روايات

رواية خسوف الفصل الخامس 5 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الخامس 5 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت الخامس

رواية خسوف الجزء الخامس

رواية خسوف الحلقة الخامسة

مساءاً فى شقة بدر .
تجلس قمر متكورة على الأريكة تفكر وتستعيد الماضي بعد الحديث الذى دار بينها وبين ناهد .
عودة قبل بضعة اشهر .
فى نفس المكان الذى اعتاد الثنائي اللقاء فيه .
تجلس قمر على الطاولة تردف بتعجب وهى تتطلع للعلبة بين يدها مردفة _ بس ده لزومه ايه بس يا خالد ما انا معايا موبايل ! .
اردف خالد بمكر وحب كاذب _ خليه معاكى بس يا حبيبتى … يعنى يمكن اخوكى يعمل اللى عمله تانى وياخد منك الفون او حاجة … المهم انتى حاولي تمسحى كل حاجة من ع الفون القديم وتخلي كلامنا ورسايلنا كلها هنا بس … علشان لو حد شافه ميأذكيش .
نظرت له بحب وابتسمت مردفة _ ربنا يخليك ليا يا حبيبي … انت الوحيد اللى بتفهمنى يا خالد بجد .
قرب جسده قليلاً ينظر لعيناها واردف بخبث _ انتى مش متخيلة انا بعد الايام ازاى ومستنى اللحظة اللى هاجى اتقدملك فيها وتبقي ملكى وعلى اسمي … وقتها هتيجي تنورى بيتي ومش هسيبك وحيدة تانى ابدااا .. وكمان انا متأكد ان ماما لما تشوفك هتحبك جدااا … يعنى هى دايماً كان نفسها فى بنت واكيد هتعتبرك بنتها .
ابتسمت قمر وقد ظهر الحزن على ملامحها واردفت بعيون لامعة _ ياريت يا خالد ياريت .
نظر لعيناها ثم ادعى الحزن ووقف يتجه اليها وجلس بالكرسي المجاور لها يردف باهتمام كاذب _ انتى بتعيطى معقول ! … اوعى ابدااا تبكى وانا موجود … انا موجود علشان امسح دموعك مش اكون سبب نزولها .
مد يده يلتقط منديلاً ثم كاد ان يجفف قطرات الدموع من عيناها ولكنها اوقفته مردفة بأسف وهدوء _ علشان خاطرى يا خالد … خلي اتفاقنا زى ما هو … انا كويسة متقلقش .
اومأ بحنق داخلى ولكنه ادعى التفهم مردفاً وهو يعود ادراجه _ طبعا يا حبيبتى انا على وعدى … بس مقدرتش اشوف دموعك واسكت ..
اومأت بتفهم ونظرت له بعشق بادلها بخبث واردف _ يالا اوصلك !
اومأ لها ووقفا يتجهان للخارج ثم صعدا سوياً السيارة وبدأ هو يقود حيث يوصلها الى الشارع المجاور للمطعم حتى لا يراها احد .
عودة للحاضر
خرجت من شرودها على طرقات هادئة على باب المنزل … تنهدت بعمق ووقفت تتجه اليه وتردف متسائلة وهى تعلم من ولكن زيادة حرص _ مين ! .
اردف بدر بهدوء _ انا بدر .
فتحت الباب تطالعه بعيون لامعة … لاحظها فوراً وخطى للداخل ينظر لها باهتمام وقد التوت احشاؤه من حالتها مردفاً باهتمام _ مالك ياقمر ! … حصل حاجة ؟
ابتعدت قليلاً تردف بهدوء _ لاء انا تمام .
تنهد واومأ ثم خطى يضع ما جاء به فى المطبخ وهو ينظر بتعجب للطعام المرصوص على رخام المطبخ .
خرج مجدداً عائداً اليها يردف بتساؤل _ انتى اللى عاملة الاكل ده ؟! .
نظرت له بتمرد واردفت بحنق وقد تبدلت حالتها _ ايوة انا اومال مين يعنى ؟! .
اردف بدر وهو يمط شفتاه بتعجب _ يمكن ناهد ! .
ضيقت عيناها وانتابها الغضب مردفة بحدة _ على فكرة ناهد مش بتعرف تطبخ .
اومأ بتعجب واردف _ طيب تمام انتى اتعصبتى ليه ؟
اردفت بحدة _ متعصبتش على فكرة .
اومأ يردف بهدوء _ تمام … انا هدخل ابدل هدومى .
تحرك باتجاه غرفته ولكنها اوقفته بسؤالها حينما اردفت بفضول تغلب عليها _ هو انت وصلت ناهد بإيه لما جبتها هنا ؟! .
توقف مكانه ثم التفت اليها يطالعها بتعجب مردفاً _ ايه السبب ؟!
توترت وبدأت تفرك اصابعها ثم حولت نظرها عنه واردفت _ اصل … يعنى ناهد بتتحرج جدا وكمان علشان طنط سلوى يعنى…
قاطعها مردفاً بصلابة _ وقفتلها تاكسي وسبقتها بالمتوسيكل …. انا فاهم كويس ياقمر ايه يصح وايه مايصحش .
التفت يكمل طريقه الى غرفته بغضب واغلق الباب خلفه .
وقفت تعنف نفسها من سؤالها الساذج هذا … ولكنها شعرت بالارتياح بعدما اخبرها بذلك … فهى وحتى ان لم تهتم لامره ولكنها لا تقبل ان تكون صديقتها قريبة منه بنفس القرب التى كانت هى عليه معه .
اما بدر فقد وقف يفكر فى سؤالها المفاجئ … برغم خبرته وفطانته الا انه متعجب من سؤالها ولا يعلم سبب له … هل حقاً خشت على صديقتها منه ام …. ! .
تنهد ونفض رأسه لا يريد لتلك الافكار ان تتمكن منه فيتألم ان لم تصح … خطى يحضر ملابس بيتية ثم اتجه يغتسل ويؤدى فرضه كعادته .
&&&&&&
فى اليوم التالي
قامت ناهد بالاتصال على بدر
كان يستعد للذهاب الى عمله حينما رن هاتفه … اجاب بترقب _ أنسة ناهد !.
اجابته ناهد بهدوء _ ايوة يا استاذ بدر … انا كان معايا محاضرات سجلتها لقمر … وكمان كنت عايزة اعرفك انى اتكلمت مع كاميليا وهى قالتلي ان معندهاش مانع تقابلك بس شوف انت عايز تتكلم معاها امتى وانا هجبهالك .
اومأ بدر بحماس يردف وهو يقف فى غرفته _ تمام ناهد … لو اليوم انا ما عندي اي مانع … انا هلأ رايح ع المطعم جبيها وتعي !.
اردفت ناهد بأسف _ معلش يا استاذ بدر هى النهاردة تقريباً وراها مشوار لانها قالت انها متأخرة … لو ينفع بكرة ان شاء الله … بس انا هعدى على قمر اشوفها واديها المحاضرات .
اومأ بدر بتفهم يردف وهو يخرج من غرفته في نفس اللحظة _ تمام ناهد انا رح اخبر قمر .
كانت الآخرى تجلس على الاريكة مندمجة فى لعبة ما على الايباد ولكنها حولت كل تركيزها واهتمامها هذا مع صوته حينما قال (يا ناهد ) .
اغلق مع ناهد ونظر لها يردف بابتسامة زادت من وسامته _ صباح الخير ياقمر .
تمعنت جيداً فى ملامحه وذقنه التى يغزوها الشعر الكستنائي … وقفت وخطت باتجاهه قليلاً ثم اردفت بتساؤل وترقب _ هى ناهد جاية !
اومأ بهدوء يردف بتعجب من فعلتها فقد باتت تقف امامه مباشرةً _ ايوة كتبتلك المحاضرات زى ما اتفقنا .
كانت عيناها تنظر الي موضع ذقنه بتمعن ثم رفعت نظرها اليه واردفت دون تفكير _ ابقى خف دقنك دى شوية .
تعجب منها وضيق عيناه مستفسراً فتحمحمت هي توضح بسزاجة _ احم .. يعنى علشان ميقعش شعر ف الاكل اللى انت بتطبخه ولا حاجة !.
مالها تلك الفتاة منذ امس وهى تتصرف بغرابة !!! … هل جنت ام هناك خطة برأسها المتمردة هذه ام ان الامر مختلف احب اختلاف الى قلبي العاشق !!! .
ملس بيده على ذقنه واردف مشاكساً _ شغال بيها بقالي ١٠ سنين ماحدا اشتكى منها !.
ابتعدت تنظر له بغيظ ثم اردفت وهى تهز كتفيها _ براحتك .
جلست مكانها مجدداً بينما اتجه هو للمطبخ ليتناول وجبة خفيفة مردفاً فى طريقه _ فطرتي ؟! .
اردفت بحنق _ لاء ماليش نفس .
وقف يعد شطيرتين وكوبين من العصير ووضعهم على صنية ثم اتجه اليها يردف بحنو وهو يجلس بجوارها ويضع الصنية فوق الطاولة _ تعالي كلي معايا .
ولاول مرة لا تعاند بل اعتدلت تحت انظاره المتعجبة وبدأت تتناول بالفعل معه فى صمت .
&&&&&&&&
فى احدى الاماكن
يقف خالد بسيارته ينتظر احدهم .
جاءت كاميليا وفتحت السيارة ثم صعدت بها والتفتت تطالعه بعيون هائمة وتردف _ ازيك يا خالد …. وحشتنى اوى .
تأفأف وقلب عيناه مردفاً بغرور _ كاميليا انا ورايا معاد مهم … قولتى انك عيزانى فى حاجة مهمة علشان كدة جيت …
غضبت كاميليا من رد فعله واردفت بحدة وخبث _ تمام روح انت المعاد بتاعك وانسى انى كلمتك … كنت مفكرة ان الموضوع يهمك خصوصاً انه خاص بقمر .
ادعت فتح باب السيارة فأوقفها بيده يردف بترقب ولهفة _استنى بس يا كامو … قمر ! … ازاي يعنى ؟
جلست بحنق ثم التفتت تطالعه وتردف بترقب _ جوز قمر عايز يقابلنى … تفتكر بقى ليه ؟! .
ضيق خالد عيناه واردف بتعجب _ عايز يقابلك ! … وهو وصلك ازاي ؟
تنهدت واردفت _ عن طريق ناهد صاحبة قمر … وكانت عايزة تاخدنى ليه النهاردة بس انا قولتلها انى راحة مشوار مهم وجيت ابلغك … محبتش اتصرف من نفسي يا خالد لانى بحبك وباقية عليك .
شرد خالد قليلاً يفكر في هذا البدر ثم ابتسم بخبث ونظر لكاميليا بعيون خبيثة ماكرة واردف _ طب ومالو … ما تروحيله يا كاميليتى وتشوفي هو عايز ايه ؟
انتعش داخلها من طريقته واردفت _ اكيد عايز يسألنى عن الموضوع اياه .
نظر للامام يبتسم بمكر ثم اردف ضاحكاً _ ده اكيد يا قلبي … بس احنا طبعا مش هنقول الحقيقة ؟! .
نظرت له بعمق ثم اردفت متسائلة بخوف _ اومال هقوله ايه ؟ … وانت ليه الموضوع ده معشش فى دماغك اوى كدة ! … هو انت بتحبها بجد يا خالد ؟
ضحك عالياً بقوة ثم نظر لها واردف _ بحب مين يا كيكو ! … هو انتى تعرفي عنى كدة بردو ! … كل مافي الامر ان انا ليا عداوة مع جوزها ده وانا مش بسيب حقي زى ما انتى عارفة … وحقي ده انا هاخده منه ومنها .
ثم تابع بمكر ودهاء _ وبعدين ما انتى عارفة ان مافيش فى قلبي غيرك يا كيكو … دانتى اكتر واحدة فهمانى وصابرة عليا .
ابتسمت وسعدت بحديثه الكاذب منخدعة به مجدداً ثم تسائلت _ طيب اعمل ايه يا خالد … عرفنى اقوله ايه ؟
شرد خالد للامام واردف بدهاء _ هقولك يا حبيبتى … هقولك تعملي ايه بالضبط .
ثم مال قليلاً الي طبلون السيارة وفتح الدرج مخرجاً منه هاتف ثم ناولها اياه مردفاً _ اول حاجة لو قابلتى قمر اديلها ده … خليها تفتحه وتكلمنى .
تعجبت وهى تتناوله منه واردفت بحدة _ نعم يا اخويا !!! هقابل قمر ؟! … وكمان اخليها تكلمك ؟! … هو انتى شايفنى هبلة قدامك !!.
تنهد يهدأها مردفاً بمكر _ اسمعى بس يا كيكو ميبقاش مخك تخين … اسمعي وافهمى ونفذى من سكات علشان مزعلش منك يا كيكو… انا كلامى معاها هيبقى علشان انفذ اللى فى دماغي مش هحب فيها …. نفذى بس ووقتها حلاوتك عندى .
امالت عليه قليلاً تردف بهيام _ انا مش عايزة حلاوة يا خالد … انا عيزاك انت وبس ..
تلمس كفيها الذى وضعته على صدره بجرأة ثم اردف بخبث _ طبعا يا روحى … هو انا ليا غيرك !.
&&&&&&&&&
ظهراً
وصلت ناهد اللى منزل بدر الذى غادر الي عمله ..
صعدت الى شقة قمر التى استقبلتها بترحاب …. جلستا سوياً وبدأت ناهد تشرح ما دونته لقمر ولم تتطرقا الى اي موضوع آخر غير المحاضرات وقد تعمدت قمر ذلك .
بعد ما يقارب الساعة غادرت ناهد الى منزلها .
وقفت قمر فى شقتها تنظر حولها بملل ثم فكرت قليلاً … لما لا تغير موضع الاثاث !! .
لمعت تلك الفكرة فى رأسها وبالفعل بدأت في ذلك لتلهى نفسها حتى عودة بدر .
&&&&&&
عادت كاميليا منزلها بعدما فهمت جيداً ما تنوى فعله .
نادت والدتها ولكن يبدو انها خرجت كعادتها ووالدها يعمل خارج البلاد وشقيقها لا يأتى المنزل الا ليلاً لذلك دخلت غرفتها وقامت بالاتصال على صديقتها نسمة .
اجابت نسمة بترقب _ ايوة يا كاميليا … طمنيني عملتى ايه مع خالد ؟!.
تنهدت كاميليا واردفت _ حكيتله يا نسمة … وهو قالي اقابل بدر وفهمنى هقوله ايه … وكمان طلب منى لو شوفت قمر اديلها موبايل علشان تكلمه لان زى ما فهمت ان جوزها اخد منها الموبايل اللى كانت بتكلم خالد عليه .
تعجبت نسمة واردفت بضيق _ طب وانتى ليه تعملي كدة يا كاميليا … انتى مش ملاحظة ان خالد بيستغلك علشان يعمل اللى هو عايزه !! … حرام يا كاميليا خلاص بقى قمر اتجوزت وبعدت عنك مالوش لزوم تنتقمى منها .
غضبت كاميليا واردفت بحدة وغل _ مالوش لزوم !! … هو انتى يا نسمة مش كنتى معايا وانا بتعذب منها ومن خالد ! … لما بقت تغيظنى بعلاقتها معاه وتكيد فيا وفرحانة اوى انه فضلها عليا وكنت حرفياً بموت من القهر !! … مش انتى كنتى شاهدة على عذابي اللى هي كانت السبب فبه ؟
اردفت نسمة _ واهى خدت جزاءها واتفضحت وسط الجامعة كلها وابوها جوزها لصاحبه علشان يغطى على عمايلها … يعنى كفاية لحد كدة اوى وابعدى عن الموضوع ده ولو بدر ده طلب يشوفك تانى قولي ان اهلك مش راضيين .
شردت كاميليا قليلاً تفكر ثم اردفت _ تمام يا نسمة … انا هقفل دلوقتى علشان تعبانة وعايزة انام … يالا سلام .
اغلقت معها تلقي بالهاتف على المقعد باهمال ثم جلست تفكر قليلاً … لا يمكنها التراجع … ستفعل ما طلبه منها خالد ولترى آخره معها .
&&&&&&&&
مساءاً عن قمر التى وقفت تضع يدها فى ظهرها وتلهث بقوة وتعب وهى تنظر للاثاث من حولها فقد قامت بتحريك معظم الاعراض وتبديل اماكنها بالشكل الذى تحبه .
حتى غرفتها لم تسلم وقامت ايضاً بتحريك اغراضها .
وقفت تتطلع على غرفة بدر بترقب وعيون ضيقة … تنهدت بعمق ثم بدأت تخطى فى اتجاهها بتردد .
وقفت امام الباب تفكر هل تدخل ام لا فمنذ ان اتت الى هنا وهى لم تراها ابداً وتتجنبها .
نظرت فى ساعة الحائط المعلقة وجدتها السابعة باقي ساعة عن موعد قدوم بدر لما لا تدخل تلقي نظرة فقط من فضولها لا اكثر .
ادارت مقبض الباب بحذر ودلفت تنظر حولها باعجاب … كل شئ مرتب وهادئ … كل قطعة اثاث تدل على الذوق الراقي لصاحبها .
خطت الى منتصفها ونظرت للفراش المفرود بعناية وشردت تفكر بتساؤل وفضول ( كيف تكون هيأته وهو نائم !! .. هل ينام بعمق مثلها ام نومه خفيف !! … هل يضع رأسه على تلك الوسادة ام يضع الوسادة على رأسه مثلما تفعل هي ؟! ) .
تنهدت بعمق وتحركت الى الطرف الآخر حيث المرآة التى يضع عليها ادواته الشخصية .
اقتربت منها وبدأت تتفحص ادواته وتشتمها وقد راقت لها احدى العطور التى دائما يضعها فوضعت القليل منها على موضع شريانها النابض ثم رفعتها الى انفها تشتمها بعيون مغمضة واستمتاع .
وضعتها بعد ذلك وملست بيدها على فرشاة شعره التى تهندم خصلاته الكستنائية بعناية … مررت يداها على جميع ادواته بهدوء ثم انتقلت بنظرها الى خزانته .
ترددت قليلاً قبل ان يأخذها فضولها اليها … وقفت امامها ومدت يدها تفتحها ثم وقفت تتطلع باعجاب الى ملابسه المرصوصة بعناية ورتابة .
تناولت احدى قمصانه وبدأت تتلمسه بيدها … حنون جدااا ودافئ كصاحبه .
تنهدت وقد بدأت تستوعب فعلتها فقررت اعادته الى مكانه ولكنها لاحظت شيئاً ما أسفل صف الملابس يجعل من مفرش الخزانة مرتفعاً قليلاً عن السطح .
وسوسها شيطانها ان تنظر وبرغم اجبار نفسها على الابتعاد الا انها استمعت للصوت الخبيث بداخلها وبالفعل رفعت المفرش قليلاً فظهر هاتفها الذى يخفيه بدر أسفل ملابسه .
نظرت له بعيون متسعة وتردد هل تأخذه ام لا !!
قاطع شرودها صوت مفتاح بدر الذى يدور داخل مقبض الباب فانزلت المفرش مجدداً واغلقت الخزانة بتوتر واسرعت للخارج تغلق الضوء والباب قبل ان يراها .
وقفت فى الصالة عند لحظة دخوله بعدما طرق الباب كعادته … نظر لها يردف بتهكم _ ليه مش قافلة الباب من جوة يا قمر .
وقف متجمداً مكانه ينظر للاساس التى تبدل وضعها ثم رفع نظره اليها يردف متسائلاً _ انتى اللى عملتى كل ده ؟!
اومأت بتوتر فخطى يتطلع الى المنزل باعجاب ثم تقدم منها واردف بقلق _ طيب بس الحاجات دى تقيلة عليكي يا قمر … ليه نقلتيها لحالك ؟! .. لو كنتى حابة تغيري مكانها كنتى انتظرتيني .
اردفت قمر وهى تتطلع حولها _ عادى يعنى بسيطة .
اومأ وتحرك قليلاً ولكنه اشتم رائحته آتية من عندها … نظر لها بتعجب وعيون ضيقة متفحصة .
قرر الاقتراب أكثر حتى يتأكد وبالفعل تأكد فالرائحة تفوح منها بشدة …
تطلع عليها مجدداً وهى تبتعد بعيناها عنه فهى ايضاً تشتم رائحة عطره الذى وضعتها على يدها … بدأت تعنف نفسها سراً فها هى تنتظر سؤاله الذى لا تعلم له جواب .
اما هو فبعد ان كان ينوى سؤالها قرر الصمت حتى لا يخجلها … هو يعلمها جيداً ان خجلت لن تصمت وقتها ستتمرد وتتفوه بما لا يحمد عقباه لذلك قرر الصمت .
تحمحم وجلس على الاريكة يردف متسائلاً بعفوية مقرراً تجاهل امر العطر _ ناهد عملت معاكى ايه ؟
جلست امامه وقد زال توترها وخجلها واردفت بحدة لا تعلم سببها _ وانت مالك ؟!.
اتسعت عينه ثم اردف باستنكار _ انا مالي !! .
تنهدت بعمق تردف _ يعنى قصدى انها كانت قاعدة بنات … انت ملكش دعوة بيها … وياريت تخلى حدود بينك وبين ناهد علشان زى ما قولتلك قبل كدة طنط سلوى ممكن تزعل .
ضيق عيناه واستدعى الصبر وهو يطالعها ثم اردف بهدوء مستفسراً _ حدود زى ايه يا قمر ؟ … لتانى مرة تتكلمى بالطريقة دى وانا مش قادر افهم ايه اللى وصلك عنى علشان تقولي كدة .
نظرت لعيناه بشرود ثم اردفت وهى تقف بحنق _ خلاص انسى .
كادت ان تغادر ولكنه اوقفها مردفاً بثبات _ قمر … ياريت تفكرى صح شوية وتبطلي شغل المراهقة ده .
نظرت له بغيظ ثم دلفت غرفتها واغلقت الباب خلفها اما هو فظل ينظر لاثرها متعجباً .
وقف متجهاً لغرفته التى فتحها ودلف يتجه لادواته ويتناول قنينة العطر يطالعها ويردف بتعجب وصوت هامس _ علي شو ناوية يا قمر ؟! .
&&&&&&&&
في اليوم التالي
يقف بدر فى مطعمه ينتظر قدوم ناهد وكاميليا يفكر في ماذا عليه ان يخبر ياسر !
اردف بدر بترقب _ اخى ياسر … بدى احكى معك شى .
نظر له ياسر بانتباه واردف متسائلاً _ خير يا بدر قول ؟ … حاجة بخصوص قمر ! … هى كويسة ؟
اومأ بدر يردف بهدوء _ كويسة اخى … واذا بدك تشوفها !!
قاطعه ياسر مردفاً بحزن وهدوء _ لااا يا بدر … خليني كمان شوية .
تنهد بدر يومئ بتفهم ثم اردف _ تمام … بس كان فيه بنت صديقة قمر وناهد اسمها كاميليا … انا طلبت اقابلها واتكلم معاها وهى جاية هون بعد شوي .
ضيق ياسر عيناه مستفهماً _ تكلمها ليه ! … انت مخبي عنى ايه يا بدر !!.
اردف بدر بفطانة _ ولا اي شئ يا اخي … كل ما فى الامر انى محتاج اوضح الامور لقمر … وانت ماتحمل هم شئ … انت وثقت فيا وأمنتنى على قمر … يبقى اترك الامور وما تعكل هم .
نظر له ياسر قليلاً قبل ان يومئ بصمت بينما تنهد بدر بارتياح بعد ان اخبره .
بعد دقائق دلفت ناهد المطعم ومعها كاميليا .
جلستا ناهد وكاميليا على احدى الطاولات وهاتفت بدر تخبره انها بالخارج .
خرج بدر بعد ثوانى متجهاً اليهما تحت انظار كاميليا التى تطالعه باعجاب حتى وصل اليها وفهم نظرتها فلم يشعر بالراحة فى ملامحها .
اردف السلام مرحباً ثم جلس امامهما واردف بوقار _ تشربوا ايه ؟.
اردفت ناهد بامتنان _ شكراً يا استاذ بدر … انا متأخرة على ماما معلش … شوف حضرتك عايز تتكلم مع كاميليا في ايه ؟! .
اومأ بدر ونظر لكاميليا بثقة مردفاً بنبرة جادة _ عايز اسألك عن خالد الوزير ؟! … تعرفي عنه ايه ؟
نظرت كاميليا لناهد بتوتر ثم نظرت له واردفت _ اعرف عنه ايه ازاي ؟
تنهد يكمل _ اسمعيني يا أنسة كاميليا … انا عرفت انكوا كنتوا مرتبطين من فترة وده قبل ما يعرف قمر … وطبعاً اللى حصل مع قمر واللى هو كان سبب فيه انتى عارفاه كويس … فأنا عايز اعرف بالضبط تعرفي عنه ايه … اكيد عندك كلام تقوليه .
توترت كاميليا واردفت بترقب _ مافيش حاجة اقولها غير ان انا وهو كنا بنحب بعض … وكان واعدنى بالجواز بس بعدين فجأة لقيته بعد عنى … حاولت اتواصل معاه بس هو كان قرب من قمر وقال انه حبها وانا من وقتها بعدت عنه .
غضب بدر واشتدت عروقه واردف بهدوء مقلق _ محبهاش … متقوليش حبها … استغلها زي ما استغلك .
نظرت له بخوف وتوقف لسانها عن الحديث بينما هو تابع بترقب _ اسمعيني … انا محتاج دليل على افعاله … صور او محادثات مصورة او تسجيلات صوتية … اكيد محتفظة بحاجة زى كدة !!.
هزت رأسها بقلق وتوتر واردفت _ وانا هحتفظ بحاجة زي كدة ليه … موضوعي انا وخالد انتهى اصلا من وقت ما عرف قمر .
اغمض عينه يكور قبضته قم اومأ بصمت واردف بضيق _ تمام … اتفضلوا انتوا .
وقفت ناهد بيأس ووقفت كاميليا تردف متسائلة بخبث قبل ان تغادر _ هو انا ينفع اشوف قمر !
ضيق عيناه وطالعها بحدة يردف متسائلاً _ تشوفي قمر ليه ؟
توترت ونظرت لناهد بقلق ثم اردفت ما خطر لها فجأة _ ابداً كنت هطمن عليها بعد اللى حصل واعتذر منها لانى كنت فهماها غلط .
شرد بدر فى ملامحها يطالعها بعيون متفحصة مدركاً نيتها … اردف بهدوء بعكس غضبه منها ومن هذا الحق*ير الذى لقنها _ انا معنديش مانع … بس هسال قمر الاول … لو عايزة تقابلك هقول لناهد تبلغك … نورتى .
اومأت كاميليا ولوت فمها وخرجت مع ناهد بحنق لفشل مخططها ومخطط هذا الحق*ير .
اما هو فمد يده فى جيبه يخرج هاتفه ويغلق المسجل الصوتى وهو يتطلع الى الامام بضيق … فحديث تلك الفتاة ليس دليلاً كافياً لادانة هذا الماكر الخبيث .
&&&&&&&&
عصراً عند قمر
تجلس على الاريكة كعادتها تحمل بين يديها الايباد وها هى تقوم بمحاولة النجاة من هذا المستوى فى لعبة الرعب هذه .
ظلت تحاول وتحاول الا ان خسرت وهاجمها الوحش فصرخت غاضبة وقامت بالقاء الايباد من يدها ارضاً بضجر .
اتعدلت تنظر للامام بغضب وعيون ملأتها الدموع وهى تشعر بالاختناق فجأة وكأن جدران المنزل اطبقت على صدرها .
اغمضت عيناها تعود بذاكرتها الى قبل بضعة اشهر
عودة للماضى
جلست قمر فى سيارة خالد تسفق بسعادة مردفة _ يااااا يا خالد اخيراً نجحنا … انا فرحانة اوووى .
نظر لها خالد بخبث واردف بسعادة زائفة _ وانا كمان يا قمر فرحان جدااا … اخيراً هقدر اتقدملك … اخيراً يا حبيبتى هقابلك رسمي واعرفك على الدنيا كلها انك اميرة قلبي .
نظرت له بهيام وحب واردفت بترقب _ طيب ايه رأيك لو اتكلم مع بابا الاول يا خالد ! … يعنى يكون عنده خلفية للموضوع ؟!
انقبض داخله واردف بلهفة _ لاء استنى … قصدى استنى لما اقدم فى الجامعة واتقبل وقتها اجى بقلب جامد … وبعدين انا عايز اعرفك الاول على ماما وبابا .
نظرت له بقلق ثم اردفت _ اجلها شوية يا خالد … انا مش عارفة هتقابل معاهم اقولهم ايه ! … وبعدين يعنى احنا استنينا كل ده نستنى كمان لما نتقبل ف الجامعة ووقتها انا اللى هطلب منك تعرفنى عليهم .
تنهد بضيق … هل سينتظر كل هذا للوقوع بها واستغلالها !! ..
نظر لها يدعى القبول مردفاً _ تمام يا قمر … زى ما تحبي .
ابتسمت له بحب واردفت _ يالا وصلنى بقى علشان اروح افرح بابا واونكل بدر .
اومأ لها وبالفعل بدأ يقود ليوصلها الى المكان المعتاد .
بعد دقائق وصل بها وترجلت تودعه مبتسمة تلوح له واتجهت مسرعة بسعادة الى المطعم اما هو فأخرج هاتفه واردف بمكر _ عملت ايه ؟
اردف الآخر بخبث _ كله تمام … شوية صور حلوين زى كل مرة .
اومأ خالد واغلق يبتسم ثم غادر بسيارته بينما دلفت قمر المطعم ومنه مباشرةً الى المطبخ تردف بسعادة وصراخ _ بابااااا …. نجحت يا باباااا … نجحت يا اونكل بدر .
ترك ياسر ما في يده واسرع اليها يحتضنها بسعادة وتعالت صوت ضحكاته يردف بحب _ مبروووووك يا قمر بابا … الف مبروووك يا قمرى .
تابع بدر سعادة صديقه بينما هو الآخر تملكته سعادة من نوع آخر لنجاحها ونظر لها يردف بهدوء _ الف مبروووك يا قمر … اليوم الحلو عليا .
ابتعدت قمر عن والدها تنظر لبدر بحماس مردفة وهى تصفق وتتجه اليه _ ايوااا بقى … وانا هحضره معاك .
اومأ لها بسعادة على تصرفاتها الطفولية وبالفعل وقفا الاثنان يعدان قالب حلوى احتفالاً بالنجاح بينما ياسر ينظر لابنته وقد تمكنت منه دموع الفرحة وهو يتذكر حبيبه قلبه التى تركته مبكراً …
بعد ساعة انتهوا من قالب الحلوى وقام بدر بعمل حفلة صغيرة لها بحضور عمال المطعم وكم كانت سعيدة هى تنظر للوجوه من حولها بامتنان ..
عودة للحاضر .
__________
عادت للواقع وقد بدأت دموعها تسقط كشلالات ساخنة … كانت تتحشرج وتحاول تجفيف دموعها وهى تتذكر كم كانت سعيدة فى ذلك اليوم وكم دللها والدها كثيراً .
اردفت بصوت مختنق حزين من بين شهقاتها _ وحشتنى اوى يا بابا .
على الجانب الآخر يقف ياسر فى مطعمه وفجأة نزلت منه دمعة حارقة جففها بظهر يده وتنهد بعمق يردف بشرود وقلبٍ ممزق _ وحشتيني اوى يا قمرى .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد

error: Content is protected !!