روايات

رواية خسوف الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم آية العربي

رواية خسوف البارت الخامس والثلاثون

رواية خسوف الجزء الخامس والثلاثون

رواية خسوف الحلقة الخامسة والثلاثون

ف الاسفل جاء محمود مع اخته بعدما ترك سيدرا النائمة في امانة شيماء .
فتحت لهما ريحانة تستقبلهما بترحاب وتوتر فدلفا سوياً وجلسا فوقفت هى تستند على عصاها مردفة _ شو بتحبوا تشربوا .
وقفت ام محمد تردف بترقب _ تعالى اقعدى انتِ اتكلمى مع محمود وانا هجيب المشروب واجى .
اجلستها تحت دهشتها واتجهت هى للمطبخ بينما توترت ونظرت لمحمود بترقب مردفة _ وينها سيدرا !.
فرك اصابعه بتوتر من رهبة الموقف ومن وجدوها امامه ثم اردف _ في البيت نايمة .
اومأت بتفهم ثم اخفضت بصرها ارضاً بينما هو اردف يستجمع الكلمات ولكن انطلقت فجأة _ بصراحة انا جاي اعرض عليكي الزواج .
رفعت نظرها اليه بصدمة فتابع يومئ _ انتِ عارفة ان ده طلبي من فترة وكلمت شيف بدر بس هو مردش عليا … ده غير ان سيدرا محتجاكى معاها جداً … انا عارف حكايتك كلها من اختى وهو ده سبب تمسكى بيكي … يعنى انتِ اي حد يتمنى تكونى من نصيبه … انتِ انسانة جميلة في كل شئ وانا وبنتى فعلاً محتاجينك في حياتنا .
عصف قلبها الهش ونظرت له بتعجب فتابع يبوح _ فكرى كويس تانى وتالت … ولو حتى علشان خاطر سيدرا … انا موافق … انتِ وبنتى بتكملوا بعض … هى بتحبك جدااا ومش عايزة غيرك في حياتها … فكرى فيها وصدقيني عمرك في لحظة ما هتندمى لو وافقتى .
رفعت نظرها اليه تطالعه بعمق ثم تذكرت امراً فتسائلت _ قلت حكيت مع بدر ! .
نظر لها بحزن ولكنه اومأ يردف بهدوء _ ايوة كلمته … وقلتله يعرفنى قراره بس هو متكلمش معايا في الموضوع ده تانى … وبصراحة انا قدرت موقفه وعارف ان كلامه في موضوع زى ده مش سهل بحكم انكم كنتوا متجوزين … بس انا كان لازم اتكلم معاه بما انه ابن عمك .
شردت تفكر قليلاً … اذا بدر على علم بطلبه … تنهدت بعمق ونظرت لمحمود تستمع لكلامته الا ان انتهى فقالت بترقب _ تمام استاذ محمود … انا موافقة .
قالتها فجاءت ام محمد من مطبخها تطلق زغروطة افاق عليها محمود من صدمته وتسائل مجدداً _ قولتى ايه !!!
نظرت له ثم نظرت لام محمد ورأت الفرحة في عيناها فالتفتت عائدة له تردف بتنهيدة وعمق _ موافقة اكون امها لسيدرا .
&&&&&&&&
في اليوم الثانى
نزل بدر الدرج قاصداً مطعمه … فُتح باب ريحانة فالتفت يطالعها ويردف _ صباح الخير ريحانة … فكرتك نايمة !.
تنهدت تطالعه بترقب واردفت _ بدى احكى معك بدِر … اذا بتريد فيك تنادى ل قمر وتيجي .
طالعها بعمق وقد استشعر حديثها فأومأ وعاد ادراجه يردف بتساؤل _ ليه بدك قمر ! .
اردفت بترقب _ لانو بدى ياها تسمع يللي رح اقوله .
اومأ لها بتفهم وبالفعل صعد للاعلى ينادى قمر التى كانت توضب منزلها فاليوم اجازتها الدراسية .
نزلا سوياً بترقب ودلفا وجلسا امام ريحانة التى بدأت تردف بتروى _ ما بدى احكى مقدمات لانو بالاساس انت عندك علم بهالموضوع ..
ضيق عيناه واردف _ اي موضوع ريحانة !
اردفت وهى تتطلع على عيناهما بقوة _ موضوع محمود ابوها لسيدرا … بدو يتجوزنى .
نظرا بدر وقمر لبعضهما فتأكدت ريحانة ان قمر على علم مسبق فتنهدت واردفت _ ليه ما حكيت معى بدِر !! … بتعتئد انى رح افهمك خطأ !!! … انا ولا مرة فهمتك خطأ بدِر من وقت كنا صغار … كنت فهمانة عليك كتير منيح وقت كنت تاخد قرارات غصب عنك لحتى ترضى الكِل … ولحتى ما تجرح حدا منا … لهيك وقت صحلي فرصة بعدت يا بدِر … ولليوم ولبكرا ما كنت هأظهر بحياتك بس يللي صار غصب عنى وكان من خوف امى حليمة عليّ … ووقت اجيت وحسيت عليك عم تعيش للمرة التانية اللى كنت تعيشه زمان صممت ع الطلاق … لهيك لا تحمل ذنبي لانه الغلط عندى من الاساس بدِر … الغلط كله عندى لانه كنت بعرف مشاعرك كتير منيح ومع هيك تغاضيت عنها …
كانت قمر تستمع بصمت تام وقلبٍ معذب من اعترافها بحبه فنظرت لها ريحانة واردفت _ بتعرفي قمر ! … بعمرى ما فكرت انو رح اتلاقى انا وياه مرة تانية … كنت رح كمل حياتى مربوطة بهيك عقد بس ما كان رح يعرف بوجودى … بس ارادة الله كانت غير … هلأ عم شوف الوضع غير … الله اراد انو يعرف انى عايشة لحتى يرجعنى ولحتى انا صمم ع الطلاق ولأتحرر واحرره من هيك عقد ظالم …. الله متل ما عوض قلب بدر بيكي بعد كل هالعذاب كمان ما تركنى وحب يراضيني بالشي يللي انحرمت منه … عرفت سيدرا هون وعشت معها احساس الامومة يللي كنت عم اشتاقله طول حياتى ..
التفتت تطالع بدر وتابعت _ لهيك يا بدِر لا بقى تحس حالك ظالم بنوب … انت كنت الطرف المظلوم وبيّ وعمى كانوا ظالمين بحقك … هنن شافوا سعادتى وبس … لهيك ما حدا فينا ارتاح … وانا هلأ عم قلك انو بعد كل هالسنين ارتاحنا بدر ..
تنهدت بعمق ثم اخفضت بصرها ارضاً ثم رفعت رأسها تطالعهما بعمق مردفة _ انا رح اتجوز محمود … لانه راحتى جنب سيدرا .
نظر بدر لقمر بترقب ثم نظر لريحانة بعمق وتنهد بقوة ثم اردف بتروى _ وانا ما بيهمنى غير انك تلاقي راحتك … انتِ إلك مكانة غالية عندى … لهيك انه تكونى مرتاحة معناتها انا كمان رح اكون مرتاح .
اومأت تتنهد براحة بينما استند على عصاها ووقفت تتجه للداخل تحت انظارهما المترقبة .
نظرت قمر لبدر بصمت وعيناها تتحدث بما سمعته بينما عادت ريحانة تتمسك بمظروفٍ ابيض ثم جلست مجدداً ومدت يدها تناوله لبدر مردفة بترقب _ اتفضل بدِر … هدول المصارى تبع المشغل والماكينات يللي انت جبتها لألي .
نظر لها بتعجب وصدمة واردف معترضاً _ شو عم تحكى انتِ … ما بيصير هالشى ريحانة يللي بيناتنا اكبر من هيك شغلات .
اومأت تردف بثقة _ اكيييد بدِر … يللي بيناتنا علاقة قوية وصلة رحم ما بتنقطع بس هاد حقك وانا من الاول قلتلك انه رح اعتبر هالمصاري دين .
نظر لها يهز رأسه ويردف باصرار _ هالمشغل هدية منى لبنت عمى … وما بقى تحكى فيها .
تنهدت تغلق عيناها بإجهاد ثم تابعت _ منشان الله بدر … انت قلت انو ما بيهمك غير راحتى … وانا ما رح ارتاح لحتى تاخد هدول المصارى … والا رح اترك هالمكينات وما بدى شي .
نظر لقمر التى هزت كتيفها بقلة حيلة بينما عاد بنظره لريحانة بضيق يردف _ لا بقى تعيدي هالحكى ريحانة .
تنهدت بضيق وطالعته لثوانى ثم تابعت بضيق وتوتر _ تمام اذا هيك خدهن واعتبرهن جزء من مصاري هالأطراف وانا رح سدلك الجزء الثانى في اقرب وقت .
التوى داخله بحزن ظهر في عيناه وهو يطالعها فشعرت به قمر بينما هو تابع بنبرة حزينة صارمة _ هدول الاطراف ركبتهن لان كان بدى اشوفك واقفة ع أجرك … وركبتيهن وانتِ مرتى … لهيك لا بقى تعيدي هالحكى … لا تحسسيني انه انا كنت اعتبرك عبء ريحانة لانك بتفهمى علي كتير منيح متل ما قلتى .
نظرت له قليلاً وقد ندمت على اقتراحها هذا هى بالاساس كانت تعلم جيداً انه لن يقبل ابداً .
وقف على حاله ونظر لقمر يردف بحزن _ انا رح اروح ع المطعم … يالا سلام .
غادر بعدها دون اضافة حرف بينما نظرت قمر لريحانة مردفة بهدوء وعتاب لم تستطع مداراته _ ليه كدة يا ريحانة !! … دى اكتر حاجة بدر كان بيسعى يعملهالك بفرحة حقيقية … كان عايز يشوفك وقفة على رجليكي ويومها كان فرحان من قلبه بجد لانك تهميه … معملش كدة علشان يريح ضميره زى ما حسستيه .
طالعتها ريحانة بعمق وقد رأت الحزن في عيناها لاجله فأردفت بترقب _ بعرف قمر … بعرف .
اومأت لها بصمت بينما رن جرس الباب فنظرت لها قمر بترقب ووقفت تتجه للباب تفتحه فوجدت ام محمد ومعها سيدرا التى اسرعت تركض للداخل وتعانق ريحانة بقوة مردفة بسعادة _ ماما ريحانة بابا قال انك وافقتى تيجي تعيشي معانا ف البيت .
بادلتها ريحانة بحب واردفت بسعادة _ ايه يا عمرى انتِ … مبقتش اقدر ابعد عنك .
طالعتها قمر بترقب بينما اردفت ام محمد بحنو _ ازيك يا بنتى عاملة ايه .
ابتسمت قمر لها بهدوء تردف _ الحمد لله يا طنط متشكرة .
طالعت ريحانة واردفت _ عن اذنكوا .
صعد قمر شقتها بينما تنهدت ريحانة وجلست ام محمد تردف بترقب _ مالك يا ريحانة !! … حصل حاجة !
هزت رأسها تردف بهدوء _ لاء خالتى كله تمام ..
&&&&&&&
صعد قمر الى شقتها ثم تناولت هاتفها مسرعة وقامت بالاتصال على بدر الذى كان يقود دراجته بعقلٍ شارد .
توقف على طرف الطريق وتناول هاتفه يجيب _ شو قمر !
اردفت بحنو وحزن _ بدر انت كويس !
تنهد يردف بحنو _ ايه حبيبتى تمام .
