روايات

رواية خسوف الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الحادي عشر 11 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت الحادي عشر

رواية خسوف الجزء الحادي عشر

رواية خسوف الحلقة الحادية عشر

لقد وعدتنى ان تكون انت شفائي
ولكنك خلفت الوعد واستبدلت الفاء بالقاف
&&&&&&&&
فى تلك الاثناء
نزلت مى الدرج قاصدة شقة ياسر لترى ماذا تفعل قمر ولتحاول استفزازها كعادتها فمنذ ان جاءت قمر وعلمت مى بوجودها وهى تريد مجاكرتها بأي طريقة .
طرقت الباب وهى تضع كف يدها على بطنها فمؤخراً يراودها تقلصات مستمرة ولكن هذا لن يعيقها في فعل ما تريد .
زفرت وطرقت الباب مرة آخرى عندما لم يفتح .
بعد دقائق فتحت قمر التى كانت تجلس بمفردها بعدما غادر والدها الى مطعمه .
نظرت لها قمر بترقب مردفة بهدوء _ ازيك يا مي .
ابتسمت مي بغرور واردفت _ ازيك يا قمر … والله زمان … انا قولت انزل اسلم عليكي .
اومأت قمر فاسحة لها المجال لتمر ..
دلفت مي وجلست على احدى الارائك تطالع قمر بحقد ثم ابتسمت بخبث واردفت _ اتغيرتى خالص يا قمر … شكلك كبر كأن عندك ٥٠ سنة .
زفرت قمر واغمضت عيناها تستغفر ثم نظرت لمى مردفة _ ٥٠ ولا ٦٠ يا مى هو انتى هتسننيني !! .
ضحكت مي بخبث ثم اردفت _ لا تسنين ايه بقى … دانتى ماشاء الله عديتي … بصراحة يا قمر انا اتفاجئت باللي عملتيه … انا عارفة انك جريئة اه بس مش لدرجة ان تروحى مع حبيبك بيته من ورا اهلك .
اغمضت قمر عيناها تستدعى الصبر ولكنها لم تحصل عليه فأردفت بهدوء _ بقولك ايه يا مي … ماتفورى على نفسك وعليا حرقة الدم و تقومى تطلعي شقتك احسن !.
لوت مي شفتيها واردفت بغرور _ هو احسن طبعا … لان بصراحة نادر منعنى اعد معاكى … قالي بلاش تختلطى بيها بعد اللى عملته … بس انا مهانش عليا انك تفضلي قاعدة لوحدك كدة … اكيد زهقتى خصوصاً انك بطلتى تروحى الجامعة .
وقفت قمر على حالها واتجهت تفتح الباب ثم اردفت بحدة _ لا كتر خيرك ياختى … اسمعى كلام جوزك هو معاه حق … ومتنزليش هنا تانى .
وقفت مى على حالها تردف بحدة _ تانى !!! .. تانى هتطرديني ؟! … بس انا هستنى ايه من واحدة زيك … حتى جوزها متحملهاش وطلقها بعد شهرين .
هنا و فقدت قمر سيطرتها تماماً واتجهت الى مى تجرها من معصمها وتسحبها للخارج مردفة بغضب _ طب يالا غورى من هنا بقى .
نفضت مى يدها بقوة وهى تلكمها فى صدرها وتردف بوحشية _ اوعى ايدك بدل ما اقطعهالك يا **** …. انتى بتمدى ايدك عليا ؟!
اتسعت عين قمر وغلقت الدموع عيناها من نعتها بهذا اللفظ … وقفت تتطلع على زوجة شقيقها بصدمة وغضب ثم لم تجد رداً فقامت بدفعها بقوة للخارج ادت الى سقوطها ارضاً .
صرخت مى من أثر الواقعة وزاد تقلص بطنها … استندت لتقف ثم نظرت لقمر بشر واردفت وهى تتمسك باحدى خصلات شعرها _ وحيات ده لعرفك مقامك كويس .
صفعت قمر الباب فى وجهها بعدما طالعتها باحتقار ودلفت بينما مى تنظر لاثرها بحقد وتوعد وهى تتمسك ببطنها ثم فجأة زادت تقلصاتها بقوة جعلتها تنحنى وتأن ولكن عيناها اتسعت عندما شعرت بسائل لزج ينحدر على ساقيها .
نظرت برعب لما يسقط منها وعندما وجدت الدماء صعقت واردفت ذاهلة _ يالهووووي ! .
وقفت على الدرج تتطلع للاسفل بذعر وتقلصات بطنها تزداد .
جلست على احدى درجات السلم وخرجت هاتفها من جيب قميصها ثم طلبت رقم زوجها تردف بخوف وصدمة وألم _ نادر الحقنى يا نادر … انا بنزف .
اغلقت الهاتف وجلست تنظر للدماء التى تنحدر من اسفلها بعدم تصديق … تهز رأسها بعنف وتردف بألم _ لاااا … لا اكيد مش حامل ! .
&&&&&&
فى المطعم ترك نادر ما يفعله واردف لوالده متلهفاً _ بابا معلش انا همشى لان مى تعبانة .
اومأ ياسر يردف بترقب _ خير يا نادر في حاجة ؟!
هز نادر رأسه وواردف وهو يغادر _ متقلقش يا بابا هتابعك بالتليفون .
غادر نادر مسرعاً الى زوجته ونظراً لقرب المسافة بين المطعم والمنزل فوصل بعد دقائق .
صعد الدرج بتلهف حتى وصل لعندها فصعق مما رآه ونظر يطالعها بعيون متسعة ويتسائل بذعر _ فيه اييييييه !
نظرت له بعيون مرهقة واشارت بيدها على الباب تردف بتقطع _ اختك … اختك زقتنى وقعتنى .
تشتت نظرته بين الباب وزوجته فتابعت هى بارهاق _ خدنى ع المستشفي بسرعة وكلم امى .
اسرع يحملها بالفعل وينزل بها الدرج ثم اوقف سيارة أجرة واستقلها وانطلق فوراً الى اقرب مشفي .
اما قمر فتجلس في غرفتها لا تدرى شيئاً تفكر في بدر كعادتها .
&&&&&&&&&
وصل بدر امام المشفي وترجل من سيارته يردف لاحد رجال الاسعاف _ مساعدة بسرعة يا شباب .
اسرع الرجال اليه يحملون معه السيدة حليمة التى لا روح فيها ولا حياة بينما نظرت لهما ريحانة بقلة حيلة .
اسرعا الشباب بها الى الداخل واردف بدر بتشتت وحزن _ ضلي هون انتى .
اردفت برجاء وبكاء وحزن _ بترجاك بدر … جيب كرسي من المشفى وخدنى ما فيني اضل هون .
زفر بقوة ثم بالفعل اسرع للداخل ثم عاد بكرسي يدفعه سريعاً اليها ثم ساعدها فى صعوده ودلف بها الى المشفى مسرعاً ..
مرّا فى الرواق يبحثان عنها فوجدا المسعفون يحاولون انعاشها فى الطوارئ ولكن دون فائدة هى بالأساس فقدت حياتها وكانت تشعر بذلك ..
خرج الطبيب اليهما ينظر لبدر مردفاً _ هى كان عندها ايه !… هى اصلا متوفية من ساعة تقريباً .
حزن بدر وسقطت عبراته بينما صرخت ريحانة لا تستوعب ان الوحيدة التى راعتها وآنستها رحلت عنها هكذا فجأة .
نظر بدر للطبيب بحزن واردف _ كان معها تليف بالكبد .
اومأ الطبيب بتفهم ثم اردف بتساؤل _ انتوا سوريين !
اومأ بدر بصمت يتطلع على ريحانة التى تنتحب بشدة … خطى لعندها يربت على كتفيها مردفاً بحزن _ ادعيلها ريحانة … ادعيلها بالرحمة … اكيد هى كانت عم تتعذب وهلا ارتاحت .
هزت رأسها تردف بألم وصوت متحشرج _ مافيني بدر … قلبي محروق عليها .
ربت على ظهرها يحتضن رأسها بحنو ودعم وهو ينظر للطبيب مردفاً _ شوف شو مطلوب منى يا دكتور لحتى ساويه .
اومأ الطبيب واردف بهدوء _ تمام هاتلي اوراقها وانا هخلص لك اجراءات الدفن متقلقش .
اومأ له بحزن شاكراً ثم انصرف الطبيب للداخل بينما كانت ريحانة تطالعها من بعيد بعيون مودعة حزينة وقلبٍ متألم .
&&&&&&&&
وصل نادر المشفى وترجل وحمل زوجته مسرعاً للداخل وساعده المسعفون ايضاً
ادخلوها فوراً غرفة الفحص ومددوها على الفراش ونادر يقف يطالعها بقلق … جاء الطبيب ونظر لها بتعجب مردفاً _ انتى كنتى حامل !
نظرت لزوجها الذى جحظت عيناه بصدمة ثم عادت بنظرها للطبيب تردف بألم _ مكنتش اعرف .
عاينها الطبيب الذى اكد انها كانت بالفعل حامل في شهرين ثم قام بعمل تنظيف لها ونادر يقف فى الخارج يصارع الألم والحزن الذى انتابه فهو اخبر الطبيب انها سقطت من اعلى الدرج ولكن بداخله نار لن تنطفئ الا اذا التهمت شقيقته التى تسببت بقتل طفله الذى تمناه قبل ان يقر عينه به .
&&&&&&&
بعد ساعة هاتف بدر ياسر واخبره بما حدث معه فأسرع ياسر اليه ليسانده بعدما ترك المطعم فى امانة العمال .
عاد نادر مع زوجته للمنزل … ترجلا من السيارة يساندها ثم صعد بها الدرج ومر من امام شقة والده يطالعها بغضب وغل ثم صعدا للأعلي ودلفا شقتهما .
اتجه للغرفة يمدد زوجته على الفراش ويطالعها بحزن مردفاً بهدوء مخيف _ احكيلي اللى حصل بالضبط .
توترت قليلاً ثم اعتدلت واردفت بحزن ومكر _ انا اللى غلطانة يا نادر … انا نزلت اشوفها واطمن عليها بس معرفش انها بتكرهنى اوى كدة .
زفرت تتابع بترقب وخوف من انكشاف امرها _ لسة بنصحها وبقولها تشوف نفسها بقى ودراستها وتنسى اللى عدى لقيتها هبت فيا وطردتنى … ولما بقولها انتى هتطرديني من بيت جوزى راحت زقانى لبرة وقعتنى ع السلم وقفلت الباب .
جز على اسنانه بقوة وكور قبضته ثم اردف بهدوء مرعب _ انا كلمت امك وهى جاية … خليكي هنا متتحركيش .
اسرع الخطى للخارج بينما هى تنظر لاثره بتوتر وقلق وهى تتحسس بطنها مردفة بحزن _ يعنى كنت حامل !! … منك لله ياما انتى والشيخ زف*ت اللى اخدتيني ليه … خسرت ابنى من قبل ما اعرف حتى انى حامل فيه .
اما نادر فنزل الدرج ووقف امام شقة والده يطرق بابها بهدوء عكس غليانه … سمعته قمر من الداخل ولكنها خشت ان تفتح لذلك لم تهتم ولكن نادر عاد وطرق مجدداً مرات عدة .
احست بالخوف فتناول هاتفها الذى ابتاعه لها ياسر منذ يومان وقررت مهاتفة والدها ولكنه لم يجيب وذلك بسبب مراسم الدفن .
عاد نادر وطرق الباب مردفاً بترقب _ افتحى يا قمر .
كان صوته هادئ فأطمئنت قليلاً وقررت فتح الباب …
اتجهت بالفعل تفتحه وبمجرد فتحها للباب اندفع نادر للداخل يغلق الباب خلفه وهى يقترب منها بعيون مظلمة مرعبة جعلتها تتراجع وتطالعه بخوف مردفة بتلعثم _ نادر اسمعنى … مراتك هى اللى سمعتنى كلام يحرق الدم وقالت عنى انى **** .
اقترب منها بقوة وغضب واردف مؤكداً _ ما انتِ كدة فعلا … هى مكدبتش .
اتسعت عين قمر وهى تطالع شقيقها بألم ونزلت عبراتها تهز رأسها بقوة لا تستوعب ما قاله مردفة باستنكار _ نادر انت بتقول ايه !!!.
كان وصل اليها فقام بلف خصلاتها حول يده بقوة وقام بسحبها منهم وسط صرخاتها المتألمة وهى تحاول الافلات منه ولكن الغضب اعماه واحكم قبضته حولها يجرها ارضاً ويردف بغضب اعمى _ انتِ عارفة انى عملتى فياااااا ايه ؟!!! .
القاها بعنف ثم انحنى اليها يردف بغضب وألم _ ابنى اللى كنت بتمناه حرمتيني منه من قبل حتى ما اعرف ان مراتى حامل فيه .
لم يري امامه الا وهو يصفعها مردفاً بصراخ _ مراااااتى سقطت بسببك .
هزت رأسها بعنف وهى تضع كفها على وجنتها مردفة بألم _ مكانش قصدى … هى السبب … هي السبب يا نادر صدقنى … انا معرفش انها حامل ! .
لم يرى امامه اي شئ سوى خسارة طفله الذى لم يولد بعد فوقف وظل يلكمها بقدمه بقوة في سائر جسدها وهى تتكور على جسدها تحاول حمايته وتبكى بصمت اما هو فكان يردف بغضب اعمى _ كرهتيني في حيااااتى … خلتيني ماشي وسط اصحابي مش عارف ارفع عيني … انتى اااااايه يا بنى ادمة انتى … انتى اختي ولا عدوتى …. ابعدى عنى بقى …. غووووورى ارجعى من مكان ما جيتي .
اما هى فكانت ساكنة تماماً الا من عيونها الباكية … تركها آخيراً يزفر بأنفاس عالية .
مرت دقيقة يتطلع عليها وهى ملقاه ارضاً … للحظة ندم على فعلته بها ولكنه تذكر ما حدث مع زوجته فقرر تركها والصعود لاعلي .
اما هى فظلت تنتحب وهى على وضعها لم تتزحزح انشاً واحداً .
&&&&&&&&&
مساءاً يقف كلاً من ياسر وبدر وريحانة فى منزل بدر بعدما اتموا دفن السيدة حليمة بمساعدة بعض الاصدقاء في المقابر التى اشتراها بدر بعدما تيسر به الحال ليتبرع بها لموتى السوريين المقيمين بالمدينة .
تجلس ريحانة فى حالة لا تحسد عليها تبكى بصمتٍ بينما بدر يطالعها بحزن وكذلك ياسر .
اردف ياسر بهدوء وترقب _ شدوا حليكوا هى ربنا رحمها … يعنى انت بتقول كانت حالتها متأخرة .
اومأ بدر يردف بهدوء _ اي اخى معك حق … الله يرحمها ويرحمنا جميعاً .
ربت ياسر على كتفه ثم تطلع على ريحانة بشفقة واردف _ البقاء لله يابنتى .
اومأت له ريحانة بحزن واردفت _ الحمد لله … لا تؤاخذنى كان بدى اتعرف عليك بوقت تانى .
اومأ متفهماً ثم اردف بهدوء _ انا اللى اتشرفت بيكي يابنتى … وربنا يصبرك على فراقها .
ربت على كتف بدر يردف بهدوء _ انا همشي يا بدر ولو احتجت اي حاجة كلمنى .
تنهد بدر واردف وهو يتبعه _ تعالي اخى رح انزل معك لحتى اجيب اغراض .
سبقه ياسر وتطلع بدر على ريحانة يردف بحنو وهو يدنو منها _ ريحانة رح اشترى اغراض من محل هون قريب وارجع عطول … وانا بوَصى ام محمد الجارة لتجى تضل معك .
اومأت له بهدوء فخرج واغلق الباب وبالفعل استأذن من السيدة الحنونة ام محمد التى تقطن فى الشقة المجاورة ان تذهب الى ريحانة بعدما تعرفت عليها مسبقاً لتجلس معها قليلاً حتى عودته فهى قد علمت للتوِّ بموت السيدة حليمة .
نزل بعدها يتبع ياسر الذى تناول هاتفه من جيب بنطاله يتطلع عليه .
وجد عدة مكالمات فائتة من قمر فتنهد واعاد الاتصال بها ليطمئن عليها .
وصل بدر اليه ونظر له بتساؤل فاردف ياسر _ قمر رنت عليا كتير وانا فى المقابر وبرن عليها دلوقتى مش بترد .
دب القلق قلب هذا العاشق الذى تذكر ما حدث معها في تلك الليلة ونظر لياسر الذى استرسل _ بدر انا هروح ع البيت حالا … قلبي مش مطمن .
اردف بدر بلهفة وخوف وهى يتجه لسيارته _ اركب اخى ياسر انا جاي معك .
اومأ ياسر واستقل سيارة بدر وبالفعل غادر الاثنان الى منزل ياسر ليطمئنا على قمر .
اما في الاعلى فجلست السيدة ام محمد امام ريحانة على الفراش تواسيها بحنو وتبشرها بمنزلة حليمة في الجنة لصبرها على مرضها مما خفف الحزن عن قلبِ تلك المسكينة قليلاً وبدأت تخبرها عن حياتها معها .
&&&&&&&
فى شقة نادر الذى صعد بغضب من نفسه ومن شقيقته ومن دنيته التى دائماً تعانده .
تسائلت مى بترقب مردفة _ نادر انت عملت في قمر حاجة !
نظر لزوجته بحزن وندم يردف _ ضربتها .
نظرت له بصمت وخوف ثم قاطع حديثهما طرقات على باب المنزل .
اتجه نادر يفتح واذا بها فردوس والدة مي التى اندفعت للداخل تردف بحدة وغضب _ بنتى فين ! … عملتوا فيها ايه !
اغلق نادر الباب ودلف يتبعها حتى وصلت الى ابنتها التى تتمدد على الفراش والقت بنفسها عليها تعتصرها وتردف بحزن وتهكم _ مالك يا حبيبتى … ايه اللى حصل احكي لي .
نظرت مى الى نادر الذى يطالعها بترقب ثم نظرت لوالدتها واردفت _ انا كنت حامل ياماما وسقّطت … كنت حامل فى شهرين ومكنتش اعرف .
دبت سلوى كفها فى صدرها تردف بصراخ _ يالهوووى يانى يالهوى احكيلي نزلتى ازاااي ؟! ( مع العلم انها كلمة سيئة والافضل منها قول يا الله او يارب او الحوقلة )
نظرت لزوجها بتوتر ثم اردفت _ مافيش ياماما وقعت من ع السلم .
ضيقت فردوس عيناها واردفت باستنكار _ وقعتى ! … وقعتى ازاااي ؟!
اردف نادر بحزن _ انا هعد برا .
غادر الغرفة وتركهما فنظرت مى لاثره بحذر حتى اختفي ثم نظرت لوالدتها تقترب منها واردفت بهمس وغضب _ منك لله ياما … مش مسمحاكى … الدوا اللى الشيخ زف*ت ده اداهولي علشان احمل هو اللى سقطنى …. من ساعة ما اخدته وانا في بطنى سكاكين .
اتسعت عين فردوس ونظرت له بصدمة ثم نظرت لاثر نادر بقلق وتوتر .
&&&&&&&&&
وصل بدر تحت منزل ياسر وترجل مسرعاً يتبعه ياسر .
صعدا الدرج ووقف امام باب الشقة يطرقها بلهفة وقلبه ينهشه بخوفٍ عليها واشتياق اليها وندم لتركها كل تلك المدة فالاسبوع مر عليه كألف ليلة وليلة .
لحقه ياسر واردف _ استنى يا بدر المفاتيح اهى .
التقطها منه وقام بفتح الباب واندفع للداخل ولكنه صعق من ما رآه … متكورة على نفسها ارضاً غافية والدموع معلقة فى مقلتيها .
ركض اليها كالمجنون وركع يحملها بين جسده بقلبٍ ممزق وتبعه ياسر الذى صرخ بأسمها وانحنى يجلس بجانبه يتحسسها .
فتحت عيناها تنظر الى بدر الذى يطالعها بحسرة ثم بكت وحاولت التملص من بين يديه ولكنه احكم قبضته عليها يردف بهدوء مخيف وصدمة _ مين يللي ساوى فيكي هيك !
اردف ياسر بألم وهو يتحسس وجنتها المكدومة من آثر الصفعة _ قولي يا قمر … احكى يابنتى ايه اللى حصل ؟!
هزت قمر رأسها بصمت واغمضت عيناها تحاول القيام ولكن بدر ثبتها داخل جسده بتملك ثم حملها واتجه بها الى غرفتها يمددها على الفراش بحنو ثم وقف ونظر لعيناها باشتياق وحزن ثم رفع نظره لخصلاتها المتقطعة واغمض عينه متألماً يدنو منها ويمد يده يمشطهم باصابعه ويعقدهم للخلف في كعكةٍ فوضوية ثم مسح على جبينها عائداً بيده الى شعرها وهو يردف بترقب وحنو _ احكى ياقمر شو يللي صار ؟! .
جاء ياسر يحمل كوباً من الماء وناولها اياه وجلس بجوارها يترقب بينما هى التقطت الكوب بيدٍ متألمة وارتشفت منه القليل تبتلع لعابها بألم يسري فى جسدها بأكمله .
تناول بدر الكوب منها ووضعه على الكومود المجاور ثم تسائل مجدداً بهدوء نسبي وترقب _ قوولي !
نظرت له باشتياق … شردت قليلاً في عيناه … لماذا جئت ! .. اعلمت انى اشتقت اليك كشتياق المريض لصحته ! .
التفتت تتطلع لوالدها ثم اخفضت نظرها ارضاً بعدما استعادت حالها وبدأت تقص عليهما ما حدث معها وما تفوهت به زوجة شقيقها الى ان وصلت بحديثها لضرب نادر لها هنا ولم يحتمل بدر المعهود بتحكمه فى اعصابه وباستعماله لاعلى درجات الثبات الانفعالي ولكن عندها يختلف الامر .
اندفع للخارج ومنه الى الاعلي وياسر يلحقه .
طرق الباب بقوة وغضب فاتجه نادر يفتح ولكن فاجئه بدر بلكمة قوية قبل ان يستوعب جعلته يرتد للخلف .
دلف يتجه اليه ثم امسكه من ياقة قميصه واردف بغضب وصراخ _ انت كيف بتسمح لحالك تمد ايدك ع مرتى !! … كيف بتسااااوى فيها هيك ؟
نفض نادر يده واردف بغضب مماثل وألم وهو يهتز بعنف _ انت متعرفش هي عملت اااايه ! … هى قتلت ابنى اللى بقالي سنين بتمنااااه … قتلته حتى من قبل ما اعرف عنه .
اردف بدر بحدة وغضب وياسر يقف خلفه بصمت بينما خرجت سلوى على اثر الصوت تساند مى التى تقف مزعورة من انكشاف امرها _ اللى حرمتك من ابنك هااي … مرتك .
قالها وهو يشير الى مى فاتسعت عيناها بينما نظر نادر لزوجته بعدم فهم يستائل بغضب _ ازااااي يعنى ؟.
اردف بدر بحدة _ هى اللى نزلت لعند قمر وسمعتها حكى عاطل ودفشتها شو كيف بدك يكون رد فعلها !!! … وتانى مرة يمين الله يا نادر اذا ايدك بتتمد ع مرتى ما حدا رح يخلصك من ايدي … انا هلا عملت خاطر لاخى ياسر بس انت اصلا اخ ازعر ما بتسوى شى .
نظر له نادر بغضب واردف بحدة وحنق _ ولما انت خايف عليها اوى كدة جبتهالنا تانى ليه ؟! … رجعتها ليييه ! … خدها معاك وابعدها عننا بقى يا اخى .
اقترب منه بدر بعيون مشتعلة ثم اردف بهدوء مخيف _ كنت مفكر ان معها اخ رجال رح يتعلم من ياللي صار ويعرف كيف يتعامل مع اخته … بس طلعت غلطان … من هلا ما بقى ليها قعدة هون … رح اخدها معي .
ابتعد يغادر بينما نظر ياسر لابنه نظرة الم وانكسار لا يعلم ايلومه على ما فعله بشقيقته ام يواسيه على خسارة طفله الذى يعلم جيداً انه يتمناه .
تركه ونزل الدرج بقلة حيلة يتبع بدر الذى اندفع الى غرفة قمر يردف بجدية _ يالا يا قمر رح ترجعي معي .
ضيقت قمر عيناها واردفت بهدوء وألم _ هرجع معاك فين !
نظر لها واردف بترقب _ هنرجع ع شقتنا يالا .
سعادة داخلية هدأت من حال قلبها المتألم وازاحت الكتلة الصلبة من على صدرها ولكنها تذكرت امر زوجته فأردفت _ ازاي … مش انت طلقتنى ! .. ومراتك رجعتلك ؟! … مش راجعة طبعاً .
اردف وهو يمسح على وجهُ بتعب _ اتركيني من طلاق ومو طلاق هلا … بدك تيجي معى واعتبري حالك بفندق ووقت ما بدك ترجعى برجعك
ثم نظر لياسر الذى دلف للتو يستمع بتعجب واردف _ بعد اذنك طبعا اخي ياسر .
نظر ياسر بتشتت لقمر التى اردفت بحدة نسبية وألم _ وانا مش موافقة … انا مش هعيش فى بيت حد مش عايزنى .
اغمض عينه بألم ليته يستطيع اخبارها بحقيقة الأمر انها الشئ الوحيد الذى يريده فى هذه الحياة ولكنه اردف بترقب _ اخى معلش بدى حاكيها لحالنا .
زفر ياسر الذى اومأ بهدوء وبالفعل خرج وجلس بدر على طرف الفراش يتطلع على قمر باشتياق وحب لثوانى ثم اردف بهدوء _ اسمعيني قمر … انى اتركك هون بعد ياللى صار مستحييييل ….. بدك تقومى هلأ تحضري حالك وتيجي معي … ورح تحكيلي كل اللى حصل مع هالكل*ب هديك اليوم … انا سمعت التسجيلات اللى على موبايلك .
اتسعت عيناها تطالعه بصدمة لدقيقة قبل ان تلتمع عيناها بغيمة دموع ازدادت وبدأت تسقط كقطرات المطر امام جسده الذى اهتز لاجلها واحشاؤه التى التوت من هيأتها واتجه يقترب منها ويردف بحنو _ كفي دموعك … وحيات الله لاردلك حقك … بس قومى معي .. انتى بتعرفي ان ياسر ما عنده خبر بهالموضوع … قومى نحكى بعيد عن هون … وقت ياللي صار كنت حاسس حالي فقدت السمع والبصر والحكي … ما كنت وقتها بوعيي … لهيك ما كان فيني اسمع اي حكي … قومى معي وانا وعد منى مش هأرحمه … ولازم يكون عبرة لغيره …
نظرت له بحزن واردفت بترقب وأمل _ بجد ! .
ابتسم بهدوء واردف بثقة _ بتشوفي بنفسك .
تنهدت ثم تسائلت بألم وصوت متحشرج _ طيب ومراتك ؟! … ويمين الطلاق ؟!
زفر بعمق يردف بهدوء وحنو _ الطلاق يمين رجعي … يعنى انتى لساتك مرتى … وبالنسبة لريحانة ما تفكري فيها … الوضع ما هيفرق عن الاول … لحد ما ارجعلك حقك من الكلب ده وبعدها انتى بتقررى .
نظرت له بخوف وقلبٍ متألم وحيرة مردفة بترقب _ اقرر ايه ؟!
اطال التحديق بيها قبل ان يردف بهدوء على عكس ثورته الداخلية _ قررى يا قمر عايزة ترجعى لهون او تضلى معى .
تطلعت على عيونه قليلاً بصمت وكأنهما تركا العيون تتحدث
( اي قرار الذى تتحدث عنه ! … هل يجوز ان اقرر نيابة عن قلبي العاشق !!! … هل تعتقد انى ارغب فى الابتعاد عنك مرة آخرى !… اعلم انى لا املك فيك حقاً … واعلم انك اصبحت لغيري … ولكن لا ارادة لدى … فعقلي وجسدى يخضعان لقلبي الذى ليس عليه حاكم بعدما وقع فى اسرك )
بادلها بأنظاره التى تفيض عشقاً وتروى ( لاااا قمرى ايااااكِ ان تقررى انتِ … اياكِ والبعد مرةً آخرى … انا وبرغم سنى وسنيني ولكنى بين يداكِ طفلٌ صغير … وهل يجوز للصغير ان يبتعد عن ملاذه ! … كونى برفقتى وسأكون لكِ كل شئٍ افتقدتيه ) .
زفرت بعمق ثم اومأت تردف بهدوء _ تمام … هاجى معاك .
تنهد بارتياح واشرق وجههُ مردفاً وهو يقف _ طيب هستناكى برة .
خرج وتركها تجمع اغراضها الخاصة بينما هو اتجه يجلس امام ياسر مردفاً بترقب _ اخى ياسر !
انتبه اليه ياسر الذى كان شارداً يطالعه بتساؤل فتابع بدر _ انا رديت قمر لألي … وهاخدها معي .
نظر اليه ياسر قليلاً ثم اردف بتشتت _ ازاي يا بدر !! … ومراتك يابنى !!! كدة بنتى هتتظلم يا بدر .
تنهد بدر بعمق واردف بتروى وتفهم _ متل ما وثقت فيني وقت جوزتنى قمر اخى بدك تثق فينى مرة تانية !!! انا ما بقبل الظلم لقمر ولا بقبل اشوف دمعة حزن بعيونا … انت بتعرف وضع ريحانة اخى وانا حكيت لك على كل شى … ريحانة معى لانها بحاجتى ولانها الوحيدة اللى بقت من عيلتى مو ع اساس انها زوجتى … بترجاك اخى ياسر افهمنى انت التانى … انت بتعرف يللي بقلبي من دون حتى ما احكى .
اومأ ياسر مؤكداً فهو يعلم ومنذ زمن حب بدر لابنته … يري عشق مخلص في عينه … يرى بوضوح حبها يسرى في عروقه .
زفر يردف بتفكير مشتت _ مش عارف اقول ايه ولا اعمل ايه يا بدر … انا بقيت عاجز عن حماية ولادى … مش عارف ايه اللى وصلنا لكدة … من ناحية بنتى اللى انضربت من اخوها وبهدلها … ومن ناحية ابنى اللى خسر الطفل اللى كان بيتمناه بدون قصد … انا مخنووق اوى يا بدر .
مد بدر يده يربت على كف ياسر ويردف بهدوء وحزن _ روق اخى … كل شئ قسمة ونصيب… واكيد قمر لو كانت بتعرف انه زوجة نادر حامل ما كانت دفشتها او ردت الضربة الها … قمر بتأذى حالها بس ما بتأذى غيرها .
اومأ ياسر مؤيداً يردف _ عارف يا بدر عارف … بس مش قادر الوم على ابنى وهو في حالته دى … يمكن الاحسن ان هى تيجي معاك فعلاً … انا دايماً كنت ومازلت واثق انك افضل حد يفهمها … انا فشلت في تربيتهم يا بدر .
تنهد بدر واردف بحزن لاجل حال صديقه _ ما تقلق من ناحية قمر … اطمن اخى … وانت حاول تتكلم معه لنادر وتعرفه ان هالتصرف خطأ ومو مقبوول بنوب .
اومأ ياسر بصمت بينما خرجت قمر بخطى متمهلة تتطلع على والدها مردفة _ اشوف وشك على خير يا بابا .
نظر لها ياسر بصمت ثم اقترب منها يعانقها بحنو ويردف _ حقك عليا يا حبيبتى .
اومأت له ثم ابتعدت تنظر لبدر الذى مد يده اليها مردفاً بسعادة داخلية سعى لتحقيقها _ يالا !
اومأت له وبالفعل ودعا الاثنان ياسر ونزلا الدرج يستقلان سيارتهما عائدان الى منزلهما سوياً تنتظرهما جولة آخرى من الاحداث !!! .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد

error: Content is protected !!