روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الثالث 3 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الثالث

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الثالث

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الثالثة

تجبرنا الحياة على تقبل ما رفضناه قبل ذلك من منطق القلب ، ولكن تجعلك رغما عنك تتقبله من منطق العقل .
…….
استطاعت مرام بالفعل الهروب فى مكان لا يخطر على قلب أحد فى مستشفى دكتور شاهين للأمراض النفسية.
بعد أن خصص لها جناحا متكاملا كأنه شقة صغيرة ، بها كل ما تريد .
استقبلها شاهين بتودد ومد ذراعيه ليحضنتها ، فزفرت مرام بضيق ولكن نفذت رغبته مرغمة حتى تحصل على ما تريد .
ثم ابتعدت عنه بنفور مردفة : متشكرة أوى يا شاهين على المعروف ده ، وصدقنى مش هنسى أبدا إنك وقفت جمبى فى لحظة ضعف زى دى .
إبتسم شاهين : متقوليش كده يا مرام ، متصوريش فرحتى قد ايه وأنتِ بقيتى جمبى وأقدر أشوفك فى كل لحظة .
ده أنتِ اللى عملتى فيه معروف والله .
_ ده انا أول ما سمعت صوتك ، حسيت أن روحى رجعتلى من جديد يا مرام .
_ ليحاول الاقتراب منها ، وعينيه تطلق أنذار بالهجوم بعد أن امتلئت بالرغبة بها .
_ فتراجعت مرام للوراء ثم اصطنعت الخجل بمكر مرددة : وبعدين يا شاهين متخلنيش أخاف منك ولو خوفت همشى وان شاءالله أقضى اللى باقى من عمرى فى السجن .
شاهين بذعر : لاااا بعد الشر عليكِ ، وليه تخافى منى يا مرام .
ما أنتِ عارفة انى بحبك من زمان وأتمنى أقرب منك .
وكنت مستنى بس إشارة تتطمن قلبى .
مرام بخجل : والله أنت عليت فى نظرى اوى يا شاهين دلوقتى ، بس إدينى فرصة ناخد على بعض .
_وكمان انا لسه فى فترة عدة من اللى ضحك عليه انا وبابى المقدم براء ، ومش أنفع اتجوز دلوقتى .
حرك شاهين شفتيه بإستياء مردفا بتهكم : هو الحب لزمله جواز ، دى حلوته كده ، لكن الجواز ده بيجيب النكد والله ، أسمعى منى ،انا مجربه .
عقدت مرام حاجبيها : لا يا شاهين ، الا الموضوع ده بحبه بالحلال ، عشان أكون مبسوطة .
شاهين : خلاص نديها حلال ، كل اللى تأمرى بيه أنا موافق عليه يا روحى .
******
فى سحر عينيك لم أجد ترياق
وبت على مشارف الموت
ولم أجد دواء سوى فى وصالك
مرت عدة أيام تماثل بها براء للشفاء وتحدد موعد خروجه من المستشفى .
ولاحظت زاد أنه كان دائما يطيل النظر إليها وهى بجانبه ، حتى إنها كانت تخجل وتفترش بعينيها الأرض خجلا .
فيبتسم لبرائتها مردفا : عتخبى ليه عيونك الحلوين منى يا زادى ؟
_بيكفى أكده حرمان وخلينى أشبع منك .
صكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة : مهو اللى حضرتك اللى جبت الحرمان لنفسك مش انااااا .
_ انا كنت عتمنى كل نظرة حلوة من عينيك دى .
_ واتمنى تكون جارى طول العمر .
_ واتمنى نتهنى انا وانت فى بيتنا ويجى ابننا وهو شايف كيف أبوه عيعامل أمه ، فيطلع يحب الدنيا ويحترمنا .
أطبق براء على شفتيه بغيظ ثم حرك براء رأسه مردفا : مفيش فايدة فيكم ، صنف يحب النكد .
_ يعنى انا أقولك كلمتين حلوين ، تقولى كده !!
بس سيبك أنتِ عمرتى نفوخى بالكلمتين اللى بعد النكد دول .
_ جولتيلى انك عتحبينى ونفسك أكون جارك العمر كله .
_وعشان أكده انا من هنا ورايح هلزق جمبيكِ عاد ، مش هتحتح غير من البيت للشغل ، ومن الشغل للبيت .
_ وهجولك كلام حلو عشان الولد يطلع زين كيف أبوه .
فأسرعت زاد بقولها : لا لا يطلعش كيف أبوه ، الله يخليك .
أنت عايز مرته تدعى عليه .
تبدلت ملامح براء من الحب للذهول مردفا بغيظ : بجولك ايه يا زاد جومى من چمبى ، واعتبرينى ما جولتش حاچة .
_ ولمى عاد خلجاتنا كويس ، وهتيلى المركوب أضربه فوق راسى ، عشان انا غلطان إنى جولتلك كلام يفتح النفس .
بس أنتِ عتسدى النفس.
فكتمت زاد ضحكاتها حتى لا تثير غيظه أكثر من ذلك ، ولكنها فى قرارة نفسها قصدت بذلك أن تثير غيظه ، كرد فعل مما فعله به ، أى انتقاما لذيذا تتمتع به لترضى نفسها .
_ ثم قامت لتجمع أشيائهم ، ليتوجهوا إلى الصعيد .
ليحضروا سبوع الصغير ابن جابر وبانة ( غيث ) .
تزين قصر الجبالى فى هذا اليوم بالورود والبلاليين باللون ذات اللبنى وتم تحضير الحلوى والفيشار لتقدم للأطفال مع وضع مصاحف صغيرة والورقات المالية فى كيس الحلوة .
كما أعدت بانة الغربال وزينته بالدانتيل لتضع به غيث .
كما أمرت جليلة بتحضير الهون ، فأسرعت لإحضاره لها .
ثم ولج لها جابر وعندما رأى الهون عبس بوجه قائلا : ايه ده ؟
بانة ده الهون عشان ندقوا عليه ونقول أسمع كلام أمك ومتسمعش كلام أبوك ثم أخرجت له لسانها بمرح .
فجلس جابر بجانبها محاولا التبسيط معها فى الحديث كى لا يفسد فرحتها بالمولود قائلا : يا حبيبتى أهم حاچة فرحتنا بإبننا اللى عايزين نعلمه من صغره كلام الله هو ده اللى يحميه .
لكن الحجات دى بدع وكيف يعنى نعلمه العقوق لما ونقوله متسمعش الكلام .
بانة بتوضيح : ده صغير هو فاهم حاچة ، ودى عوايدنا يا چابر ، فمتحكمهاش وخلينا نفرح عاد .
جابر : هنفرح بالسنة اكتر وانا عامل عقيقة لأهل البلد .
عقدت بانة حاجبيها وحدثته بحنق : يعنى عتفرح أهل البلد وتزعلنى انا يا جابر ، لا هندق الهون وهعدى على الغربال سبعة .
فأغمض جابر عينيه بضيق وزفر قائلا : الله يهديكِ يا بانة ، انا جولتلك وأنتِ حرة عاد .
_بس حسبى على ولدى الله يخليكِ .
لتمر الساعات وصل بها براء وزاد إلى القصر لتنطلق الزغاريد فرحة بقدومهم .
إستقبلته زهيرة بفرحة : ولدى براء ، حبيبى ، أتوحشتك جوى .
فألقى براء نفسه فى أحضان زهيرة وبكى مردفا : وانا كمان يا ست الكل ، طمنينى عليكِ زينة ؟
زهيرة : الحمد لله يا ولدى ، لما شوفتك بقيت زينة.
أشار باسم إلى والدته : طيب مش تسبيه ليه شوية يا حاجة ، عشان وحشنى .
فابتسم براء وعانق أخيه بحب مردفا : وأنت كمان وحشتنى جوى يا دكتور .
كما سلمت زاد على زهيرة وبانة وعزة وملك وعانقتهم بلهفة وحب .
لتشير إليها زهيرة : يا بنتى إجعدى إرتاحى أنتِ حبلة وأنتِ كمان يا عزة بطلى تنطيط واعر عليكِ يا بنتى .
عزة : فرحانة بس ياما ، بسبوع الغالى ولد بانة .
أما ملك فلمعت فى عينيها الدموع ، فتلك ولدت وتلك حامل وانا بينهم لا أحد يشعر بى .
ولكن باسم كانت لا تغيب عن عينيه ملك لحظة ، ويحاوطها بذراعيه ، فطالعته بحب وحدثت نفسها : صوح الدنيا مهتديش كل حاچة وباسم عندى بالدنيا .
أما عزة فأكلتها الغيرة وحدثت نفسها : هو انت أكده يا باسم ، مهتبطلش تلزيق فى ملك ومهملنى ، مع إنى خلاص هكون ام ولدك .
_ ميتى تحس بيه ، أكده حرام والله .
_ ثم أمرت بانة جليلة بإحضار غيث بعد أن توافد الحضور ، لبدء السبوع .
تعلق قلب ملك لرؤية غيث ، فمدت يديها لتحمله من جليلة ، فأسرعت بانة إليه وحملته مردفة : لا أنتِ متعرفيش لسه تشيلى العيال فى السن ده وأخاف يقع منيكِ .
فاحتنقت الدماء فى عروق ملك ، بعد أن شعرت بالحرج أمامهم ، فتراجعت للوراء بعد أن تجمع فى عينيها الدموع ، ثم أسرعت لغرفتها حزينة .
فرمق باسم بانة بنظرة حادة قائلا : ايه اللى جولتيه ده يا بانة !! هى ملك عيلة صغيرة عاد ، مش هتعرف تشيل ولدك .
توترت بانة فقالت بحرج : مجصدش بس خوفت على الولد من عينيها ، ما انت خابر مش هتقدر على الحمل زيينا وبجت أرض بور .
تجعد وجه جابر وامتعض من قولها قائلا : لا حول ولاقوة الا بالله ، الحافظ هو الله يا بانة ، ومكنش ينفع تحرجيها وتكسرى بخاطرها أكده .
فطالعته بانة بحنق مردفة بتصميم : أنا حرة فى ولدى عاد .
ليتلون وجه جابر بحمرة الحرج فقال بغصة مريرة : أكده يا بانة ، طيب .
_ أنا خارج عشان أباشر الناس بره وأشوف الوكل هيكفى .
لتعترض بانة : مش عتحضر سبوع ولدك عشان تباشر الناس يا جابر .
ليجيبها جابر بتهكم : مش جولتى أنتِ حرة فى ولدك ، خلاص ، سلام .
ثم غادر وتركها تصك على أسنانها بغيظ ، لتطالعها زهيرة بتشفى : تستاهلى عشان كسرتى بخاطر الغلبانة ورديتى عليه عفش .
فقطبت بانة حاجبيها : هو كلكم عليه أكده .
ثم إنسحب باسم خلف ملك ، ليحاول التخفيف عنها مما حدث .
لترمقه عزة بغيظ وتناديه : باسم على وين ؟
وقف باسم بجمود قائلا : فيه حاچة يا عزة ؟
عزة بحرج : مفيش ، بس كنت عايزاك جمبى عشان حاسة بوچع شوى .
فأشار باسم إلى والدته بقوله : خدى بالك من عزة ياما ، عقبال ما أجى .
ثم أسرع إلى ملك ، فتلون وجهه عزة ، فتقدمت منها زهيرة مردفة : واعر عليكِ الزعل أكده يا بتى ومعلش ، الله لا يوريكِ كسر الخاطر ، ولا يحرمك ويقومك بالسلامة .
فأومئت عزة برأسها وحاولت تناسى النار التى بداخلها وحاولت الإندماج فى الاحتفال بالمولود .
بكت ملك على فراشها بمرارة ولكن ما أن هدئت استغفرت ربها قائلة : سامحنى ياربِ على ضعفى ، ده مش إعتراض على حكمتك ، انا راضية بلى كتبته عليه .
_ بس صعبان عليه اوى كسر خاطرى ، لانى بالعكس هكون حنينة على اى مولود هنا يمكن اكتر من اى حد .
_ ربنا يسامحك يا بانة ، عشان أنتِ مشوفتيش منى غير كل خير .
ثم ولج إليها باسم ، فأزالت دموعها سريعا ، ثم حاولت التبسم لرؤيته .
فتنهد بألم محدثا نفسه: مشوفتش بقلبك الأبيض يا كل قلبى .
ربنا يهديها بانة عشان كانت سبب فى دموعك الغالية دى .
ثم تقدم منها مبتسما بقوله : حبيبى اللى مدوخنى وراه .
فسئلته ملك : ليه كده ، ده حتى قلبى أبيض .
باسم : مهو عشان كده مدوخنى ، ومش عارف أعمل ايه عشان أراضيه وأسعده .
_ ولو اطول أجبلك نجمة من السما مكنتش اتأخرت يا روح جلبى.
_ رقص قلب ملك طربا بكلماته تلك التى كانت كالبلسم الذى داوى جراحها وسبحان الله بين كلمة تهوى بها نفوسنا إلى سابع أرض وكلمة ترفعنا إلى سابع سما .
_ فاندفعت إليه تعناقه بلهفة بحب ، ليعطيها دفىء عناقه الأمان الذى تحتاجه .
ثم همست : انا مش عايزة من الدنيا حاجة يا باسم غير انك تفضل چمبى لأخر يوم فى حياتى .
_ ممكن توعدنى يا باسم انك تفضل جمبى ، لإنى أستحمل اى شىء فى الدنيا ، غير إنك تبعد عنى .
_ لإنك بقيت كل حاچة فى حياتى ، وسبب إنى أتمنى ربنا يطول فى عمرى عشان أكون چمبك وأراعيك وأسعدك .
دمعت عيني باسم من مقدار ذلك الحب الذى تكنه تلك الملاك له وحمد الله أنه رزقه بها .
ليمسك كلتا يديها ويقبلها قائلا : أوعدك يا جلبى ده اللى يجدر يجوله لسانى ، لكن القلب فيه كتير جوى ، مش عارف كيف أعبر عنه !
_ بس اللى أقدر أجوله ، إنك عندى كيف الهواء اللى عتنفسه من غيرك أموت .
_ بس انا زعلان منيكِ عشان عتجولى أوعدنى وأنتِ خابرة كيف انا عحبك يا بنت الناس ومقدرش أهملك واصل من غير وعد .
_ فليه عتجولى اكده ؟
افترشت ملك بعينيها الأرض بحرج مردفة : عشان خايفة يا باسم .
تعجب باسم من نبرتها تلك فسئلها : كيف تخافى وانا چمبك ؟
ملك : ايوه خايفة إنك تبعد عنى ، لما يچيلك الولد من عزة ، وتتلهى فيه وفى أمه وتنسانى عاد .
تألم باسم لما تعانيه ملك لدرجة أنها تخيلت إنه من الممكن أن يبتعد عنها لمجرد أن أصبح أبا لطفل كان يتمنى أن يكون منها .
ولا تعلم إنها باللنسبة له ليس زوجة وحبيبة فقط بل هى ابنته الكبرى واغلى الناس .
وعزة ليست له إلا وعاء كان مصحوبا برغبة عابرة وليس حبا ، لتأتى له بطفل وملك هى من أصرت بذلك .
لذا تنهد باسم بحرارة مؤكدا لها : ملك انا معاكِ بس بكون حاسس إنى عايش ، مفيش حد ممكن يقدر يزحزح مكانتك عندى ، فاطمنى يا كل جلبى.
_ وياريت مسمعش منيكِ الكلام ده تانى .
ابتسمت ملك وطمئنت قلبها بعض الشىء ، داعية الله أن يظل باسم بجانبها طوال العمر .
ملك : ربى يخليك ليه ، ويلا أنزل عاد السبوع ، مهيصحش تهمل بانة لحالها فى يوم زى ده .
فحاوط باسم بيديه خصرها واقترب من أذنها وهمس بحرارة : اللى ميصحش إنى أهمل الچمال اللى واجف جدامى ده وأمشى .
عشان واد بانة جاعد مش هيمشى , لكن ساعة الحظ دى متتعوضش عاد .
فاتصبغت وجنتى ملك بالحمرة وابتسمت .
ليحملها باسم على ذراعيه ، لتتعالى ضحكات ملك مرددة : هملنى يا باسم ، مش إكده !!
باسم : هو أكده وأكده كمان .
ليضحكوا سويا بضحكات عالية مسموعة ، فتمر عزة فى تلك اللحظة أمام غرفتهم ، حيث كانت تتجه لغرفتها .
لتشتعل النار فى بدنها عندما استمتعت لأصوات ضحكاتهم ، وكلام باسم المعسول لها .
فتجمدت مكانها وحدثت نفسها بقهر : ااااه يارتنى انا اللى اتحرمت من الخلفة بس متحرمش من حبك أكده يا باسم .
لدرچة دى عتعشجها ، يعنى مفيش فايدة حتى بعد ما حملت منيك .
_ مش ناوى تحس بيه ابدا .
_ ليه بس ، الدنيا عتيچى عليه أكده .
_ طول عمرى أتمنى راچل يحبنى وأحبه ونعيش مبسوطين .
لكن للأسف ولا المجرم الأول حبنى صوح ، لٱن لو حبنى مكنش أتخلى عنى .
ولا باسم بردك عرفت أدخل جلبه .
_ اعمل ايه بس ؟
لتزداد ضحكات ملك وباسم ، وتزداد معها غيرة عزة ، لذا عزمت على قطع أحزانهم السعيدة تلك.
فتصنعت التعب والألم وأمسكت بيد ببطنها واليد الأخرى بظهرها ثم أخذت تصدر صوتا عاليا : اااااه مش جادرة ألحجونى ، تعبانة جوى .
_ ألحجونى ، يا بااااااسم ، بااااااسم .
ليصل صوتها إلى ملك ، فشعرت بغصة فى قلبها فحدثت باسم مرددة بذعر : انا كيف سامعة صوت عزة هتتألم وتنادى عليك يا باسم ، اسمع أكده .
باسم بنفور : مش وقت عزة دلوك ، خلينا فى الهنا ده .
ملك بتجهم : كيف ده !
_ انا متأكدة انى سمعتها ، أطلع بالله عليك شوفها ، حرام .
فقام باسم وهو يصك على أسنانه بغيظ مرددا : وادى جومة ، ارتاحتى أكده .
_ بس ماشى نشوفها ، وأجيلك تانى يا جمر أنتِ .
فابتسمت ملك بنعومة ، ليرتدى باسم ملابسه ويخرج ليجد عزة تقف فى الردهة تتألم .
فأخفت ابتسامتها عندما رأته يتجه إليها وتصنعت الألم .
أسرع باسم إليها قائلا بخوف : مالك يا عزة ، تعبانة ولا إيه ؟
_ جوليلى حاسه بإيه ؟
أمسكت عزة ذراعه وتمسكت به كإنه إحدى ممتلكاتها هى أيضا مردفة بهمس : مش عارفه كنت زينة وفجأة حسيت بخبيط فى ضهرى چامد ومعرفتش أتحرك .
باسم بقلق : ألف سلامة عليكِ تلاقى بس البيبى بدء يتحرك ، ما هو خلاص أنتِ أول الرابع عاد والحال أتغير والچنين كبر .
أجولك بكرة عاد نوديكِ متابعة عند الدكتورة ونطمن عليكِ ونشوف كمان حامل فى ايه بنت ولا ولد .
عزة : ان شاء الله ولد اكيد .
باسم : وليه أكيد ، عتفتكرى اياك انى عحب الولد وأكره البت .
_ لا ، كله نعمة من ربنا ، والمهم تقومى بالسلامة .
_ ودلوك تعالى أخدك تريحى فى أوضتك شوى .
فابتسمت عزة بمكر عندما حصلت على مرادها ثم أقتربت منه والتصقت به كأنها لا تريد أن يهرب منها وساروا معا حتى ولجوا إلى الغرفة وساعدها باسم على التمدد فى الفراش .
ثم أعتدل وقال : دلوك ريحى أكده ونامى شوى وأكيد بكرة إن شاء الله عتكونى زى الحصان ومتنسيش العلاچ بتاعك .
فسئلته عزة : كأنك خايف عليه يا باسم ولا تلاجيك خايف بس على اللى فى بطنى .
_ عشان خابرة أنه مش يهمك حد غير ملك وبس ولا حتى أم ولدك .
تغيرت ملامح باسم من الإرتاحية إلى الغضب قائلا بغضب : عزة ، كإنك نسيتى انا اتچوزتك ليه وأنتِ رضيتى تعيشى على أكده يا بنت الناس .
وخابرة كيف إن الجلب ميسعش غير حبيب واحد ، وهى ملك وبس .
ولولا ملك اللى عتكلمى عليها دى ، مكنتش قربت ليكِ ولا اللى فى بطنك چه .
فاحمدى ربك يا عزة إن الامور سارت أكده ، وانا مش فى يدى حاچة قدام ربنا غير انى أهتم بيكِ وأخاف عليكِ وأراعيكِ عشان مرتى وده حقك ، لكن اللى مش من حقك هو أنتِ تحكى مقارنة بينك وبين ملك لإنك هتخسرى .
_ فاهمة يا عزة انا بقول ايه ؟
شعرت عزة بغصة مريرة تجتاح حلقها بعد أن تحدث باسم بالحقيقة المرة التى تعلمها ولكن لا تريد أن تصدقها .
ولمعت فى عينيها الدموع واردفت بحزن : تشكر يا ابن الجبالى على واجبك معايا .
أشفق باسم عليها عندما رأى الدموع فى عينيها وشعر إنه تحامل عليها كثيرا لأنه يعلم أنها تحبه ولكن هذا ليس بيده أن يحبها ، لذا قال :متزعليش منى يا عزة لٱن المحبة بتاعة ربنا .
لكن أنا أوعدك انى مش هقصر معاكِ ولا مع ولدى فى حاچة .
ودلوك أسيبك تستريحى وانا أعاود لملك .
عزة بقهر : يعنى بردك عايز تعاود ليها ، مع انك شايفنى تعبانة وهحتاجك جمبى ، يمكن أتعب بزيادة بالليل ومحدش يلحجنى .
زفر باسم بضيق فهو لن يستطيع أن يترك ملك فى تلك الليلة بذاتها بعد ما حدث لها من بانة وبعد وعده لها .
فطالع عزة بحرج مردفا : للأسف ملك هى كمان تعبانة نفسيا مش هقدر أهملها عاد لوحدها .
عزة بإنفعال مصحوب بقهر : لكن عادى انا تهملنى ، إن شاءالله أموت حتى وترتاح منى .
_ ماشى يا باسم روحلها ، وكيلك ربنا.
حاول باسم تهدئتها بقوله : إهدى أكده ، الانفعال مش حلو على صحتك وعلى الجنين .
_ على العموم أنا عشيع أمى تبات معاكِ عشان تاخد بالها منيكِ لو احتجتيها .
فحركت عزة رأسها بنفى وأردفت بغيظ : لا تشكر يا ابن الجبالى ، خلى الحاچة على راحتها .
_ واتفضل أنت يلا .
فحمحم باسم بحرج : طيب معاكِ المحمول رنى عليه فى اى وقت هتلاجينى فوق راسك .
فأغمضت عزة عينيها بحزن وقالت : ان شاءالله ، تشكر تانى .
فطالعها باسم بحرج ، ثم إلتفت بظهره وغادر ، لتدفن عزة رأسها فى الوسادة وتبكى لسوء حظها .
******
انتهى الحفل وصعدت بانة بوليدها غيث إلى غرفتها ، وكانت غاضبة من جابر وتركه لها فى أهم مناسبة لهم معا .
فأخذت تدور حول نفسها فى الغرفة ، متمتمة : أكده يا جابر تهملنى عاد فى يوم زى ده !
_ هونت عليك بالسرعة دى .
_ طيب انا هونت عليك ، هان عليك ولدك !!
_ ثم أخذت تكلم الصغير مرددة : شوفت أبوك وعمايله .
_ أوعاك تتطلع زرزرو زيه أكده ، خليك فرفوش ولا يهمك حد زى أمك .
لتمضى ساعتين تأخر فيها جابر عن المجىء إليها ، فشعرت بالقلق عليه مردفة : هو اتأخر ليه عاد ، هو مستنى يفطرهم كمان ولا ايه ؟
مش بزيادة اللى عمله .
_ أعمل ايه دلوك أتصل بيه ولا بلاش ؟
_ مفروض إنى زعلانة ، وهو اللى يچى يصلحنى .
مش إكده ؟؟
فما ستفعل بانة هل ستتغلب عليها مشاعرها وتتصل أم سيتغلب عليها الكبر .
وهل ستظل عزة فى هذا المنحنى الحزين كثيرا ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *