روايات

رواية خسوف الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت الثاني والثلاثون

رواية خسوف الجزء الثاني والثلاثون

رواية خسوف الحلقة الثانية والثلاثون

كانت تغار !
حينها لم اكن اُدرك ان الغيرة جمرةُ نار سقطت على قلبِ العاشق فأكتوى وما زال ينبض لها
&&&&&&&&
فى اليوم التالي يقف بدر في مطعمه بعدما اوصل قمر لجامعتها .
ينتظر محمود الذى شارف على الوصول .
جاء محمود بعد قليل وخرج بدر لاستقباله وقد تعرف عليه للمرة الاولي مرحباً به وجلسا سوياً على احدى الطاولات .
طالعه بدر بترقب يردف _ شو بتحب تشرب !.
اردف محمود برتابة _ ولا اي حاجة تسلم … ممكن ندخل ف الموضوع علطول !.
نظر له بدر بترقب واردف _ اتفضل !
تنهد محمود وبدأ بجمع الحديث ثم اردف بتوتر _ انا عارف ان الموضوع اللى هتكلم فيه صعب … بس انا عايزك تسمعنى بصدر رحب … وعلى اساس انك ابن عم ريحانة .
بدأ بدر يستشعر ما جاء به فأومأ له يحسه على الاكمال فتابع محمود _ انت عارف ان اختى صديقة مدام ريحانة … وبتحبها جداً … ومؤخراً سيدرا بنتى اتعلقت بيها جداً وبدأت ترجع لحيويتها تانى بعد ما كانت بتمر بأزمة نفسية صعبة … وانا عرفت من اختى انكوا انفصلتوا من وقت قريب وكنت حابب انى ارتبط بمدام ريحانة على سنة الله ورسوله .
نظر له بدر بعمق وصمت لثوانى ثم اردف متسائلاً _ وين شوفتها لريحانة ! .
نظر له محمود بترقب واردف بصدق _ شوفتها مرة واحدة وقت ما كنت بنقل اثاث اختى وكانت هى بتودعها … بس وقتها مكنتش اعرف انها لسة على عصمتك .
اردف بدر وهو يطالعه بعمق _ وشو هو السبب يللي بيخليك تطلب طلب متل هاد … يعنى ما شفتها غير مرة وما تكلمت معها ولا بتعرف شي عنها كيف فيك تطلب هالطلب !.
تنهد محمود واردف بثبات _ اسمعنى يا استاذ بدر … انا عارف ان مدام ريحانة مسئولة منك … وانك آخر واحد من عيلتها علشان كدة جيت لحد عندك الاول واحترمتك وجاي طالب طلب رسمي ولا هو عيب ولا هو حرام …انا شاري الشخصية اللى اختى كلمتنى عنها وقابل بيها جدا في حياتى … يعنى جاي وقبلها عندى معلومات من اختى عن بعض التفاصيل … فياريت تفكر ف الموضوع بتعمق شوية وتعرفنى قرارك .
وقف محمود على حاله يتطلع لبدر بثقة ثم اردف وهو يمد يده _ اتشرفت بمعرفتك … عن اذنك .
وقف بدر يمد يده له ويومئ وبعدها غادر محمود وشرد بدر في كلامه وفي طلبه المتوقع بالنسبة له منذ امس والذى لم يروق لبدر نظراً لقلقه عليها ولصعوبة موقفه .
&&&&&&&&&
في المساء عاد بدر منزله واثناء عودته رن هاتفه برقم مسجل لديه يحادثه كل فترة .
فتح الخط وشغل المكبر واردف بترحاب وهو يقود _ اهلين شيخ الشباب … فينك يا زلمة ما بقيت تدقلنا !! … نسيتنا ولا شو ؟!
اردف الآخر بامتنان وترقب _ لا ولو اخى بدر .. كيف فيني انساك انت جميلك على راسي … بس اعذرنى كنت مشغول بترتيبات عرسي .
اردف بدر بسعادة لاجله _ ايه كتير منيح لكان الف مبروووك يا مهاب الله يسعدك يا اخى …وامتى العرس !
اردف مهاب بترقب _ بكرة اخى وانت معزوم اكيد … بتجيب مرت اخى وتجي تنورنى في قاعة ***** هون بالمنصورة .
اردف بدر وهو يقود سيارته وينعطف يميناً _ اكيد رح نجى مهاب … الله يتم فرحتك بالخير … وقولي اذا بتحتاج اي شى .
اردف مهاب بشكر وعرفان _ تسلم اخى بدر كيفت ووفيت معي عن جد تسلم .
اردف بدر بهدوء _ مو بيناتنا هالحكى …انت اخى لصغير … يالا الله معك .
اغلق معه واكمل قيادته حيث منزله ..
وصل وصعد الى شقته بعقلٍ شارد دون المرور على ريحانة حتى يشارك الامر مع قمر ويستمع الى رأيها … فتح بابه ودلف .
تجلس في انتظاره في غرفة المعيشة وعندما سمعت صوته خرجت اليه تبتسم مردفة _ حمدالله ع السلامة يا بدري .
ابتسم بهدوء يردف _ الله يسلمك .
تعجبت من رده المختصر على غير عادة واردفت بترقب وهى تقترب _ فيك حاجة يا بدر !.
تنهد واتجه يجلس على الاريكة ثم نظر لها بتردد قليلاً والتفت يردف _ سلامتك حبي .
جلست امامه تضم ركبيتها وتستند بجسدها عليهما تطالعه بشك مردفة _ لاء طبعا فيه يا بدر هو انا تايهة عنك ! … قولي مالك يا حبيبي ومتقلقش … كان عايزك في ايه اخو ام محمد !! .
اطلقت كلماتها العنان لصدره ولعقله المزدحم فأردف _ ريحانة !
اردفت بتعجب _ مالها !
تنهد واردف بحذر _ جاييها عريس !
تعجبت واردفت _ اخو ام محمد !! …
نظر لها بترقب واردف يومئ بحذر _ بس انا مو قابل بهيك شي !
نظرت له قليلاً وقد عصف بها افكار الماضي ثم تريثت قليلاً واومأت بتفهم واردفت _ طيب ايه اسباب رفضك !
انصدم يضيق عينه واردف متعجباً _ شو ! … ببساطة هيك !! .
هزت كتفيها واردفت _ يعنى ايه ببساطة ! … اكيد رفضك ليه سبب منطقي .
تعجب واردف بترقب _ لانه كنتى عم تغيري ..
ابتسمت لتعجبه بها ثم واردفت بصدق _ كنت خايفة يا بدر ومش عارفة مصيري ايه !!! … لكن حاليا ريحانة بنت عمك ولازم تهتم بشئونها … وان انت رفضت ارتباطها بحد يبقى من خوفك عليها ومسئوليتك نحيتها … ولا ايه !!! … انا الاول كنت بغير من وضعى يا بدر … كنت بموت وانا شايفة اللى حواليا بيترجموا حبي ليك على انى زوجة تانية او ضرة … مكنتش متقبلة فكرة انى اتحط ف الخانة دى ابداا يا بدر … دى خانة كانت وجعانى … انما دلوقتى انا متأكدة انك هتعمل اي حاجة في مصلحة ريحانة وفي صالحها خصوصاً في وضعها اللى ممكن يكون نقطة استغلال عند بعض المعاقين فكرياً وممكن اي حد يجرحها ودى الحاجة اللى لا انت ولا انا هنسمح بيها ..
نظر لها بحب واردف بعمق _ كل يوم عم تأكديلي انو قلبي اختار الانسب لعقلي .
ابتسمت بحنو واردفت _ طب يالا احكيلي التفاصيل ومتسبش فتفوتة واحدة .
ابتسم وبدأ يقص عليها اللقاء الذى دار بينه وبين محمود وطلبه
انتهى فشردت تفكر واردفت بترقب _ هو يمكن يكون انسان كويس يا بدر خصوصا انه تغاضى عن جزئية الوضع الصحى لريحانة … ودي نقطة تحسب له … بس كل ده مش مهم … المهم هو رأي ريحانة … وانا اعتقد ان ريحانة صعب جدااا ترضي بس بردو لازم تتكلم معاها يا بدر وتسألها وتعطيها حرية القرار .
نظر لها بعمق واردف _ لهيك ريحانة كانت عم تبكى امبارح … واضح انه الخالة فتحت معها هالموضوع .
اومأت قمر بتذكر واردف _ اممم … ممكن جداً … طيب يا بدر هتعمل ايه !
هز رأسه بقلة حيرة يردف بحزن _ ما بعرف قمر … ما بقدر احكى معها يمكن تنجرح اذا انا حكيتها .
طالعته بعيون عميقة واردفت بقلبٍ متألم وحدة كلما تذكرت _ لانها بتحبك !.
تنهد يقترب منها وتمسك بكفيها ثم اردف بتعمن وهو يتنظر داخل عيناها _ كمان لانها كانت مرتى ومن كام يوم بس انفصلنا … ما بيصير اتكلم بهيك شغلة هلأ واحسسها انه ما كان إلها اي خاطر عندى .
نظرت له وفكرت … معه حق … تنفست بعمق واردفت بهدوء برغم انزعاجها الداخلي _ يبقى استنى يا بدر … استنى شوية وخلينا نشوف الامور هتوصل لفين … يمكن ام محمد تتكلم معاها تانى … واظن ان لو ريحانة هتتقبل الموضوع اكيد هى بنفسها هتكلمك …. وعلى فكرة انا كنت قاعدة معاها من شوية وهى قالت ان ام محمد كلمتها وهتجيلها بكرة لان النهاردة محمد ابنها نزل من شغله ومعرفتش تسيبه … فخلينا نبعد ونشوف الموضوع هيوصل لفين .
زفر بعمق يومئ ثم نظر لها واردف متسائلاً _ انتِ كيف كانت جامعتك اليوم .
ابتسمت تردف بحنو _ كويسة جداً … اليوم كان كويس .
ابتسم عليها واردف بترقب _ ايه جهزى حالك بكرة المسا عنا عرس انا وياكى .
سقفت بيدها بحماس واردف بعيون متسعة _ ايوة بقى … فرح مين ده !
طالعها بعمق وسعادة على شقاوتها تلك واردف بحب _ عرس رفيئ سورى بدو يتجوز بنت من هون … واضح انو بنات المنصورة احتلوا قلب السوريين .
اقتربت منه حتى التصقت به ونظرت لعينه بعمق وعشق ثم مالت بدلال على اذنه ورقبته واردفت وهى تغمض عيناها هامسة _ الحقيقة انو فيه ابضاي سورى وسيم هو يللي احتل قلب وعقل وروح بنت المنصورة .
اغمض عينه بأنفاس متسارعة يستمتع بهمسها وقربها منه فمالت تقبل رقبته بحب ونعومة وابتعدت فجأة تضحك وترجلت مسرعة ففتح عينه وسقط من سحابة مشاعره يطالعها بعيون متوعدة ويردف _ عم تلعبي بالنار يا صبية .
قهقهت بدلال واردفت وهى تغمز له بطرف عيناها وتقف مبتعدة عنه _ تهديدك على قلبي زى العسل .
ضحك بسعادة ووقف يتنهد ويردف باستعداد ويخطو اليها _ لكان خليني انفذ تهديدي .
&&&&&&&&&&
في اليوم التالي صباحاً
جاءت ام محمد لريحانة بمفردها .
فتحت لها ريحانة بلهفة تبحث عن الصغيرة فلم تجدها فطالعت ام محمد باحباط واردفت _ اهلين خالة فوتى .
دلفت ام محمد تطالعها بترقب ثم اردفت وهى تجلس _ عاملة ايه يا ريحانة !
اومأت ريحانة بهدوء واردفت بترقب _ الحمد لله خالتى … ليه ما جبتى سيدرا معك … كتير اشتقتلها .
تنهدت ام محمد بشرود فالصغيرة منذ سمعها لكلام ريحانة الذى ذكرها بحديث والدتها وتركها لها وهى تخشى حدوث او تكرار نفس الشئ لهذا لم ترد المجئ .
اردفت ام محمد بمراوغة _ كنت هجيبها بس كانت نايمة .
نظرت لها ريحانة بشك واردفت _ ولا ما بدها تيجي !
تنهدت ام محمد بعمق واردفت _ بصي يا ريحانة … سيدرا مش زى اي طفلة عادية … سيدرا امها من سنة بالضبط كسرت بخاطرها وكانت دايما تقول كلام صعب لمحمود قدامها ولما البنت اتعلقت فيها وقالتها متسبهاش وتمشي هى قست عليها وقالتلها انها مش عيزاها وسابتها ومشت واطلقت وبعدت عنها … وهى يا حبيبة قلبي دخلت في حالة نفسية صعبة … يمكن كلامك المرة اللى فاتت خوفها …
تنهدت ريحانة بضيق واردفت بعيون لامعة _ يعنى انا ذكرتنا بأمها !!! … يعنى انا جرحتها !
تمسكت ام محمد بكفها واردفت بحنو _ لاء يا حبيبتى … متحمليش نفسك فوق طاقتك … انا عارفة انك مكنتيش تقصدى اي حاجة … ومتقلقيش انا هخلي محمود يكلمها هى بتثق في كلامه وبتسمعله … وهاجبها واجيلك الصبح .
نظرت ريحانة لام محمد بعمق ثم اومأت باختناق فهى لن تحتمل بعد تلك الطفلة عنها بعدما اعطتها وعاشت معها احساس الامومة .
&&&&&&&
عصراً فى منزل سلوى
تجلس ناهد في غرفتها تهاتف زياد عبر الهاتف مردفة بترقب _ ايوة يا زياد … يعنى ان شاء الله اسبوعين وماما واونكل ياسر هيكتبوا الكتاب .
تنهد زياد بضيق واردف بترقب _ طيب وانتِ يا ناهد هتكونى فين !
تعجبت واردفت _ هكون فين يا زياد يعنى ايه مش فاهمة !
اردف زياد بهدوء وتروى _ يا حبيبتى والدتك اكيد هتروح تعيش مع استاذ ياسر في بيته … انتِ وبثينة هتروحوا فين !
تنهدت بعمق واردفت بشرود _ يعنى مفكرتش يا زياد … بس اكيد ماما مش هتقبل تسيبنا هنا ابداً .
اردف بهدوء _ يعنى هتروحوا تعيشوا في بيت استاذ ياسر !!
اومأت بترقب _ بيتهيألي ايوة … لسة مش عارفة … المهم عندى سعادة ماما … دلوقتى هتجوز وانا مطمنة عليها .
انفرجت اساريره واردف بسعادة _ بجد يا نونا هنتجوز !!… امتى بقى يا حبيبتى هتوافقي … خليني اتكلم مع طنط سلوى واقنعها اننا نقدم الفرح.
اردفت تتنهد بعمق _ تمام يا زياد … اتكلم معاها انا معنديش مانع … بس انت وعدتنى انك هتخليني اكمل جامعتى !
اردف بجدية وصدق يوعدها _ اوعدك طبعا ان دراستك هتكون من ضمن اولوياتى يا نونا … ومستقبلك ونجاحك هو نجاحى .
ابتسمت بحب وسعادة واردفت بخجل _ زياد انا بحبك .
اتسعت عينه بذهول وصدمة واردف يتأكد _ قولتى ايييه !! … قوليها تانى يا نونا علشان خاطرى .
ابتسمت بخجل واردفت بهدوء _ لاء مرة واحدة بس … يالا سلام .
اغلقت الخط وعضت شفتيها تبتسم بسعادة وخجل بينما اسرعت تركض للخارج حيث تجلس سلوى وبثينة تتسامران والصغير يلعب حولهما .
جلست ناهد واردفت بترقب _ ماما هو احنا هنيجي نعيش معاكى في بيت اونكل ياسر !.
نظرت سلوى لبثينة التى كانت تحادثها في نفس الموضوع مردفة بتأكيد _ فيه ايه يا بنات !… انتوا مفكرين انى هسيبكوا !! … لو مش مرتاحين قولولي وانا اتكلم مع الاستاذ ياسر ونلغى الموضوع خالص … انا اهم حاجة عندى راحتوا وانا اصلا كنت رافضة لولا انتوا اللى صممتوا عليا .
اردفت بثينة بتعقل _ لاء طبعا يا ماما ترفضي ايه بس … توكلي على الله … انا بس محرجة يا ماما … كدة كدة موضوعى مع مدحت هيتحكم فيه بسهولة بعد المصيبة اللى عملها مع بدر وهو اصلا اتسجن … يعنى هتحرر منه … يبقى خليني هنا انا وآسر ومتقلقيش عليا … بس ازاي هاجى اعيش في بيت عمى ياسر انا وابنى يا ماما … وناهد معايا اهى ومتقلقيش علينا .
هزت سلوى رأسها معترضة بقوة تردف _ مش هيحصل الكلام ده … انا هقوم اكلم ياسر ونلغى الموضوع ده خالص .
وقفت فمنعتها بثينة وكذلك ناهد التى اردفت بهدوء _ استنى بس يا ماما … الامور ابسط من كدة … مش عمى ياسر عنده شقة في آخر دور ! …. ممكن نأجرها منه انا وبثينة ونعيش فيها معاكى … ووقتها هنبقى جنبك ومش هتقلقي علينا وبردو هنكون بحريتنا .
طالعتها سلوى بترقب ثم نظرت لبثينة التى تردفت مؤيدة _ ايوة ده حل كويس يا ماما … نأجر الشقة من عمو ياسر ونكون جنبك بس في شقة لوحدنا .
تنهدت سلوى تفكر لدقائق ثم اردف بترقب _ خلاص خلونى اتكلم مع ياسر واشوف هيقول ايه .
&&&&&&&&
غادر بدر مبكراً من عمله واتجه الى صالون الحلاقة الرجالي ليهندم خصلاته وذقنه استعداداً لحفل زفاف مهاب .
اما قمر فقد ابتاعت فستان محتشم مناسب للحفلة مثلما اخبرها بدر اثناء عودتها هى وناهد من الجامعة وابتاعت معه حجاب مناسب وحذاء رقيق .
عاد بدر مساءاً الى شقته … فتح ودلف يردف بترقب _ قمر !
خرجت من غرفتهما تردف وهى تلتف حول نفسها بسعادة _ بدوري ايه رأيك !
طالعها بدهشة وعيون عاشقة … جميلة حقاً بشكل خاطفٍ للانفاس في هذا الفستان الاسود المتلألئ الذى يظهر قدماها وحذاؤها اللامع … بالاضافة الي حجابها الاوف وايت الهادئ .
اقترب منها يطالعها بتمعن وعمق مردفاً باستنكار _ لشو اسود يا قمر !!
زفرت باحباط واردفت بعدما ضاع حماسها _ يعنى مش عاجبك !! … مهو انا مافيش عندى وقت يا بدر ادور … وبعدين ده الاسود ملك الالوان .
اومأ يتطلع على تفاصيلها بعمق ويردف باعجاب وعشق _ ايه بعرف لهيك قلت … الاسود لابئلك كتير وهاي الشغلة ما بتصير .
ابتسمت بسعادة واقتربت منه تردف بحب ودلال وهى تتعلق برقبته _ يعنى عاجبك ! … بس هو محتشم اهو زي ما طلبت يا بدوري !.
نظر لعيناها بحب ثم ابعدها بحنو ينظر لقدمها في هذا الحذاء ذو الكعب العالي واردف _بس إجريكي باينين قمر ! .
نظرت لعينه بعيون لامعة واردفت بنبرة استعطافية _ بالله عليك يا بدر ما تقول حاجة اصلاً انا هروح واجى في العربية وف القاعة هكون قاعدة مش هتحرك .
تنهد يومئ باستسلام ثم اردف بحب _ تمام حياتى … بس رح فوت ادوش ع السريع والبس واجى .
اومأت بحماس وحب واردفت _ ماشي بس متتأخرش عليا .
بعد نصف ساعة تجلس بجانبه في السيارة تطالعه بغضب بسبب هيأته وهو يبتسم عليها بخبث فأردفت بغيظ _ ممكن متضحكش !.
قهقه يردف بحب _ مو بأيدي قمرى ..
اردفت بحنق _ على العموم انت عارف انى ممكن اعمل مشكلة مع اي واحدة تبص عليك عادى ومش هيهمنى حد .
نظر لها بترقب واردف بتروى _ ما بيصير حبي … هيك انتِ عم تغلطى بحقي … خلينا نعمل الواجب ونروح بسلام .
تنهدت تستعدى الصبر ثم اومأت بضيق واكملا طريقهما الى ان وصلا القاعة وقد بدأ الحفل .
ترجل هو والتفت يفتح لها ويمد يده فناولته كفها الصغير بحب وترجلت تجاوره ..
اغلق سيارته وخطى معها للداخل فالتفتت العيون عليهما باعجاب واضح سواء كانت من الفتيات على بدر او من الشباب على قمر بينما هو يولج وقد شعر بالضيق عندما لاحظ عيون الرجال تطالعها … اراد ان يعود ادراجه بها ولكن نظرة مهاب الذى رأه واتجه اليه اوقفته .
خطى بها يتمسك بكفها بقوة حتى توقف امام مهاب وبادله السلام يهنئه بينما نظر مهاب الى قمر يردف باحترام _ اهلا مرت اخى نورتى .
ابتسمت له بهدوء واردفت بتعقل _ ميرسي والف مبروك .
اتجها يسلما على العروسة وبعدها اوصلهما مهاب الى طاولة منفردة ليأخذا راحتهما .
اجلسها اولاً ثم جلس امامها في محاولة منه لاخفاء ملامحها عن هؤلاء الذين يتطلعون عليها .
كانت نظرته عليهم ثاقبة يطالعهم بحدة فأبعدوا نظرهم عنها اما هى فبرغم رؤيتها للفتيات الا انها تحكمت في غيرتها واندمجت مع فقرات الحفل الا ان دلفت القاعة فتاة يتمسك بيدها شاب في اواخر العشرينات .
خطت الفتاة بعدما سلمت هى وخطيبها على العروسان واردفت بحماس وترقب عندما رأت قمر وزوجها _ قمر !!! … ازيك … ايه الصدفة الحلوة دى !.
نظرت لها قمر بترقب ثم اردفت تحت انظار بدر المتفحصة _ فريدة ازيك ..
وقفت تسلم عليها وفريدة تبادلها ثم عرفتها على بدر الذى يتابع بتمعن مردفة وهى تنظر لبدر بتحذير كي لا يمد يده _ بدر دى فريدة صاحبتى ف القسم .
ثم نظرت لفريدة واردفت _ وده بدر جوزى … بس مش بيسلم على بنات .
اومأت فريدة بتفهم وهى تتطلع على بدر وهزت رأسها ترحب فبادلها بدر بهدوء بينما هى اردفت وهى تتطلع على خطيبها الذى يصب عينه على قمر منذ ان رآها _ وده حسام خطيبي .
ونظرت لقمر مردفة _ ودى قمر صحبتى يا حسام .
مد حسام يده بحماس ليسلم على قمر فأسرع بدر يلطقتها مردفاً بجمود وتصلب _ ما بسلم على بنات ولا بسمح لرجال يسلم ع مرتى .
نظر له حسام بترقب ثم اردف بخبث _ حقك يا استاذ بدر ! .. بس انت سورى مش كدة !
ترك يده ولم يجيب بينما اردفت قمر عندما لاحظت توتر الاجواء حتى لا تخجل صديقتها _ طيب اتفضلوا اعدوا معانا .
نظرت لها فريدة بترقب فأومأت لها غير واعية لنظرات بدر الغاضب .
نظرت فريدة الى حسام الذى اردف بترقب _ اعدى يا حبيبتى مافيش مشكلة .
اتجهت فريدة تجلس بجوار قمر على الجهة الآخرى ويجاورها هذا الحسام الذى يتطلع بخبث على قمر بينما الآخرى بدأت تنشغل مع رفيقتها في الحديث بعدما اخبرتها زميلتها انها جارة العروس .
اما هذا الذى يجلس يتآكله الغضب منذ ان دلف ولاحظ العيون التى تطالعها .
لم يستمتع بأي فقرة في الحفل بل كان يراقب هذا السمج حسام اما قمر فتتحدث مع صديقتها بعفوية وهي تقهقه على امور تتذكرها في الجامعة .
لكزها بدر في كتفها فالتفتت تطالعه ولكن نظرته كانت مختلفة فتوترت واردفت وهى تقترب منه هامسة _ فيه حاجة يا بدر !
مال على اذنها يردف هامساً بأنفاس غاضبة _ لا بقى تضحكى .
ابتعدت تطالعه بتعجب وقد انكمشت ملامحها بينما اخرجت فريدة هاتفها واردفت تشير لقمر بترقب _ قمر تعالى نتصور سوا .
اتجهت قمر اليها تلتصق بها لتسرع الاخرى بالتقاط صورة سيلفى لهما تحت انظار حسام الذى يبتسم بخبث وهو يتطلع على ملامح قمر مما جعل بدر ينتفض و يتمسك بكف قمر بقوة مردفاً بحدة _ يالا بدنا نمشي .
وقفت تطالعه بصدمة مردفة بتعجب _ فيه ايه يا بدر ! .
طالعها بعيون مشتعلة ثم نظر لفريدة واردف بصرامة _ اذا بتريدي امسحى صورة مرتى من على موبايلك هلأ .
انصدمت فريدة وهى تنظر لقمر التى تطلعت على بدر واردفت بترقب وهمس _ بدر ميصحش كدة !
طالعها بعيون محذرة يردف _ وقفى قمر .
نظر لفريدة يحسها على مسح الصورة التى التقطتها الى ان حذفتها بالفعل امامه ولكنه مد يده واردف بغضب وغيرة اصابت قلبه فجعلته كالمجنون _ اذا بتريدي !
وقف حسام يطالعه بغضب مردفاً _ في ايه بالضبط … مش من حقك تمسك موبايل خطيبتى !
نظر له بدر بغضب واردف بتحذير وعيون حادة _ لا تخليني اعلق معك .
صمت حسام لعلمه بفهم بدر له بينما مدت فريدة هاتفها لبدر الذى تناوله وحذف الصورة من سلة المهملات تحت انظار قمر المتعجبة لتصرفاته ثم ناوله لفريدة مجدداً وسحب قمر معه الى الخارج بعدما اشار بيده لمهاب يودعه والآخر تعجب من امره .
خرج معها واتجه يفتح باب سيارته وادخلها بهدوء واغلق عليها تحت صدمتها من تصرفاته بينما التفت يستقل مكانه وغادر بعدها يقود بغضب .
كانت تطالعه بتعجب واردفت بترقب _ بدر فهمنى ايه اللى حصل لكل ده .
يقود بصمت وهو يتذكر العيون التى تفحصتها وهذا الحسام الذى ينظر لما هو من حقه وقد غلى الدم في غروقه فبدأت قبضته على طارة القيادة تبيض من شدة ضغطه عليها .
اسرعت قمر تضع كفها علي يده مردفة بتعجب _ بدر فييييه ايه !!
ضرب الطارة بقبضته بقوة وهو يتوقف جانباً بسيارته ثم التفت يطالعها واردف بقوة _ هاد الحقير كان عم يطلع عليكي … ليه بالاساس قلتلهن يعدوا معنا … وهالفستان قمر قلتلك انو قصير .
تعجبت ونظرت له بصدمة مردفة _ فيه ايه يا بدر !!! … المكان كان زحمة تقريباً علشان كدة قولت يعدوا معانا ! … و مالو فستانى ! … مش ظاهر منى اي حاجة ومحتشم وواسع وحتى دريت شعرى كله تحت الحجاب ومحطتش ميكب كتير يبقى ليه الاسلوب ده ايه اللى حصل !!
طالعها بغيرة ولكنه يعلم انها محقة … لباسها وحجابها وملامحها ليس بهما شئٍ ملفت ولكن طريقتها وضحكتها وعفويتها ملفتة .
زفر باختناق وفك زره الاول يلتفت يتطلع امامه بصمت بينما هى طالعته بتعجب واردفت بعيون لامعة وتساؤل وقد اساءت الظن _ لما انت هتعمل معايا كدة وتحرجنى قدام الناس جبتنى معاك ليه !
اغمض عينه يستمع اليها بينما هى تكمل _ احرجتنى قدام صاحبتى وخطيبها وقللت منى … فيها ايه لما نتصور سوا انا وهى !!.
اشتدت عروق وجهُ واردف يضغط على اسنانه بقوة _ لانه هاد الحقير كان عم يتطلع فيكي بطريقة انا بعرفها منيح … لانه هاد واحد ازعر ولولا خاطر مهاب انا كنت فرجيتوا حاله .
هزت رأسها تردف بتعجب _ يعنى ايه ! … هو عمل ايه !
نظر لها بعمق وعيون متملكة عاشقة واردف ببعض الحدة _ كان عم يتطلع فيكي … ليش بيحقله يطلع عليكي !! … الكل كان عم يتطلعوا عليكي من وقت فوتنا ع القاعة … وانتِ عم توزعى ضحك ع العالم .
قالها مندفعاً بغيرة اعمته وعيون ثاقبة فتعجبت واردفت بصدق وصوت متحشرج _ انت عارف ان ضحكتى كدة يا بدر انا مقصدش حاجة ومعرفش هما بيبصولي ولا لاء … وخطيب فريدة ده انا معرفهوش ومبصتلوش اصلاً ولا اعرف حتى شكله ايه !! … وانا اصلاً ضحكتى ما بتظهرش الا لما بتكون جنبي .
تنهد بعمق وعلا صدره بعشق من كلماتها ونبرة صوتها وحاول تهدأة ثورانه … زفر بعمق ثم التفت يطالعها مجدداً ويردف بنبرة هادئة _ تمام قمر … بعرف انك ما قصدى يللي صار بس ما بقى تعديها … لا تجننيني !.
نظرت له بتعجب وشردت تفكر .!! هل سيصبح هكذا معها ! … لا تعلم ان غيرته نار وان ليس على العاشق حرج فهى مثله واكثر .
تنهدت بعمق وحاولت كبت دموعها ونظرت للامام رافعة رأسها للاعلي تردف بثبات ظاهرى _ تمام يا بدر … يالا نروح .
نظر لها قليلاً … تنهد بعمق يزفر بقوة ثم بعد دقيقة حن لها ثم اردف ممازحاً كي لا يحزنها _ يعنى انتِ بيحقلك تغيري عليّ وانا لاء !!!
تنهدت ثم نظرت له وهى تشبك ذراعيها امام صدرها مردفة بجدية _ فيه فرق بين انى اغير عليك يا بدر وانى اتهمك … انت قولت انى بوزع ضحك ع العالم ! … وكمان اتهمتنى ان لبسي ملفت … مع ان كان فيه بنات بتبص عليك بس انا اتحكمت في نفسي المرة دى علشان ميحصلش شوشرة ملهاش داعي .
مسح على وجهُ بكفيه ثم اردف بنبرة هادئة _ لا تزعلي قمر … انا جنيت وقت اطلعوا عليكي … هدول الزلم انا بعرف نظرتهن منيح … لهيك لا تلومى رجال عاشق اذا بيغير .
انتعش قلبها وهدأت نبضاته من كلمته الاخيرة وطالعها بعيون مترقبة ثم اومأت بهدوء واردفت _ تمام يا بدر حصل خير .
طالعها قليلا ثم مال عليها يقبل وجنتها بحب ويراضيها ثم اردف بحنو مشاكساً _ خلص رح لبسك نقاب .
نظرت له بدهشة واردفت _ بدر ! … مينفعش تعمل كدة ! … وعلى فكرة اللى بيلبسوا نقاب كمان بيتعاكسوا .
اردف بخبث يغمزها _ يا اما النقاب يا قمر يا اما بتلبسي هالتايجر اللى كنتى لابستيه هديك اليوم !!
ضحكت بخفوت ثم طالعته بعمق واردفت بعناد _ بعينك .
مال عليها يردف بحب _ بقلبي .
ابتسم واعتدل يكمل طريقه الى منزلهما بعدما حلا هذا الخلاف قبل ان يتضخم .
اما في تلك القاعة بعدما غادرا نظرت فريدة لخطيبها حسام متسائلة بغضب _ ممكن تفهمتى ايه اللى حصل ده !
نظر لها بخبث واردف _ فيه ايه يا حبيبتى ! … حصل ايه !… لو قصدك على جوز صحبتك المجنون ده فهو اوفر اوى .
طالعته بقوة قليلاً ثم وقفت تردف بحدة _ واللى انت عملته مش اوفر … وعينك اللى كانت عليها !!! … يالا نروح .
نظر لها قليلاً ثم اردف معتذراً _ خلاص يا فريدة اعدى انا أسف مالهاش لزوم العكننة … انتِ عارفة طريقتى ..
تناولت حقيبتها من فوق الطاولة ونظرت له تردف بالقرب من اذنه قبل ان تغادر _ مش كل مرة … ومش دي بالذات وانا ياما حكيتلك عنها .
خطت تسلم على العروسين ووقف هو يتبعها بتأفأف بينما غادرت المكان بصدرٍ مشتعل حقداً وهو خلفها يحاول معها ولكنها كانت قد اتخذت موقفها الحاسم متوعدة .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد

error: Content is protected !!