روايات

رواية خسوف الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل العشرون 20 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت العشرون

رواية خسوف الجزء العشرون

رواية خسوف الحلقة العشرون

بعد حوالي ساعة انتهت قمر من اخبار ريحانة بكل شئ .
كانت ريحانة تنظر ارضاً بصمت وشرود فتسائلت قمر بترقب _ مش هتقولي حاجة !
رفعت ريحانة عيناها تطالع قمر بهدوء ثم اردفت متسائلة _ يعنى انتى كنتى عم تحبي بدِر من الاول !
اومأت قمر بتأكيد فتابعت ريحانة بشرود _ وبدر كمان كان عم يحبك … كل كلامك هاد بيثبت انه بدر كان عم يهرب من حبه إلك خوفاً عليكي هاد اول شئ وتانى شي حاسس حاله مذنب قدام والدك ..
تعجبت قمر من امرها واردفت _ بس هو فجأة بعد عنى … مبقاش يهزر معايا زى الاول … كل ما كنت ابصله كان يبعد … لدرجة انى حسيت انه كرهنى .
هزت ريحانة رأسها تردف بتأكيد _ لاااا … كل هاد حب قمر … كان عم يهرب من عيونك وقتها .
نزلت عبرة من عين قمر واردفت بقلق _ انا مش قصدى اوجعك بكلامى … انا بس حبيت اريحك واعرفك اللى حصل معايا من اول خالص واصابة بدر دى سببها ايه … انا عارفة انك عايزة تعرفي… وعايزة حد يدلنى اعمل ايه !! … خالد ده وعيلته ممكن يعمله اي حاجة … اتكلمت مع بدر وهو رافض تماماً نتنازل وانا قلقانة اوى .
اومأت ريحانة بتفهم واردفت بحنو _ فيكي تحكى شو ما بدك … صدقيني ما بنزعج … وبظن انه بدر ما رح يتراجع بنوب … لهيك مافيكي تساوى شي … بالاساس ما عادوا بيقدوا عليه بعد هالفيديو يللي نزل …
تنهد قمر ونظرت لها تطمئن مردفة _ تفتكرى !
اومأت ريحانة مأكدة فزفرت قمر ببعض الراحة واردفت _ يارب يا ريحانة … يارب … بس هو انتِ شوفتى الفيديو !!
اومأت ريحانة مردفة _ ايه شفته قمر … وقت كنت عم اتصفح كروبات التفصيل … بتعرفي رح اخبرك شى … انا هلأ بدى هدف معين ورح اسعى لتحقيقه … بدى احقق حلم من زمان عم افكر في .
تعجبت قمر واردفت بفضول _ ايه هو الحلم ده !
نظرت لها ريحانة بتعمن ثم اردفت _ رح خبرك بس هاد بيضل بيناتنا … بدى احكى مع بدر بس مو هلا .
اومأت قمر بتوتر فتابعت ريحانة _بدى افتح ورشة تفصيل لحالي … وبعدها بدى انفصل عن بدر .
اتسعت عين قمر وتصنم جسدها مردفة باستنكار _ تنفصلي !!! … ازاااي !
تنهدت ريحانة بعمق تتابع بهدوء _ هاد أسلم قرار … بالاول انا بعدت لحتى يظن انى متت ويكمل بحياته بس هلا رجعت … مافيني أضل هيك … وانا بعرف ان ضميره عم يعذبه ومفكر حاله ظالمنى … لهيك بدى اريحه واريح حالي وانفصل عنه … بس بالاول رح اخبره عن موضوع الورشة لحتى يطمئن .
صممت قمر تطالعها بتعجب فأكملت ريحانة _ من زمان كتير بدى هالشى … ورح اسحب قرِض واحقق حلمي بس لأحكى مع بدِر الاول .
هزت قمر رأسها تردف بترقب وقد تحمس داخلها _ الهدف التانى حلو جدا وانا معاكى علشان تحققيه ولو احتجتى اي مساعدة مالية انا معايا فلوس خاص بيا وتقدرى تسديهم في اي وقت … بس حكاية انفصالك عن بدر انا مقدرش اتكلم فيها … ده شئ بينك وبين بدر لكن تأكدى انى بحبك وبحترمك ومش منزعجة ابداً من وجودك هنا .
نظرت لها ريحانة بحب وحنو مردفة _ انتى طيوبة كتييير يا قمر … عن جد انتى بتستاهلى حب بدر لالك … انا بعرف بدر كتير منيح … هو محتاج إلك بحياته … بدر طول عمره كان عايش لأهله بعمره ما خزلهن … عطول يلبي طلباتن حتى لو ما بيريد … حتى وقت عمى وبييّ طلبوا منه يتجوزنى ما اعترض بنوب … وقتها انا فرحت كتييير بس هو لاء … ما شفت في عيونه فرحة بس شفت مودة وشهامة … ضل يعاملنى طوال السنتين بكل تفاهم بس الحياة بيناتنا كانت نوعاً ما باردة … وقت مات عمى هو صار راجلنا … صار يلبي طلبات اللصغير واللكبير … كان عم يشتغل بكل قوته لحتى ما نحتاج لشى …
تنهدت تطالعها وتردف بترقب وحزن _ بقولك سر ما حدا بيعرف فيه غيري انا وبدِر !!!.
تمعنت قمر السمع جيداً بترقب بينما تابعت ريحانة بحزن _ انا كان بدى اجيب ولاد من بدر .
نغزة اصابت قلب تلك العاشقة فتنهدت بعمق تتحكم في ألم قلبها وصمتت تتابع ريحانة وهى تردف بحزن _ بس وقتها عرفِت ان عندى مشاكل بالرحم ومافيني اجيب ولادك .
اتسعت عين قمر بذهول فتابعت ريحانة بدموع _ بتعرفي وقت بدر عرف بهالخبر شو قال !
زفرت تسترسل _ قال ان هاي ارادة رب العالمين وما بيطلعلنا نعترض ورح نسعى وندور ع أطبة مناح … وقتها قلتله يتجوز … بس هو قال انه ما بده وما رح يعملها … بدر ما بيقدر يكسر قلب حدا بنوب … لهيك يا قمر انا بدى اريحه … بدى انفصل واعيش يللي باقي من عمرى مع حلمى العملي واترك بدر يعيش براحة ضمير مع حبه اللى لقاه بقلبك .
نزلت العبرات من عين قمر وهى تطالع ريحانة ثم فجأة ارتمت في حضنها تعانقها بمشاعر مختلطة حنو وحزن وسعادة في آنٍ واحد … استقبلت ريحانة عناقها بتفاجئ تام وبادلتها تربت على ظهرها بحنو مردفة _ روقي قمر … روقي حبيبتى .
ابتعدت قمر تزفر بقوة وتتطلع عليها مردفة بصوت مختنق _ انتى جميلة اوووى يا ريحانة … انتى وبدر اصلكوا طيب اوووى … كنت اتمنى انى اكون وسط عيلتكوا … كنت اتمنى انى اتربى على ايد بدر … يمكن وقتها حاجات كتير اوى كانت اتغيرت … بس تأكدى ان ربنا هيعوضك بكل خير … زى ما ربنا عوضنى عن حرمانى لماما ببدر اكيد هيعوضك كل خير .
ابتسمت لها ريحانة بحنو واردفت مأكدة _ بعرف حبيبتى ومتأكدة من هالشى … الله رحيم بعباده … بس انتِ ما تعملي شى … اتركى بدر يساوى شو ما بدو … هو ما بيرتاح لحتى يرجع لك حقك .
فجأة رن هاتف قمر فأخرجته من جيب اسدالها تتطلع عليه قبل ان تنتفض فجأة مردفة بلهفة _ ده بدر … اكيد صحى ومحتاج حاجة … انا هطلع يا ريحانة عن اذنك .
غادرت قمر مسرعة بينما تتبعت ريحانة اثرها وهى تزفر براحة بعدما اخرجت ما في خاطرها … تشعر بالرضا الداخلى لقرارها … تحركت تتناول اللاب توب لتتابع جولة آخرى من برامج التفصيل .
صعدت قمر ودلفت شقتها مسرعة تخلع اسدالها وتضعه جانباً ثم اتجهت الى بدر الذى يقف مستنداً على المقعد في غرفته يطالعها بلهفة مردفاً _ وين كنتِ يا قمر ! … صار لي ساعة عم نادى عليكِ !!.
نظرت له بعمق ثم اردفت وهى تتفحصه _ انا اهو يا حبيبي محتاج حاجة ! … انت كويس !
زفر براحة ثم اردف وهو يحاول الجلوس وهى تساعده _ ايه حبيبتى منيح … بس فئِت فجأة كأنو حسيت بغيابك .
ابتسمت له بحب وتمعن واردفت وهى تجلس بجواره _ كنت عند ريحانة … قولت انزل اطمن عليها .
تطلع عليها بصمت وعيون عاشقة ثم اردف _ وكيفا !
اومأت بهدوء _ كويسة .
اومأ لها فشردت في ملامحه تفكر بصمت وعيون عاشقة ( أخيراً سأتذوق طعم السكينة ! … ستصبح لي وحدي ! … لن تشاركنى فيك غيري حتى ولو كان بإسمك ! … أخيراً سأحصل على ملاذى ! … )
تعجب من نظرتها فضيق عيناه يبتسم مردفاً بترقب _ شو يللي صار !! .. شو سبب هالسعادة بعيونك !
تنهدت تخفض نظرها ثم صمتت لثوانى قبل ان تطالعه بعمق مردفة بترقب _ ايه رأيك يا بدر لو نعمل لريحانة اطراف صناعية !!
ذهل من حديثها وطالعها بعيون واسعة ثم اردف بترقب _ انتِ كيف عرفتى ! … بالأساس انا عم فكر في هيك شغلة .
اومأت مشجعة تردف بحنو وطيبة _ وانا معاك … ولو الفلوس هتقصر معاك انا ليا وديعة بأسمى بابا كان عملهالي وهفتحها لما اتم الواحد وعشرين سنة يعنى كمان شهر تقريباً … كلها تحت امرك بس الاول اسأل كويس هنا فى المنصورة عن الموضوع ده ولو امكن نصرفها مافيش اي مانع … المهم ريحانة تقدر تكمل حياتها بشكل طبيعي ..
أغمض عينه يزفر بقوة ثم اردف وهو يسحبها لتجلس على قدمه السليمة بحب وقلبٍ متسارع ملهوف _ لا مافيني تعي لعندى .
شهقت وهو يجلسها على ساقه مردفة بخوف وهى تحاول القيام حتى لا تؤلمه _ لا يا بدر رجلك هتوجعك .
اعترض يردف وهو يضمها بحب واشتياااق _ حضن الحبيب بيطيب قمر ما بيوجع … خليكِ هون لآخر عمرى .
اعتصرها بذراعيه يعانقها فتنهدت وبادلته تخفض رأسها في تجويف عنقه وكذلك هو يتنفس رائحتها بعشقٍ ويقبل منحنى رقبتها قبلات متتالية ثم يعاود اعتصارها بحنو وكأنها طفلته وليست امرأته .
اما هى فكانت في عالمٍ آخر … مستمتعة باحتواؤه وحبه لها … افتقدت هذا الحب والتفاهم والحنين وها هو يعطيها اياهم ببزخ .
ظل هكذا لدقائق فتحمحمت قمر وحاولت التملل مردفة بهدوء _ بدر خليني اقوم علشان رجلك .
تنهد يخرج رأسه من مبيته الجديد ويطالعها بعمق ثم دثر كفيه بين خصلاتها ومال يسترق من شفتيها قبلةٍ حنونة عاشقة أسرت فيه مشاعر خامدة بينما هى انكمشت معدتها بشعور لذيذ وبدأت تستجيب له .
اغمض عينه وتعمق قليلاً وبدأت يداه تتحرك متوزعة على كتفيها وذراعيها دون وعيٍ منه …ثم فجأة تنبهت حواسه فانتفض يردف بحذر ويبعد رأسه _ بيكفي هيك .
انتفضت هى الآخرى تقف مسرعة وقد افزعها تصرفه ونظرت له بذهول مما جعله يهدأ من حالته وهو يراها هكذا … زفر بعمق ومد يده ممسكاً بمعصمها يحسها على الجلوس بجواره مردفاً بتروى _ اعدى قمر .
جلست بصمت تتطالعه فنظر لها ببريق عشقٍ مردفاً بحب وحنو _ لا تفكرى انو انا ما بدى اياكى … بالعكس انا عم وقف حالى عنك بصعوبة كتييير … انا عم عد اللحظات اللى رح تتمى فيها للواحد وعشرين سنة ورح تكونى ملكى بكل شي … بس انا بدى اعوضك عن يوم عرسك … بدى اساويلك حفلة بتليق بمقامك بقلبي … بدى البسك فستان يليق بعيونك … وقتها رح اكون عم ضمك وتمم جوازى منك وانا مرتاح .
نظرت له بشرود وقد أخذها عقلها الى تصوير كلماته … ترى ذاتها بالفستان الابيض وسط حفلة رائعة والجميع يطالعها بسعادة وعيون الفتيات تطالعها بحقد لامتلاكها قلب هذا الوسيم سيد الرجال .
ابتسمت تلقائياً واردفت بحب ودلال وهى تعمق النظر في عينه _ هستنى اللحظة دي بفارغ الصبر .
تناول كفها يقبل باطنه بعمق ثم زفر بارتياح بينما اردفت بترقب _ هقوم اعملك عصير .
تنهد يردف بترقب _ هو اخى ياسر ما اتصل ! … ليكون ما لقاها للسيارة !
اردفت قمر بتوتر وهي تناوله هاتفها _ طيب كلمه من عندى !
تناول هاتفها وبالفعل طلب رقمه فأجاب ياسر يردف بهدوء _ ايوة يا بدر … رنيت عليك تليفونك كان مقفول .
تنهد بدر واردف بترقب _ ايه اخى ياسر قفلته علشان الفيديو من وقت نشرته والاتصالات زايدة …. بس قولي لقيت العربية !
تنهد ياسر يردف _ ايوة يا بدر العربية معايا وانا والست سلوى وزياد رايحين لعم ناهد .
ضيق بدر عيناه مستفسراً يردف _ عم ناهد ! … ليه خير حصل حاجة ؟
اردف ياسر وهو يقود في طريقه الى بلدة فوزى _ ايوة يا بدر … عم ناهد اتهجم عليهم الصبح واخد ناهد معاه غصب عنها ومحدش قدر يمنعه … الست سلوى كلمتنى و احنا رايحين نجيبها لانها قلقانة عليها … وزياد معانا .
توتر بدر واردف بترقب _ تمام اخى ياسر … لو حصل اي حاجة عرفنى … ان شاء الله هترجعوا سالمين .
تنهد ياسر يردف بهدوء _ ان شاء الله يا بدر … وانا هطمنك لما اوصل .
اغلق معه ونظر لقمر التى استمعت للحديث والجمت الصدمة لسانها فأردف مطمئناً _ ما تقلقي قمرى رح يرجعوها .
اردفت هى بلسانٍ مثقلة _ ايه الراجل ده يا بدر … عايز منها ايه ! .. دا ياما عذبهم منه لله … هو فاكرها سايبة !
ربت على كفها بحنو يردف بتعقل _ ما تعتلي هم … رح ترجع انا متأكد من هالشى … بس هو عم يعمل هالقصة منشان ما حدا قالوا ع الخطبة … بدو يساوى نفسه كبير ع الفاضي .
تنهدت تومئ ثم وقفت بهدوء مردفة _ هروح بقى اعملك العصير .
اجلسها مجدداً كأنه يتنفسها ولا يريد ذهابها مردفاً _ وقفي قمر … بدى أسألك عن شي تانى !
تنهدت تنظر له بترقب فتابع _ ما رح تكملي دراستك ! … نحن هلا رح نبلج الترم التانى من العام … شو رأيك بترجي ع الجامعة ؟!
توترت ولفت عيناها عنه وبدأت تفرك كفيها مردفة _ خايفة يا بدر … خايفة من نظرات زمايلى ليا … حاسة انى مش هقدر اواجه .
تنهد بعمق يتابع وهو يتمسك بكفيها بدعم واصرار _ بدك تمحيلي هالخوف … انتى قمر الفوى ما حدا فيو يوقعك … رح تضل راسك مرفوعة ويللي ساوى هيك هو اللى رح يتعاقب … انتِ هلا مرتى قمر … يعنى ما حدا بيقدر يحكى عنك نص كلمة … ويللي بيعملها رح يواجهنى الي .
اطمئنت روحها ونظرت له بعيون لامعة تردف بسعادة _ وانا متأكدة انك اد كلمتك يا بدر … وهحاول ارجع اقوى من الأول علشانك .
اومأ مشجعاً يردف بتحفيز _ ايه هيك بدى اياكى دائماً … وحضرى حالك لان بعد اسبوع رح تبدأي تروحى ع الجامعة .
ابتسمت تومئ بسعادة ثم وقفت تردف بتنهيد واصرار وهى تخطو _ اروح بقى اجبلك العصير .
اومأ لها بسعادة وبالفعل غادرت وتركته شارداً في امرها وكذلك ريحانة الذى يؤرقه دائماً … يريد فعل شيئاً لها يرد لها ولو قليلاً من فضلها عليه … ولكن ليبقى هذا الأمر بعيد عن قلبه … فهو بالنهاية له مالكة .
&&&&&&
فى فيلا الوزير
اتجهت سناء مسرعة للداخل لتجمع اغراضها وتفر هاربة ولكن الشرطة لحقتها وتم القبض عليها بتهمة الشروع في قتل بدر وذلك بسبب الفيديو المنتشر والذى ارفقه المحامى مع الدعوة والذى من الواضح انه سيشغل الرأي العام وهذا تحديداً ما اراده بدر .
اما خالد فجارى البحث عنه وتم نشر صورته عبر الموقع الرسمى لوزارة الداخلية انه من ضمن المطلوبين للعدالة .
&&&&&&&&
في منزل ياسر
يصعد نادر الدرج ولكنه توقف امام شقة والده حينما استمع لصوت بكاء صغير آتياً من الداخل
تعجب وانصدم واتجه يطرق باب والده بحذر وترقب … فتحت له بثينة تطالعه بخجل وتوتر وهى تحمل صغيرها تحاول تهدأته .
اردفت هى بحرج _ اهلا يا استاذ نادر .
نظر لها بتمعن ثم اردف بهدوء وتساؤل _ انتِ اخت ناهد صح ؟!
اومأت بثينة واردفت موضحة _ ايوة … وعمى ياسر جبنى استناهم هنا لحد ما يرجعوا من البلد .
تعجب نادر واردف وهو يطالع الصغير _ بلد ايه !
توترت واردفت وهى تنقل الصغير للجهة الاخرى _ اصل عمى اخد ناهد اختى غصب عننا وعمى ياسر وامى وزياد خطيب ناهد راحوا يجيبوها .
اومأ بتفهم ثم اردف وهو يطالع الصغير بقلبٍ حنون _ طيب ابنك ماله ! … بيعيط ليه ؟
تنهدت تنظر لصغيرها بحيرة مردفة _ مش عارفة … تقريباً فيه حاجة بتوجعه .
مد يده بترقب مردفاً _ طيب هاتيه !
ناولته اياه بترقب فنظر للصغير وحاول تهدأته يردف له بعض الكلمات المهدهدة وهى تطالعه بتعجب .
وضع الصغير رأسه على كتف نادر بحنو وكأنه استشعر حنانه فتعجب نادر ورق قلبه له بينما انصدمت بثينة ايضاً فنادراً او ربما معدوماً ان تذكرت ان زوجها عامل ابنه بهذه الطريقة … عنيفٌ هو دائماً حتى مع صغيره … نرجسي حاد الطباع مما جعل الصغير يفزع دوماً خوفاً من بطشه .
قلّ بكاء الصغير تدريجياً ونادر يربت على ظهره بحنو ويخطو به في الردهة الامامية للمنزل .
وقفت بثينة على الباب تراقب ما يحدث بعينٍ حزينة حتى نام الصغير … ناولها اياه بحنو مردفاً بهدوء _ حاولي تطمنيه … هو واضح انه خايف من حاجة .
اومأت وهى تضمه اليها مردفة بامتنان _ شكراً يا استاذ نادر .
ابتسم بهدوء واردف وهو ينوى الصعود لشقته _ العفو .
اغلقت ودلفت تجلس شاردة في امره بينما هو صعد شقته ودلف ليتناول غداؤه مع زوجته ووالدتها اللتان تترقبان الوقت المناسب لاخباره بأمر خروجهما .
بعد ساعة اردف نادر وهو يستعد للعودة لعمله _ تمام يا مي اخرجي … والفلوس عندك جوة خدى اللى انتِ محتاجاه .
اومات تبتسم وتطالع والدتها بخبث مردفة _ تسلم يا حبيبي خيرك موجود … وانا هخلص بدرى واجي .
اومأ لها وغادر للاسفل … مر على شقة والده فوقف امامها يترقب اي صوت وعندما لم يستمع غادر على الفور .
بينما فى الاعلى استعدت مى وفردوس للذهاب لهذا المشوار الملعون .
&&&&&&&&&&&
وصل ياسر القرية
وصف السيارة وترجلا منها بناءاً على تعليمات سلوى التى اشارت لهم على المكان .
تنهد ياسر واردف بهدوء _ حاولي تهدى خالص يا ست سلوى وتسبيني انا وزياد نتكلم معاه .
اومأت سلوى وخطت معهما بقلبٍ متلهف وطرقا الباب ففتحت لهم زوجة فوزى تطالعهم بترقب قبل ان تنظر لسلوى بحقد وغيرة مردفة _ اهلاً بسلفتى … خير !
اردفت سلوى بغضب _ جاية أخد بنتى يا زبيدة .
نظرت لها بغضب فأردف ياسر بهدوء _ لو سمحتى ياست زبيدة عايزين نتكلم مع الحاج فوزى .
نظرت لهم زبيدة بترقب ثم اردفت وهى تبتعد _ اتفضلوا ادخلوا .
دلفوا جميعاً واغلقت هى الباب بينما اتجهوا معها للداخل وجلسوا على المقاعد الارضية المرصوصة ثم اردفت هى _ ثوانى هنادى ع الحاج .
غادرت تنادى زوجها الذى اتى بعد دقائق ومعه ابنه … نظر الى سلوى بغضب وكاد ان يوبخها ولكنه صمت عندما وجد ناظران مسلطان عليه.
وقف ياسر وزياد باحترام يسلمان عليه فهدأ من غضبه ورحب بهم بترقب ثم جلس معهم واردف _ منورين يا رجالة … خير ان شاء الله .
اردف ياسر بهدوء وتروى _ كنا جايين نعرفك على زياد خطيب ناهد بنت اخوك … ونعتذر اننا مقولنالكش ع الخطوبة يا حاج فوزى … دى غلطة مننا واحنا محقوقين لك .
نظر له فوزى بتعمق وارتدى دور العم الأصيل مردفاً بحدة _ يعنى ينفع يا حاج اللى هى عملته ده … كأن بنتنا ملهاش أهل ! … عايزة تجوزها من غير ما نعرف … ده المثل بيقول اللحم النتن لأهله بردك .
تنهد ياسر واردف بهدوء وتروى _ معلش يا حاج فوزى غلطة … وانت قلبك كبير وفي مقام ابوها بالضبط واكيد هتفرحلها … وزياد راجل جدع وابن حلال وشاريها … يبقى نتتم الموضوع من غير زعل .
نظر فوزى الى زياد بعمق واردف بخبث _ وانت عرفتها منين !!!
احس زياد نبرته الخبيثة فأردف مماثلاً _ ده اختيار والدتى ليا … لانها شافت في الأنسة ناهد البنت المحترمة واللى يتشرف اي حد انها تكون مراته .
نظر له فوزى بحقد دفين بينما تطلع على سلوى واردف بنبرة مغلولة _ عرفتى تربي يا مرات اخويا … بس بردو الخطوبة دى تمت من غير علمى … وانا مش موافق عليها … وبنت اخويا عندى ومش هتخرج من هنا الا بمزاجى انا .
غلى الدم في عروق زياد وكاد ان يعترض فقاطعته سلوى التى احست به واردفت قبله _ بنتى هترجع معايا يا فوزى … وألا يكون في علمك هطلع من هنا ع القسم علطول وهبلغ انك خطفتها … وابقى وريني وقتها تعمل ايه .
ثار فوزى بغضب ووقف يردف بحدة وصياح _ طب ابقى ورينا بقى ده هيحصل ازااي !! … انا اللى هفضحك واقول ان ست سمعتها لامؤاخذة .
انسحب قلب سلوى وجحظت عيناها تطالعه بذهول وصدمة ثم وفجأة تقدمت منه مسرعة وصفعته بقوة امام الجميع مردفة بغضب اعمى _ اخرص قطع لسانك ولسان اللى يقول عنى كلمة يا خسيس … انا اشرف منك ومن بلدك كلها .
نظر لها بعيون متسعة وكذلك تصنم جسد الجميع فأردف وهو يستحسس وجهُ بغل _ بتضربيني !!! … ماشي يا سلوى … ان ما ندمتك مبقاش انا … ويكون في علمك بقى … انا عندى شهود ان الراجل ده داخل خارج عندك البيت … وانتِ ست ارملة وهو غريب عنك … وهيشهدوا بكدة وهحرمك من بنتك وهجوزها هنا لواحد على مزاجى انا .
نظرت له بكره وغل واردفت وهى تحاول الهجوم عليه وهو يبتعد _ اخرص يا خسيس ربنا ينتقم منك .
قاطعها تدخل ياسر المفاجئ يردف ما فرغ افواههم جميعاً حينما نطق _ مش هتقدر تعمل كدة يا حاج فوزى لان الست سلوى مراتى .
التفتت الانظار عليه بذهول وصدمة بينما سلوى تصلب جسدها وكادت ان تتفوه فقاطعها يردف بترقب _ يعنى اللى بلغك بالكلام ده كدب عليك … وكل الكلام اللى انت بتقوله ده تتحاسب عليه حساب تقيل اوى … وناهد هترجع معانا دلوقتى قبل مانبلغ ووقتها هتعمل شوشرة لنفسك .
شُل لسان سلوى او تعمدت السكوت لأجل صغيرتها بينما اردف فوزى بغل وغضب _ متجوزين ازاي وامتى … انت هتضحك عليا يا راجل انت ! … الكلام ده محصلش .
اردف ياسر بثقة وهو يتطلع على سلوى بحذر _ اللى يريحك يا حاج فوزى اللى انت عايز تصدقه صدقه … انا معايا القسيمة في بيتي واي حد يفتح بؤه بحرف هعرف ازاي اوريه مقامه … كلامك ده يطير فيه رقاب وعيب اوى انك تقول ع الست اللى ربت لحمك كدة .
توتر فوزى وزاغت انظاره وهو يتطلع عليهم جميعاً بغل يفكر في ما اخبره به ذلك الجبان مدحت لقد خدعه … زفر بقوة ثم اردف وهو يتطلع على زياد _ بما ان الموضوع كدة يبقى ماشي … انا هجبلكوا ناهد … بس انا عايز مهر بنت اخويا .
نظرت له سلوى بكره واشمئزاز بينما ضحك ياسر باستهزاء الآن ظهرت نواياه واردف زياد بثقة _ طبعا حقها يا حاج … من جنيه لألف مافيش حاجة تعز على ناهد .
تدخلت سلوى مقاطعة بحدة وغل _ مهر ايه يا فوزى اللى بتتكلم عنه … مشبعتش لسة بأكل مال اليتيم اللى استحليته !! … يمين عظيم ان ما خرجت بنتى دلوقتى وسبتنى امشي من هنا لهتشوف منى وش عمرك ما شفته .
انتاب فوزى القلق وبدأ يتراجع وهو يطالعهم بحقد ثم اشار لابنه مردفاً _ روح هاتها من جوة .
تطلع عليه زياد بغضب وغل لو تُرك الامر له لانقض عليهما ولكن عليه التورى حتى يأخذ حبيبته ويذهبوا من هذا المكان .
غادر ابنه يحضرها بينما هو تطلع على سلوى بكره واردف _ من هنا ورايح انا ماليش بنات اخ … ولا هما ليهم حاجة عندنا .
ابتسمت سلوى بحزن وتهكم واردفت _ حاجة ! … من امتى !! … فكرك ان رزقهم عليك !! … بكرة يتسحب خيرهم من تحت رجلك وتعرف ان الله حق … انا من وقت مات ابو بثينة وانا بربيهم بتعبي وبتحسبن عليك .
دلف ولده يجر ناهد ويلقي بها أرضاً بغل امام والدتها فالتقطتها قبل ان تسقط وعانقتها بحنو بينما لم يحتمل زياد ما فعله فأسرع متجهاً اليه يلكم هذا الحق*ير لكمة قوية ارتد هو على اثرها فثار فوزى مجدداً واردف وهو يبعده عن ابنه _ ابعد ايدك عنه يا كل*ب .
تدخل ياسر مسرعاً يفض اشتباكهما ويردف بتروى _ خلاص يا زياد علشان ناهد يالا نمشي من هنا .
مروا من امامه فتوقفت سلوى التى تعانق ناهد شبه الغائبة عن الوعى واردفت مهددة باصبعها _ هتدفع تمن اللى عملته في بنتى يا فوزى … هتدفع حسابك كله … حسبي الله ونعم الوكيل فيك
مرت من امامه وخلفها ياسر وزياد يتبعاها وبالفعل استقلوا السيارة جميعاً وغادروا بينما عين زياد مسلطة على حبيبة قلبه التى ينغزه من اجلها .
غادروا جميعاً يتحركون بسيارتهم عائدون الى ادراجهم فاردف زياد وهو يتطلع على حبيبته فى الخلف وهى تتوسط صدر والدتها _ لازم ناخدها على المستشفي .
هزت ناهد رأسها بتعب مردفة بصوت مرهق _ لاء يا زياد انا كويسة .
ابتسم بسعادة واردف بحب _ حمدالله على السلامة يا حبيبتى .
ملست سلوى بيدها على حجابها وهى تضمها بحنو بينما نظر ياسر لها عبر المرآة باطمئنان فتسائلت هى بترقب عندما تذكرت _ ازاي يا استاذ ياسر تقول اننا متجوزين ولييه ! … افرض كان قالك وريني القسيمة !
تنهد ياسر بشرود يردف _ هو جبان اوى .. وواضح ان جوز بثينة قومه وهو السبب فى كلامه ده … متقلقيش يا ست سلوى مش هيعرف يعمل حاجة .
اردف زياد بهدوء وترقب _ بس يا عم ياسر ممكن يعملها شوشرة لان شكله مش ناوى على خير ..
نظر ياسر لسلوى عبر المرآة بترقب بينما هى ابعدت نظرها عنه تتطلع على ابنتها بشرود وتفكير .
تنهد ياسر وابعد نظره وبدأ ينظر للطريق من حوله ولكنه لاحظ شيئاً ما جعل عينه تتسع بصدمة وذهول وهو يتوقف بسيارته تحت انظار زياد وسلوى المتسائلة .
ما رآهُ كانتا مى وفردوس وهما تولجان الى داخل منزل ذلك الدجال تحت انظار ياسر الذاهلة .
&&&&&
اما في منزل فوزى فدلفت زوجته التى تحاول اسعاف انف ابنها النازفة وهى تردف بكره وصياح _ سبتهم يمشوا ازااااي بعد اللى عملوه في ابنك … انت لازم تنتقم من سلوى وبناتها ..
ثار مجدداً بسبب حديث زوجته وتناول هاتفه يهاتف زوج بثينة مردفاً بغضب _ انت يا زفت … فهمتنى ان سلوى واللى اسمه ياسر ده ينفع نطلع عليهم حكاية طلعوا متجوزين .
تعجب الآخر ثم ضحك واردف بعبث _ هما ضحكوا عليك وفهموك كدة ! … وانت صدقتهم ازاي يا حاج فوزى !!
ضيق فوزى عيناه واردف بترقب _ يعنى ايه !!! … يعنى حوار عملوه عليا !
اردف الآخر بتأكيد _ ايوة طبعاً يا حاج فوزى … متجوزين ايه وانت صدقتهم ازاي .
اومأ فوزى بغل وتوعد مردفاً _ ماشي … ماشي يا سلوى انتِ وبناتك .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد