روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت التاسع عشر

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء التاسع عشر

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة التاسعة عشر

قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام ، وأن الصمت أقوى من أي كلام .
………..
مازال شعور الإنتقام يسيطر على مرام وحدثت فريد فى إتمام ما اتفقوا عليه سويا ضد براء ولكنه حدثها إنه ليس بمتواجد فى القاهرة وانما هو فى الصعيد وعليها التمهل حتى يأتى.
فانفعلت بقولها : طبعا فى الصعيد عند حبيبة القلب مراته اللى شبه شوال الفحم .
_ اه يا نارى ، ياما نفسى أشوفهم بيولعوا قدامى .
فضحك فريد : هانت الصبر يا حلوة ، وبكرة يجى وتولع مراته لما تعرف أنه سيادته مقضيها هنا .
فضحكت على إثره مرام مردفة بتمنى : ياريت أشوف الحسرة فى عينيها ساعتها .
ثم حدثت نفسها : زى ما أنا حسيت وهما مع بعض .
******
تعجبت زاد من تأخر براء بالخارج إلى هذا الحد ومن ثم شعرت بالتوتر والخوف عليه واعتقدت أنه حدث له مكروه .
زاد : ربنا يستر بجا ، ما انا خابرة حظى ، يوم ما أنويها أكون كويسة معاه ولبست واتزوجت زى بعضه عشان خاطره ، يرچعلى مكسور ولا متصاب وتبوظ الليلة .
_ بس يعملها أكده وانا هكمل عليه ، ما هو مش بعد ما عملت كل أكده يطلع على الفاضى .
_ هو بالساهل بردك أفضل متقيدة بالحزق والملزق ده ومش قادرة أجعد على راحتى .
_ ملها الچلابية بس !
جصرت معاه فى حاچة ، لازم يعنى اللبس جليل الحيا ده .
وبينما تحدث نفسها سمعت صوت أقدام بالخارج ، فتوترت وفركت كفيها مردفة مردفة : شكله چه ، چه .
لتسرع مرة أخرى إلى المرآة لتنهدم من نفسها مرة أخرى .
ثم أخذت ضربات قلبها فى التسارع ، تنتظر اللحظة التى يراها بها فى لهفة .
اما براء فكان كلما تقدم خطوة من غرفته معها ، تأخر خطوة محدثا نفسه بضجر : الواحد جلبه مش جايبه يدخل عنديها وكالعادة تسد نفسه .
_ انا بجول أروح على أى مطرح أبيت فيه وخلاص وبلاها هم .
ليتجه بالفعل إلى أحد الغرف الفارغة التى توجد فى نهاية الردهة بعد الغرفة التى يوجد محمود ونهلة ثم غرفته مع زاد ثم تلك الغرفة .
فمر فى البداية على غرفة محمود ، ولكنه توقف عندما سمع ضحكات نهلة وحديث محمود لها .
_ هتروحى منى فين يا نهلة ، هجيبك يعنى هجيبك وساعتها مش هرحمك .
فأجبته نهلة بدلال أنوثى وضعف مصطنع وهى تختبىء وراء الستار: هتعمل فيه إيه يا باشا ، ده أنا غلبانة جوى .
فصك محمود على أسنانه بغيظ مردفا : أنتِ غلبانة أنتِ !
_ ده أنتِ غلبتينى معاكِ لغاية ما يدوبك فتحتى نفسى للحب .
لكن مش عارف أشبع منك يا نونو .
_ تعالى بقا قبل ما نرجع مصر ، وأمى تاخدك لحسابها وتتفقع مرارتى أنا .
فضحكت نهلة وأخرجت رأسها من الستار وطالعته بحب قائلة: وبعدين بقا معاك يا باشا ، متخلينيش أضعف قدامك .
ليسير إليها محمود ويمسك بيديها ويرفعها إلى فمه ويقبلها بعشق مردفا : باشا إيه ، أنتِ اللى باشا يا بغاشة .
وهنا وضع براء يده على أذنيه بعد أن تجعد وجهه من الغيظ مرددا : ااااه يانى على حظى المنيل بنيلة .
_ شوف البت مرات أبويا ، عاملة ايه فى محمود ، خربت عقله خالص من الدلع والحب .
_ أما أنا يا عينى عليه بس أعمل إيه ؟
آدى ألله وآدى حكمته ، يارب صبرنى على ما ابتليتنى به .
