روايات

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الثالث 3 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الفصل الثالث 3 بقلم دعاء عبدالحميد

قصة الفاروق عمر بن الخطاب البارت الثالث

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الجزء الثالث

قصة الفاروق عمر بن الخطاب الحلقة الثالثة

(واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله).
عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحمل أعباء الأمة بأسرها ومع ذلك لم ينس أبدا حظه من العبادة والتضرع إلى الله.
قال زياد بن حُدير: رأيت عمر بن الخطاب أكثر الناس صياما، وأكثرهم سواكا.
وعن ابن عمر –رضي الله عنهما– قال: ما مات عمر حتى سرد الصوم.
قال الحسين: “تزوج عثمان بن أبي العاص امرأة من نساء عمر بن الخطاب، فقال: والله ما نكحتها رغبة في مال ولا ولد، ولكني أحببت أن تخبرني عن ليل عمر..!!”.
قال الحافظ ابن كثير عن ليل عمر: “كان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته، فلا يزال يصلي إلى الفجر”.
وقال لمعاوية بن خديج: “لئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية، ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي، فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية”.
كان رضي الله عنه جوادا كريما ينفق في سبيل الله الكثير، لم يكن أحد أجد منه في الأمور، ولا أجود بالأموال، بعد النبي وأبي بكر، فهو يعلم أن الله سيخلف عليه كل نفقة أنفقها في سبيل الله.
كان يجاهد ليخرج أكثر ما لديه بل ويتسابق مع الصديق عله يسبقه إحدى المرات، ودائما ما يكون الفضل لأبي بكر.
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أبقيت لأهلك؟” قلت: مثله.

 

 

وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: “يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟” فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا.
قال الأعمش: كنت يوما عنده فأُتي باثنين وعشرين ألف درهم، فلم يقم من مجلسه حتى يفرّقها، وكان إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به، وكان كثيرا ما يتصدق بالسكر، فقيل له في ذلك فقال: إني أحبه، وقد قال تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”.
صدمته من موت رسول الله
____________________
لما توفى رسول الله اضطرب المسلمون فمنهم من دهش، ومنهم من أُقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية وقال: إنما بعث إليه؛ أي صعد إلى رب العزة كما في رحلة المعراج.
فكان من موقف عمر رضي الله عنه أن وقف صارخا يقول: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفى، وإن رسول الله ما مات، لكن ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، يزعمون أنه مات.
ودخل أبو بكر على رسول الله فكشف عن وجهه، ثم أكبّ عليه، فقبّله، وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة الأولى التي كتبت عليك فقد مُتها.
ثم خرج أبو بكر وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد: من كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حى لا يموت.
قال الله: “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين”
قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها.
قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعُقِرت حتى ما تُقِلُّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبى صلى الله عليه وسلم قد مات.

 

 

القلب يبكيك يا رسول الله، الحزن مقيم في دواخلنا، نسأل الله أن يحشرنا في زمرته.
انتهى الفصل بحمد الله وأرجو أن أكون أفدت واستفدت، ربما الفصل صغير ولكنني أجاهد أن لا أكثر عليكم حتى لا تملون، فما هو واضح بالنسبة لي أن عدد مشاهدة هذه القصة وقراءتها قليل جدا مقارنة بالرواية، وهذا يثبت لي بأن البعض يسير حسب رغبته الدنيوية، كل الحزن على أناس لا يدخرون شيئا لآخرتهم، لا تظنون حزني هذا على تفاعل قد قلّ، فوالله لا تعلمون فرحتي بقراءة أحدكم أو فرد منكم، فيكفي ذلك أجرا وثوابا، ولكنني أطمع في الكثير رغبة مني في زيادة الثواب لي ولكم، ربما تسألون ما الفائدة من قراءة هذه القصة، فأخبركم بأن ربما أحدنا يتمثل هذا الرجل العظيم ويقتدي به فيفعل مثل ما يفعل في بعض صفاته فيكون لنا جميعا الأجر، وأريد أن أخبركم بأن القصة سيُنشر منها ثلاث فصول أخريات على الأقل بإذن الله، نظرا لصغر حجم الفصل الذي أنشره مقارنة بأحداث القصة التي أرويها لكم.
أدامكم الله بخير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات القصة اضغط على : (قصة الفاروق عمر بن الخطاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *