روايات

رواية جعفر البلطجي الفصل السادس عشر 16 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الفصل السادس عشر 16 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي البارت السادس عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء السادس عشر

رواية جعفر البلطجي
رواية جعفر البلطجي

رواية جعفر البلطجي الحلقة السادسة عشر

على الجهه الأخرى
خرج أكرم من المنزل وأغلق الباب خلفه ونزل للأسفل وخرج من العمارة بأكملها ولكن أوقفه صوتًا مألوفًا، صوت أنثى، بحث عن مصدر الصوت حتى رأى عُلا تقف وهي خائفة أقترب منها سريعًا وقال بصدمه:عُلا انتِ كويسه مالك يا حبيبتي ايه اللي حصل
نظرت لهُ عُلا وقالت بدموع:أكرم
أرتمت بأحضانه وهي تبكي بينما عانقها هو وهو لا يعلم ماذا حدث لها فنظر لها وقال بقلق:في ايه يا عُلا انتِ كويسه ايه اللي حصل
عُلا بدموع:سميحه
عقد حاجبيه وقال بخوف:مالها عملتلك حاجه في ايه أتكلمي عملتلك حاجه
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وقالت:سميحه أتهجمت عليا ومعاها واحد وانا لوحدي
نظر لها أكرم بعينان متسعتان وصدمه وقال:سميحة .. انتِ متأكدة
تحدثت عُلا بصوتٍ باكِ وهي تقول:والله العظيم أتهجمت عليا هي وواحد عشان ….
صمتت فجأه فنظر لها بعينان متسعتان وقال بصدمه:اللي في دماغي صح

 

 

حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بدموع فأحمرت عيناه وعانقها بقوه وهو ينظر أمامه بغضب شديد وعينان حمراوتان بينما عانقته هي بخوف وهي تقول:متسبنيش لوحدي تاني يا أكرم انا بخاف
شدد من أحتضانه لها وطبع قُبلة على رأسها وقال بنبره غاضبة لا تنم سوى على الشر قائلًا:حلو أوي … كدا نهايتها على أيدي
نظر لها ومسح دموعها وهو يقول:خلاص متعيطيش انا هجيبلك حقك من الحيوانة دي … نهايتها بتقرب وانا مش هسيبها في حالها … توصل بيها لمراتي دا انا مش هسمح بيه مهما حصل
في الكوخ
أيقظ جعفر بيلا بخفوت دون أن يُيقظ شقيقته أيضًا، فتحت بيلا عينيها ونظرت لجعفر وهي تقول بصوتٍ ناعس:في ايه يا جعفر حصل حاجه
وضع سبّابته على فمه وهو يقول بصوتٍ خافت:وطي صوتك عشان مها متصحاش
نظرت بيلا لمها التي كانت نائمه فنهض جعفر ومدّ يده لها فنهضت معه وأخذها وخرج
في الخارج
كانت بيلا تقف أمام جعفر وهي تستمع إليه وهو يقول بتشتت:مش عارف أعمل ايه وخايف أمشي وأسيبكوا لوحدكوا
تحدثت بيلا وهي تنظر لهُ قائله:روح يا جعفر ومتخافش علينا
نظر لها جعفر وشعر بالحيرة ومسح على خصلاته للخلف فقالت هي:هكون معاك على التليفون بس روح لأكرم أكيد عايزك في حاجه مهمه خليك معاه جايز يكون جابلك معلومه تقدر تساعدك
حرك رأسه برفق وعلى مضض فهو لا يُريد الذهاب ولكنه في كل الأحول مضطر إلى ذلك، نظر لها وأقترب منها حتى وقف أمامها مباشرًا مدّ يده وأعاد خصلة خلف أذنها وقال:متأكدة يا بيلا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه لطيفة وهي تقول:متأكدة يا جعفر
زفر بقله حيله وهو ينظر للجهه الأخرى تحت نظراتها التي كانت تُراقبه فعاود النظر لها وقال مره أخرى في محاولة منه لتتراجع عما برأسها:متأكدة

 

 

أبتسمت بيلا أكثر وقالت:مش هنفذلك اللي في دماغك
أبتسم بخفه وقال بعدم رضا:أصل انا بصراحه مش قادر أسيبكوا وأمشي
بيلا بأبتسامه:وانا بقولك يلا عشان الوقت وعشان صاحبك محتاجك جنبه دلوقتي ومتخافش عليا مش أحنا أتفقنا أننا هنواجه كل حاجه سوى مهما كانت ايه هي
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فقالت هي مُبتسمه:يبقى روح وانتَ متطمن علينا بس قبل ما تروح أوعدني أنك هتخلي بالك من نفسك ومش هتستهر بأي حاجه تحصل وتعمل حساب كل خطوة هتاخدها
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وقال:أوعدك
أبتسمت برضا فأقترب هو منها وطبع قُبلة على جبينها ثم نظر لها وقال:خلي بالك من نفسك ومن مها
بيلا بأبتسامه:حاضر
نظر لها نظره أخيره ثم تركها وذهب وهو مضطر إلى ذلك ولكن لا يستطيع أن يترك صديقه وحده يواجه هذا الوغد فليس لهُ ذنب بأي شئ، بينما وقفت بيلا تنظر لهُ وهي تراه يبتعد حتى أختفى من أمامها فزفرت بهدوء ودلفت مره أخرى
على الجهه الأخرى
كان أكرم واقفًا ومعه عُلا بمكان شبه مقطوع وهو ينتظر جعفر، نظرت لهُ عُلا وقالت:انتَ مستني مين
تحدث بهدوء وهو ينظر أمامه وقال:جعفر
عقدت حاجبيها وقالت بتعجب:غريبة هو انتَ ليك كلام معاه !
نظر لها وقال:مش جوز أختي وصاحبي في نفس الوقت
صمتت عُلا ونظرت للجهة الأخرى فسمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من جعفر فأجابه قائلًا:أيوه يا جعفر
جعفر:انتَ فين
نظر أكرم حوله وقال:واقف مستنيك زي ما عرفتك
نظر جعفر حوله حتى رآه فقال:خلاص أقفل شوفتك
أغلق معه وأقترب جعفر منه بهدوء حتى وقف أمامه وهو يصافحه قائلًا:في ايه يا أكرم قلقتني
زفر أكرم ومسح على وجهه فقال جعفر بعدما نظر لعُلا بترقب:حصل حاجه صح
حرك أكرم رأسه برفق ومدّ يده لهُ بالورقه فعقد حاجبيه وقال وهو يأخذها منه:ورقة ايه دي
نظر جعفر بها وهو لا يعلم ما مكتوب بها فسمع أكرم يقول:خليها معاك دلوقتي
نظر لهُ جعفر وفهم قصده فوضع الورقة بجيب بنطاله ونظر لهُ مجددًا فقال:حاسس أن في حاجه تاني مش كدا
نظر أكرم لهُ وقال بحده:اه … وشكلي كدا داخل السجن قريب
في منزل كيڤن
خرج كين إلى سراج وهو يقول بتساؤل:ماذا يحدث سراج من هؤلاء

 

 

نظر لهُ فتحي وقال بتهكم:عاملي فيها أجنبي وكدا هتتشرح زيه أن شاء الله
نظر كين لسراج وهو يقول بعدم فهم:ماذا يقول انا لا أفهمه
نظر لهُ سراج وقال بصوتٍ خافت وحاد:عليك أن تتحرك وتعاونني فهذا عدونا ويُريد الأنتقام منّا ونحن في أرضك
نظر كين لفتحي الذي كان لا يفهم شئ بالتأكيد بغضب ونظر لهُ سراج بأبتسامه وقال:كدا انا كسبان
هجم كين عليه بسرعه البرق وركض سراج تجاه فارس ودفعه بقوه أسقطه أرضًا وبدء بلكمه، أقتربت روزلين وسميث ووقفا يُشاهدان ما يحدث
تحدثت روزلين بأبتسامه جانبية وهي تقول:واو … هذه هي مشاهدي المفضلة
سميث:وكأنكي ترين هذا ولأول مره
نظرت لهُ وهي تقول بابتسامه:عزيزي أنت تعلم جيدًا بأنني أُحب هذه المشاهد العنيفة … فهي تُحسن من حالتي النفسية كثيرًا
أبتسم سميث بجانبيه وقال:أعلم هذا فأنتِ لستِ غريبة بالنسبة لي
نظرت روزلين لهم وهي تُشاهد ما يحدث بأستمتاع، أقتربت إيميلي وهي تقول:لماذا لا تتعاركان أيضًا هذه فرصة ذهبية لما قد تفوتانها
روزلين بأبتسامه جانبية:أُفضل المشاهدة إيميلي فلا يروق لي العراك الآن
تلقى سراج ضربة مفاجئة من فارس الذي دفعه بعيدًا وأسقطه أرضًا، وضع سراج يده على وجهه وهو يأخذ أنفاسه بسرعه كبيره بينما نهض فارس وأقترب منه وأخرج سلاح أبيض وهو ينظر لهُ بشر بينما رآه سراج وعاد للخلف بظهره ولكن جاء جعفر من خلفه دون أن يعلم وكبله بقوه وهو يقول:أنسى يا فارس

 

 

حاول فارس تحرير يده من قبضته ولكنه فشل فضغط جعفر على قبضته أكثر ونظر لسراج الذي نهض بعدما قل الألم ونظر لهُ ولكن جاء في هذه اللحظة رجل من رجال فتحي وضرب جعفر على رأسه بالعصا، صرخ جعفر بألم وترك فارس الذي ألتفت إليه بينما وضع جعفر يده على رأسه وهو ينظر لفارس الذي كان يقف وينظر لهُ بأبتسامه ونصر بينما شعر جعفر بدوار عنيف يجتاح رأسه ولكنه حاول المقاومة وعدم الأستسلام، فهجم سراج على فارس من جديد وقد أعطاه ضربه قويه أسقطته أرضًا بينما نظر جعفر لذلك الرجل الذي كان يسخر منه وأمسك بعنقه فجأه وهو يضغط عليها بقوه وهو ينظر لهُ وقد تحكم بهِ شيطان غضبه في هذه اللحظة، ترك الرجل سلاحه وبدء يختنق بالفعل فشدد جعفر على قبضته أكثر ولكن تدخل لؤي في هذه اللحظة وأبعده عنه قبل أن يقتله بالفعل وسقط الرجل أرضًا بينما نظر لؤي لجعفر وهو يُعنفه قائلًا:انتَ مجنون انتَ أزاي تسمح لشيطانك يستحوذ عليك بالشكل دا انتَ كنت هتقتله
نظر جعفر للرجل الملقى على الأرض بغضب وقال:يستاهل الموت حي كمان انا كدا يعتبر بريحه
لؤي بعتاب:أحنا مش جايين نموت حد أحنا جايين ناخد حقنا وفوق وافتكر أختك ومراتك
وكأنه نسي كل هذا أمام غضبه وشيطانه الذي دائمًا هو الذي يتولى زمام الأمور، مسح على وجهه وألتفت لسراج الذي كان يتولى أمر فارس، أقترب منه سريعًا وأخرج مخدر وقام بتخديره بها جعله يستكين للحظات قبل أن يسقط أرضًا ويفقد الوعي بينما ألتفت لفتحي الذي كان وجهه ملئ بالكدمات أثر ضربات كين لهُ والذي وقف بجانب جعفر ونظرا لبعضهما ثم نظر جعفر لفتحي من جديد وأقترب منه بهدوء وهو يراه مستلقي على الأرض ويأخذ أنفاسه بسرعه كبيره وينظر لهُ، مال جعفر بجزعه ونظر لهُ نظره لا تنُم على خير وباغته فجأه بلكمه قويه جعلته يتألم أكثر وهو يضع يده على وجهه فأمسكه من ياقه قميصه ونظر لهُ وهو يقول بغضب:فاكرني هخاف منك يا روح أمك دا انتَ حشره بالنسبالي .. انا اللي مخليني ببعد عنك بس مراتي اللي خايف عليها من شيطان زيك لكن غير كدا انا مكنتش رحمتك وانتَ عارف أن انا مستبيع ومش فارقه معايا … بس انا دلوقتي واحد متجوز … ومراتي بتخاف عليا وانا بخاف عليها وهي دلوقتي محتاجاني فليه أضيع نفسي عشان واحد قذر زيك
تركه جعفر ونهض وهو ينظر لهُ بقرف وهو يمسح يديه ويقول:مصمم تفضل أنسان قذر … وانا مش عايز أوسخ أيدي بيك يا جزار بس تمام … طالما انتَ لسه مُصر يبقى معنديش مشاكل … نتجه لأبشع طريق … بس قبل ما نتجه ليه هستضيفك في مكاني المفضل
مال بجزعه قليلًا وهو ينظر لهُ قائلًا:كومباوند الحبايب … خمس نجوم اللي بيدخله مبيبقاش عايز يخرج منه أو بيبقى عايز بس انا اللي مفتري عارف ليه .. عشان مبسمعش لحد وبتبل على الناس .. انا واحد معندهوش رحمة يا فتحي وعشان كدا انا هعذبك … إن ما خليتك عبرة للحارة كلها مبقاش انا

 

 

نظر لهُ فتحي وهو يلهث وقال:هتندم يا جعفر … والمره دي بجد مش مجرد كلام … هتندم
أبتسم جعفر وقال:وانا من أمتى بندم … انا معرفش يعني ايه ندم أصلًا
مال بجزعه قليلًا ونظر لهُ وهو يقول بصوتٍ خافت:جعفر أبن جميلة اللي شوهت سُمعته قُدام الحارة كلها عارف كويس أوي أزاي ياخد حقه من أمثالك من غير تفكير كتير ووجع قلب … من عاب في شئ أبتلى بهِ … مبروك عليك يا معلم أبتلاءك العظيم وأهلًا بيك في جحيم البلطجي يا جزار
أستقام جعفر بوقفته من جديد بعدما رمقه نظره تملئها الشر ونظر لسراج وقال:جهزله أوضه مية وسبعة يا سراج … دي مبتتفتحش غير للحبايب
حرك سراج رأسه برفق وهو يُبادله نظراته الغامضة تحت نظرات فتحي القلقة، نظر سراج لكين نظره فهمها ومن ثم نظر لفتحي
ألقى فتحي بداخل الغرفة وسقط الآخر ونظر لهُ وهو يشعر بالقلق منه بينما وقف كين على باب الغرفة وأبتسم أبتسامه خبيثة وهو يقول:مرحبًا بك بغرفة مئة وسبعة أيها الوافد الجديد أتمنى لك وقتًا سعيدًا
وقف سراج وجعفر خلفه بينما نظر فتحي لهم وهو لا يعلم ماذا يحدث فيشعر بأن هناك شئ غير عادي يحدث لا يستطيع أن يفهمه، نظر جعفر لسراج الذي نظر لهُ وقال:كين
ألتفت كين برأسه وهو ينظر لهُ بينما نظر لهُ سراج وقال بأبتسامه:انا أُعطيك الأشارة الخضراء الآن وأسمح لك بالترحيب به مثلما شئت
أبتسم كين أبتسامه شيطانية ونظر لفتحي الذي قال بخوف:هتعملوا ايه أبعدوه عني

 

 

أبتسم جعفر بجانبيه وقال:متخافش أوي كدا يا راجل دا مش هيعمل حاجه غير أنه هيرحب بيك لا أكتر ولا أقل
نظر لكين وقال:كين
نظر كين لجعفر الذي أشار لهُ فحرك رأسه ودلف للداخل ومن ثم أغلق الباب خلفه ليسمعا بعدها صراخ فتحي الذي أسعد جعفر كثيرًا وتحدث قائلًا بأبتسامه:هي دي المتعة … أنك تسمع صوت عدوك بيصرخ من الوجع والخوف دا في حد ذاته عظيييييم أوي
نظر لهُ سراج بطرف عينه وهو يبتسم بجانبيه بينما بادله جعفر نظراته ثم نظر لباب الغرفة المُغلق
في الكوخ
كانت بيلا جالسة وهي تنظر للفراغ ومها نائمة، تذكرت الماضي المؤلم الذي لا يدعها تسعد ليُجبرها على تذكر أسوء أيام حياتها، حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي تُحاول تجاهل هذه الأفكار السوداء ونظرت لمها ثم نهضت وهي تدور حول نفسها وشعرت بالملل يجتاحها، نظرت بساعة هاتفها وجدتها الثانية والنصف صباحًا، تحدثت بقلق وهي تقول:يا ترى بتعمل ايه يا جعفر دلوقتي انا مش مرتحالك وحاسه أنك عملت مصيبة زي ما بتعمل دايمًا
عضت أظافرها وهي تُفكر في الكارثه الجديده الذي قد فعلها كعادته وهي تقول:يا ترى ممكن يكون عمل ايه … هو قال أنه رايح لأكرم وأكرم مبيكلمهوش إلا لو في مصيبة حصلت … بيستعين بواحد بيعمل كوارث في أي حته وطول ما هو ماشي … أكيد جعفر دلوقتي بيعذب حد أه انا عرفاه ما شاء الله عليه بيعذب في الناس ولا كأنه بيسلخ خروف … هنروح من بعض فين يا ابن جميله مسيري أعرف برضوا بتعمل ايه
على الجهه الأخرى
جعفر بعدم فهم:لا أستنى عشان انا دماغي لفت منك دا ورق ايه
أكرم:انا ليا اخت تاني واللي هي توأم بيلا اللي شهادتها في أيدك
جحظت عينان جعفر بذهول وهو يقول:نعم يا خويا
مسح أكرم على وجهه وهو يقول بضيق:يعني ايه يخبي أن لينا اخت
جعفر:انتَ عبيط يالا دا كل اللي هامك ومش هامك هو ليه عمل كدا ولا غرضه ايه من كل دا والأهم من دا كله هي فين دلوقتي وايه اللي حصلها وهل مازالت عايشه ولا ميته

 

 

ادمعت عينان أكرم ومسح على وجهه وهو يزفر بقوه بينما مسح جعفر على خصلاته ونظر لهُ وقال:كدا معانا تلات ورقات ضد فارس … واحده بجوازه من سميحة عُرفي والاتنين دول لبنته اللي مخبيها أو بمعنى أصح اللي رماها لسبب غير معلوم
صمت دام المكان للحظات قطعه جعفر وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى وقال:بقولك ايه
نظر لهُ أكرم وقال جعفر بنظره ذات معني:روح أفتح قيد العيلة
عقد أكرم حاجبيه وقال:أشمعنى
تحدث جعفر وهو ينظر لهُ قائلًا بترقب:حاسس بحاجه لو طلعت صح هاخد منك مية جنيه
أكرم:انتَ بتقلبني كمان عيني عينك كدا … ماشي يا عم هديهالك بس ايه اللي في دماغك
أبتسم جعفر وقال:نفذ اللي قولتهولك الأول وتعالى وقولي عملت ايه ولو طلع صح هقولك
نظر لهُ أكرم نظره شك وقال بعدم راحه:بعد النظره والنبرة دي انا مش مرتاح
اتسعت أبتسامه جعفر وقال:يفصلنا ساعات وهتعرف كل حاجه بس وقت ما أقولك ايوه اللي في دماغي كان صح مش عاوز أسئلة ساعتها عشان مش هجاوبك
حرك رأسه برفق وهو يقول:ربنا يستر
نظر جعفر لعُلا ثم لهُ وقال:يلا عشان مراتك واقفه مستنياك … على تليفون
حرك أكرم رأسه برفق وهو يقول:تمام أهم حاجه بيلا متعرفش حاجه عن موضوع كايلا دا خالص لحد ما نتأكد
حرك رأسه برفق وهو يقول:متقلقش الكلام دا بيني وبينك محدش تالت هيعرف بيه مهما حصل ومهما كان مين هو
ربت أكرم على ذراعه وقال:تسلم يا صاحبي .. خلي بالك من بيلا
جعفر بأبتسامه خفيفه:بيلا في عنيا مش محتاج توصيني عليها
أبتسم أكرم وتركه وذهب بينما تابعه جعفر بعيناه وهو يراه يأخذ عُلا ويذهب وظل مكانه ينظر للفراغ بهدوء
في الكوخ
كانت بيلا تجلس وهي تستند بظهرها على الجدار خلفها وتستند برأسها عليه وهي مُغمضه العينين، لحظات وشعرت بالذي يطبع قُبلة على خدها، فتحت عيناها ونظرت لهُ ورأته ينظر لها بأبتسامه فزفرت هي ونظرت لهُ نظره ذات معنى فهمها هو مما جعله يبتسم وهو ينظر لها وقال بصوتٍ هادئ وخافت:خلصت وجيتلك على طول ملهاش داعي النظره دي
تحدثت وهي تنظر لهُ وقالت:كنت فين بقى
جعفر بهدوء:مع أكرم

