رواية خسوف الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية العربي
رواية خسوف الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم آية العربي
رواية خسوف البارت الثامن والعشرون
رواية خسوف الجزء الثامن والعشرون
رواية خسوف الحلقة الثامنة والعشرون
اقصي درجات السعادة هو ان نجد من يحبنى على ما نحن عليه ،،، او بمعنى ادق يحبنا برغم ما نحن عليه
&&&&&&&&&&
فى اليوم التالي
عند ريحانة التى استيقظت مبكراً وقامت بتركيب الاطراف بحماس وها هي تستند وتحاول الوقوف بمفردها .
حاولت بهدوء الا ان نجحت في ذلك مستندة على الكومود والعصا المساعد وبدأت تخطى بهدوء شديد وهى تضغط على فكيها بقلق ولكنها تحاول .
استطاعت ان تصل لباب غرفتها وهى تتنفس بقوة إثر المجهود ولكن عيناها ملتمعة بسعادة لوقفتها .
اتجهت بهدوء شديد الى المقعد وحاولت الجلوس عليه بتمهل ونجحت في ذلك .
جلست تبتسم بسعادة وتعجب وتردف بهمس _ الحمد لله … هذا من فضل ربي .
تناولت هاتفها وهاتفت الخالة ام محمد التى اجابت مردفة بترقب _ ريحانة … ازيك يا حبيبتى عاملة ايه !
اردفت ريحانة بفرحة _ الحمد لله خالتى … فيكي تجيبي سيدرا وتجى لعندى !!
اردفت ام محمد تتنهد _ دلوقتى يا حبيبتى ! .
اردفت ريحانة بلهفة _ بعتذر … بعرف انه بكير بس بدي اشوف سيدرا هلأ واورجيها شغلة .
اردفت ام محمد بحنو _ حاضر يا عمرى … هكلم محمود ابلغه واجيبها واجى .
اغلقت معها وهى تنظر للامام بشرود وتفكر في رد فعل تلك الطفلة الجميلة … حاولت الوقوف مجدداً بمساعدة العصا ونجحت تضحك بسعادة ثم خطت بهدوء الى المرحاض لتبدأ يومها برؤية جديدة ونفسٍ راضية مطمئنة .
&&&&&&&
فى الأعلى
استيقظ بدر يفتح عينه بتكاسل فوجد تلك المشاغبة تنام بعمق دافنة رأسها في عنقه ويداها تلتف حول رقبته والأخرى جانبها وساقها تلتف حول خصره والاخرى ممتدة على الفراش .
كالطفلة الصغيرة تماماً في نومها … تنهد بعمق وهو علي هذا القيد الممتع يفكر فيها … يعلم انها تتحمل لأجله ما لم تتحملنهُ صبايا جيلها بأكملهن … يعلم مدى عشقها له الذى يستوطن داخلها فيجعلها تتصرف بأكثر هدوءاً على عكس طبيعتها التى يعشقها … عليه ان يربت على قلبها ويطمئنها على مستقبلهما .
اغمض عينه يتنهد بعمق … الآن فقط يستطيع آخذ قرار بتروى وهدوء ..
لف يتطلع على وجهها الذى يعشقه كعشقه لكل عرقٍ بها … مال يقبلها بحنو ونعومة ويغلق عيناه مستمتعاً فتمللت على أثر قبلته فابتعد يتنهد مردفاً بصوت متحشرج عاشق _ قمرى ! … فيئي حبي .
فتحت عيناها بتكاسل تطالعه وتبتسم له بحب ووجه منير مردفة بصوت ناعس _ صباح الخير .
ابتسم لها بحب وهو يعتصرها بحنو يتنهد مردفاً _ يسعدلي هالصباح وهالقلب .
ابتسمت بسعادة على احتواءه وحاولت النهوض فقيدها بيداه يردف بحب مشاكساً _ هاد مانو عدل يا صبية … ضليت ساعتين ما عم اتحرك وما صحّلي وانتِ بدك تفلى بهالسهولة !!
