Uncategorized

رواية هنا القدر الفصل الخامس 5 بقلم مريم منصور

 رواية هنا القدر الفصل الخامس 5 بقلم مريم منصور

رواية هنا القدر الفصل الخامس 5 بقلم مريم منصور

رواية هنا القدر الفصل الخامس 5 بقلم مريم منصور

بصتلي بخوف- أنتِ لازم تختفي 
بخوف اكتر – حصل  حاجه ؟ 
هزت راسها – عرفوا كل حاجه عنك ، بقيتي في سنه كام و مين صحابك كل حاجه عرفوها 
قعدت على الأرض بخوف – يعني خلاص وصلنا لآخر الطريق 
زعقت – متقوليش كده أنتِ هتمشي عند خالك دلوقتي ومش هيقدروا يوصلولك 
خدت نفس وبصتلها – ليه يا ماما منروحش ليهم واتصافوا ومفيش حد فينا يتأذي ولا همَ يا خدوني بالعافيه 
عيطت ومسكت ايدي – فاكره اليوم اللي أغمي عليه فيا كنت يوميها حلمت أن اعمامك جم وخدوكي منا ومشيوا ،حسيت بيتم في الحلم ما بالك لو حقيقه ، بعد ما فوقت من النوم وعرفت أنه حلم اطمنت شويه بس في حاجه بتقولي مش هيدوم وفعلا حسيت أن شوفت عمك الكبير في شارع، شوفته من ضهره يمكن ساعتها كان وسواس ولا حاجه بس دلوقتي لأ ، جابوا رقمي وقالولي كل تفاصيل يومك ولا اكنهم عايشين معانا ، لو حصل ووصلولك هيخدوكي للصعيد عند ستك وستك صعابه اوي .
عيطت انا كمان – بس مش هقدر اسيبك يا ماما 
طبطت عليا – لأ هتقدري وتين بنتي هتقدر ، اتحملنا حاجات كتير مش هنقدر علي المعضله دي يعني ! 
ابتسمت علي القوه اللي في كلامها حتي وسط الخوف والعياط .
قمت اجهز شنطتي وافتكرت خوف بابا عليا 
( فلاش باك) 
يوميها كان اول يوم ليا في اعدادي يعني خلاص كبرت ماما مش هتوديني المدرسه والدروس وهروح لوحدي 
– تونه 
ابتسمتله بحب ، بابا اعظم حد شوفته كلامه فيه دفا ، حنين وطيب مع كل الناس 
– نعم 
اخد ايدي وطلعنا للبلوكنه 
– زمان من ١٥ سنه كده ، ”ابتسم ” كنت شاب يعني ، كنت اول واحد في القريه في صعيد يخش ثانويه عامه ويكمل لحد اخر سنه كافحت كتير وحملت باليوم اللي هجيب فيه مجموع واجي القاهره هنا وفعلا حققت الحلم ده ” اتنهد” بس للأسف امي كانت ضدي واخواتي كانوا شايفين مش هعمل حاجه بتعليم ده ولا هيفدني بأي شيء ، شايفين ان لازم ابقي زي رجاله بلدي يقوموا من الفجر يصلوا ويروحوا لأرضهم يزرعها ويراعيها ويجوا من غيطانهم علي الضهر يناموا شويه ويقوموا علي العصر يتغدوا ويروحوا تاني ، روتين معروف في الأرياف متعودين عليه لاكن كان بنسبالي ممل عشان مكنتش لاقي نفسي فيه مش تكبر عليهم ” بصلي وابتسم ” همَ اصلا اللي ليهم فضل عليا وعلي كل واحد عايش في البلد دي ، لاكن كان شغفي القراءه والتعليم زعلت لما امي عرضتني لسفري في القاهره بس اللي وقف في وشها جدك الله ريحمه 
بضحك – الله يرحمه بس ممكن يا حج بسرعه عشان في طابور وهم وتحيا جمهورية مصر العربية اللي تعبنا بيها دي 
خبطني علي قفايا – هتعقلي امتي عايز اعرف ؟ 
بدأ كلامه تاني – لما جيت في القاهره كنت بطولي ماليش صحاب حسين بالغربه وكنت مستعد ارمي كل حاجه ورا ضهري وارجع لأهلي عدت سنه عليا وكانت صعبه لحد ما في السنه التانيه قبلت جميله كانت حنينه ملامحها فيها نور و جمال حببني فيها كانت هي في اوله جامعه وانا في تانيه اتعرفنا علي بعض كصحاب لاكن كنت بحبها و كنت مهتم بكل شئ يخصها بس محتفظ بيه لنفسي لحد ما سنه تالته اعترفتلها بحبي كان صعب عليا والاصعب مكنتش عارف هتقبله بي ايه بس فاجئتني بحبها ، ضغط علي نفسي كا دراسه وشغل عشان لما ارجع واقولهم عايز اتجوز متبقاش المشكله في الفلوس لاكن المشكله كانت في امي 
بأستغراب – وليه هي ؟ 
– عشان كسرت كلامها في موضوع التعليم واللي زاد أن هاتجوز واحده من البندر ، غضبها زاد وسمعتني كلام كأي ام مش راضيه علي حال ابنها اللي من وجهه نظارها ، زعلت من ردت فعل امي بس عزرتها ما هي مشافتش جميله ولا اتعاملت معها ، وقولت هقنعها وترضا ، حاولت مره وأتنين بس منفعش لحد ما رجعت القاهره تاني و عصتها يمكن دي الغلطه الوحيده أن عصتها ومحاولتش تاني ، بعد ما رجعت بأسبوع لقيت ابويا جالي ووقف جنبي وحط أيده في ايد ابوه جميله ، اتجوزنا وكانت الحياه بنا هاديه لحد ما في يوم كنت نازل اصلي الفجر وشوفت امي واخواتي في عربيه واقفه علي جنب في نصل اليل ، اتخنقت معاهم وايه اللي موقفهم كده اللي فهمته ناوين يأذوا جميله سعتها اتصدمت وقولت لها دي مراتي قالت لي وهي خطفت ابني ، اقنعتهم أن يمشوا بهدوء تاني كنت بدور علي سكن بعيد من منطقه تاني وفعلا فات اسبوع وجينا هنا واتعرفنا علي عمك محمد ابو سليم ومراته وكانوا نعمه السند ، فات سنه ومكنش لسه ربنا إذن بحمل جميله ، الأمر كان ينسبالي عادي لاكن مامتك كانت متوتره لحد ما في يوم راجع تعبان من الشغل عرفت أن ابويا مات نزلت الصعيد جاري من الخبر وان مكنتش جانبه بس امي طردتني وقالت لي مبقاش عندي غير والدين بس وانت مت سعتها عرفت اللي منعني من جنازه ابويا هيمنعني من مراتي ، لما رجعت عرفت ان امك تعبت وجبولها الدكتور وطلعت حامل مكنتش عارف احزن ولا افرح بس كل اللي كنت عارفه لازم اعافر واحميكوا منهم .
اتكلمت – بس يا بابا دول اعمامي وستي مش هيعملوا حاجه 
قاطعني – همَ ميعرفوش انا فين أو خلفت ولا بس ممكن بردو يكونوا عارفين ومستنين الوقت الصح عشان يظهروا بس وسط ده كله ستك متخلتش عن اللي في دماغها ولو عرفت أن معايا بنت هتخدك هيبقي فكرها بتأذي جميله لاكن هتأذيني انا كمان ” اتنهد” عشان كده يا وتين لازم تحفظي علي نفسك وتقولي لي هتروحي فين وجايه منين 
– ماشي 
مد ايده – حبتك هنا في البلكونه عشان توعديني قدام ربنا انك تحفظي علي نفسك حتي بعد موتي ، وعد يا وتين ؟
مديت ايدي وانا بعيط – وعد يا بابا وعد 
مسحت دموعي بأيدي الفاضيه وبصيت للسما
– وعد يا بابا وعد 
ماما دخلت – جاهزتي شنطتك 
– اها 
ميلت عشان اخد تليفوني 
– لأ سبيه 
كنت هاعرضها بس سكت لأن عارفه نفسي هضغف وهاراقب سليم علي النت والفكر مش هيسبني .
قبل ما افتح الباب ، ماما ندهت عليا وخضنتني جامد ، هي عارفه أن مبحبش اودع حد لأني الوداع بنسبالي اخر مره اشوفه 
بضحك – متخافيش مرات خالك اكلها حلو 
– طمنتيني الله يطمنك 
اول ما لفيت عيط مع كل سلمه بنزلها بافتكر كل حاجه لحظه موت بابا والخوف والوحده اللي حاوطني من يوميها ، وجع روحي من سليم وكره اول دقه له ،عصبيته وحنتيته عليا ، قلق ماما وشيل الحمل كله لوحدها ، عياط كل ليله بسب أن مش هشوف بابا تاني مش هسمع صوت المفاتيح بتتحط في الباب واجري عليه ، مش هسمع تريقته لما بكوي هدومه ، سليم اللي مش ليا ولا يعرف عن حبي له ، هيخطب ويتجوز وانا واقفه صالبه قدامه وببارك 
حاجات كتير مريت بيها وروحي اضغف منها بكتير .
نزلت لقيت العربيه اللي ماما وصفتهالي ، مكنتش متذكره ملامح خالي اوي لأن كان بيجي قليل جدا عندنا 
– خالو احمد ؟ 
نزل من العربيه وحضني 
– تونه عامله ايه ؟ 
ضحكت جامد ولا اكني كنت بعيط من شويه 
– بابا اكيد اللي قالك علي دلع ده 
– كان كل ما اجلكم  اسمعها منه 
قعدت ودور العربيه ، فضلت نص ساعه ساكته خايفه لأكون حمل عليهم وميطقونيش ، ميتقبلوش شخصيتي
– مسألتنيش يعني عندي عيال ولا ؟ 
بتوتر – ما هو بصراحه خايفه 
– خايف من ايه ؟ 
– ليكون محدش يستلطف وجودي و 
قاطعني – اولا ده بيتك ثانيا ده همَ عاملين فرح هناك ومتحمسين جدا يشفوكي ، اولهم يُسر بنتي اكبر منك انتِ
وهاجر بنتي بسنتين  هتحبيهم جدا 
ابتسمت – طب اخر سؤال بس ومش هسأل تاني 
– أسألي 
– انتوا ساكنين فين ؟ 
– في سكندريه 
– انت بتتكلم جد !
– ايه وحشه ؟
– وحشه ايه يا خالو ، سرع بس شويه عشان نلحق، ال خايفه ال ده انا اللي مش هيستلطفني هترده من البيت
ضحك – ايوه كده 
فضلت ماشي في الشارع بعد ما وتين طلعت البيت ، بيقولوا ان الحب حلو ووحش له الجانبين ، يعني اللي هيحب هيجرب الاتنين ، لاكن انا قلبي من يوم ما شاف وتين حببته بيوجعني من سواء عمايلها وكلامها أو طريقتي معاها ، مجربتش يعني ايه اعترفلها بحبي و تضمني ليها أو اشوف دبلتي بتلمع حوالين صبعها ، اشوف ضحكتها دايما ليا ومتنطقش كلمه ابيه اللي بتقضي علي اي أمل جوايا ، حلم كبير اوي أن في يوم من الايام تبقي ليا !
وصلت العماره ، سامع صوت خناق وزعيق بس وسطيهم صوت امي !
طلعت جاري لشقتنا ملقتش حد ، فاطلعت الدور اللي فوق 
– وانا قولتلك أن مفيش حد هنا ، مش عارفه جايبين الكلام ده منين 
– حديثك كله كذب ، ولدي معاه بنت وهخدها ويايه الصعيد .
مكنتش فاهم مين دول ولا عايزين وتين في ايه 
– خير يا جماعه فيه حاجه ؟ 
كان فيه شاب اتكلم 
– اخيرا لجينا راجل يتكلم بدل النسوان دي 
بعصبيه مسكته من هدومه – ما تلم نفسك يالا فيه ايه 
– سيب ولد ابني عاد 
بصتلها – وان مسبتهوش هتعملي ايه ؟ 
– خلص يابن الناس هتولنا البت وهنفضها سيره 
– وانا بقي بحب المشاكل ، وبعدين بت مين اللي عايزنها 
– المحروسه بنت ولدي اسمها ..اسمها 
شاب اتكلم- زفت وتين يا ستي 
اتعصبت انه شتمها كده وأنهم عايزنها بي الخناق 
– مين دي ياض اللي اسمها …
امها همست – اهدي اوعا تأكدلهم اني في حد بلأسم ده هنا 
حاولت اهدي نفسي 
– انتوا بتحلموا وتيجوا تقرفوا أبونا وتخبطوا علي بيوت الناس
– يا ولدي متلفش وتدور 
– وانا هستفاد بأيه يا حجه 
الشاب كان هيتكلم بس الست الكبيره قاطعته 
– احنا هنمشي دلوجتي وهنيجي تاني يا چميله 
لما مشيوا دخلت امي وامها وقعدت علي أول كرسي قبلني 
كنت مغمض عيني – وتين اطلعي 
محستش بيها جت 
ندهت تاني – خلاص همَ مشيوا 
قمت بخضه لما مسمعتش صوتها روحت عند باب قوضتها وخبط مكنش فيه رد فافتحت الباب 
– وتين ؟ 
ملقتهاش في الاوضه طلعتلهم بره
– هي فين ؟ 
بصتلي ببرود – هي مين ؟ 
– بنتك !
– انا مش عندي بنات 
مسحت علي شعري بعصبيه 
– الكلام ده ضحكنا بيه علي المتخلفين اللي جم من شويه 
“بصيت لأمي” انتوا ودتوها فين ؟ 
=…..
– ما تنطقوا 
– وتين في امان  
– نعم ! هو ايه اللي في امان ، راحت فين ومن غير ما تاخد أذني اصلا
– كل اللي عندي قولته لك
طلعت تليفوني بعصببه 
– انا هعرف دلوقتي راحت فين وتمشي ازاي كده 
تلفونها رن كان علي الترابيزه 
بصتلها بصدمه – ده أنتِ مضبطه كل حاجه بقي ووتين كانت راضيه ؟ 
– عمري ما غصبتها علي حاجه وياريت تسبها في حالها 
فتحت الباب – تمام وانا فعلا هسبها في حالها 
يتبع……
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك رد

error: Content is protected !!