روايات

رواية نجمة في سمائي الفصل الأول 1 بقلم دعاء أحمد

رواية نجمة في سمائي الفصل الأول 1 بقلم دعاء أحمد

رواية نجمة في سمائي البارت الأول

رواية نجمة في سمائي الجزء الأول

رواية نجمة في سمائي الحلقة الأولى

=خدااامة؟! عايزة تشتغلي خدامة، يلهوي يلهوي، دي أمك لو عرفت هتروح فيها
قالتها هدير و هي بتصرخ في شمس اللي بسرعة حطت ايديها على بوقها بتحاول تكتم صوتها، و بتتكلم بغضب.
=اخرسي يا بهيمة.. أمك هتصحي ايه ماصدقتي،
و بعدين ايه خدامة دي.
انا هبقي بهتم بالست الكبيرة و خلاص و ماليش دعوة بالخدمة في البيت هم عندهم خدم كتير
و انا ههتم بيها و بمواعيد الدواء و كل حاجة تخصها و بعدين انتي مش شايفة المرتب كام..
و بعدين احنا لسه بنتناقش.
يعني لا انا اتقبلت و لا حتى لقيت شغل في اي مكان تاني.
هدير مسكت ايد اختها وشالها من على بوقها بحزن:
– بس يا شمس الشغلانة دي انتي تستاهلي احسن منها الف مرة كفاية أنك في كلية صيدلة.
ابتسمت شمس بسخرية و هي بترد :
-يعني زيا زي اي واحدة هتقف في صيدلية، اي واحدة حتى لو مش خريجة كلية صيدلة، الا لو فتحت صيدلية بتاعتي انا، هجيب مبلغ زي دا منين ما انتي عارفه الدنيا ماشية ازاي.

 

 

و خالص يا هدير انا لازم القى شغل كويس و ليه مرتب يكفي مصارفنا و بعدين انا هبقي في مصر كدا كدا و كُليتي هناك مع الشغل.
هدير اتنهدت بحزن و هي بتربت على كتف اختها الكبيرة:
= ربنا معاكي يا شمس، والله انا كمان بفكر ادور على شغل،
بس طول ما انا هنا في البحيرة مش هعرف اشتغل.
شمس بجدية:
=انتي هبلة يا بنت، لا طبعا مفيش شغل انتي لسه صغيره و بعدين دراستك لا يا حبيبتي انا اللي هدور على شغل
بس دا هيفضل سر بينا يا هدير، ماما مينفعش تعرف عنه حاجة ماشي؟
هدير:حاضر انا مش هقولها حاجة، بس لازم كل يوم تكلميني و تقوليلي عملتي ايه؟
ابتسمت شمس بسعادة و هي بتحضنها:
-حاضر يا ديرو بس خلينا ننام دلوقتي لاني هلكانه. و كمان خالص اجازتي خلصت و لازم اسفر الصبح بدري.
هدير بابتسامة :
=ماشي يا ست البنات ياله بينا ننام انا هطفي النور.
شمس هزت راسها و هي بتابع اختها الصغيرة اللي قامت تطفي نور الأوضة و رجعت تاني تنام جانبها على السرير و هي بتسالها:
=هو مين صحيح يا شمس اللي قالك على موضوع اعلان الممرضة دا؟
=صافية صاحبتي هي عارفة اني بدور على شغل من بدري و لما شافت الإعلان قالتلي عليه و المفروض هروح بعد بكرا في المعاد اللي هما محددينه بس ادعي ربنا اني اتقبل لان اكيد في بنات كتير هيكونوا هناك ربنا يستر، لأن لو اتقبلت ساعتها المرتب دا هيفرق معانا اوي.
هدير اتنهدت بنعاس و هي بتحضنها :
=ان شاء الله هتتقبلي بدون مشاكل و يارب يكونوا ناس كويسين
=يارب يا هدير يارب
غمضت عينيها و هي بتنام بارهاق و بتدعي انها تتقبل في الشغل دا علشانها هي و اختها و أمهم
__________________________

 

 

في صباح يوم جديد
شمس كانت واقفه أدام المراية بتعدل هدومها و بتجهز علشان تسافر بالقطار و ترجع للكلية في القاهرة
بتحط الدبوس الطرحة في نفس وقت دخول امها بوشها المبتسم
=صباح الخير يا شمس.
ابتسمت شمس و هي بتحضنها بمرح :
=صباح النور يا جميل، ها عاملة ايه النهاردة؟
=انا بخير الحمد لله، جهزتي حاجتك؟
=اه جهزتها من شوية و هدير كمان جهزتها معايا بس دخلت تغير هدومها علشان تلحق المدرسة.
=ربنا يسعدكم يا حبايب قلبي، خدي يا شمس خلي دول معاكي.
قالتها بحنان و هي بتطلع الفلوس من البوك بتاعها و بتحطهم في ايد شمس .
=بس يا ماما…
=ايه مش هيكفوا، بصي فترة بس يجيلي فلوس و الله و….
شمس بمقاطعة:
=و الله ما دا قصدي يا ماما، أنا أقصد ان الفلوس دي كتير و بعدين دول كل الفلوس اللي معاكي و انا و الله مش محتاجها، بصي انا هاخد بس اللي هحتاجه في وقت الضرورة و خالي انتي الباقي علشان انا عارفة هدير مصاريفها كتير ،
ياله بقى هاتي حضن كبير اوي.
ابتسمت مريم بحنان و هي بتحضنها
مريم :
على فكره انا عملتلك الفطار اللي بتحبيه ياله نادي لاختك و تعالوا نفطر .
انا خبزت فطير امبارح صحيح و عبتلك كم حاجة علشان تستخدميهم في السكن.
شمس هزت راسها مع ابتسامة جميلة و هي بتنادي على هدير.
بعد مدة
ودعت والدتها و مشيت مع أختها و هي شايلة شنطة الضهر بتاعتها و في ايديها شنطة صغيرة فيها هدومها وصلوا الاتنين لطريق المدرسة الثانوي بتاع هدير و وقفت تودعها

 

 

هدير :اول ما توصلي تكلميني يا شمس.
شمس :
والله هكلمك و اطمنكم عليا هي اول مرة اسافر يعني، ياله ادخلي مدرستك و ذاكرى كويس.
ابتسمت هدير و هي بتدخل المدرسة و شمس بتكمل في طريقها
……………
كانت قاعدة في القطار و هي بتقرا في كتاب كانت حاسة الوقت بيعدي ببطئ
لحد ما نزلت في المحطة بتاعتها، نزلت و اخدت الاتوبيس لحد ما وصلت السكن الجامعي.
بعد نص ساعة
في اوضة صافية و شمس
شمس كانت قاعدة على السرير و هي بتسرح شعرها الأسود و جانبها صافية قاعدة بتاكل في الأكل اللي مريم كانت مجهزه لشمس.
صافية بحماس :
أمك نفسها حلو اوي في الأكل يا بت، أنا لو مكانك مكنتش سبتها خالص.
شمس بضحك:
=طب بطلي بقى و تعالي نذاكر لان دكتور عبد الرحمن مستحلف للدفعة السنة دي.
زفرت صافية بضيق و غضب:

 

 

-يا اختي الدكتور دا تحسي مراته كل يوم تنكد عليه فبيجي هنا علشان ينكد علينا، ربنا يتوب علينا،
هو انتي مبتزهقيش من المذاكرة يا شمس؟
شمس بضيق من صاحبتها:
-لا مبزهقش انا اصلا جاية من البحيرة للقاهرة علشان ادرس و امي الصراحة بتتعب اوي يا صافية لحد، نفسي اتعين في الكلية و عشان كدا لازم اذاكر.
صافية بلامبالة:
=انا مش فارق معايا الامتياز اوي كدا لان بابا خلاص قرر يفتحلي الصيدلية
شمس :
_ربنا يخلهولك يا صافية يارب و يطول في عمره.
صافية بود:
=طب انتي عملتي ايه، قلتي لوالدتك انك ناوية تشتغلي.
شمس لمت شعرها ديل حصان و هي بتبصلها بجدية:
-الصراحة لا، حسيت انها هترفض بس قلت لهدير و معنديش استعداد اني آجل الموضوع لازم اشتغل و مدة كدة لو ظبط الموضوع هقعد مع ماما و اقولها.
صافية بابتسامة:
=ان شاء الله خير يا حبيبتي انتي و الله تستاهلي كل خير يا شمس.
=ياله خلينا نذاكر يا صافية بطلي كسل.
مر اليوم باحداث قليلة لا تذكر
========================
في بداية اليوم
شمس صحيت بدري لكن لما بصت جانبها كانت صافية لسه نايمة على سريرها، قامت و راحت ناحية الحمام اتوضت و طلعت ادت فرضها و بدأت تجهز.
صافية بكسل:
انتي صاحية بدري كدا ليه يا بنتي لسه بدري اوي
شمس :لا دا بدري من عمرك انتي، أنا لازم انزل دلوقتي العنوان لسه مشواره بعيد و انا عايزة اوصل بدري، و محاضرات النهاردة ابقى سجليها و هاخدها منك.
صافية بنوم:
ماشي يا شمس، هكلمك و انا في الكلية.

 

 

شمس بصتلها بيأس حقيقي لأنها عارفة ان صاحبتها شخصية كسوله جدا
بصت لنفسها في المراية برضا و ابتسمت باعجاب من شكلها و بعدها اخدت شنطتها و مشيت.
=====================
في مكان آخر و بالتحديد فيلا دويدار
حمزة كان واقف ادام المرآيه بيزرر قميصه الأسود اول زرارين مفتوحين،اخد ساعته الفخمة.
حط بدلته على دراعه و هو خارج من الاوضة.
كان نازل على السلالم
رفع عينيه الخضراء القاتمة للأمام كان شايف الزحمة في الصالون ، العمال في كل مكان و الكل بيشتغل بجدية بيجهزوا المكان لحفل خطبته.
بعد اسبوع هتتم خطبته على هند الحسيني
كان حاسس بالنفور ناحية الخطوبة دي، لأنه مش عايزها و لا بيحب هند
هي لا تشبهه أبدا، دائما ما تشغل عقلها الأمور التافهه بالنسبة له،
أجبر نفسه على جوازها علشان جدته أغلى من حد عنده في الحياة ،
بسبب اصرارها على أنه يتجوز عشان يدخل الفرح للبيت من تاني.
و بسبب مرضها مكنش عايز يزعلها و قرر يحدد معاد خطوبتهم بعد اسبوعين.
جدته( صفاء النوري)
كانت صفاء بتتكلم مع هند بجدية
صفاء سيدة من سيدات المجتمع الراقي
بيميزها صلابة معاملتها أدام الكل و اوامرها دايما حازمة معهم
و أهم شيء عندها مكانة العائلة و اسمها
و لكن عندها قلب أم بيحب حفيدها
صفاء

 

 

-هند اسمعيني كويس حمزة دلوقتي هيبقى جوزك،
حاولي تتكلمي معه و تفتحي مواضيع لأن انتي مش بتتكلمي معه نهائي، افردي وشك
اضحكي ادامه بلاش تحسسيه أنك نكدية ”
اتنهدت هند بيأس و هي بتلوي شفتيها وهي بتلعب في الموبيل بضيق
هند
-انا مش عارفه أعمل إيه يا تيته، آدم طول الوقت مديني الوش الخشب،
و كأني زيي زي أي خدامة في القصر دا تقريبا مبيعرفش يضحك و لا يبتسم
و الله يا تيتة مهما اتكلمت او عملت بتفضل ملامحه باردة و مفيش اي حاجة بتاثر فيه”
اتنهدت بضيق لان الكلام عن شخص هي المفروض هتتجوزه لكن هو دايما جامد َو صلب في معاملته معها
لكن رغم كل دا هو نوعها المفضل من الرجال
وسيم جدا من النوع التقيل و هي بتحب التحدي
و اكيد هتسخدم كل اسلاحتها الفتاكة علشان يبقى من حقها …
دخل حمزة بشموخ الي الصالون الكبير الفخم
لقى صفاء قاعدة جنب هند اللي قاعدة على حافة الاريكة بتكبر حط رجل على رجل
و التكبر باين في ملامحها الكلاسيكيه و العملية
بنت أنيقة جميلة فارعة الطول ذات جسد نحيف جذاب كعارضات الازياء، ترفع شعرها الكستنائي في تسريحة أنيقة
ترتدي ثياب عملية و كلاسيكية نوع ما
قميص ازرق و تنورة سوداء ضيقة قصيرة حزام خصر ذهبي رفيع
تبرز
ساقيها النحيفة اللامعة لتكتمل هيئة الإغراء تلك التي خططت لها مسبقاً لتثير إعجابه
كما تثير إعجاب كل من يراها ليُكسبها ذلك ثقة اكثر بنفسها غير مبالية أنها تبدو كسعلة رخيصة
سلم حمزة على جدته و انحني باس راسها بود
رفع رأسه يبص لهند بنظرات غير مفهومة حادة
ابتسمت هند باعجاب بينما تختلس النظر له دون حرج
سأل صفاء بهدوء و حب :
-عاملة ايه دلوقتي يا صافي، ايه اللي نزلك الدكتور قال لازم ترتاحي… و لا أنتى حابة تعرفي غلاوتك عندي
ردت عليه صفاء بحنان :

 

 

-“بخير يا حبيبي طول ما انت بخير، مينفعش افضل في السرير لازم اتابع كل حاجة بتحصل و بعدين
معاد الخطوبة قرب يا حمزة لازم كل حاجة
تليق باسم العيلة…”
ايماءة بسيطة منه كانت الرد على صفاء
-ازيك يا حمزة؟
حمزة نزل عيناه لقها بتكلمه و ابتسامة جميلة تزين ثغرها، شفتيها المغرية مصبوغه بالون الاحمر اللامع
رد عليها بصوت يكاد يوصل لمسامعه ولكن فهمت أنه رد عليها بالحمد
بصت صفاء لهند و حمزة و اتكلمت بنبرة ذات مغزي لهند:
-مش ياله يا هند تاخدي حمزة و تفرجيه على الكتالوج
علشان تختاروا فستان الخطوبة احنا متأخرين جدا على فكرة و مفيش وقت”
حرك حمزة شفتيه في ناحية واحدة دليل على
عدم الرضا
في نفس الوقت قامت هند بحماس و سعادة على الاقل هتنفرد به و لو قليل
ليقته بيتكلم بنبرة جامدة قائلا ببرود:
-معليش يا صافي عندي شغل و لازم اسافر المنصورة دلوقتي أنتي عارفة موضوع الأرض اللي عايزين نشتريها
، اختاري الفستان معها”
سكت للحظات و هو يتأمل ملابس هند الضيقة قال ببرود و عينيه تمر بجراءة وقحة على ذلك الثوب القصير
-بعد ما تختاروا فستان الخطوبة لازم اشوفه قبل ما تبعتوا لدار الازياء”
بصلها بقوة بعيونه… الحادتان و كمل ببرود و وقاحة
-متنسيش ان الخطوبة هيحضرها ناس مهمه و أنا مش هتجوزك علشان أفرج جس’مك للناس”
رغم أن الامر محرج لكن بالنسبة ليها حست بالسعادة العارمة ظناً منها انه يغار عليها لكن لو علمت حقيقة نظرة المشمئزه لكرهته
انحني حمزة يطبع قبلة حانية على رأس صفاء قائلا بطيبة لم يعهدها احد سوى صفاء:
-” أنا لازم أمشي دلوقتي، خالي بالك على نفسك و الأفضل تطلعي ترتاحي و كل دا هيخلص”

 

 

ابتسمت صفاء بحب وهي تنظر له لتقوم بتمرير يدها برفق على ذقنه النابته الخفيفة متمتمه بتاثر و هي تتذكر إبنها الراحل :
-متقلقش عليا يا حبيبي أنا بخير المهم انت تخلي بالك على نفسك ”
حمزة بجدية:
=اكيد هيجي بنات كتير النهاردة علشان الإعلان انا كلمت محمد و قلتله يقابلهم و انا هحاول اخلص بدري و اجي علشان اقابلهم بنفسي بس ادعيلي.
صفاء بحنان:
=ربنا معاك يا حبيبي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نجمة في سمائي)

اترك رد