روايات

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 البارت السادس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 5 الجزء السادس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 5 الحلقة السادسة والثلاثون

“الجزء قرب يخلص”
فى المستشفى
كان جميعهم جالسون ما عدا ليل الذى كان يأخذ الممر ذهابًا وإيابًا ، تحدث حمزه وهو ينظر لهُ قائلًا:يا ليل أقعد وأهدى خيلتنى يا عم
ظل ليل على حالته وهو يشعر بالقلق على أبنه فقالت غاده:متقلقش يا ليل خير أن شاء الله عمليه بسيطه وهيخرج بأذن الله
أغمض ليل عينيه وهو مازال على وضعه وصوت معاذ المُتألم يرن بأذنيه فأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو يدعوا بداخله بأن تمر الساعات القادمة على خير ، مر القليل من الوقت وأقترب كلًا من سيف وعبد الله وكمال الذى قال:فى ايه معاذ ماله
جلس سيف بجانب بيسان وهو ينظر لها قائلًا بهدوء وتساؤل:فى ايه يا بيسان معاذ ماله ؟
تحدثت بيسان بهدوء وهى تنظر أمامها قائله:معاذ عنده الزايده وفى العمليات بقاله نص ساعه
نظر لعبد الله وكمال اللذان كانا ينظران لها ثم نظر لعبد الله الذى مسح على وجهه بهدوء وهو قالقًا على أخيه ، مر الوقت ببطء وكأن مر العديد من السنوات حتى خرج الطبيب أخيرًا وتقدم منهم وهو يطمئنهم قائلًا:متقلقوش الحمد لله العمليه نجحت وبقى زى الفل
شعر الجميع بالراحه فقال الطبيب:هيتنقل العنايه بس كام ساعه كدا وبعدها ننقله اوضه عاديه ويبدء بعدها يفوق أن شاء الله ألف سلامه عليه
تركهم وذهب وشعروا هم بالراحه عندما طمئنهم وظلوا بأنتظاره حتى يتم نقله لغرفه عاديه حتى يفيق ويطمئنوا عليه أكثر
فى مكان أخر
تضحك بجنون ، نعم لقد فقدت عقلها منذ سنوات ، وبالرغم من كِبر سنها الا أنها مازالت على حالها ، نحيفه ، السواد يكسو أسفل عينيها بشكل واضح ، بشرتها الشاحبه ، خصلاتها الطويله التى يكسوها اللون الأسود والأبيض معًا ، مازالت تُهرول مُنذ عده سنوات ، تدهورت حالتها كثيرًا عن زى قبل ومازالت تعيش على الأفكار المريضة التى تُسيطر على عقلها وتفكيرها مُقتنعًا أقتناع تام بأنها الوحيده على صواب وجميعهم خطأ ، ولكن نظرًا لسوء حالتها التى تسوء يومًا بعد يوم فقد تركها الأطباء حتى تفارق الحياة
فى قصر ليل
خرجت إسعاد وهى تقول:حافظ … يا حافظ
أقترب منها حافظ وهو يقول:ايه يا إسعاد محتاجه حاجه ولا ايه
إسعاد:إلا متعرفش معاذ عامل ايه دلوقتى
حافظ:ليل طمنى وقالى أنه خرج الحمد لله والعملية نجحت
إسعاد بأطمئنان:طب الحمد لله
حافظ:محتاجه حاجه ولا ايه
إسعاد:فى شويه طلبات كدا يعنى عوزاهم عشان أكمل شغل
حافظ:تمام هاتيهم وهبعت حد يجيبهم
إسعاد:طب أستنى دقيقه وراجعالك
دلفت إسعاد مره أخرى كى تجلب الورقه المكتوب بها ما تحتاجه وتركته واقفًا مكانه فى أنتظارها حتى تعود مره أخرى
فى المستشفى
كانوا مجتمعين حول فراش معاذ الذى بدء يستفيق وهو يُهلوس بكلمات غير مفهومه ، تحدث بوهن وهو تحت تأثير المُخدر قائلًا:ااااه .. اااه يا دماغى
عبد الله بذهول:دماغى ؟!
عُدى:وايه علاقه دماغك بالزايده مش فاهم
معاذ بوهن:مصدع يا عالم يا حقيره … كلكوا رمم ومش متربيين وعاوزين تربيه
ليل:تصدق وتؤمن بالله انتَ اللى رمه ومحتاج تربيه يا نتن
معاذ بوهن:ايوه ايوه أقعد عيد فى أسطوانتك اللى قارف اللى جايبينى بيها ايوه قول كمان قول
نظرت روز لليل بعدم تصديق وهى تضع يدها على فمها وتبتسم ، نظر لهُ ليل بتوعد وهو يقول:انتَ بتقولى انا كدا
معاذ:ايوه ايه يعنى هتعمل ايه
ليل:هسلوخك يا كلب يا عديم الإحساس يا واطى
تحدث معاذ بأسلوب سوقى قائلًا:أهو انتَ يا عم ايه يعنى فاكرنى مش هعرف أرد عليك لا يا حبيبى انتَ لسه متعرفنيش
نظر ليل لهم بذهول وكانوا هم يكتمون ضحكاتهم وهم ينظرون لهُ ، نظر ليل لهُ مره أخرى وهو يقول بتوعد:لما تفوقلى يا أبن الكلب لوريك أيام سوده
ضحكت روز رغمًا عنها وهى تنظر لهُ فقال معاذ:اااااه يا ولاد الجزم جعان
بدر:لا يسطا انتَ كدا معتوه
معاذ:انا معتوه يا ابن المبقعه يا أصفر
وضع قاسم يده على فمه وهو يقول بصوتٍ مكتوم وهو يُجاهد كى لا يضحك:مش قولتلكوا دا لو أتحط تحت البنج هيفتح … أبقوا قابلونى لو سكت
كارما بأبتسامه:جتك القرف يا معاذ
معاذ بوهن:قرف يقرفك يا معفنه يا واطيه جتك نيله تلاقيكى شبه الزعافه
باسم:ما تلم لسانك يا معاذ بقى
معاذ:مين الهفأ اللى بيتكلم دا
باسم بنفاذ صبر:لا بقى مش معقوله مش هتهزق مرتين وأسكت
معاذ:عشان انتَ مش ر…
وضع عبد الله يده على فمه سريعًا وهو يقول:لااااا كله إلا دى لم نفسك لسانك هيفلت اكتر من كدا ولا ايه
باسم:حد عايزُه ؟!
ليل:لا ولع فيه وريحنى وريح نفسك
روز:ليل عوزاك دقيقه
نظر لها وحرك رأسه برفق فأتجهت للخارج وهو خلفها وتركوهم مع معاذ ، وقفت روز وأقترب هو منها وهو ينظر لها قائلًا:ايه يا روز تعبانه ولا ايه
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ قائله بهدوء:لا الموضوع بس أن انا كنت عايزه يعنى أروح أزور ماما بعد ما معاذ يفوق وأتطمن عليه … ملقتش أنسب من كدا وقت من غير ما حد يحس
ليل بهدوء:ماشى انتِ عارفه أن انا مش هقولك لا
روز:انا بس قولت أعرفك الأول عشان تكون عارف
ليل:ماشى ساعه كدا نتطمن على معاذ لحد ما يفوق ونروح
فى القصر
كانت إسعاد تُعد الطعام أمام الباب الزُجاجى الذى يطُل على الحديقه فى حين دلف عبد الرحمن وهو يقول:مساء الخير يا داده
تحدثت إسعاد وهى تقول بأبتسامه:مساء النور يا ابنى
نظر لها عبد الرحمن وهو يقول بأبتسامه:تسلم أيدك على الأكل الجميل دا نفسك تحفه فى الأكل
إسعاد بأبتسامه:تسلملى يا حبيبى
أرتشف عبد الرحمن القليل من الماء ونظر فجأه للخارج ورأى مليكه واقفه وهى تنظر لهُ بأبتسامه ، أنزل الكوب من على فمه وهو لا يُصدق ما يراه بينما كانت هى تبتسم بشماته ومن ثم بدأت تضحك وهو ينظر لها بصدمه ، لم يستفيق إلا على صوت إسعاد وهى تقول:يا ابنى
أستفاق عبد الرحمن من شروده وهو ينظر لها فقالت هى:بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا ابنى انتَ كويس
لحظات وحرك رأسه برفق وهو يقول:اه اه انا كويس
إسعاد:طب محتاج حاجه
عبد الرحمن بنفى:لا تسلميلى
تركها وخرج ونظرت هى لأثره بقله حيله وعادت تُكمل ما كانت تفعله
على الجهه الأخرى
كان عبد الرحمن خرج للحديقه وهو ينظر حوله وهو سيجن ، بحث فى الحديقه بأكملها ولكن لم يكن لها أثر فمسح على خصلاته وهو لا يُصدق نظر للأسفل بفزع بعدما شعر بيد صغيره توضع على قدمه ولم تكن سوى مِسك ، زفر بقوه وهو يمسح على خصلاته وقال:مالك يا حبيبتى
رفعت يديها الصغيرتان فى الهواء فمال بجزعه وحملها ولفت هى يديها حول عنقه ووضعت رأسها على كتفه بينما ربت هو على ظهرها برفق وهو لا يعلم ماذا يحدث معه ، جلس بها وهى مازالت على وضعها وهو شارد الذهن يُفكر بالذى حدث حتى أخرجه من شروده صغيرته وهى تقول:بابا
تحدث عبد الرحمن وهو يقول:نعم يا حبيبتى
تحدثت مِسك وهى تقول:انا سقعانه أوى
شعر بأرتجاف جسدها الصغير فنزع المعطف ووضعه عليها وهو يضمها لأحظانه وهو يقول:طب خارجه ليه طالما سقعانه
مِسك:كنت بدور على ماما عشان جعانه
مسدّ على ظهرها بحنان وطبع قٌبله على رأسها وهو يقول:مش لقياها خالص
حركت رأسها برفق فأخرج هاتفه وهو يُهاتفها ، وضع الهاتف على أذنه وهو ينتظر ولم يمر الكثير وسمعها تُجيبه فقال هو:انتِ فين يا رضوى … مِسك معايا بتدور عليكى مش لقياكى … طيب طالعين أهو
أغلق معها وأعطى الهاتف لمِسك وحملها من جديد وتوجه بها للداخل وهو يقول:ماما طلعت فوق وهى اللى بتدور عليكى عشان تاكلى ولفى بينا يا دنيا
أبتسمت الصغيره بعفويه ونظر هو لها وطبع قُبله على خدها وهو يقول:ايه الجمال دا كله
أبتسمت مِسك وطبعت قُبله على خده فنظر لها بأبتسامه ودلف للغرفه وأغلق الباب خلفه
فى المستشفى
كان ليل وروز مع معاذ الذى أستفاق والجميع بالخارج
روز بأبتسامه:حمدلله على سلامتك يا حبيبى
أبتسم معاذ وقال وهو ينظر لها بصوتٍ متعب:الله يسلمك يا ماما
روز بعتاب:كدا تخضنى عليك بالشكل دا
معاذ بأبتسامه:حقك عليا يا حبيبتى
ليل بأبتسامه:سلامتك يا ابو لسان قذر
نظر لهُ معاذ وأبتسم قائلًا:ليه كدا بس انا عملت حاجه
ليل ببساطه:لا أبدًا كل ما فى الموضوع إنك رديت عليا رد معجبنيش مش أكتر
نظر لهُ معاذ بصدمه للحظات ثم قال:أحيه
ليل:مش بقولك لسانك قذر
معاذ:يعنى يلهوى بطلوا بقى
ليل:ياض هو انا جوز أمك عشان تعاملنى المعامله دى ياض دا انتَ صعبت عليا وانتَ بتتلوى زى التعبان ياض بتعمل فيا كدا ليه
ضحكت روز وهى تراه يتحدث بغيظ وينظر لهُ فقال معاذ:يسطا دا حُب
ليل بصدمه:يسطا ؟!
نظر لروز التى كانت تنظر لهُ وهى تُكافح كى لا تضحك بينما نظر لهُ ليل مره أخرى وهو يُشير على نفسه قائلًا بصدمه:انا بتقولى يسطا
معاذ:ويا زميلى كمان
مسح ليل على وجهه وضحكت روز وهى تنظر لهُ قائله:أبنك متقدرش تعمله حاجه
نظر لهُ ليل قليلًا قبل أن يقول:ولما أزعلك دلوقتى
معاذ بأبتسامه:مش هتعمل حاجه يا صاحبى عشان انا الحتة الشمال
ليل:ولما تبقى انتَ الحته الشمال أمك تبقى ايه الكبد ولا الطحال
معاذ بأبتسامه:شرايين
نظر ليل لها وهو يقول:شايفه بيستفزنى أزاى وبيزعل بردوا فى الأخر
معاذ بأبتسامه وبساطه:يا عم فكها كدا الدنيا حلوه فى ايه
نظر لهُ ليل وقال معاذ ببساطه:فك كدا وعيش الدنيا يا عم وأفرح
نظرت روز لمعاذ بأبتسامه وهى تسير بيدها على خصلاته بحنان وهى تراه يضحك ويمزح منذ أن أستفاق ونظرت لليل الذى فهم ما يحدث وأستجاب لمعاذ وبدء يتحدث معه ويقوم بالرد عليه ومعاذ يضحك من الحين للآخر
فى الخارج
قاسم:لو تعبانه روحى
تيسير بنفى:لا انا كويته بت مصدعه شويه
قاسم:ليه كدا
تيسير:مش عارفه صداع رخم أوى وقالب معايا بدوخه وحشه أوى
أقترب منها وضمها برفق وهو يقول:طب وبعدين انتِ كدا مُرهقه وأكيد جسمك محتاج راحه كبيره
تيسير:خليك تاندنى يا قاتم عشان لو تبتنى هقع بجد
مسدّ على ذراعها برفق وهو ينظر لصغيرته التى تقف بجانبه ومسدّ على رأسها بحنان وهو يضمها إليه أيضًا وهو ينتظر للأطمئنان على أخيه
فى الداخل
كان معاذ يضحك طيله الوقت دون توقف حتى جعل ليل يقول بتساؤل:مالك ياض انتَ البنج جاى معاك بنتيجه عكسيه ولا ايه
ضحك معاذ أكثر وقال ليل مندهشًا:هو انا قولت حاجه تضحك ؟!
نظر لروز التى نظرت لهُ بأبتسامه ثم عادت بنظرها لمعاذ وهى تُمسد على رأسه بحنان قائله:سيبه يضحك براحته يا ليل
ليل:يضحك انا مقولتش حاجه بس عمال على بطال دا انا هشك
تحدث معاذ بصوتٍ ضاحك قائلًا:شوف هما أدونى ايه بقى
ليل بأبتسامه:هما بردوا يا واطى
ضحك معاذ وفى هذه الاثناء دلف قاسم بعدما طرق على الباب عده طرقات وهو ينظر لمعاذ قائلًا وهو يُغلق الباب خلفه:حمدلله على سلامتك يا مصيبه خوفتنا عليك
وقف بجانب ليل وقال معاذ بأبتسامه وهو ينظر لهُ:الله يسلمك يا حبيبى
روز بتساؤل:مالك يا قاسم ؟
نظر لها وهو يقول بأبتسامه:مفيش حاجه يا حبيبتى
ليل:مفيش حاجه ازاى على أساس أنى مش عارفك يعنى
زفر قاسم وهو يقول:مفيش قولت أدخل أتطمن على معاذ وامشى
روز بتساؤل:ليه يا قاسم ما انتَ قاعد جنب أخوك تمشى ليه ؟
قاسم بأسف:مش بأيدى والله يا ماما تيسير تعبانه ومش قادره تقعد
ليل بتساؤل:ليه مالها ؟
قاسم:معرفش بتقولى مصدعه جامد والدوخه مش سيباها مش قادره تقف ولا سانده نفسها
نظر ليل لروز التى نظرت لهُ نظره ذات معنى ثم نظر لهُ وقال:هى برا دلوقتى
قاسم بهدوء:اه قعدتها لحد ما أتطمن على معاذ
معاذ:خلاص يا عم روح مش أتطمنت عليا
نظر لهُ قاسم وهو يقول:انتَ بتطردنى يعنى ولا ايه
معاذ:مش مراتك تعبانه وانتَ أتطمنت عليا خلاص
قاسم:ياض بطل قله أدب يا رمه دا انا مستنيك تفوق عشان اتطمن عليك
معاذ:يا عم وأتطمنت خلاص روح يلا الله يسهلك يلا
نظر قاسم لوالديه وهو يقول:دا جزاتى يعنى
ليل:سيبه عشان انا بعبيله وشكله كدا مش هيجيبها البر معايا
معاذ بسخريه:لا خلينى على الشط أحلى
نظر لهُ كلًا من ليل وقاسم الذى قال بضيق:دمك خفيف انتَ كدا يعنى
ليل:ابو تقل دمك
ضمته روز وهى تنظر لهما قائله:مالكوا أنتوا الاتنين فى ايه جايين على الواد كدا ليه
معاذ بخبث:شايفه يا ماما بيتكاتروا عليا أزاى عشان انا غلبان وعلى نياتى ومبتكلمش كل واحد هيدايقنى أزاى وانا مريض
ليل:تصدق وتؤمن بالله ما حد مريض هنا غيرى
ضحك قاسم وهو ينظر لهُ قائلًا:لا يا حاج انتَ أسد الله أكبر عليك والله أحنا اللى مرضى
روز:ملكوش دعوه بميزو حبيبى اللى هيكلمه انا اللى هوقفله
معاذ بأبتسامه وحب:ربنا يخليكى ليا يا نبع الحنان يا أصيله
أعتدل ليل بوقفته وهو ينظر حوله قائلًا:بيخبط فى الكلام وكدا ليل هيزعل ولو زعل أنتوا حُرين
معاذ:بابا ما تاخدنى حضنك
نظر لهُ ليل نظره ذات معنى وهو يقول:هو انا كنت أمك ونسيتك
معاذ:ايه يا عم الرد دا عايز أحس بالحنان
ليل:حاضر
معاذ:انتَ بتاخدنى على قد عقلى يا عم انتَ انا هزعل كدا
ليل:ما تسكت شويه يا معاذ بقى صدعتنى
نظر معاذ لروز وهو يقول:يرضيكى كدا
ربتت على صدره بحنان وهى تضمه قائله:لا يا حبيبى ميرضنيش اصلًا لا هتحس بالحنان ولا نيله مفيش أحلى من حنان أمك
معاذ:طب والله عندك حق ربنا ميحرمنيش منك
طبعت قُبله على جبينه وهى تنظر لهُ بأبتسامه
فى قصر ليل
فتحت لارين باب الغرفه ودلف قاسم بهدوء وهو يحمل تيسير النائمه بعمق ودلفت الصغيره وأغلقت الباب خلفها بينما تقدم هو من الفراش ووضعها عليه برفق ودثرها جيدًا وأطمئن عليها وكانت الصغيره تجلس على الجهه الأخرى ، نظرت لهُ ثم نهضت وذهبت لغرفه تغيير الملابس كى تقوم بتغيير ثيابها وخرج هو للشرفه وهو يستند بيديه على السور الحديدى وينظر أمامه بهدوء ، أخرج هاتفه ونظر بهِ قليلًا ورأى حسن يُهاتفه ، أجابه بهدوء وهو يقول:ايه يا حسن
حسن:ايه انتَ يا عم مش باين ليه كدا
زفر قاسم بهدوء وهو يقول:أبدًا كنت مشغول شويه ومش فاضى
حسن:قولت أتصل أتطمن عليك قلقتنى
قاسم بأبتسامه:انا كويس متقلقش عليا طمنى الدنيا عندك ماشيه أزاى
حسن:كله زى الفل مش عايزك تقلق من حاجه
قاسم:طب كويس انا كلها كام يوم كدا ونازل تانى أن شاء الله
حسن:أن شاء الله لو عوزت حاجه كلمنى ها
قاسم بأبتسامه:ماشى يا صاحبى مع السلامة
أغلق معه وهو مُبتسم ونظر للهاتف قليلًا ثم نظر للأسفل عندما شعر بيد صغيره تجذب أنتباهه فأبتسم ومال بجزعه وحمل لارين وهو يقول بأبتسامه:حد يخض حد كدا
نظرت لهُ من أسفل القبعه وهى تقول بأبتسامه:خوفت صح
قاسم بأبتسامه:جدًا … وبعدين ايه الحاجات الجميله دى
نظرت لهُ وقالت بأبتسامه وطفوله:حلوه
قاسم بأبتسامه:أوى أوى أوى
لارين بأبتسامه:شوفت انا أرنوب صغير
ضمها لأحضانه وطبع قُبله على خدها وهو ينظر لها ويقول:أحلى وأصغر أرنوب فى حياتى
ضحكت الصغيره بعفويه وعانقته بحب طفولى فقال هو:الأرنوب مش جعان ولا ايه
نظرت لهُ وهى تقول:جعانه جدًا
قاسم بتفاجئ ودهشه:يا نهار أبيض أزاى أرنوب جعان وميقولش
عقدت يديها الصغيره أمام صدرها وهى تقول بعبوس لطيف:أرنوب زعلان يا بابا
قاسم:وانا مقدرش على زعل أرنوب خالص
دلف بها وخرج من الغرفه وهو يقول:أرنوب عايز ياكل ايه
لارين:دونت
نظر لها وهو يقول:بذمتك فى أرنوب ياكل دونت
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ من أسفل القبعه التى كانت ملتصقه بالسلوبت الخاص بها والذى كان على هيئه أرنب فقال هو:ليه دا أرنب أبن ناس يعنى ولا ايه
ضحكت الصغيره وتوجه بها للمطبخ التى كانت فيه إسعاد تتناول الطعام
فى المقابر
دلفت روز وهى تقول:السلام عليكم ورحمة الله أنتم السابقون ونحن اللاحقون
دلف ليل خلفها بعدما صف سيارته بالخارج ووقف بجانبها وهو ينظر حوله ويقول:يا ترى بقى قبرها فين
نظرت روز حولها وهى تقول بجهل:مش عارفه
خرج الرجل وهو يقول:أؤمروا
نظرت لهُ روز وهى تقول:متعرفش قبر يُسر توفيق السيد فين
صمت الرجُل لبرهة وهو يُردد الإسم حتى قال:مدافن السيد علي
حركت رأسها برفق فقال هو:أتفضلوا معايا
ذهب الرجل ونظرت روز لليل الذى ربت على ظهرها بحنان وحسها على التحرك ، توجه الرجل إلى المقابر الخاصه بعائلة السيد علي وهو ينظر لها قائلًا:هى دى مدافن السيد علي
حركت رأسها برفق وهى تنظر أمامها قائله بهدوء:شكرًا
الرجُل:العفو
تركهما وذهب بينما تقدمت روز بهدوء وخلفها ليل وهى تنظر لكل قبر وللإسم المكتوب على كل واحد وهى تبحث عن والدتها وهى تنظر يمينًا ويسارًا حتى أقتربت من قبر فى النهاية ورأت أسم والدتها أمامها “يُسر توفيق السيد علي” وقفت أمام القبر ومالت بهدوء وجلست على الأرض وهى تنظر لاسمها وهى لا تصدق بأنها تجلس أمام قبر والدتها ولأول مره بحياتها ووقف ليل خلفها وهو ينظر للقبر ، تحدثت روز بهدوء وهى تنظر لهُ وهى لا تصدق قائله:ياااااه … لأول مره فى حياتى أزورك … مين يصدق … لأول مره أقعد قدام قبرك بعد السنين دى كُلها … وحشتينى أوى … وحشتينى فوق ما تتخيلى والله … مشيتى بدرى أوى .. انا أتحرمت منك بدرى … انا عرفت كل حاجه على فكره قريت المذكره بتاعتك اللى كنتى حطاها بأيدك أخر مره من سنين … من أربعين سنه يا حبيبتى وهى لسه زى ما هى يمكن بس التُراب غطاها مع مرور السنين .. لو تعرفى انا قد ايه من جوايا دلوقتى مش هتصدقينى
أدمعت عيناها وهى تنظر للقبر قائله بصوتٍ متحشرج:انا محروقه أوى .. عارفه انا عامله أزاى دلوقتى .. عارفه انا فيا ايه وحاسه بأيه … عارفه انا بتوجع ازاى دلوقتى … انا جوايا خراب مش عارفه أصلحه من زمان وكل مدى بيوسع كل مدى تيجى حاجه تزود عليه … صدقت كل كلمه قولتيها .. عارفه لو كنت أكبر شويه كنت أستوعبت كل حاجه بتحصل حواليا ومكانش حصل فيا اللى حصل دا … حتى صوتك مسمعتهوش ولا فكراه أصلًا .. المرض الوحش اللى لولاه كان زمانك معايا وأتربيت فى حضنك ومشوفتش الذُل دا كله … انا كمان على فكره طلعت زيك أكيد انتِ حاسه بيا وبوجعى دلوقتى صح بسمع الناس حوليا بيقولوا الميت بيكون حاسس بينا وباللى أحنا فيه وانا عارفه أنك حاسه بيا وبالحرق اللى سببه ليا … الحرق دا درجه أولى مبيتعالجش وهو حرقنى بكل جبروت ومفرقش أن انا بنته … من لحمه ودمه … انا مقدرش ألومك على أختيارك لأنك أكيد مكنتيش شايفه كل دا وكان بيخبيه أو هو مكنش كدا من الأصل … كنت بتمنى تفضلى عايشه وتاخدينى فى حضنك زى أى أم وتطبطبى عليا بس انتِ مشيتى من زمان … طب أقولك على حاجه انا كان عندى انتِ تفضلى عايشه وهو لا والله ما كنت هزعل عليه وفى كل الأحوال كنتى هتسبينى بسبب المرض الملعون دا … انا بكرهه أوى وبكره كل لحظه عذاب عشتيها معاه ليه يحصل كل دا ليه عمل كدا أستفاد ايه فى النهاية غير أنه دمر كل حاجه … انا محتاجه أترمى فى حضنك وتطبطبى عليا أوى وتهونى عليا كل دا … يارب خدنى عندها وريحنى انا مبقتش متحمله خلاص
بكت بحرقه وهى تشعر بألم ، روحها تتألم وعاد الجرح يفتح من جديد وينزف وتلك المره لن يلتئم ، سيظل جرح غائر من الصعب أن يشفى ، جلس ليل على رُكبتيه وأخذها بأحضانه وهو يُربت على ظهرها ويُمسد على رأسها بحنان بنفس الوقت وهو يقول بصوتٍ حزين وعتاب:ليه كدا يا روز … ليه عاوزه توجعى نفسك بالماضى اللى أتقفل وأنتهى من سنين … ليه بتقولى كدا يا حبيبتى انا أثرت معاكى فى حاجه وانا معرفش أو مش واخد بالى دا انا بحاول معاكى على قد ما أقدر أن انا أعوضك عن كل حاجه … وبعدين جُملتك الأخيرة دى مش عايز أسمعها تانى خالص يا روز … انتِ مش متخيله انا شايف حياتى أزاى من غيرك انتِ الضوء الوحيد اللى لو أتطفى الدنيا هتضلم فى وشى ومش هتنور تانى … عارفه هكون زى الأعمى اللى فقد بصره مدى الحياة متقوليش حاجه وانتِ مش عارفه وانتِ بتطلبيها انا ببقى عامل أزاى .. وبعدين يا حبيبتى انا جنبك أهو هل حضنى أثر معاكى فى حاجه هل عمرك أحتاجتينى وملقتنيش … انا قايلهالك قبل كدا يا روز انا عيلتك .. انا مش مجرد زوج وخلاص انا ابوكى وامك واخوكى وصاحبك … انا عيلتك وانتِ عيلتى وأحنا الاتنين شايلين بعض ولو حد مننا وقع التانى بيسنده بس مينفعش أحنا الاتنين نقع مره واحده يا روز لو وقعنا مين هيشيل البيت مكانا بولاده وأحفاده … دا واقع يا حبيبتى وبنعيشه بحلوه ومُره محدش بيختار عيشته ولا بيختار أهله بس لازم نعيش وفى أيدينا نعدى والله … أهدى وبطلى عياط وكفاية اللى حصل حصل ومش هيتغير خلاص دلوقتى هما مش عايزين غير الرحمه وبس وتأكدى أنك طول ما انتِ معايا هى مرتاحه ومطمنه .. أتفقنا
حركت رأسها برفق وهى بأحضانه ودموعها تتساقط على خديها فمسدّ هو على رأسها وطبع قُبله عليها وهو ينظر لقبر يُسر قائلًا:منكرش أنها وحشتنى انا كمان … بس هى فى مكان أحسن دلوقتى وهييجى الوقت ونقابلها
تحدثت روز بدموع وصوتٍ باكِ وهى تنظر للقبر قائله:تعرف .. لو مكنش كل دا حصل مكانش دا هيكون حالى دلوقتى .. أو لو كنت موجود وقتها بابا مكانش هيعمل فيا كل دا
ليل:كل حاجه بتحصلنا بتكون مكتوبالنا نشوفها من وأحنا لسه أطفال بنتولد وكل دقيقه وكل ساعه بتعدى بتكون فيها حاجه هنشوفها يعنى هنشوفها وبعدين لو كان حالك مكانش هيكون كدا كان هيبقى أسوء .. تخيلى حياتك معايا وحياتك مع مازن لو مكنتش ظهرت قدامك
صمتت روز للحظات قبل أن تقول:كانت هتبقى جحيم
ليل:ودا اللى عاوز أفهمهولك … ربنا أظهرنى فى حياتك عشان أكون فيها مدى الحياة … عشان ينجدك من هلاك وعذاب كنتى هتعيشيه معاه وربنا عشان رحيم بعباده ومبيجبلناش حاجه وحشه أنقذك منه واحد باعك عشان فلوس وبعدها أنكر وعمل نفسه ملاك برئ هتستنى منه ايه بعدها … بس بالرغم من دا كله عايز أسأل نفس السؤال اللى بسأله لنفسى كل مره
رفعت رأسها ونظرت لهُ قائله:ايه هو
نظر لها وقال:أزاى أتجوزنا فى الفتره الصغيره دى بجد
ضحكت بخفه بينما قال هو:بجد مش بهزر انا لحد دلوقتى بسأل نفسى أزاى انا أتجوزتك بطريقه غريبه أوى
نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:بس متنكرش أنك كنت طاير من الفرحه ساعتها وكنت غيران أوى ساعتها
أردفت بجملتها الأخيره فى خبث وهى تتطلع إليه بينما نظر هو لها بطرف عينه وقال:كانت لعبه من حمدان الحيوان عشان يخلينى أعترف
نظرت لهُ وقالت:قصدك ايه أنك مكنتش هتعترف يعنى
ليل:مش القصد بس انا شايف دلوقتى أننا هنتناقش سوا بعدل الله فى البيت
روز بتوعد:انتَ اللى جبته لنفسك يا أبن صفيه
فى المساء
عادوا جميعهم لقصر ليل مره أخرى
بيسان بضيق:لا وبطل تعصبنى بقى
سيف بأستعطاف:عشان خاطرى
نظرت لهُ بنظرات حارقه وقالت:قولتلك لا يا سيف ومتدايقنيش بقى
تدخل ليل وهو يقول:فى ايه بتتخانقوا كدا ليه
نظر لهُ سيف وهو يعقد يديه أمام صدره ثم بعدها بدء يلوح بيده اليُمنى وهو يقول:الهانم مش راضيه تاكل ومكالتش من الصبح ومش عيزانى أدايقها
نظر ليل لبيسان التى صرخت بغضب بوجه سيف وهى تقول:انتَ بقيت رخم أوى على فكره وبدأت أتخنق
تركتهم جميعًا وذهبت للحديقه بعدما كانوا جميعهم يتابعون فى صمت ، أقتربت روز منهما وهى تقول:فى ايه يا ليل بيسان بتشخط فى سيف كدا ليه
نظر ليل لسيف الذى كان ينظر لأثرها وهو يراها تجلس بالخارج وغاضبه بشده ، فى الخارج كانت تجلس ويبدوا عليها الغضب وهى تعقد يديها أمام صدرها ، أقترب ليل منها بهدوء وبجانبه روز ، جلسا بجانبها هو على يمينها وهى على يسارها وأصبحت هى بينهما ، نظر لها ليل قليلًا ثم قال بهدوء:ينفع كدا .. يرضيكى اللى حصل دا
بيسان بحده:هو اللى…
قاطعها ليل بأشاره من يده وهو يقول بهدوء:شششش … من غير عصبيه
زفرت بيسان بغضب وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وهى تنظر أمامها فتحدثت روز هذه المره وهى تقول:انتِ غلطانه يا بيسان
بيسان بضيق:كل مره انا اللى غلطانه
ليل بحده:أيوه غلطانه
نظرت لهُ بيسان بتفاجئ وهى ترى حدته بالحديث معها لأول مرة ، أكمل حديثه قائلًا بحده وصرامه:صوتك ميعلاش على جوزك مهما حصل فاهمه
تحدثت فى محاوله منها قائله:بس هو….
قاطعها قائلًا وهو مازال يحتفظ بحدته وصرامته:هو ايه هو مقالش حاجه غلط جوزك خايف عليكى دا جزاته يعنى انتِ شايفه أنه يستحق المعامله دى قدام الكل … ترضيها عليا أو على روز أو على حد من أخواتك أكيد لا واللى متقبليهوش على نفسك متقبليهوش على غيرك مش معنى أنى مدلعك هتعملى أى حاجه وهتلاقينى جاى فى صفك يا بيسان لا مش فى كل مره وانا كُرهى اللى تعلى صوتها على راجل انتِ غلطانه
نظرت أمامها بحزن فقالت روز:يا حبيبتى انتِ مينفعش تتكلمى معاه بالشكل دا هو فى الأول والأخر بنى آدم وبيحس وغير دا كله هو جوزك وخايف عليكى المفروض تفرحى عشان هو مهتم بيكى وواخد باله منك مش تزعلى وتتقمصى كل شويه كدا … متخسريهوش يا بيسان وتخسرى أهتمامه عشان متندميش فى الأخر الراجل ليه ليڤل معين لو وصل ليه صعب ترجعيه تانى زى الأول
ليل بهدوء:بيسان … انا أتكلمت معاكى عشان أوعيكى وتحاولى تسيطرى على نفسك عشانك صدقينى انتِ بنتى وواجبى أوعيكى انتِ مكنتيش كدا انا بكلمك عشان انا حسيت بإحراجه وصدمته ولو كلمتك بطريقه مش حلوه فانا بعمل كدا عشان عاوزك تفوقى يا حبيبتى وعشان مش عايز سيف يتغير معاكى عشان مش هتتحملى قلبته صدقينى
أدمعت عيناها البُنيه وهى تنظر لهُ ففهم هو ماذا تُريد ففتح ذراعيه لها ودلفت لأحضانه فحاوطها هو بذراعيه مقربًا إياها لأحضانه أكثر وهو يُمسد على ذراعها قائلًا:انا كان لازم أعمل كدا عشان تفوقى يا بيسان … انتِ على طول عصبيه معاه ومش متحملاله كلمه وهو بيزعل يا بيسان حتى لو مبيبينش بس سيف كويس يا حبيبتى ومبيقصرش معاكى فى حاجه
تحدثت بصوتٍ مهزوز والدموع عالقه بمُلقتيها قائله:غصب عنى والله مش قصدى بس انا مبحسش بنفسى
زفر ليل بهدوء وقال:انا قولتلك اللى فيها ووعيتك .. الدور والباقى عليكى بقى
فى غرفه سيف
كان سيف جالسًا بهدوء وهو يُمسد على خصلات ملك النائمه بأحضانه وبنفس الوقت يُربت بيده الأخرى على ظهرها ، نظر لصغيرته النائمه بعمق ومال نحوها بهدوء وطبع قُبله على جبينها ونظر لها بحنان ، لحظات ودلفت بيسان التى دلفت بهدوء وهى تضع يدها على بطنها وأغلقت الباب خلفها مره أخرى وأقتربت من الفراش بهدوء وهى تنظر لسيف الذى كان ينظر للجهه الأخرى ، جلست بهدوء ونظرت لهُ للحظات وهى لا تعلم كيف تبدء فى التحدث معه وبدأ الصراع العنيف بداخلها ما بين قلبها الذى يعشقه وعقلها الذى يُفرد سيطرته كالعادة ويجعلها عاجزه عن اتخاذ قرار
فى صباح يوم جديد
كان سيف جالسًا وهو يرتشف قهوته وينظر للحاسوب بأهتمام وينقل نظره من الوقت للأخر ما بين الملف والحاسوب والأوراق الأخرى ، دلفت بيسان من الخارج التى كانت ترتدى فستانًا واسعًا مخصصًا للحوامل لونه أحمر قد أختاره سيف لها لإعجابه الشديد بهِ ، رأته مندمجًا فى عمله ولا يعى لها ، حركت رأسها برفق وهى لا تعلم ماذا تفعل فليس لديها القدره على الحديث وغير مستعده ، أغلقت الباب خلفها وأتجهت إلى الخزانه فتحتها ونظرت للفستان المعلق بالأعلى حاولت جلبه ولكنها فشلت ، وقفت على أطراف أصابعها وحاولت إمساكه ولكنها فشلت أيضًا ، وضعت يدها على بطنها وهى تزفر بيأس وتنظر لسيف وللفستان من الحين للأخر ، نظرت للفستان وهى عازمه على المحاوله للمره الأخيرة ، وقفت على أطراف أصابعها ونجحت فى أخذه ، علت أبتسامه سعيده على ثغرها وأغلقت الخزانه مره أخرى كل ذلك وسيف لا ينتبه لها لم يستفيق إلا على صوتها وهى تتألم فجأه ، رفع رأسه ونظر لها فجأه وهو يراها تضع يدها على بطنها ومعالم وجهها منكمشه ، نهض مُسرعًا دون تفكير وأقترب منها بلهفه وهو يُحاوطها بذراعيه قائلًا:بيسان مالك يا حبيبتى ايه اللى حصل
تألمت بيسان وهى تضع يدها على بطنها قائله:أتخبطت غصب عنى
مسدّ على ظهرها وهو يقول بتهدئه:على مهلك تعالى
أسندها وأخذها حتى أجلسها على الفراش وجلس أمامها القُرفصاء وهو يُعيد خصلاتها خلف أذنها وهو يقول بتهدئه:أهدى خالص وخدى نفسك براحه
فعلت بيسان مثلما قال هو حتى هدأت تمامًا ، نظر لها وهو يقول:حاسه نفسك أحسن
حركت رأسها برفق وهى تغمض عينيها فمسح على رأسها واسفل عينيها وهو يقول:خليكى هجيلك تانى
تركها وذهب مُسرعًا للخارج ونظرت هى لأثره بأبتسامه
فى غرفه عبد الله
نوران بملل:قولتلك لا يا حُذيفه لما بابا يكون أجازه
حُذيفه بتذمر:كل مره بتقوليلى كدا وبتضحكى عليا فى الآخر ومبيحصلش
نظرت لهُ نوران وقالت:قصدك ايه أن انا كدابه ؟!
عقد حُذيفه يديه أمام صدره بعدم رضا وقال بتذمر:انا مليش دعوه كل مره بابا هييجى بابا هييجى وبابا مبيجيش ولا انتِ عايزه تيجى معايا وصحابى كلهم أمهاتهم وأبهاتهم كلهم بيكونوا معاهم إلا انتِ ولما بروح لوحدى بيقعدوا يقولولى فين باباك ومامتك وبتحطينى فى موقف وحش أوى كل مره قدامهم وانا زهقت مش هروح النادى تانى ولا هروح الحضانه مش هروح فى أى مكان تانى
تحدث بغضبٍ شديد وتركها وذهب لغرفته وهو غاضب بينما جلست نوران على طرف فراشها وهى تضع يدها على جبينها وهى تنظر للأسفل بشرود وهى لا تعلم ماذا تفعل فقد سئمت من ذلك الجدال الذى لا ينتهى توًا معه كل يوم
فى غرفه سيف
عاد سيف مره أخرى وبيده صينيه متوسطه الحجم وضعها أمام بيسان المتعجبه وجلس على رُكبتيه أمامها وقطف قطعه من الخبز ووضع عليها المربى بطعم الفراولة المفضلة لديها فمنذ أن حملت وهى لا تتناول غيرها ، نظر لها سيف وقال:يلا يا حبيبتى كُلى عشان ترتاحى شويه لازم تتغذى لأنك الفتره دى مش عجبانى وكدا مينفعش لازم غذاء كويس عشان أحنا قربنا خلاص ودى أهم مرحله على فكره لازم تاكلى
قربها من فمها وهو يقول:يلا ومره بعد مره صدقينى هتبتدى تاكلى لوحدك ومش هتحتاجينى
فتحت فمها وتناولت قطعه الخبز المغطى بالمربى من يده بينما عاد هو يقطع قطعه أخرى وهو يقول:وجبتلك عصير تفاح عشان عارف أنك بتحبيه جدًا ولو فى حاجه تانيه انا ناسيها فكرينى لأنى نسيت حاجات من كتر ما انا عايز أنجز فخدت أى حاجه عينى وأيدى ييجوا عليها
كانت تنظر لهُ بأبتسامه ولمعه خاصه بعينيها ظهرت الآن وهى ترى الحب والحنان يشعان من عيناه وتصرفاته التلقائيه معها ونسى بأنها كانت غاضبه منه وبأنها صرخت بهِ أمام الجميع ، أوقفته وهى تُمسك بيده فرفع رأسه ونظر لها وكانت هى تنظر لهُ بهدوء شديد أخذت قطعه الخبز ووضعتها على الصحن ونظرت لهُ من جديد وهى تقول بأبتسامه وحب وأسف:سيف … انا آسفه مكنش قصدى أتعصب عليك وأزعق حقك عليا أول وآخر مره ومش هتتكرر تانى انا والله معرفش ازاى حصل انا مكنتش دريانه بنفسى متزعلش منى حقك عليا
أوقفها وهو ينظر لها بهدوء:شششش … أهدى مفيش حاجه
حركت رأسها نافيه وهى تقول بدموع:لا انا غلطانه بجد حقك عليا
سيف:بيسان مش وقته الكلام دا أهم حاجه دلوقتى صحتك
بيسان برفض:لا دا أهم من أى حاجه انا بتجلد بجد يا سيف انا عايزه أحط راسى على المخده وانام مرتاحه من غير ما أحس بتأنيب الضمير … انتَ مش زعلان صح ؟!
نظرت لعينيه تتأملها وتنتظر أجابته عليها بينما هو كان يُطالعها بهدوء ، زفر بهدوء ونظر لبُنيتيها قائلًا:عوزانى أتصالح بجد ؟!
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ بأمل فأبعد هو الصينيه ونظر لها مره أخرى وهو يبتسم بلطف وتحدث وهو يفتح ذراعيه قائلًا:هاتى حضن
لم تتردد ثانيه واحده وأرتمت بأحضانه وهى تعانقه بشده بينما أتسعت أبتسامته وربت على ظهرها بحنان وطبع قبله على خدها وهو يُمسد على خصلاتها برفق فى نفس الوقت الذى سمعها تقول فيه:انا بحبك أوى يا سيف ومهما أعمل مش عيزاك تزعل منى أبدًا
أتسعت أبتسامته وشدد من أحتضانه لها وهو يقول:مش زعلان خلاص صافى يا لبن
أتسعت أبتسامتها ودفنت وجهها بعنقه وهى فى قمه سعادتها بينما كان هو يُمسد على ظهرها بحنان ورفق وهو ينظر أمامه
فى الأسفل
كان خالد يتحدث مع زينة وعلى الجهة الأخرى كل من الكبار جالسًا مع زوجته عدا روز التى كانت تقف وحيده وهى تنظر حولها وفى هذه اللحظات أقترب هو منها من الخلف وتحدث بصوتٍ هادئ قائلًا:واقف لوحدك كدا ليه يا جميل
ألتفتت إليه ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت بمشاكسه:عشان الحلو اللى معايا مش معبر الجميل من الصبح ومطنشه على الآخر
ليل بأبتسامه مشاكسه:طب ما تسمحيلى أعاكسك
ضحكت روز وهى تقول:وهو اللى عايز يعاكس بيستأذن
ليل بأبتسامه:أصل انا أمى كانت مربيانى بزياده فلازم أستأذن
ضحكت أكثر وأتسعت أبتسامته وهو ينظر لها فقاطع لحظتهم هذه مفسد اللحظات السعيدة وهو يقول:الله الله الله دا أحنا مقضينها أهو
نظر لهُ ليل وهو يظهر عليه الضيق قائلًا:انتَ ايه اللى جابك
تحدث معاذ بأبتسامه وغمزه قائلًا:ايه يا نمس هو انا جيت قطعت عليك ولا ايه
ليل بضيق:طول عمرك قاطع عليا جتك القرف
ضحك معاذ وقال ليل وهو ينظر لهُ بضيق:انتَ مش عامل عمليه يا زفت ايه اللى جابك
معاذ بخبث:جيت أشجعك يا حاج الله وبعدين مش كفايه واخد الصاروخ دا لوحدك
روز بذهول:ولد
أقترب منه ليل وعلى وجهه يظهر الغضب الشديد فأبتعد معاذ وهو يقول بتحذير:العمليه يا حاج متنساش
ليل بحده:انتَ بتقول على مراتى صاروخ
معاذ:مش امى
ظل يبتعد وهو يقول:خلاص بنكشك يا راجل الله مالك قفوش كدا ليه
ليل:روح جنب مراتك عشان مزعلكش
وضع يديه على كلا ذراعيه وهو يقول بأبتسامه:خلاص قلبك أبيض
نظر لهُ ليل وهو يقول بعدم رضا:بتقطع عليا رزقى ليه يا بارد
صقف معاذ وهو يقول بتلاعب:ايوه يا جامد وربنا انا هشكرنى
نظر لهُ ليل وأقترب منه بوقار وهو يقول بتحذير خفى:ملكش دعوه يا معاذ أحسنلك .. أحذر منى
معاذ بأبتسامه:بتحذرنى ها … على العموم هسيبك عشان صعبان عليا بس كفايه اللى كنت بعمله وانا صغير
أنهى حديثه بغمزه وأبتسامه وتركه وذهب بينما نظر لهُ ليل وحرك رأسه برفق وهو يقول:هموت واعرف طالع واطى وعديم السلكان لمين
على الجهه الأخرى
كان عُدى يحمل صغيرته وهو يتأملها بأبتسامه مُحبه فهو يُحبها بشده وتظل معه طوال الوقت وهذا ما جعله يتعلق بها بهذه الطريقة وكذلك هى ، نظرت لهُ بعينيها العسلية وأبتسمت بطفوله وهى تنظر لهُ فأبتسم هو لها وطبع قُبله على جبينها وهو يقول بأبتسامه:ايه الجمال دا
ضحكت الصغيره وكأنها تفهمه فقربها منه وطبع قُبله على خدها الصغير
على الجهه الأخرى
كانوا جميعهم جالسون فى حين أقتربت إسعاد وقالت:ليل بيه
نظر لها ليل وحرك رأسه برفق فذهبت هى ونظرت روز لليل نظره ذات معنى فنهض هو وهو يُهندم من ملابسه بينما نهض يعقوب وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى ، أخذ عده خطوات للأمام ووقف وكأنه يستعد لمواجهه منافسه ، بينما لحظات ودلف هو ومع أول خطوه يضعها داخل القصر يُصدم الجميع وتظهر على وجوههم الصدمه الكبيره بينما ليل واقفًا مكانه ثابتًا لم يهتز بل على طبيعته ، كبير العائله الثانى يقف وينظر لهُ ، بينما وقف هو أمام ليل ورفع رأسه وهو ينظر لليل الذى أتسعت عينيه بصدمه وهو ينظر لوجهه وكذلك الجميع الذين أزدادت صدمتهم أكثر وأكثر ، إذًا ها هى الآن المواجهه المُرتقبة والمُنتظرة بين الأخوين الكبيرين

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 5)

اترك رد

error: Content is protected !!