ثم سار عدة خطوات أخرى ، وحينها دق قلب زاد من وراء الباب وابتسمت وانتظرت أن يدخل إليها ورؤيته لها بتلك الهيئة الفاتنة .
ولكن براء وقف أمام غرفتها وطالع الباب بنظرة نفور وحدث نفسه : اه يا باب ، كان وراك قلب مشفوتش فى الدنيا دى زييه فى حنيته وحبه ، بس للأسف أتغير زى ما كل حاچة فى الدنيا دى عتتغيير .
_ليه بس يا جلبى وأنتِ عارفة انى روحى فيكِ .
ثم تنهد بغصة مريرة واستكمل بخطواته نحو الغرفة التى سينزل بها .
وحينها إستمعت زاد لصوت خطواته مرة أخرى ، فتوترت وتلون وجهها بحمرة الغضب مردفة : هو فيه ايه !!
_ لدرچادى كرهنى ومش عايز يطل فى وشى عاد .
_ وعيروح ينام بعيد عنى .
_ هان عليك زاد للدرجادى يا براء .
_ اه يا جلبى اه .
_ بس ينفع أكده ،بعد ما لبست واتزوجت ، كل ده يچى على الفاضى.
_ طيب يطلع ليه ولو بنظرة واحدة بس ، عشان مش ضامنة اعمل أكده تانى .
– اعمل ايه دلوك ياربى دبرنى .
_ بس لا مش عسيبه الليلة دى بالذات .
لذا فتحت الباب سريعا ورأته من ظهره يتقدم نحو الغرفة الأخرى ، فقلدت صوت القطة : بس بس بس .
فمتنعض وجه براء واردف : هو انا عشان مش لاجى حد يعبرنى إهنه ، أجوم للدرچاتى صعبت على الجطط عتكاسنى .
ثم أكمل سيره للامام دون أن يلتفت ، فلم تجد زاد مفر عندما لم يستجب غير أن تناديه بإسمه بصوت خافت : براااااااء.
إستمع براء بإسمه بصوت لذيذ فارتسم على ثغره ابتسامة جذابة وحدث نفسه : ايه الليلة دى مش كفاية البِسة ودلوك كمان عروسة البحور ، هو فيه ايه ، ولا دى يمكن تهيؤات !!
_ولا يكونش عندنا ضيوف !
ثم إستدار فاتسعت عيناه لما رأى من ملاك جميل يشير له من بعيد .
فأشار على نفسه : أناااا ، حضرتك بتنادى عليه أناااا ؟
ثم حدث نفسه : والله خايف من زاد ، تكون عاملة فيه ملعوب وجايبة صاحبتها عشان تمسكنى متلبس ، ما أنا خابر ماهتصدق وتجوم الدنيا عليه حريجة.
_ وعشان أكده ، بلاش الجاذبية الأرضية اللى تودى فى داهية دى .
لذا قال : بجولك يا قمر أنتِ ، لا أنا بحب مرتى جوى ومجدرش أخونها ، فابعدى عنى ألا جيلك عاد ونتهور وتمسكنا مرتى اللى بحبها جوى متلبسين ونتفضح فضيحة المطهر عاد.
وهنا اتسعت ابتسامة زاد وأردفت: يا حبيبى يا براء ، انا كنت خابرة أنه لا يمكن تعرف غيرى .
_ تعال يا جلبى ، أنا زاد بس عاملة نيو لوك .
فتح براء فمه ببلاهة قائلا بتيه : أنتِ بوسى ملاك الرحمة .
_ قصدى زاد ، مرتى اللى أنا خابرها ، اللى عتلبس الأسدال واحنا نايمين .
_ لااااا انا مرتى مش بالأخلاق دى ،مش مصدج حالى .
زاد بضحك : أنا والله يا جلبى ، تعال بجا ، لا أرچع كيف ما كنت .
لتجده قد ركض إليها فى الحال ، ودفعها للداخل واغلق الباب خلفه واستند بظهره عليه وأفرد ذراعيه قائلا : لا ترچعى إيه !
_ بس مش مصدق ، بچد أنتِ مرتى زاد .
_ طيب إجرصينى أكده !!
فوجدها تقترب منه وتمد يدها على ذراعه ، فأبعده بذعر قائلا : خلاص صدجت عشان خابر صوح إنك چبلة .
فصاحت زاد بغضب قائلة : انا چبلة يا بتاع النسوان ، إلهى يجى ويحط عليك .
جحظت عين براء وحدث نفسه : مفيش فايدة ، مهما نضفت من برا ، من چوه عندها عقدة ، مش ناوية تبطلها .
_ أعمل إيه فى حظى العفش ده ، بس أهى ليلة وتعدى عشان أكده عتحملها وخلاص وبكرة أطفش من وشها العكر .
لذا اصطنع الابتسامة وقام بلف ذراعيه حولها وقربها منه ونظر فى عينيها بتيه وعشق مردفا : بس أنتِ طلعتى حلوة جوى جوى يا زاد ، إيه يا بت الحلاوة دى كلها !!
وهنا تذكرت زاد كلام نهلة ، وأنها يجب أن تكون عندها ثقة فى نفسها فقالت : أنا حلوة من زمان ، بس أنت اللى معتشوفش .
فوضع يده براء على رأسه وأغمض عينيه من الغيظ ، فسألته زاد بقلق : مالك يا حبيبى انت تعبان ؟
فحرك براء رأسه : أبدا الضغط بس على عليه شوى .
ثم غمزها بمكر قائلا : بجولك ايه يا حبيبتي ،ما تيچى نحب بعض من سكات ، عشان الكلام بينا أخرته مش حلوة .
ليحملها بعد ذلك براء ،ويلقى بها على الفراش .
فطالعته زاد بألم ،ولا تدرى لما وصلت بينهم الأمور إلى كل ذلك التعقيد ، ولكنها استسلمت له ، ولم ترفض إحتياجه لها لأنه زوجها وله حق عليها .
ليعطيها براء ظهره بعد ذلك ، فوجدت نفسها تبكى بصمت وأخذت تردد بإنكسار .
أيوة تعبني هواك وياك ياللي ظلمت الحب معاك
أيوة تعبت تعبت تعبت زي ما بتقول اتغيرت
اتغيرت من الحرمان مش باتحمل زي زمان
وانا هاتغير انا هاتغير
الا في حبك
طمن قلبك لسه باحبك
زي زمان واكتر بزمان
ياللي بتسأل عن أحوالي وبتستغرب ع اللي جرى لي
اتمنيتك تسأل عني قبل بعادك ما يغيرني .
أما براء فلم يشعر بما تعانيه زاد و خلد إلى النوم سريعا.
********
لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغر.
عاد باسم فى وقت متأخر منهك القوة وشاحب الوجه وحزينا على عزة ليس لحبا ولكن خشية أن يفقدها دون أن تسامحه على تقصيره معها ،فيسئل أمام الله عنها .
وعندما ولج إلى غرفته وجد ملك نائمة و تحتضن الصغيرة ريحانة وهى جالسة على المقعد وتستند عليه بظهرها ورأسها منحنية للخلف .
فابتسم باسم مردفا : أنا محبتكيش من شوية يا ملك .
_ صراحة مشفوتش حد زى جلبك الطيب الحنين ده .
_ وعلى جد ما أنا فرحان انك مبسوطة بـ ريحانة ، بس خايف من عزة لما تفوق وتسئل عليها وتاخدها من حضنك .
_ساعتها هيكون إحساسك ايه ، وانا خابر أنها بقت روحك وجطعة منك خلاص .
ثم اقترب منها وانحنى إليها وقبل رأسها بحنو ، ثم طالع صغيرته التى وجدها قد إبتسمت له ،فتعلق قلبه بها .
فمد يده ليحملها ليريح ملك بعض الشىء ، ولكن عندما حاول جذبها ، فزعت ملك وشددت من إحتضانها وتمتمت : بنتى .
ليتركها باسم الصغيرة ثم همس وهو يربت على كتف ملك بحنو : ملك ، جومى يا حبيبتى ، ريحى على السرير شوية .
_ وانا هاخد ريحانة .
ففتحت ملك عينيها بتكاسل مردفة بنعاس : باسم انت چيت يا حبيبى .
باسم بضحك : لا ده عفريتى .
فضحكت ملك مرددة : طيب إنصرف ، إنصرف .
مش فضيالك دلوك ، انا معايا حبيبة قلبي ” ريحانة ” ثم إنحنت برأسها إليها وقبلتها بحب .
فزمجر باسم كالأطفال : أكده يا ملك ، ده بدل ما تجولى أتوحشتك ، عايزة تبعدينى عشان تاخدى راحتك مع البنت .
_ من أولها أكده خدت هى اهتمامك وانا راحت عليه خلاص .
فوضعت ملك يدها على فمها وشعرت بالحرج ، ثم وقفت ومالت إليه وقبلته فى وجنته مردفة بحرج : ازاى ده واحنا لينا أنا وريحانة بركة غيرك يا أبو ريحانة يا سكر .
فابتسم باسم بمرواغة قائلا : ثبتينى كده خلاص .
ليحاصرها بذراعيه ثم أطال النظر فى عينيها بحب قائلا : تعرفى إنك وحشتينى جوى .
_ وأكتشفت انى مقدرش أقعد ولو ساعة واحدة من غيرك .
توردت وجنتى ملك خجلا مردفة : وأنت كمان يا جلب ملك ، ربى يخليك ليه وميحرمنيش منيك واصل .
_ بس جولى إيه أخبار عزة دلوك طمنى ؟
فأغمض باسم عينيه متألما ثم تراجع للوراء حتى أستند على الفراش ، فشعرت ملك بالخوف مردفة بفزع : ايه حوصل يا باسم ؟
_ اوعى تقول ماتت !
فحركت باسم رأسه قائلا : لاااا بس انا خايف تموت وربنا يحاسبنى عليها يا ملك .
ثم طالع ملك بنظرة عتاب قائلا : ربنا يسامحك أنا مكنتش رايدها وأنتِ اللى خلتينى أقرب منيها ودلوك لو ماتت وأنا كنت مجصر معاها ، عيكون حالى ايه بجا !
أقتربت منه ملك وربتت على كتفه بحنو مرددة: عتعيش يا باسم وان شاء الله تعوضها عن اللى جصرت فيه .
_ متشيلش نفسك الهم وادعى بس ربنا يشفيها .
طالعها باسم بإندهاش قائلا : أنتِ كيف أكده !
_ وحدة زيك كانت تتمنى تموت وتخلص منيها مش تدعلها بالشفا .
_ طيب مش خايفة تاخد منك البنت اللى نايمة على صدرك وحملاها بردك ومش عايزة تريحى نفسك منيها شوى وتحطيها على السرير .
فتركت ملك ذراعه لتشدد على ريحانة بذراعيها الإثنين قائلة: محدش يقدر ياخد ريحانة منى .
باسم : بس دى أمها يا ملك ، عتقدرى تقوللها لأ متخديش بنتك .
فابتلعت ملك غصة مريرة فى جوفها ثم رددت : عنربيها سوا يا باسم .
_ انا خابرة أنها بنتها ومش ناسية ، بس أنا حاسه إنى دمى أنا اللى عيجرى فى عروقها ، وأنا بردك أمها بالرضاعة يعنى بنتى أنا كمان ومحدش يجدر يجول غير أكده .
_ وكمان عزة عتشتغل معاك ومش عتكون فاضية تتهتم بيها وتربيها.
فقاطعها باسم بقوله : يعنى أنتِ هتكون المربية للبنت يا ملك !!
_ ليه تجبلى على نفسك أكده ؟
فوضعت ملك ريحانة على السرير برفق وأخذت تطالعها للحظات بحب ، ثم إلتفتت إلى باسم وهمست بعد أن لمعت عينيها بالدموع : ايوه قابلة أكون مربية وخدامة كمان بس تكون جارى العمر كله .
فأشفق عليها باسم ، فهو لا يتحمل دموعها ، لذا وقف واقترب منها وأزال دموعها برفق وطالعها بعشق مردفا : أنتِ أحلى وأحن أم فى الكون كله .
ثم إستطرد بداعبة :
_ بس ايه تكون جارك العمر كله دى !
_ يعنى عايزة البت تعنس ومتجوزش ولا ايه !
فابتعدت عنها بعد أن إرتسم على وجهها إبتسامة عذبة ، رغم تلك الدموع التى ما تزال عالقة فى أهدابها قائلة : لا بعد الشر على بتى من العنوسة ، بس هو عريسها جارنا أهنه مش هتطلع بره ، معاذ ابن اخوك “براء ” هو انت مش خابر أنهم مخطوبين ولا إيه عاد !
طالعها باسم بإندهاش ورمش بأهدابه عدة مرات متتالية من الصدمة قائلا : وكيف أنا محضرش خطوبة بتى !
_ لا عاد أنا مش موافق على الچوازة دى.
ليجدها قد أمسكت يده وقبلتها وقالت برجاء : لا أبوس يدك متبوظش الچوازة دى، والبت ياخدها حد غريب وتبعد عنى .
وعايزاك كمان تقرب من عزة حبتين وأنا مسمحاك وربنا عشان تسيبلى البنت ومتغضبش .
فطالعها باسم بصدمة وضرب بإستنكار قائلا : لا حول ولا قوة الا بالله.
_ بجولك ايه يا ملك ، أنا تعبان وعايز أنام ، ومش فايج للى عتجوليه ده .
ثم افترش السرير بجسده وأغلق عينيه وسرعان ما ذهب فى نوم عميق .
لتطالعه ملك مردفة بتصميم : عتجوز معاذ يعنى عتجوزه .
********
طرق زرارة الباب قبيل الفجر على حمدى وحسنية وهمس بخفوت : يا سيد الناس ، الله يسترك .
_ يلا نمشى قبل ما النهار يطلع علينا ونتجفش .
_ وكمان جاسر قرب يفوق , ولو فاق وشافك أكده مش بعيد يعمل مصيبة ونتفضح ويبجا على رأى المثل :
_ مشفهمش وهما عيسرجوا شافوهم وهما عيتحاسبوا .
ليجد حمدى قد فتح الباب فجأة وهدر فى وجهه : بتجول ايه يا طور !
ولكن زرارة لم يجيبه بل وقف على أطراف أصابعه ينظر لداخل الغرفة بعين متسعة لعله يرى حسنية فى الفراش .
فانتبه حمدى لعينيه ، فغضب وضربه فى مقدمة رأسه قائلا : عينيك لأخزقهالك .
_ بتبص على حريمى يا نجس .
فحدث زرارة نفسه : دى أمة لا اله الا الله بتبص عليها ، والله انت وجعتك منيلة زى وشك يا حمدى.
ليجده أغلق الباب مرة أخرى فى وجهه مردفا : هلبس خلجاتى واجى يا طور .
ثم أقترب من حسنية وداعب وجنتيها بلطف فاستيقظت على إثرها مبتسمة وطالعته بحب مردفة بدلال : حبيبى وسيد الرچالة كلاتها.
فأخرج حمدى زفيرا حارا قائلا بلهفة وعشق : عچبتك الليلة دى يا بت ؟
فغمزته حسنية : طبعا ده أنا أول مرة معاك أحس انى وحدة ست ، وحسيت إنى جبل أكده إنى مچوزة طور .
فضحك حمدى : صوح عنديكِ حق .
ثم أبتعد عنها مردفا : همشى أنا دلوك قبل النهار ما يطلع ، عتوحشينى يا جمر .
فجلست حسنية بعد أن تبدلت ملامحها للحزن قائلة : وبعدين معاك يا جلب حسنية ، هفضل أشوفك خطافى أكده .
_ لا مجدرش ، أنا عايزة أفضل جمبك العمر كله .
ابتسم حمدى وخطف منها قبلة سريعا مردفا : وانا كمان يا جلبى ، بس هانت من النهاردة هبلغ عن الطور جاسر جوزك أنه هو اللى اللى عيخزن المخدرات مش جابر أخوه .
فضربت حسنية على صدرها : بس أكده هتطلع الراجل الفقرى جابر وأنا كان نفسى يجمعهم بورش واحد .
حمدى : مينفعش يا جلبى أكده عيتفقوا علينا چوه ، فإكده أحسن وكمان جابر ده سره باتع ، فخليه يخرج بدل ما يدعى علينا .
ثم غمزها : واحنا لسه داخلين دنيا والرزق جدامنا .
أومئت حسنية برأسها مردفة : اللى تشوفه يا جلبى .
فابتسم حمدى وقبلها ثم أتمم ملابسه وخرج مسرعا مع زرارة .
وفى الطريق حدثه : بجولك ايه يا زرارة ؟
زرارة : جول يا واد عمى اللى تأمر بيه .
حمدى : تروح لعوض اللى كان عيدير مصنع جابر ، وتعمل نفسك حزين على اللى حوصل ليه .
وبعدين تفضل تكلم معاه وتجوله ، أكيد مظلوم وانك متصدجش أنه عمل كده .
فهو عيجولك أيوه ،وأكيد شاكك فى المدعوج جاسر أخوه لإنى خابر أنه عيكرهه جوى من زمان .
_بس مش خابر أثبت كيف أنه هو اللى عملها .
فانت تروح جايله: سهلة جوى ، مش عنديكم كاميرات مراقبة .
