روايات

رواية قطر وعدى الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية قطر وعدى البارت الثاني

رواية قطر وعدى الجزء الثاني

رواية قطر وعدى
رواية قطر وعدى

رواية قطر وعدى الحلقة الثانية

-أتمنى تكوني خلصتِ كلام في سيرتي أنا و مراتي .
هتف بها ” ياسر ” ما إن دلف للغرفة المتواجد بها شقيقته ووالدته التي انتفضت في جلستها بتفاجئ من وجوده , ولكنها حاولت الصمود وأدعت اللامباله وهي تهتف بملامح واجمة :
-ايه الدخله دي يا ياسر ! , وسيرتك ايه أنتَ ومراتك الي بجيب فيها ؟
رفع حاجبه باستهجان وهو يشير لها بيده مرددًا بسخرية :
-والله إجابة سؤالك عندك مش عندي .. أنا سمعت كلامك ومستني أعرف امتى هتقتنعي إن حياتي دي تخصني أنا ومسمحش لحد يدخل فيها حتى لو كان أنتِ يا ماما .
وقفت متحفزة بجسدها حين رأت دلوف ” زهرة ” للغرفة فاستشاطت وهي ترى إبنها يتحدث معها ويحاسبها أمام تلك الغريبة الغير مرغوب في تواجدها بالمرة , فهتفت بضيق :
-وأنا كنت أدخلت في حياتك ياعين أمك , مانا سيباك على هواك , اتجوزت واحده أنا مش موافقة عليها وسكت , وجبتها تقعد معانا في بيتي وتبقى كل يوم في وشي وسكت برضو عشانك , وبعد كل ده تقولي بتتدخلي في حياتي !!.
هتفت ” سُمية ” بضيق من حديث والدتها التي لا تراعي وجود زوجة شقيقها :
-خلاص يا ماما مفيش داعي للكلام ده !.
التفت لها باهتياج وهي تردد :
-ليه يا عنيا خايفه على أحاسيسها ماهي عارفة إني مش موافقة من الأول على الجوازه دي , ولا عشان أول مرة أقولها في وشها …
التفت ل ” زهرة ” وهي تسألها بسخرية :
-ولا ايه يا ..يامرات ابني , مش أنتِ برضو عارفة إني مجبرة اتقبلك عشان ابني .
أجلت حنجرتها من غصة البكاء التي تتملكها , وهتفت بدموع محتجزة في عيناها :
-هو ليه حضرتك بتكرهيني كده ؟ , أنا عملتلك ايه عشان متتقبلينيش ؟!
هدأت نبرتها وهي تجيبها بضيق :
-عشان من أول ما قالي عليكِ وعلى وضعك وأنا قلتله لأ , من البداية قلتله شوفلك حد تاني يكون مناسب أكتر .. واحدة من مستوانا ومن طبقتنا .. واحدة تكون صغيرة متكسفش أعرف عليها معارفي .. أنتِ عارفة كام واحده من معارفي قالولي ليه ابنك أتجوز واحده كبيره كده , مش كان أولى يتجوز شابة صغيرة ..
-ماما !..
صرخ بها ” ياسر ” ولم يتحمل ما تقوله والدتها أكثر , تحفزت معالم وجهه بشكل مخيف بعث القلق في نفس والدته التي اتخذت الصمت حلاً أمثل لها , التف على صوت خطوات تبتعد ليجد ” زهرة ” تهرول للخارج بخطوات متسارعة .. لعن من بين أنفاسه على الوضع الذي تقحمه والدته بهِ , فالتف لها يهتف بغضب عارم وهو يشيح بيده بعصبية :
-أنتِ عاوزه مني ايه ؟ , ليه مش عاوزه تسبيني في حالي وتخليني أعيش حياتي الي اخترتها بسلام .. الناس الي بتقولي بيتكلموا عليها دول ميعرفوش سنها أصلاً عشان يتكلموا , ومعتقدش أنها باين عليها الكبر للدرجادي …بس أنتِ الي ماشية تقولي أنها كبيرة وعانس ومكنتش لاقيه الي يتجوزها , مش صح ؟؟
توترت ملامحها وهي تستمع لسؤاله ولم تجيبه ليُكمل بنبرة متألمة :
-حتى لو مش حباها ورافضة وجودها المفروض كنتِ تتقبليها عشاني , عشان سعادة إبنك , عشان متنكديش عليَّ عيشتي زي ما بتعملي من وقت ما خطبتها , لكن ازاي أنتِ متقدريش تتنازلي عن كرهك ليها مقابل حبك ليا ..
-في ايه ؟؟
رددها ” عادل ” الذي دلف للتو مستغربًا من صوت أخيهِ العالي , لم يجيبه ” ياسر ” وهو يكمل :
-مش عاوزاها في البيت يا ماما مش كده ؟
وصمتها كان إيجابة واضحه له , فتنهد بقوة قبل أن يقول :
-حاضر يا ماما أنا همشيهالك من البيت خالص يمكن ترتاحي .
أنهى حديثه خارجًا من الشقة , تاركًا تلك التي ابتهج وجهها واتسعت ابتسامتها وهي تستمع لحديث ولدها الذي يعلن بقرب زوال تلك المصيبة التي وقعت فوق رأسهم , انتبهت لنظرات أولادها لها فهتفت بضيق :
-في ايه بتبصولي كده ليه ؟
هتف ” عادل ” بعتاب :
-ليه كده يا ماما ؟ , ليه مصممة تبوظي حياتنا ؟, ليه مش عاوزه تسبيه يعيش مع مراته الي بيحبها في هدوء ؟ ليه كل الي بتعمليه ده هتستفيدي ايه ؟ .
-أنا معملتش حاجه .
ابتسم ساخرًا وهو يكمل :
-أنتِ فاكره إن ياسر هيطلع يمشي زهرة لوحدها ؟
تجمدت ملامحها وهي تردد بقلق :
-قصدك ايه ؟
هز رأسه بيأس وهو يجيبها :
-ياسر هيمشي قبل مراته , هياخدها ويعيشوا في شقتهم الي رفضتي أنهم يقعدوا فيها في أول الجواز وفضلتِ تترجيه عشان ييجي يعيش معاكِ هنا .
نفت برأسها بذعر وهي تردد :
-لأ , لأ ياسر مش هيمشي ويسبني عشانها .
ارتفع صوت ” عادل ” قليلاً بضيق وهو يهتف :
-ياماما افهمي بقى , ياسر مش هيخرب حياته عشانك خصوصًا ومراته معملتش حاجه , مش هيمشيها ويبعد عنها وهي مأذنبتش .
جلست على الأريكة خلفها بصدمة وهي تهز رأسها بنفي ترفض فكرة أن يبتعد ولدها عنها من أجل زوجته !..
———————
جالسة أمامه تحاول تهيأة ذاتها لتقبله , وافقت على مقابلته وهل لها ألا تفعل بعد ترجي والدتها لها ؟ , وها هي تنظر له من فنية لآخرى لتستشف صدق حديثه الذي يلقيهِ على مسامعها الآن , يسرد لها تفاصيل حياته بشكل موجز , ويحكي لها عن زيجته السابقة , انتبهت لحديثه :
-أنتِ ساكته ليه يا زينب ؟
ابتسمت بتوتر طفيف وهي تهتف :
-أبدًا ..بسمعك .
أومئ موافقًا وهو يكمل :
-ايه رأيك في كلامي ؟
-يعني معنديش تعقيب عليه … بس حابه أعرف ايه المطلوب مني ؟
-مش مطلوب منك حاجه غير إنك تهتمي بإبني وتعامليه كأنه ابنك , وتاخدي بالك مني ومن البيت .. اعتقد ده الطبيعي يعني .
أومأت برأسها متفهمه وهي تقول :
-فاهمة طبعًا , بس يعني بالنسبى لشغلي ا…
قاطعها وهو يردد :
-لا مش هينفع شغلك .. ثم إنك مش هتحتاجيه , يعني أنا حالتي المادية كويسه جدًا , وكمان هيبقى صعب تشتغلي وتهتمي بالبيت وبإبني خصوصًا أنه لسه بيبي يدوب سنتين ومحتاج رعاية .
اقتضبت ملامحها وهي تردد :
-بس أنا مش هسيب شغلي , أنا مديره تنفيذيه فاهم يعني ايه ؟ , يعني مكانه عمري ما هعرف أوصلها تاني , أنا سنين عمري الي فاتت كلها كانت فالدراسة والماجستير .. الي بسببهم أنا بقيت في وظيفتي دي في عمري ده , عاوزني بالسهولة دي أسيب شغلي !.
هتف بتوضيح :
-لو فضلتِ في شغلك مش هتعرفي تاخدي بالك من ابني ولا من البيت , طفل عنده سنتين هتسبيه لمين ؟
تسائلت باستغراب :
-وأنتَ بتسيبه لمين دلوقتي ؟
-لخالته لحد ما بخلص شغل واروح اخده , بس لما اتجوز مش هيجيلي عين أطلب منها تاخده وهي عارفه إن سبب من أسباب جوازي هو إني اجيب أم لإبني .
تنهدت بهدوء وهي تقول :
-حقك تطلب واحده متفرغة لإبنك , بس أنا كمان حقي أبدي رغبتي في تمسكي بشغلي .
ومع إصرارها على موقفها وإصراره المماثل وعدم استطاعتهما التوصل لحل وسط , كان ينتهي اللقاء بكلمات مجاملة مقتضبة ..
-ها يا حبيبتي ايه الي حصل ؟
أردفت بها ” آمال ” بلهفة ما إن ذهب الأخير , لتجيبها ” زينب ” بهدوء بالغ :
-محصلش نصيب يا ماما .
أنهت حديثها تاركه والدتها التي أُحبطت ملامحها وقد خاب أملها بإكتمال الزيجة هذة المرة أيضًا , دلفت لغرفتها وألقت ذاتها على الفراش بإرهاق , وعقلها يدور بتفكير , لِمَ لا يتوافق طموحها مع مستقبلها ؟ , لِمَ لا يمكنها التوفيق بين الزواج والإستمرار في عملها الذي أخذ الكثير من الجهد للوصول له ؟ .
——————–
كتمت شهقاتها حين شعرت بفتح باب الشقة , ومسحت دموعها سريعًا لا تريده أن يرى تأثير حديث والدته عليها , حديثها الذي أصاب قلبها ببراعة مفشيًا فيهِ الكثير من الألم , وقفت تنظر له بهدوء حين أصبح أمامها ولم يخفي عنه إحمرار أنفها وعيناها لكنه تجاهلها متجهًا لغرفتهما لتتبعه بعد ثوانِ باستغراب , دلفت لتجده واقفًا أمام خزانته يخرج ثيابه يضعها في الحقيبة الكبيرة الموضوع فوق الفراش , اقتربت منه باستغراب قلِق وهي تسأله :
-ياسر بتعمل ايه ؟
لم يلتفت لها وتابع ما يفعله فاقتربت منه تقف أمامه تعوق طريقه للخزانة وهي تسأله ثانيًة :
-ياسر رد عليَّ بتلم هدومك ليه ؟
رد بنبرة جامدة :
-هنمشي من هنا .. هنروح شقتنا .
اتسعت عيناها بصدمة فقد حدث ما خشته وسيبتعد عن أهله بسببها , فتحت فمها تنوي الحديث لتجده يزيحها من أمامه وهو يردد بحدة :
– مش عاوز أسمع كلمة منك .
هتفت بتردد :
-اسمعني بس ا…
قاطعها بحدة وهو يلقي قميصه في الحقيبة :
-أنا قولت مش عاوز أسمع صوتك يا زهرة , كفاية إنك أنتِ السبب في الي احنا فيه .. أنتِ الي أصريتي نيجي نعيش هنا ونسيب شقتنا , قولتيلي بلاش تبعد عنهم في أول جوازك عشان والدتك متفكرش إن ده رغبتي وإني السبب في بعدك عنهم , وعشانك أنتِ وافقت وجيت هنا , ومن يوم جوازنا واحنا مرتحناش مشاكل وخلافات وقرف مرتحتش يوم من ساعة ما تجوزنا … بس خلاص مش ناوي أضيع باقي حياتنا في القرف ده , كفاية السنة الي عدت .
أنهى حديثه مستكملاً ما يفعله , فحاولت إقناعة بالعزوف عن قراره :
-ياحبيبي مامتك أكيد هييجي يوم وتعرف إن الي بتعمله ده غلط وملوش داعي وهتبقى كويسة معانا .
حدجها بنظرة ساخرة دون رد , فهو أكثر من يعرف والدته ويعرف جيدًا أنها لن تتراجع عن رأيها في زوجته ..
هتفت باقتراح ما إن رأته لا يهتم لحديثها :
-ايه رأيك أروح اقعد عند ماما كام يوم لحد ما مامتك تهدى و..
-اطلعي بره .
هتف بها بعصبية واضحة وهو يضرب الخزانة بيده , فانتفضت على صراخه بها تنظر له بعدم استيعاب لثوانِ , ثم قالت بتردد :
-ياسر أنا مش همشي من هنا , مادام مش هروح لماما مش هروح في حتة .
التفت لها بأعين كادت تخرج من مقلتيهِ وصرخ بها بنبرة أعنف :
-اطلعي برة يا زهرة عشان مزعلكيش .
طالعته بأعين تجمعت الدموع بها لصراخه عليها , وانسحبت بهدوء للخارج جالسة فوق الأريكة بترقب , تُرى أسيذهب بمفرده أم سيرضخ لرغبتها ويبقى .. وإن ذهب هل ستتركه يذهب وتبقى هي ؟؟ , بالطبع لا ما هذا الجنون لن تتركه يذهب بمفرده وتبتعد عنه وليحترق الجميع ..
انتبهت لخروجه بعد دقائق يسحب حقيبة الملابس الكبيرة خلفه , لتقف بتوتر تطالعه بترقب , أوقف الحقيبة ووقف بملامح مبهمة ثم هتف :
-لآخر مرة هسألك يا زهرة هتيجي معايا ولا امشي أنا ؟
طالعته بتيه وهي تسأله :
-أنتَ ممكن تمشي من غيري ؟
امتعضت ملامحه وهو يجيبها :
-مش هغصبك تيجي معايا لو مش حابه , بس أنا تعبت من المشاكل ومش مستعد اتحمل أكتر أنتِ حابه تفضلي براحتك ..
اتسعت عيناها بصدمة لحديثه لم تتوقع أنه مستعد للإبتعاد دونها , يخيرها إن كانت ستذهب معه أم لا وكأن ذهابها من عدمه لن يفرق معه فقد اتخذ قراره وانتهى الأمر !!..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطر وعدى)

اترك رد