روايات

رواية عفريت مراتي الفصل الثامن 8 بقلم نداء علي

رواية عفريت مراتي الفصل الثامن 8 بقلم نداء علي

رواية عفريت مراتي البارت الثامن

رواية عفريت مراتي الجزء الثامن

رواية عفريت مراتي
رواية عفريت مراتي

رواية عفريت مراتي الحلقة الثامنة

بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
وبعض الأحيان تتألق الأرواح ويشتد بريقها َتبلغ أوجه جمالها ثم ما تلبث أن يأتيها الخريف فتذبل ويخبو بريقها ويمحو بيده الجافه نضارتها
فلا ذاك يدوم ولا هذا دائم لذا تقبل كل شيء تمر به فما حياتنا إلا فصول تدور وتتجدد.
فاطيمة: يعني ايه مش عاوزني اروح كتب كتاب بنت عمك، مش اد المقام يا حامض ولا مش أد المقام !!
حامد بغيظ:
يا رب صبرني، افهمي يا فطوم انتي حامل والحركة والسفر غلط عليكي انتي هتفضلي مع عم سيد لحد ما ارجع أنا وامي ….
فاطيما بإصرار : لأ، مليش دعوة أنا عاوزة اروح الفيوم واشوف السواقي اللي كنا بناخدهم في المدرسة
حامد : سواقي ايه وزفت ايه احنا رايحين صد رد
فاطيما : انت بتشخط فيا يا حامد وانا حامل نهارك مش فايت….
حامد بهدوء : مبشخطش بس انتي شبطانه زي العيال الصغيرة وزهقتيني
ادمعت عيناها فتراجع قائلاً :
والله المشوار طويل هتتعبي صدقيني…
فاطيما برجاء : عشان خاطري، أنا عمري ما اتحركت برة القاهرة
حامد بتحذير : ماشي يا فاطيما هاخدك بس ورب الكعبة لو حصل حاجة ما هعديهالك
فاطيما : ياعم متقاطعش وتفول عليا كده امال ده جامده اوي
نظر اليها بغيظ وغادر لتهرول مسرعة الي ثناء قائلة:
ثنااااء، أنا جاية معاكم
ثناء بتردد : يابت بلاش لتتعبي
فاطيما : لأ ان شاء الله مش هتعب، أنا عاوزة بقى أكل بلح اسمر ..الواد عايز كده
ثناء بدهشة : انتي هبلة يابت ..واد مين!! استغفر الله العظيم منك ومن وحمك
فاطيما بتفكر : ابني ياثناء ..طب بلاش بلح، هاتيلي طعمية
ابتسمت ثناء بيأس قائلة : حاضر، هقوم اعملك طعمية
فاطيما : بالسمسم
ثناء : بالسمسم يا أم حسن
فاطيما بتعجب : حسن مين يا ثناء!!!
ثناء : أبويا يابت الله يرحمه، يكونش مش عاجبك ولا ايه؟!
فاطيما بتركيز : حسن أبو علي، مش بطال عشان خاطرك بس ياثناء
ثناء : ان شاء الله يا فاطيما
فاطيما : ولو بنت بقى نسميها ثناء
ثناء بسعادة رغم اعتراضها :
لأ ده اسم قديم
جلست فاطيما إلى جوارها ووضعت رأسها بحجرها قائلة :
انا بحبك أوي يا ثناء، بحبك اكتر من أمي اصل أنا مش فكراها
ثناء : الله يرحمها كان دمها زي الشربات، انتي طالعالها يابت يا فطوم، الله يرحمها كانت مجننه ابوكي بعمايلها برده
فاطيما بترقب : بجد !!
ثناء : اه والله يابنتي، دي لما كانت تقعد وتهزر كانت بتهلك الشارع كله من الضحك
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
بعد مرور ثلاث سنوات
تبدلت الكثير من الاشياء ولكن بعض الاشياء تبقى ثابته
صفات يصعب التخلي عنها وصفات تزداد وتيرتها
……………………
في شقة ثناء التي لا يفارقها حامد وزوجته وطفليهما المشاكسان …
فاطيما بإلحاح :
وليه لأ.. انا عاملة الجمعية وانت متعرفش عنها حاجة ولازم تجيبلي غسالة اطباق.. ايديا اتهرت من غسيل المواعين وكفاية عليا عيالك القرود
ثناء : ياختي صلي عالنبي هتحسدي العيلين انا ابني وحيد وغلبان
فاطيما : يا حماتي مش موضوعنا خليكي محضر خير.. الله يكرمك
ثناء : شوف البت قليلة الادب.. محضر خير ليه يا بنت سميرة شيفاني محضر شر!!
فاطيما : لا ياستي مقصدش خلينا نتكلم عن الغسالة دلوقتي وبعدين نشوفك بعدين
ثناء : صحيح ما انتي متربية على رجل الدادة
فاطيما : اومال ايه ماهي نفس الدادة اللي مربياكي يا خالتي انتي وامي
ثناء بحزن : امك.. وهو كان فيه حد زي امك في ادبها وجمالها وكمالها..
معرفش انتي طالعة لسانك زالف ومخك طاقق لمين…
ثناء : اكيد ليكي يا ثناء
أمسكت ثناء وعاء معدنيا واسرعت خلف فاطيما التي هرولت تخشى أن تلحق بها حماتها لكنها تعرقلت ووقعت أرضاً
أسرع اليها حامد متلهفا يتطلع اليها بقلق ولكن سرعان ما اقتربت ثناء واختطفتها بخوف تضمها الي صدرها بقلق ورهبة قائلة:
انتي كويسة يا بت فاطيما؟!
فاطيما وقد اشتد بكاؤها مما أفزع حامد ووالدته …سألها حامد بترقب:
اوديكي للدكتور ؟
فاطيما : انا حامل تاني يا حامد ولازم تجيبلي غسالة الاطباق
شددت ثناء من احتضانها قائلة:
هجيبلك الغالي كله ياقلب خالتك ومتشليش هم حاجة ابدا المهم تخلي بالك من روحك ..بس وتقومي بالسلامه
فاطيما : كل ده علشان حامل.. !!!
ثناء : اومال يعني عشان سواد عنيكي يابنت سيد ..
انا اللي يهمني ابني يبقاله عزوة مش كفاية انه وحيد
فاطيما : اه قولي كده بقي وانا قولت انك توبتي بس علي رأي المثل يموت الزمار وصوابعه بيلعب ..مااشي ياثناء
ثناء : عاوزاني اموت يابنت سميرة ؟!
فاطيما بصدق : لا يامه ربنا يجعل يومي قبل يومك انا مبقاليش غيرك
ثناء : بعد الشر يابنتي ربنا يخليكي لولادك وتفرحي بيهم وتشوفي عيالهم انا خلاص كبرت وشبعت من الدنيا
حامد : تصدقوا بالله انا تعبتلكم سلف انتوا مبتزهقوش..
وبعدين حمل ايه دلوقتي يا فاطيما وعيالك الاتنين فوق بعض
ثناء بغضب : جرى ايه ياواد انت وهي جيباه من برة ماهو ابنك
فاطيما بحزن : والله غصب عني انا باخد الحبوب مظبوطة
ثناء : ولا تعبريه ده عيل وش فقر زي ابوه الله يرحمه.. مد ايدك يا خويا نقومها خليني اعملها حاجة تغذيها وتروق دمها بعد الكلمتين الفاضيين بتوعك دول..بلا هم
ابتسم حامد قائلاً :
عارفه يامه، فاطيما دي ذنب وربنا بيخلصه مني ومنك…
ثناء بحب
دي نعمة من ربنا ووش السعد بس انت مش فاهم حاجة …
فاطيما : ايوة صح ياخالتي أنا نعمة ولازم تقدرها لحسن تزول ياخويا
حامد بغيظ : هتزول فين ياختي ده انت لازقة الماني
أدمعت عينا حامد بعدما تذكر تلك السنوات التي قضاها بسعادة وحب لم يقدرهما كما يجب وها هو يبحث عنها ولا يجدها
وضع حامد رأسه بين كفيه يتطلع أمامه بحزن وندم واشتياق؛ كم يود عودتها إليه ولكن يبدو أن الأمر صار محالاً
أغمض عيناه بتعب لكنه هب واقفاً يلتفت يميناً ويسارا بفزع وقد أحس بيدها تلامس جسده
نظر إليها عن قرب فوجدها كما هي؛ نائمة منذ شهور
تنهد بحزن قائلاً:
شكلك اتجننت يا حامد وبتتخيلها معاك
سامحيني يا فاطيما مكنتش مقدر قيمتك.
تحدثت هي بغيظ وكأنه يسمعها :
اه ياخويا ماهو علي رأي المثل بعد ما دخل المقبرة؛ بقى حتة سكرة؛ ماكنت قدامك ومش حاسس بيا دلوقتي جاي تتشحتف؛ بس مهما عملت مبتهونش عليا يا حامض
قهقة بسعادة فكم كانت تستفزه بقولها له ذاك الاسم
اقترب هو من جسدها الممد بالفراش ونام جوارها يتحدث بندم لم يفارقه قائلاً:
العيال متبهدلين من غيرك؛ وأنا وأمي؛ ارجعي بقى
اجابته هي بحزن:
ياريت بإيدي ياقلبي؛ أنا متشعبطة هنا زي ما عمرو دياب بيقول عايش ومش عايش
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
في عالم لا يدخل إليه الاحياء ولا الأموات، ملكوت اخر تعلق بداخله بعض النفوس التي تهفو إلى شيء لا يوجد بدنيانا، كانت فاطيما جالسه تطلع إليها بملل
تحدثت اليها والدتها قائلة:
مبوزة ليه يا فطوم؟
فاطيما : حامد وثناء وعيالي وحشوني
وابويا ياترى عامل ايه؟
سميرة : يعني انتي زهقتي مني؟
فاطيما : لا بالعكس، ده انا مبسوطة أوي اني شفتك، بس ليه مترجعيش معايا بدل ما اجيلك أنا
سميرة : هو في ميت بيرجع تاني؟!
فاطيما : بس انتي قولتي اني مش ميته
سميرة : اه، ولو عاوزة ترجعي هترجعي
فاطيما : ازاي بس، أنا خايفة قاعدتي تطول هنا وحامض يلعب بديله
سميرة : متقلقيش، لو بيحبك هيصونك وانتي معاه وانتي غايبة عنه
تنهدت بحب قائلة:
زي سيد ما عمل كده، ياااه أنا فرحت اوي لما عرفت منك انه متجوزش بعدي
فاطيما بتردد:
بس حامض معرفش بيحبني ولا لأ، هو طول عمره ملوش ملامح كدهون ومحيرني
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
عاد حامد إلى بيته متعبا، استقبله طفليه حسن وفارس بسعادة وابتسامة قائلين:
كنت فين يا حامض
تحدثت ثناء من خلفهما قائلة:
كان بيشوف ماما يا حبايبي
حسن : هي هتفضل نايمة كده كتير، ايه مش هتصحى أبدا !؟
تأففت فاطيما التي لا يراها أحد قائلة:
اه يابن الهبلة، مش عاوزني اصحي ليه مش كفاية الورطة اللي انا مش عرفالها اخر دي، وحشتوني أوي يا كلاب
ثناء بحزن : ان شاء الله هتقوم وترجع بالسلامة
فاطيما : طول عمرك اصيلة يا ثناء، انا قولتلك اني بحبك قبل كده كتير بس بعد موقفك ده حبيتك بزيادة
حامد بحزن : المشكلة يامه ان المستشفي طلبت مني انقل فاطيما لمستشفى تانيه…
بيقولوا خلاص مفيش عندهم مكان وفي غيرها أولى، بيقولوا ان مفيش أمل ….
فاطيما بغيظ:
حسبي الله عليهم، يابني أنا أهو، بس معرفش محدش شايفني ليه…
يكونش انا بقيت شبح، اوعى تسمع كلامهم يا حامض وتدفني بالحيا
ثناء : متشيلش هم يابني، أنا هروح لمرات عمك، هطلب من فضيلة فلوس وننقل مراتك مستشفى نضيفة يمكن ربنا يكتبلها عمر جديد
فاطيما بتأثر:
معقول يا ثناء هتروح تطلبي فلوس من الناس علشاني صدقيني أول ما ارجع هفكر في مشروع يرفع مستوانا واصيغك
حامد بتوتر : لأ، بلاش عمي مش عاوزين منه حاجة
ثناء بترقب : ليه، انت طلبت منه فلوس
جلس حامد قائلاً بتعب:
لأ هو اللي كلمني، قالي هديلك الفلوس اللي تطلبها بس تتجوز ريم
ضربت فاطيما على صدرها بينما صاحت ثناء قائلة:
جنازة لما تشيله، البت مكتوب كتابها وبتحب عريسها لولا بس ياعيني اتاخد في الرجلين في قضية ملوش يد فيها
حامد : ما أنا رفضت يامه، هو أنا معقول اتجوز غير فاطيما
اقتربت فاطيما منه وكأنه تحتضنه لتهمس إليه عله يسمعها..
روح لحضرة الظابط وليد، هيساعدك يا حامد ويمكن تقدر تطلع الواد جوز ريم …
حامد بسعادة:
انا هروح للظابط وليد يامه فكراه
ثناء : اه يابني ده كان بيعز فاطيما اوي وجدع ابن حلال
حامد بغيرة : اه، بيعزها حبتين بس مضطر اروحله يمكن يساعدنا ونطلع الواد فادي، ده عيل اهبل ولا في السياسة ولا يعرفها من الاصل
ثناء : وماله يابني، ربنا بيجعل لكل شيء سبب، تحدثت بصوت شجي قائلة
ياحبيبتي يا فاطيما، حتى وانتي غايبة بتنفعي غيرك يابنتي، يارب رجعهالنا بالسلامة.
فاطيما : يارب يا ثناء، يارب لأحسن أنا مش فاهمة ايتها حاجة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريت مراتي)

اترك رد