Uncategorized

رواية غفران الجزء الثاني البارت العاشر 10 بقلم نسمة مالك

 رواية غفران الجزء الثاني البارت العاشر 10 بقلم نسمة مالك

رواية غفران الجزء الثاني البارت العاشر 10 بقلم نسمة مالك

رواية غفران الجزء الثاني البارت العاشر 10 بقلم نسمة مالك

قاسي!!..
.. فلاش باااااااااااك..
“اختك ناويه على الشر مع الكل يا رغد خدي بالك يا بنتي”..
هتفت بها “سعديه” بأسف وهي تربت علي ظهر ابنتها برفق..
ابتسمت “رغد” ابتسامه باهته تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها، وبغصه قالت..
“بنتك ناويه على الشر معايا انا وجوزي أول ناس يا ماما”..
اطبقت “سعديه” جفنيها بشدة، وقد أدركت ان ابنتها على علم بما يدور بذهن شقيقتها من افكار مشينه.. إرتفع صوت نشيجها وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها..
“بنتك كل همها انها تفرقني عن جوزي بأي طريقه، وطول ما انا مع هادي النار اللي في قلبها مش هتهدي.. وانا مستحيل اسبها تأذيه يا ماما”..
نظرت لها بعتاب مكمله..
“مش عارفه انتي ازاي سبتينا نتجوز ناس مستواهم أعلى مننا رغم انك اتجوزتي زكريا الغني دا وبهدلك، ورجعتي لمكانك تاني واتجوزتي ابويا اللي من توبك..
ازاي بس سبتيني اتجوز هادي بعد ما عرفتي ان الجواز من النوع دا مبيستمرش”..
اجابتها “سعديه” بتعقل..
“يابنتي استهدي بالله.. الناس مش زي بعضها وجوزك واخوه مش زي زكريا أبداً دول متربين ومحترمين، وقبل اي حاجه الجواز نصيب ومقدر ومكتوب يا حبيبتي”..
اجهشت “رغد” بالبكاء بنحيب وهي تقول..
“وبنتك مرضيتش بنصيبها، وعينيها من جوزي وانا كنت بكدب نفسي واقول مستحيل اختي تعمل كده.. بس طريقة جوزي اتغيرت معاها بعد ما فهم اللي في دماغها، وبقيت اشوف نظرته ليها نظرة قرف، ومرعوبه يظن فيا ظن سوء في يوم ويفكرني زيها يا ماما.. علشان كده انا خت قرار ومش هرجع فيه”..
صمتت لبرهه وتابعت بألم..
“انا هطلب الطلاق من هادي”..
.. نهاية الفلاش بااااك..
” عايزه ايه يا رغد؟!”..
قالها “هادي” بصدمه، وهو يقترب منها بهدوء خطر، ويميل برأسه عليها قليلاً واضعاً أذنه أمام شفاتيها مكملاً بتساؤل..
” سمعيني بتقولي ايه تاني كده”..
تراجعت للخلف بتوتر، وتنحنحت كمحاوله لإيجاد صوتها، وبجمود مصطنع قالت..
“عايزه اطلق يا هادي”..
نظر لها بأعين متسعه شديدة الاحمرار تظهر بها مدي غضبه، وبابتسامه زائفه قال..
“يعني انا سمعت صح!.. عايزه تطلقي يا رغد؟!”..
سيطرت علي بكائها ورسمت ابتسامه علي محياها وهي تقول..
“اححم ايوه احنا مكناش لبعض اصلاً يا هادي، وجوازنا غلطه ولازم نصلحها، وانا ارجع لحياتي واسيبك انت لحياتك”..
مسدت علي بطنها المنتفخه مكمله..
“ولو علي ابنك اطمن انا مستحيل امنعه عنك؟!”..
قاطعت حديثها وشهقت بقوه حين جذبها من خصرها فجأه لداخل حضنه، وتحدث بغضب وغيظ شديد من أسفل أسنانه قائلاً..
“انتي تؤمري يا رغدتي”..
انهمرت عبراتها بغزاره، ونظرت له بصدمه وقد شحب وجهها، وهمست بشفاه مرتجفه بعدما ازدردت لعابها بهلع..
” قصدك ايه؟!.. هطلقني يا هادي؟”..
ابتسم لها بصطناع مردداً..
“انتي عارفه اني عمري ما رفضتلك طلب، ولو انتي عايزه تطلقي مستحيل أجبرك اننا نكمل مع بعض”..
مسح عبراتها بأنامله وهمس مستفسراً..
“بس قوليلي الأول مين اللي لعب في دماغك الحلوه دي وخلاكي تطلبي مني الطلاق”..
اجابته “رغد” ببكاء طفولي.. ” انا اللي بطلبه لوحدي علشان خايفه عليك”..
دفعته بعيداً عنها بضعف..
“وانت كأنك ما صدقت”..
ضمها إليه أكثر مستنداً بحبهته علي جبهتها، وبعتاب همس..
“قلبك طاوعك تقوليها!!.. بقي عايزاني اطلقك يا رغد؟”..
دون أرادتها حركت رأسها بالنفي، وبلهفه قالت..
“انا خايفه عليك، وخايفه منك في نفس الوقت لتندم علي جوازك مني في يوم من الأيام يا هادي”..
” انا بحبك يا رغد، وواثق إني عمري ما هندم أبداً علي حبي ليكي، ولا جوازي منك يا حبيبتي.. ومقدرش استغني عنك لحظه واحده”..
قالها “هادي” من بين سيل قبلاته الرقيقه علي وجنتيها..
ارتمت داخل حضنه دافنه وجهها بين حنايا صدره تبكي بنحيب وتتحدث من بين شهقاتها بصوت مكتوم قائله..
” حقك عليا متزعلش مني..انا بحبك اكتر من نفسي والله يا حبيبي”..
ربت علي ظهرها بحميميه،وسار بها نحو غرفتهما وهو يقول بمكر..
“اممم بس برضو كلامك اللي قولتيه دا، وبعدك عني الأيام اللي فاتت زعلني منك و أوي كمان، ولازم تعوضيني وتصلحيني حالاً”..
………………………….
..صباح يوم جديد..
داخل إحدي المستشفيات العسكرية يجلس “غفران” بجوار “عهد” الغارقه بالنوم بعدما أصر علي مكوثهما حتي يتم عمل فحص شامل ليطمئن عليها ..
يتطلع لملامحها البريئه بنظرات عاشقه، وبين حين وآخر يلثم باطن يدها بعمق،ويتنهد بتعب محدثاً نفسه..
“مجنناني من يوم ما عرفتك يا عهوده، وبدعي ربنا تفضلي مجنناني دايماً.. انا راضي بجناني مدام معاكي.. بس مشوفش فيكي مكروه في يوم يا عمر غفران”..
تململت هي بنومها هامسه بأسمه..
“غفران”..
اقترب بوجهه منها واجابها علي الفور، وهو يقبل جبهتها قبله طويله..
“عيونه”..
فتحت عينيها ونظرت له نظره ناعسه وبصوت مبحوح همست..
” برضو منمتش”..
تحركت قليلاً بالفراش، وبخجل تابعت..
“تعالي جنبي”..
“اسمها تعالي في حضني”..
قالها وهو يهب واقفاً، وتمدد جوارها علي الفراش وجذب رأسها علي صدره مكملاً بحنو..
“نامي حبيبتي”..
اندست داخل حضنه متمسكه به بكلتا يدها.. دافنه وجهها بعنقه متمتمه بين النوم واليقظه..
“بحبك يا ظبوطه”..
حاوطها بذراعيه بحمايه، ونثر قبلاته الدافئه علي شعرها مستنشقاً عبيره بهيام، وبابتسامه قال..
“عمر الظبوطه الحلو أنتي يا عهد”..
لحظات وكانت غرقت في نوماً أمن مره اخرى بين يديه..
مد يده لطاوله صغيره بجانب السرير، وامسك هاتفه وطلب رقم والدته ليأتيه صوت “فاتن” سريعاً تتحدث بقلق..
“غفران طمني عهد عامله ايه؟”..
اجابها “غفران” بهمس حذر حتي لا يزعج معشوقته.. “الحمد لله بقت احسن والدوخه قلت بس مستني اشوف نتايج الإشاعات والتحاليل”..
“إن شاء الله هتبقي كويسه يا حبيبي اطمن، وانا هلبس واجيلكم المستشفى حالاً علشان تلحق انت مشوارك”..
نظر” غفران” بساعته وجدها تقترب علي الثامنه.. فتحدث برجاء قائلاً..
“متتاخريش عليا يا أم غفران، وهاتي مالك ومكه معاكي.. انا بعت رساله لشهد تجهزهم”..
“حاضر بمشيئة الله مش هتأخر.. مسافة السكه واكون عندك يا حبيبي.. يله اقفل خليني البس.. مع السلامه”..
قالتها وهي تتجه نحو خزانتها وتخرج ثيابها على عجل..
” هتسبني وتروح فين؟!”..
همست بها “عهد” دون ان تبتعد عنه انش واحد..
اجابها “غفران”.. “هوصل مشوار مهم تبع الشغل وارجعلك.. بس لما ماما تيجي تقعد معاكي علشان متبقيش لوحدك”..
“لا متشغلش بالك بيا وروح مشوارك المهم.. انا متعوده ابقي لوحدي، ومش عارفه أصلاً انت بتعمل ايه هنا”..
قالتها “عهد” بغضب وهي تستدير مبتعده عنه حتي اصبح ظهرها مقابل صدره..
رفع حاجبيه بدهشه من غضبها المفاجئ.. لتسطرد هي دون اعطائه فرصه للرد..
“انت يا ظبوطه انت مش عايز تخلف من عهوده، وزعلتها وخليت قلبها يوجعها قاعد جنبها ليييه”..
اعتدلت ودفعته بكتفه بوهن..
” يله امشي من هنا مش عايزه اشوفك تاني، وروح لمراتك اللي انت مخلف منها ما هي رجعت بيتك امبارح صحيح، وانا مجرد شغل بالسبالك، وطبعاً انت هتروحلها جري وتبعتلي مامتك وولادك علشان تعرف تخوني معاها براحتك يا ظبوطه يا خاااين”..
كور قبضة يده بعنف، وجاهد بصعوبه حتي لا يلكمها بكل قوته، ورفع يده مسح على وجهه كمحاوله منه ليهدأ وتيرة غضبه منها قليلاً..
“ياااا الله علي الجناااااااان”..
قالها “غفران” بصوت عالِ للغايه، ونظر لها بذهول مكملاً..
“بتقلبي في لحظه ليييييه يا عهد.. دا انتي حالاً لسه بتقوليلي بحبك !! ودلوقتي بقيت خاين؟!”..
انكمشت على نفسها من هيئته التي افزعت قلبها، وترقرقت عينيها بالعبرات وبعتاب همست قائله..
” بتزعقلي وانا عيانه”..
جذب خصلات شعره بعصبيه و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ أجش..
“عهد انا لحد الآن بعاملك زي ما بعامل مكه بنتي اللي عندها 3سنين،ومش راضي اقسي عليكي”..
هبت واقفه على الفراش فجأه واضعه يدها بخصرها وتحدثت بغضب طفولي جعل شبه ابتسامه تعتلي ملامح غفران قمعها سريعاً، وحل مكانها الدهشه..
“هتقسي عليا ازاي يا ظبوطه هااا.. قولي.. فرجني كده هتقسي إزاي”..
عقد زراعيه أمام صدره ونظر لها كالاسد الذي يستعد للانقضاض علي فريسته.. لتزيد هي من استفزازه حين قالت بسخريه..
“بس قبل ما تقسي عليا ابقي قولي علشان اعمل حسابي واغنيلك الاغنيه بتاعة القاسي”..
هندمت ثوب المستشفى واخذت وضع الاستعداد، ودون سابق انظار بدأت تتمايل بخصرها، وصدرها بحركات بهلوانيه مردده..
“قاسي قاسي قاسي وجرح احساسي راح اسيبه يقاسي وهبكي عنيه”..
لهنا ولم يعد قادر يسيطر على ضحكاته.. انفجر بالضحك حتي ادمعت عينيه،واقترب منها وحملها من خصرها لداخل حضنه بالإجبار، وبيقين قال، وهو يداعب وجنتيها بأنفه..
“ورب الكون ما طبيعيه..عهوده انتي مجنونه بامتياز مع مرتبة الشرف”..
وضعها علي الفراش، وبلفهه تابع..
“ممكن ترتاحي علشان مدخيش تاني”..
أنهى جملته ودثرها بالغطاء جيداً، وضمها لصدره، ويده تربت على ظهرها برفق..
عبست بملامحها وهمت بابعاده عنها، ولكن طرقات علي باب جعلتها تهدأ وتنظر تجاه الباب بفضول..
“ادخل”.. قالها غفران بصرامته المعتاده.. فتح الباب وخطت منه طبيبه حامله بيدها مجموعه من الإشاعات والتحاليل الخاصه ب عهد..
اقتربت منهما وتحدثت بابتسامة..
“صباح الخير يا مدام عهد”..
جملتها جعلت “عهد” تضيق عينيها، وتنظر ل “غفران” وبهمس قالت بإذنه..
“يعني اقوم اجبها من سامعتها واقولها ان عهوده مازلت انسه يا ظبوطه، ولا تقولها انت”..
صك علي أسنانه وهمس بإذنها قائلاً.. “لا انا ولا انتي هنقولها، واتكتمي بدل ما والله ادخل عليكي الليله وهنا في المستشفى يا عهد”..
حديثه الجاد جعلها تلتزم الصمت، وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل، والطبيه ايضاً تنحنحت وبعمليه قالت، وهي تنظر بنتائج الفحص..
” نتايج التحاليل والاشاعات طلعت يا حضرة الظابط”..
تشنج جسد” غفران” وزاد من ضم عهد داخل صدره اكثر.. لتشعر هي بنبضات قلبه المتسارعه دليل علي شدة خوفه وقلقه عليها.. ليسود الصمت للحظات تقرأ خلالهم الطبيبه النتائج بتمعن، ودقه حتي انتهت، ورفعت يدها خلعت نظرتها الطبيه، ونظرت لهما وتحدثت بابتسامه..
” الحمد لله الإشاعات كلها كويسه جداً،والتحاليل كمان بس في نسبه انيميا عاليه شويه هي اللي بتسبب الدوخه”..
التقط “غفران” أخيراً أنفاسه متمتماً بحمد الله في سره، وبتساؤل قال..
“والانيميا دي مش ليها علاج؟”..
الطبيه.. “ايوه طبعاً هكتبلها على محاليل حديد تاخدها بنتظام، وكمان لازم تتغذا كويس جداً”..
اقتربت من عهد وتابعت بعمليه..
“هعلقلها محلول دلوقتي ولما يخلص تقدر تروح”..
بلمح البصر كانت صعدت” عهد” علي قدم “غفران” وبكت بنحيب، وبطفوله قالت..
” لا انا مش عايزه حقنه تاني”..
الطبيبه بهدوء.. “متخفيش انا هركبلك المحلول في الكلونه”..
اجهشت” عهد” بالبكاء وبصعوبه قالت..
“انا مبحبش المستشفيات ولا الحقن، وعايزه امشي من هنا يا غفران”..
ربت” غفران” على ظهرها وهو يقول..
“عهد بطلي عياط، وأول ما تخلصي المحلول هنمشي”..
” عهوووووده”..
هتف بها الصغيران اللتان دفع باب الغرفه فجأه، وركضا نحو عهد التي فتحت ذراعيها لهما مردده بفرحه غامره اعتلت ملامحها الباكيه..
” ياروحي انتو واحشتوني”..
حملهما “غفران” واجلسهما علي قدميه بجوار مجنونته التي ضمتهما بحب شديد وقبلتهما مرات ومرات وهي تقول..
“حبايب قلب عهوده يا ناس”..
انسحبت الطبيبه للخارج تاركه لهم بعض الخصوصيه..
تتطلع لهم غفران بابتسامه.. لترمقه عهد بنظره حارقه وبهمس قالت..
“الحمد لله انهم مطلعوش شبه مامتهم الحيه”..
نظرت للصغير.. “مالك كله عمه هادي”.. وتوجهت بنظرها للصغيره.. “ومكه كلها نانا فاتن”..
“مين بيجيب في سيرتي”..
قالتها “فاتن” الواقفه على باب الغرفه تنظر لأبنها الذي يضم زوجته، وأبنائه لصدره، وكأنه يريد اخفائهم داخل قلبه بين ضلوعه، وبأمر قالت..
” يله روح انت مشوارك وانا هفضل مع عهوده لحد ما ترجع”..
……………………………..
“شهد”..
تسير داخل غرفتها ذهاباً وإياباً بتوتر شديد.. تنتظر رنين هاتفها برقم والدتها التي اخبرتها انها وصلت للسجن المتواجد به زكريا..
وأخيراً رن هاتفها، وهمت بالضغط على زر الفتح.. لكنها انتفضت.. بل صرخت بفزع حين استمعت لصوت “غفران” الذي خطي فجأه داخل الغرفه، وتحدث بأمر قائلاً..
“خمس دقايق وتكوني جاهزه يا شهد هانم”..
“هنروح فين؟”..
قالتها بخوف ظاهر بصوتها المرتجف..
ابتسم لها ابتسامه زائفه مغمغماً..
“هوديكي تزوري والدك بنفسك”..
شحب وجه “شهد” وظهر الزعر علي ملامحها..
تلاشت ابتسامته وحل مكانها غضب عارم وتابع بنبره ساخره..
“وبما انه محضرش فرحنا.. يبقي على الأقل يحضر طلاقنا”..
يتبع ..
لقراءة البارت الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية العشق الطاهر للكاتبة نسمة مالك

اترك رد

error: Content is protected !!