 

 

بيلا بترقب:ليه
نظر لها جعفر نظره ذات معنى وهو يعتدل بجلسته واقترب منها قليلًا وقال بترقب:وكأنك بتستجوبيني وعاوزه تتأكدي من حاجه كدا لو طلعت صح ساعتها مقولكيش ردّ فعلي وقتها هيبقى عامل أزاي
عقدت يديها أمام صدرها وهي تنظر لهُ وقالت:جاوب
جعفر:حاجه شخصية
رفعت حاجبيها وقالت:لا والله .. وايه هي الحاجه الشخصية دي أن شاء الله
نظر لها جعفر وصق على أسنانه وقال بخفوت وضيق:وانتِ لازم تعرفي يعني
صقت هي الأخرى على أسنانها وقالت بخفوت وضيق مماثل:أيوه يا جعفر لازم أعرف من أمتى وانتوا الاتنين بينكوا حاجه شخصية
أبتسم جعفر أبتسامه سمجه وقال:من النهاردة
تلاشت أبتسامته فجأه واحتل العبوس وجهه وابتعد هو عنها واستلقى بجانبها على الأرض وهو يوليها ظهره، بينما نظرت هي لهُ بضيق شديد وضربته بغضب على كتفه وقالت بغضب وخفوت:ماشي يا جعفر براحتك أوي
أستلقت هي الأخرى وولته ظهرها والضيق يحتل معالم وجهها بينما ألتفت هو برأسه ونظر لها وعلت أبتسامه خفيفه على شفتيه ثم عاد كما كان وحرك رأسه بقله حيله واغمض عيناه مستسلمًا للنوم
في اليوم التالي “في الصعيد”
عبد المعز بحده:يعني ايه يا هناء انتِ ملكيش حُكم عليها ولا ايه
هناء بتوتر:ومين قال كدا بس يا عبد المعز انا قولتلها وهي رفضت
عبد المعز بضيق:وه يعني ايه ترفض طلب خالها
حاولت هناء تهدأته وهي تقول:يا عبد المعز أفهم هي مش عايزه تسيب جعفر هي متعلقه بيه وبتحبه وهي مرتاحه معاه مقدرش أغصبها على حاجه هي مش عيزاها
عبد المعز بضيق:اني هتكلم معاها
أخرج هاتفه ونظر بهِ قليلًا تحت نظراتها وقلقها مما هو قادم
في الكوخ
أستيقظ جعفر على هاتف بيلا الذي كان لا يكُف عن الرنين بأنزعاج، جلس نصف جلسه ومسح على وجهه والنعاس يحتل معالم وجهه وعيناه نظر حوله لم يجد بيلا ومها ولكنه سمع صوتهما يأتي من الخارج وهما تتحدثان فنظر بجانبه ورأى هاتف بيلا يُعلنه عن أتصال من خالها فنظر للهاتف ثم زفر بضيق وقال:يا فتاح يا عليم على الصبح
أجابه وقال:أيوه
عبد المعز بضيق:وه فين بيلا
جعفر ببرود:برا
عبد المعز بحنق:وانتَ كيف ترد على تليفونها ايه جله الذوج دي
وضعت هناء يدها على فمها وهي تشعر بالقلق مما هو قادم فسمعت جعفر يُجيب قائلًا:هو مش تليفون مراتي برضوا ولا ايه
عبد المعز:لا مهتبجاش عشان هتطلجها
جعفر ببرود:نعم بتقول حاجه مش سامعك
عبد المعز بحده:هتطلجها ومتعملش فيها أطرش مبعدش كلامي مرتين

 

 

جعفر ببرود:انا مش مُلزم أسمعك على فكره وكل اللي بتقوله دا تبله وتشرب مايته عشان مش هطلق
عبد المعز بغضب:لا يا جلب أمك هتطلج ورچلك فوج رجبتك كمان بينا محاكم يا حبيبي متنساش أنك متچوزها كدا وكدا
ضغط جعفر بقبضته على الهاتف وعلت صوت أنفاسه لتعلنهم على غضبه الذي تصاعد فجأه ولكنه حاول التحدث بهدوء وعدم الصراخ وقال:ممكن أفهم انتَ ليه بتعمل كدا وهتستفاد ايه
عبد المعز بسخريه:لا ملكش فيه حاچه متخصكش سامع وفوج لنفسك وأعرف مجامك ايه .. البت هتطلج وتتچوز واحد من مستواها المادي والثقافي يكون ابن ناس وليه مكانه وشغلانه زينه نتشرف بيه في أي مكان … مش صايع وچاهل وفلوسه كلها حرام أني مجبلش يخش في بطنها لجمه حرام أبدًا وهطلج ورچلك فوج رجبتك بدل ما أبهدلك في المحاكم واحبسك
وصل غضبه لذروته وشدد على قبضته وتشنجت عضلات وجهه واحمرت عيناه، أنزل الهاتف من على أذنه وصرخ بقوه وهو يقول:بيلا
ثوانِ ودلفت بيلا على صراخه بفزع واقتربت منه سريعًا وجلست أمامه وهي تتفحصه بقلق وتقول بتوتر:مالك يا جعفر في ايه انتَ كويس حاجه تعباك
لم يشعر بنفسه إلا وهو يقول بغضب:انتِ طالق
نظرت لهُ بيلا بصدمه وهي لا تصدق ما سمعته، أدمعت عيناها بشده وهي تنظر لهُ وتصنمت مكانها كالتمثال بينما كان هو ينظر لها والغضب يعمي عيناه ولكنها أستفاقت فجأه وظلت تضربه بغضب بقبضتيها وهي تصرخ بهِ قائله:ليه ليه ليه … ليه انتَ طلعت مش قد الأختبار ومبقتش راجل انا بكرهك بكرهك
نهض بفزع وهو يقول بصراخ:لااااااااا
نظر أمامه وصدره يعلو ويهبط بقوه وجسده يتصبب عرقًا وكذلك وجهه ونظر حوله بعينان دامعتان وهو يأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره براحه وهو يُغمض عيناه الدامعه والتي تساقطت منها دموعه وهو يحمد الله بأنه أصبح كابوسًا في النهاية، دلفت بيلا سريعًا وأقتربت منه وهي تقول بقلق شديد وهي تجلس أمامه وتتفحصه:مالك يا جعفر في ايه يا حبيبي انتَ كويس … مالك بتنهج كدا ليه وعرقان … انتَ كويس
كان ينظر لها وهو مازال على هيئته تلك ولكنه في لحظة كان يُعانقها بقوه لأحضانه بينما تعجبت هي كثيرًا وهي لا تعلم ماذا حدث لهُ فجأه فهذه أول مرة تراه بهذه الحالة، عانقته أيضًا وربتت على ظهره وهي لا تفهم شئ، فتحدثت بهدوء وقالت:انتَ كويس يا جعفر حاسس بتعب
شعرت بجسده الذي بدء يرتجف وأزدادت وتيرته علوًا فلم تُصدق نفسها وقالت بعدم تصديق:جعفر انتَ بتعيط
شدد من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ:متسبنيش يا بيلا عشان خاطري انا هيحصلي حاجه لو بعدتي عني
ربتت على ظهره وهي تقول بعدم فهم:أهدى طيب انا مش فاهمه حاجه
أبتعد عنها قليلًا ونظر لها وهو يلهث وقال بصوتٍ باكِ:كابوس وحش أوي يا بيلا وحش أوي من وحشته مش قادر أتخطاه
مسدّت على خصلاته وقالت بصوتٍ هادئ وهي تمسح حبات العرق من على جبينه:أهدى خالص وخد نفسك الأول انا جنبك أهو مش هروح في حتة

 

 

مسح على وجهه وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بقوه وهو يُحاول أن يهدء، سمعت صوت هاتفها يعلنها عن أتصال فنظرت بهِ ونظر جعفر لها ورأى معالم وجهها التي تبدلت على الفور عندما رأت المتصل فأبلتع تلك الغصه وقال بترقب وهدوء:مين
نظرت لهُ بيلا وقالت:خالو
وكأن دلو ماء بارد سُكب عليه، لم يشعر بنفسه إلا وهو يأخذ الهاتف منها ويُغلقه فتعجبت كثيرًا وحاولت منعه وهي تقول:لا يا جعفر بتعمل ايه
نظر لها وقال بحده وأنفعال:أنسي
نظرت لهُ وجحظت عيناها قليلًا بينما أكمل هو وقال:مش هتردي عليه سواء قدامي أو من ورايا دا اللي أسمه خالك بيحاول يبعدك عني ويشوه صورتي قدامك … دا راجل شراني عشان بيبعدك عني
حركت رأسها بعدم تصديق وهي تنظر لهُ بذهول بينما نهض جعفر فرفعت رأسها لهُ وهي تنظر لهُ ثم نهضت أيضًا ووقفت أمامه وهي مازالت مصدومه، جاء كي يخرج أوقفته هي وهي تقف أمامه تمنعه من الذهاب وهي تنظر لهُ قائله:ايه اللي انتَ بتقوله دا يا جعفر مين قالك كدا
تحدث بحده وهو ينظر لها قائلًا:انا عارف كل حاجه كويس أوي انا مش عيل عشان يضحك عليه انا فاهم دماغ خالك كويس أوي وعارف هو عاوز ايه بس انا مش هناويله اللي في دماغه مهما حصل
كانت تنظر لهُ بعدم تصديق وبالكاد تقسم بأنه فقد عقله فقالت بعدم فهم:انتَ بتقول ايه … انتَ مُدرك للي بتقوله
جعفر بحده:أيوه مُدرك .. هيفضل يحرب زي الحرباية كدا لحد ما يخليني أطلقك انا فاهم دماغه من أول مره شوفته فيها … عاوز يجوزك لأبنه الملزق دا فهيحاول يمسك عليا أي حاجه حتى لو كلفه أنه يخطط ويحطني في موقف وحش عشان تقفشيني وانا بخونك هما كلهم كدا صدقيني
كانت تستمع إليه وهي لا تصدق ما تسمعه منه أنه بالتأكيد جُن، كانت ستتحدث ولكن أوقفها وهو يُجيب على هاتفها ويفتح مُكبر الصوت ويسمعا عبد المعز وهو يقول:ايه يا بيلا معترديش عليا ليه
تحدثت بيلا بهدوء وهي تنظر لجعفر قائله:معلش يا خالو غصب عني
عبد المعز بسخريه:غصب عنك ولا المحروس مخلكيش تردي على خالك
نظرت لجعفر الذي كان ينظر لها فقالت بتوتر:لا يا خالو بالعكس جعفر مش زي ما انتَ فاهم خالص
عبد المعز بغضب:طبعًا بأمارة بأنه مقعدك في كوخ مش اكده يا بت خيتي
نظرت بيلا لجعفر بصدمه وهي لا تعلم من أين علم شيئًا كهذا، سمعته يقول:مش انا صح ولا ايه يا بت هناء
تحدث جعفر هذه المره وهو يقول بحده:أيوه مقعدها في كوخ وبعذبها كل يوم وبضربها وبطفي سجاير في جسمها ومشغلها خدامه عندي ها عاوز حاجه

 

 

عبد المعز بغضب:دا انتَ ليلتك سوده أني مكنتش مرتاحلك من الأول والله لحبسك
بيلا بصدمه:لا يا خالو
وضع جعفر يده على فمها وهو ينظر لها قائلًا:أعلى ما في خيلك أركبه بس طلاق مش هطلق … واه حاجه كمان … ولا بلاش خليهالك مفاجئة
أغلق بوجهه تحت نظرات بيلا المصدومه والتي كانت تنظر لهُ بعدم تصديق فنظر لها وقال بحده:يعمل اللي هو عاوزُه انا مبيهمنيش انا عايزه يقدم بلاغ كاذب عشان يتربى انا مش عيل مع حد فيهم عشان يتداس عليا واسكت لا انا قادر أرد على كل واحد وأخرسه … جوزك بيتقل منه وبيتهدد من عيلتك اللي انا محترمها عشان خاطر خالتي مش أكتر لولاها كان هيبقى ردّ أوحش من دا بس سكت عشانك
أبتعد عنها، بل تركها وخرج بينما وقفت هي وحيده تنظر للفراغ بشرود، تعلم لماذا يفعل عبد المعز هذا، كي تتزوج حليم ولكن بأحلامهم فلو وصلت بها المركب لعمق البحر وتوقفت عن العمل فلن تُفكر مرتان وستقفز لأعماق البحار التي ستبتلعها بالتأكيد، وهذه حياتها الآن جعفر هو هذه السفينة التي لو توقفت فجأه ولم تعد تعمل ستسقط في أعماق البحار ويلتهمها حليم، حركت رأسها بعدم تصديق وأعادت خصلاتها للخلف ونظرت لأثر جعفر وذهبت ورآه
في الصعيد
هناء بحزن:ليه كدا يا عبد المعز … ليه كدا يا خويا
نظر لها عبد المعز وقال:لازم أعمل اكده يا خيتي .. لازم أختبره وأحطه تحت ضغط عاوز أشوف ردود أفعاله عاوز أتطمن على بنت خيتي
هناء بدموع:والله جعفر كويس وراجل دا تربيتي
عبد المعز:حرص ولا تخون يا خيتي .. معلش لازم انتِ واثقه آني مش واثق
زفرت هناء بقله حيله وقالت بقلق:ربنا يسترها
في الغابة
أمسك جعفر الفأس ونظر للشجره العملاقه التي كانت أمامه وبدء بضربها بعنف وهو يتذكر حديث عبد المعز الذي يتردد برأسه وكل ما يمر الوقت ضربته تُصبح قويه، ضرب بعنف شديد ومن ثم أسقط الفأس ونظر للشجرة الضخمة وصدره يعلو ويهبط بعنف وقد تحولت عيناه وتلونت باللون الأحمر وهو يقول بغضب:كل حاجه ضدي ليه هو انا حرام أعيش مبسوط ولو لمره واحده هيحصل ايه الكواكب هتبطل تتحرك الشمس هتبطل دورانها حول الأرض … عاوزني أطلقها هه بيحلم مش هطلقها لو كل حاجه بقت ضدي … حتى لو هي نفسها ضدي … انا بحبها ومصدقت بقت معايا مش هفرط فيها بالسهولة دي وخالها دا انا هعرف أتصرف معاه … كل دا عشان خاطر أبنه الحرباية دا … المشكلة أنهم ميعرفوش حاجه … محدش يعرف حاجه غيري انا عارف مين الشراني من العبيط مين الطيب من الخبيث … انا تعبت بقى كفاية

 

 

صرخ بجملته الأخيرة وهو يضرب الشجرة بعنف، سمع صوت بيلا يأتي من خلفه وهي تقول:ومين قالك إني هبعد عنك او هسمح لحد أصلًا أنه يبعدني عنك
ألتفت إليها ونظر لها بينما أقتربت هي منه حتى وقفت أمامه وقالت:تفتكر هسمح بكدا
لم يتحدث فنظرت هي للأسفل وأمسكت يده ونظرت لهُ مره أخرى وقالت:مستحيل … انا وانتَ بنكمل بعض وانا نصيبك وانتَ قسمتي .. ومينفعش نبعد حتى لو العالم كله كان ضدنا … انا بحبك وعارفه أنك مش هتسمح بحاجه زي دي تحصل مهما حصل … وزي ما قولت قبل كدا وهفضل أقولهالك … انا وانتَ أيدينا في أيد بعض نتحدى كل دول .. الحياة لا تخلو من المشاكل يا جعفر ولازم نحلها سوى بهدوء اه في مشاكل مبتتحلش بهدوء بس هنحاول في أيدينا نثبتلهم كلهم قد ايه حبنا لبعض كبير وأقوى من أي حاجه … مش انا بتكلم صح
أردفت بها بتساؤل وهي تنتظر أجابته عليها والتي ستُريحها، ولكنه لم يتحدث بل أقترب منها وعانقها بقوه وهو يطبع قُبلة على رأسها بينما بادلته عناقه بأبتسامه وحب وأبتسامه بسيطة تُزين ثغرها، بينما نظر هو أمامه وهو يتوعد للجميع بالهلاك المُميت
على الجهة الأخرى
كانت هذه العمياء تسير وتُشهر بعصاتها أمامها حتى لا تتعركل بشئ وتسقط وسط الناس حتى وصلت للمخزن ووضعت يدها على بابه وهي تتلمسه ومن ثم ظهرت أبتسامه نصر على شفتيها فقالت بداخلها:كدا أحلوت أوي … جميلة فشلت بس انا نجحت والذكي اللي يبقى عارف مُراده فين ويجري عليه يمسك فيه بأيديه وسنانه وانا بالرغم إني عمياء بس قدرت أوصل وأحقق أول خطوه في خطتي وبكدا نقدر نلعب على المكشوف ونزود بنزين زي ما أحنا عاوزين لحد ما البنزين دا هييجي عليه وقت وهيخلص وساعتها هنراهن على مين اللي النار بتاعته هتطفي الأول وأكيد نارك هي اللي هتطفي يا جعفر الأول … مش هتفضل قايده كتير ومسيري انا اللي هفوز والنار بتاعتي هتفضل شغاله وناركوا كلكوا هتطفي وتحرقكوا كلكوا … ودا وعد مني ليكوا كلكوا
علت أبتسامه خبيثه ثغرها وهي تتخيل نهاية المعركة التي ستكون لصالحها وسيكون القدر حليفها في النهاية، أخرجت هاتفها وهي تتلمس شاشه الهاتف وتسمع صوت الفتاة وهي تتحدث وتُخبرها على ماذا تضغط، وضعت الهاتف على أذنها وعلت أبتسامه خبيثه على ثغرها وعينيها وهي تقول:خلينا ندخل الجيم على طول بدون دور تمهيدي ونشوف مين هيكسب أول ليڤل
على الجهة الأخرى
كان جعفر يقف خارج الكوخ وبجانبه بيلا التي كانت تنظر للفراغ بشرود، سمعت صوت هاتفه يعلنه عن أتصال من رقم مجهول فنظر للرقم وهو يعقد حاجبيه بتعجب بينما نظر لبيلا التي قالت بتساؤل:في ايه بتبصلي ليه ؟
تحدث وهو ينظر لها بهدوء وقال:رقم غريب
بيلا:طيب ردّ يمكن حد من صحابك عايزك وبيكلمك من عند أي حد
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا مش حد منهم دا رقم واحده ست
عقدت حاجبيها وقالت بتساؤل:وانتَ عرفت منين ؟

 

 

نهض جعفر الذي كان مستلقى ورأسه على قدمها وأقترب منها بشدة ونظر لعينيها وقال:تحبي أثبتلك
نظرت لهُ وأجاب هو وفتح مُكبر الصوت لها وسمعت صوت أنوثي يُغلفه الحقد والشر، إنها المرأة العمياء التي تتحدث الآن وهي تقول:أهلًا جعفر باشا … أو خلينا نقول جعفر البلطجي اللي منيم حارة درويش من المغرب
نظرت بيلا لجعفر بصدمه والذي كان ينظر لها نظره ذات معنى بينما علت أبتسامه خبيثه منتصره على ثغر العمياء التي كانت تعلم بصدمتهما، بينما كانت بيلا تنظر لجعفر وهي لا تصدق ما تسمعه فبالتأكيد هذا ليس طبيعيًا بينما أبتسم جعفر بجانبيه وهو ينظر لها وهو يعلم ما يدور برأسها الآن، نظر للهاتف بتهكم ثم نظر لبيلا وقال:أهلًا بالمرأة العمياء صاحبه الذكاء والتخطيط العالي جعفر بيرحب بيكي في جحيمه يا عزيزتي
أبتسمت بجانبيه وهي تقول بخبث وحقد:أهلًا بيك في هلاكي انتَ والقمورة بتاعتك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي)

اترك رد

error: Content is protected !!