خلاص يارونا شويه وجايا مش هتاخر…. خلاص
بقه يارنا بطلي زن ، باي….. “أغلقت أسيل الهاتف وهي تهم بالخروج من باب حديقة الفيلا مقابلة
أحد حرس خالها (زهران)…
” لو سمحت يافتحي ينفع تشوفلي اي تاكسي …”
اومأ لها الرجل مفتول العضلات ذو حلة سوداء رسمية…
“أوامرك ياهانم ….”
“خليك يافتحي مكانك….. ”
استدارت أسيل الى مصدر الصوت بيقين
تطلعت بضيق على سيف الذي يقف بثياب كاجول
بنطال اسود وتيشرت من اللون الأبيض وممشط
شعره للوراء بجاذبية معتادة ، وسيم وله هالة طاغية
على أي مكان يقف به……
ابتعدت أسيل بتشنج من المكان بأكمله نحو الطريق
السريع للبحث عن سيارة أجرة …..
“أسيل………أسيل….. أنتي يابت…. ”
عضت على شفتيها بغضب وهي تكمل سيرها
وهتفت داخلها بكبرياء…
“بــت ، طب تبقى ترد البت عليك …… ”

 

 

سار سيف خلفها بسرعة للحاق بها….انزعج من تصرفها الطفولي معه ، مسك معصمها بقوة واستدارت له بسرعة لتصطدم في صدره
العريض ، شهقت أسيل من قوة جذبه لها…..
“براحه ياسيف في إيه , واي الطريقه دي…. ”
ترك سيف يدها وصاح بعصبية مفرطة…
“هو أنا مش بنادي عليكي ياهانم مش بتردي ليه
عليا…… إيه اطرشتي…. ”
لوحت باسبابة يدها بتحذير….
“لسانك ياسيف آنا مش بحب الطريقه دي في
آلكلام ..”
مسح على وجهه بقوة وقال بتمهل…..
“ماشي يابنت عمتي…. كُنتي راحة فين بقه…. ”
عقدة ساعديها امام صدرها وهي ترد عليه
بايجاز….
“راحه المعرض…… عندي شغل أي أسئله تانيه
يابن خالي……”نظرت له بازدراء…
تنهد بضيق من طريقتها ليرد عليها بفتور وهو ممسك
يدها …..
“طب يلا عشان أوصلك بما ان عربيتك في الصيانة ”
ص
احت باعتراض وصلف…
“مش عاوزة اركب معاك هاخد تاكسي سيب ايدي بقه…..”
رد عليها بحزم….
“بلاش عِناد ياسيل إحنا اتكلمنا في آلموضوع ده
قبل كده….. ”
“أتكلمت أنت فيه لكن أنا لا وهقولهالك تاني
أنت مش ولي أمري ياسيف وأنا مش صغيرة…”
صعدت الى سيارة وهي تتحدث باعتراض إنطلق
سيف بسيارة من أمام الفيلا ، صاحت أسيل

 

بانزعاج…
“سيف نزلني آنا مش عاوزه اركب عربيتك
نزلني ياسيف…. ”
“آنا آسف….. ”
اتسعت مقلتيها فور اعتذاره المفاجئ…..
ألتفت بوجهه ناحية اسيل التي قطبت جبينها
بدهشة وعيناه تحكي عن صدمة كلمته…
“آنا عارف آني اسلوبي كان وحش معاكي….. بس أنتي كمان غلطي مش أخلاقك يأسيل أنك تروحي بيت وأحد اعزب ، حتى لو كنتي بتحبيه و واثقه فيه برضه غلط وأنا اتعصبت عشان آنا بعتبرك زي أختي ولو أسماء كانت مكانك كنت كسرت دماغها مش زعقتلها بس…. ”
نظرت أمامها وهي تدلك ذرعها قائلة بسخرية…..
“أنت فعلاً كنت هاتكسر دراعي مش دماغي…. ”
اوقف السيارة فجاة ملتقط ذراعها من بين كف يدها الآخرة بسرعه ، قائلاً بحنان وهو يتفحص ذراعها ….
“هو لسه وجعك …..أنا شكلي اتغبيت عليكي
صح…. ”
ارتعش جسدها فور لمست يده على ذراعها ألذي كآن
منكشف نصفه بسبب تلك الكنزة الصيفية….
“خلاص ياسيف آنا كويسه….”سحبت يدها بسرعة
وبحرج وهي تكمل حديثها بفتور….
“آنا مش زعلانه منك آنا عارفه إنك عملت كده عشان
خايف عليا…. بس لازم تثق فيه اكتر من كده آنا لسه
بنت عمتك اللي تعرف تفرق مابين الصح والغلط ….”
وضع كف يده على وجهها باللطف قال بصوت
حنون أخوي …
“عارف ياسيل تفتكري لو شاكك في حاجه زي دي
هاجي اتاسف منك….. وصلحك….. ”
أبعدت وجهها بتوتر فاسيف يتعامل معه تعامل الأخوة….. لكن لمست يده عليها تخترق
أصولها من الداخل وتهدم اي حصن وضعته من
قبل تلك المشاعر المباغتة من جنس آدم….
تكلمت أسيل بمزاح لتمحي هذا الحرج الجلي عليها
“آنا لسه مش مسامحه…. ”
“طب ليه….. “قطب جبينه ينتظر باقي الحديث منها
“يعني أنا عاوزه اتغدا برا البيت النهاردة وعلى حسابك ده لو عاوزني أسامحك….. ”
نظر سيف أمامه بتفكير دقيق ومضحك جعلها تكركر
من طريقته وتلاشى الحرج وزوبعات الاسئلة والمشاعر الغريبة عليها فور حركته !…..
نظر لها بطرف عينيه وهو يقول بمزاح….
“يعني اتقل جيبي….. ”
“على الآخر آنا ناويه أكل جمل عشان تبطل
تزعلني ……”
حرك وقود السيارة وهو ينظر لجسدها قال بلؤم….
“مش باين عليكي أنك بتاعت جمل بس ماشي يمكن
ده اوبش البنات القصيرة ……”

 

لكزته في كتفه وهي تهتف بحنق….
“قصيرة في عينك دا …دا آنا حتى قمر…… ”
أبتسم بجاذبية وهو يقول بغزل خفي ….
“ااه طبعاً ماكل القصيرين حلوين ……
وأنتي أولهم…. ”
صاحت باسمه بغيظ…..
“ســـيــــف…… ”
ضحك اكثر لتتزايد وسامته اضعاف مضاعفة امام عينا اسيل التي خفق الابله داخلها بقوة مفرطة ….
وصل بها بعد مدة امام هذا المعرض الصغير التي تعمل به وتشارك فيه مع بعض الاصدقاء اصحاب
ذات المهنة والهواية المشتركة ((الرسم))
“شكراً على التوصيله…..” ترجلت اسيل من سيارة
سيف لحق بها سيف من الناحية الاخرى قائلاً بابتسامة حانية….
“هتخلصي امته عشان الجمل قرب يستوي…”
غمز لها بمداعبة طفيفة…..
حكت في شعرها بتفكير ومن ثم ردت عليه بايجاز..
“كمان اربع ساعات كده …..لو مش فاضي ناجلها ..”
“والجمل مين ياكلوه ……”كادَ ان يدخل لسيارته ولكن سمع صوت مالوف له….
” إيه يأسيل اتاخرتي ليه…. مدام الفت بتسال عليكِ معجبه اوي بالوحة الــ*** وعجبها تناسق الالوان
جداً……….. إيه ده معقول سيف هنا….”
نظرت رنا صديقة اسيل واحد الاصدقاء المشاركة
في ذلك المعرض البسيط…..
نظرت اسيل باستغراب لصديقتها التي تقدمت من سيف ودهشة تعلو وجهها….راقبت اسيل الحديث
بدون تدخل….
“مش مصدقه اني شوفتك بعد السنين دي كلها…..يعني من ساعة الحادثه وتعبك ولم روحتلك المستشفى قالوه ان حالتك صعبه و…….”
قاطعها سيف بوجه متشنج بسبب ذكريات
الماضي..
“ازيك يارنا عامله إيه…..”
ردت عليه بابتسامة حانية…
“انا كويسه ياسيف انتَ اي اخبارك بقيت
احسن دلوقتي….”
اكتفى بهز راسه وهو يقول بايجاز…
“الحمدلله تمام ….بعد اذنكم ورايا مشوار مهم…”
ثم نظر الى اسيل قائلاً بفتور…
“كمان اربع ساعات هتلاقيني عندك…..سلام…”
ارتدى نظارته السوداء ليخفي الالم المشع من
عينيه ذات البني الداكن…..
بعد ان اختفت السيارة نظرت رنا باتجاه اسيل الشاردة وهي تسالها بفتور….
“هو انتي تعرفي سيف الغمري ياسيل…..”
اومات لها بهدوء….
“ااه سيف يبقى ابن خالي ، انتي بقه تعرفيه منين ؟”
“ده كان حـبــيـ….”
“انتوا هتبطلو رغي امته ألفت الشاذلي مستنياكِ جوا ياسيل مش هتستنى كتير يعني….” تحدث رفيقهم الثالث علاء بعجلة وسرعة…
خبطت رنا على جبهتها بضيق …..
“اوبس نسيت……طب يلا بينا ياسوو عشان اتاخرنا فعلاً …”
سارت معهم أسيل وهي تقول بنبرة عادية
“اوك….”
…………………………………………………………….
دلفت دعاء بصاحبة امجد وابنهم كريم الى داخل الشقة لتغمرهم رائحة الطعام الشهي…..
“اي ده مين هنا….” قالت دعاء جملتها وهي تضع حقيبة يدها على الطاولة…..
ابتسم امجد بيقين قائلا بمزاح وراحه ….
“اكيد بسمة اصلا احلى مكرونه بشاميل بتتعمل
من ايد بسمة….”
اتسعت مقلتي دعاء بصدمة….
“بسمة مش معقول…..” ركضت الى المطبخ سريعاً
ترك كريم حقيبة الدراسه وهو يصيح بحماس وراء
والدته…..
“بسومه….. يابسوم يا خالتو انتي هنا بجد …..”
خرجت بسمة لهم قبل ان يدلفو اليها وقوست فمها قائلة بحذر زائف….
“رايحين على فين ياكتاكيت لسه المكرونه في
الفرن…”
“بسمة…..وحشتيني ياندله….” عانقتها دعاء بقوة
بادلتها بسمة العناق وهي ترد عليها باشتياق….
“انتي اكتر يادودو…..”
ابتعدت عنها دعاء وهي تسألها بعتاب…
“ليه قفله تلفونك يابسمة كل شويه بتصل عليكي تلفونك غير متاح إيه آللي حصل….. ”
توترت وهي تجيب شقيقتها…..
“ولا حاجه…. يعني اا… الخط اتحرق…. ”
“اتحرق وازي حصل كده…. ”
قالت وهي تبتعد عنها قليلاً….
“اللي حصل يادعاء خلاص بقه كفايه أسئله خليني
أسلم على كرمله….. ”
نزلت لمستوى أبن شقيقتها كريم هذا الإبن الروحاني

 

لها….
“عامل إيه ياكرمله وحشتني…. “داعبت أطرف أنفه
بإصبعه…..
عبس وجه كريم قليلاً ولكن رد باشتياق طفولي…
“مع أني مش بحب دلعك ده بس مش مهم ، المهم
انك وحشتني اكتر يابسومه ….”
داعبت شعره الغزير بيده وهي تبتسم بسعادة…
“أنت اكتر ياكرمله…… “ضمته اليه بمحبة…..
تطلعت خلفهم ناظرة الى أمجد زوج شقيقتها الذي بمثابة الأب الصغير والشقيق الأكبر لها….
“أزيك يأمجد….. ”
“تعالي سلمي عليا زيهم ولا أنا مليش من آلحب
جانب…..”
تقدمت بسمة منه ومدت يديها له وهي تبتسم في وجهه بمزاح….
“عامل إيه ياجوز اختي من غيري أكيد الأسبوع اللي غبته كان الجو شاعري ….”
أبتسم وهو يرد عليها بمزاح….
“كان شاعري على الآخر أختك كانت مقضيَ
الأسبوع…. عياط طول آليوم….. ”
قاطعه كريم قائلاً بمزاح….
“لا يابابا استنى آنا بعرف أقلد ماما كويس…. أول يوم بسمة أتصلت وكلمتها بس قلقنه برضه عليها
وفقرة عياط بقه وماوصفش بقه يابسومة لم تليفونك اتقفل الفقرة بقت تلات مرات في لأسبوع مره الصبح ومره آخر النهار ومره بليل والفقرة مكونه من جملتين أهئ….. أهئ …اهيء….ياترى أنت فين
ياجهاد…….. قصدي يابسمة ياختي…. ”
امتقع وجه دعاء وهي تقول بتهديد…..
“آنا كنت بقول جهاد….. طب محروم من المصروف
أسبوع بحاله ياكريم عشان تبطل هزار…. ”
حمل حقيبة المدرسه على كتف وأحد وهو يقول
بلا مبالاة…..
“عادي بسومة جت وهاستكردها ……”
اتسعت أعين بسمة بصدمة…
“يعني أنت بتستكردني ياكريم ….. ”
دخل الى غرفته وهو يرد بفتور ممازح….
“ياااه من أيام ماكانت الكفوله بنص جنيه…. ”
“ياسافل….. أبنك ده…. “اشارة بسمة على امجد بتسأل…
ضحك أمجد وهو يرد عليها بمزاح…
“ااه بس للأسف تربيتك….. ”
كادت أن ترد ولكن عضت على شفتيها بقوة وهي تقول بتبرم….
“تصدق عندك حق دي تربيتي فعلاً….. “تذكرت جواد
حين اتكات على شفتها وجملته لها حينها…. زين ثغرها ابتسامة بلهاء وهي شاردة…..
وضعت دعاء يدها على كتف بسمة بتسائل…
“مالك يابسمة رحتي فين….. ”
“ها….. لا آنا هدخل أشوف المكرونه….. ”
دلفت الى المطبخ سريعاً…. تبادل أمجد وزجته النظرات بعدم فهم……
بعد طعام الغداء ومزاح بسمة مع الجميع وكريم أكثرهم الذي ينال الدلال والحب منها…. عائلة
بسيطة وطموحها أبسط ولكن للقدر حكاية أخرى
لا تنم على تلك البساطة التي نراها الآن معهم…
………………………………………………….
“بتقولي إيه يابسمة جواد الغمري اللي ضرب عليكي نار وكان عايز يموتك ….ازاي يبقى جوزك ها ازاي ”
ترددت بسمة وهو تحاول اقناعها برغبتها الكاذبة…
“مانا لسه قايله يادعاء جواد مش هو اللي ضرب
عليا نار……. و انا مرتاحه ليه ، وحبه اكمل معه….”
زفر امجد الجالس معهم بصمت ليسأل بشك…
“ومن أمته آلكلام ده يابسمة من أمته بتنزلي للمستوى ده معقول هتربطي حياتك بمجرم لمجرد
أن مهددك بحياتك او بحياتنا ….. ”
توترت بسمة من إدراك أمجد سبب تلك الزيجة في هذا آلوقت…… حاولت التحدث بثبات….
“آلكلام ده مش صح يامجد جواد مش مجرم وأنا ظلمتوه فالأول بس هو أثبت عكس كده و…… ”
قاطعها أمجد بصرامة…..
“مفيهاش وِ يابسمة أنتي مش صغيرة فختيار
حياتك ولا أنا اقدر أرفض رغبتك في الجواز منه ومش هقف آنا ودعاء قدام جوزتك بس لازم تعرفي
أن إحنا مش راضيين على الجوازه دي وياريت تفكري أكتر من كده في الجواز من الشخص ده
للمره الأخيرة قبل ماترجعي تندمي …..”
اولته بسمة ظهرها وأغمضت عينيها بقوة وهي ترد عليه بصعوبة ….
“انا مش لسه هفكر يامجد آنا مقتنعه بجواد ، وياريت
تحترم قراري….. “أخرجت مابصدرها بعذاب حقيقي…..
قالت دعاء باعتراض….
“بس يابسمة جواد ده مــ. ….”
تحدث امجد بحزم لزوجته….
“خلاص يادعاء بسمة مش صغيرة واكيد عارفه مصلحتها فين…..”
استدارت بسمة لهم نظر لها امجد بعتاب وحزن من اخفى حقيقة تلك الزيجة المفاجئه عنهم واختراع تلك ا الأكاذيب عليهم……
خرجوا من الغرفة وتركوها تجلس على حافة الفراش
تفكر في القادم منه بعد تلك الخطوة التي اقدمت عليها بكامل إدارتها….
………………………………………………………
يجلسون على سفرة العشاء الكبيرة ولكل متجمع
عليها واليوم مختلف فقد عادْ جواد بعد غياب
طال أكثر من أسبوع……
“العشا النهاردة ليه طعم تاني عشان جواد معانا مش كده ياولاد….. “قالت انعام حديثها بود وهي تطلع
على آلجميع الذين هزو رأوسهم بايجاب…..
ابتسمت لميس بمكر وهي تنظر الى جواد قائلة بنعومة تصيب النفور…..

 

 

“صحيح الفيلا كانت وحشه اوي من غير الجوكر… الا صحيح ياجواد أنت كنت مسافر فين…… ”
نظر جواد لها بطرف عيناه ليرد عليها ببرود….
“باريس تسمعي عنها يا ….يا مرات عمي…. ”
اكفهر وجه لميس وهي ترى تقليل كلماته منها
قالت من تحت أسنانها بغيظ…
“آكيد أعرفها سفرتها كتير وكمان لبسي كل من هناك ….”
رد ببرود مقاطع هذا الحديث ….
“كويس…. ”
نظرت أسيل الى جواد وابتسمت بعذوبية قائلة
بعفوية….
“طب وانا بقه يابن خالي جبتلي إيه حلو من باريس….”
نظرت لميس الى أسيل بازدراء ….
ابتسم لها جواد بحنان فأسيل بنسبه له هي اسماء الثانية ، قال بهدوء…
اكيد مش نسيكِ يأسيل هديتك فوق شنطة بحالها فيها كل اللي بتحبيه…..”
اندهشت اسيل وصقفت بحماس….
“احلى جوكر في الدنيا ربنا يخليك ليا يارب…”
عادت للطعام بشهيه مفتوحة……
عض سيف على شفته بغيظ ولا يعرف ماسبب غضبه
من شقيقه الذي لم يغضب منه يوماً هل يغار عليها
من جواد لماذا ؟ فجواد يعاملها بتلك الطريقة منذ الصغر وهو لم يغضب يوماً منه ، ام ان الوضع اختلف واصبحت تعني له الان اكثر من السابق بمراحل متعددة ، لكن ماسبب ؟؟….
نظر زهران الى جواد بخبث وتشدق بــ ….
“ويترى ناوي تسافر باريس تاني يابن اخويه…..”
صوب الجميع انظاره على جواد بانتظار إجابته…
رد جواد ببرودة المعتاد….
“لا مش هسافر غير مع مراتي…..”
هتفت انعام بذهول…..
“مراتك ….مراتك مين…..انت هتجوز ياجواد…”
“آآآه وبكرة هروح اتقدم ليها وانتم معايا طبعاً…”
حدج سيف بشقيقه بتعجب….
“انا اول مره اسمع منك موضوع الجواز ده هو انا اول من يعلم ولا إيه…..”
ربت جواد على كتف شقيقه بتأسف خفي…
“الموضوع جه بسرعة ياسيف وانا لسه بقول اهوه اني هروح اتقدملها وانتم معايا وانت اولهم طبعاً..”
راقبت لميس الموقف وهي تهتف داخلها بمكر…
“دي احلوة اوي….بس يترى إيه سر الجواز المفاجى
ده وياترى هي البت المحامية ولا لا….”
سألت انعام جواد بفضول…..
“ومين العروسه ياجواد حد نعرفه ……”
نهض زهران بعد جملة والدته بوجه متجهم قائلاً بصرامة…..
“الجوازه دي تنساها نهائي البت دي مش
من توبك ولا توبنا….”
نهض جواد مقاطع حديثه بحسم وتحدي…
“الجواز دي هتم يازهران بيه….والبت دي هاتبقى مراتي واسمها بسمة حرم جواد الغمري… وهي فعلاً مش من توبي بس انت بقه عارف ليه كويس….”
نظر له بتهكم واضح…
نهض ايضاً سيف لتهدئة هذا الجو المتوتر. …
” استنى بس ياعمي جواد ميقصدش ….وانت ياجواد اسمع من عمي يمكن عمي شايف حاجه انت مش شايفها….”
أنهى جواد الحديث بحزم…
“انا قررت ودي حياتي وانا حـر فيها…اللي عايز يجي معايا اهلاً وسهلاً واللي مش عايز يقعد جمب زهران بيه يونسه…..” قال اسمه بإحتقار وترك المكان وذهب بوجه مكفهر……
تابعت أنعام حديثهم الغامض بحزن من علاقة جواد وزهران التي دوماً شبه منعدمة بينهم وحين ياتي الحديث الذي يجمعهم ترى كره حفيدها الكبير لابنها
الأصغر والوحيد بعض سراج…..
“في إيه يازهران ومين البنت دي اللي تخليكم تزعقو لبعض بشكل ده…..”
زفر زهران وهو يترك المكان بانزعاج من بدأ اسئلة الجميع له عن تلك الفتاة الغبية التي وضعها جواد في طريقه مدى الحياة بعد هذهِ الزيجة….
تمتم داخله بشر وهو يصعد على السلالم….
“هقتلها ياجواد من قبل حتى ماتفكر تكمل جوازك منها…..هقتلها….. ”
على السفرة نظرت اسيل بعينيها الى سيف تساله
عن تفسير ما يحدث…..رد عليها بنظرة حيرة وعدم علم بما يدور حولهم …
ابتسمت لميس بخبث داخلها….
“برافو……… لازم عزيز ياخد خبر باللي حصل
هنا ….”
………………………………………………………….
يقف في شرفة غرفته ينفث سجارته بضيق يحرق
بها بلا رحمة على نفسه….. نظر الى الساحة الخضراء بشرود وهو يتذكر حديث أسر صديق المراهقة او صديق جواد القديم لا الجوكر الحالي …
((يوم ما جتلي اخبارية انك معاك مخدرات في شنطتك مصدقتش وكدبت الاخبارية …لكن روحت وقبضت عليك ولاخبارية طلعت صح ……لكن الغريبه أن الحكم عليك كأن مؤبد بس بعد خمس سنين جه اللي شال القضيه مكانك وطلعك منها مظلوم…… ياترى كآن هدف عمك إيه من ده كله….. ))
ظل ينفث في سجارته بغضب فحديث أسر يثير
الشك في عمه هل فعلاً هو من أختار له طريقه وهو

 

 

من دفعه لعالم الإجرام هو من جعل قلبه بدون رحمة
والدماء أصبحت الأقرب إليه من الهواء هل وهل أصبح هكذا من فراغ هو من أختار الموت في كل دقيقه يعيشها لماذا يفكر الآن في الماضي والمستقبل من أجل صاحبة العيون العسلية ، لا بسمة لها وقت في حياته وستخرج ولن يسمح لنفسه بالوقوع للحظة واحدة أمام تلك المشاعر الغبية……
أغمض عينيه بضيق ودلف إلى غرفته لتغير ثيابه
واستلقى بعدها على الفراش بتعب واضح تقلب
جسده يمين ويسار على الفراش الوثير ولكن بدون فائدة فقد جفاه آلنوم….. زفر بضيق وهو يلتقط هاتفه
من على المنضدة ويعبث فيه بملل وجد يده تتكأ على زر الإتصال على رقم باسمها……..
على الناحية الأخرى كانت تجلس على الفراش وتضم ركبتها الى صدرها وتسند مرفقيها عليهم …. وتنظر
الى نقطه معينه بشرود حزين…..
صدح صوت هاتف ما برنين غريب نهضت ببطء وتراقب تتابع رنين الصوت فهي لا تمتلك شريحة
في هاتفها والهاتف الخاص بها مغلق وموضُع
على سطح المنضدة بجانبها…..اتجهت الى
الحقيبة التي أرسلها جواد لها مع أطفال الحارة
فتحت الحقيبة الكبيرة لتجد هاتف ذات ماركة
مشهورة إنارة الشاشة باسم ((جواد الغمري))
حاولت السيطرة على ذهولها من أفعاله الغير متوقعة
فتحت الخط بعد الرنة الثانية…..
“ألو…… ”
قال جواد عبر الهاتف بضيق….
“ساعة عشان تردي …. ”
قالت بتلعثم….
“أصل اا….. أنت عايز إيه وبترن ليه عليا….. ”
“عملتي إيه مع أهلك في موضوع جوزنا… ”
ردت بايجاز حتى تنهي المكالمة سريعاً….
“زي ماتفقنا وكمان بلغتهم إنك جاي بكرة….. ”
“كويس….وأنا هاجي اتقدملك رسمي بكره…. ”
زفرت بسمة بضيق وهي تحاول انهى المكالمة….
“تمام ….. آنا هقفل بقه عشان عايزه أنام….. ”
“بسمة…… آنا مخنوق خليكي على الخط شويه…. ”
قالها وهو يغمض عينه بقوة فالماضي يلاحقه
بإصرار وفقدان عائلته ومستقبله يمر أمامه كالشريط
وصوته الضعيف اليأس يحكي عن صدق كلماته
لها…..
ارتجف جسدها وخفق قلبها لتحاول السيطرة
على فرط اضطراب مشاعرها وهي تساله
بهدوء…..
“مالك ياجواد إيه اللي حصل معاك….. ”
رد عليها بنبرة ثابته وشبه حزينه….
“مش عايز اتكلم خليكي معايا على الخط
وبس…… ”
عضت على شفتيها وهي تسأله ببراءة….
“طب المفروض اهون عليك أزاي …. ”
“بانفاسك… ”

 

فغرت شفتيها بعدم فهم….
“هاا…. ”
“عاوز أحس أنك موجوده معايا وخلاص ومش
لازم تكلمي….. ”
هزت رأسها بعدم فهم….
“آنا مش فأهمه حاجه….. ”
“هششششش……. أسكتي….. ”
كانت أنفاسها الغير منتظمة والمتوتره تُريح قلبه
،أغمض عينيه وهو يضع الهاتف على أذنيه ، هل وجودها يعني الراحة له… وهل أنفاسها تمحي من عقله وقلبه الغوص فالماضي ، لا يعلم ولكن بسمة لها
على الجوكر سحر خالص ولن احرركِ حكاية
من نوع اخر ! …….. يتبع

اترك رد

error: Content is protected !!