روايات

رواية إلى زوجي العزيز الفصل التاسع 9 بقلم منة محمد عبداللطيف

رواية إلى زوجي العزيز الفصل التاسع 9 بقلم منة محمد عبداللطيف

رواية إلى زوجي العزيز البارت التاسع

رواية إلى زوجي العزيز الجزء التاسع

رواية إلى زوجي العزيز الحلقة التاسعة

وقف مسرعاً عندما وجد إحداهم تشير اليه بترحيب من بعيد حتى اقتربت منه ورأى ملامحها بوضوح فظهر على وجهه علامات المفاجأة
: شروق!
استدارت شروق نصف استادرة وهى تخبره
: تحب امشي؟
: لا دا أنا لما صدقت قبلتك بعد السنين دى كلها! لسه حلوة وشيك زى ما انتى متغيرتيش
: من بعض ما عندكم يا جو
استرخى يوسف فى كرسيه ثم تذكر: تحبي تطلبي ايه؟ شاي بنعناع سكر دايت!
ابتسمت شروق: لسه فاكر؟
اومأ موافقاً وهو ينادى على العامل ويُملى عليه الطلبات ثم قال مستفهماً: هو انتى اطلقتى؟
نظرت على مكان خاتم الزواج الفارغ واخبرته: من فتره

 

 

قال وهو يُقلب فنجان القهوة خاصتة متصنعاً انشغاله: سمعت انكوا كنتوا متجوزين عن حب! ايه سبب الطلاق
أخبرته شروق متصنعة الآسف: تخيل بعد ما بنتنا ماتت وشلت الرحم بسبب ورم فيه وبعد ما عرف انى مش هقدر اخلف تانى اتجوز عليا واجبرني انى انا الروح اخطبهاله واحضر الفرح! وبعد كده جبها الشقة تفرسنى وتعيرني قدامه وهو ساكت!
: وايه الفكرك بيا بعد الوقت دا كله؟
أجابت ببراءة مصطنعة: كنت أول واحد يجي فى بالى بعد محنة طلاقى دى وفى نفس الوقت مقدرتش أكلمك بصفتى شروق عشان رقية!
: وانتى عايشة فين دلوقتى؟ رجعتى لمامتك تانى؟
ردت شروق وهى تبكى قهراً مستعطفه دموع التماسيح خاصتها لتنزل: ماما اتجوزت يا يوسف مكنش ينفع ارجع اقعد معاها تانى.. ولما ملقتش حد اروحله اضطريت انى اتكلم مع طليقي ووافق انى اخد اوضه من الشقة وحاليا قاعدة فيها وشغالة بلقمتى. انت متخيل المعاملة ازاى من البنت الاتجاوزها دى؟
ربت يوسف على كتفها متفهماً فأخذت تبكى أكثر شارحة معانتها الكاذبة مع الذل والإهانة والتى كانت تعتبر نقطة حساسة عند يوسف..
: انا عندى حل
رفعت عينيها الدامعة ماسحة دموعها بظهر يدها: وايه هو بقي؟
: عندى شقة فى المعادى مش بستخدمها كتير يعنى اقدر استغنى عنها.. ممكن تخديها تقعدى فيها معززة محدش هيجى جنبك

 

 

: مقدرش طبعاً والناس هتقول عليا ايه لما يلقونى عايشة فى شقة واحد غريب؟
ارسل اليها ابتسامة: مش هبقي راجل غريب لو قولتيلى اطلقتى امتى؟
فهمت شروق مقصده فاصفر وجهها ولكنها تصنعت الغباء: قصدك ايه؟
: نكتب بعد شهور عدتك ما تخلص ايه رايك؟ ونخطب النهاردة لو تحبي؟ خديلى معاد مع جوز مامتك؟
ابتعلت شروق ريقها وهى تجيب بتوتر: اكيد مش بالسرعة دى احنا لسه….
قطع كلامها: احنا نعرف بعض من زمان من ايام ما كنتى انتى ورقية صحاب
“قبل ما نبعد عن بعض بسببك”
تكلمت شروق فى عقلها غير منتبه لما يقوله لها فى محاولة اقناعها بالزواج فى اقرب فرصة ممكنه
: قولتى ايه؟
: احنا لسه بنتعافى من جواز فاشل.. ندخل فى جوازه جديده كده علطول! لا استنى فترة
: يبقي نتخطب
حاولت شروق عدة مرات ان تخلفه عن طلبه ولكنه كان مُصر فوافقت على مضض ثم وقفت مودعة اياه: باي
: الاسبوع الجاي تجبيلى المعاد يا هتكلم انا مع مامتك
: اوك.. باي يا يوسف
: متقفليش الفون زى كل مرة هتصل بيكى عشان نحدد معاد نروح الشقة
لم ترد عليه واخذت تسرع فى خروجها من المكان وهى تكلم نفسها

 

 

: هعمل ايه دلوقتى فى المصيبة دى؟ هنخلص منك ازاى يا أنس فى الوقت داه؟ لازم قبل ما الشهر يخلص اكون مطلقة.. مفيش غير ماما هى الهتحللى المشكلة دى
عادت شروق الى بيتها وقد دقت الثانية عشر بعد منتصف الليل فأخذت تمشي على أطراف أصابعها حتى كادت تصل الى غرفتها ولكن أُضيئ نور الصالون بشكل مباغت فيه وجائها صوت أحدهم: ما لسه بدرى يا شروق هانم
زفرت بقوة وهى تدير وجهها اليه مستحضرة ابتسامة لطيفة: أنس حبيبي انت لسه صاحى لحد دلوقتى؟ اصل سلمى بتنام بدرى!
اقترب منها أنس وهو يمشطها من اعلاها لاسفلها ويهمس لها بنظرة غير مريحة: النهاردة يومك انتى
رفعت يدها مداعبة وجنته برومانسية: معلش يا حب…
أمسك أنس بيدها صائحا: فين دبلتك؟
ابتلعت ريقها محاولة تذكر اين وضعتها ثم تحدثت بسرعة: معايا.. معايا فى الشنطة
اكمل أنس بحنق: وقلعتيها ليه؟
اغمضت عينيها وقررت قلب الطاولة عليه لانها لا تريد سماع المزيد من الكلمات والمحاضرات فرأسها يؤلمها بما فيه الكفاية فصاحت بنبرة عالية وهى تبتعد عنه: هو تحقيق يا أنس..ما قولتلك مليون مرة انها اضيقت عليا وبقت بتوجعنى.. دى مبقتش عيشة دى انا داخلة انام.. تصبح على يوم زى وشك.!
دخلت الى غرفتها غالقة الباب بقوة آملة ان يكون عند أنس ولو ذرة كرامة واحدة وألا يدخل ورائها ولكن كالعادة تخيب آمانيها دخل أنس معتذراً طالباً السماح.. لم تتحدث معلنة رفضها فتقدم أنس ونام بجانبها على السرير ساحباً اياها بأحضانه: اسف متزعليش… انتى عارفة فال وحش لما تقلعى الدبلة
تنهدت شروق بقوة وادارت وجهها اليه.. اسندت راسها على صدره: اوك يا أنس مسمحاك بس مش هلبسها تانى!
: هجبلك غيرها
: روحت المحل النهاردة عجبنى فيه دبلة بس أغلى بكتير فاستنى لحد ما تظبط الشقة التانية وبعد كده تبقي تجبهالى
ورغم ضيقه الا انه تكلم بهدوء: ولحد ما اجبهالك هتفضلى من غير دبلة؟ طب البسي دى لحد ما…
: خلاص بقي يا أنس دا شرطى عشان اسامحك مفيش دبلة هتدخل ايدي غير العجبتنى الغالية
صمت امام اصرارها ثم أخذ يمسد على ظهرها بحنو مع ارتفاع لحرارة جسده وأخد قلبه يقرع الطبول فاحست هى بذالك وابتعدت عنه الى طرف السرير فاقترب منها لتخبره بصوت ناعس: أنس.. انا عاوزة أنام.
عاد أنس ادراجه لطرف السرير الآخر بضيق متمتماً بضجر: اهو انتى من ساعة ما رجعت من شهر العسل وانتى عاوزة تنامى
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

 

 

فى صباح اليوم التالى استيقظت شروق باكراً على غير عادتها اعدت إفطار لثلاث اشخاص وأعادت ترتيب وتنظيف المنزل حتى لو لم يكونوا بحاجة الى ذالك كعادتها.. سقت الزرع على نافذتها بعد ان فتحتها ليستهدف ضوء الشمس عيون أنس البنية فيستيقظ مبتسماً: صباح الخير
لم ترد الصباح ولكنها ردت بعملية: الفطار جاهز صحي سلمى وافطروا مع بعض انا هروح لماما ولسه مقررتش هبات هناك ولا هاجى آخر اليوم
تعكر صباح أنس دون ان يتحدث كعادته فرد عليها ساخرا:مكنش لازم تقوليلى على فكرة
فهمت يا يرمي اليه فاجابت ببرود: المرة الجاية مش هبقي اقولك اتفقنا.. باي
خرجت من الغرفة ومن المنزل ذاهبة لبيت أمها تاركة أنس بحالة شرود حتى دخلت عليه سلمى بعد اخذ الاذن بالدخول
: مش هتفطر؟
وبرغم انه لا يملك شهية للافطار ولكنه لم يُخجلها ملبياً دعوتها
: أيه رايك اخرجك النهاردة؟
: فين؟
: الملاهى وبعد كده نتعشي بره
أجابت سلمى بحماس: موافقة طبعاً
:انتى ممكن تخليه يعرف انك بتكلمى واحد عليه وهو اكيد هيطلقك
: أو يقتلنى أو يفضحنى أو يساومنى على الشقة.. يا الطلاق يا الشقة!
ردت والدة شروق: بس أنس بيحبك مش هيعمل كده.. دا انتى كل المصايب العملتيها من يوم ما اتجوزتوا وعرفها معملكيش اي حاجة!
: آه بس كان ضامن انى هفضل معاه

 

 

كانت والدة شروق تضع يدها على رأسها تُفكر حتى أتت على بالها فكرة: طب ايه رأيك لو تخلى أنس يشاركك
استفهمت شروق: دا الهو ازاى؟
: حاجة من اتنين يا أنس يعرف انك نصابة ويشتغل معاكى وهو يبقي فى صفنا ومعانا.. يا أما تحاولى تقنعى أنس أن يوسف دا كان يعرفك قبل كده وانه مثلاً عنده مرض نفسي والمفروض نجريه فى الهو عاوزه من غير ما نصدمه بحقيقة جوازك.. أو اقولك تقوليله ان يوسف عنده فقدان ذاكرة جزئي وانه لسه فى أيام ما كنتوا مرتبطين زمان..
نظرت شروق لوالدتها ببرود وهى تخبرها بفظاظة: انتى شكل الأفلام فرمططلك الباقي من مُخك..
ثم صمتت قليلاً مُفكرة: طب ولو أنس اتقابل هو ويوسف هيكون بصفته ايه؟ يوسف عارف انه طليقي ودا مش هقدر اغيره! طب افرضي يوسف كلمه عن جوازتنا أو سبب طلقنا كده حواراتنا كترت.. أنا اتلغبطت يا ماما ايه الحوارات دى كُلها؟
ساد الهدوء بينهما لدقائق حتى قطعه صوت أحد النساء بالشارع تصرخ وتطلب النجدة بأن يتصل أحدهم بالشرطة بعد أن تشابك بعض الشباب مع بعضهم البعض أسفل البناية..
صاحت والدة شروق: انتى ممكن تلبسي الواد أنس مصيبة ويدخل السجن وتطلقي منه وبكده يخلالك الجو
ابتسمت شروق بخبث راضية تماماً بفكرة والدتها ثم تحدثت: أنا ممكن اغير أوزان ومقاسات التصاميم الهو مسؤل عنها ..
: لا حرام هنأذي ناس كتير فى طريقنا.. احنا نحطله كام حته سلاح مش مترخص

 

 

جحظت عيني شروق بفكرة اخرى: ماما احنا عندما رمل وظلط فى البلكونة!
تسآلت والدة شروق: هتموتيه بالظلط يعنى ولا ايه؟
: لا.. اروح ابلغ فى جهاز أمن الدولة انه بيحاول يصنع قنابل واقولهم انه بيتكلم كتير فى السياسة.. أحسن عشان مليون مرة اقوله يحلق دقنه البقت عاملة زى دقن ياسر جلال فى مسلسل رحيم
ثم صمتت قليلا وتحدثت بحماس: تعرفي ان أنس مرة قالى انه اتحبس ظُلم بسبب ان كان في مظاهرة وهو كان قريب من مكانها واتاخد!
صمتت كلتاهما لبضع دقائق آخرى حتى تكلمت والدة شروق بشرود: والله كان هيبقي احسن له انه يعرف انك بتكلمى واحد عليه!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية إلى زوجي العزيز)

اترك رد