عتلاقى عينيه بقت فى نص رأسه ويجولك ايوه .
_ تروح تحوله خلاص روح القسم وحول الكلام ده وهما عيتاكدوا من الكلام بنفسيهم .
_ بس وتسيبه وترچعلى عايزك فى موضوع قمر ، عشان أكده تيجى خبطتين فى رأس واحدة .
فضحك زرارة مردفا : يا دماغك العالية يا سيد الناس.
عُلم وينفذ يا واد عمى
******
ولجت سلسبيل إلى جاد فى غرفته مع عمران أخيها فوجدته مازال يبكى والطعام الذى تركته له منذ الأمس موجود كما هو لم يقرب منه .
فطالعته بحزن وعاتبته بقولها : وبعدين معاك يا چاد ، انا أكده هزعل منيك .
_ كده الاكل بحاله ،مكلتش ليه ؟
_ وأنت يا عمران مش جادر توكل صاحبك وأخوك .
عمران بإستياء : مش قدرت عليه واصل يا سلسبيل ، دماغه كيف الحجر .
_ وعيجول مش عندى نفس أكل لقمة وأخوى محبوس .
سلسبيل بغصة مريرة : انا خابرة أنها حاچة تحزن بس الوكل ملوش دعوة بإكده ، لزمن تاكل عشان تتجوى ولما يطلع جابر بيه يلاجيك راچل جوى أكده ويعتمد عليك .
طاطأ جاد رأسه بحزن وبكى بحدة قائلا : انا عايز أخوى ، عايز أخوى .
ثم رفع عينيه وحدثنا برجاء : ربنا يخليكِ يا سلسبيل ، ودينى عنده أشوفه ،بالله عليكِ .
فاغمضت سلسبيل عينيها بحزن وقهر وحدثت نفسها : ومين سمعك يا جاد ، انا كمان نفسى أشوفه .
_ ياااه وحشنى جوى ، ومكنتش خابره أنه غالى عندى أكده جوى غير لما خدته الحكومة جدام عينى .
_ حسيت إن روحى انسحبت منى وكنت عموت بحسرتى.
_ ربنا يفك ضيقتك يا جابر جلبى وتخرج بألف سلامة
*****
يبلغ الحب القمة متى تنازلت المرأة عن عنادها والرجل عن كبريائه .ض
إستيقظ براء من النوم وأدار وجهه ليرى زاد ، فتفاجىء بدموعها التى حفرت طريق على وجنتيها وسمع شهقاتها وهى نائمة .
فعاتب نفسه مردفا : هو إيه اللى إحنا فيه ده أنا وهى .
_ مش خابر ليه هنعمل أكده فى بعض ، رغم إنى عحبها جوى .
_ وهى بردك عتحبنى وانا متوكد من أكده ، بس للأسف العند عيهد حياتنا وعيقضى على الحب اللى بينا للأسف .
_ ومش خابر أصلح ده ازاى !
_ وكل اللى بفكر فيه إنى أهرب وبس من الضغط اللى أنا فيه إهنه ، يمكن لما أرجع مصر وأكون لحالى ، أعرف افكر شوى فى حل يريحنى ويريحها .
ليقوم بعد ذلك إلى المرحاض ويخرج يرتدى ملابسه ، ثم أخرج حقيبة ملابسه وجمع بها احتياجاتهم سريعا .
ثم ألقى نظرة أخيرة إلى زاد ، ثم طالع ذلك الملاك البريء النائم فى فراشه معاذ ، ثم تقدم منه وأخذ براحة يده وقبلها بنعومة مردفا :عتوحشتى يا حبيبى ، وأمك كمان ربنا يعلم أنها عتوحشنى ، أشوفكم على خير .
ثم أخرج هاتفه وكتب لها رسالة على الواتس .
( زاد خلى بالك من نفسك عاد ومن معاذ ، وعتوحشونى ، ويمكن لما تعاود من شغلى مرة تانية تكون حياتنا أفضل كتير من دلوك ، دعواتك حبيبتى ، سلام ) .
ثم تنهد بحرارة وهو ينظر لها نظرة أخيرة ، لتصيبه نغصة فى قلبه فجأة ، فتألم قائلا : اااه ثم ردد : خير يارب .
ليتسائل بدهشة وهو يضع يده على قلبه : هو البعد عنيكم عيوجع الجلب إكده ؟
يا ترى إيه مستنيك يا براء ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *