روايات

رواية الورد الذابل الفصل السابع 7 بقلم روان حمدي

رواية الورد الذابل الفصل السابع 7 بقلم روان حمدي

رواية الورد الذابل البارت السابع

رواية الورد الذابل الجزء السابع

رواية الورد الذابل الحلقة السابعة

_ البقاء لله.
قالها الطبيب بهدوء قبل أن يكمل حديثه:
هنبدأ في إجراءت الكفن عشان الدفنة.
هز يحيى رأسه بهدوء لتقول سناء:
ينفع أدخل اشوفه؟
_ أكيد يا مدام.
دخلت للداخل بينما جلست ورد على المقعد وهي تنظر للفراغ ودموعها تمليء وجنتها جلس يحيى بجانبها:
ورد أنتِ كويسة؟
هزت رأسها ب لا وهي تنظر للفراغ:
ورد! ردي عليا.
لم ترد مرة اخرى:
ورد عيطي، قولي اي حاجة! متفضليش ساكتة كدا.
بكت بصوت عالي وهي تضع يدها على قلبها:
دا كابوس صح؟
حاسة بوجع كبير أوي في قلبي! مش هينفع يروح يا يحيى، هيروح ويسبنا!
أدمعت عيناه وهو بيتنهد بقوة:
أنا معاكِ.
ظلت صامتة وتنظر للفراغ بلا أي حديث.
_____

 

جلست سناء بجانبه على الفراش وأمسكت يده وقبلتها:
مش عارفة هكمل ازاي من غيرك! يشهد ربنا إني مشوفتش منك حاجة وحشة من يوم ما عرفتك لحد انهاردة، كنت أجمل حظ وعوض جالي من عند ربنا، قلبك وحنيتك وكنت أب كويس وزوج كويس، مش عارفة ازاي هدخل البيت دا من غيرك؟ أنت عارف انت كنت اي بالنسبالي صح؟ ربنا عالم رغم كل السنين دي اللي عشناها مع بعض واوقات مشاكل واوقات فرح فضلت أحبك وفضلت أجمل حظ ليا، أنا عارف إن بإذن الله لينا لقاء تاني، بس الوقت اللي هقضيه هنا من غيرك هيكون صعب يا محمود!
بكت بصوت عالي:
أنا عمري كله عشته معاك.. عارفة إنك مأذتش حد وكنت شخص جميل وحنين دايمًا.
قبلت يديه مرة اخرى وهي تبكي أكثر:
مش هاين عليا أودعك! مش هقدر أكون بخير من غيرك، مش هقدر.
تنهدت بألم وهي تسند رأسها بجانب رأسه:
هحاول أعمل بوصيتك وأخلي بالي من ورد وأكون قوية عشانها هي ونجمة.. هتفضل في قلبي، حبيبي وزوجي وكل حاجة ليا وعوضي في دنيا، وربنا ما يحرمنا من بعض في الاخرة.
أغضمت عيناها بألم.
___________

 

في نهاية ذلك اليوم كانت تجلس ورد على الأريكة تستمع لكل من يدخل يدعي له بالرحمة والمغفرة وهي مازلت في عالم أخر بينما تجلس نجمة بداخل أحضانها ثم فجاة ذهبت ليحيى:
يحيى.
_ نعم؟
_ هو جدو محمود فين؟
حينما سمعتها ورد بكت بصوتٍ عالي وهي تنظر للجهة الاخرى فرد يحيى وهو يتنهد:
عند ربنا.
نظرت له بإستفهام:
ازاي وليه تيتا وماما بيعيطوا؟
تنهد بقوة وهو يجلس على ركبتيه ليقترب من طولها:
ربنا خلقنا عشان نعيش شوية ونعمر الأرض وبعدها بيرجع ياخدنا فوق عنده، يا بننجح في الأختبار يا بنسقط.
_ هو فيه ناس بتسقط؟
_ آه وقتها مش بيكون عندهم ياخدوا فرصة تانية، فوقتها بيتعذبوا لإنهم أختاروا يكونوا وحشين.
مش جدو محمود كان حلو وكل الناس بتحبه؟
هزت رأسها ب نعم:
ف عشان جدو محمود نجح في الاختبار وراح عند ربنا.
_ طب طالما نجح ليه كله زعلان، حتى أنت؟
_ عشان مش هينفع نشوفه تاني، وعشان مش كلنا ضامنين ننجح في الامتحان ونرجع نشوفه.
أبتسم لها بألم:

 

بس هو هنا يا نجمة.
أشار ناحية قلبها ليكمل:
حتى لو مش موجود بجسمه هيفضل شايفك وحاسس بيكِ وبيحبك.
نظر لورد كأنه يقول ذلك الحديث لها أيضًا فابتسمت وهي تهمس له ب شكرًا.
قبل يحيى رأس نجمة وأقترب من سناء:
مش عارف أقولك أي، بس أنا معاكوا.
ربتت على كتفه وهي تبتسم:
أنت ابني يا يحيى وواثقة إنك هتكون معانا.
نزل إلى الأسفل ليستقبل من يأتي ليتفاجأ ب محمد وهو يأتي ومعه والدته ليتنهد بكره وهو يهمس:
كانت نقصاه!
نظر له محمد فقال سريعًا:
دا عزا اتمنى منفرجش الدنيا علينا هنا عشان لا دا مكانه ولا وقته.
نظر له محمد بغل ليبتسم يحيى ببرود:
طبعًا دا بعد إذنك مش عايزين نبقى في مكان زي دا وحضرتك أكيد جاي تعزي ويكون في مشاكل.
قال محمد بين أسنانه:

 

البقاء لله.
هز يحيى رأسه بتعب دون التفوه بكلمة وهو ينظر للفراغ أمامه بينما صعدت والدته للأعلى نظرت لها سناء بجمود فأقتربت منها:
البقاء لله يا سناء، قلبي عندك.
_ البقاء لله.
نظرت لها ورد بتعب وإرهاق بينما همست لها:
هي دي نجمة؟
كانت تجلس بجانب ورد تمسك يدها لتهز رأسها بنعم فقالت لها:
تعالي..
فقالت ورد بهدوء:
روحي لتيتا يا نجمة.
ذهبت لها نجمة بهدوء:
نعم؟
_ ازيك يا حبيبتي؟
أنتِ مرتاحة هنا وفرحانة؟
نظرت لها ورد بكره وهي تقوم من كرسيها وتنظر لها:
قصدك اي يا حاجة ماجدة؟
_ تعالي يا نجمة.

 

قالتها وهي تمسك بيد الطفلة:
أنتِ مرتاحة هنا؟
تنهدت ورد بصوت مسموع وهي تجز على أسنانها:
أه، بحب مامي وفرحانة في بيتي.
نظرت لها ورد بهدوء بعد جواب نجمة لتقول لها ماجدة:
مش عايزة تشوفي باباكِ؟ أكيد صحابك ليهم بابا وبتشوفيه مش عايزة تشوفي بابا أنتِ كمان.
نظرت لورد ثم قالت وهي تهز كتفاها:
ولو أنا عندي بابا ليه مجاش يشوفني من زمان؟
أدمعت عين ورد من كلمتها لتقول لها ماجدة:
كان مشغول، تيجي ننزل نشوفه؟
_ ماما قالتلي مثقكش في حد معرفهوش.
قالتها ببراء وهي تنظر لورد ثم اصرت ماجدة على ان ترى نجمة محمد فنزلت معها ورد وهي تمسك يدها ليقترب محمد منها ويقول:

 

ازيك يا حلوة؟
نظرت له نجمة وهي تتسأل:
أنت بابا؟
ثم قالت مسرعة:
بس أنا كنت عايزة بابا يبقى زي عمو يحيى.
إبتسم يحيى ابتسامة هادئة دون أن يعلق خوفًا من جنون محمد ليقول لها محمد:
يعني انا وحش؟
قالت سناء متدخلة:
لا سماح الله يا استاذ محمد، اتمنى من سيادتك تسيب عيلتي في حالها.. نجمة.
نظرت لها نجمة ببراءة:
عايزاه؟ عايزة تعيشي معاه وتسيبي ورد وتيتا وبيت جدو محمود وحضنتك وصحابك؟
_ لا أنا بحب مامي ومش عايزة غيرها، وبحب عمو يحيى عشان هو طيب وبحبك اوي يا تيتا.
ركضت لها وضمنتها لترفعها لها سناء وهي تقبلها لتقول ل ماجدة:
الموضوع انتهى يا ماجدة، ياريت تخلي أبنك يبعد عن بنتي وحياتها.
نظرت ليحير فأقترب ليأخذ نجمة ويذهب بها بعيدًا لتقول:
العمل اللي عملتيه لبنتي وكرهك ليها ووكلنا أمرنا لربنا، لكن تيجي يوم عزا عشان كدا؟ أنتِ الغِل والكره اللي جواكِ وصل للدرجة دي.. جاية يوم كلنا مكسورين فيه تعملي كدا؟
اقتربت من محمد:

 

شكلك ناسي وصلات الأمانة وبيتك اللي مكتوب بأسم ورد، لو حابب نخليها محاكم ف نخليها.. بس محدش هيخسر غيرك.
نظرت لملامحه التي بان عليها الخوف والتوتر لتقول:
عندي ليك اتفاق حلو..
نظر لها مستفهمًا فقالت:
هتمضي على تنازل عن حضانة نجمة وكل حاجة تخصها.
نظر لها بشرود لتكمل:
وعلى عدم تعرض ليها أو لورد وفي المقابل شقتك هتتكتب بإسمك ووصلات الأمانة هتتقطع.
إبتسمت بهدوء:
وأنت وراحتك برضو، تقدر تمشي دلوقتي وتفكر براحتك.
ثم أمسكت بيد ورد وهي تتركهم وتصعد قبل أن تقول:
وأبقي أتعلمي يا حاجة ماجدة الاصول مينفعش تدخلي بيت ناس عندهم عزا تعملي كدا معاهم، عيب في الأصول والأخلاق.
إبتسمت ورد:

 

جتلك منين الفكرة دي؟
_ فكرت فيها أمبارح بس مجاش فرصة..
صمتت بألم لتمسك ورد يديها بقوة.
بعد نهاية اليوم وبعد رحيل الجميع جلست ورد في الشرفة أقترب يحيى منها:
حاسة نفسك كويسة، أمشي؟
أغمضت عيناها:
بتمنى كل دا ينتهي او انتهي أنا.
قال مسرعًا بقلق وخوف:
_ بعد الشر.
_ خايف؟
_ لازم أخاف!
نظرت له بشك فقال مسرعًا:
نجمة هتعمل اي من غيرك؟
_ هي نجمة فين صح؟ من بدري مشوفتهاش من وقت ما خدتها.
_ عيب عليكِ، أوعي تكوني بتتهميني بأني خطفت بنتك؟
ابتسمت بهدوء:
فين بنتي يا يحيى.
_ نامت يا ورد نامت، متخافيش مقررتش اخطف أطفال لسا.
إبتسمت له:

 

روح عشان ترتاح شوية.
_ هجلكوا بكرا، بس هي مامتك عملت اي معاهم صح؟
إبتسمت:
هددتهم.
نظر لها متعجبًا لتبتسم أكثر:
والله زي ما بقولك كدا قالتلهم هسجنكوا ب وصلات أمانة وهتخسر بيتك عشان بأسم ورد يأما تتنازل عن حضانة نجمة.
إبتسم:
ليه محدش قال الموضوع دا وكنا خلصنا منه من زمان؟
_ كنا ناسينه.
وجدت رسالة في تلك الدقيقة من محمد:
انا أسف، بتمنى تسامحيني وتخلي بنتي تسامحني..
_ يحيى بص!
نظر لها يحيى بتعجب ولم يفهم بعد ما معنى حديثه ليرسل رسالة أخرى:
الشقة سجليها باسم نجمة مش هحتاجها.
نظروا لبعضهم بتعجب ولم يفهموا ماذا يقصد..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الورد الذابل)

اترك رد

error: Content is protected !!