عادت ادراجها بسعادة تدثر نفسها مجدداً بداخله مردفة وهى تلتف حوله وتغلق عيناها _ لا ما بدى فِل … بدى اضل هون لآخر العمر بس انت يللي فيئتنى .
اعتصرها يضحك بهدوء ويتنهد براحة ثم اردف بشرود _ ئِلّك شغلة !.
اومأت على وضعها تتمتم فتابع هو بحب _ هلأ حاسس حالى فيي آخد أرار .
اخرجت رأسها تتطلع عليه بترقب متسائلة _ قرار ايه يا بدر ! .
مال يقبل جبينها ثم تنهد ونظر سقفاً يردف بهدوء وتروى _ هلأ وضع ريحانة اتغير كتييير … صار فيها تكمل حياتها بشكل طبيعي وفيها تتحرك متلنا … حققت حلمها وبتعتمد ع حالا بكل شغلة … بس هاد ما بيمنع انها هتضل بجاحتنا قمر .
اومأت بتفهم تردف بشرود هى الاخرى _ طبعا يا بدر … ريحانة ملهاش غيرنا .
تنهد يردف براحة وهدوء _ منشان هيك انا رح احقق لها رغبتها بس لحتى ترتاح … رح ننفصل من هالعقد بس بيضل يربطنا رابط قوى بتعرفي هالشي ! .
تنهدت بعمق شعرت براحة تردف بتروى وتعقل لتطمئنه اكثر _ بص يا بدر …. من ناحيتى مافيش اي حاجة هتتغير فى معاملتى مع ريحانة … ريحانة هتفضل صحبتى واختى الكبيرة والوحيدة اللى باقية من عيلة جوزى يعنى ريحانة في عنيا وهعمل اي حاجة اقدر عليها علشان اريحها … يعنى تقدر تطمن من ناحيتى خالص .
زفر براحة وسكينة بعدما طمأنه حديثها ثم طالعها بحب وامتنان واردف _ هلأ ما بقى عندى اي شئ لخاف منه ..
تابع بتروى _ بس بالأول لشوف كيف رح تتعامل مع هالاطراف ورح اساوى يللي بيريحها … بس ضل شغله عم اعتل همها .
تمعنت جيداً متسائلة _ ايه هي يا بدر !! .
تنهد يردف بشرود _ هلأ اذا حصل لا قدر الله ظرف طارئ او اي شئ ما بقى يصحلي احملها متل ما صار امس … صارت محرمة علي … فهمانى .
هزت رأسها تردف باعتراض _ بعيداً عن اي شئ جوايا بس مش معاك ف النقطة دى يا بدر … الاقوى من العلاقات الرابط الانسانى … يعنى رجال الاسعاف والاطفاء واي حد بيساعد حد بهدف انسانى دول عليهم ذنب ! … مستحيل طبعاً بالعكس … امبارح وانت شايل ريحانة ونازل انا مغرتش ابدااا يا بدر لانى شايفة الوضع بعيني … ربنا سبحانه وتعالى سهل الامور علينا … وعايزة اقولك حاجة .
تمعن لها جيداً فتابعت بتروى _ يمكن تفكيري اختلف شوية … ايوة هفضل اغير عليك وجدااا كمان وده حقي ومافيش جدال عليه … بس هكون متفهمة جدااا امتى اغير وامتى اتحكم في غيرتي عليك … هتريث في قراراتى يا بدر وهعرف امتى احكم قلبي وامتى احكم عقلي .
انتفضت فجأة تميل بجزعها عليه وتشير بسبابتها مردفة بنبرة شرسة وقوية _ بس ده ميمنعش انى انتف شعر اي واحدة ترفع عينها عليك او تفكر تقرب مترين منك .
ضحك يهز رأسه عليها ثم عاد يحتويها ويعلوها مردفاً من بين قهقهاته يطالعها بعيون عاشقة راغبة _ لكان حكينا كتير صار هلأ وقت العمل .
ضحكت بأنوثة تطالعه بعيون محبة حالمة ليصطحبها معه الى عالمهما الجديد … ليدللها ويحتويها ويكافئها على حديثها الذى استقر في قلبه قبل عقله .
&&&&&&&&&
فى الاسفل
جاءت ام محمد تتمسك بيد سيدرا الصغيرة وطرقت باب ريحانة بترقب .
بعد قليل فتحت لها ريحانة وهى تقف على الاطراف وتطالعهما بترقب وعيون متعمقة .
اتسعت عين ام محمد بذهول وهى تراها هكذا بينما اردفت سيدرا الصغيرة بعفوية مطلقة وسعادة _ ماما ريحانة انتِ واقفة !!.
ضربة قوية اصابت قلبها الجميل عند نطق لقب ماما من تلك الطفلة فنزلت بنظرها لها تطالعها بعيون لامعة بينما ام محمد اردفت بسعادة _ يا حبيبتى يابنتى … بسم الله ماشاء الله … ركبتيها امتى .
خرجت من دهشتها تتطلع على ام محمد مردفة بفرحة وقلبٍ متراقص _ امبارح خالتى … بدر وقمر اخدونى ع المركز الطبي وركبولي اياهن .
دلفت ام محمد بينما خطت ريحانة بهدوء وهى تتمسك بيد الصغيرة التى تطالعها بتعجب وسعادة وباليد الاخرى عكازها .
جلست بهدوء حتى استكانت وامامها جلست ام محمد تطالعها بدهشة وسعادة .
نظرت ريحانة لسيدرا وابتلعت لعابها تردف بترقب _ حبيبتى سيدرا ! … انتِ قولتى ايه دلوقتى ! .
نظرت لها الصغيرة بحب واردفت بطفولة _ انا فرحانة علشان انتِ مشيتي .
ابتسمت لها بحب وحنو وعناقتها تتنهد وتريد سماع تلك الكلمة مجدداً ولكنها هدأت حالها ونظرت لام محمد مردفة بتساؤل _خالتى مو انتِ سمعتيها لسيدرا شو قالت !!
ضيقت ام محمد عيناها وتطلعت على الصغيرة تردف _ قالت ايه !!! … ماخدتش بالي يا عمرى كنت ببصلك .
اومأت بتفهم تطالع الصغيرة بحب ثم تسائلت ام محمد بترقب _ يعنى كدة خلاص يا بنتى ! … انتِ وبدر هتنفصلوا ! .
نظرت لها ريحانة بتمعن واردفت بتنهيدة _ ضل بس هالشى وبعدها برتاااااح .
تمعنت بها الجارة واردفت بترقب _ طب هو انتِ لو انفصلتى عن بدر ممكن تفكرى ترتبطى بحد تانى وتتجوزى وكدة .
انصدمت ريحانة ونظرت لها بعيون ذاهلة تردف _ شو خالتى !! … لا بنوووب … ما بقى اساوى بحالي هيك … بدى اعيش بسلام .
انتابها الضيق تطالع الصغيرة بترقب ثم نظرت اليها مجددا تردف بتروى _ ليه يا عمرى … ايه اللى ينقصك !! … ست بيت ممتازة … وام رائعة … جميلة ونظيفة وحققتى حلمك وبتشتغلي … فيكي كل اللى عند غيرك واكتر ليه ما ترتبطيش تانى .
هزت رأسها واردفت بتنهيدة _ ما بيكفي كل هاد خالتى … بدى الاقي الحب … وانا بهيك وضع مستحيل بلاقيه … انا ما رح ارتبط شفقة او واجب او عبء … انا بدى حدا يحبنى … بدى اجرب الشعور يللي كنت زمان عم اعطيه … لهيك ما رح اعيدا بنوب لانه ما رح لاقي الحب .
نظرت لها ام محمد بعمق تردف داخلياً ( هناك من احبكِ من نظرته الاولي يا ملاك … هناك من وقع في هواكِ يا جميلة ولن يرى فيكِ نقصٍ بل وجد الكمال ) .
نظرت ام محمد لابنة شقيقها التى انشغلت بهاتف ريحانة مردفة بترقب _ ايه يا سيدرا … مبسوطة ان ريحانة بتمشي !
اومأت الطفلة وهى شاردة ف الهاتف تردف بحب _ ايوة يا عمتو … مبسوطة اوى ان ماما ريحانة وقفت وبتمشي .
انصدمتا الانثتان حيث نظرتا لبعضهما وقد التمعت عيون ريحانة بالدموع مجددا تردف بسعادة _ سمعتى خالة !!! عم تقولي ماما !
اومأت ام محمد بسعادة تردف _ سمعت يا حبيبتى سمعت … انتِ بقيتي بالنسبالها حاجة غالية اوى ….سيدرا محتجاكى يا ريحانة .
نظرت ريحانة لام محمد بترقب وتعجب وقد بدأت تفهم عليها … توترت وزاغت انظارها بعيداً تتطلع على الطفلة مردفة بحنو _ عمر ماما انتِ .
اما ام محمد فقد ابتسمت بخبث ولديها ثقة ان مع الوقت يمكنها ان تقنع ريحانة بشقيقها مستغلة سيدرا قليلاً خصوصاً بعدما رأت الحب في عيناه .
&&&&&&&&
بعد ثلاثة ايام
ظل فيهما بدر حبيس منزله
كان ينزل الى ريحانة ليراها وقد اطمأن عليها بعدما وجدها تتحرك بسهولة مع تلك الاطراف حيث استطاعت تدريب نفسها عليها .
يراها و يجلس معها اثناء حياكتها لبعض الوقت ثم يصعد للاعلى ويظل حبيس غرفته مع تلك المشاغبة التى لونت حياته وانعشت قلبه المتهالك وبعثرت مشاعره بأفعالها .
يتحرك بعض خطوات فقط الى المرحاض الملحق بالغرفة وان اضطر الامر يتحرك حيث باب الشقة ليأخذ اوردرات الاطعمة من العامل ويعود ادراجه سريعاً الى من ملكته كاملاً .
ها هو يجلس متأفأفاً على الاريكة يتابعان التلفاز في غرفة المعيشة … تتوسطه قمر تصب اهتمامها على الفيلم الاجنبي بينما هو يحتويها بحنو وتملك مردفاً بترقب _ قمر … تعى نفوت ع الغرفة … هون كتير ملل .
هزت رأسها تردف باصرار ودلال _ مستحيييل يا بدر … هنكمل سهرتنا لما الفيلم يخلص ومش هنتحرك من هنا خالص … اقولك مش هنام هناك … هنام في اوضتى .
ضيق عيناه يميل عليها ويطالعها بضيق مردفاً _ شووو !!! … لا ما بيصير هالحكى … لساتنى عريس جديد .
ضحكت بخفة تطالعه بعيون عاشقة مردفة _ وانا بحبك اوى يا احلى عريس .
مال يقبل وجنتها بتنهيدة حارة ثم سحب وجهِ ببطء الى عنقها وقد تملكته المشاعر المتفجرة واردف بهمس يغمض عيناه بالقرب من اذنها _ هالكلمة ما بقت تكفي لإلك … بدى ابحث بقاموس العشاق عن كلمة ما حدا قالها قبل .
اغمضت عيناها ومالت عليه بشعور ممتع وارتعش جسدها من همسه باستمتاع فتابع بمشاعر متدفقة _ عجبتنى هالكنباية شو رأيك فيها !! ..
كانت في حالة سكون محلقة بمشاعرها في سماءه بينما هو مال يقبل عنقها وبدأت تستجيب له ولكن قاطع عشقهما رنين هاتفها الموضوع امامها .
اردفت بهمس منتبهة _ بدر الموبايل .
لم يرد ولم يسمع ولم يرى هو في حالة آخرى تماماً بينما هى تململت تردف بترقب _ بدر استنى .
زفر بضيق يسقط على ارض الواقع ثم فتح عينه يردف بعيون حادة وتذمر كالاطفال _ كنتِ طفيتيه قمر متل ما طفيته لموبايلي .
تحمحمت تميل قليلاً وتتناوله فوجدته والدها … نظرت لبدر بعيون متسعة واردفت _ بدر دا بابا .
فتحت الخط واردفت بصوت جعلته هادئاً _ بابا !!! … حبيبي عامل ايه !
اردف ياسر بحدة _ اخيراً فتحتى موبايلك يا قمر !!! … فيه ايه يابنتى … موبايلاتكوا مقفولة والاستاذ قال كلها يومين ويرجع وبقالوا ٥ ايام مجاش ولولا الاكل اللى بتطلبوه وبيجيلكوا انا كنت قولت في كارثة لا سمح الله … انتوا كويسين يابنتى !! .
عضت شفتاها تطالع بدر بخجل لا تعلم ماذا عليها ان تجيب بينما تناول بدر منها الهاتف واردف بتهمل _ اي اخى ياسر كيفك !!
تعجب ياسر من نبرته التى تغلفها السعادة يردف بتعجب _ اخى ياسر ايه بقى ! … انت خليت فيها اخى ولا ابنى ! … فينك يابنى ومختفيين ليه كدة ! .
اعتدل بدر في جلسته ونظر لقمر التى تطالعه بترقب وخجل فأردف _ مو قلتلك كنت تعبان اخى … كان معى برد وما بيصير اجى ع المطعم بهالوقت لحتى ما حدا بينأذى .
تنهد ياسر بتفهم ثم اردف يطمئن _ طيب وقمر كويسة !!! … يعنى ان شالله متكونش اتعدت ولا حاجة ! .
نظر لها بحب يغمزها يعينه مردفاً بخبث _ ايه اخى هاد يللي صار … هى كمان معها برد … وما بيصير نطلع للعالم من هون لحتى نتعافا .
تعجب ياسر واردف بقلق _ يا ساتر يارب … طيب اجيب دكتور واجيلكوا !.
اردف بدر مسرعاً _ لا اخى لا تعتل همنا نحن بندبر حالنا بس بدى اياك تعذرنى ما بقدر اجى من هون لشهر .
بدأ يسعل بخبث وادعاء يتابع _ لحتى ما حدا ينعدا .
اما قمر التى تقهقه عليه بخفوت ثم ضيقت عيناها بتوعد واردفت وهى تلتقط الهاتف من يده _ على فكرة يا بابا بيكدب عليك … هو كان تعبان ودلوقتى هو كويس جدا وانا كمان كويسة … ونفسي اجى اشوفك .
تعجب ياسر واردف بحنو واشتياق _ وانا كمان يا حبيبتى نفسي اشوفك اوى … يعنى انتِ كويسة بجد متقلقنيش عليكي !.
اومأت تردف تحت انظاره المتوعدة _ كويسة جدا يا بابا وهاجى بكرة اشوفك علشان تطمن بنفسك .
تنهد ياسر يردف بحنو وحب _ ماشي يا حبيبتى … هستناكوا .
اغلق معها وتنهدت تضع الهاتف على الطاولة ثم لفت تطالع ذلك الذى يطالعها بعيون ضيقة وتوعد .
ابتسمت بمكر واردفت وهى تنسحب بخبث _ اروح اعملك حاجة تشربها علشان البرد يا بدورى .
كاد ان يكمشها ولكنها ركضت تسرع للخارج وتضحك بصخب وقهقهات عالية وهو يلحقها يردف متوعداً _ تهى لهون قمر والا لا تلومى غير حالك .
وقفت خلف الاريكة بالصالة تجعلها حائل بينهما وهى تهز رأسها مردفة بتمرد وعناد لذيذ وهى تضحك _ هههههه لاء مش جاية … مش قولت اننا تعبانين يا بدر ابعد بقى .
اسرع يتجه اليها فركضت هى الى غرفتها القديمة تصرخ بقهقهات ثم قامت باغلاق الباب مسرعة قبل ان يصل اليها .
اغلقته ووقفت خلفه صدرها يعلو ويهبط بصخب وهو خارجاً يردف بمكر _ قمر افتحيلي هالباب .
اردفت بتمرد وعناد _ لاااء … انا هنام هنا النهاردة … روح نام انت في الاوضة بتاعتك .
تنهد بقوة يردف وهو يضع جبهته على الباب و يحاول استعطافها بمكر _ بدك انام لحالي ! … بتتحملى تنامى بدونى ! .
غضت شفتيها ورق قلبها … لم تعد تستطيع النوم الا داخل صدره واستنشاق رائحته .
تنهدت بعمق تهدأ مشاعرها ثم اردفت بعناد وخبث مماثل _ هجرب يا بدورة … يالا تصبح على خير .
انتظرت رده ولكنه قابلها بصمت … تعجبت تضيق عيناها مردفة بترقب _ بدر ! .
تعالت دقات قلبها من صمته بينما هو اتجه لغرفته ومنه الى خزانته يفتحها ويفتح الدرج الداخلى لها ويخرج منه نسخة مفاتيح للشقة كاملة ثم عاد اليها ومد يده يفتح الباب بينما هى استمعت لصوته فابتعدت تصرخ ضاحكة اما هو ففتح ولحقها … قفزت ضاحكة على فراشها الصغير بقوة منتفضة فاسرع اليها يعلوها ويحبسها بين قبضته مردفاً بخبث وسعادة _ قلتلك لا تلومى الا حالك .
رفعت رأسها قليلاً تقبل جانب فمه بحب وسعادة مردفة بثقة ودلال _ انت حالى وحياتى كلها .
استطاعت بكلمتها ان تآسره وتبدل حالته من التوعد الى العشق ليقف يطالعها بصمت ثم دنا يحملها بين يداه ويتحرك بها متجهاً الى غرفتهما بسعادة .
&&&&&&&&&
في اليوم التالي يقود بدر سيارته وتجاوره قمر مردفة بحماس _ بابا ونادر وحشونى جدااا .
ابتسم يطالعها بحب مردفاً _ ايه عيونى رح تشوفيهن هلا .
وصل امام الباب الخلفي للمطعم وصف سيارته وترجلا سوياً يشبكان كفيهما ويخطيان للداخل .
دلف بدر يردف بصوت رجولي وسعادة _ سلام عليكم شباب .
التفتت العيون عليهما جميعاً وردوا السلام مرحبين بينما اسرع ياسر يعانق قمر التى تركت يد بدر وبادلته تردف باشتياق وحنو _ وحشتنى اوى يا بابا .
بادلها بحب واشتياق يردف _ وانتِ كمان يا قمرى … عاملة ايه .
تحمحم بدر واردف كي يوقفه _ ما بدك تسلم علي اخى ياسر !! .
ابتعد ياسر يطالعه قليلاً ثم تعجب بنظرته يردف بتساؤل _ انت متأكد انك كنت تعبان !!
نظر بدر الى قمر بخبث فأخفضت بصرها ارضاً بينما هو نظر لياسر يردف بترقب _ ايه اخى ليه شو صار !
اردف ياسر بتعجب _ يعنى وشك منور وعيونك بتلمع .
تحمحم بقوة بينما اردفت قمر بحب مدافعة _ اسم الله عليه يا بابا … قول ماشاء الله .
نظر لها بحب يبتسم بينما اردف ياسر بتهكم _ اه بدأنا بقى .
ضحكت بخفوت بينما بحثت بنظرها عن شقيقها متسائلة _ بابا اومال نادر فين !! .
اردف ياسر بحنو وهى يعود لعمله وهما يتبعانه _ فيه فرح واحد صاحبه وراح هو وكام شاب تبعنا علشان يطبخوا هما .
اومأت تردف بهدوء _ كان نفسي اشوفه .
جلست قمر على مقعد جانبي وجلس بدر بجانبها يطالعها بعشق فنظر له ياسر بتعجب مردفاً باستنكار _ انت جاي تعد ! … ما تقوم يالا ابدأ شغلك معايا ! .
نظر بدر لقمر بحب ثم عاد الى ياسر مردفاً بترقب _ ايه اخى تكرم عينك .
وقف يستعد لعمله تحت انظارها العاشقة ثم تطلع يبحث عن مريلته مردفاً بترقب _ وينه المريول تبعي ! .
نادا ياسر بصوت عالى يردف _ يا على !!!
جاء ذلك الشاب يركض ويتطلع على بدر بنظرات لاحظتها قمر جيداً ولم تطمئن له بينما اردف بدر بحنو _ كيفك على ! … كيف والدتك !
نظر له على بترقب ثم اخفض بصره واردف _ نحمد ربنا يا بدر باشا … نورت مكانك .
اردف ياسر بعجلة _ يالا يابنى بسرعة ناول الشيف بدر مريلته وشوف طلباته .
اومأ على وركض يحضر بالفعل ما طلب منه بينما نظرت قمر لوالدها مردفة بترقب _ مين على ده يا بابا ! …اول مرة اشوفه هنا ! .
اردف ياسر بهدوء _ ده شاب غلبان معانا بقالوا ييجي اسبوعين اهو … امه ست مريضة وهو بيشتغل علشان يكفي علاجها .
لم يرتاح قلبها له ولكنها اومأت بضيق تتطلع على بدر بعمق وترقب وهو يرتدى مريلته الذى ناولها على له تحت انظارها المتفحصة بحماية وكأنها بنظرتها تغلفه بجدار واقي من اي مكروه يمكن ان يصيبه .
اما هو فوقف يبدأ في عمله بمهارة ويساعد ياسر الذى اردف بحماس وصوت منخفض _ الزباين هيفرحوا اوى لما يعرفوا انك رجعت .
اردفت من خلفهما تلك الشعنونة بصوت حانق _ فيهم بنات الزباين دي !!
ضحك بدر عليها بين نظر لها ياسر ثم له واردف _ الله يكون في عونك .
ضحكت على والدها وشردت تتابع عشقها الابدى بعيون شغوفة وهو يطهو .
&&&&&&&
عاد سوياً الى منزلهما مساءاً .
وصلا للطابق الثانى فأردف بدر بترقب _ وقفى لحتى نطمن ع ريحانة ! .
طرق الباب ففتحت لهما ريحانة تبتسم مردفة بهدوء _ اهلين …. فوتوا .
دلفا سوياً وجلسا بينما هى تتحرك بحرية وتعود وجلست مقابلة لهما تردف بترقب _ كنت عم انتظركن لحتى احكى معك بشغلة .
ضيق بدر عيناه يعلم ما ستقول بينما وقفت قمر مردفة بتعقل _ طيب انا هستأذن منك واطلع لانى هموت وانام .
نظرت لها ريحانة بترقب ثم اومأت بتفهم واردفت _ تمام حبيبتى تصبحى على كل خير .
اردفت قمر وهى تغادر _ وانتِ من اهل الخير … يالا سلام .
صعدت هى تغلق خلفها بشرود وترقب لعلمها بهذا الحديث الذى ستقوله ريحانة بينما فى الأسفل نظرت ريحانة لبدر بترقب واردفت _ بتعرف شو رح قلك اكيد … وما بقى فيك ترفض بنوب .
تنهد بعمق ثم طالعها لثوانى بصمت ثم اردف بهدوء _ تمام ريحانة … رح ساوى يللي بريحك … بس بدى اخبرك ان ما رح يتغير شى بنوب … انتِ بنت عمى وكل عيلتى وقيمتك عندى عالية … وهاد إشى مفروغ منه .
ابتسمت بحنو مردفة بتنهيدة _ وانت هيك بدِر … بالاساس مافيني ابعد عنكن انتوا صرتوا كل عيلتي … انت وقمر والخالة ام محمد وسيدرا حبيبتى … انتوا عيلتى اللصغيرة وانا مكتفية بيكن .
اومأ بهدوء ثم اردف _ تمام ريحانة … رح ريحك واحررك من هالعقد يللي ظالمك … شوفي الوئت يللي بيناسبك وانا ما عندى مانع .
اردفت بتهمل _ كتير منيح بدر … لكان بكرة بتجيب مأذون لهون وبيتم الامر .
اومأ ينظر ارضاً ثم توقف واردف بهدوء _ شو ما بدك بيصير … تصبحى على خير .
اومأت براحة تردف _ وانت من اهله بدر .
تركها وغادر بينما هى تنهدت براحة واردفت بهمس _ هلأ فيكي تكفي حياتك براحة ريحانة … هلأ اتحررتى .
&&&&&&&&
فى اليوم التالي مساءاً
جاء المأذون الى منزل ريحانة وجاء نادر وياسر ايضاً ليشهدا سوياً بناءاً على طلب بدر .
خرجت ريحانة على اقدامها الصناعية التى تختفي خلف عباءتها الهادئة تردف بهدوء _ سلام عليكم .
ردوا السلام بينما جلس بدر على جهة اليمين من المأذون ويليه ياسر ونادر بينما جلست ريحانة بهدوء على جهة اليسار وتم تقديم الاوراق المطلوبة وهوية كلٍ منهما .
سأل المأذون ريحانة بعض الاسئلة واجابت بكل صدق وراحة فبدأ في اجراءات الطلاق عن تراضي وتم توقيع كل منهما على الاوراق كما تم توقيع الشاهدين معلناً المأذون انه تم تطليقهما شرعاً .
بعد دقائق غادر المأذون وغادرا ايضاً ياسر ونادر ونظر بدر لريحانة بترقب يردف _ ارتحتى هيك يا بنت عمى !
ابتسمت له وهى تتنفس بعمق واردفت _ ايه بدر هيك بدى .
اومأ مبتسماً يردف قبل ان يغادر _ تمام … عن اذنك .
اومات تردف بهدوء _ الله معك .
غادر هو وتركها تجلس تتنفس الصعداء فأخيراً حصلت على الراحة والحرية لتعيش هي بسلام وتتركهما يعيشان دون قيود ومن الان وصاعداً ستسعى للتقدم في مستقبلها .
بينما صعد بدر شقته وفتح الباب يتنهد … دلف واغلق خلفه يبحث بعيناه عنها مردفاً بترقب _ قمر !
خرجت من غرفتهما تطالعه بترقب لثوانى بصمت ثم اسرعت اليه تعانقه وتتعلق برقبته بينما هو لف ذراعيه يحتويها ويرفعها ويدفن رأسه بين خصلاتها يتنهد بعمق ويزفر بقوة .
ظلا هكذا حتى ابتعدت قمر ينزلها ارضاً ثم تطلعت علي عيونه بعيون لامعة وشعور مريح داخلها ولكنها اردفت بحب وتفهم لتخفف من على عاتقه _ ريحانة جزء مننا يا بدر … جزء اساسي من حياتنا … جزء مهم ليك وليا ولاولادنا ان شاء الله .
ابتسمت عيناه قبل فمه وهو يطالعها بعشق ويومئ مردفاً _ معك حق قمرى … معك كل الحق .
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)