روايات

رواية خسوف الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل التاسع 9 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت التاسع

رواية خسوف الجزء التاسع

رواية خسوف الحلقة التاسعة

ها هو قلبي يحترق بالنار التى اشعلتها انا
هل يكفيك هذا العذاب واستئصال الروح لتغفر !
&&&&&&&&&&&
عبرت قمر الرصيف بقلبٍ ممزق وهى ترى ابتسامة النصر على شفتيه وملامحه التى لاول مرة تلاحظ قذار*تها .
وصلت اليه ونظرت له تردف بتهكم وغضب _ فين الميمورى اللى عليه الصور ؟!.
نظر لها بخبث واردف وهو يشير الى سيارته بيده _ طيب اركبي الاول يا بيبي … مش معقول هنتساوم هنا ع الطريق !.
نظرت له بكره ثم لفت للجهة الاخرى تستقل السيارة كذلك هو .
تركت بابها مفتوح ونظرت له بكره مردفة _ ازاي كنت عامية وغبية وصدقتك … ازاااي ؟! … ازاي وثقت فيك ومشوفتش حقيقتك طول الفترة دي كلها !! … انت ايه يا اخى … بتعمل ليه كدة !
ضحك يطالعها بشماتة مردفاً بغل واشمئزاز _ مرض !!! … انا مريض ومهووس بصور البنات الحلوة … شوفتى ! … ادى جزاء اللى ميسمعش كلمة بدورة يقولها …. وده يثبت لك انى ممثل بارع … ده انا حتى بفكر اقدم فى دور بطولة … بس تعرفي شهادة حق … انتِ اكتر واحدة تعبتيني طول السنتين دول … كل البنات اللى عرفتها وقعوا من اول شهر الا انتى … دوختيني اوى وكنت خلاص قربت من هدفي بس جه الكل*ب اللى اسمه بدر ده ولحقك … بس بصراحة تستاهلي السنتين اللى ضيعتهم معاكى …. لأنى قدرت افوز بقلب قمر الفوى … اللى شباب المنصورة كلهم يتمنوا نظرة منها … بس طبعاً خالد الوزير طماع شوية … مش عايز نظرة … عايز لمسة .
لم يكن منها الا نظره كره واحتقار ثم قامت بالبصق على وجههُ بقوة فتفاجأ واغمض عينه يمسح وجهُ بظهر يده .
فتح عينه واشار بيده يحركها مردفاً بغل وغضب وتوعد _ هاتى الموبايل اللي معاكى .
احتضنت حقيبتها واردفت بجسد مرتعش _ هات صورى كلها الاول .
اومأ يردف وهو يتطلع على باب السيارة بخبث _ تمام اقفلي الباب .
نظرت له بخوف ثم هزت رأسها واردفت بجرأة مزعومة _ مش هقفل … قلتلك هات الصور كلها اللى معاك والا مش هيحصل كويس .
ضحك بخبث ثم اخرج من جيبه هاتفه واداره امام وجهها يردف بغل وتوعد _ شوفي ! … ضغطة واحدة وصورك كلها هتنزل حالا ع النت … يعنى انا هنا اللى بتشرط من انتِ … ولما اقولك تقفلي الباب يبقى تسمعى الكلام يا حلوة .
نظرت له بقهر وقد ادركت ما اوقعت ذاتها به … احتضنت حقيبتها بقوة اكثر ثم مدت يدها الآخرى تغلق الباب وعيناها مسلطة عليه .
اما هو ف بمجرد اغلاقها للباب قام بقفله بزر التحكم عن بعد مما جعلها ترتعب وتنظر له مردفة _ هات الميمورى وخليني امشي من هنا قلتلك والا مش هيحصل خير .
رفع حاجبيه باستنكار يردف بابتسامة صفراء _ خير ايه بس يا قمرى … ده الليلة خسوف القمر … يعنى الشر كله .
انقبض قلبها وحلقها وابتلعت لعابها برعب وقد بدأت يداها تتجه لداخل حقيبتها لتنهى هذا الأمر دون التفكير في عواقبه ولكنه لاحظ حركة يدها فقام بنزع الحقيبة من بين يداها بقوة واردف وهو يلتقطها لعنده _ ايه يا حلوة بتفكرى تعملي ايه ؟!.
تملكها الخوف وتصاعد الادرينالين بسائر جسدها واصبحت لا ترى الا وهى تهجم عليه بشراسة وتحاول نزع الحقيبة من يده مردفة بغل وقهر _ هقتلك يا حي*وان يا زبا*لة … هقتلك واريح الناس والدنيا كلها منك .
اما هو فبدأ يصفعها ويدفعها لتبتعد مردفاً بشر وغل _ وريني هتقدرى تعملي ايه يا ****.
صفعها بقوة جعل جسدها ورأسها يرتطم للخلف … اصبحت الرؤية ضبابية لديها … هزت رأسها بعنف لتستعيد وعيها بزعر فأن غفت فقد ضلت للأبد … وقد ندمت الان على تصرفها الاحمق عندما اتت اليه .
اما هو فطالعها بكره وبصق عليها وهو يخرج هاتفها من الحقيبة وقد رآى السكين الذى اخفته فاخرجه يتطلع اليه باستنكار ثم نظر لها مردفاً بخبث وابتسامة صفراء خبيثة _ هي دى بقى اللى كنتى هتقتليني بيها !… دى اللى ناوية تخلصي على خالد الوزير بيها !!! … تمام … اصبري عليا .
ترجل من سيارته يوصدها خلفه ثم قام بالقاء السكين بقوة ذراعه فى النهر الذى يبعد عنهما انشات قليلة .
اخرج هاتفه وطلب رقم احدهم مردفاً بترقب _ ها عملت ايه ! … جهزت المكان ؟!
اردف الآخر بترقب _ لسة .. بظبتلك الدنيا … اديني نصاية بس .
اردف خالد بغضب وصوت حاد _ نصاية ايه يا متخلف … البت معايا واحنا ع الطريق … انجز قبل ما حد يلاحظ .
اردف الآخر باستنكار _ جرا ايه يا خالد ما تهدى شوية ! … الحق عليا بحاول اخفيلك الكاميرات اللى ف المنطقة هنا علشان كله يبقى تمام .
اردف الاخر بغضب _ طب انجز .
اغلق معه ونظر للتى تضرب على الزجاج بحدة وتحاول فتح الباب وابتسم لها بتشفي فالطريق اصبح خالياً وقد اختار تلك المنطقة متعمداً لخلوها من كاميرات المراقبة .
&&&&&&&&
عند بدر الذى ناداها ولم تجيب
اتجه مسرعاً الى غرفتها وفتحها يبحث عنها وينادى بقلبٍ ممزق رافض ومستنكر فكرة رحيلها يردف بصوت مهزوز مشتت _ قمر انتى فييين !!
نظر من حوله … ملابسها كما هى وجميع اغراضها مكانها … اذا اين هي ! … هل فعلتها ! … هل فعلتها وسحقت قلبه وروحه معها !!! … هل هربت مع الى الح*قير ؟!!!
نفض رأسه بقوة لا يريد لعقله ان يفكر هكذا … قلبه مستنكراً لفعلها ذاك …
اخرج هاتفه من جيبه وقام بفتحه … فُتح الهاتف بعد دقيقتين ولكنهما بالنسبة اليه كدهرٍ كامل .
كاد ان يهاتف ياسر فهو لا يملك لها رقماً ولكنه وجد رسالة اتصال أتية من رقم غير مسجل فاخبره قلبه ان هذا الرقم ربما لها .
طلب الرقم بترقب وانتظر الاجابة بانفاس لاهثة .
على الجهة الاخرى رن الهاتف في يد خالد فنظر اليه وجده مسجل باسم بدر .
ضحك بخبث وانخفض يتطلع لتلك المسكينة عبر زجاج السيارة ويلوح لها بالهاتف امام عيناها مردفاً بتشفي _ حبيب القلب بيتصل … ايه رأيك نكلمه فيديو ونوريه المنظر الجميل ده ؟!
وبالفعل اغلق الاتصال ثم اعاده بمكالمة فيديو … اجاب بدر على الفور وهو يتطلع عبر الشاشة ولكن تجمدت اطرافه وهو يرى هذا الوجه الذى يبغضه ..
ضحك خالد بشماتة وتشفي فى وجه بدر واردف وهو يلوح بيده _ ازيك يا بدووور … اومال قمر فين ؟!
انقبض قلب بدر و جف حلقه واستودت عيناه وهو يطالعه بغضبٍ مدمر …
اما الأخر فحرك الهاتف باتجاه قمر وهى بداخل السيارة منكمشة على نفسها برعب … نظرت له عبر الهاتف ونزلت عبراتها تهز رأسها بصمتٍ تام وكأن الكلمات جميعها نفذت فلم يعد لسانها قادراً على النطق … كل ما فعلته انها تهز رأسها وتبكى بصمت وتطالعه بعيون نادمة وقلبٍ تم سحقه .
رفع خالد الهاتف مجدداً ولكن بدر عيناه كانت تنظر لشئٍ آخر قد لاحظه بالرغم من غضبه المدمر الذى يحكمه بصعوبة بالغة وهو يكور قبضته التى اصبحت كالمعدن .
اردف خالد بتشفي وغل _ زى ما شوفت يا بدر باشا … مراتك جتلي بارادتها وهى معايا دلوقتى وكلها دقايق وتكون ملكى … انا لو منك كنت قتلتها … بس معلش كفاية اوى الدرس اللى خالد الوزير علمهولك … علشان بعد كدة تفكر مليووون مرة قبل ما تمد ايدك عليا … ووريني بقى هتنجدها من تحت ايدي ازااي ! .
ضحك له بتشفي وعاد يوريه هيأتها وهى تبكى داخل السيارة ثم اغلق الهاتف تماماً ووضعه فى جيبه ثم انفحر ضاحكاً بانتصار وتشفي وهو ينظر لها عبر النافذة … اما هى فكانت تطالعه بصمت تام متكورة على نفسها … يبدو انها استسلمت الآن … سقطت في بئر لا يصل ضوء الشمس اليه … سقطت وتحطمت وانتهى الامر … فلا منجد هنا ولا سبيل … الطريق خالي تماماً وكأن العالم انقرض من حولها …. والسلاح الوحيد الذى تمتلكه اصبح فى اعماق النيل … الانسان الوحيد الذى سينجدها مؤكد بعد تلك المكالمة لن يتحرك خطوة لاجلها .
اما بدر فتحرك راكضاً للاسفل تسبقه دقات قلبه العنيفة وعقله يهيئ له ابشع السيناريوهات … طرق باب الشقة الموجود بها ريحانة ففتحت له تتطلع عليه فنظر لها حيث تجلس واردف معتذراً بملامح قاتمة وتشتت _ رح غيب شوى … منشان الله ما تؤاخذيني … ساعة وبرجع .
قالها وغادر مسرعاً فتعجبت ريحانة واغلقت الباب تتطلع على حليمة التى تجلس بتعب وارهاق مردفة _ صار شى اكيد … بدر وجههُ مابيتفسر .
اردفت حليمة بأنفاس متقطعة _ ان شالله خير يا بنتى .
اومأت ريحانة ثم تحركت للداخل لتبدأ فى تنظيف المنزل بطريقتها .
اما بدر فاستقل سيارته وقاد باقصى سرعة لديه متجهاً حيث ضفاف النيل … فبرغم غضبه المفرط الذى تملكه عند تلك المكالمة المرئية الا ان سرعة بديهته وعقله الصائب جعله يميز بعيناه ما رآه …
فالمكان الذى رأهُ فى خلفية الفيديو والذى يظهر ضفة النيل والمزهرية الرخام العملاقة التى تصطف على الرصيف من خلفهما وبعض الاشجار كانت علامة كافية ليحدد المكان او المحيط فهو يحفظ المنصورة عن ظهر قلب ..
&&&&&&
عند خالد الذى وقف يدخن احدى السجائر بانتصار … ترى هل هو مريض او غير واعى !! … فهو يتعامل مع الوضع وكأنه شيئاً عادياً وهذا ليس في صالحه .
وقف ينظر لها تارة وينتظر اتصال صديقه بتلهف لما هو اتٍ … انتهى من تدخين سيجارته فرماها ارضاً وقام بدعسها بغل وانتصار ثم استقل سيارته بعدما فتح قفلها بجهاز التحكم عن بعد ..
نظر لتلك المتكورة على نفسها بيأس … طالعها بتعجب مردفاً بتشفي _ مش مصدق ان اللى قدامى دى هي قمر … بس تعرفي انتى طلعتى ذكية … اصل لو صرختى وعملتى شوشرة فأنتى وقتها هتكونى جنيتي على نفسك … وبعدين زى مانتى شايفة … القدر بيساعدنى … ومافيش مخلوق عدى من هنا لحد دلوقتى .
نظرت له بكره وغل واردفت بضياع _ انا خلاص مبقاش عندى حاجة اخسرها … انا خسرت فعلاً … بس على جستى تقرب منى .
ضحك بقوة يرفع رأسه للأعلي ثم نظر اليها مردفاً وهو يتطلع على جسدها بجرأة _ بيتهيألي انتى فى وضع ميسمحلكيش تقولي كدة … وبعدين يا حلوة متستعجليش على موتك … استنى بس لما اخوكى يشوفك فى الوضع الجديد وهو هيقوم بالمهمة دى .
طالعته بكره تتمنى الانقضاض عليه والفتك به ولكنها مستسلمة تماماً وكأن جسدها شُل بالكامل … حالتها غريبة حقاً اما انها تنتظر اللحظة المناسبة للهرب او ان عقلها قد توقف عن التفكير … تحاول التحرك ولكنها حقاً لا تستطيع .
كان بدر يقود وعلى يمناه النيل … يقود بسرعة كفيلة ان تسجل له عدة مخالفات ولكنه لا يبالي .
كل ما يتمناه الآن ان يلحق بها … كلمات هذا الحقير تتردد بداخله كالنار التى تلتهم الهشيم … (مراتك جتلي بارادتها وهى معايا وكلها دقايق وتكون ملكى )
تلك الجملة كألسنة اللهب المشتعلة فى قلبه وصدره بأكمله … عليه اللحاق بها والا لا يعلم كيف سيتحمل هذا الألم .
نظر للامام يردف متمتماً برجاء _ ياااارب … يااااارب بدى الحقها من هاد الحق*ير وما بدى شى تانى .
بدأت السيارة تخرج على الطريق السريع وهو يقود ويترقب الجانب الأيمن من طريقه بتمعن … الطريق شبه خالي في هذا الوقت من الليل … عيناه تبحث عنها فهذا هو المكان وهذا هو الرصيف والاشجار حتى المزهريات الرخامية العملاقة ها هي تصطف على الرصيف بمسافات متساوية فأين هى تلك السيارة اللعينة !!!
ضرب الطارة بقبضته بعنف وبدأ الرعب يتآكله وهو لا يرى اي اثر للسيارة .
ظل يقود ويدعو ربه سراً أن يلحق بها ..
انبعث الأمل داخله وهو يرى طرف سيارة سوداء تصطف على اليمين … تنفس الصعداء وهو يقترب منها وقد تأكد انها هى نفس السيارة .
لاحظ خالد سيارة آتية من خلفه عبر المرآة ووجدها تقترب فنظر للخلف واتسعت عينه بغضب وغل وهو يشغل المحرك ويقود بسرعة مردفاً سباباً لاذعاً جعل قمر تنظر الى الخلف برعب ولكنها هدأت قليلاً وتسربت الحياة الى اوردتها مجدداً حينما رأت سيارة بدر وهو بداخلها يحاول اللحاق بها وكأن رد في جسدها الروح بعدما فقدت املها فى النجاة .
نظر لها خالد بغضب وهو يراها تنظر للخلف بأمل ودموع واردف بغل _ مش هتلحقي … انتى سامعة … مش هتلحقي تفرحي … خالد الوزير مش هيخسر .
اما هى فانحصرت نظرتها بينه وبين بدر فى الخلف ثم تحلت بالجرأة وحُلّ قيْد جسدها وبدأت تشتبك معه وتضربه بقبضتها حتى تشتت انتباهه ويستطيع بدر اللحاق به ولكنه كان يسدد لها اللكمات بقوة فى رأسها ووجهها ويسب بغضب والفاظ بذيئة وهو يقود بسرعة عالية .
رآى بدر ما يحدث مع قمر فاحتدت ملامحه اكثر ودعس على دواسة البنزين بقوة اكبر حتى استطاع اللحاق بسيارة ذلك الحق*ير وسبقها لبضعة امتار ثم التف يحدث صوتاً عاليا بالايطارات ليتوقف بالعرض ويقطع عليه الطريق .
نظر خالد له برعب وقد ادرك انه هالك بكل تأكيد .. نظر للتى بجانبه تطالعه هي بشماتة وانتصار تلك المرة برغم آلام جسدها وروحها فبادلها بغضب وبسبب جبنه وندالته وخوفه من الموت المحتوم قرر التوقف فى آخر لحظة قبل الاصطدام بسيارة بدر .
اسرع بدر يترجل من سيارته ويلتفت اليه متجهاً الى باب سيارته يحاول فتحه ولكن الآخر يغلقه من الداخل ويطالع بدر برعب .
صرخ بدر بغضب يطالعه بعيون مشتعلة وقوة _ اااافتح .
هز الآخر رأسه بزعر وقد تبدلت حالته تماماً من القوة والجبروت التى كان عليها منذ قليل الى الزعر والاحتباس وكأنه شخصٌ مريض حقاً او مجنون .
بينما اسرع بدر الى سيارته يتناول منها مطفأة الحريق ثم عاد اليه تحت انظاره المرعبة ورفعها بيده ثم اسقطها على زجاج النافذة ادى الى سقوطه متهشماً بقوة وتناثرت بعض القطع على وجه هذا الحقير الذى يخفيه خلف ذراعه بحماية وخوف .
لم ينتظر بدر فتح الباب بل سحبه من بين النافذة الى الخارج بيده وقام بجره ارضاً حتى اوقفه وبدأ يسدد له اللكمات بقوة تحت انظار قمر التى تتابع بعيون شامتة وابتسامة تشفي وكأنها انتصرت فى معركتها برغم ارتعاشة جسدها .
ظل يلكمه والآخر يحاول حماية وجهُ وقد التمعت عين بدر بوحشية مخيفة وهو يطالعه بغضب مردفاً بصراخ _ قرب منها مرة تانية … قرب وشوف شو رح ساوى فييييك … ومن هلا بدك تحضر حالك للسجن … وخلي بيّك يخرجك اذا بيقدر .
القاه ارضاً ونزع منه ريموت السيارة ثم ضغط على زر الفتح واتجه للباب المكسور يفتحه ويتطلع الى تلك القابعة بعيون غاضبة مردفاً _ انزلي .
فتحت بابها ونزلت مسرعة تتجه اليه فأمسك كفها وتناول حقيبتها التى لاحظها فى السيارة ومر على جسد ذلك المتهالك ثم دنا منه يخرج من جيبه الهاتفان الذى كان يحملها وعبر من فوقه متناولاً كف قمر بين راحة يده ثم ادخلها السيارة واتجه للجهة الآخرى يستقلها معتدلاً يعود ادراجه ويترك خلفه جسد شاب مهلك سلك طريقاً خاطئاً فى ابتزاز الفتيات عبر الانترنت لاغراضه الدنيئة ومراهنات بينه وبين اصدقاء السوء للتلاعب بعقول المراهقات باسم الحب والوعود الكاذبة فالبطبع فعل مشين مثل هذا لابد ان يكون عقابه وخيم مثل هذا واكثر .
اما قمر فظلت تتطلع على بدر الذى يقود بغضب متطلعاً للامام بصمتٍ تام الا من انفاسه المتسارعة .
حاولت التحدث وتحريك لسانها الجاف فأردفت بصوت مهزوز وترقب _ بدر !
اغمض عينه بقوة … الآن لا يريد سماع صوتها … كان يتمنى ندائها بأسمه مجرداً دون القاب ولكن ليس الآن … ليس الآن يا قمر … لم يعد لدى مثقال ذرة من التفاهم والتقبل الآن لما فعلتيه .
فتح عينه يكمل طريقه متجاهلاً ندائها فقررت الصمت والانتظار حتى يصلا .
وقف هذا المدعو خالد بخطوات متعثرة يحاول الوصول الى سيارته بوجه ملئ بالكدمات .
وصل اليها واستقلها بألم فى سائر جسده … و بدأ يقود لابعد مكان يستطيع الاختباء فيه من نتيجة افعاله .
&&&&&&&
عاد ياسر منزله برفقة ابنه نادر الذى اردف بهدوء _ تصبح على خير يا بابا .
اومأ وصعد نادر شقته ولم يخبر والده باتصال شقيقته به .
بينما فتح ياسر باب شقته ودلف شقته …
اتجه يجلس على احد الارائك بتعب يفكر فى امر ابنته … يشعر بالضيق لاجلها !… قلبه يخبره ان هناك امراً ما يحدث معها … فغياب بدر طول اليوم شئٍ غريب اقلقه … وما زاد الامر سوءًا هو اغلاقه لهاتفه … هل يحادثها !
تنهد ياسر ووقف يتجه للمرحاض ليغتسل ويؤدى فرضه ثم سيحاول مجدداً الاتصال على بدر وان لم يجد سيذهب الى منزله وليطمئن على ابنته ولينتهى هذا الامر ..
&&&&&&
نظرت قمر حولها بتعجب فهذا الطريق يؤدى الى منزل والدها وليس منزل بدر !!
تطلعت اليه بألم وقلبٍ مجهد وهى تردف بتساؤل مرعب _ بدر انت هتوديني بيت بابا !
لاحظ انكسار صوتها ولكنه لم ينظر اليها بل اكمل طريقه الى ان توقف امام منزل ياسر واردف وهو يتطلع للامام بجمود _ انزلي .
نظرت له بحزن وانقباض فى حلقها خرج كشهقةً عالية فاغمض عينه على اثرها يتابع بألم _ انزلي يا قمر .
اردفت هى بصوت معذب لكليهما _ هتسيبنى هنا يا بدر ! … مش هتسمعنى زى كل مرة ؟!
اغمض عينه مجدداً وتنهد بعمق يهدأ من روحه المعذبة ثم اردف للمرة الثالثة باصرار اكبر _ قولت انزلي يا قمر .
ترجلت هى بعدما فقدت الأمل فى سماعه لها وترجل هو ايضاً يغلق سيارته ثم التفت اليها يمسك كفها كالطفل الصغير ويدلف بها الى المنزل ومنه الى الطابق العلوى حيث شقة والدها .
طرق الباب وترك كفها ووقف ينتظر … فتح ياسر بعد ثوانى ونظر لكليهما بتعجب متسائلاً _ بدر ! ..
لف نظره لابنته فرآى وجهها الكدوم من أثر ضرب خالد لها فأردف متلهفاً وهو يسحبها اليه متناسياً تماماً الماضى _ قمر !!! … مين اللى عمل فيكي كدة ؟!
ارتمت فى احضان والدها تبكي بقوة فصعق ياسر ونظر لبدر متسائلاً بينما هى تعلقت بوالدها لدقائق قبل ان يبعدها ويتطلع اليها بتساؤل مخيف _ مين اللى عمل فيكي كدة ! … عملتى ايه ؟
اردف بدر عندما لاحظ غضب ياسر _ روق اخى … روق وانا بخبرك .
ابتعدت قمر تنظر لوالدها بخوف ثم وقفت تتطلع على بدر برجاء … عيونها تتوسل اليه ان يأخذها معه ولكنه ابعد عيناه عنها واردف بصرامة _ فوتى ع اوضتك يا قمر .
التوى فمها لا ارادياً واسرعت بالفعل الى غرفتها دلفت واغلقتها خلفها بينما نظر ياسر الى بدر واردف متسائلاً بترقب وحدة _ قولي يا بدر ايه اللى حصل ! … عملت ايه تاااانى !
ربت بدر على كتف ياسر واردف بهدوء _ اعد اخى وانا بخبرك .
جلس ياسر وجلس بدر يتنهد بعمق ثم بدأ يخبره بما حدث معه طوال اليوم من بداية زيارة نسمة وحديثها عن خالد وصولاً الى المكالمة التى اتته وخبر زوجته التى لم تمت متجنباً الجزء الخاص بخالد تماماً كأنه لم يكن بينما كان ياسر يستمع بذهول وصدمة .
انتهى بدر من اخباره يخفض رأسه ارضاً بألم وروحٍ معذبة فأردف ياسر بصدمة _ يعنى مراتك طلعت عايشة بعد السنين دى كلها .
اومأ بدر بانكسار ثم اردف يطالعه _ ايه اخى … بس خلي موضوع اجريها هاد بينتنا … تمام ! … حتى قمر ما بتعرف .
اومأ ياسر الذى ما زال فى صدمته بينما شرد يفكر فى امر ابنته ثم تذكر وجهها فأردف متسائلاً _ طب وقمر مين اللى عمل فيها كدة … انت ضربتها ؟! .
اتسعت عين بدر بذهول واردف باستنكار تام _ لااااا شو عم تحكى يا زلمة !!! … بتعرف عنى هيك شي ؟! .
هز ياسر رأسه ثم اردف بتشتت _ متزعلش منى يا بدر … بس انا مستغرب .
اومأ بدر واردف بشرود وغضب وهو يتذكر ضرب ذلك الحق*ير لها _ بتعرف بنتك عنيدة وما بتقبل تطلع حالها غلطانة … ظلت تحوص وتلوص بالبيت وكسرت كل شئ بعد ما هالبنت يللى اسمها نسمة غادرت .
تعجب ياسر فهذا ليس جواب مقنع لما رآهُ بوجهها ولكنه اومأ بصمت ثم نظر لبدر واردف بتشتت _ يعنى كدة خلاص يا بدر … انت وقمر بنتى خلاص ! … انا عارف انى جيت عليك بقرارى بس انا شفت فيك الانسب ليها … لكن بعد ما موضوع زوجتك ده ماقدرش اقول حاجة تانية … لو ضغطت عليك و طلبت منك تفضل قمر على ذمتك وقتها هكون انانى اوى … علشان كدة يا بدر انا هسامحها … المهم تكون عرفت غلطتها وفهمت ان اللى عملته قبل كدة ده غلطة العمر ولازم تتعلم منها
نظر له بدر بترقب ثم اردف بجدية _ اسمع اخى … صحيح انه هاي غلطة العمر … بس مو قمر لحالها الغلطانة هون … انت كمان كنت خطأ … حريتك الزايدة الها خطأ … دلالك المفرط الها خطأ … ما فيك تكون قاسي بعنف ولا حنون بضعف ! … فيك تمسك العصا من المنتصف … فيك تدلل مرة وتعاقب مرة … فيك تطيع مرة وترفض مرة … فيك ترافقها اخى وتتفاهم معها كل يوم وبتسألها كيف مر يومها … ومو انت بس … كمان نادر بدو يكون اخ يعتمد عليه … ما بيصير كل شئ بالعنف … فيه يكون دعم الها وبدك تفهمه هالشى منيح اخى ياسر .
اومأ ياسر برأس منكسرة خجلاً … فبدر محق تماماً فى حديثه … هو مخطئ بقدرها … بل هو المذنب من البداية ..
سحب بدر نفساً قوياً يهدأ به نيران روحه وصدره المشتعل … انتهى طريقهما سوياً … انتهى قبل ان يبدأ … لم ولن يستطع غفران ذهابها الى ذلك الند*ل بارادتها بعدما اعطاها ثقته كاملة …
ليس متفهماً كفاية لتقبل ذلك … هو رجلٌ عاشقٍ غيورٍ وذو كبرياءٍ الى ابعد الحدود … لن يتقبل فعلتها تلك ابداًاا .
وقف بدر يردف بترقب وقهر داخلي يشعر بروحه تفارقه _ فيني ادخلها قبل ما امشي ! .
اومأ ياسر بتفهم فخطى بدر لغرفتها يطرق الباب ثم فتحه ودلف … وجدها متكورة على نفسها تجلس فوق فراشها وصوت شهقاتها واصلاً اليه .
خطى باتجاهها حتى توقف امامها يطالعها بألم وعشقٍ وعذاب … تنهد بعمق واردف بترقب وجمود ظاهرى _ انا حكيت لياسر كل حاجة … ما عادا طبعا الجزء اللى حصل من شوي … قلتله على رفيقتك ف الجامعة والكلام اللى قالتهولك … وقلتله انك فهمتى كل شى … تقدرى تطمنى هو هيسامحك … واذا سألك عن كدمات وشك بتقوليلوا انك وقعتى بالبيت .
رفعت رأسها تنظر له ثم اردفت بحزن وانكسار وعيون حمراء كعصير الرمان الاحمر _ وليه مقولتلوش على اللى حصل ؟! … ليه بتحميني ؟
نظر لها بعيون ضيقة ثم اشاح نظره عنها واردف بهدوء عكس نيرانه المشتعلة _ مش عايزه يتصدم … هو مش هيتحمل ألم زى ده .
خرجت منها شهقة مؤلمة واردفت بدموع _ يعنى خلاص هتسبنى ! … مش هتسمعنى يا بدر ؟.
اغمض عينه مجدداً يتحكم فى شعوره الذى يراوده عند نطق اسمه مجرداً من بين شفتيها ثم تطلع اليها يردف بترقب _ سمعتك يا قمر قبل كدة …. سمعت وماشفت … والنهاردة شفت ومش هاسمع .
نزلت دمعة حارقة على وجنتيها وانقبض حلقها تبتلع المرارة التى تكونت به ثم اومأت بصمت مستسلمة ووضعت رأسها بين قدمها تستكين بهدوء تام فقد فهمت انها خسرته وفات الاوان … فهمت الآن انها كانت تسكن النعيم ولم ترضى وتمردت حتى سقطت فى قاع الجحيم .
بينما هو تطلع عليها للحظات … لثوانى … لدقائق … يحفظ هيأتها هذه بداخله … شيئأً ما في قلبه يخبره ان لا يرحل ولكن عقله رفض تماماً … كبرياؤه لن يقبل …
اردف قبل ان يخطو للخارج مسرعاً _ انتى طالق يا قمر .
غادر وتركها على حالتها تلك لا تبكى لا تهتز ولا تتحرك بل ظلت كما هى وكأنها غادرت هذا العالم بأكمله .
اما هو فخرج للصالة حيث يجلس ياسر ينتظره ويفكر فى حديثه … تنهد بدر يطالعه بصدرٍ متصلب وانفاس بطيئة بترقب مردفاً _ دير بالك عليها اخى … ما تخلي نادر يقرب منها … وبدك تساوى متل ما قولتلك .
اومأ ياسر بصمت ثم اندفع بدر يغادر بجسده فقط اما قلبه يقطن فى الداخل معها … استقل سيارته ليعود الى بيته ليرى ماذا سيفعل من زوجته العائدة بعد زمن والذى من اول يوم كان مقصراً لحقها ولكن ما حدث لم يكن في حسبانه … ما هذا المصير يا ربي … مال قلبي هذا ! .. اولم تكتب له الراحة يوماً … اولم يطمئن ابداً !…. استغفر ربه متألماً …. لا يعلم كيف سيحيى وستمر ايامه بدونها !! لا يعلم كيف سينام تلك الليلة التى لم تكن هى بمنزله فيها !! ..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد

error: Content is protected !!