Uncategorized

رواية زين الرجال الفصل الخامس 5 بقلم منى السيد

 رواية زين الرجال الفصل الخامس 5 بقلم منى السيد
رواية زين الرجال الفصل الخامس 5 بقلم منى السيد

رواية زين الرجال الفصل الخامس 5 بقلم منى السيد

توالت الوان الطيف على وجه زين من سؤاله المباغت وتلعثمت قائلة ” اعرفة لا.لأأ.. لا وانا هاعرف الاشكال دى منين” نظر لها فريد نظرة متشككة ” ولما انت متعرفهوش بتقول ليه الاشكال دى ” تلعثمت اكثر من زى قبل وشعرت انها حشرت ف الزاوية “أأأأ انا قصدى يعنى اسمع عنه بس لكن معرفهوش يعني معرفة شخصية” نظر لها فريد نظرة جانبية اخيرة واشار اليها بالسلام ثم مضى تنفست زين وكأنها كانت تغوص تحت الماء وخرجت أخيرا ( ياترى هو بيسألنى كده ليه وهو اصلا عرف المعلم الخولى منين انا مالى خايفة ومتلخبطة كده ليه هو لو كان يعرف المعلم الخولى اكيد كان عرف باللى حصل وسلمنى ليه لالالا اكيد ميعرفش اكيد) انتهت من افكارها على هذا التفسير واقنعت نفسها به الا ان السؤال حيرها كثيرا . كانت الساعة قاربت على السابعة وقد جهزت كل شئ وانتظرته متوترة من الايام القادمة وما تحمله لها……
أجفلت على صوتة وهو يقول ” يالا يازين جاهز؟” -” اه تمام يابشمهندس كله جاهز” واستقلا السيارة وبدأت زين بالقيادة وأعجب فريد بقيادتها فهى هادئة ومتزنة وسريعة فى نفس الوقت. وحين مر على نفس المكان الذى قابلها فيه اول مرة سألها” هو انت سبت المكان اللى كنت عايش فيه ليه يازين حصلت حاجة تخليك تمشى؟”
-تلعثمت زين وحتى السيارة اهتزت وكأنما تلعثمت هى الاخرى ” هه لا ابدا اصلها حتة مقطوعة وانا زهقت وبعدين ايجار البيت اتراكم عليا عشان يعنى مفيش شغل بيجي كتير هنا وكده” كانت تكذب بشأن ايجار المنزل فهو ملكها ورثتة عن ابيها رمقها فريد بنظرة جانبية لم تفهم معناها ثم أومأ متفهما بهدوء؛ اكملت طريقها ووجهَهَا فريد لطريق فيلته ووصلوا بسلام وقفت زين مترددة هى لم تفكر اين ستقيم هى فكرت فقط ان يكون لديها عمل ولم تفكر فى موضوع الاقامة هذا وحين احس فريد بهذا عرض عليها قائلا “بص يا زين انا عارف ان ملكش مكان تقعد فيه فأيه رأيك لو تقعد معايا هنا لحد ما تلاقى مكان تقعد فيه؟” كان كمن نجدها بعرضه هذا فإلى اين ستذهب فى هذا الوقت المتأخر وهى لا تعرف اى شئ عن المدينة ولكنها ترددت كيف لها ان تكون معه وحدهما وفكرت( وايه يعنى يابنتى هو اصلا عارف انك ولد يعنى مفيش خوف منه)ثم اكملت محدثة نفسها (ماهو الخوف مش منه ياختى الخوف منك انتى ) كانت تهز رأسها وكانها تناقش نفسها كل هذا وفريد ينظر لها منتظرا ردها فاومأت أخيرا برأسها موافق” الف شكر يابشمهندس والله انا مش عارف اودى جمايلك دى فين” ( يااااه انت طيب اوى لدرجة انك تعرض على واحد متعرفوش يبات معاك ياااه بس لو مكنتش خلبوص وبتاع ستات) هكذا كانت تفكر وانتزعها فريد من افكارها الهوجاء وهو يقول” لا مانت اكيد هتردها هو انا هاسيبك” كانت نبرتة توحى بأنه يتوعد لها لا تعلم لم شعرت بهذا الشعور. ودخلت معه الى الفيللا وكما فعلت بالشالية فقد فغرت فاهها وعينيها معا (ايه دا ايه دا هو فيه بيوت كده اصلا دا ايه الحلاوة دى ) لم تشعر انها قالت جملتها الاخيرة بصوت مسموع فالتفت لها فريد ” ايه ياعم احنا هانّق ولا ايه ” -” لا والله يابشمهندس انا اسف بس اصل يعنى ماشاء الله البيت جميل اوى انت عايش هنا لوحدك؟” -” اه ياسيدى عايش لوحدى معنديش حد الا اختى ودى متجوزة وساكنة قريب هنا مش بعيد عنى” -” عقبالك يابشمهندس لما تتجوز كده وتملا البيت عيال” -” ايه يابنى حيلك حيلك من اول دقيقة دخلت البيت جوزتنى وخلتنى اخلف كمان” (اه مانت بتاع ستات وبايظ تتجوز ليه بقا) تمتمت زين بداخلها _” انت يابنى مش هاتبطل سرحانك دا بين كل كلمة والتانية ما تقول انت بتفكر ف ايه ” -” هه لا ابدا مبفكرش ف حاجة انا بس كنت عاوز اشكرك انك يعنى هاتبيتنى معاك” -” طب يالا تعالا اوريك اوضتك عشان انا تعبان وورايا شغل كتير الصبح” وقد كان ودخلت زين غرفتها وهى تهلوس (الله ايه الجمال دا شكلك هاتعودى ع الاماكن الحلوة دى يابت يا زينو) كانت امها رحمها الله هى من تناديها ب زينو وتنهدت حين تذكرتها ” الله يرحمك يا ماما ظلمتى نفسك وظلمتيني معاكى ” تذكرت والدتها وكيف كانت تضع رأسها على ساقيها في أمان وهي تداعب شعرها و تحكي لها قصة حبها المجنونة مع والدها وكيف هربت من اهلها حتى تتزوجه. وكيف عانت في ولادتها واضطرت لإجراء عملية لإزالة الرحم مما قطع أمل والدها في الحصول على الولد المرجو وانتهى بها المطاف لذلك الحال. فُتِح الباب فجأه وهى جالسة على السرير فانتفضت واقفة نافضة تلك الذكريات عن عقلها وهى تُعَدِّل من ملابسها وحمدت الله انها لم تبدلها الى الان. -فريد بلهجة آمرة” اعمل حسابك انا بنزل م البيت الساعه 8 ونص يعنى تكون جاهز ومجهز العربية تمام” اومأت برأسها مزعورة فأكمل فريد ” مالك يابنى انت بتتخض كده ليه والله محسسنى انى جايب ابن اختى” ابتسمت زين ابتسامة صفراء ” تحب احضر لحضرتك الفطار قبل ما ننزل” -” يااااريت مع انى مش متعود افطر بس انت اكلك لذيذ” هذه المرة ابتسمت زين ابتسامة حقيقية وأومأت براسها بشدة ضحك فريد بصوت وهو يقول ” تصبح على خير يا جميل ” شعرت زين ان الدنيا تدور بها ” قالى يا جميييل ” ثم نهرت نفسها ” يابت اتلمى والله الراجل هايفتكرك واد مش مظبوط وهيخاف على نفسه منك اتلمى بقا ونامى” ونامت ملئ جفنيها لتستعد لتلك الحياة الجديدة.
ف الصباح و في تمام الثامنة كانت زين والفطور و السيارة ف حالة تأهب الى ان سمعت صفيرة وهو ينزل درجات السلم وهو يغلق ازرار قميصه. امالت رأسها هائمة ( يخربيت جمالك ع الصبح ) نظر لها فجأة فاعتدلت وتنحنحت لتثخن صوتها كالعادة ” كل شئ جاهز يابشمهندس” -” طب تمام يالا عشان نفطر بقا ” -” متشكر اوى يابشمهندس مش عاوز افطر” -” هو ايه اللى متشكر يابنى احنا بقينا عِشرة خلاص اقعد افطر اقعد”اومأت زين (والله قمر وطيب وعسل وشكلك هاتجننى بحلاوتك دى) وجلست وابتسامتها حتى اذنيها وابتسم فريد بنصف ابتسامتة المعهودة وهو يتلذذ بالطعام.
*****
على بوابة الشركة كانت زين قد تعودت ان تفتح فمها كالبلهاء فنظر فريد اليها ” سمى الله ف قلبك كده يازين انا كده مش هاروح بيتنا سليم” -” لا بعد الشر عليك يافندم انا بس عشان مش متعود سامحنى” كانت تقول كلماتها بتوسل فضحك هازئا ” طيب انت تخليك هنا ولو هانزل هاديك تيلفون تحضر العربية وتجيبها م الجراج تمام” _ “تمام يابشمهندس” ودلف الى الشركة ورأت الموظفين مرتعبين لما رأوه وفكرت ( مالكم كده خايفين منه ليه دا كيوت وعسل وربنا) وركبت السيارة لتركنها فى الجراج وفى نزولها لاحظت ان فريد قد نسي حقيبتة ففرحت واخذتها حجة لتراه وهو يعمل ودلفت هى الاخرى الى الشركة تسأل الموظفة -” مكتب الباشمهندس فريد فين لو سمحتى ” -جزت الموظفة على اسنانها ” وانت مين وعاوز فريد بيه ف ايه ؟” -” انا السواق الجديد بتاعة وهو نسي الشنطة وعاوز اطلعهاله ” نظرت لها الموظفة باشمئزاز ورفعت سماعة الهاتف” الو فيه واحد هنا بيقول انه سواق فريد بيه وعاوز يطلع له الشنطة ” وجاءها الرد فاشارت على المصعد ل زين -” الدور الاخير ادخل انت وهما هايعرفوك فين مكتبه” ضيقت زين عينيها وفتحت شفتيها على هيئة ابتسامة ولكن بامتعاض وسماجة لترد بها على سماجة تلك الأخيرة. دلفت الى المصعد وحين وصلت للدور المطلوب رأت الكل يجرى يمينا ويسارا فى رعب فسألت احداهن ” مكتب فريد بيه فين لو سمحتى ” اجابتها الموظفة ” والله لو خايف على عمرك دلوقتى منصحكش تدخله انت مين وعاوز ايه ؟” ردت زين -” انا السواق الجديد وعاوز ادخله شنطتة ” -” طب اتفضل انت ادخل اديهاله ” استغربت زين من رد فعل الموظفة وقبل ان تصل الى باب مكتبه سمعت صوته الجهورى ” يعنى ايه الخامات محجوزة ف المينا انا اغيب يومين ارجع الاقى الدنيا خربت انتو ايه لازمتكم هنا لما انتو مش عارفين تمشوا الشغل ” وسمعت صوت ضربة قوية وكأن شيئا وقع أو اصطدم بالأرض ” اتفضلى ناديلى عاصم بيه اما نشوف خيبتكوا دى هانحلها ازاى” ردت السكرتيرة فى زعر ” حاضر حاضر يا فندم ” خافت زين من الدخول فترددت وتراجعت للخلف ولم تشعر الا بحائط ضرب ظهرها والتفتت مذعورة نحو الحائط الذي يتكلم ” ايه يابنى مالك انت داخل ولا طالع ولا ايه نظامك انت؟” كان شاب فى اوائل الثلاثينات عينان خضراوان شعر اشقر وذقن فى مثل لون شعره ” هاتفضل متنحلى كده كتير ما تنجز داخل ولا طالع” -” ا ا ان انا داخل داخل اهو ” نظر له الشاب بنفاذ صبر ثم تخطاها ودخل وهو يشير الى زين ان تتبعه. ما ان دخل الشاب حتى هاجت عاصفة فريد مرة اخرى ” اهلا يا استاذ عاصم اللى قايم بدور ضيف الشرف في الشركة دى , انت ازاى تبقى البضاعة والخامات محجوزة ف المينا وانت ماتتصرفش ولا حتى تكلمنى تقولى ؟” كل ذلك و زين تقف وراء عاصم ولم تكد تظهر من خلفة لبنيتة الضخمة ” منا كنت نازل النهاردة اهو المينا بس عرفت انك جاى قولت نتكلم الاول قبل ما انزل” -فريد بصراخ ” نتكلم نتكلم ف ايه هى دى فيها كلام ” اتفضل انزل معايا يالا هنروح ع المينا سوا”استدار عاصم وظهرت زين فاستغرب فريد ” ايه دا زين انت ايه اللى جابك هنا وواقف هنا من امتى؟” -” ا ا انا ك كنت جاى اجيب لحضرتك الشنطة ن نسي….” كانت تتكلم بانفاس لاهثة من الخوف -” طيب طيب مش مهم كويس انك جيت عشان رايحين ع المينا دلوقتى”اومأت بطاعة وهى خائفة من منظرة وحدثت نفسها (ياباى عليك ايه دا دانت تخوف وانا اللى بقول عليك كيوت وطيب ربنا يستر ومتقلبش عليا انا كمان كده )نزل ثلاثتهم الى الجراج واستقلوا السيارة وسأل عاصم”ودا يبقى مين دا بقا يا فريد؟” فريد ” دا السواق بتاعى ” قهقهقه عاصم ” فريد بيشغل عنده سواق لا مش مصدق” رد فريد حانقا ” مش وقت هزارك خالص يا عاصم وبعدين انا تعبت من السواقة عندك اعتراض؟” واخذ يوجه زين للطريق فهى بالطبع لا تعرف الا الطرق التى كان يأخذها اليها اباها لشراء المعدات والمستلزمات هزئ عاصم ” وكمان انت اللى بتورية السكة انت جايبة منين دا من ورا الجاموسة ولا ايه ؟” ترقرقت الدموع ف عيني زين واحمر وجهها من الاهانة فرد فريد بعصبية ” عاصم لم نفسك انا مش فايقلك وملكش دعوة ب زين خالص فاهم ولا لا” كان فريد فى اوج عصبيته فالتزم كلا من زين وعاصم الصمت الى ان تمت المهمة.
وف طريق العودة تحدث فريد بهدوء وكأنه لم يكن مثل البركان الثائر منذ قليل ” اعمل حسابك هانسهر بالليل ف (…) ومايا جايه شوف هاتجيب مين بقا عشان متقعدش فوق دماغى زى العزول كده وتبوظ عليا الليلة عشان عاوز اكلمها في شغل ” غمز عاصم ” تكلمها في شغل بردو؟” كانت زين تستمع وهى تقبض بكلتا يديها على المقود حتى ابيضّت مفاصل اصابعها، فالتفت فريد اليها قائلا اما انت بقا يا زين انا محضرلك واحدة هاتفرمتك من اول وجديد عشان تفك كده وتفرفش!!! اتسعت عيناها و ضاقت انفاسها وهى تشعر انها قد بلعت لسانها وتهضمه الآن بآلآم معدتها التى تتلوى وتئن ( جايبلي ايه يا اخويا ….. يادى النيلة السودة).
يتبع ……
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد