روايات

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 البارت السابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 5 الجزء السابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 5 الحلقة السابعة والأربعون

لا تعلم لارين كيف تخبره ففضلت أقتراحه فنهضت واخذها وخرج وهو يسندها فذهب لغرفه الكشف وقال:نوال ممكن تكشفي على لارين وتشوفي مالها عماله تقولي بطنها وجعاها ومش راضيه تاخد مسكن
حركت رأسها برفق وقالت:تمام أتفضل انتَ وانا هطمنك
حرك رأسه برفق ومسدّ على رأسها بحنان وخرج بينما نظرت لارين لنوال التي قالت:تعالي يا لارين متخافيش
اقتربت منها لارين ووقفت أمامها فقالت:انا مش عايزه مسكن مش هاخد حاجه
نوال بأبتسامه وتفهم:انا فاهمه كويس السبب بس هو مش هيعرف
حركت لارين رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه خفيفه:ياريت
نوال بأبتسامه:متقلقيش
في الخارج
كان قاسم واقفًا وهو ينتظر خروجها ويشعر بالقلق عليها، لحظات وخرجت نوال فنظر لها وأقترب منها قائلًا بقلق:في ايه يا نوال لارين كويسه
أبتسمت نوال بخفه وقالت:متخافش يا قاسم لارين كويسه وزي الفل هو تعب طبيعي خالص هي عارفه السبب بس مش هتعرف تقولك مهما حاولت تعمل .. على العموم هي عارفه هتعمل ايه متخافش عليها
فهم قاسم معنى حديثها فحرك رأسه برفق وقال:معلش تعبتك
نوال بأبتسامه:متقولش كدا انا معملتش حاجه أهم حاجه بس متعرفهاش أو تحسسها أنك عرفت عشان متتحرجش وعشان انا قولتلها أني مش هقولك

 

 

حرك رأسه بتفهم وقال:تمام
تركته نوال وذهبت ووقف هو ينتظرها وزفر بهدوء فظن أن بها شئ سئ
في قصر ليل
كانت مِسك صاحبه الثامنة عشر من العمر جالسة في الحديقة وهي تدرس وخصلاتها البرتقالية تتطاير بفعل نسمات الهواء، أقترب منها عبد الرحمن وجلس بجانبها بهدوء فرفعت رأسها ونظرت لهُ وأبتسمت فأبتسم لها وقال:ايه الأخبار
مِسك بأبتسامه:كويسه الحمد لله
عبد الرحمن:صعب اللي بتذاكريه ولا سهل
نظرت لهُ بنصف عين وهي تُحرك يدها في الهواء قائله:يعني نص نص
مسدّ على خصلاتها ثم حاوط كتفيها وهو يقول:مفيش حاجه في الدنيا مش سهله كله صعب بس الصعب دا بمراحل يعني في ناس بتستسهل الصعب يكون الشئ اللي قدامه مستحيل وهو يخليه ممكن بس بطريقته … وناس تانيه برضوا الصعب دا بالنسبالها يعني نص نص ما بين أنه قادر يحققه وبين أنه ممكن يفشل فدا بيكون النص نص بالنسباله … في ناس تانيه بقى الصعب دا بالنسبالها صعب ومستحيل يخلوه سهل مع أن الحل في أيده إنه يخليه سهل
نظرت لهُ وقالت بتساؤل:أزاي
نظر لها عبد الرحمن وقال:يعني على سبيل المثال هو انا أزاي وصلت للي انا فيه دا دلوقتي
فكرت مِسك قليلًا ثم قالت:لأن دا كان حلمك
عبد الرحمن:لا بالعكس دا مكانش حلمي خالص
عقدت حاجبيها وقالت:أومال حلمك كان ايه
أبتسم عبد الرحمن وقال:كان نفسي أبقى دكتور مخ وأعصاب
مِسك:وايه اللي منعك أنك تحقق حلمك وتبقى دكتور
عبد الرحمن:ربنا كان عايز كدا … مجبتش المجموع في ثانويه عامه اللي أقدر أدخل بيه المجال دا مع أني كنت شاطر جدًا وذكي بس يوم النتيجة أتصدمت صدمة وحشه أوي وأتكسرت وفنفس الوقت حسيت أن انا فاشل والدنيا وقفت كدا وأسودت قدامي
مِسك بهدوء:ومجموعك جاب ايه وقتها
عبد الرحمن:دخلت تجارة عشان أبقى محاسب واشتغل في الشركات الكبيرة والبنوك
مِسك بتساؤل:وقدرت تتخطى المحنة دي وقتها بسهولة ؟

 

 

حرك رأسه نافيًا وقال:بالعكس كنت وقتها زعلان أوي أن حلمي اللي بعافر عشانه ضاع في غمضه عين والسنة اللي كنت تعبان فيها نفسيًا وجسديًا راحوا هدر … خدت وقتي في الزعل وبعد كدا بدأت أفوق وفهمت حكمت ربنا ساعتها رغم أن الأنسان عمره ما هينسي حلمه اللي كان ملازمه من صغره وهيسيب علامه بس كان لازم أتعايش بعدها وتقبلت نصيبي واشتغلت على نفسي رغم أني مكنتش عارف حاجه بس كملت الأربع سنين وأتخرجت بتقدير أمتياز مع مرتبة الشرف وكنت الأول على دفعتي بعد ما كنت داخلها وانا مش فاهم أي حاجه وحاسس أني مش هنجح فيها بس ربنا كان كريم وعوضني وساعتها عرفت أن انا لو كنت دخلت الحاجه اللي كنت عاوزها مكنتش هنجح فيها وكنت هسقط ومش همشي فيها بس عاوز أقولك يا مِسك أن ربنا بيبعد عننا الحلو اللي هو وحش أصلًا ومش خير لينا وأحنا مش واخدين بالنا وبيدينا الأحلى وبيعوضنا يعني انا زمايلي اللي كانوا معايا في ثانويه عامه واللي نجحوا ودخلوا الكلية اللي كنت انا عاوزها كانوا بيعيطوا عشان مش فاهمين حاجه وشايفنها معقدة ومش سهله
مِسك:أكيد مكانوش بيذاكروا
عبد الرحمن:وغير كدا كمان التعليم مكانش في دماغهم بس ربنا عمره ما بيساوي اللي أجتهد وأشتغل على نفسه من اللي كان مقضيها خروجات وفسح وضحك وهزار … كل واحد بياخد على قد ما هو أشتغل يعني هل انا ينفع أدي عامل مبيشتغلش كويس أجر زي اللي بيشتغل ويتعب
حركت رأسها نافية وقالت:لا طبعًا انتَ كدا بتساوي واحد شاطر بواحد فاشل
عبد الرحمن:بالظبط كدا وعشان كدا عاوز أقولك مش كل الناس مبتنجحش لا في ناس ربنا بيوفقها وبتنجح وتخش الكلية اللي عوزاها مش معني أني منجحتش يبقى انتِ كمان مش هتنجحي لا ممكن تعدي وتدخلي الكلية اللي نفسك فيها مش كلنا زي بعض
مِسك:ولو معدتش … أكيد هبقى زيك
حرك رأسه نافيًا وقال بتشجيع وأبتسامه:لا انا واثق فيكي وعارف أنك شاطره ودماغك حلوه وانا موجود هساعدك بما أنك دخلتي أدبي فأنا هشجعك عشان توصلي للي نفسك توصليه
مِسك:تفتكر هوصل
حرك رأسه برفق وهو مُبتسم وقال:هتوصلي انا عارف وواثق كمان أيًا كانت الصعوبات بس أحنا قادرين نعدي ونقع ونقوم ونقع ونقوم بس في الأخر هنوصل ومفيش حاجه هتقدر توقعنا ساعتها انا في ضهرك وقت ما تميلي أسندك ووقت ما تقعي أشيلك ووقت ما تستسلمي أشجعك وأحفزك .. انا موجود دايمًا وفي أي وقت هتحتاجيني فيه هتلاقيني قدامك
أبتسمت مِسك وألتمعت عيناها الخضراء التي ورثتهن عن والدها فأحتضنته وبادلها هو عناقها وهو يُمسدّ على خصلاتها البرتقالية والتي ورثتهن منه إنها نسخه مصغرة منه، طبع قُبلة على رأسها وقالت هي بأبتسامه وحب:شكرًا يا بابا انتَ الوحيد اللي هتفضل سندي وضهري والوحيد اللي هتفضل تشجعني … انا بحبك أوي

 

 

أتسعت أبتسامته وطبع قُبلة أخرى على رأسها وقال بحب:وانا بحبك أكتر يا روحي … ومش عايزك تشكريني تاني دا واجبي كأب ولازم أشجع بنتي عشان توصل للي نفسها فيه مش كدا
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:صح
أبتعدت عنه قليلًا فأعاد خصلاتها للخلف وقال بأبتسامه:يلا كملي عشان معطلكيش أكتر من كدا
نهض وتركها كي تُكمل بينما طالعته هي بأبتسامه ثم نظرت للكُتب والأغراض بشرود وعينان لامعتان ولكنها أستفاقت سريعًا ومسحت دموعها وأخذت نفسًا عميقًا وعادت تُكمل مذاكرتها
على الجهة الأخرى
كانت رهف تجلس وبجانبها شقيقتها تقوى التي تصغر بسنة عنها وتتحدث معها وعلى الجهة الأخرى كانت ملك تجلس مع شقيقتيها وتتحدث معهن وعلى الجهة الأخرى كانت أيسل وزين يتحدثان، كل واحدٍ يجلس مع شقيقه وشقيقته ويتحدثون عدا مِسك التي كانت وحيدة بينهم فشقيقتها تمقتها كثيرًا لا تعلم لما ولكنها تكره الجلوس معها، نظرت لهم جميعًا وهي تشعر بالوحدة بينهم فجلست بعيدًا وهي تنظر لهم بهدوء
مر اليوم سريعًا
وكانوا جميعهم جالسون ويتحدثون فأقتربت مِسك منهم وهي تنظر لهم بهدوء، نظرت لها لارين وأشارت لها بالجلوس فهي تُحبها كثيرًا وهي صديقتها المقربة، كان لا يوجد مكانًا فارغًا إلا بجانب چويرية شقيقتها التي تمقتها فأضطرت للجلوس وكانت چويرية مندمجة بالحديث مع مريم وغدير ومودة وروزي، نظرت لارين لمِسك وقالت بخفوت:مالك انتِ كويسه
نظرت لها مِسك وحركت رأسها برفق فقالت لارين:مش حاسه انتِ كويسه بجد
لا تعلم ماذا تقول لها، أتقول بأنها تجلس بجانب شقيقتها التي تمقتها وتنفر منها أم تقول بأنها مرهقه قليلًا، إنها مُشتته للغاية ولكنها لم تستفيق إلا على صوت شقيقتها وهي تنهض فجأه من مكانها كمن لدغتها حية وهي تقول بحده:ايه دا انتِ ايه اللي قعدك جنبي يا متخلفة انتِ
نظرت لها مِسك ونهضت بهدوء ونهضوا هم أيضًا وهم ينظرون لها فتحدثت مِسك بصعوبة وهي تشعر بأن لسانها شُل عن الحديث وقالت:انا … انا قاعدة عادي وبعدين انا أختك
چويرية بغضب:لا انتِ مش أختي انتِ مين انتِ أصلًا مش شايفه شكلك مبتبصيش لنفسك في المرايا ولا ايه
عنفتها ملك وهي تقول:عيب كدا يا چويرية دي أختك الكبيرة أزاي تتكلمي معاها كدا
نظرت لها چويرية وقالت بسخرية:مين دي … البت دي … لا طبعًا أختي ايه انا متشرفش بيها أصلًا

 

 

نظرت لمِسك التي كانت تنظر لها بصدمه وقالت:شايفه شكلها وبعدين هو في حد شعره ورموشه برتقالي دا انتِ شبه حزلقوم أوي ناقصلك بس تلبسي زيه وتبقي أخته التوأم
أنهت حديثها وهي تضحك عليها وتسخر منها تحت نظرات عدم الرضا من الجميع بينما كانت هي تنظر لها والدموع عالقه بملقتيها تأبى السقوط فتحدثت رهف وقالت:على فكره شكلها حلو وجمالها مميز
چويرية بسخريه:فين الجمال دا انا شيفاها بلياتشو قدامي وبعدين هو انتِ مبتسرحيش شعرك ولا ايه دا انا بقيت بضايق منك وأكرهك أكتر عشان أحلى مني خدتي كل الحلو لنفسك
تحدثت مِسك وهي تنظر لها وقالت بهدوء وصوتٍ مهزوز:بس انا مخلقتش نفسي عشان تقولي كدا … وبعدين ربنا خالق كل واحد ليه جمال مختلف عن التاني
أوقفتها چويرية قائله:لا يا ست الشيخة متكمليش خلاص انا مش مُلزمة أسمع منك حاجه
مِسك بعدم تصديق ودموع:انتِ ليه كدا
چويرية بحده:بقولك ايه خدي شعرك ونمشك دا وأبعدي عني انا بكرهك وبقرف منك مش عايزه أتعدي منك كفاية أختك الصغيره طالعه شبهك جتكوا القرف
لم تتحمل مِسك إهانتها ولذلك لم تشعر بنفسها وصفعتها بقوه أمام الجميع وسقطت دموعها وأزدادت وتيره أنفاسها وهي تصرخ بها قائلة:أخرسي
وضعت چويرية يدها مكان صفعتها وصُدمت، نظرت لها بينما كانت مِسك تنظر لها بدموع وغضب وصدرها يعلو ويهبط أثر أنفعالاتها، رفعت سبّابتها بوجهها وقالت بصوتٍ عالِ وغاضب:انا مش هسمحلك تتمادي أكتر من كدا … انتِ واحده قليلة الأدب ومش محترمة
نظرت علياء شقيقتهما الثالثه لها بدموع بينما تركتهم مِسك وركضت للداخل وهي تبكي ولحقت بها لارين وعلياء، دلفت مِسك وأصتدمت بعبد الرحمن الذي نظر لها وقال بقلق:مالك يا مِسك في ايه يا حبيبتي بتعيطي كدا ليه

 

 

أحتضنته مِسك وهي تبكي بحرقه وأقتربت منهما رضوى وهي تقول بقلق:في ايه مالك يا مِسك
لارين:چويرية قعدت تتنمر عليها وتجرحها بالكلام قدامنا كلنا
تحدثت علياء صاحبه العشر سنوات وقالت:أيوه يا بابا وكمان قالتلها كفاية أختك الصغيره طالعه شبهك جتكوا القرف
نظر عبد الرحمن لرضوى التي كانت مصدومه ونظرت لهُ، أخذ عبد الرحمن مِسك وخرج بينما نظرت علياء لرضوى وقالت:هو انا ومِسك وحشين فعلًا يا ماما زي ما چويرية قالت
نظرت لها رضوى وحركت رأسها نافيه وهي تُمسد على خصلاتها وقالت:لا يا حبيبتي أنتوا زي القمر هي هتتعاقب على اللي قالته دا
علياء:خلت مِسك تعيط أوي يا ماما چويرية رخمه أوي وانا مبحبهاش
رضوى:لا يا حبيبتي مينفعش تقولي كدا دي مهما كان أختك مينفعش متحبيهاش
علياء بضيق:ما هي قالتهالنا يا ماما قالت أنها بتكرهنا وبتخاف لحسن نعديها
رضوى بهدوء:خلاص يا علياء أنسى وانا وبابا هنتصرف وهنتكلم معاها … يلا روحي ألعبي مع البنات
تركتها علياء وخرجت بينما نظرت رضوى للارين التي نظرت لها ولم تتحدث
على الجهة الأخرى
ربت عبد الرحمن على ظهرها بحنان وطبع قُبلة على رأسها وكانت مازالت تبكي بأحضانه وترفض الخروج فتحدث هو وقال:كفاية يا مِسك عشان خاطري يا حبيبتي انا هتصرف معاها وهجيبلك حقك وهخليها تيجي تعتذر منك قدام الكل كمان
حركت رأسها نافيه وهي تقول بصوتٍ باكِ:لا انا مش عيزاها تعتذر ولا تتكلم معايا تاني خلاص
عبد الرحمن بحنان:لا يا حبيبتي هي في الأول والآخر أختك
رفعت رأسها ونظرت لهُ بعينان باكيتان وقالت:في أخت تعمل في أختها كدا يا بابا
عبد الرحمن:انا عارف أنها غلطت وهتتعاقب على اللي قالته بس انا مش عايزك تزعلي يا مِسك انتِ عارفه يا حبيبتي أن زعلك غالي عليا
نظرت للجهه الأخرى بدموع وعقدت يديها أمام صدرها فمدّ هو يديه ومسح دموعها بأطراف أصابعه بحنان وهو يقول:انتِ زي القمر يا مِسك وفي كل أحوالك حلوه في عيوني متسمحيش لحد يهز ثقتك في نفسك مهما كان مين هي ليها أسلوب تفكير بيضايقني منها بس انا هحط حد للموضوع دا عشان متتماداش أكتر من كدا وهتعتذر منك غصب عنها وقدام الكل كمان بس متعيطيش عشان خاطري لو بتحبيني

 

 

نظرت لهُ والدموع عالقه بملقتيها فقال هو بحنان وهو يُمسد على رأسها:أتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بدموع فضمها لأحضانه وربت على ظهرها بحنان وطبع قُبلة على رأسها
على الجهة الأخرى
أقتربت روزي من ليل بهدوء حتى وقفت خلفه وقالت:ليل
ألتفت ليل إليها ونظر لها فقالت بتوتر:ممكن لو مش هضايقك يعني تشرحلي الجزئية دي عشان مش فهماها
نظر للكتاب الذي كان بيديها ثم نظر لها وقال:تاريخ ؟!
حركت رأسها برفق فصمت قليلًا ومدّ يده فمدّت يدها بالكتاب وأخذه هو منها ونظر بهِ ثم جلس على الأريكة وقال:أنهى جزء اللي مش فهماه بالظبط
نظر لها وأشار لها بالجلوس بجانبه فأقتربت هي بهدوء وجلست بجانبه بتوتر وتركت مسافه بينهما، أشارت لهُ وقالت:دي
نظر لها وقال:مالك
نظرت لهُ وقالت بهدوء:مفيش حاجه
ليل:حسيتك متوتره هو في حاجه
حركت رأسها نافية وهي تضغط على يديها فقال بعدما نظر للكتاب ثم لها مجددًا:انا مش هاكلك متوتره ليه
روزي بتوتر:عادي لا إراديًا
ليل:تمام .. ممكن تركزي
حركت رأسها برفق وبدء هو بشرحها لها وكانت هي تُنصت لهُ
بعد مرور القليل من الوقت

 

 

أقترب عبد الرحمن من چويرية التي كانت جالسة وتضع سماعات الأذن وتستمع للموسيقى، وقف أمامها وعقد يديه أمام صدره وهو ينظر لها بهدوء بينما رفعت هي رأسها ونظرت لهُ فنزعت سماعات الأذن ونهضت بهدوء ونظرت لهُ قائله بهدوء:خير يا بابا … هو في حاجه
أخذ عبد الرحمن نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ونظر لها وقال:وصلتلي حاجه معصباني منك ومخلياني لأول مرة عاوز أضربك بس ماسك نفسي بالعافية
أبتلعت تلك الغصه بخوف وأهتزت نظرتها وقالت بخفوت:ليه
حاول عبد الرحمن أن يهدء ونظر لها وقال بصوتٍ حاد:انتِ عارفه كويس أوي انتِ عملتي ايه يا چويريه انا مش عايز أستعباط
أنكرت چويرية تلك التهمة المنسوبة إليها وهي تقول:بس انا معملتش حاجه انا كنت بهزر عادي يعني
صرخ بها عبد الرحمن لأول مرة بغضب وهو يقول:التنمر بتسميه هزار في معتقداتك
خافت منه چويرية لأول مرة وعادت خطوتان للخلف وهي تنظر لهُ فأكمل هو عليها وقال:دي مكانتش أول مرة تعمليها معاها أسلوب تعاملك مع أختك الكبيرة غلط بتتعاملي معاها على أساس إنها واحده صاحبتك مره بعد مره بتكرهي أختك فيكي هي مخلقتش نفسها وبعدين ماله شكلها اللي بتتنمري عليه دا مفيهاش حاجه عشان تتنمري عليها بالشكل السخيف دا ما انا أهو زيها بالظبط هل تقدري تتنمري عليا زي ما عملتي معاها انتِ أزاي كدا .. ضميرك مبيوجعكيش لما تنامي وانتِ منيمة أختك معيطة هي كان ممكن تعمل زيك على فكرة وساعتها الوضع كان هيختلف جربتي تحطي نفسك مكانها أكيد لا عشان انتِ غير … قسمًا بالله يا چويرية لو فكرتي تجرحي أختك تاني بالكلام وخصوصًا قدام علياء أختك عشان شبها انا هيطلع مني ردّ فعل أتمنى أنك متشوفيهوش … انا كل اللي أقدر أقولهولك يا چويرية أن كما تُدين تُدان … وزي ما بتعملي مع أختك هتلاقي اللي هيعمله فيكي وساعتها هتحسي بالوجع اللي بتطعني أختك بيه وانتِ مش حاسه
تركها وذهب وهو غاضب منها، بينما تابعته هي وسقطت دموعها وهي تراه يبتعد عنها ويعود للقصر، جلست على الأريكة وهي تنظر للفراغ بشرود وسقطت دموعها أكثر فلأول مره يصرخ عليها بهذه الطريقة ويكون غاضبًا منها بهذه الطريقة
بعد مرور الوقت
كانت مِسك مستلقية على الفراش بهدوء، أقتربت منها علياء وأستلقت بجانبها وأحتضنتها وهي تقول بأبتسامه:مِسك
نظرت لها مِسك فقالت علياء بأبتسامه:ممكن تحكيلي حدوتة
تحدثت مِسك بهدوء وقالت:عاوزه حدوتة عن ايه
علياء بأبتسامه:اللي تحبيه انا هخليكي تختاريلي النهارده بس مش كل يوم المره الجايه انا اللي هختار
أبتسمت مِسك وقالت:ماشي يا ستي … كان يا مكان في يوم من الأيام كانت في بنوته حلوه أوي أسمها سُكر كانت بنوته حلوة أوي مش كشكل بس كانت روحها حلوه كانت كل يوم تصحى تنزل بشنطة مليانه سُكر نبات توزعه على الأطفال وكانوا كل يوم بيستنوها في مكان معين متفقين عليه كانت كل يوم تنزل تديلهم السكر وتمشي تروح شغلها .. ولحد ما في يوم من الأيام راحت وملقتش الولاد مستنينها زي ما متعودين فأستغربت فسألت شاب بيقعد هناك دايمًا في كشك صغير وقالتلها هو فين الولاد اللي بيتجمعوا هنا فقالها أن واحد فيهم أتسمم بسبب السكر بتاعها فهي أتصدمت وخدت منه عنوان الولد دا وراحتله البيت وهناك أول ما وصلت أهل الأطفال دول أتهموها بأنها كانت قاصده تعمل كدا وكلهم كانوا ضدها وهي وحيدة وبالرغم من كل دا كان السكر بتاعها سليم ومفيهوش حاجه فبصت للولاد كلهم وعنيها مدمعه وهما كانوا عاوزين يتكلموا ويبرؤها بس كانوا خايفين من أهلهم … خرجت سُكر مكسوره الخاطر وقعدت على الأرض في الشارع وبدأت تعيط لأنها كانت مظلومة وملهاش ذنب

 

 

علياء:ومين اللي عمل كدا
مِسك:مكانش في حد يقدر يأذي طفل وسط الناس وكان السبب مجهول .. في يوم من الأيام كانت معدية بشنطة السكر النبات ووقفت مكان ما الولاد دول كانوا بيستنوها وزعلت أوي عشان السكر اللي كانت بتعمله بكل حُب محدش هياخده منها بعد كدا فقررت تمشي بس فجأه سمعت صوت حد بينادي عليها لفت عشان تشوف مين ومكانش غير شاب الكشك دا فقرب منها وطلب منها خمس كياس سكر فأستغربت هي وقالتله أزاي وانا السكر بتاعي وحش فقالها أن السكر بتاعها كويس وأن الولد دا كل حاجه فاسده بدون ما يعرف من الشارع والولاد بيدوروا عليها بقالهم يومين عشان يرجعوا ياخدوا منها تاني فسُكر فرحت أوي وأدته خمس كياس ورفضت أنها تاخد حقهم منه رغم أنها محتاجه فلوس بس أدتهوملوا ببلاش وسمعت ولد بينده عليها وجري عليها هو وصحابه من جديد وخدوا منها سكر كتير وأهلهم أعتذروا منها وكان سوء تفاهم ومن ساعتها سموها سُكر عشان هي بتديهم سكر نبات كل يوم مجانًا
أبتسمت علياء وقالت:حلوه أوي يا مِسك ممكن واحده كمان
نظرت لها مِسك بطرف عينها فأتسعت أبتسامه علياء وقالت ببراءة:عشان خاطري يا مِسك عشان أعرف أنام ممكن
نظرت لها مِسك بطرف عينها وقالت:ماشي آخر مره متاخديش على كدا انتِ ليكي حدوتة واحده بس في اليوم
ضحكت علياء وقالت:ماشي يا ستي خليها عليكي المره دي
أبتسمت مِسك وقالت:ماشي
بدأت مِسك تقص عليها حدوتة أخرى وبدأت علياء تستمع إليها وهي تنظر لها حتى خلدت في النوم بعد وقت قليل فنظرت لها مِسك وهي تقول:وتوتة توتة خلصت الحدوتة
رأتها نائمة فأبتسمت وطبعت قُبلة على جبينها وأغلقت الضوء المنبعت بجانبها ودثرتها جيدًا ودثرت نفسها أيضًا وخلدت للنوم وبجانبها علياء
مرت الأيام سريعًا حتى جاء هذا اليوم
كانت چويرية تضع أغراضها في الحقيبة والعبوس يحتل معالم وجهها، دلفت صديقتها المغرورة وصديقاتها ووقفت على باب الفصل وهي تعقد يديها أمام صدرها وتنظر لها بتهكم وأبتسامه ساخره بينما لم تُعيرها چويرية أي أهتمام وأكملت وضع أغراضها حتى أنتهت، أغلقت الحقيبة وحملتها على كتفها وأقتربت منهن وكادت أن تخرج ولكن أوقفتها هي وهي تنظر لها وتقول:على فين يا چوچو مش ماليين عينك ولا ايه
نظرت لها چويرية بحنق وقالت:بقولك ايه انا مش طايقه نفسي حلي عن سمايا
كادت أن تخرج منعتها هي وهي تدفعها بخفه وتنظر لها قائله بتهكم وسخرية:ايه دا … چوچو شعرك بقى عامل كدا ليه شكله بقى وحش خالص هو انتِ مبتصرحيهوش

 

 

أغمضت چوبرية عينيها بغضب وهي تُحاول السيطرة على غضبها بينما سمعت الأخرى تقول بسخريه:الشنطة دي وحشة أوي هو انتِ جيباها منين يا چويرية ولا تكونش كانت بتاعت أختك أيام الكحرتة ومحبتيش تصرفي فخدتيها
تحدثت الأخرى وهي تتفحصها قائله:وكمان عامله شعرك قطتين ايه يا بنتي هو أحنا في حضانه هو انتِ عندك طفوله متأخرة
تحدثت الفتاة الرابعه وهي تقول بتهكم:وعلى كدا ماما حطالك اللانش بوكس في الشنطة هي والزمزمية أصل انا بصراحه متزعليش مني شيفاكي بيئة حبتين سواء في أسلوبك أو لبسك يعني مفيش حد بيلبس جزمه وهو جاي المدرسة وكمان لون التوكة بيبقى أبيض أو أسود بس انا الحقيقة شيفاكي لابسه فوشية
تحدثت الأولى وهي تنظر لقدميها وقالت ضاحكة بسخرية:ايه دا هو انتِ لابسة شراب على جزمه أوه ماي جاد بجد ومش شراب مدرسة كمان دا شراب شلبي وكورتي البعبع أصحى يا شلبي وريني كدا الفردة التانية مكتوب عليها ايه
أقتربت منها ولكن دفعتها چويرية بغضب وهي تنظر بعينان لامعتان والغضب يحتل معالم وجهها، نظرت لها بسخرية بينما تحدثت الثانيه وقالت:چويرية سوري يا حبيبتي قي الكلمة بس انتِ مبتهتميش بنفسك أصل بصراحه الريحة يع خالص
أردفت بالأخيره وهي تضع يدها على أنفها وتنظر لها بأشمئزاز، تحدثت الأخرى وهي تقول بقرف:بجد يع حتى شكلك بقى وحش أوي وكله بيتكلم عليكي وأحنا أولهم وبصراحه أحنا منتشرفش بيكي وسطنا خالص أصلك مش من مستوانا خالص وبعدين كلنا يعني حلوين وبنهتم بشكلنا لكن انتِ لا بس مش معنى أن ملامحك حلوة أنك تتغري في نفسك وتشوفي نفسك أحلى بنت في العالم لا خالص في الأحلى منك بمراحل انتِ جنبهم ولا حاجه
أقتربت الفتاه الرابعه منها وجذبت حقيبتها فجأه منها وهي تفتحها قائلة:خلونا نشوف فيها ايه
تفاجئت چويرية وأقتربت منها وهي تقول بغضب:انتِ قليلة الأدب هاتي الشنطة
أبتعدت الأخرى وهي تنظر لها وتقول بأستفزاز وهي تتفحص الحقيبة وقالت:لا
صرخت بها چويرية وهي تُحاول أخذها بالقوة قائله:هاتي بقولك
تدخلت الفتاتان ودفعت واحده منهما چويرية أسقطتها أرضًا، أخرجت الفتاة هاتفها وهي تتفحصه قائلة بسخرية:بقى انتِ شايلة أيفون وأحنا شايلين أندرويد تيجي أزاي دي بقى
ألقته أرضًا بينما صرخت چويرية بغضب وهي تأخذ الهاتف وتتفحصه قائلة:انتِ حيوانة انا هوريكي
حاولت الأقتراب منها ولكن دفعتها الفتاة مره أخرى بينما أخرجت الفتاة الأولى مُذكرة چويرية وهي تنظر بها وهي تقول:يا ترى فيها ايه كاتبة رسايل حب لحد كدا ولا كدا هاا
شهقت بصدمه وهي تنظر بالمذكرة ثم نظرت لهن وقالت:دي كاتبة انا بحبك يا بودي ربنا يخليك ليا يا حبيبي
نظرت لها الفتاة الرابعه وقالت ساخره:عامله فيها شريفه ومش بتاعت شباب

 

 

نهضت چويرية بعدما سمعت الفتاة الأولى تقول ببرود:المذكرة دي هتروح للمدير وهنقوله وهو يتصرف معاكي .. يا شريفة
أقتربت چويرية منها وهي تقول بصراخ وغضب عارم:انتِ مش متربية هاتي حاجتي
حاولت أخذ أغراضها ولكن تولت الثلاث فتايات أمرها وذهبت الأخرى راكضه بأغراضها للخارج
في القصر
كانت مِسك تجلس وبجانبها أحمد الذي كان يتحدث معها
أحمد بمواساة:متزعليش هي أكيد بتحبك
نظرت لهُ مِسك بدموع وقالت:بتحبني ايه بس يا أحمد بقولك زين تقولي عبيد
أحمد:هي ممكن تكون غيرانة شويه أو عشان مثلًا مهتمة بعلياء وبتقعدي وتضحكي معاها كتير وهي لا … أكيد ليها أسباب كتير انتِ مش واخده بالك منها
نظرت مِسك أمامها وقالت بدموع وشرود:كنت مستعده أعمل تجاهها أكتر من اللي بعمله … انا مأثرتش معاها في حاجه بس جت في مره وأتغيرت خالص ومبقتش چويرية البنت الكيوت اللطيفة اللي الكل بيحبها … انا صعبت عليا نفسي أوي إنها تعمل معايا كدا قدامكوا كلكوا … أه فرق السن مش كبير بس على الأقل لازم يكون بينا أحترام بس هي معملتش كدا خالص وهانتني قدام الكل … بقت قاسية أوي … بطريقة وحشه
أردفت بالأخيرة بصوتٍ متحشرج فنظر لها قليلًا وهو لا يعلم كيف يواسيها، كان سيتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفها الذي كان يعلنها عن أتصال من چويرية، نظرت للهاتف بتعجب وقال هو:في ايه
نظرت لهُ وقالت:چويرية بتتصل بيا
عقد حاجبيه وقال:طب ردّي عليها ممكن تكون محتاجاكي في حاجه
مِسك:مظنش
نظرت للهاتف الذي كان مازال مستمر في الرنين فأجابتها بهدوء شديد وقالت:نعم
سمعت صوتها الباكِ وهي تتحدث وتشهق بطريقه أرعبتها قائلة:مِسك … مِسك
شعرت مِسك بالرعب عليها وأعتدلت بجلستها وهي تقول بقلق:مالك يا چويرية في ايه انتِ كويسه ايه اللي حصل
تحدثت چويرية وهي مازالت تشهق وقالت والدموع تتساقط بغزاره على وجنتيها:انا محتاجاكي … أوي … تعاليلي المدرسة دلوقتي أرجوكي

 

 

نهضت مِسك وهي تقول بقلق:انتِ كويسه طيب طمنيني
حركت رأسها نافيه وهي تقول والدموع تحرق وجنتيها:لا انا مش كويسه … انا أتهجم عليا شلة بنات … ضربوني وخدوا حاجتي
مِسك بغضب:مين دول دا انا هفرج عليهم المدرسة النهاردة أقفلي انا جيالك
أغلقت معها بينما نهض أحمد ونظر لها قائلًا بتساؤل:في ايه چويرية كويسه
نظرت لهُ مِسك وحركت رأسها نافية:لا چويرية مش كويسه انا لازم أروحلها دلوقتي
أحمد بتساؤل:طب أجي معاكي طيب ؟
مِسك برفض:لا عشان معطلكش هروح انا
أحمد:لا عطلة ولا حاجه انا هاجي معاكي
في غرفة لارين
كانت لارين تجلس وأمامها ملك التي كانت تتحدث معها
ملك:وبعدين يا لارين كدا مش هينفع خالص على الأقل تعرفي عمو قاسم
حركت لارين رأسها نافية وهي تقول بخوف:لا … مش هقول لبابا انا خايفه منه
ملك:وهو من أمتى عمو قاسم خوفك ولا زعقلك بالعكس دا بيتكلم معاكي بهدوء لأنه بيحبك
لارين بخوف ودموع:المره دي غير … انا مش متعوده أحكيله حاجه زي دي بس في نفس الوقت خايفه
ملك:طب ليه متحكيش لمامتك هي هتفهمك وهتنصحك تعملي ايه
نظرت لها لارين وهي تقول:تفتكري
حركت رأسها برفق وهي تقول:صدقيني دا الصح
شردت لارين ورأت حقًا بأن أنسب حل هو التحدث مع والدتها فبطبيعة الأم وتميزها عن الرجُل بأنها تتفهم الأمور وتتحدث بهدوء مع أبنتها أو ولدها على عكس الرجُل الذي يكون عصبي بمعظم الأوقات وجاد
في المدرسة
وصلت مِسك ومعها أحمد وذهبت إلى چويرية التي كانت جالسة على الأرض وتضم رُكبتيها لصدرها وتنظر للفراغ بشرود، جلست مِسك أمامها ونظرت لها وأعادت خصلاتها للخلف وهي تقول بقلق ولهفة:في ايه يا چويرية ايه اللي مقعدك كدا في ايه وفين حاجتك

 

 

نظرت لها چويرية وبكت ومن ثم أرتمت بأحضانها وهي تبكي بينما كانت مِسك تائهة فمنذّ وقتٍ طويل لم تُعانقها چويرية ولو دون قصد شعرت بشعور غريب تجاهها في هذه اللحظة ولكن أخرجها من دوامة تفكيرها المتواصل صوتها وهي تقص عليها ما حدث معها بالتفصيل وكانت هي وأحمد يستمعان لها حتى أنتهت قائلة بدموع وصوتٍ باكِ:حقك عليا يا مِسك ربنا حب يعاقبني وخلاهم يتنمروا عليا زي ما انا كنت بتنمر عليكي وبضايقك … انا حسيت بوجعك ومشاعرك اللي كانت غريبة بالنسبالي حسيت بعزّة النفس والكرامة اللي وجعتك ساعتها … عشان وجعتني انا كمان … بابا كان عنده حق لما قالي كما تُدين تُدان انا شربت من نفس الكاس اللي شربتك منه … حقك عليا يا مِسك عشان خاطري سامحيني انا ندمت والله انتِ مش وحشه بالعكس انا اللي وحشه وانتِ اللي حلوه … حلوه عشان روحك نضيفه وبتحبي كل الناس حتى اللي مبيحبوكيش لكن انا لا … انا وحشه من جوايا وأنسان غير مرغوب فيه … للحظة حسيت بيكي وانا شايفه كل واحده بتتنمر على حاجه شكل فيا … الإهانة بتوجع أوي يا مِسك
أردفت بجملتها الأخيرة وهي تبكي فسقطت دموع مِسك وهي تعض على شفتيها ثم جذبتها لأحضانها وربتت على ظهرها بحنان بينما بكت چويرية أكثر فتحدثت مِسك بصوتٍ باكِ قائلة:لا يا چويرية انتِ جميلة وروحك حلوة أوعي تشوفي نفسك وحشه عشان انتِ مش كدا … الوحش دا بيبقى وحش مع كله وانتِ مكنتيش وحشه غير معايا انا مع أني معملتلكيش حاجه وكنت بعاملك حلو وبجيبلك كل اللي بتحبيه من غير ما تطلبي … فجأه لقيت چويرية تانيه خالص … واحده معرفهاش … زعلت منك أوي ومن طريقتك معايا في الكلام … قولت أكيد بتهزر … بس الحقيقة أني كنت غلط للأسف ومكنتش أعرف أن كل دا كان حقيقة … لأول مرة توجعيني بالشكل دا يا چويرية بدون ما أأذيكي
تحدثت چويرية وهي تبكي بأحضانها قائله:حقك عليا عشان خاطري سامحيني انا حسيت بغلطي وأهو ربنا خدلك حقك وأتحطيت مكانك وحسيت ودوقت الوجع والقهرة … سامحيني عشان خاطري
نظرت لأحمد وقالت:قولها تسامحني يا أحمد وانا والله ما هعمل كدا تاني أتعلمت أقسم بالله
تحدث أحمد وهو ينظر لمِسك وقال:سامحيها يا مِسك هي عرفت غلطها وأتعلمت وخدت الدرس … سامحيها
نظرت لها مِسك بعينان باكيتان بينما كانت تُطالعها چويرية بدموع وحزن كبير يرتسم داخل عينيها، مسحت مِسك دموعها ونظرت لها وقالت:خلاص سامحتك
نظرت لها چويرية وقالت بترقب:بجد
حركت مِسك رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه خفيفه:بجد
لم تصدق چويرية فقالت بصوتٍ مهزوز:قولي والله العظيم
أبتسمت مِسك وقالت:والله العظيم ما زعلانه منك وسامحتك ونسيت اللي حصل
أرتسمت الأبتسامه على وجهها وعانقتها وهي تبتسم بسعادة وهي لا تصدق ومن ثم تحولات لضحكات سعيدة وقالت بفرحة:انا مش مصدقه بجد … انا مش عارفه أقولك ايه انا بحبك أوي

 

 

تحدثت مِسك ساخره وهي تقول:يا سلام لحقتي تحبيني
تحدثت چويرية وقالت بأبتسامه:أيوه … انتِ أطيب أخت في الدنيا كلها
أبتسمت مِسك ونظرت لأحمد الذي كان ينظر لها وأبتسم فأبتسمت هي أيضًا ومسدّت على خصلاتها بحنان وقالت:تعالي بقى وريني مين دول اللي أتجرؤا وعملوا اللي عملوه دا وانا هفرج عليهم المكان كله
نهضت مِسك ومدّت يدها لشقيقتها التي نظرت لها وليدها الممدودة ثم أبتسمت ومدّت يدها أيضًا ونهضت، تحدثت مِسك وقالت:هما فين بقى
أشارت چويرية وهي تقول:هناك في أوضه المدير
أخذتها مِسك وذهبت ومعها أحمد إلى غرفة المدير وهي تنوي على تلقين درس لهن لن ينسوه طوال حياتهن لتجرأهن على شقيقتها وإهانتها وكأنها لم تكن مكانها البارحه وكانت هي السبب بهذا ولكن هذه فِطرة بكل إنسان لا تستطيع دفنها أو قتلها مهما حدث لأنها ستظل هي المُسيطرة ولكن أصابع يدك ليست مثل بعضها ويختلف هذا من شخص للأخر فهناك من سئم وطفح بهِ الكيل وأمات هذه المشاعر تجاه شقيقه وهناك من لا يستطيع أمات هذه المشاعر وتُجبره مشاعره وأحاسيسه وعاطفته على المسامحه والحنين مهما فعل من أمامه ولكنه في نهاية المطاف سيكون الأمر محسوم لهُ وسيُجبر على النسيان والتعايش كما ولو أن شئ لم يحدث، وبعد مرور الوقت خرجت مِسك من غرفة المدير ومعها چويرية التي كانت تحمل حقيبتها والأبتسامه تُزين شفتيها ومعهما أحمد فقد لقنتهن مِسك درسًا لن ينسونه أبدًا وحُل كل شئ وأستطاعت مِسك أخذ حق شقيقتها منهن وكُسرت أعينهن أمام الجميع، نظرت مِسك لچويرية التي كانت تسير بجانبها وهي تُحاوط كتفها بأبتسامه والتي بادلتها أبتسامتها أيضًا بحب وفرحة وقد تعلمت درسًا جديدًا في سن صغير لن يجعلها تقع في هذا الخطأ مرتين.

 

 

**************
لا أعلم كيف أكتُب نهاية هذه القصة التي كانت جزءًا من يومي وكانت وستظل الرواية الأقرب إلى قلبي فقد عِشنا معها بكل صغيرة وكبيرة، بكينا كثيرًا وتأثرنا كثيرًا، وضحكنا أيضًا ولكن ليس بمقدار ما بكينا فيه فقد كانت مؤلمة ولكنها مؤثرة بشكل كبير، أتمنى عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة بأن تكون/تكونِ قد أستمتعتم بهذه الرواية وأتمنى بأن أكون عند حُسنّ ظنكم وأن تكونوا تعلمتم الكثير منها سواء في الحياة الشخصية أو الدينية أو الأجتماعية وأن أكون قد أستطعت رسم الأبتسامة على وجههك في وقتٍ كنت حزينًا ومُتشائمًا بهِ.
الـنـهـايـة
*******
ليست نهاية بالمعنى ولكن أنتهى جزء خامس أيضًا من ملحمتنا بفضل الله ثم بفضلكم، أنتظروني في الجزء السادس قريبًا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 5)

اترك رد