روايات

رواية جانا الهوى 2 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 2 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 2 البارت السادس والأربعون

رواية جانا الهوى 2 الجزء السادس والأربعون

رواية جانا الهوى 2 الحلقة السادسة والأربعون

فاتن قامت وقربت منهم وبصت لسيف بهدوء : بلاش تعادي عمك خاطر يا سيف و……
قاطعها بذهول : أنا بعاديه ؟ أنا ….
قاطعته بنصح: اسمعني ومش عايزة منك تعليق أو دفاع أو تبرير ، خاطر روحه في عياله ، بيحبهم بطريقة غريبة ، تعرف كنت بتخانق معاهم على طول علشان يرتبطوا أو يتجوزوا وكنت أحرق في دمي وأزعق وهو كان بارد ويقولي سيبيهم براحتهم ، نصيبهم هيجي عندهم ، كان بيقول كتير وكنت على طول بفسر ده بالبرود وأقوله انت بارد ، انت ليه مش عايز تزعقلهم ؟ انت انت انت وهو كان يبتسم ويسكت ويقولي نصيبهم هياخدهم مننا غصب عننا انتي مش محتاجة تتخانقي وتزعقي وتعاديهم كل شوية ، عمري ما قدرت أفهم بروده ده ، بس دلوقتي .. دلوقتي فهمت البرود ده وعرفت انه عمره ما كان برود ده حب –

 

بصولها الاتنين باستغراب فكملت بتوضيح- مستغربين ليه ؟ أيوة حب ، بيحبهم وبيحب لمتهم حواليه وشايفهم عياله الصغيرين ومش عايز يقتنع انهم كبروا والمفروض يخرجوا من العش ويطيروا يعمروا عشوشهم الخاصة بيهم – بصت لهمس وابتسمت- انتي بالذات أبوكي بيحبك غير أخواتك ، انتي دلوعته الصغيرة وآخر العنقود – بصت لسيف وكملت- ورفضه وعناده معاك ماهو إلا حب أب شايف بنوتة صغيرة وبضفاير وشايف واحد جاي ياخدها منه ببساطة وبسهولة والأهم انه شايف بنته سابت ايده ومسكت ايد غيره واتعلقت في رقبته وحاسس انه مابقالهوش لازمة أو مش مهم في حياتها وفي محاولة أخيرة منه اتمسك بحلمها مش عايزها تتخلى عنه حتى لو مابقاش حلمها بس ده حلمه هو معاها ، هو حلم بيكي دكتورة في الجامعة ومش مستعد يتخلى عن الحلم ده .
همس استغربت كل كلام أمها وردت باستنكار : بس يا ماما أنا عمري ما فكرت أبدا أستغنى عن بابا وبحبه أكتر من أي حد في الدنيا وحبي لسيف مالهوش علاقة أبدا بحبي له هو !
ابتسمت بتفهم : أنا عارفة الكلام ده وهو كمان عارف الكلام ده بس من جواه صعب عليه يسلم بنته الصغيرة المجنونة الشعنونة لراجل تاني ، راجل هو لسه مش عارف هيتقبل عنادها وجنونها دول ولا هيخليها تعقل ؟ هيساعدها في حلمها اللي حلمته معاه ولا هيزرع جواها أحلام جديدة بتاعته هو ؟

 

– بصت لسيف وقالت بجدية- بطل تبص لخاطر انه حماك وبصله انه أول سند في حياة حبيبتك وانه هو اللي رباها وكبرها وانك بكل بساطة بتاخد عمره كله منه وبتقوله دي بتاعتي أنا وانت مالكش حق فيها .
سيف حرك دماغه برفض : بس أنا عمري ما وصلتله الإحساس ده وعمري ….
قاطعته بهدوء : نظرتها وتعلقها بيك بيقولوا ده ، همساتكم مع بعض بتقول ده ، مسكة ايديكم بتقول ده ، وقوفك في وشه وتقوله دي مراتي بتقول ده ، سيف يا حبيبي أنا مش بتهمك أو بلومك أو بعاتبك أنا بس بشرحلك نفسيته وبطلب منك تتقبل حبه لبنته وخوفه عليها وتسمحله يسلمهالك بهدوء ، ما تخيلهوش يحس انه خسرها أو فقد السيطرة عليها أو انك بقيت بديله ، خليه يحسك ابن مش غريم له بتعانده .
سيف بصلها لفترة وبعدها اتكلم بهدوء : أنا مش عارف بصراحة انتي بتطلبي مني ايه أو انتي عايزاني أعمل ايه علشان أوصله الإحساس ده ؟ بس ما حسيتش انه بيعامل بدر بالشكل ده أو …..
قاطعته بعقلانية : بدر وضعه خاص وهند وضعها خاص ، هند عاقلة ورزينة وحنونة على الكل وبعدين اتجوزت جنب أبوها وبدر أب وعنده تجربة في الحياة وهو شاف أبوته قبل حبه وده نوعا ما طمنه لكن انت هو لسه ما يعرفكش بس عرف كل المشاكل اللي حواليك غير الظروف اللي مريت بيها غير مستواك المادي اللي بعيد أوي عننا ، انت مختلف عننا يا سيف وسواء وافقنا أو رفضنا انت مختلف انت وعيلتك وحياتك عننا ، انت بتنقلنا كلنا معاك نقلة كبيرة ، انت من نوعية الناس اللي كنا بنتفرج عليهم في التليفزيون ونتكلم عنهم ، رجال الأعمال دول مع دول والحرب الباردة بينهم وسباقات ومحاولات قتل وعالم كبير جديد علينا

 

احنا كلنا بنتخبط فيه ، فانت بتاخد قطته الصغيرة المغمضة وبترميها وسط العالم ده وهمس متعلقة في النص بينكم ، هو ماسك ايدها وانت ماسك ايدها وبتشدوا قصاد بعض وهو شايفها ميالة تروح معاك وخايف عليها ، خده بالراحة و واحدة واحدة وحاول تفهمه وتطمنه وتقول وتعيد وتزيد لحد ما يفهم ، انت مدرس وقدامك طالب محتاج معاملة خاصة علشان يفهمك ، ده الموضوع ببساطة .
قعدت مكانها وصمت تام سيطر على الأوضة، كل واحد سيطرت عليه أفكاره الجديدة اللي زرعتها فاتن .
قطع الصمت ده فتح الباب ووراه دخول خاطر ونادر اللي كان ماسك ورق واتكلم بغموض : التحاليل طلعت .
سيف وقف وقرب من نادر بلهفة : خير ؟ فيها ايه ؟
نادر بصله بجمود لدرجة وترت سيف اللي خاف على همسته لتكون تعبانة فسأله بقلق أكبر: فيها ايه التحاليل؟ انطق يا نادر
نادر ضم شفايفه وبص للتحاليل ورفعها في وش سيف وشاور بايده على كلمة positive واتكلم بتهكم : تحليل الحمل positive يا سيف ، تقدر تفهمني ازاي ؟
سيف بصله بصدمة وبص لهمس المصدومة زيه بالظبط بعدها بص لخاطر اللي ساند على الباب بتهالك و وشه في الأرض وبعدها لنادر وردد بعدم تصديق : انت بتهزر صح ؟ وريني التحليل وياريت تبطل استظراف في الموضوع ده وقولي عندها ايه ؟
نادر ابتسم بتهكم وبص لأبوه : بيقولي بستظرف ؟ – بص لسيف بغيظ وفجأة ضربه بايده بكل قوته في وشه لدرجة انه كان هيقع من المفاجأة

 

همس صرخت بخوف على سيف وحاولت تقوم بس فاتن اللي فاقت من صدمتها مسكتها علشان المحاليل اللي في ايديها ومنعتها
سيف بص على همس و مسك نفسه ومارضيش يردله ضربته علشان حالتها
نادر لسه هيهجم عليه بس خاطر مسكه وزقه بعيد بعنف : انت ايه عايز تعملنا فضيحة هنا ؟ اسكت خالص ولا نفس يطلع منك – بص لمراته وعاتبها بحدة- قلتلك بلاش نيجي هنا بس مشيتي ورا كلامه
فاتن بصتله ومش مصدقة اللي بيحصل وبتحرك راسها برفض ، أما سيف فاتعدل وبص لخاطر بغضب: انتم بتخرفوا بتقولوا ايه ؟ حمل ايه وزفت ايه اللي بتتكلموا عنه ؟
خاطر بصله بغضب : بطل تعمل فيها عبيط و ….
قاطعه بغضب : بطلوا انتم اللي بتعملوه ده ، همس مش حامل – بص لنادر وكمل باحتقار – روح عيد التحليل ولا شوف دكتور بيفهم يعمله .
نادر كان هيهجم عليه بس خاطر وقف في وشه وحذره: نادر وبعدين ؟ اهدا خلينا نشوف حل في المصيبة دي، دكتورة التحاليل دي ممكن تتكلم وتقول لخطيبته ؟
سيف اتدخل بينهم وسألهم باستنكار: انتم بتعملوا ايه بالظبط ؟ حمل ايه اللي بتتكلموا عنه ؟
نادر التفتله بغضب: انت تخرس خالص يا سيف دلوقتي لاني ماسك نفسي بالعافية علشان أبويا .

 

سيف وقف في وشه ورد بعصبية : بطل تخلف احنا بنتكلم عن همس .
نادر زقه ورد بسخرية: اه همس اللي انت ….
سيف بعد ايديه عنه بعنف : اللي أنا ايه ؟ أنا ما لمستش همس أبدا ، ما لمستهاش وهي لا يمكن تكون حامل .
نادر بص لأبوه بغضب أهوج : الواطي هيقول ما لمسهاش و هيخلع من دلوقتي .
خاطر قعد على الكنبة وراسه بين ايديه وسيف بص لهمس اللي حاسة انها في كابوس ومش عارفة تفوق منه ، عايزة حد يصحيها أو يشدها برا الكابوس ده بس مفيش حد ، انتبهت على سيف بيكلمها بعصبية : انطقي قولي حاجة ساكتة كده ليه ؟
غمضت عينيها ودموعها نزلت ونامت على السرير وادتلهم ظهرها وكأن الموضوع لا يعنيها من بعيد أو من قريب .
سيف استغرب رد فعلها وبص لفاتن بجنون: قولي حاجة ، دافعي عنها واتكلمي ما تسكتيش كده .
فاتن بصت لابنها بصدمة : نادر انت متأكد من اللي بتقوله ده ؟ أختك لا يمكن تكون حامل
نادر بص لأمه بخزي: ده تحليل دم يعني لا يمكن يكون غلط .
خاطر رفع راسه وبص لابنه بانكسار : خلينا نخرج من هنا ، يلا بينا وقول انها اتحسنت ومالهاش لازمة قعدتها ، يلا هاتها ويلا .

 

نادر جه يتحرك ناحيتها بس لقى سيف وقف في وشه واتكلم بلهجة صارمة: محدش هياخدها من هنا ولو انتم مصدقين الهبل اللي في الورق اللي في ايده أنا مش مصدقه ، ودلوقتي اطلع برا أوضة مراتي وشوفلي دكتور تاني بيفهم .
نادر بصله بصدمة لجمت لسانه لوهلة وردد : أشوفلك ايه ؟ انت الظاهر اتجننت ولا مابقاش بيهمك الفضايح ؟ بس ده شرفي ؛ أطلعها من هنا وبعدها أشوف هتعامل معاك ازاي ؟ ابعد عن وشي .
سيف مسك دراعه بقوة: ما تخلينيش أطلبلك الأمن يطلعوك برا المستشفى كلها يا دكتور ، اطلع برا.
نادر بص لأبوه وأمه وردد بعدم تصديق: الظاهر انه اتجنن – بص لهمس وهو بيتحرك ناحيتها وأمرها بعنف- قومي هنمشي دلوقتي يلا قبل ما حد يعرف يلا .
همس انكمشت مكانها ودموعها نازلة بألم
سيف بعده عنها بتحذير: بلاش تقف في وشي – بص لفاتن وكمل بجمود – ابعدي ابنك عن وشي وبلاش تشوفوا وش رجال الأعمال اللي انتي ما بتحبيهمش خليني جوز بنتك مش سيف الصياد .
فاتن قعدت مكانها ولولا الملامة كانت صرخت بعلو صوتها ، أما نادر فلسه هيمسك في سيف بس خاطر وقفه وشده بعيد و وقف هو في وش سيف وكلمه بجدية: خلينا نمشي يا سيف .
سيف شاور على الباب وردد ببساطة : عمي أنا مش ماسك حد والباب قدام حضرتك .
خاطر وضح : بهمس .
رد بجمود : همس مراتي قانونا وشرعا مراتي وتعبانة ومش هطلعها غير لما صحتها تتحسن أما الهبل اللي ابنك بيقوله ده ما يدخلش في دماغي بنكلة ، فخد ابنك واتفضل ومدام فاتن لو عايزة تفضل مع بنتها أهلا بيها مش عايزة خدها معاك .

 

خاطر أخد نفس طويل وحاول يكلمه بعقلانية : يا سيف يا ابني ….
نادر قاطع أبوه بغضب : انت بتكلمه كده ليه ؟
بصله وزعق بصوت مكتوم : علشان فرحهم بعد كام يوم ولو ما اتجوزهاش هتبقى فضيحتنا بجلاجل و …
قاطعه سيف بصدمة : انتم بجد ازاي مصدقين اللي بتقولوه ده ؟ – بص لنادر وكمل بتنبيه – أنا متحمل كلامك علشان مش عايز أخسرك في لحظة طيش بس اعقل كلامك وشوف بتتكلم عن مين ؟ انت نفسك كنت من ربع ساعة بتتهكم على الموضوع ازاي دلوقتي صدقته ؟ علشان ورقة في ايدك أي حد ممكن يكون عملها ؟ بجد انت دكتور قلب وليك عقلك وبتفهم ؟ انت أخ كبير وهمس بتقول انك أبوها قبل ما تكون أخوها انت شايف ان همس ممكن تسلم نفسها لأي راجل ؟ – بصلهم التلاتة وكمل بعدم استيعاب- انتم بجد ازاي كده وازاي أنا اللي بدافع عن بنتكم ؟ ازاي أنا عارفها أكتر منكم ؟ ازاي أنا بحبها أكتر منكم ؟
– كمل باستنكار من تفكيرهم- أنا ما لمستش همس ولو هي حامل بجد زي ما انت ما بتقول وده مستحيل فمش مني ، فانتم ازاي بجد واقفين قصادي ؟
خاطر رد بنفاد صبر: خلينا نمشي من هنا ونعيد التحليل في مكان تاني و هنفهم كل حاجة .
سيف وقف قدامه ورفض بقوة: همس مش هتخرج من هنا وده كلام مافيهوش نقاش – جه يعترض بس سيف كمل بجدية – لو مشينا في نص الليل وهربنا زي ما بتقول هتوصم بنتك بوصمة عار لآخر يوم في عمرها.
خاطر رد بتبرير : انت هتتجوزها و …..

 

قاطعه بغضب : علشان أصلح غلطتي صح ؟ بس أنا ماغلطتش وهي ماغلطتش ومش هوصمها بوصمة زي دي أبدا حتى لو هعاديكم كلكم ، همس مش هتخرج من هنا وده موضوع مفروغ منه – بص لنادر وكمل بتحدي- وانت أعلى ما في خيلك اركبه .
نادر قرب منه ورد بغضب : انت جايب الثقة دي منين ؟ و واقف في وشي بأي وجه حق ؟
سيف قرب وشه منه واتكلم بثقة وهو بيدوس على كل كلمة بيقولها : جايب الثقة دي من ثقتي في الإنسانة اللي اخترتها تشيل اسمي وتدخل بيتي وتشاركني عمري كله وعارف كويس أنا اخترت مين ، جايب الثقة دي من خبرتي وتعاملاتي مع مختلف الأشكال من الناس ، جايب الثقة دي من تجاربي وشغلي في السوق وفي غابة رجال الأعمال ، احنا لسه من يومين بس جيبتلك شذى وقلتلك عملت حادثة وخبطتها وانت شوفت الحقيقة كانت ايه ؟ وقبلها أبوها عمل ايه ؟ والسباق والحادثة والمتسابق اللي مات بدالي ، معقول بعد كل ده نصدق ورقة حقيرة زي دي تقولك أختك حامل تقول امين يلا نغطي فضيحتنا ؟
نادر بصله بذهول، لانه مافكرش بالأسلوب ده وعقله بدأ يشتغل وسيف كمل بجدية : شذى هنا وليها وضعها ولو عرفت اننا هنا مش بعيد تكون اشترت دكتور التحليل الموجود ويحطلك سطر واحد زيادة في التحليل ، بعدين سؤال بسيط يا دكتور يا ذكي ، انت طلبت في التحاليل اللي عملتها لأختك تحليل حمل ؟
نادر عينيه وسعت بصدمة وبصله وسيف ابتسم بتهكم وكمل: بالظبط كده عقلك بدأ يشتغل اهو .
اتراجع خطوة وخاطر قرب من ابنه بحيرة: نادر
بص لأبوه ورد بإحراج من نفسه : أنا ما طلبتش اختبار حمل .
سيف سأله بسخرية: طيب من امتى المعمل بيعمل اختبارات الدكتور ما طلبهاش ؟ كام مرة حصلت من أول ما اشتغلت للنهارده يا دكتور ان المعمل جود من نفسه وعمل تحليل مش مطلوب ؟

 

نادر بص للأرض وسيف كرر بحدة : كام مرة جاوبني ؟
جاوب بخفوت: ولا مرة .
سيف بصلهم بجدية: طيب تمام يبقى نهدا ونعقل ونشوف ايه اللي حصل ؟
فاتن علقت بعدم استيعاب : نشوف ازاي ها؟ هيجي دكتور المعمل يقولك أنا عملته من نفسي ؟ ولا هتروح للكل وتحكي ، الفضيحة واحدة و ….
قاطعها سيف بهدوء : مفيش فضايح وخلي عندك ثقة في سيف الصياد طالما ماعندكيش ثقة في جوز بنتك .
لحظة صمت بيقطعها بس عياط همس المكتوم وبيقطع قلب سيف بس متماسك علشانها ، بص لنادر وكمل بجمود: وانت لو لحظة الغباء مشيت من عقلك اتفضل هاتلي أكتر دكتور هنا بتثق فيه .
سأله باستغراب : ليه ؟
جاوبه بهدوء : علشان يطلب تحليل لهمس بأي اسم تاني ونعرف هي تعبانة ليه لان ده أهم عندي من كل اللي بيحصل ده ، تعبها أهم فاهم ؟ اتفضل وحاول تظهر طبيعي لو سمحت – بص لأبوها وأمها وقال بحنق حاول يداريه – ودلوقتي ياريت لو تنزلوا الكافيتريا تشربوا أي حاجة المهم تخرجوا برا الأوضة دي ، أو ممكن تروحوا يكون أفضل
فاتن بصتله بصدمة : انت بتقول ايه ؟
بصلها ببرود: بقول اللي سمعتوه ، اخرجوا كلكم برا الأوضة دي علشان هي تهدا شوية .
نادر قبل ما يخرج سأله باهتمام : هتتصرف ازاي لو …..
قاطعه بهدوء: مفيش لو .
نادر بإصرار: أقصد هتعمل ايه وهتتصرف ازاي ؟

 

بص قدامه ورد بجمود : شذى تخيلت اني لما سيبتها في المرتين اللي فاتوا ان ده ضعف مني ومش هعرف ألمها بس جه الأوان انها تتلم وترجع لجحرها اللي طلعت منه ، اطلع هاتلي دكتور وممرضة تثق فيهم وسيبلي أنا الباقي .
نادر خرج وهو بص لأمها بهدوء: اطلعي مع عمي اشربوا أي حاجة واظهروا بشكل طبيعي واعرفوا ان شذى مراقباكم وعايزة تستغل الفرصة ولو مش عايزين فضيحة ياريت تشوفكم بتضحكوا وشكلكم طبيعي مش مصدومين كده .
فاتن بصت لجوزها اللي مش عارف يعمل ايه ؟ العالم والخطط وكل ده هو مالهوش فيه ، هو راجل بسيط ودخل برجليه عش عقارب ودلوقتي لازم يتحمل لدغاتهم لحد ما يعرف يخرج منه ده إذا خرج أصلا .
استناهم لحد ما خرجوا وراح لهمس قعد على الأرض علشان يكون قصاد وشها وهمس بحب : همس ؟
رفعت عينين الدموع مغرقاهم فمد صوابعه يمسح دموعها وهمس بحنان : شششش بطلي عياط علشان خاطري .
همست ببكاء: أنا محدش لمسني أبدا يا سيف وأنا مش ….
قاطعها بثقة وهو بيمسح وشها: هششش اهدي أنا الوحيد اللي مش محتاجة أبدا في يوم تدافعي عن نفسك قصاده؛ أنا وانتي واحد ولا نسيتي ؟ محدش بيدافع عن نفسه قدام نفسه يا همس .
بصتله ورمت نفسها في حضنه فاتعدل علشان يعرف يضمها ويطبطب عليها وكمل بتنبيه: اوعي تتكسري وخليكي قوية ، واوعي تسمحي لأي واحدة تكسرك أو تخليكي تفقدي ثقتك في نفسك .
بعدت وشها وردت بقهر: ولو اتفضحت و ….
قاطعها بلوم : وأنا روحت فين ؟ أنا عمري قلت كلمة وما طلعتش قدها يا همس ؟ المهم دلوقتي حاسة بايه ؟
سندت على كتفه وردت بحزن : حاسة اني بموت ومش عايشة أصلا .

 

ضمها اوي لصدره بلهفة وردد بحزن لحزنها : علشان خاطري ما توجعيش قلبي معاكي .
بعدت نفسها عنه علشان تعرف تشوف عينيه وسألته بألم وصوت مبحوح: انت ليه مش مصدق زي عيلتي ؟ ليه واثق فيا بالشكل ده ؟
ابتسم ومسك وشها بايديه الاتنين ورد بعشق: علشان انتي كنتي وردة مغمضة وبتفتحي شوية شوية على ايديا أنا ، علشان انتي همستي أنا وبس ، علشان انتي سبق وقلتي بفهمك أكتر ما انتي بتفهمي نفسك وبفهمك في الوقت اللي انتي مش فاهمة فيه أي حاجة – لمس شفايفها بصباعه وكمل بفخر- علشان واثق تماما ان دول محدش لمسهم قبلي ومحدش هيلمسهم غيري ومحدش هيلمسهم بعدي ، فهمتي ؟ علشان أنا وانتي في بينا حب محدش هيفهمه أبدا وخصوصا واحدة زي شذى محرومة من الحب فبتفكر بعقلها المتخلف وفاكرة انها ممكن تفرق قلبين اندمجوا في قلب واحد بحركات هبلة زي دي .
بصتله بعمق ومش قادرة تفهم ازاي فاهمها وبيحبها كده ؟ سألته بحيرة : انت ازاي واثق ان شفايفي محدش لمسهم قبلك ؟ ازاي عرفت ؟ مش يمكن بضحك عليك ؟
ابتسم وبهدوء مسك ايدها حطها في نص صدرها تحديدا فوق قلبها وايده فوقها مثبتها وقرب منها ، باس خدها بوسة طويلة وشفايفه ماشية على وشها لحد ما وصل لشفايفها وبيتكلم وهو شفايفه قصاد شفايفها: حاسة بنبضات قلبك يا همس ؟ حاسة بأنفاسك ؟ حاسة بتوترك ؟ حاسة بجسمك كله بينبض وبيتوتر وبيتوه وبتفقدي إحساسك بالعالم كله حواليكي ومش بتشوفي ولا بتسمعي غير صوتي أنا وبس ؟

 

حرك ايده من فوق ايدها ومسك وشها وباس شفايفها برقة ورجع بص لعينيها بشغف : كل ده بيقول اني أول راجل ألمس شعرة منك ، اني أول راجل قلبك ينبض بالشكل ده علشانه ، أنفاسك اللي بتحرقني دي بتقولي ، حاجات كتيرة أوي بتعرفني يا همس ، حاجات محدش بيعرفها غير اللي بيحسها وبيعيشها ، فلو الكون كله اتجمع في كفة وانتي في كفة ثقي تماما اني معاكي في نفس الكفة دي حتى لو هعادي الكون كله علشانك ، فهمتي يا قلب سيف ؟ فاوعي تعيطي تاني بالشكل ده أو تتكسري أو تسمحي لحد يهز ثقتك في حبيبك في يوم من الأيام ، أنا جنبك وفي صفك دائما وأبدا ولآخر لحظة في عمري وده وعد مني .
بصت لعينيه بتركيز وسألته بتعلق: بجد بتوعدني بده ؟
ابتسم بصدق : بجد بوعدك ان مهما تقابلنا مشاكل وتحديات والكون كله يقف ضدنا فأنا جنبك وفي ظهرك ومعاكي .
سألته باهتمام: ولو اختلفنا أنا وانت ؟ لو احنا اللي وقفنا في وش بعض ؟ هتقف ازاي في صفي ؟
أخد نفس طويل ورد ببساطة : هنختلف وده طبيعي لكن لا يمكن نقف في وش بعض يا همس ، انتي برضه بتنسي ان أنا وانتي واحد يعني لا يمكن حاجة في مصلحتك وهتكون ضدي ولا يمكن حاجة في مصلحتي وهتكون ضدك فازاي هنقف في وش بعض ؟ هنتخانق ؟ اه ، هنتصالح ؟ اه ، هنزعل من بعض ؟ أكيد ، هنختلف ؟ وارد ، لكن نقف في وش بعض وضد بعض ؟ لا يا همس ، لا.
ماكانتش عايزة تسمع تاني وقلبها اتملا بالحب فدفنت وشها في صدره باطمئنان، هتخلي عندها ثقة تامة فيه وهتسيبه هو يحميها ويدافع عنها بطريقته .
قاطعهم خبطات على الباب حاولت تتعدل بس هو مسكها ورد بثبات : خليكي زي ما انتي .
بصتله ووضحت: أكيد ده نادر ومعاه الدكتور .
بعدت بس فضل ماسك ايديها وسمح بالدخول وبالفعل دخل نادر ومعاه محي وسماح
نادر بتعريف: دكتور محي ودي سماح انتوا عارفينها .
محي دخل سلم على سيف اللي وقف وسلم عليه بعدها اتكلم بصرامة رجل الأعمال : نادر فهمك هتعمل ايه ولا لأ ؟
بصله بهدوء وبص لنادر : قالي أطلب تحليل للباشمهندسة بس باسم حد تاني غيرها .

 

سيف شاور على همس : اتفضل خليها تاخد عينة وياريت تتابع التحليل بنفسك لحد ما النتيجة تطلع وتجيبها بنفسك لعندي .
محي سكت وبص لسماح بالموافقة فقربت من همس شالت بهدوء المحلول ، سيف قرب منها ومسك ايدها التانية علشان ماتخافش، ونادر قرب منهم وبدأت سماح تسحب عينة دم وكلهم تابعوها بصمت لحد ما خلصت وسلمت العينة لمحي .
سيف بصلها بتهديد هي ومحي : مش عايز آكد على سرية الموضوع وانه مايخرجش من الأوضة دي اوك ؟
نادر اتدخل يطمنه : الاتنين محل ثقة و….
قاطعه سيف اللي شده جنبه وهمسله باستفزاز يضايقه رغم معرفته بثقته فيهم : شذى كانت صديقة ليك في فترة من الفترات ومقربة لدرجة انك عزمتها على فرح أختك هي وخطيبها اللي انت ماتعرفهوش ، فأكيد مش هاخد برأيك في موضوع الثقة ده – بص لمحي ورفع صوته بحزم – تتابع التحليل بنفسك .
محي بص لنادر بضيق وبعدها لسيف : وأقول ايه لدكتور التحليل ؟ ليه متابع التحليل بنفسي ؟
سيف باستغراب لسؤاله: بجد ؟ يعني انتم عمركم ما اهتميتوا بأي مريض أو بحياته لدرجة انك تتابع تحليل بنفسك أو تستنى نتيجته علشان تعرف تعالج مريضك ؟ انت بتتكلم جد مش عارف تقول ايه أو تبرر اهتمامك ؟

 

محي اتراجع ورد بعملية: لا أعرف أكيد ، يلا يا سماح .
سيف بتهديد : العينة ما تغيبش عن عينك لحظة واحدة انت أو هي .
محي بصله باستياء منه ورد بجدية: بص يا دكتور سيف أنا مقدر الوضع اللي انتم فيه وحاسس ان في حاجة كبيرة حصلت ايه هي الله أعلم ، علشان كدا أنا متفهم أسلوبك ومطاوعك ، لكن لو الوضع كان غير كدا ماكنتش هقبل كلامك ده ولا أسلوبك ، وعلشان دكتور نادر أخ وعزيز عليا فمش هعاتبك .
سيف بصله باستحسان لرده المهذب واتنهد بعمق
خرجوا الاتنين ونادر بص لأخته اللي لفت وشها بعيد ، قرب منها بس سيف وقف في وشه بجمود: سيبها في حالها .
بصله بذهول : انت فاكر نفسك هتمنعني أكلمها ؟
ابتسم ببرود : وانت فاكر نفسك هتقول اللي قلته وبعدها هتبتسم وهي تردلك الابتسامة ؟ اطلع برا يا نادر ياريت .
نادر بص لأخته بندم: همس، حطي نفسك مكاني و ….
قاطعته همس بصوت مهزوز : حطيت الصراحة ولقيتك مرتبط بواحدة بتحب راجل تاني واتجوزت راجل غيره ودلوقتي هي معاك مع ان كتير بيقولوا انها لسه بتحب خطيبها الأولاني بس ماحكمتش عليك ولا روحت اتكلمت عنك واحترمت سكوتك وقلت لما يكون مستعد يفتح الموضوع ده معانا هيتكلم ، لكن مش دلوقتي ومش في التوقيت ده بالذات وبراحته ، فقبل ما تيجي تتكلم معايا وتتهمني بص لنفسك أولا .

 

نادر بص لسيف باتهام وهو بيفكر يقول ايه بما ان أخته عارفة ؟ وازاي سيف يقولها ؟!
سيف لاحظ ده فبصله بتهكم : ما تبصليش أنا ماقلتلهاش حاجة لاني أصلا معرفش حاجة عنها أو عن تفاصيل حياتها وبصراحة مش مهتم أعرف .
فضل باصصله بعدم تصديق فهمس اتكلمت بغيظ : هو رفض يقولي والصراحة أنا عملت سيرش عنها واتصدمت بماضيها أو حاضرها بما انها لسه شغالة مع كريم المرشدي حبيبها الأول .
زعق فيها بغيظ : مش حبيبها ، لا عمره كان ولا هيكون ولو سمحتي ما تتكلميش عن حاجة ما تعرفيهاش .
ردت بحدة : وانت ما تتكلمش في حاجة ما تعرفهاش ، انت ما تعرفش طبيعة علاقتي بسيف ايه فما تتكلمش .
برر بغضب : بتكلم بعد ما شوفت التحليل .
بصتله بتحدي : الورقة دي تروح تبلها وتشرّب الميا بتاعتها للي عملها – بصت لسيف بتعب وكملت- أنا مش قادرة أتكلم وأتخانق ومافيش حيل لكل ده أنا تعبانة بجد .
بصلها بعطف ورجع بص لنادر بجدية : اطلع لوالدك و والدتك ولا شوف مرضاك ولا شوفلك أي مكان تقعد فيه غير الأوضة دي .
نادر بصله بذهول : انت ازاي وبأي حق بتطردنا من أوضتها ها؟

 

قرب من وشه ورد بقوة : احمد ربنا اني بكتفي بطردك من الأوضة يا نادر مش من المستشفى كلها وبشكل نهائي .
نادر سأله باستنكار: انت بتهددني ؟
ابتسم بتهكم : لو كنت عرفتني ولو بشكل بسيط الفترة اللي فاتت كنت هتعرف اني ما بهددش ومش بحتاج للتهديد أصلا ، اتفضل برا الأوضة دي .
نادر بص لأخته اللي لفت وشها بعيد وبعدها بص لسيف بغيظ وخرج من الأوضة .
خاطر وفاتن نزلوا كافيتريا المستشفى وطلبوا قهوة وقعدوا على جنب يشربوها
فاتن بصتله بتفكير : تفتكر مين عملها ؟ مين زور التحليل ده ولا ايه اللي حصل ؟
جاوبها بضيق : ولو مش مزور ؟ ولو …
قاطعته بغيظ : يوووه يا خاطر مش هنرجع تاني لنفس النقطة دي .
نفخ بضيق : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أنا مش عارف أفكر ومش عايز أفكر لاني لما بفكر بشوف كل خطوة خطيناها غلط من ساعة ما دخلتها كلية في محافظة تانية كنت خليتها جنبي ودخلت أي كلية .
بصتله باستغراب : يوووه شوف الراجل وتفكيره ؟ ده نصيب وخطوات مكتوبة علينا يا راجل انت هو أنا اللي هقولك برضه ؟
بصلها برفض : احنا كان مالنا ومال واحد زي سيف ؟ قتل وسرقة وعصابات وتلفيق تهم ونصب، الناس دي احنا مش قدهم أصلا ولا زيهم .
ضربت كف على كف بحنق: ما أنا قلتلك الكلام ده كله قلتلي ايه ها؟ ده نصيب ولو هو نصيبها يبقى ربنا يسهلها ، هو نصيبها وبيحبها وخلاص .

 

شوية وانضملهم نادر قعد معاهم بملل وأمه بصتله بفضول : عملت ايه وسيبت أختك ليه ؟
بصلها بتهكم : سيادته طردني برا الأوضة .
خاطر اتغاظ وكان هيقف : هو فاكر نفسه ايه أنا …
فاتن مسكت ايده ثبتته مكانه بتنبيه: الناس عيونها علينا وخصوصا المزغودة اللي هناك دي ، من ساعة ما دخلنا وهي عينها علينا مش عارفة ليه ؟
نادر بص ناحيتها بهدوء وقال بتفكير : دي ممرضة شذى اسمها ماجدة تقريبا بس غريبة شذى مش بتكون نبطشيات أصلا بالليل وماجدة دي دراعها اليمين فليه موجودة دلوقتي ؟
فاتن قربت من ابنها باستفسار: طيب شذى ليها علاقة بالدكتور اللي عمل التحليل لأختك ؟ تعرفه يعني ؟
بصلها بثقة: شذى بفلوسها ومركزها ممكن تعرف أي حد ، أصلا هي على علاقة بمدير المستشفى نفسه وتعرفه بشكل شخصي .
أمه شهقت بذهول: يعني ممكن كمان مدير المستشفى يكون دخل في اللعبة دي ؟
حرك راسه ببطء ورفض المنطق ده : ماأعتقدش هيدخل للعبة رخيصة زي دي قصاد واحد زي سيف الصياد هو برضه له وضعه أكتر من شذى ، لما أبوه كان هنا كان له وضعه وحتى عيلة المرشدي لما جم بشريكهم كان مرعوب منهم – حرك راسه برفض تام وأكد- لا لا ما يدخلش قصاد ناس زي دي أبدا .
خاطر بصله باهتمام : المهم دلوقتي ايه اللي هيتم ؟ فهمني ؟

 

جاوبه بجدية : محي هيعمل تحاليل لهمس شاملة كلها باسم مريضة عنده وهيروح يتابعها بنفسه وبعدها معرفش سيف ناوي على ايه ؟
سيف قعد جنب همس وخلاها ترتاح على السرير وبصلها بحب : غمضي عينيكي ونامي شوية ، ارتاحي يا همس أنا موجود يا حبيبتي .
أخدت نفس طويل واتكلمت بحزن: أنام ازاي وهم بيتهموني ….
قاطعها بإصرار : ما يهمكيش أي حد وثقي فيا أنا هتعامل معاهم كلهم – ملس بايده على شعرها وابتسم بهدوء – أنا جنبك ومش هبعد عنك وأي حد يضايقك هبعده عنك ، ما تخافيش وارتاحي .
ميلت راسها ناحيته وسندت خدها على ايده وغمضت عينيها للحظة بس فتحتهم وسألته بترقب : هتعمل ايه لو التحليل التاني كان برضه إيجابي ؟
اتنهد واسترخى جنبها وهو بيجاوبها بهدوء : مش هعمل .
بصتله باستغراب وسألته بقلق : مش هتعمل ازاي يعني ؟ هتسيبني ؟ هتتهمني زيهم ؟ أنا وانت عارفين اننا ماغلطناش في أي حاجة فلو التحليل طلع إيجابي انت هتسيبني صح ؟ انت ممكن تسيبني ؟
لاحظ نبرة الخوف اللي في صوتها فاتعدل ومسك وشها بايديه الاتنين ورد بصدق: لا يمكن أبدا أسيبك حتى لو السما اتطبقت على الأرض فاهمة ؟ لا يمكن .

 

دفنت وشها في صدره بارتياح: وهتفسر التحليل ده ازاي ؟
بعدها عن صدره ومسكها من كتافها الاتنين وسألها بابتسامة: همس عايز أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة ، ممكن ؟
أكدت براسها وهو سألها بفضول : انتي تعرفي الحمل بيحصل ازاي أصلا ؟
شهقت وعينيها وسعت بذهول : انت بتقول ايه ؟ ليه هو أنا جاهلة قدامك ؟
زقت ايديه وادتله ظهرها بخجل من سؤاله المباشر والصريح وهو ابتسم ومسك كتفها وهو بيسألها بعبث: طيب قوليلي يا اللي مش جاهلة ، بيحصل ازاي ؟
زقت ايده عن كتفها واتكلمت بهجوم : أصلا درسناها في الأحياء في ثانوي .
هنا هو كان هيضحك لانه عارف كويس ان دي إجابتها ودي أقصى المعلومات اللي عندها وحب يضايقها أو يعاكسها فسألها بحيرة مزيفة: درستي ايه ؟ يعني قوليلي لان أنا ثانوي كان بعيد أوي مش فاكر .
بصتله من فوق كتفها باقتضاب : بتحصل علاقة بين الزوجين وبيحصل عن طريقها الحمل ارتحت كده ؟ جاوبتك ؟
كان هيضحك بس كشر وعمل نفسه بيتكلم في موضوع علمي بحت : أيوة العلاقة دي بقى بتحصل ازاي ؟ يعني اشرحيلي بشكل أوضح ، ايه اللي بيتم ؟
التفتتله بهجوم ونفاد صبر : سيف انت عايز توصل لايه ها؟ أنا عارفة ان في علاقة زوجية بتحصل بين الزوجين بس تفاصيلها والميكانزم بتاعها وتفاصيل لا ماأعرفهاش يعني كل اللي درسناه ان في حيوان منوي بيخصب بويضة أكتر من كده معرفش وماكانش عندي أصحاب ممكن يتكلموا في حاجة زي كده والأفلام بيجيبوا البطل باس البطلة ويطفوا النور فالـ in between معرفش ايه اللي بيتم فيه كده ارتحت نفسيا ؟ جاوبتك ؟
لفت وشها تاني بعيد وادتله ظهرها بتذمر، ابتسم و قرب منها وحط ايده على كتفها وقال ببساطة : وبعد كل ده ازاي متخيلة اني ممكن أصدق حرف واحد في حقك ؟ همس أنا لمست كل ده فيكي وتقريبا فاهم عقلك وأفكارك بتمشي ازاي ، حبيبي أنا بفهمك أكتر مما انتي بتفهمي نفسك وصدقيني أنا أسعد إنسان في الدنيا وأكتر واحد محظوظ ان انتي في حياتي وان أنا أستاذك في الحياة قبل دراستك فاهمة ؟- لفها له تواجهه وكمل بثقة ممزوجة بالفخر- أنا وبس أستاذك والشعور ده بيرفعني لسابع سما فوق وبيخليني أقف وأتكلم وأنا عندي ثقة تامة فيكي ، فهمتي يا حبيبي ؟ يا أغلى مافي قلبي ويا كل قلبي .
شدها لصدره وهي ريحت راسها عليه وردت بفضول : طيب قولي الميكانيزم اللي بيحصل ايه ؟ اشرحلي .
ابتسم وردد : ميكانيزم ؟ هي أقرب للكيمستري عن الميكانيكس يا همستي بس الدرس ده بالذات ما ينفعش يتشرح شفوي أبدا .
رفعت عينيها له باستفسار: امال يتشرح ازاي ؟

 

ابتسم وهو بيمسك ذقنها بمغزى: ده يتشرح زي المعمل اللي بتاخدوه ، عملي وبس وبعدها لازم يتطبق عليه علشان يتفهم كويس .
حست ان أنفاسها ارتبكت فخبت وشها بايديها وحاولت تبعد عنه بهدوء لان حاليا كل حاجة فيها متلخبطة وهو حس ببعدها عنه فحط ايده حواليها بإصرار : ما تهربيش من حضني .
أنقذها منه خبط الباب فقام يفتحه وبصلها بمرح: يا ترى مين خلصك من ايديا ؟
فتح الباب كانت قدامه ممرضة ابتسمت بعملية : دكتور نادر بعتني بالحقنة دي علشان الباشمهندسة .
فتحلها الباب والممرضة دخلت وهي مبتسمة ، بتجهز الحقنة علشان تضيفها للمحلول بس سيف وقفها باستفسار: دي حقنة ايه بالظبط ؟
بصتله بتوتر : دي حقنة فولتارين مسكن يعني ، دي هتريحها ، يعني مسكن للألم مش أكتر .
سيف استغرب وبص لهمس : انتي محتاجة مسكن ؟ انتي تعبانة ؟
بصتله بإرهاق : عندي مغص وصداع جامدين .
الممرضة ردت بسرعة : دي مسكن فعلا للمغص المعوي ، هتريحها خالص .
ضافت الحقنة للمحلول وبصتلهم بتوتر : ألف سلامة عليكي ، بعد إذنكم .
خرجت بسرعة وسيف تابعها بعينيه وهو جواه حاجة مضايقاه مش عارف مصدرها بس ما ارتحش للممرضة دي أبدا .
همس نادتله فراحلها باهتمام: ايه يا حبيبتي ؟
سألته وعينيها بتقفل : انت هتفضل معايا ولا هتروح ؟
ابتسم وداعب خدها بحب : أنا معاكي لحد ما نخرج مع بعض ما تقلقيش .
ابتسمت بنعاس : يعني ينفع أنام وانت هتتابع المحلول ده لما يخلص ؟
قرب من وشها باس خدها بهدوء : نامي وارتاحي وما تفكريش في أي حاجة تانية أبدا .
غمضت عينيها وهو ابتسامته اختفت بعدها ، معقول شذى توصل لمرحلة الأذية زي أبوها ؟ معقول تكون هي اللي عملت حاجة لهمس ؟

 

شد كرسي وقعد قصادها و عينيه عليها وعلى نقاط المحلول وبيفكر لو جرالها حاجة ممكن يكمل ازاي حياته من غيرها ؟
مجرد التفكير كان مزعج فقرب منها مسك ايدها باسها بعشق ، قرب من مكان الإبرة اللي داخلة دراعها وبيمسد في نفس المكان اللي هي كانت كل شوية تملس عليه ، ابتسم لما افتكرها بتقول ان المنطقة دي ساقعة وأخوها وضح علشان المحلول كان ساقع ، اتمنى لو ينفع يصحيها ويقولها تفتح عينيها وتفضل تتكلم معاه ، تفتح بس عينيها .
باس كف ايدها وفضل ماسك ايدها بايديه الاتنين وعينيه مركزة عليها بخوف وقلق وترقب لحاجة مجهولة .
الباب خبط خبطة خفيفة بعدها دخلت فاتن بصت لبنتها النايمة ولسيف اللي حاضن ايدها وقاعد قصادها فهمست : ينفع ندخل ؟
بصلها بتعب : بدون كلام اتفضلوا .
فتحت الباب ودخلوا كلهم ، خاطر ومراته قعدوا على الكنبة ونادر قرب من أخته يطمئن عليها ، وسيف تجاهله تماما .
ملامحه اتحولت للاستغراب وسيف لاحظ ده فرفع راسه بصله واتكلم بهمس علشان ما يصحيهاش : في ايه ؟ اتكلم
نادر بصله باستغراب : نبضات قلبها مش طبيعية .
الكل اتوتر وسيف وقف بخوف : يعني ايه مش طبيعية ؟ اشرح أكتر
بصله واتراجع : يعني نستعجل التحليل ونعرف هي مالها بالظبط ؟ أنا هكلم محي .
خرج برا واتصل بمحي يستعجله والكل اتوتر وسيف ماسك ايدها عايز يصحيها بس بيتراجع كل لحظة والتانية .
نادر دخل وفضل رايح جاي وكل شوية يقرب يشوف نبضات قلبها ويطمن ان حالتها مش بتسوء .
سيف بصله بقلق : أنا هصحيها .
نادر وقفه : ليه ؟ خليها ترتاح .

 

سيف حرك راسه برفض : لا مش عايزها تنام ، عايزها تصحى وتتكلم .
نادر مسك دراعه بإصرار : سيبها ترتاح يا سيف هي بخير .
سكت شوية بعدها بصله بتذكر: ايه الحقنة اللي …
قاطعه خبط على الباب ونادر بصلهم : أكيد محي .
فتح الباب بسرعة ودخل محي ومعاه التحليل وكلهم وقفوا وبصوله مستنيينه يتكلم ، نادر شد من ايده الورق وأول حاجة بصلها تحليل الحمل اللي طلع المرة دي سلبي فنوعا ما ابتسم بس سيف نبهه : يا ابني ما تنطق وتقولنا في ايه ؟
نادر بصله بابتسامة: تحليل الحمل سلبي .
أبوها وأمها اتنهدوا بارتياح أما سيف فبصله بغيظ : وانت بجد كنت مستني الورقة دي تقولك ده ؟ – بصلهم كلهم وزعق – همس ما تعرفش أصلا الحمل بيحصل ازاي انتم ازاي بتفكروا فيها كده أصلا ؟ – بص لنادر وكمل بحزم – اتفضل قولي هي تعبانة ليه وما تقوليش حاجة هبلة لا تعنيني من قريب ولا من بعيد .
محي اتدخل : هي عندها تسمم .
كلهم بصوله بصدمة ونادر رجع بسرعة بص للورق بتركيز، فاتن علقت باستنتاج: هي أكلت برا النهارده – بصت لسيف – انتم ….
قاطعها باستنكار : احنا أكلنا في طبق واحد ومع بعض فلو الأكل فيه حاجة كنت هتعب معاها!
فاتن كانت هتتكلم بس محي اتكلم بتوضيح: التسمم مش غذائي حضرتك .
هنا سيف سأل : امال تسمم ايه ؟
الكل بص لبعض ونادر رفع راسه وبص لمحي بتوتر: ازاي ده حصل ؟ ازاي مادة زي دي دخلت جسمها ؟
سيف علق بصدمة : انتم عايزين تقولوا ان حد سممها ؟ ده اللي عايزين تقولوه ؟ انطقوا .
نادر بصله : ده بالظبط اللي بنقوله ، في حد حاول يقتلها .

 

أبوها انهار على الكنبة وفاتن مصدومة ومش قادرة حتى تعيط أما سيف فبص بخوف لهمس اللي ممكن تروح منه ورجع بص لنادر وقال بتوتر : انت عالجها مش عرفتوا ايه اللي تاعبها ؟ عالجوها ، اعملها غسيل معدة .
نادر جاوبه بقلق: مش هينفع لانه وصل لدمها مش لسه في معدتها أصلا .
سيف زعق بخوف: اتصرف انت دكتور ، اعمل حاجة .
محي بص لسماح : استدعي دكتور نبيل بسرعة وهاتي حقنة (x) علشان تهدي مفعوله شوية .
سيف حس بهمس بتتحرك فقرب منها بسرعة وقالها بلهفة : همس فوقي اصحي .
كانت بتحرك راسها ومرة واحدة قامت ترجع بعنف بس المرة دي كانت بترجع دم .
صدمة ، الكل واقف في صدمة إلا محي وسماح اللي اتحركوا عليها يساعدوها بس زي ما قامت مرة واحدة رقدت مرة تانية بس المرة دي ثبتت تماما وده خلى محي يحط ايده على رقبتها يشوف النبض ، أنفاس الكل مسموعة من الصمت اللي سيطر على الأوضة .
محي بص لنادر وقال بسرعة: مفيش نبض ، قلبها وقف .
لو حد كان ضرب قلب سيف بسكينة كان هيبقى أهون عليه من انه يسمع الكلمتين دول ، معقول حياته تنتهي بكلمتين ؟ قلبها وقف ؟ طيب ازاي قلبها يقف وتسيب قلبه هو لمين ؟
فاتن الصدمة لجمتها وبتبص لبنتها مش عارفة تنطق ولا تصرخ ولا تتكلم .
خاطر بص لبنته الصغيرة ، آخر عنقوده ودلوعة عمره كله ، طول عمره بيحبها وبيدعمها معقول تموت زعلانة منه؟ معقول آخر ذكرى ليهم مع بعض تبقى اتهامه الفظيع اللي اتهمها بيه وكسرة قلبها بالشكل ده ؟
نادر بص لأخته الصغيرة بذهول ومرة واحدة زق محي بعيد عنها وبدأ ينعش قلبها ويزعق فيها بخوف: فوقي وارجعي ، مش هتسيبينا فاهمة؟ انتي مش هتموتي ولا يمكن تموتي، همس فوقي .
محي بص لسماح وضرب الإنذار علشان يجيبوا عربية الإنعاش وجهاز الصدمات ، حاول يبعد نادر عنها علشان يكمل هو بس نادر رفض يبعد عنها .

 

الكل اتجمع وهو مسك جهاز الصدمات وبدأ يعمل لقلبها صدمات كهربائية علشان يرجع ينبض تاني ورافض الاستسلام .
سيف متابعهم وعقله بيرجعله ويوريله كل ذكرى حلوة بينهم ، كل نظرة وكل ابتسامة وكل إشارة وكل معاكسة ، عينيه متعلقين بجهاز النبضات والخط اللي مش عايز ينبض من تاني ، برجاء صامت انه يرجع يتحرك من تاني ، حس ان رجليه مش شايلاه فسند على الحيطة ودموعه نزلت بصدمة وعدم تصديق،
أخيرا في لمحة في الخط اتغيرت فبص لنادر اللي زعق : في نبض ضعيف ، لازم نفهم ايه اللي وقف قلبها ؟
أكتر من دكتور شارك معاهم وجه دكتور نبيل اللي استدعوه وبص للمخطط بتاعها والتحاليل واستغرب : المادة اللي واخداها تعمل تسمم اه لكن مش لدرجة توقف قلبها ، ايه اللي وقف قلبها ؟ عطيتوها أدوية ايه ؟
سماح جاوبت الدكتور وقالت أسماء الحقن اللي ادتهالها بناء على طلب نادر .
نبيل باستنكار: كل ده ما يعملش اللي حصل ده في حلقة مفقودة ايه هي ؟
سيف رفع راسه بص لنادر وقال بسرعة : الحقنة اللي انت بعتها مع الممرضة .
نادر بص لسماح باتهام : حقنة ايه ؟
سماح هزت دماغها برفض وسيف قاطعهم بتوضيح: مش الممرضة دي واحدة تانية .
نادر بصله بذهول : سيف أنا ما بعتش ممرضات ولا حقن أنا نزلت قعدت مع بابا وماما وجيت .

 

كلهم بصوا لبعض وسيف استغبى نفسه لانه حس ان في حاجة مش طبيعية بس برضه سابها ، كان المفروض اتصل بنادر وسأله حقنة ايه ؟ ولا عمل أي حاجة غير انه يقعد كده يشوفها بتقتل حبيبته قدام عينيه بكل برود .
انتبه على صوت نبيل بيستفسر : حقنة ايه ؟
حرك راسه بعدم معرفة و وجع : معرفش ، قالتلي مسكن للمغص اللي عندها وأنا صدقتها للأسف .
نبيل باهتمام : طيب مكتوب عليها ايه ؟ شكلها ايه ؟
غمض عينيه بخزي من نفسه : أعتقد قالت فولتارين وادتهالها في لحظة وخرجت ، هي حقنت الإبرة في المحلول- بص للمحلول اللي لسه في دراعها وبسرعة راح عليها يشيله وكمل- اللي لسه في دراعها .
نادر بسرعة شال الإبرة من دراع أخته ونبيل زعق : لا يمكن يكون فولتارين ، لازم يتحلل ونعرف ايه اتحط فيه علشان نعرف نعالجها بسرعة .
سيف بص لنادر بغضب: اللي عمل كده موجود في المستشفى يعني أي حد مشكوك فيه ، يعني المعمل اللي زور النتايج من شوية ممكن يقول نتيجة تقتلها مش تعالجها .
نبيل بعملية : أنا هبلغ البوليس لان دي محاولة قتل والدكتور اللي عمل أول تحليل غلط هبلغ الأمن يمسكوه ، ما تقلقش .
سيف رد بحزم : امنع أي حد يخرج من المستشفى واقفلها تماما لحد ما أنا أتعامل .
فاتن بصت لسيف بتذكر : واحنا في الكافيتريا كانت في ممرضة باصالنا أوي ولما سألت نادر عنها قالي دي ممرضة شذى .
سيف بص لنادر بحدة: دي أول مشتبه فيه .
خرج من الأوضة وقلب الدنيا في المستشفى وبقى في حالة هرج ومرج ، استدعوا مدير المستشفى اللي ماكانش فاهم ايه اللي بيحصل وتم غلق كل مخارج المستشفى علشان مفيش أي حد يمشي منها قبل ما يتحقق معاه .
البوليس حب يحقق مع سيف بس رفض لحد ما يطمن الأول على همس اللي بتروح منه .
****************

 

شذى في عربيتها وموبايلها رن فردت بسرعة : عملتي ايه ؟
ردت بتوتر : ياريتني ما سمعت كلامك يا دكتورة ، أبدل العينة ماشي لكن قتل كان مالي وماله بس ؟ ياريتني ما سمعت كلامك .
شذى زعقت : انطقي ماتت ؟
صرخت بخوف : ما ماتتش ولحقوها ، دكتور نبيل اتدخل وأنقذها ، بس عرفوا ان دي محاولة قتل والبوليس وصل وقفل المستشفى ، أنا هروح في داهية ، كان المفروض لما طلبتي مني أبدل العينة بعينة واحدة حامل كنت رفضت بس صدقتك ان هي دي وبس ، ياريتني كنت فهمت انك هتستغليني بعدها للأسوأ وتهدديني .
شذى تجاهلت عتابها واتضايقت انها ماماتتش ، كان نفسها تشمت في سيف بأي شكل بس تتعوض .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (جانا الهوى 2)

‫2 تعليقات

اترك رد

error: Content is protected !!