اردفت بترقب _ طب تعالى وبلاش تروح المطعم النهاردة !
تنهد بعمق لنبرتها الحنونة واردف _ ما بتأخر بخلص شغلي وارجع بكير ..
اومأت باستسلام تردف _ تمام يا حبيبي … خلى بالك علي نفسك .
زفر يردف قبل ان يغلق _ قمر … بحبك كتير .
انتعش داخلها واردفت بحب _ وانا كمان .
اغلقت معه واتجهت تكمل عمل منزلها براحة بينما هو اكمل قيادته الى المطعم .
&&&&&&&&
فى المطعم يقف نادر وسط الشباب العاملين يباشر عمله فدلف عليه ياسر يردف بوجهٍ منفرج _ سلام عليكم يا شباب .
ردوا جميعاً التحية ورحبوا به وباركوا له ثم نظر له نادر واردف بتعجب _ بابا ! … نزلت ليه بس !
نظر لابنه بتعجب واردف _ وانت مالك !!! …انت فاكرنى عريس ولا ايه ! … نزلت اشوف شغلى انا كبرت ع الكلام ده .
ضحك نادر بخفوت واردف بتروى _ كبرت ايه بس يا حاج ياسر … دانت راجع صغير ٢٠ سنة اهو .
نظر لابنه يردف باستنكار _ انت هتقر على ابوك يا نادر … يا ساتر يارب … طب ياخويا عقبالك … بس اوعى تصغر ٢٠ سنة انت كدة كويس .
تنهد نادر بشرود ثم اردف _ تفتكر يا بابا !! … يعنى بعد تجربتى الفاشلة دى ممكن الاقي واحدة تفهمنى واكمل معاها حياتى مرتاح !
كاد ان يجيبه ياسر ولكن قاطعهما دخول بدر يردف الترحاب وينظر الى حماه بترقب ممازحاً _ اهلين وسهلين بالغالي … وجهك منور كتير اخى .
ضيق ياسر عيناه واردف بتوعد _ دانتوا استلمتونى بقى !! … وبتردهالي يا بدر !… تمام .
ضحك بدر واتجه يسلم عليهما ويردف بترقب _ ولو اخى ياسر … بيحقلك ما لا يحق لغيرك ..
ربت ياسر على كتفه ثم نظر لنادر واردف فجأةً _ جهز نفسك اليومين الجايين عندنا فرحة تانية .
ضيق بدر عيناه متسائلاً _ الله يكتر هالافراح … بس على مين قصدك !
نظر ياسر لنادر واردف _ هنخطب بثينة لنادر .
ذهل نادر يطالع والده بدهشة بينما اردف بدر بأيماءة _ ايه والله عين العقل .
اما نادر فأردف بتعجب _ ايه اللى انت بتقوله ده يا بابا !
اردف ياسر بثقة _ اللى سمعته … انا لمحت لسلوى امبارح بالموضوع … والمرة دى هعمل معاك زى ما عملت مع اختك قبل كدة … لانى شايف اللى انتوا مش شايفينه … او شايفينه ومش عايزين تتكلموا .
نظر لهما نادر بترقب ثم اردف بقلق _ ايه اللى يخليك تقول كدة بس يا بابا … يعنى بيتهيألي بثينة مش هتوافق بكدة !
ضحك ياسر بخفوت بينما اردف بدر بثبات _ هلأ لا تعذبلي حالك واترك هالشغلة على اخى ياسر … هو كتير شاطر بالاقناع .
تنهد نادر وشرد يفكر في امرها … هو بالاساس كان يريد هذا الشئ كثيراً ولكن يمنعه الخوف من الرفض .
&&&&&&&&&
عصراً رن هاتف بدر اثناء عمله .
مسح يده والتقط هاتفه يطالعه فابتسم بحب وابتعدت قليلاً يقف فى ركنٍ ثم فتح واجاب باشتياق _ ايه حبيبتى !!
اردفت هى بلهفة وحب _ وحشتنى .
تنهد بأستمتاع واردف _ وانتِ اشتقتلك كتير .
اردفت بترقب ودلال _ ممكن طلب صغنن !.
ضيق عيناه واردف _ امم ورجيني لكان !
ابتلعت لُعابها واردفت بترقب _ عايزة انزل اشترى حاجة وارجع بسرعة .
اردف بتساؤل _ شو بدك قمرى ! … قولي لي يللي بدك اياه وانا بجيبه لعندك .
اردفت بدلال وهمس مغرى متعمدة _ تؤ تؤ … مش هينفع … علشان انا عملالك مفاجأة بليل … هنزل بسرعة وهاخد بالي كويس … اصلا المكان قريب من البيت مش هحتاج مواصلة هتمَشّى شوية .
تنهد بعمق مردفاً _ اذا هيك فيكي تطلعى بس لا تغيبي … ووقت توصلى ع البيت دقيلي … وديري بالك ع حالك .
اردفت بحماس _ اوكى يا حبيبي … يالا سلام بقى .
اغلقت معه ووقفت تقفز بسعادة كالاطفال وتتجه لغرفتها لتبدل ثيابها وتستعد للذهاب والعودة سريعاً لتحضير مفاجأتها بحماس .
اما هو فتنهد وشرد يفكر في تلك المفاجأة السارة متذكراً مفاجأتها له من قبل ثم اردف يحادث نفسه متحمساً بنبرة منخفضة _ شو هالمفاجأة يللي عم تحضرها هالصبية !! … معقول تعيد هالتايجر ! … اييييه بيصير خير .
ابتسم بحب واتجه يكمل ما يفعله تحت انظار ياسر ونادر اللذان يغمزان لبعضهما ويبتسمان بخبث .
&&&&&&&
مساءاً عاد بدر منزله بحماس .
فتح باب شقته بترقب ينادى _ قمر !
اشتم رائحةً ذكيةً فانفرجت ملامحه وخطى يغلق خلفه … سمع موسيقى هادية رومانسية آتية من غرفته فتتبع الرائحة والصوت .
وقف امام باب غرفته بأنفاس متسارعة وادار مقبض الباب يفتحه بهدوء فوجد اضاءة حمراء هادئة تملأ الغرفة وبعض الشموع متناثرة مع الاركان تعطى رائحة ذكية كلما اشتعل لهيبها .
لف نظره لليمين فوجد طاولة جانبية موضوع عليها شمعدان شموع ووجبة بحرية مطهوة بعناية وموضوعة بشكل رومانسي جذاب .
نظر للامام حيث التخت ذو الشراشف البيضاء والوسائد الناعمة يتوسطه قلبٍ احمر من الورود الحمراء الفواحة وبعد الورود الاخرى متناثرة حولها كالفراشات .
دقات قلبه متسارعة ومشاعر العشق تلتهمه … بحث عنها بعيناه ينادى بصوت متحشرج من أثر المشاعر _ قمر !.
فُتح باب المرحاض وخرجت هى بشكلها وطلتها الرائعة ترتدى فستان اسود قصير يظهر ساقيها الى بعد الركبة من قماش الدانتيل الشفاف وذو اكمام من نفس القماش وفتحة صدر مقوسة وفتحة ظهر طولية … تلتف حول رقبتها قلادة رقيقة يتوسطها بدرٍ مستدير مصنوع من الالماس … خصلاتها طولية ناعمة ملتوية تنسدل على ظهرها تخفيه وبعض الخصلات تتمرد على عنقها الابيض الناعم … تكمل طلتها هذه بعيونها التى تكحلت بطريقة خاطفة للانفاس وشفاهها التى تلونت بلون الكريز فأصبحت قابلة للالتهام … ترتدى في قدميها حذاء ذو اربطة رفيعة مرصعة بالؤلؤ ذو كعبٍ عالي متعمدة حتى تستطيع الوصول لعنقه .
كل هذه التفاصيل رأتها عيناه التى تتطلع عليها بصمتٍ تام وجسدٍ يتحرك لا ارادياً بأتجاهها حتى توقف امامها يطالعها بعشق وانبهار بهذه الحورية التى هي ملكه .
خطت اليه ترفع نظرها اليه وتبتسم وتتنهد بعمق مردفة بأنفاس متسارعة ومرح ودلال _ بردو مش عارفة اوصلك يا بدر .
تنهد بعمق ثم مد يده يحاوط خصرها بتملك وعشق مردفاً بتيه _ كيف وانتِ القمر … مكانك بالسما مو ع الارض .
ابتسمت بحب واردف وهى تضع كيفيها على صدره _ ايه رأيك في المفاجأة ؟! … عجبتك !
نظر لها بعمق يخبرها بعينه عن الاجابة ثم اردف _ برأيك شو !!
اومأت برضا وقد فهمت ثم اردفت _ ارقص معايا !
سحبها بحنو لمنتصف الغرفة وتراقصا اثنانهما على معزوفة الموسيقى الهادئة التى سحرت كلاهما ف ذهبا في عالمٍ آخر تماماً .
وضعت رأسها على صدره تستمع لنبضاته العالية وهى تتراقص معه رقصتها الرومانسية بينما هو يحتويها بتملك وسعادة لبعض دقائق آخريات ثم ابتعدت تطالعه بصمت وهو كذلك … تمسكت بكف يده تسحبه برفق مردفة _ يالا تعالى نتعشى .
جلست وجلس بجوارها يتطلع عليها وهى تتطلع على الطعام مردفة بحماس _ ايه رأيك !
كانت عينه عليها حينما اردف _ مافي جمال متل هيك .
ابتسمت بحب وهى تطالعه واردفت _ انا بقول على الاكل يا بدورى .
التفت يتطلع على الطعام ثم التقطت هى بالشوكة قطعة من الكالميري ومدها الى فمه مردفة بحنو ودلال _ دوق وقول ايه رأيك !
تناولها منها يتذوقها بحب واستمتاع الى ان انتهى فمال برأسيه على رقبتها يزيح بأصابعه خصلاتها ويقبلها بنعومة وتدفق مشاعر اغلقا اثنانهما عيناهما على آثرها .
ابتعدت يلهث ثم اردف بهمس جانب اذنها _ بيشهّي .
تعالت وتيرة انفاسها وتنهدت بعمق تبتعد قليلاً ثم اكملا طعامها سوياً بمشاعر متمكنة منهما الا ان انتها فوقفت تسحبه مجدداً مردفة _ نكمل رقصتنا بقى .
وقف معها يبتسم وبالفعل اكملا اثنانهما رقصتهما الرومانسية وعيناهما منصبة على بعضهما لدقائق الا ان انتهت الموسيقى واستمعا كلاهما الى نبضات الآخر الصاخبة .
اردفت هى بترقب وعشق _ بدر !
تمتم يطالعها بسكون فتابعت _ انا نفسي في حاجة !
ضيق عيناه واردف بحب _ اطلبي شو ما بدك .
تعالت وتيرة انفاسها واردفت بخجل وملامح مترقبة _ نفسي في بيبي … يكون نسخة منك .
طالعها لثوانى بعيون حالمة وعقلٍ شرد في طلبها المكمل لسعادتهما ثم انحنى يلتهم شفتيها في قبلة عميقة وهى تبادله بحب بينما امال قليلاً يحملها بين يديه ويتجه بها الى فراشه ليسقطا معاً وتتناثر الورود مبتعدة ويندمجا هما سوياً في قصة حب كتبت لهما خصيصاً برعاية ضوء القمر عند اكتمال البدر .
&&&&&&&&
في وقتٍ متأخرٍ من الليل .
ينام بدر مستيقظاً يتطلع على سقف الغرفة بشرود وتتوسط صدره قمر التى تعانقه بحب .
تنهد بعمق وسعادة وشعور ممتع يردف _ قمرى !
تمتمت متسائلة فتابع _ بتعرفي كنت عم احضرلك مفاجأة انا التانى … بس رح اقولك نصها هلأ والنص التانى رح اتركه لوقتها .
اعتدلت تستند على جزعها وتطالعه مردفة بحماس طفولي _ ايه هي قول ! .
ابتسم عليها واردف بحب _ ضل اقل من شهرين ع امتحانات آخر العام … وقت بتخلصى امتحاناتك رح اخدك ونطلع عمرة ..
اتسعت عيناها بزهول وسرى داخلها شعور رائع مردفة _ بجد يا بدر !
ابتسم لها بحب واومأ مردفاً _ ايه … من زمان كتير كان نفسي بهالرحلة … كنت عم اتمناها وهلأ رح احققها الي وإلك .
ارتفعت قليلاً تقبل وجنته بحب ثم ابتعدت مردفة بسعادة _ دى احلى مفاجأة سمعتها … يعنى اول ما اخلص امتحانات هنطلع فوراً !
تنهد يردف بترقب وصدق _ هلأ عم دبر مصاري لانه بتعرفي المصاري تبعي سحبتهن لحتى افتح المشغل لريحانة ولحتى اساويلها هالاطراف … كمان اداينت من اخى ياسر بجزء صغير … ان شالله بسدله اياه ورح ابيع سيارتى وبنسافر عطول .
عادت تقبله مرة آخر وتطالعه بحب واعجاب مردفة _ وبرغم كدة مقبلتش تاخد فلوس من ريحانة ! .
هز رأسه وضيق عيناه يردف بتأكيد _ اكييد لانه ما بيصير بنوب … هاي الها حق عليا مو مسألة ضمير او هيك شغلات متل ما هى بتعتئد ..
تنهدت بحب ثم اردفت بترقب _ طيب ايه رأيك لو نبيع عربيتى انا ! … هى كدة كدة من يوم ما بابا جبهالي وهى في الجراچ تحت ومش بستعملها … خلينا نبيعها وخلى عربيتك يا بدر .
تناول رأسها يقبل جبهتها بحب مردفاً _ لا يا حبي يسلموا … هاي هدية ياسر إلك ما بيصير تفرطي فيها … انا بالاساس ما رح اقبل بهيك شى بتعرفي .
اومأت بتفهم ثم اردفت _ خلاص يا بدر تمام … بس هنستعمل عربيتى … انت عارف انى مش بعرف اسوق .
اردف بتروى _ رح اعملك قمرى ورح اطلع لك رخصة قيادة بس انا ما بترك موتورى بتعرفي انا بحبه كتيير .
عادت تضع رأسها على صدره بصمت فهى تعلمه جيداً لن يقبل منها اي مساعدة مالية .
اما هو فشرد يفكر في الجزء الثانى من المفاجأة وكيف سيحضره دون ان يعلمها بأمره ! .
&&&&&&&
بعد مرور اقل من شهرين على الاحداث .
في شقة ياسر
يجلس زياد امام ياسر وسلوى وناهد وبثينة يتحدث معهما في شأن زفافه مردفاً _ قولت ايه يا عمى ياسر ! … رأيك ايه يا ماما سلوى !.
نظرت سلوى لياسر بترقب بينما الاخر اردف _ خلاص يا زياد … توكلنا على الله … وبما انها هتكمل بعد الجواز وانت هتدعمها يبقى مافيش مشكلة … بعد الامتحانات نعمل الفرح ان شاء الله .
نظر زياد الى ناهد بسعادة ارتسمت على وجهُ وضحك يردف _ ايوة بقى هو ده الكلام .
بينما اردفت سلوى بعيون لامعة _ ربنا يسعدكوا يارب … انت ابن حلال يا زياد وتستاهل ناهد بنتى … وانا اضمنلك انها هتكون خير زوجة ليك .
اومأ يردف بحب وهو يطالع سلوى _ انا متأكد من كدة يا ماما سلوى ..
وقف يردف بترقب _ طيب عن اذنكوا انا هروح افرح ماما بالخبر ده …
ودعهما وغادر واوصله ياسر بينما احتضنت بثينة شقيقتها تردف بسعادة _ الف مبروووك يا نونا … هتتجوز يا صغنن .
ابتسمت ناهد بخجل وسعادة بينما نظرت لها سلوى بترقب واردفت _ وانتى يا بوسى … مش ناوية بقى ! … كل ده لسة مفكرتيش !
تنهدت بثينة تبتعد عن شقيقتها وتنظر لوالدتها بترقب ثم اردفت _ لزومه ايه الموضوع ده الوقتى يا ماما ! … خلينا فى حوار ناهد .
عاد ياسر الذى استمع الى حوارهن وجلس يردف بتروى _ قوليلي يا بثينة يا حبيبتى … انتِ ايه مخوفك من الفكرة ! … يعنى الارتباط نفسه ولا نادر ابني !
شردت بثينة قليلاً تفكر … برغم خوفها من خوض تلك التجربة مجدداً الا انها لم تجد من نادر الا كل ود واحترام وتفهم … حينما تلتقي عيناهما تشعر باحتياجه لنفس ما تحتاجه وهو السكينة والراحة … حتى طفلها يعامله بحنان وحب .
نظرت لياسر بترقب مردفة _ لا طبعا يا بابا ياسر مش من نادر … انا اللى كان جوايا رهبة وخوف … يمكن لان تجربتى كانت قاسية عليا وعلى ابنى … لازم افكر مليون مرة قبلها .
اومأ بتفهم مردفاً بتروى _ صح جدااا يا حبيبتى … ليكي حق تخافي … بس صدقيني نادر ابنى عنده مشاعر نحيتك … انا عارف ابنى … هو محتاج لانسانة زيك في حياته … صلي استخارة واللى ربنا يدلك عليه اعمليه … وكفاية اللى راح من العمر … خلينا نتعلم من التجارب الفاشلة علشان ننجح في اللي جاي .
نظرت لوالدتها التى تومئ لها بحنان وكذلك ناهد التى تحسها بعيناها على القبول بينما نظرت لياسر واردفت بخجل _ خلاص يا بابا ياسر … اللى فيه الخير ربنا يقدمه .
&&&&&&&&
في اليوم التالي في شقة ريحانة وتحديداً موعد كتب كتابها على محمود المتفق عليه .
انتهى المأذون من كتب الكتاب
ووقف بدر يردف بترقب وهو يطالع محمود _ محمود كلمة اذا بتريد .
اومأ محمود ووقف معه متجهاً حيث الشرفة … طالعه بدر بترقب واردف بعمق _ اسمع منى شو رح قلك … هلأ انا مو طليقها لريحانة … هلأ انا ابن عمها … ريحانة بتفوت على حياة الشخص بتحييها سواء كانت اخت او رفيقة … لهيك ما رح يصدر منها شئ يزعل حدا بس اذا انت بييجي يوم وبتزعلها او بتجرحها لا تلوم غير حالك .
طالعه محمود بصمت وتملكته الغيرة قليلا فأردف بحدة هادئة _ مش هزعلها … اصلا اوقات الزعل انتهت من حياتها … اطمن .
نظر له بدر بارتياح ثم اومأ واردف _هيك بدى .
نظر الاثنان لبعضهما ثم عادا حيث الجميع رفعت قمر نظرها الى بدر تطالعه بترقب فبادلها يبتسم فاومأت تبتسم ايضاً بينما لف نظره يتطلع على ريحانة التى تنشغل مع سيدرا وام محمد في الحديث .
اتجه يجلس بجوار قمر فمالت عليه تسأله بقلق هامسة _ فيه حاجة يا بدر .
تنهد واردف بصدق وهمس وهو يميل عليها _ كنت عم اكد عليه مايزعلها او يجرحها هى ما بتستاهل هيك .
انتابتها الغيرة ولكنها اردفت متفهمة بنبرة متعمدة _ لازم تطمن عليها يا بدر طبعا مهى مسئولة منك وملهاش غيرنا .
نظر لها بعيون متعمقة عاشقة وقد فهم عليها مردفاً _ معك حق هي مسئولة منا وما إلها غيرنا يا اغلى مافي حياتى كلا .
طالعته بعيون لامعة وتنهدت بارتياح لتأكيده ان حبها في قلبه لن يتزعزع .
&&&&&&&&&&&
بعد عدة ساعات
دلفت ريحانة شقة محمود تتمسك بيد سيدرا بحماية وكأنها هى التى تحتمى بها .
كان محمود يطالعها بعيون نابضة كدقات قلبه … اردف بحنو واحترام _ نورتى بيتك .
اومأت بقلبِ صاخب وانفاس متسارعة ويد تنقبض على يد الصغيرة بقوة غير واعية .
تطلعت للمكان من حولها باعجاب …يبدو انه مجهزٌ بعناية .
تحركت حتى جلست بهدوء وكذلك فعلت الصغيرة بجوارها واردفت بطفولة وحب _ ماما ريحانة انا فرحانة اوى انى هشوفك كل يوم … وفرحانة انك هتفضلي معانا هنا علطول .
ابتسمت لها ريحانة بتوتر ثم جلس محمود بجوارهما يردف بترقب وحب _ وانا كمان يا سيدرا زيك فرحان جدااا ..
توترت ريحانة اكثر واخفضت بصرها بينما وقف محمود يردف بحنو _ هروح اجهز العشا .
نظرت له تومئ بهدوء فخطى هو يحضر الطعام بينما هى جلست تتسامر مع الصغيرة لدقائق بحب وحنو وقد ظهر النعاس في عينيها فتثاوبت بعمق وبدأت تميل علي يد ريحانة .
اردفت ريحانة بحنو _ سيدرا ! …نمتى يا عمرى ! .
كانت قد غفت الصغيرة وهى تعانق ذراع ريحانة بحب وكأنها وجدت امها حقاً بينما اتى محمود من الداخل ينظر لابنته واردف _ هى سيدرا كدة بتنام بسرعة لما بتكون مبسوطة .
اومأت بتفهم ف دنى يحمل صغيرته وخطى بها الى غرفتها … مددها علي فراشها ودثرها جيداً يغطيها ويخطى للخارج بهدوء .
اتجه يحضر صينية الطعام ثم عاد ووضعها امام ريحانة على الطاولة يردف بحنو _ يالا يا حبيبتى علشان ناكل مع بعض .
توترت من كلمته ونظرت له بتعجب ثم اردفت _ يسلموا … ما الي نفس .
ابتسم بهدوء وجلس بجوارها فتوترت فطمأنها مردفاً بحب وحنو وهو يطالعها بعمق _ ازاي بس هينفع اكل من غير ما تاكلي معايا !!
احمر وجهها خجلاً واردفت بتوتر _ تمام رح اكل .
اتسعت ابتسامته وبدأ بالفعل في التقاط الاطعمة يناولها تارة لتأكل فتتوتر وتخجل فيتحدث في امرٍ خاص بابنته لتتناسى توترها هذا الذى يبدو انه سيعشقه .
انتها اثنانهما ووقف هو يدلف صنية الطعام فتوقفت هى ايضاً بهدوء مستندة على عصاها المساعدة للاطراف وظهر عليها الارتباك فأتى يطالعها ويردف بترقب _ محتاجة حاجة !
تحمحمت واردفت بتوتر _ بدي اغسل ايدي اذا بتريد .
اومأ وتحرك وهى خلفه تخطى بهدوء حتى وجهها للمرحاض فشكرته وتركها عائداً ليعطى لها راحتها .
دلفت واغلقت خلفها ثم توقفت امام المرآة التى تعلو الحوض … تطالع هيأتها بتعجب … وكأنها تحلم … تنهدت بضيق واردفت لنفسها _ ما بيصير هيك … بدك تحطى النقط ع الحروف من هلأ ريحانة … بدك تحكى معه انتِ لشو قبلتى بهالزواج .
زفرت بقوة ثم فتحت صنبور المياة واغتسلت ثم عادت للخارج حيث يجلس هو ينتظرها .
جاءت وجلست بهدوء شديد تتطلع عليه بتوتر فلاحظها واردف _ قولي اللى انتِ عيزاه يا ريحانة .
تعجبت من فهمه لها واردفت بهدوء _ احم ايه استاذ محمود بدى احكى معك بشغلة .
اومأ يردف بتفهم وتروى _ اولا انا محمود وبس مافيش زوجة بتقول لجوزها استاذ ! … ثانياً احكى اللى انتِ عيزاه انا سامعك .
اومأت بتوتر وسحبت شهيقاً قوياً مردفة _ انت بتعرف لشو انا قبلت بهالعقد … بتعرف ان لولا سيدرا ما كنت عملتها مرة تانية بنوووب … بس لانو انا كتيييير حبيتها قبلت بهالزواج … قبلت لانى ما قدرت اكون سبب في تعبها وصدمتها متل ما صار … قبلت لان انا بدى اعيش معها احساس الامومة اللى ما اراد الله انى اعيشه من قبل … بس من وقت شوفتها لسيدرا وانا عم عيشه معها … لهيك بدى منك ما تخلط الامور ببعضها وخلينا نتفاهم بهالمسألة اذا بتريد .
اومأ بتفهم … هو بالاساس يعلم جيداً ما ستقوله … وقف على حاله واتجه يجلس بجوارها فارتعش جسدها وحاولت التملل فهدأها يردف بحنو _ اهدى متقلقيش .
نظرت له بترقب ووجهٌ يضخ خجلاً فابتسم بطمئنها ويردف _ انا عارف ومتأكد انك وافقتى على جوازنا فى الاول وفى الاخر علشان سيدرا … ودى يخليني ممتن جدااا لبنتى انها جمعتنى مع الانسانة اللى حركت قلبي بعد ما غيرها دمرته .
بالنسبالك ده عقد شفوى علشان احساسك بالامومة بس بالنسبالي هو انتصار وتحقيق حلم يا ريحانة ..
تنهد بعمق يتابع بعيون صادقة قاصدة عيونها تماماً _ انا من اول مرة شوفتك لما جيت عند اختى وانا عقلي متوقفش لحظة عن التفكير فيكي … وقتها مكنتش اعرف انك لسة على زمة بدر … ولما عرفت لعنت نفسي واحساسي لان فيه احساس جوايا نمى ناحيتك غصب عنى .
زفر يسترسل بتعمن _ عرفت من اختى حكايتك كاملة وقتها حبيتك اكتر … عارفة ليه يا ريحانة ؟! .
كانت تستمع له بذهول وصدمة تميل برأسها كأنها تحلم فتابع _ لان كل حكايتك فيها اكتر صفتين انا محتاجهم … التضحية والوفاء .
هز رأسه عندما لاحظ تعجبها يتابع _ ايوة يا ريحانة … انا كنت محتاج اوى حد زيك في حياتى … انا محتاج اخلاص مش غدر … وانتِ ابعد ما يكون عن الغدر … علشان كدة انا عايز اقولك انى حابب وجودك هنا … ومش منتظر منك اي شئ ليا بس اسمحيلي احبك زى ما انا عايز حتى لو انتِ مش هتبادليني نفس الاحساس حاليا بس انا عندى ثقة انى هقدر اغير رأيك …
كانت في حالة صدمة تماماً وذهول كأنها داخل مشهد تليفزيونى بينما هو يتابع _ انتِ هنا اتصرفى زي ما تحبي … اعتبري بيتي مملكتك وعيشي فيها زى ما انتِ عايزة … حلمك حققيه وامومتك عشيها مع سيدرا وانا هنتظر بفارغ الصبر اليوم اللى قلبك هيحس بيا فيه ومش هضعف يا ريحانة ولا هضغط عليكي بأي شكل .
مد يده يلمس كفها فرتعشت بصدمة بينما هو ابتسم بحنو يربت عليه مردفاً _ اطمنى .
وقف على حاله ثم دنى يطبع قبلة مفاجاة على جبينها ثم اعتدل يردف _ تعالى معايا اوريكي اوضتك .
رفعت نظرها اليه بصدمة افقدتها النطق فاومأ لها يمد يده … ظلت تطالعه لثوانى ثم مدت يدها له بحرج ووقفت بترقب فرفع يدها الى فمه يلثمها بهدوء ونعومة ارعشت جسدها كاملاً … تنهد وتحرك بها الى غرفة مجاورة لغرفة ابنته .
فتحها واردف يشير بيده _ اتفضلي .
دلفت بينما هو توقف على حافة الباب يردف بحنو وسعادة _ تصبحى على خير … ولو احتجتى اي حاجة نادى عليا .
اغلق الباب وتركها في صدمتها ونبضات قلبها المتسارعة والعالية كقرع الطبول تعيد كلماته في رأسها وتفكر ( هل يمكن ان يحبكِ احدهم يا ريحانة !!! هل حدث ذلك حقاً !! … ولكن متى وكيف ! )
&&&&&&&&
بعد يومان بدأت امتحانات قمر التى كانت تنشغل مؤخراً بالمذاكرة جيداً وكان بدر يساعدها في ذلك بشكلٍ كبير ويدعمها حتى استطاعت تصفية ذهنها وصبت اهتمامها على ما هى قادمة عليه .
بدأت هى وناهد سوياً الامتحانات التى دامت لاكثر من ثلاثة اسابيع .
عادت قمر برفقة ناهد من جامعتهما بينما اثناء طريقهما اردفت قمر بحماس _ ياااااه اخيراً يا ناهد هنام براحتى .
ابتسمت ناهد بسعادة واردفت _ يا بختك يا قمر … انتِ هتنامى انا لاء … لازم اجهز حاجات كتير علشان الفرح .
تنهدت قمر واردفت بغضب _ على فكرة انا زعلانة منك ! … علشان هتجهزى تحضيرات فرحك من غيري .
انكمشت ملامح ناهد واردفت بعتاب _ متفكرنيش يا قمر لان انا اللى زعلانة … كدة بردو تسيبي صاحبتك الانتيم في ايام فرحها وتسافري !.
حزنت ملامح قمر وتذكرت ثم اردفت بأسف _ غصب عنى يا نونا انتِ عارفة ان بدر لما جهز للسفر مكانش يعرف انكوا حددوا الفرح الايام دى … على العموم يمكن مبقاش معاكى ف التحضيرات بس اكيد هكون معاكى في الفرح .
اومأت لها ناهد بابتسامة هادئة تردف _ خلاص يا ستى مسمحاكى … وبعدين رحلة العمرة متتعوضش … تروحوا وترجعوا بالسلامة ..
ابتسمت لها قمر واردفت بحب _ الله يسلمك يا نونا …
رن هاتف قمر فتناولته ونظرت له بحب ثم فتحت الخط تردف بترقب _ حبيبي ! .
اردف بدر متسائلاً بحب _ ايه حبي … خلصتى !
اردفت بتنهيدة وارهاق _ اااه يا بدر اخيراً هنام براحتى .
ابتسم بحب واردف بترقب _ خير حبي … لكان روحى ع البيت ادوشي ونامى لحتى ارجع المسا .
اردفت بارهاق _ تمام يا حبيبي … متتأخرش .
اغلقت معه واكملت حديثها مع ناهد الا ان اوصلتهما سيارة الاجرة .
صعدت قمر شقتها ودلف تغلق خلفها ثم خلعت نعليها باهمال واتجهت لغرفتها ثم القط بثقلها على الفراش تتمدد عليه وساقيها متدلية للاسفل تتنهد بعمق وبدأت عيناها تغلق ولكنها وعت على حالها فعتدلت تقف وتتجه لخزانتها تلتقط منها منامة حريرية ثم خطت للمرحاض لتأخد حماماً سريعاً وتعود .
بعد دقائق خرجت تجفف خصلاتها بالمنشفة ثم اتجهت دون اضافة شئ الى فراشها وتمددت ونامت سريعاً من أثر الاجهاد .
مساءاً عاد بدر من عمله ودلف يتطلع حوله بترقب … اتجه يضع ما جاء به في المطبخ ثم اتجه لغرفتهما ينظر بها فوجدها تنام بعفوية محتلة الفراش بأكمله بوضعيتها الطفولية هذه .
ابتسم عليها واتجه هو الآخر للمرحاض …
خرج بعد دقائق يرتدى مأزره الابيض ويتجه اليها بحماس … لقد اشتاق اليها فمذ اسابيع ابتعد عنها بمشاعره مجبراً حتى تصب تركيزها واهتمامها في امتحاناتها .
عدل وضعيتها وتمدد بجوارها يعانقها باستمتاع وبدأت مشاعره تدفق وهو يشدد من عناقها ويقبل رقبتها بنعومة بعدما ازاح خصلاتها .
اما هى فتململت بين يده والتفتت تلف يدها على رقبته بنعاس بينما هو طالع ملامحها الجميلة وقرب وجهُ حتى لامس وجهها وبدأ يقبل عيناها بهدوء وحب نزولاً الى انفها فارتعشت وابعدت وجهها فجأة تطالعه بملامح منكمشة ونعاس مردفة بصوت متحشرج _ بدر ! … بتعمل ايه !!
ابتسم عليها واردف بحب _ اشتقتلك .
ابتسمت بهدوء واردفت _ وانا كمان .
عاد ليقبلها ولكنها ابعدته تتنهد بضيق مردفة _ بدر استنى .
توقف يضيق عيناه ويطالعها بترقب متسائلاً _ شو صار قمرى ! ..
اردفت بنعاس وملامح منكمشة _ زهقانة وعايزة انام .
تنهد بتعجب يطالعها ثم سحب رأسها يعانقها داخل صدره مردفاً بحب _ خلص حبي اذا بدك نامى .
كادت ان تغلق عيناها ولكنها فجأة شعرت بالضيق فابتعدت تتململ من بين يده مردفة _ بدر ابعد شوية ! .
ابتعد متعجباً يطالعها بتساؤل مردفا ببعض الحدة _ شو في قمر ! … غريبة انتِ اليوم !
تنهد وقد التمعت عيناها والتوى فمها كالاطفال واردفت _ انت بتزعقلي !!
دهش من طريقتها الغريبة ولكنه مد يده يسحبها مجدداً ويعانقها مردفاً _ روقي حبيبتى … ليه هيك غريبة انتِ ..
اخرجت رأسها من بين صدره تطالعه بغضب وتمرد مردفة _ غريبة ! … ازاي ياعنى !! … مبقتش عجباك يا استاذ بدر ! … خلاص لو مش عجباك طلقنى !.
صدمة اصابته واتسعت عينه يطالعها بصمت بينما هى طالعته قليلاً بدهشة من نفسها ثم دفنت رأسها مجدداً في عنقه وقررت ان تهرب من عيناه ومن حديثها الغريب الذى لا تعلم له سبب …

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خسوف)

اترك رد