رواية سأنال مرادي الفصل السابع عشر 17 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الفصل السابع عشر 17 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الجزء السابع عشر
رواية سأنال مرادي البارت السابع عشر
رواية سأنال مرادي الحلقة السابعة عشر
عادت نور لمنزل والدها مرة أخرى، تمشي مستندة على هنا التى لم تتركها لحظة واحدة ، دخل ورائهما مراد ، بكت بكاء شديدا عندما دخلت المنزل، إحساسها بالوحدة قاتل ، إحساس دخولها المنزل ولا يوجد به والدها ووالدتها يشعرها بالكسر والقهر.
أجلستها هنا على أقرب مقعد لكى تستريح قليلا.
هنا: بتعيطى ليه دلوقت؟
نور بدموع: بابا وماما وحشونى أوى.
تقطع قلب مراد من نبرة صوتها ودموعها الكثيرة، فهو يلام كثيرا على ما وصلت إليه الآن، الفترة الماضية عوضها عنهما ولو قليلا، على الأقل لم تشعر بهذه الوحدة التى تشعر بها الآن.
مراد بحزن: ربنا يرحمهم.
الكل: آمين يارب.
مراد : قومى ارتاحى فى أوضتك شوية وهنزل أجيب لنا أكل عقبال ما بابا وجدى يوصلوا.
نور: مكنش ليه لزوم يجوا.
مراد : عاوزين يطمنوا عليكى بنفسهم، و خلاص هما وصلوا ومروان بيجيبهم من المطار.
نور: تمام.
مراد : أنا هروح أجيب لك حاجاتك من عند بيت…..
سكت مراد احتراما لوجود هنا، أحست هنا بإحراج من عائلتها وما فعلوه معها ولكن لا يهم الآن، المهم أن نور على ما يرام.
قامت نور ببطء وإرهاق، ثم اقتربت من مراد وتحدثت معه بصوت منخفض حتى لا تحرج هنا أكثر من هذا.
نور: بعد إذنك بلاش تتكلم مع حد فيهم هناك.
مراد باستغراب: يااااه، بعد كل اللى عملوه معاكى.
نور بابتسامة: معلش عشان خاطر ماما.
مراد: أنت طيبة أوى يا نور، متقلقيش أنا كنت هخلى البواب يجيب الشنطة مش هطلع.
نور ناظرة لهنا : تعالى يا هنا خلى مراد يوصلك معاه.
هنا رافضة : لا، أنا مش هسيبك لوحدك.
نور بهدوء: اسمعى الكلام ، الوقت اتأخر.
هنا: متحاوليش.
تنهدت نور لعدم وجود فائدة من حديثها معها.
مراد : على العموم أنا مش هتأخر، هخلص وآجى أوصلك.
نزل مراد كى ينجز ما وراءه، نظر فى هاتفه فلم يجد أى اتصال من زوجته فاتصل هو بها.
مراد: أيوة يا سوزان، عاملة إيه؟
سوزان: الحمد لله يا حبيبي، عامل إيه؟
مراد : تمام، روحتى؟
سوزان : في الطريق أهو.
مراد : طيب أنا احتمال أتأخر شوية النهاردة ، بلاش تستنينى.
سوزان باستغراب: ليه كده؟ فى حاجة؟
مراد : لا بابا وجدى وصلوا.
سوزان: غريبة ، أول مرة.
مراد: مفيش، جايين يشوفوا نور، وهيباتوا فى بيت عمى أحمد.
سوزان : أوك .
مراد: سلام.
سوزان لنفسها: يشوفوها ليه؟ دى لسه كانت عندهم من أسبوع، يلا مليش دعوة ، المهم إنهم مش هيجوا عندى، ده أنا هموت وأنام.
عند خال نور
عادوا جميعا من المشفى بعد أن وضعت يد هيثم فى الجبس.
هيثم متألما: آآآه يا دراعى، آآآه.
إيمان : اسكت بقى وجعت دماغى.
هيثم : أنت السبب بخطتك الفاشلة دى.
إيمان : وأنا كنت أعرف منين إن سى مراد ده هيطب علينا فجأة.
محمد : أموت وأعرف عرف منين؟ وإيه اللى جابه فى التوقيت ده بالذات؟
هيثم: مش محتاجة تفكير يعنى، مراتك ساحبة تليفون نور، فأكيد اتصلوا عليها وقلقوا لما مردتش عليهم.
محمد : يا خوفى من أهلها فى البلد، أنا متهيألى هيكسروا الباب ويخلصوا علينا.
إيمان: ليه خط الصعيد ولا إيه؟ وبعدين هى سايبة دى البلد فيها حكومة.
محمد : اسكتى اسكتى وقومى جهزى حاجتها خلينا نخلص من الهم ده، إلا صحيح هى هنا فين؟
فى سيارة مروان
وصل الحج عمران ومعه عاصم وزوجته كريمة التى أصرت أن تأتى لكى تطمئن على نور فهى تحبها مثل ابنتها.
مروان : حمد لله عالسلامة ياحج، نورت يا عمى، نورتى يا طنط.
عاصم: تسلم يا ولدى.
كريمة : الله يخليك يابنى.
الحج عمران : طمنى على نور، كيفها؟
مروان مطمئنا: زى الفل والله، ورجعت البيت.
كريمة بفزع: بيت خالها؟
مروان: لا بيت والدها.
عاصم بانفعال: خالها ده أنا ليا تصرف تانى معاه.
مروان: خلاص ياعمى مراد قام بالواجب.
الحج عمران: المهم نطمن على نور.
تجلس هنا فى غرفة والدها ووالدتها، تنام مكانها، مسندة رأسها للوراء، مغمضة العينين، حابسة دموعها داخل عيونها، تفكر فيما حدث وسيحدث، ماذا سيكون ردة فعل أهلها؟؟
دخلت هنا عليها بهدوء، ومعها الطعام الذى أحضره مراد وحقيبة ملابسها، وجدتها هكذا فظنت أنها نائمة.
هنا بهدوء : نور، نور، أنت نمتى؟
فتحت نور عيونها، فانطلقت دموعها أنهارا، مسحت دموعها، واعتدلت فى جلستها.
نور: تعالى يا هنا، أنا صاحية.
هنا: مراد جاب لك الأكل والهدوم، قومى كده تاكلى الأول وبعد كده خدى دش عشان تفوقى.
نور: لا أنا هاخد دش الأول، مش عاوزة جدى وعمى يشوفونى كده .
هنا: أنت زعلانة منى؟
نور: أنا أزعل منك؟ أنت اللى أنقذتينى، لولاكى كان زمان المأذون دلوقت بيكتب الكتاب، الحمد لله ربنا ستر.
هنا: الحمد لله.
نور: يلا ساعدينى أدخل الحمام.
بعد فترة
وصلت عائلة نور عندها فى المنزل، دخل الحج عمران وعاصم ولم يسلما على مراد، نظرا له نظرات لوم وعتاب على كل ما حدث، أما والدته فقد سلمت عليه بحرارة شديدة.
مروان لمراد: الله يكون فى عونك، دول على آخرهم منك.
مراد بحزن: حقهم، مقدرش ألومهم.
مروان: طيب همشي أنا بقى عشان ياخدوا راحتهم فى تهزيقك.
مراد: مش فايق لك والله، بقولك إيه ممكن توصل هنا معاك؟
مروان: آه طبعا.
نزلت هنا مع مروان بعدما اطمأنت على نور قليلا، خرجت هنا وسلمت على الجميع الذين شكروها على ما فعلته مع ابنتهم، نزلت مع مروان تصاحبها دعوات كريمة بالستر وصلاح الحال.
هنا بخجل: حضرتك عارف الطريق؟
مروان بابتسامة: آه حضرتى عارف.
هنا: معلش هتعبك.
مروان: ولا تعب ولا حاجة، إحنا فى الخدمة.
هنا باقتضاب: متشكرة.
مروان : قولي لى بقى أنت دراستك إيه؟
هنا: أنا فى آخر سنة فى كلية تجارة.
مروان: الله، زى برده، أنا خريج كلية تجارة.
اكتفت هنا بابتسامة بسيطة.
مروان: ناوية تشتغلى بعد لما تتخرجى ؟
هنا: إن شاء الله.
مروان: خلاص وظيفتك عندنا فى الشركة.
هنا: شكرا لحضرتك.
مروان بمشاكسة: ما بلاش حضرتك دى، إحنا بقينا قرايب أهو.
هنا : ممكن أنزل هنا خلاص البيت آخر الشارع.
مروان : بسرعة كده، استنى هوصلك لحد البيت.
هنا: لا بلاش عشان ميحصلش مشكلة فى البيت.
مروان : تمام، أنا سعيد جدا بمقابلتك النهاردة.
فهمت هنا مغزى كلامه : أظن الظرف النهاردة مش مناسب أبدا لحالة السعادة دى.
مروان بإحراج : احم، عندك حق.
هنا وقد أحست بإحراجه: متشكرة مرة تانية، تعبتك معايا.
مروان بابتسامة عريضة: تحت أمرك.
صعدت هنا منزلها وهى فى قمة التوتر والخوف مما سوف تلاقيه عند أهلها.
إيمان بسخرية: أهلا أهلا، ما لسه بدرى يا أستاذة، تليفونك مقفول ليه؟
هنا بثبات زائف: إزيك يا ماما؟ معلش التليفون فصل.
إيمان: واتأخرتى ليه؟
هنا بتوتر : ما أنا قلت لك هخرج مع صحابي، مالك ؟ والبيت ماله هادى ليه؟
إيمان : هادى؟ آه ياختى هادى، تعالى اقعدى لما أحكى لك اللى حصل.
عند نور وعائلتها
خرجت نور كى تسلم عليهم، الإرهاق والتعب والحزن على وجهها، جرت على جدها تحتضنه بشدة، لأول مرة نرى دموعا للحج عمران، قلبه يتقطع على حفيدته، يحتضنها كأنه يخشى أن تضيع منه، خرجت من حضنه لحضن عمها لأول مرة تشعر بحنانه وخوفه عليها، فهو برغم قسوته وشدته إلا أن بداخل قلبه حنانا كبيرا ، ثم أخذتها كريمة بين ذراعيها بحنان أموى حقيقى، كانت الدموع مسيطرة على الموقف، أخذوا وقتا طويلا حتى يهدأوا جميعا، أما مراد فكان يقف وعلامات الخزى والخجل على وجهه ، نظرات اللوم والعتاب تخترقه من الجميع.
بعد فترة هدأ الجميع وبدأوا يتحدثون فيما هو قادم.
نور: الحمد لله والله أنا كويسة.
الحج عمران : الحمد لله يابنتى، ده آنى كنت هموت من الجلج عليكى.
نور مقبلة يد جدها: بعد الشر عنك ياحبيبى.
عاصم بحدة : ما لو كان معاكى راچل ياخد باله منك مكنش ده حصل.
أخفض مراد رأسه فى الأرض ولم يعقب على كلام والده.
نور مدافعة : يا عمى، ده لولا مراد معرفش كان ممكن يحصل لى إيه.
عاصم: لا يا بنتى، هو غلطان وعارف إنه مجصر في حجك.
مراد : عندك حق يا حج.
الحج عمران منهيا الحوار: خلاص عاد، مفيش فايدة للكلام ده، لازمن نفكر هنعمل إيه؟ ونور هتجعد فين الفترة اللى چاية؟
نور : بعد إذنك يا جدى، أنا هقعد هنا فى بيتنا.
عاصم بحدة: لوحدك.
نور: يا عمى، مش هيحصل حاجة، يعنى أنا استفدت إيه بالقعدة مع الناس.
عاصم: تجومى تجعدى لوحدك.
نور: إن شاء الله مش هيحصل حاجة.
عاصم بعصبية: افرضي الواد جريبك ده چالك هنا تانى، هتعملى إيه؟
دب الرعب فى قلب نور من كلمات عمها، وأيضا مراد تفاجأ من فكر والده، فوالده محق فى تفكيره وكلامه.
كريمة ضاربة يدها فى صدرها: يا مصيبتى، دى كانت تبجى كارثة.
نور ببكاء: طيب وإيه الحل؟ أنا لازم أكمل دراستى، دى آخر سنة ، أعمل إيه؟
ثم دخلت فى نوبة بكاء كبيرة، رق فيها قلب الجميع، كان مراد ينظر لها بقلب متقطع على حالتها، فمهما كان الجميع حولها إلا أن وجود والدها ووالدتها كان العون والسند لها.
كريمة مهدئة الجميع: صلوا عالنبي يا چماعة.
الكل : وعليه الصلاة والسلام.
كريمة : إحنا نجوم ننام كلنا ونرتاح، اليوم كان متعب للكل، وإن شاء الله ربنا يلهمنا الصواب.
اقتنع الجميع بكلام كريمة واستعدوا للنوم.
نور: تعالى يا جدى فى أوضة بابا.
ابتسم الحج عمران ابتسامة مريرة : لا يابنتى، أوضة أبوكى أنت أولى بيها، كفاية عليا وچع جلبي .
نور بحب: سلامة قلبك يا جدى، ليه بتقول كده؟
الحج عمران بتنهيدة: أول مرة أدخل بيت ولدى أدخله وهو مش موچود.
نور بتألم: ربنا يرحمهم.
الحج عمران : آمين.
نور: طيب تعالى نام فى أوضتى، وعمى وطنط كريمة هيناموا فى أوضة الضيوف.
الحج عمران : ماشي، توكلنا على الله.
رجع مراد منزله حزينا مهموما على ما وصلت إليه الأمور، يفكر كيف يساعد ابنة عمه ويكفر عن أخطائه معها، قضى الليل فى غرفة مكتبه يفكر ويفكر حتى نام فى مكانه.
استيقظ على ضوء الشمس يداعب عيونه فأقلقه، قام متألما من هذه النومة، وصعد غرفته لكى يغير ملابسه ويعود عند والده وجده.
سوزان باستغراب: لسه واصل ولا إيه؟
مراد بسخرية: ولا تعرفى أنا وصلت امتى؟ خليكى نايمة كده.
سوزان ممسكة يده : مالك يا مراد؟
مراد مبعدا يده عنها : مفيش، أنا داخل آخد دش ونازل.
سوزان بلا مبالاة : براحتك.
بعد فترة قليلة
ارتدى مراد ملابسه واستعد للنزول، عقله مشغول فى هذا الأمر الهام، لابد وأن يجد الحل الأمثل.
مراد بفرحة: أيوووووة، مفيش إلا الحل ده.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)