روايات

رواية جاريه لا تصلح للمتعة الفصل الأول 1 بقلم ساريتا

رواية جاريه لا تصلح للمتعة الفصل الأول 1 بقلم ساريتا

رواية جاريه لا تصلح للمتعة البارت الأول

رواية جاريه لا تصلح للمتعة الجزء الأول

رواية جاريه لا تصلح للمتعة كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم ساريتا
رواية جاريه لا تصلح للمتعة كاملة (جميع فصول الرواية) بقلم ساريتا

رواية جاريه لا تصلح للمتعة الحلقة الأولى

 

الفصل الاول ..
وقفت أمام مرآتها تتأمل ثوب زفافها الفخم ذو التطريز المنمق الجذاب بملامح تشع سعادة .. سعادة سعت كثيرا لنيلها وهاهي تتحقق أخيرا .. ستتزوج اليوم من أكثر رجل تمنته في هذا العالم .. الرجل الوحيد الذي أرادته زوجا لها .. زوجا وشريكا في السنوات القادمة من حياتها ..
لقد نالت مبتغاها أخيرا وأصبحت حرم شهاب الخولي رسميا وهاهي اليوم سوف تزف إليه وتصبح في منزله بين ذراعيه ..
فكرت بكل هذا وهي تتأمل ملامحها الجميلة المزينة بمساحيق التجميل التي وضعت على وجهها بعناية فأضافت إليها جمالا ضاعف من جمالها وفتنتها ..
سمعت صوت الباب يفتح يتبعه دخول أختها الصغرى صفا وهي تهتف بصوت هادئ لكنه لا يخلو من الفرحة :
” هيا يا بوسي .. لقد وصل شهاب مع عائلته وأصدقائه وهم في انتظارك ..”
التفتت بوسي بملامح تسيطر عليها السعادة والحماس لتقول بنبرة مترقبة :

 

 

 

” هل الجميع في الأسفل ..؟! ماذا عن شهاب ..؟! هل يبدو سعيدا مثلي .. ؟! هل يبدو متحمسا هو الأخر ..؟؟”
اقتربت منها صفا وهي تمسك كف يدها بدعم وترد بجدية يشوبها الكثير من الحب لأختها الوحيدة :
” حبيبتي .. نعم الجميع في الأسفل بإنتظارك .. جميعهم متحمسين للغاية وأكثرهم حماس عريسك ..”
ثم أكملت وهي تغمز لها بعبث :
” كيف لا يكون متحمسا وهو سيتزوج الليلة من أجمل فتاة في المدينة بل في البلاد بأكملها ..؟!”
ردت بوسي بمرح :

 

 

 

 

” معك حق .. ألا يكفي أنه سيتزوج إمرأة فاتنة مثلي .. ؟!”
ثم ألقت نظرة أخيرة على شكلها في المرآة قبل أن تتحرك متجهة نحو الباب تتبعها أختها الصغرى ..
………………………………………………………….
في الأسفل ..
يقف شهاب بملامح هادئة يرسم على شفتيه إبتسامة جذابة منتظرا نزول عروسه من غرفتها ..
بجانبه يقف صديقه المقرب عادل يمازحه بين الحين والأخر هامسا إليه ببعض الكلمات الوقحة الذي إستقبلها شهاب بملامح مسترخية وقد بدا للمرة الأولى منتعشا بشدة وصافي البال ..
على الجانب الأخر كانت تقف كلا من شهد ودينا أختي شهاب تتهامسان بينهما على العروس التي تأخرت في نزولها إليهم لتجدان هالة ابنة عمهما تقترب منهما وهي تهتف بمزاح :
” لم يبدأ الزفاف بعد كي تبدئا وصلة النميمة المعتادة في هذا النوع من الحفلات ..”
ردت دينا بنبرة متهكمة :
” أحيانا البعض هو من يجبرنا على النميمة هذا إذا كانت تسمى نميمة من الأساس ..”
رفعت هالة حاجبها وهي تسأل :

 

 

 

 

” ماذا تسمى إذا ..؟! ”
ردت دينا بثقة :
” انتقاد .. انتقاد للعروس التي تتفنن في جذب الانظار إليها في جميع تصرفاتها حتى حينما تكون هي نجمة حفل الليلة ..”
أكملت شهد بجدية :
” تأخرت كثيرا يا هالة وكأنها سوف تهبط إلينا من المريخ ..”
ضحكت هالة وهي ترمق ملامحهما المنزعجة وتردد بمكر :
” ها قد بدئنا دور الحموات المعتاد ..”
ثم أكملت بسرعة وهي تلاحظ ملامح دينا التي احتدت برفض لهذه الكلمات :
” أمزح طبعا .. لكن حقا لا يوجد شيء جديد .. طوال معرفتنا ببوسي التي بدأت منذ عدة أشهر وهي تحب دوما أن تجذب الأنظار إليها بكافة الطرق الممكنة مع إنها لا ينقصها شيئا .. ”
قاطعتها دينا بصراحة :
” بل ينقصها أهم شيء يا هالة ..تنقصها الثقة بالنفس ..”
قالت شهد بسرعة وهي تتجه بأنظارها الى الدرج حيث تهبط بوسي وخلفها أختها :
” حسنا إصمتا أنتما الإثنين .. لقد هبطت العروس أخيرا ..”
نظرت الفتيات الثلاث إليها لثواني قطعتها دينا وهي تردد بصوت متهمكم خافت :
” من كان يرى مدى تكتمها على تصميم فستان الزفاف سيظن أنه فستان خيالي لا مثيل له ..”

 

 

 

 

أيدتها هالة هذه المرة :
” حقا .. أليس هذا الفستان نفسه والذي ثمنه يحتوي على سبعة أصفار ..”
صححت لها شهد بملامح مرحة :
” ستة يا هالة .. لم تصل بوسي بعد الى مرحلة السبعة أصفار ..”
ردت دينا ببرود ساخر :
” سوف تصل قريبا .. هي دخلت الى عائلتنا كي تصل الى هذا العدد من الأصفار يا أختي العزيزة ..”
نظرت إليها الفتاتين بصمت امتد لثواني قبل ان تضحكان بقوة فتشير إليهما دينا بتحذير وهي تنظر حولها لتكتمان ضحكاتهما وهما تسيران خلف دينا وبقية الموجودين متجهين الى القاعة التي سيقام بها الحفل ..
…………………………………………………………
في إحدى الشقق السكنية التي تقع في أرقى مناطق البلاد ، كانت لينا تجلس على سريرها وهي تقلب في هاتفها دون أن تنظر الى المنشورات التي تمر أمامها حتى .. فقط تمرر تلك المنشورات بلا وعي بينما عقلها شاردا في شيء واحد لا ينتهي مهما حدث …
أفاقت من شرودها على صوت باب غرفتها يفتح يتبعه دخول والدتها وهي تهتف بضيق :

 

 

 

 

” لماذا لم تذهبِ مع هشام الى حفل زفاف ابن عمه يا لينا ..؟!”
نظرت إليها بملامح ذابلة رغم الصمود الذي ترسمه بقوة عليها لتشعر والدتها بالألم لأجلها فتقترب منها وتجلس بجانبها مرددة بحنو :
” لينا حبيبتي .. هشام كان يريدك معه .. لماذا تركتيه يذهب لوحده في مناسبة مهمة كهذه ..؟! ”
نظرت إليها لينا بملامح هادئة وردت بنفس هدوء ملامحها والذي يناقض تلك النيران المشتعلة داخلها :
” لا رغبة لي بالذهاب .. لا رغبة لي برؤية أحدهم وسماع تلك الكلمات المعتادة وهم يدعون لي بالشفاء العاجل والصحة بينما نظراتهم تحاكي شفقة حقيقية أنا لن أتحمل أن أراها أبدا .. شفقة لا أطيقها .. شفقة سوف تؤدي بي إلى إنهيار حتمي سوف يسبب لي فضيحة انا في غنى عنها .. ”
ما إن أنهت كلماتها حتى هطلت من عينها اليمنى دمعة يتيمة متمردة مسحتها بقوة وهي تردف بوجع نابع من أعماق روحها :
” اتركيني ماما .. اتركيني لوحدي من فضلك ..”
رمقتها والدتها بنظرات شديدة التعاطف قبل ان تقول برجاء :
” لينا ابنتي .. هذا ليس حلا أبدا .. أنا أموت في كل مرة أراكِ بها هكذا .. حبيبتي ما حدث ليس نهاية العالم .. أنتِ يجب أن تكوني أقوى وتتقبلي ما حدث بثقة وإيمان بإلله ..”
شهقت لينا باكية رغما عنها وهي تردد بحرقة :

 

 

 

 

 

” من قال لكِ أنني لا أحاول ..؟! من أخبركِ بهذا ..؟؟ أنا أحاول .. أقسم لكِ أنني أحاول .. أنا أحاول وأحارب منذ عامين على أمل أن ينتهي كل هذا العذاب .. أجاهد كي أستطيع الإستمرار .. أقاوم تلك الألام النفسية والتي تفوق مثيلتها الجسدية أضعافا .. لكن بعدما حدث وبعدما انتهى أملي بالشفاء ونسيان جميع ما مررت به في فترة علاجي المؤلمة لم يعد بمقدوري المقاومة .. كيف أقاوم وأنا حتى لا أستطيع أن أنسى ما حدث ..؟! لا أستطيع تجاهله .. بل كيف أتجاهله وأنا أنظر كل يوم الى جسدي وأرى ذلك الفراغ الذي خلفاه ثديي المستأصلين ..؟!”
شهقت والدتها باكية بينما علا نحيب لينا حتى وصل ذروته لتجذبها والدتها إليها تضمها بقوة دون أن تطلب منها التوقف عن ذلك البكاء الذي يمزق قلبها ..
أعطتها مساحتها الكافية كي تفرغ من خلالها تلك الدموع التي كانت تخفيها طوال السنوات المنصرمة تحت رداء القوة المصطنعة ..

 

 

 

 

لقد عانت ابنتها كثيرا وتحملت ما يفوق طاقتها بمراحل ..
عامين كاملين منذ إكتشافهم لذلك المرض .. عامين قضتهما من مستشفى لأخرى على أمل الشفاء دون حاجة الأطباء للجوء لعملية الإستئصال تلك ورغم كل محاولاتهم تلك كان للرب إرادته والتي أجبرتهم بالنهاية الى اللجوء للحل الوحيد الموجود أمامهم ..
نظرت الى لينا التي ابتعدت عنها بملامح واجمة تغطيها الدموع اللاذعة لتجدها تخبرها بجدية ممزوجة برجاء شعرت هي به :
” اتركيني لوحدي من فضلك ..”
احترمت والدتها رغبتها فنهضت من مكانها وخرجت من غرفتها بينما مسحت لينا وجهها بعنف وهي تعود برأسها الى الخلف مغمضة عينيها للحظات فتشعر بالدموع الحارقة تتشكل داخليهما من جديد ..
فتحت عينيها لتبدأ دموعها بالتساقط بغزارة .. دموع صامتة لكنها معبرة عن الكثير داخلها .. تركت لتلك الدموع العنان كي تتحرر بحرية ..
بعد عدة دقائق شعرت بالقليل من الراحة تغمرها فنهضت من مكانها متجهة الى الحمام الملحق بغرفتها ..
فتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها بالمياه الباردة ثم جففته بعنايه وعادت الى غرفتها مرة اخرى تسترخي على سريرها قليلا ..
حملت هاتفها وفتحته لتظهر لها صورتها مع خطيبها هشام بإبتسامة هشام الهادئة وإبتسامتها السعيدة للغاية يزين تلك الإبتسامات نظراتهما التي تعكس روحهما المنطلقة بفرحة عارمة ..

 

 

 

 

 

كتمت دموعها بقوة فهي لا تحتاج لوصلة بكاء جديدة ..
فتحت حساب الإنستغرام تقلب به حينما وجدت هالة أخت هشام نشرت قصة جديدة على حسابها فتحتها لتجد صورة مباشرة من للعروسين من حفل الزفاف الذي بدأ منذ حوالي ساعة ..
تأملت العروسين بفرحتهما الطاغية بألم وهي تسأل نفسها للمرة الألف ، هل سوف تعيش لحظة كهذه مع حبيبها هشام كما تمنيا كليهما يوما ..؟! والاهم هل ما زال هشام يتمنى أن يعيش تلك اللحظة معها هي دوما عن غيرها ..؟!
………………………………………………………………..
تقدمت الخادمة نحو الباب وفتحته بسرعة حينما وجدت صاحبة المنزل تدلف الى الداخل وهي تسألها بوجه مبتهج :
” أين ماريا يا كارول ..؟!”
نظرت علا إليها بتعجب من تلك السعادة الطاغية على ملامحها لترد بجدية وهي تشير بإصبعها الى الجانب الأيمن :
” في غرفة الموسيقى يا رويدا هانم ..”
زمت شفتيها المطليتين باللون الأحمر القاني وهي تومأ برأسها متفهمة ثم تشير الى خادمتها بالإنصراف ..
تقدمت الى الجانب الأيمن من المنزل الفخم الذي يشبه الفيلا حيث توجد غرفة الموسيقى التي لا تتركها ماريا أبدا ..
دلفت الى الداخل بهدوء وحذر لتستقبلها أصوات الموسيقى الهادئة والتي تبث الراحة في نفس أي شخص مهما بلغت درجة تعبه أو إضطرابه ..
رمقت ابنتها التي تجلس على الكنبة برأس يميل الى الجانب بينما عينيها مغمضتين وإبتسامة هادئة تعلو شفتيها بنظرات متهكمة تبعتها بالحديث بصوت هادئ :
” ماريا ..”

 

 

 

 

 

لم تجبها ماريا لتسير بخطوات سريعة نحو إسطوانة الموسيقى وتوقفها لتفتح ماريا عينيها بسرعة وترميها بنظرات شديدة الحدة قابلتها والدتها بنظرات لا مبالية وهي تقول ببرود مغيظ :
” هل تسمح لي إبنتي العزيزة بالجلوس وتبادل القليل من الأحاديث معها بدلا من قضاء يومها كاملا بالإستماع الى هذه الموسيقى..؟!”
تحولت نظرات ماريا الى الجمود وهي تنظر بعينيها الى الأسفل حيث تصب جل تركيزها على أصابعها النحيلة تنتظر أن تبدأ والدتها حديثها الذي سوف يحمل لها خبرا مزعجا كالعادة ..
بدأت والدتها تتحدث عن عدة أمور قابلتها ماريا بنظرات هادئة حيث تستمع اليها بملامح مبهمة لا تدل على شيء ..
رمقتها والدتها بنظراتها من أسفل رموشها حينما قالت أخيرا الخبر الذي سوف سيبدأ حديثهما المنتظر :
” لقد تحدثت مع عصام باشا بشأن الفيلا ..”
نظرت إليها ماريا بإهتمام جعلت إبتسامة الأم تتسع تدريجيا وهي تردف :
” سوف يعيد الفيلا إلينا .. لقد وعدني بذلك ..”
سألتها ماريا بإستغراب :
” هل تكفي الأموال التي تبقت معنا لشرائها من جديد ..؟!”
قالت والدتها محاولة تغيير الموضوع فما زال الوقت مبكرا على التحدث بصراحة تامة عن كل شيء :
” سوف يكفي .. المهم .. هل سمعت أخر الأخبار ..؟! ”
هزت ماريا رأسها نفيا وهي تجيب بلا مبالاة :
” أية أخبار ..؟!”

 

 

 

 

ردت والدتها بجدية :
” شهاب الخولي تزوج من بوسي مختار .. بوسي ابنة هلال مختار .. بالتأكيد تتذكرينه ..”
هزت ماريا رأسها بشرود لتكمل والدتها بنبرة ذات مغزى :
” إذًا الأن قد حان دور جواد الحفيد الثاني لعائلة الخولي بالزواج بعد زواج حفيدهم الأكبر ..”
نظرت الى ملامح ماريا التي سيطر عليها الوجوم للحظات قليلة ثم اختفى لتسألها بخبث :
” شهاب كان يكبر جواد بعام تقريبا ..أليس كذلك يا ماريا ..؟!”
أجابتها ماريا بإقتضاب وهي تنهض من مكانها متجهة نحو اسطوانة الموسيقى لتشغيلها :
” لا أعلم ..”
لكنها توقفت عما تفعله وهي تسمع والدتها تقول وهي تتقدم نحوها :
” انظري الى هذه الهدية .. أرسلها لكِ عصام باشا قبيل سفره ..”
والنظرة التي رأتها في وجه ابنتها بعدما استدارت نحوها كانت كفيلة بإخراسها تماما ..
…………………………………………………………..
في قاعة الزفاف الذي امتد حتى ساعات الفجر الاولى ..
تقدمت نهى نحو ظافر زوجها الذي كان يقف بجانب جواد ابن عمها يتحدث معه منذ اكثر من نصف ساعة ..
وقفت بجانب زوجها تحيط ذراعه بذراعها تشير لإبن عمها بمرح مفتعل :
” هل تسمح لي بأن أسرق زوجي منك قليلا يا جواد ..؟!”
ابتسم جواد بخفة ثم رد عليها وهو يرمق ظافر بملامحه الباردة بهدوء :
” بالطبع يا نهى .. هذا زوجك .. يعني كله لكِ ..”
لاحت السخرية في عينيها قبل ان تخفيها وهي ترد بصوت مبحوح :
” أشكرك ..”

 

 

 

ثم جذبت ظافر الذي ضغط على كف يدها بقوة ألمتها لتتوقف مكانها تنظر اليه بوجوم وتسأله بضيق :
” ماذا حدث ..؟! لقد ألمتني يا ظافر ..”
أجابها وهو ينظر حوله بحذر فهو لا يريد لفت انتباه أحدهم :
” ماذا حديث ..؟! تسألين عما حدث يا نهي وأنتِ تجرينني ورائك كطفل صغير ..”
أجابته وهي تمط شفتيها بلا مبالاة :
” ماذا أفعل وأنت تتركني لوحدي منذ بداية الحفل وكأنني لست زوجتك ..؟! كيف سأتصرف أخبرني ..؟!”
حدق بها بملامح ساخرة ورد عليها :
” اذهبي وتحدثي مع أقاربك .. هذا حفل زفاف ابن عمك .. يعني أهلك وعائلتك جميعا هنا .. ماذا تريدين مني ..؟! ألا يمكنك تركي أنعم بالراحة ولو قليلا حتى ..؟!”
منحته نظرة معاتبة وهي تسأله بحزن :
” هل أصبح وجودي حولك سببا للمتاعب يا ظافر ..؟!”
ليرد هو بما جعل الدموع تتجمع بقوة داخل عينيها :
” وجودك منذ اول يوم لم يجلب سوى المزيد من التعب والمشاكل يا نهى .. مشاكل أنا في غنى عنها ..”
ثم تركها وإنصرف هاربا منها ومن دموعها التي تشعره بنذالته لتقبض نهى كفيها بقوة وهي تجاهد لكتم دموعها حينما وجدت اختها نهلة تسألها :
” هل أنتِ بخير يا نهى ..؟!”

 

 

 

 

 

أومأت نهى برأسها دون أن ترفع وجهها نحوها ثم سارت مسرعة خارج القوة تتبعها نظرات نهلة القلقة ..
انتبهت نهلة لجواد الذي يقف على مسافة قريبة منها يتابع الحفل بملامح شاردة فتقدمت نحوه ووقفت بجانبه لينتبه لها حيث نظر اليها للحظة قبل ان يعاود النظر الى الحفل بعدم اكتراث فتسأله هي :
” الحفل رائعا .. لقد أبدعت بوسي في تنظيمه …”
اومأ برأسه وأجابها بإقتضاب :
” صحيح ..”
” عقبالك ..”

 

 

 

 

 

قالتها وهي تبتسم له فينظر اليها بملامح هادئة قبل ان يرد عليها وهو يبتسم بهدوء :
” وعقبالك انتِ ايضا يا نهلة .. اتمنى لكِ الزوج الذي يحبك حقا .. ”
ابتسمت وهي ترد بتلاعب بينما انظارها تتجه الى تلك الجالسة على بعد مسافة منهما تنظر اليهما بملامح يسيطر عليها الضيق الواضح :
” وعقبالك انت ايضا .. مع من تستحقك يا جواد .. تستحقك وتفضلك على اي شيء أخر ..”
ذهب ببصره الى حيث تنظر ليسيطر الضيق على ملامحه وهو يرد بينما يعود ببصره نحوها :
” الأهم مع من تحبني حقا .. تحبني وليست مبهورة بمركزي ووسامتي ..”
ضحكت بصعوبة وهي ترد :
” هل تعلم أين تكمن مشكلتك يا جواد ..؟!”
نظر إليها بصمت لتكمل وهي تلعب بخصلات شعرها الأشقر :
” مشكلتك أنك ما زلت ترى نفسك قادرا على التمييز بين من يحبك ومن يستغلك .. بين من يختارك لأجلك أنت و من يختارك لأجل ما قلته قبل قليل رغم فشلك مسبقا في التمييز بين هذا ..”
حدق بها للحظات متأملا ملامحها الواثقة ليرد بهدوء شديد :
” ربما يعد عدم التمييز بين المحب الحقيقي من غيره مشكله لكن هناك مشكله أكبر منها يا نهلة .. مشكلة أن الشخص نفسه لا يميز بين مشاعره اذا ما كانت حقيقة أو أوهام يحاول هو أن يجعلها حقيقية بالإجبار ..”
اشتدت ملامحها وهي ترد بشراسة :
” ولكني أحبك وأنت تعرف هذا وتتجاهله ..”
رد وهو ينظر الى عينيها بقوة :
” لإنني لا أحبك يا نهلة .. والأهم إنكِ لا تحبيني .. أنتِ فقط منبهرة بي لكنك لا تصدقين هذا وأنا حقا مللت من محاولة شرح هذا لكِ ..”
توقف عن حديثه وهو يستمع الى صوت يعرفه جيدا يهتف بإستخفاف :
” وقوفكما سويا بهذا الشكل سوف يفسره المعازيم بشكل خاطئ لن يليق بكما على الإطلاق ..”
التفتت جواد نحو نيفين التي تقف أماميهما عاقدة ذراعيها أمام صدرها تنظر إليهما بملامح يسيطر عليها الغضب لترد نهلة بقوة وهي تتفحصها بعينين هازئتين :
” ليس بقدر تفسيرهم حينما يرون خطيبة جواد السابقة لا تنفك أن تلحقه من مكان لأخر بينما لا يبالي هو بها ..”
جحظت عينا نيفين من وقاحة تلك الفتاة فقالت وهي ترد بحدة :
” أنتِ حقا بلا تربية ..تركضين خلفه من مكان الى أخر على أمل أن ينظر إليك ..”
كان جواد ينظر إليهما ببرود حتى سمع نيفين تطلب منه التدخل :
” جواد قل شيئا ..”
نظر اليها جواد للحظات قبل ان يرد بجدية :
” عودي الى طاولتك ..”

 

 

 

 

 

 

” جواد ..”
صاحت مستنكره قبل ان تجده ينظر الى بنظرات قوية صارمة لتنظر اليه بخيبة وهي تعاود الذهاب الى طاولتها بينما التفت جواد نحو نهلة التي تراقب نيفين بملامح منتصرة فقال لها :
” وأنتِ اسمعيني جيدا ..ابتعدي عن نيفين .. اتركيها وشأنها والأهم من ذلك ، ابتعدي عني ..”
ثم منحها نظرة أخيرة محذرة واتجه بعيدا عنها لتراقبه بضيق وهي تردد داخلها :
” لا بأس يا نهلة .. اهدئي .. انتِ ما زلتِ في بداية الطريق .. أمامك الكثير من الوقت .. لقد رأيتِ كيف طردها بأدب .. إنها البداية فقط .. على نيفين أن تعرف مع من تتعامل ..انتظري يا نيفين هانم .. منافستك ليست هينة ابدا بل انا خصم قوي جدا ..”
……………………………………………………………..
على احدى الطاولات تجلس مرام بجانب خطيبها سراج تتابع الحفل بملل شديد ..
لو لم تكن ابنة عم العروس وخطيبة أخيها ما كانت لتحضر فهي لا تحب حفلات الزفاف بل لا تحب الحفلات عموما حيث تجدها مضيعة للوقت .. وقت يمكن استغلاله في أشياء أفضل ..
سمعت صوت خطيبها يسألها بإهتمام :
” لماذا لا تبدين سعيدة حبيبتي .. ؟!”
ردت عليه بصراحة متأصلة بها :
” لا أحب كل هذا يا سراج .. الحفلات والاغاني والرقص .. تلك الفقرات التي لا تنتهي و هذا البذخ المبالغ فيه .. مصاريف تكفي لإعالة مئات الفقرات ..”
قاطعها مازحا :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

” تتحدثين وكأنك لستِ ابنة ملياردير يا مرام .. وكأنكِ لم تولدي وبفمكِ ملعقة من ذهب ..”
ردت عليه بصوت متأهب :
” نعم ولدت غنية بالفطرة لكنني لم أستغل يوما هذا بل على العكس لقد اعتمدت على نفسي .. ربما ما زلت صغيرة وربما أنهيت دراستي فقط منذ شهرين لكن جميع ما حققته حتى الأن مهما كان ضئيلا حققته بنفسي دون الاعتماد على أموال أبي رحمة الله عليه .. وحتى القادم سوف أحققه بنفسي ..”
حدجها بنظرات ساخرة أخفاها بمهارة ليهز رأسه بتفهم وهو يرد :
” نعم حبيبتي .. جميع ما تقولينه صحيح .. ولكن ما المشكله اذا منحنا أنفسنا حق المتعة قليلا ..؟! ”
سألته بدهشة :
” متعة .. أي متعة بالضبط ..؟! ما الممتع في إقامة حفل زفاف كهذا العروس لا تفعل به شيئا سوى التقاط الصور بمختلف الوضعيات او الرقص بشكل يلائم مقام الموجودين .. أين المتعة في أن تكون جميع حركاتك متصنعة حتى إبتساماتك ليست صادقة ..”
نظر إليها بإهتمام للحظة وهو يفكر أنه حقا لا يشعر بالإستمتاع رغم كونه يجلس في أفخم فنادق البلاد في حفل زفاف اخته الكبرى الذي تم إعداده بشكل رائع وفخامة لا مثيل لها ..
” اذا أخبريني يا مرام .. كيف يمكننا أن نستمتع الأن وفي هذه اللحظة ..؟! ”

 

 

 

 

 

ضحكت بخفة ثم مالت بوجهها نحوه تهمس له بعبث :
” طرق استمتاعي لا تناسب الموجودين يا ناجي ..”
نظر حوله ثم عاد يرميها بنظرات هائمة وقال :
” اذا تعالي نهرب سويا يا مرام .. ”
نظرت اليه وهي تهتف بخفوت :
” هل تريد من والدتك أن تقتلني ..؟!”
” خطيب وخطيبته ويريدان قضاء القليل من الوقت سويا .. أين المشكلة في هذا ..؟!”
ردت عليه بمرح :
” المشكله أننا لسنا في أمريكا يا سراج .. هل علمت أين المشكلة الأن ..؟!”
ضحك بإستمتاع وهو يومأ برأسه بينما نظرت هي أمامها لتجد زوجة عمها تنظر إليها بضيق لتقابل نظراتها بأخرى لا مبالية قبل أن تعود بإنتباهها الى الحفل الذي يبدو وكأنه لا ينوي أن ينتهي ..
…………………………………………………………….
كانت هالة ترقص مع بنات عمها حينما لفت انتباهها أنس إبن خالها وهو يقف بعيدا يتحدث مع فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان قصير يصل الى منتصف فخذيها بلون فضي لامع .. بينما شعرها الأسود الحريري منسدل خلفها حيث يصل الى نهاية ظهرها ..
توقفت عن الرقص وهي تتجه نحوه لتقف أماميهما فينظر اليها أنس وهو يغمغم بسخرية :
” أخيرا توقفتِ عن الرقص يا هالة هانم ..؟!”
اصطنعت هالة الإبتسامة وهي ترد :
” سوف أعود بعد قليل .. استراحة قصيرة ..”
ثم أشارت الى الفتاة متسائلة بلطف :
” ألن تعرفني على صديقتك …؟!”
لترد الفتاة بسرعة :
” لست صديقته ..”
ثم أكملت وهي تشير إليه :
” انا لا أعرف اسمه حتى ..”

 

 

 

 

نظر إليها أنس بإعجاب فشل في إخفاؤه وقال :
” إسمي أنس يا أنسة .. وهذه هالة ابنة عمتي ..ماذا عنك ؟! ما إسمكِ ..؟!”
ردت وهي تصطنع الإبتسامة :
” اسمي رولا ..”
سألت هالة هذه المرة :
” هل أنت قريبة العروس ..؟!”
أجابتها رولا بإقتضاب منزعجة من هذا الكم الهائل من الأسئلة الذي لا تحبه اطلاقا :
” لقد جائتنا دعوة من عائلة العريس الذي تجمعنا بهم معرفة قديمة .. أنتم من عائلة الخولي .. أليس كذلك ..؟؟”
أجابها أنس مشيرا الى ابنة عمته :
” هي من عائلة الخولي .. هالة الخولي ابنة عم العريس .. وأنا إبن خالها .. أنس الهاشمي ..”
ابتسمت بهدوء وهي تعرف عن نفسها :
” وأنا رولا الحداد .. تشرفت بمعرفتكم ..”
ثم سارت بعيدا عنهم تتابعها هالة بعينيها قبل ان تعود ببصرها الى ابن خالها الذي هتف بإعجاب شديد :
” إنها فاتنة ..”
ردت وهي تمط شفتيها :
” وصغيرة للغاية .. ”
رفع حاجبها وقال ممازحا :
” الصغيرة تكبر ..”
” أنس ..”
نهرته بقوة ليضحك وهو يقرصها من وجنتها رادا عليها :
” أمزح معكِ يا بالونتي ..”
حدجته بنظرات ساخرة وهي ترد :
” فقط كف عن قول بالونتي وسوف تصبح أحسن شخص في هذا العالم ..”
غمز لها وهو يسأل :
” ألستُ أحسن شخص في العالم يا بالونة ..؟!”

 

 

ردت عليه وهي تسير بعيدا عنه :
” ابدا ..بل إنك الأسوء على الاطلاق ..”
رد مدعيا الضيق والتوعد :
” حسنا يا بالونة .. إياكِ أن تندمي على كلامك هذا ..”
التفتت نحوه مخرجة لسانها نحوه بحركة طفولية بحتة جعلته يبتسم بخفة وهو يراها تعاود الذهاب الى ساعة الرقص ليغمغم بسخرية :
” طفلة .. إنها حقا طفلة ..”
…………………………………………………………….
عودة الى أمريكا ..
تقف ماريا أمام والدتها تنظر اليها بعينين تنذران بخطر كبير يشع بوضوح منهما ..
” ما معنى هذا ..؟!”
جاء سؤالها باردا قويا لتشعر رويدا بالتردد للحظات قبل أن ترسم على شفتيها إبتسامة مصطنعة وهي تسأل مدعية عدم الفهم :
” ماذا تقصدين ..؟! أنا لا أفهم حقا .. ولا أفهم لماذا تنظرين إلي هكذا …؟! لقد قابلت عصام باشا قبل سفره بناء على طلبه .. أعطاني هذه الهدية البسيطة مخبرا إياي إنها لكِ ..”
” هذه هدية بسيطة .. ”
قالتها وهي تنظر الى العقد الماسي الموضوع في تلك العلبة الزرقاء المخملية بكره شديد ثم سرعان ما جذبتها من والدتها وهي تخلع العقد من مكانه .. تحمله بكفها وترفعه عاليا حيث تحركه أمام أنظار والدتها وهي تشير إليها :
” تعتبرين هذا العقد هدية بسيطة أليس كذلك ..؟!”
نظرت والدتها إليها بحذر لتجدها ترميه أرضا وتدعسه بقدميها بعنف وهي تردد بغضب نادرا ما يظهر عليها :
” طالما تعتبرينها هدية بسيطة لنفعل بها هذا اذا .. ”
جذبتها والدتها من ذراعها تبعدها عن العقد ثم تنحني وتجذبه وهي تصيح بها :
” هل جننت يا ماريا ..؟! ما هذا التصرف الغبي .. ؟! كيف تتصرفين بتلك الحماقة ..؟!”

 

 

 

عاد البرود يكسو وجهها وهي ترد بنفور :
” كلا لم أجن .. إن كان هناك شخص ما أصابه الجنون فهو انتِ .. عصام باشا ..؟! هل وصل بكِ الذل الى هنا ..؟!”
صرخت والدتها مستنكرة حديثها :
” اخرسي أيتها الحمقاء الغبية .. ما به عصام باشا ..؟! إنه رجل ثري .. ليس ثري فقط بل فاحش الثراء ..”
” وبعمر والدي ..”
قالتها ماريا بحدة ثم أكملت بعدم تصديق :
” أنا لا أصدق ما تفعلينه .. ألم تجدي غيره ..؟! كيف تفكرين بشيء كهذا ..؟! كيف تحاولين وضعي في موقف حقير كهذا ..؟! كيف …؟!”
ردت والدتها بجدية :
” بل لم أجد من هو افضل منه .. رجل غني ذو مركز مرموق .. سوف يقدم لكِ كل ما تريدنه على طبق من ذهب .. ما مشكلته ..؟! أين يكمن عيبه ..؟! يكبرك بأكثر من ثلاثين عاما ..؟! لقد سبق لك الزواج بمن يصغره ولم تفلحِ أبدا ..”
رمقتها بنظرات محتقرة وهي ترد بتحدي :
” في أحلامك .. لن يحدث هذا أبدًا .. هل فهمت ِ ..؟!”
ثم سارت متجهة نحو الباب حينما سمعت والدتها تقول :
” لا يوجد حل أخر أمامك .. ماذا تظنين نفسك يا ماريا ..؟! من سيقبل بكِ أصلا .. مطلقة مرتين .. بلا أمل لديها بالإنجاب .. من يتزوجك فسوف يفعل هذا لسبب واحد فقط كلانا نعرفه .. سبب لا مفر لك منه .. فأنتِ يا صغيرتي لا تصلحي سوى للمتعة ..المتعة فقط لا غير ..”
اعتصرت قبضتي يديها بقوة وهي تحاول السيطرة على إرتجافة جسدها القوية لكنها فشلت كالعادة فإنتفضت مشاعرها عليها وتحكمت بها من جديد في موجة لن تفق منها بسهولة ..
……………………………………………………….
دلفت نهى خلف ظافر وهي تصرخ بقوة :
” الأن يجب أن نتحدث يا ظافر.. لن أصبر بعد .. لقد مللت .. نفذ صبري .. أقسم لك أنني على وشك الموت كبتا ..”
التفت نحوها متأملا ملامحها المتوسلة ليقول أخيرا :
” ماذا أفعل ..؟! أخبريني هيا .. ”
صاحت بوجع :
” اهتم بي .. كن مخلصا لي .. أحبني ..”

 

 

 

 

 

صرح وقد فقد أعصابه كليا :
” لا أستطيع .. لا أستطيع أن أحبكِ .. افهمي هذا .. استوعبيه .. بعد مرور أعوام على زواجنا وأنتِ ما زلتِ تعيشين على أمل أن أحبكِ .. لم تفهمِ بعد أن قلبي مات منذ زمن .. مات ولا أمل أن يحيى أبدا ..”
قالت وكأنها تحادث طفلا صغيرا لا رجلا في الثلاثينات من عمره :
” لأنك لا تمنحني الفرصة كي أحييه .. لا تسمح لي بالإقتراب منك … بمداواة جرحها .. بتعويض غيابها ..”
صاح بها مختنقا :
” لأنني لا أريد .. لا أريدك .. ولا أريد منك أن تعوضين غيابها .. ولا أريد منك اي شيء ..”
هم بالإبتعاد لكنها جذبته وهي تحتضنه بقوة تهتف بجنون :
” ظافر انا احبك .. لا تفعل بي هذا .. امنحني فرصة واحدة ارجوك ..”
دفعها بقوة وهو يشعر بنفور شديد بينما يردد :
” يكفي يا نهى .. لا تفعلي هذا .. أنت لا تثيرين شفقتي حتى بتصرفاتكِ هذا .. أنت في هذا الوضع تثيرين بي شيء واحد فقط .. النفور .. النفور يا نهى..”
” ولكني أحبك .. وأريدك .. وأنت لي .. هل فهمت يا ظافر ..؟!”
هز رأسه بعدم تصديق وهو يردد :
” أنتِ مهووسة .. ومريضة ايضا ..”
هم بالإبتعاد عنها لتجذبه من ذراعه مرة اخرى وهي تصرخ بها وقد فقدت أخر ذرة من تعقلها :
” أين ستذهب ..؟! الى عشيقتك الجديدة ..؟! لن أسمح لك بالذهاب .. لن أسمح لك بخيانتي مرة اخرى ..”
دفعها بقوة وقد فقد صبره كاملا ولم يعد بمقدوره الاستمرار بهذه العلاقة المريضة من وجهة نظره :
” يكفي .. ”
حل الصمت المطبق بينهما للحظات قطعها هو بصوت جامد وملامح قاتمة :
” يجب أن ننهي هذه الزيجة وحالا .. أنت طالق يا نهى .. طالق .. طالق ..”
……………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
فتحت عينيها وهي تبتسم بسعادة .. تتذكر لحظاتهما سويا .. كم كان رائعا .. رجوليا .. راقيا .. كل شيء به يضج بالقوة والرجولة .. وكم هي محظوظة به ..
مدت يدها على جانب السرير الأخر قبل أن تتلمس المكان الفارغ والذي شعرت به باردا ..
فتحت عينيها الناعستين ثم اعتدلت في جلستها تنظر الى الفراش الخالي جانبها بحيرة ..
نظرت الى الساعة فوجدتها قد تجاوزت الحادية عشر صباحا ..
نهضت بسرعة من مكانها متجهة خارج الغرفة بقدمين حافيتين وقميص نومها الشفاف يتطاير خلفها لتجده جالسا على الكنبة ينظر أمامه بصمت تام قطعته وهي تهتف بسعادة :
” حبيبي متى إستيقظت ..؟!”
ثم نظرت الى ملابسه بدهشة فتسأله وهي تنظر الى عينيه اللتين ترمقانها بنظرات مبهمة :

 

 

” هل كنت في الخارج يا شهاب ..؟!”
نهض من مكانه مقتربا منها متأملا ملامحها الفاتنة بغموض قبل ان يصفعها على وجهها بقوة ..
صرخت بوجع وهي تشعر بوجهها على وشك أن ينفجر من شدة الألم ..
صاحت بصوت مرتعش وملامح مصدومة :
” شهاب هل جننت ..؟!”
عاد وصفعها بقوة أكبر لتسقط هذه المرة أرضا وتشعر بخط رفيع من الدماء يسيل بجانب فمها …
رفعت ملامحها الباكية نحوه لتجده يهتف بها بصوت قاسي :
” اجمعي أغراضك وإخرجي من هنا حالا فأنتِ طالق .. ”
انتهى الفصل الاول ..

 

اترك رد