روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الحادي والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الحادي والعشرون

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الحادية والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الظلم شعور قاتل تبكي له العيون وتتفطر له القلوب، وتتحسر منه الأفئدة وتقتض منه المضاجع.
……….
كان يوما عصيبا على أولاد الجبالى بكل ما تحمله الكلمة ، حتى أصبحوا يخافون من الغد وما سوف تحمله الأيام لهم .
فى ظل ذلك الأب القاسى الذى لا يهمه سوى نفسه فقط وأم ضعيفة لا تستطيع الدفاع عنهم أمامه .
ليشرق بعدها شمس يوم جديد ، لا نعلم ما يُخبىء لنا .
تجمعت به زهيرة بأولادها فى غرفة براء للإطمئنان عليه وتشاركهم زاد .
إنحنت زهيرة على رأس براء وقبلتها مردفة بحنو …كيفك يا ضنايا دلوك ؟
ابتسم براء مرددا ….الحمد لله يا آماى .
بانة…..الحمد لله يا خوى ، يارب ما تشوف حاچة عفشة تانى .
ثم ابتسم باسم لبراء مطالعا له بحب مردفا …. يارب تكون اتحسنت شوى عن عشية يا خوى .
حاول براء الأعتدال والجلوس متألما بعض الشيء ثم قال…..الحمد لله يا خوى أحسن شوى .
بس نفسى أتسبح عشان حاسس جتتى ريحتها دم ومطهر ومش طايج نفسى .
تودد إليه باسم بقوله ….بس إكده عيونى يا اخوى ، انا هساعدك تسبح .

 

 

فحدثه براء بمكر مطالعا زاد بعينيه ….لا مينفعش حد واصل يطلع عليا غير مرتى .
ليشير إليها بعدها بقوله …مش إكده يا زاد ولا ايه ؟
تعالى يلا سعدينى يلا عشان أتسبح .
فشهقت زاد مردفة بخجل …وه .
لااااا طبعا مجدرش ، إيه جلة الرباية دى !
وانا جولتلك جبل إكده ،ده چواز على ورج بس .
ومسيره ينتهى .
فطالعها براء بنظرة نارية مردفا بتحدى …وانا يستحيل أسيبك يا زاد .
صكت زاد على أسنانها بغيظ مردفة …هو غصب ولا ايه عاد !
لتقاطعها زهيرة مردفة بحنو …ليه يا بتى بس عتجولى إكده ؟
وهو هيلاجى فين أحسن منيكى عاد !
فطالعته زاد بإنكسار ولمعت عينيها بالدموع مردفة …لا عاد عنده اللى ملت عليه جلبه وعقله وانا يستحيل أكون درچة تانية .
لواحد جلبه كيف الرمان مهيشبعش .
طالعها براء بصدمة مما قالته فأردف بكبرياء …عادى انا راچل وده شرع ربنا واتجوز ولو أربعة كمان وأحبهم كلهم عادى .
ثم رمقها بنظرة غاضبة …لكن المهم أنتِ ميكونش فى جلبك غيرى ، أنتِ فاهمة !
لتحدث زاد نفسها بلوعة …اه لو تدخل چوه جلبى ، عشان تعرف أن محدش چواه غيرك ولا هيكون غيرك بردك .
بس للأسف انت معتحسش عاد ، يا خسارة حبى ليك .
حاولت بانة تلطيف هذا الجو المشحون فأسرعت بالرد مردفة …ايه براحة على نفسك عاد يا خوى ، عشان الچرح .
وانا هجولك أهو ، زاد مش كيف حد واصل .
زاد ست البنات واكيد انت هتهزر صوح وهى صدقت .
زهيرة مؤكدة قول بانة ..ايوه يا بنتى عندك حق .

 

 

ثم حمحمت زهيرة بحرج …
لتلقى بعدها الكلمة التى ستنهى هذا النقاش مردفة …..
وكمان خلاص ابوكم حدد معاد الدخلة السبوع الچى بإذن الله .
يعنى روقوا إكده مع بعض ، عشان الحال يمشى .
وانا متأكدة لما يتجفل عليكم باب واحد ، هتنسوا لعب العيال ده ، وتريحوا بعض .
لأنها هتكون چوازة العمر يا براء ومعندناش حد يتچوز على مرته الا لو عايز تكون كيف ابوك عاد !
لتجد بعد ذلك الصدمة على وجوههم بعد أن تبدلت ملامحهم ، ليتحدثوا جميعا فى آن واحد …ايه السبوع الچى !!!
افترشت زهيرة بنظرها الأرض حرجا منهم ثم تابعت بقولها …اه ، يلا خلينا نفرح عاد بيكم .
وتچبولى حفيد العب معاه وينسينى هم الدنيا ولى فيها .
زمجر باسم بغضب …لا كده كتير جوى ياما .
انا كنت فاكر أننا هنخلص قريب من الموضوع ده ، وكل واحد يختار بنفسه الإنسانة اللى ريدها.
مش ندبس أكثر فى چوازة تتحسب علينا ونجضى فيها العمر فى حزن ونكد عشان غصب عنيينا.
بانة بصدمة …لا مينفعش ابدا ياما الكلام ده ، كيف أتچوز إنسان لسه معرفوش كويس !
ده انا لسه بحاول أتقبله لكن چواز إكده على طول مجدرش .
أما زاد فنظرت إلى براء بتحدى مردفة …لا يستحيل ده يحصل.
فاعتدل براء من فراشه بصعوبة مردفا بهدر …أنتِ بالذات تحطى لسانك چوا خشمك .
وتحمدى ربك إنى اصلا ساكت وموافق اتچوزك .
لترمقه زاد بنظرة نارية مردفة ..لا كتر خيرك.
بس وفره لحد غيرى .
شعرت زهيرة بالحسرة على أولادها ولكنها تعلم أنه لا مفر من الخضوع لأمر منصور لأنها تعلم جيدا عاقبة الرفض .
لذا قالت …اهدوا إكده يا حبايبى .

 

 

وخلوها على الله ولعله خير وده رزق ومكتوب .
فعاتبها باسم بقوله …انا مش خابر ليه أنتِ طول عمرك ضعيفة إكده جدام ابوى ، وعمرك ما دفعتى عن حجنا .
ده ظلم وانا يستحيل أوافق عليه .
لينطلق لأذن منصور أثناء عبوره فى الردهة ما تحدث به باسم .
فثار غاضبا ودلف إليهم صافعا الباب بقوة ، قذفت فى قلوبهم الرعب من هيئته الغاضبة .
ثم هدر فى وجوههم مردفا ..والله عال كبرتوا وبجا ليكم حس بيعلى وبتعصوا أومرى يا ولاد الچبالى.
فأجهشت بانة بالبكاء ثم أردفت بنحيب ..ليه يا بوى عايز تچوزنا غصب ، دى حياتنا ولازم احنا تختارها .
ثم اقتربت منه وانحنت على يده لتقبلها مردفة برجاء … أبوس يدك يا بوى بلاش الچوازات دى دلوك ، سبنا عاد نقرر لما نرتاح ليهم مش على طول إكده.
ولكنها تفاجئت بيه قد دفعها حتى كادت تسقط ولكن باسم أسرع لإسنادها ، فشهقت زهيرة …بنتى .
فعلى صوت منصور مرة أخرى بقوله ..هى كلمة معكررهاش تانى يا ولاد منصور الچبالى .
الچواز السبوع اللى چى ولى مش عچبه يخرج من الجصر ده بالخلجات اللى عليه وملهوش عندى مليم واحد .
ده غير اعتبروا نفسيكم من غير شغل كمان ، لأن حتى دى فى يدى آنى .
وابجوا اشحتوا بجا فى الشوارع ، عشان تعرفوا أن الله حق وتعرفوا كيف تعصوا أومرى .
فكور براء يده بغضب ليصدر أنين خافت ثم أردف بغصة مريرة …لا انت يستحيل تكون أبو بچد .
انت واحد ظالم ظالم .
فقهقه منصور مردفا بسخرية …عجول ايه وانتم تربية زهيرة ، عشان إكده مش رچالة .
جال ظالم جال ، ده مفروض تعملولى تمثال انى هعملكم الصالح اللى انتوا مش شايفينه عاد .
لكن بكرة عاد تفهموا .
ودلوك أسيبكم عشان أطل على مرتى وأطمن عليها .
وانتوا جهزوا حالكم للفرح ثم ضحك بصوت استفزهم ليغادر بعدها .
لينظر كل واحد منهما للآخر غير مصدقين ما يحدث لهم .
أما زهيرة فعادتها أشاحت بوجهها عنهم ، كى لا يروا كسرة عينيها من أجلهم .
……

 

 

غادر منصور متأففا وعلى وجهه الغضب مردفا ….والله عال يا عيال منصور ، دى آخرة تربيتى ليكم .
بس ماشى هصبر عليكم شوى كمان لغاية ما أخلص منيكم.
ثم أخرج منصور هاتفه واتصل بحمدان ليخبره بموعد زفاف نجله جابر على نجلته بانة .
تفاجىء حمدان بقوله …أكده على طول يا منصور !
هنلحق نچهز يا واد عمى فى سبوع واحد عاد؟
منصور بنفور …مش عايز كتر كلام كتير ، هتچهز ايه يعنى ؟
حمدان ..يعنى كنت لسه ببنى دور يليق ببنت منصور الچبالى حدانا والعمال شغالين فيه ليل نهار .
فضحك منصور مردفا بسخرية …دور ايه بس يا حمدان !
انا بتى مش عتهمل الجصر هى واخواتها ،كلهم لزمن يفضلوا تحت عينيا التنين .
وآخرهم بس هغير ليهم العفشة وأجيب أوضة نوم جديدة وده فى ليلة واحدة يتعمل .
فظهرت إبتسامة على ثغر حمدان وحدث نفسه …والله أم دعيالك صوح يا واد يا چابر ، وعتبعد اخيرا عن الحية فهيمة وعتسكن جصر الچبالى حتة وحدة .
بس خايف منيك تجصر رجبتى معاه ، ويغضب عليك .
ربنا يستر بجا .
حمدان بتروى …اللى تشوفه يا واد عمى واحنا كلاتنا تحت أمرك .
ليغلق معه الخط منصور ليتابع نفس الشيء مع بسطويسى .
بسطويسى …بس إكده يا منصور بيه انت تؤمر عاد .
ومن بكرة ان شاء الله تنزل هى وأمها تچهز نفسيها واحنا فيكى الساعة لما بتى تدخل عنديكم ، ربنا يسعدهم وتكون قدم السعد عليكم .
لينهى بعدها منصور المكالمة .
فذهب بسطويسى إلى زوجته والفرحة على وجهه مردفا …زغرطى يا هانم بتك هتدخل على ابن الچبالى السبوع الچى ، وبكرة تنزلى تچبلها كل اللى يلزمها ولى تشاور عليه .
هتلها أحسن حاچة وميهمكيش السعر .
اه اومال ايه ، دى دخلة جصر الچبالى حتة واحدة .

 

 

هنالك يا بت يا عزة والله .
حركت هانم شفتيها يمينا ويسارا مردفة بتهكم …من ميتى الكرم ده يا بسطويسى ، ده انت فاضل تمسك علينا الهوا يا راچل .
وكمان ليه الإستعچال ده ، متخليهم شوية حتى ياخدوا على بعض .
غضب بسطويسى مردفا بإنفعال …والله حُرمة مبيطمرش فيها حاچة ، ومهما أعمل معاكى وأچيب تجولى عليا بخيل .
وكمان ايه ياخدوا على بعض دى ، هو احنا عندنا الكلام ده غير لما البت تخش دار چوزها .
وبطلى كلام ملهوش عازة ، هو جال كلمته خلاص الچمعة الچاية ومحدش يجدر يجوله تلت التلاتة كام .
وأثناء حديثه هذا مع هانم سمعته عزة فأصابها حالة هيسترية بسبب ما تُخفيه عنهم وخوفها من الفضيحة عند الزواج .
لذا أسرعت إلى أبيها صارخة بقولها ….لااااا معيزاش أچوز ، لاااا .
ثم إنحنت إلى أبيها تقبل يده تترجاه بقولها …ابوس يدك يا بوى بلاش الچوازة دى .
فدفعها والداها بقسوة مردفا بغضب…اسكتى يا بت ، وأنتِ تطولى چوازة زى دى ، ده بنات الكفر كلاتهم هيحسدوكى عليه .
اشفقت هانم على ابنتها وتقدمت منها لتهدىء من روعها واحتضنتها وربتت على ظهرها بحنو مردفة …أهدى يا بتى وارضى بنصيبك وفعلا انا اسمع أن الدكتور باسم راجل زين صوح وانا واثقة أنه هيسعدك .
فأجهشت عزة بالبكاء مردفة بنحيب …مش عايزاه ياما ولا عايزة أجوز من الأساس ، خلونى إكده .
وخلونى ارچع الشغل وهصرف على نفسى ، بس بالله عليكم بلاش الجوازة دى .
لينفعل بسطويسى بقوله …خابرة يا بت أنتِ لو محطتيش لسانك فى خشمك هعمل فيكى ايه ؟
هكون دبحك ورميكى للقطط .
هو انا كنت هعلمك عشان تجفى جصادى ومطعيش كلامى .
لا ده يبجا موتك أرحم .
انا معنديش بنات تجول أچوز ده ولا مچوزش ده .
اللى أجول عليه لزمن يمشى .
وكيف ما جولت تجهزى نفسك بسرعة عشان العريس مستعچل .
فطالعته عزة بقهر وذل ثم أسرعت إلى غرفتها تبكى وتضرب على وجهها بقسوة مردفة …يادى المصيبة .
يادى المصيبة ، هتبجا فضيحتك بجلاجل يا عزة مع ابن الچبالى .
وموتك هيكون على يده أو يسلمك لأبوكى يموتك هو .
لما يعرف انك حامل فى ليلة الدخلة .
…………….
تحدث محفوظ بإنكسار إلى إلهام بعد أن علم بحقيقة الأمر بقوله ……يااااه على الوجع ، كيف حالك جلب تعملى فيه أكده !
بس ماشى أنا هكتلك الأول واغسل عارى وبنفس السكينة دى هروح بردك أخلص عليه .
ثم بدء يحرك السكين على رقبتها ، فصرخ اسماعيل …لا يا ولدى متظلمهاش ، كان غصب عنيها مش برضاها ابدا صدجنى .
فطالعته إلهام بلوم وعتاب مردفة …كمل يا محفوظ ، كمل يا واد عمى ، عشان الموت اهون عليه من نظرة عينيكى اللى عتتهمنى فيها دى .

 

 

مش كفاية هو دبحنى بسكين باردة ، انت كمان دبحتنى بكلامك جبل السكينة دى ، فاكتلنى يلا عشان اخلص من العذاب اللى انا فيه .
فترك محفوظ السكين وأجهش بالبكاء ، فربت اسماعيل على كتفه بقوله ….معدتش ينفع يا ولدى البكى خلاص .
وانت فى حل من جوازك ببتى ، وخلاص أكده .
روح لحالك يا ولدى وشوف ست ستها انت تستاهل كل خير .
وبتى ليها رب رحيم عالم بحالها وأكيد مش هيسيب حقها واصل .
فبكت حكمت وأخذت تضرب على صدرها بقولها …يا عينى عليكى يا بتى ، خلاص معدتيش تشوفى الفرحة والا الهنا خلاص .
فقام محفوظ وأزال عنه دموعه وطالع عمه بعين الشفقة ثم نظر إلى إلهام التى كانت فى يوم عينيه التى يرى بها عالمه .
ولكنها أصبحت الأن ابعد الناس إليه .
فقال بإصرار ….لا يا عمى ، مش عهملها ، وده مش حب ليها ، لا خلاص انتهى عاد ، لكن عشان هى من لحمى ودمى ولزمن أستر عليها ، ومش عشان الظالم ده جال أكده ، لا ده عشان سيرتها بين الناس ، أما منصور فليه منى يوم مهما طالت المدة أو قصرت ، صدجنى مش عسيب بتارى منيه واصل وبكرة تشوف محفوظ .
ثم طالع تلك التى كسرت قلبه وأضاعت فرحته مردفا بأمر …حضرى حالك يا بت عمى ، الجمعة الچاية عتدخلى دارى .
بس يكون فى علمك مش عتطلعى منيه إلا على القبر .
فأى وجع هذا ؟
……………
عاد كل من أولاد الچبالى إلى غرفته بعد تلقيه هذه الصدمة .
ولكن باسم كانت عليه الصدمة أقوى من غيره فأخذ يبكى بغصة مريرة ليخرج هاتفه وبعث رسالة إلى ملك .
ملك الروح والجلب ، خلاص عاد ابوى حكم عليا بالموت ودخلتى السبوع الچى تصورى .
انا مش جادر أتخيل انى اكون مع حد غيرك ، مش طايج نفسى وحاسس انى هروحى هتسحب منى .
وعايزك تسامحينى عشان فعلا طلعت مش راچل ومجدرتش أجول لا وأتمسك بيكى .
سامحينى يا منى الجلب والروح ، بس عهد ما يدخل جلبى غيرك لحد ما اموت ، أو اعتبرينى مت خلاص .
وصلت الرسالة إلى ملك فارتجف قلبها عندما علمت أنها منه ، لتفتحها سريعا وتقرئها بتروى ومع كل كلمة منها كان تسقط دموعها بحرارة على وجنتيها .
لتتنهد بغصة مريرة بعد أن جف حلقها وكأن النار انبعثت فيه .
فزفرت بضيق…اه يا جلبى ، ياما استحملت ولسه هتستحمل عشان اتعلقت بغير الله والحب لغير الله مذله .
ولكنها تابعت بقولها ”
بس انا معملتش غلط وحبى ليه طاهر وكنت بدعى ربنا بيه فى كل سجدة ، بس شكلى مش مجسمولى .
فلازم أرضى واجول الحمد لله لعله خير .

 

 

لتبعث له رسالة فى الحال
( عيش اللى ربنا جسمهولك وارضى بيه ، ربنا يرضيك وحب مرتك وراضيها عشان خاطر ربنا عشان هى ملهاش ذنب ، وإنسانى يا ابن الناس وياريت متبعتش ليه رسايل تانى عشان إكده للأسف عتكون خاين لمرتك وانا مش هرضاها ليك ، أما أنا فليا رب كريم ).
قرء باسم رسالتها له فأجهش بالبكاء وكتب لها ..( كيف أنساكى وانتِ روحى حتى ينسى روحه ) .
اكتفت ملك بقراءة تلك الرسالة ولم تجيب عليها وأغلقت الهاتف ، وازداد بكائها حتى كادت لا تستطيع إلتقاط أنفاسها .
فسمعتها قمر من خارج الغرفة فذهبت إليها وطالعتها بسخرية مردفة بتهكم …ايه يا ملك ، أنتِ على طول إكده جلباها مناحة ، والدمعة مهتنشفش من على خدك !
ده حتى فال عفش يل بت بوى ، ومنجصنيش فقر الله يخليكى .
رفعت ملك رأسها إليها وطالعتها بإنكسار مردفة بحزن …معلش يا قمر ، هملينى لحالى دلوك .
قمر بإستياء …مش خابرة يعنى على ايه الزعل ده كلاته ، على واحد شاف نفسه ومطلعش راچل .
فنصيحة منى انسيه ودوسى على جلبك ده .
عشان مفيش راچل يستاهل دمعة واحدة من عينيكى .
ملك بإنكسار …كله مقدر ومكتوب يا بت ابوى .
فضحكت قمر مردفة بسخرية…اهو عنعلق كل حاچة على الجدر والمكتوب .
لا يا ملك دول ولاد شياطين ، ولو منك أروح أحرق دمه جدام مرته ، وأبوظ عليهم عيشتهم .
نفت ملك ذلك بقولها …لا مش انا اللى اعمل أكده .
انا معرفش غير أدعيله ربنا يسعده وخلاص .
فضحكت قمر مرددة بسخرية …طول عمرك هبلة ، خليكى إكده .
انا غلطانة انى اتكلمت معاكى ، هسيبك تبكى لغاية معينيكى تضعف ثم تركتها وغادرت .
بعد أن شعرت أن الصداع بدء يتسلل على رأسها ، فعلمت أنها يجب عليها أن تأخذ جرعتها حتى لا يفتك بها الصداع وينكشف أمرها أمام والدها وملك .
فسارعت بالأتصال على حمدى ، الذى ابتسم عندما رأى اسمها وأردف بمكر لنفسه ..إظاهر الحلوة هتحلى يومى النهاردة كمان .
د
فاستجاب سريعا مردفا بحب مصطنع …جمرى ، ايه وحشتك بالسرعة دى ؟
انا كنت خابر برده أن لا يمكن جلبك يجسى عليا .
فانفعلت قمر مردفة بغضب …لا انت والصادق ، اللى وحشنى السم الهارى اللى حطتهولى ، ربنا بسم بدنك يا شيخ ،منك لله .
فغضب حمدى بقوله …وبعدين بجا فى لسانك اللى عايز يتجص ده .
ده چزاتى عشان كنت عايز أعمر دماغك ، واخليكى تعيشى فى دنيا تانية .
قمر بنفور …بس بس كفايا حديت ملهوش عازة ، اهو اللى حصل وانا دلوك دماغى هتفرتك من الصداع ومحتاجة البرشام ضرورى .

 

 

جولى أجبلك فين وتچبهولى ؟
ابتسم حمدى بمكر قائلا …بس إكده عيونى ، وهجبهولك فى الشجة عشان ناخد رحتنا وأكل من يدك الحلوة عشان جعان جوى .
أغمضت قمر عينيها بحسرة وندم بعد أن أدركت مغزى كلامه وانها أصبحت دمية فى يديه يحركها كيفما يشاء ، بعد أن استحل جسدها وهى التى كانت تظن أنه يحبها ويريد الزواج منها وفعلت ما فعلت من أجل ذلك .
فكيف السبيل الآن بعد أن أصبح الرجوع الى ما كانت عليه مستحيل ولا فرار من الأستمرار فيه .
قمر بحنق ..تصدق انك واطى وخسيس .
فضحك حمدى مردفا بلا مبالاة ….وايه الچديد ؟
المهم يا جمر ، هتيچى ولا لسه عنديكى شتيمة عايزة تجوليها .
تنهدت قمر بألم مردفة ….چاية ، وإلهى وانت چى يعدى عليك جطر ، وجبر يلمك.
فضحك حمدى …بموت فيكى وأنتِ عنيفة إكده.
مجبولة منيكى .
فأغلقت قمر فى وجهه الخط ، مرددة …ياما نفسى اخنقك بيدى يا حمدى ، بس اعمل ايه عاد ، روحى فى يدك .
وفعلا مفيش حل غير انى أتنيل وأروح .
فبدلت ملابسها وانطلقت إليه فوجدته فى انتظارها على باب الشقة ، فتملكها الخوف من أن يكون رآه أحد ففتحت سريعا وولجت للداخل ثم تبعها هو بابتسامة مردفا ..جلب حمدى وروحه ، وحتشتينى جوى جوى .
قمر بعصبيه شديدة وهى تمسك برأسها التى تكاد تنفجر …آلهى تطلع روحك يا بعيد ، إب يلا بالبرشام .
وربنا يستر يكون حد شافك من الجيران ، ويبلغ براء عتكون فضيحتنا بچلاچل .
حمدى ..بس إكده عيونى ، ومتخفيش عاد انا كنت لسه واصل جبليكى بثانية وملثم نفسى عشان محدش ياخد بالى منى .
إلتقطت قمر منه على الفور الحباية وابتلعتها .
وما هى إلا لحظات حتى عادت لها سكينتها وذهبت لعالم أخر خيالى ، عالم من الوهن والضعف .
ليستغل حمدى ضعفها ، ويروادها عن نفسها ، فتعطيه ما يرغب ، ليسقطوا فى بحر الخيانة .
لتصحوا على فاجعة عندما آتى لها اتصال من براء ، فهربت الدماء من عروقها وصاحت بفزع….براء ، براء .
لينتفض حمدى من فراشه فزعا ويتلفت حوله فلم يجده فأردف….هو فين براء يا مچنونة ، خضتينى ، جبر يلمك .
قمر بخوف ..رن على الموبيل ، ومجدرتش أرد عليه .
انا خايفة جوى يكون عرف حاچة ، ده عيكون فيها موتى يا حمدى .
حمدى مطمئنا لها ..وهو لو عرف كان عيتصل الاول ، يستأذنك أجى اكتلك ، لا طبعا .
كنتى عتلاقيه فوق دماغك دلوك .
ثم رن هاتفها بأسمه مجددا ، فأردف حمدى …اثبتى أكده وردى عليها عاد عادى .
وشوفى عايز يجولك ايه ؟
تلون وجهه قمر خوفا وحاولت الثبات ولكن ظهر على صوتها التوتر واستجابت بقولها …براء حبيبى ، كيفك دلوك ؟
براء ببعض الغضب …ساعة عجبال ما تردى يا قمر ؟
هو انتِ برا ولا ايه عاد ؟

 

 

قمر بتوتر …لا برا فين يعنى , لا فى البيت ، بس استنيت لما بعدت شوى عن ملك عشان متسمعنيش .
المهم انت كويس ؟
ومالك إكده زى ما تكون مضايق ، فيه حاچة ولا ايه ؟
تنهد براء بغصة مريرة مردفا …زى ما يكون جلبك حاسس بيه .
تصورى أبوى الراچل الهيبة يتچوز خدامة عنديه.
فضربت قمر على صدرها مردفة …خدامة ، يا عيب الشوم .
ده بردك كلام وانتم إزاى تسكتوا على إكده ؟
براء بإنكسار …هنعمل ايه ، مش فى يدنا حاچة ، ده غير حكم علينا نچوز السبوع الچى .
مش خابر هلاجيها منين ولا منين ؟
قمر مصنعة الحزن …إكده خلاص يا براء ، عتچوز بت عمتك وتنسانى عاد صوح .
براء بنفى …لا طبعا مجدرش ، ما انتِ خابرة أنتِ اللى فى الجلب والعين.
وحتى محتاچ اشوفك جوى رغم انى تعبان ، بس مش جادر اصبر اكتر من إكده .
وعشان إكده بكرة لازم أجابلك فى الشجة ، اهو كفاية حتى عليا اكون جمبك وارمى راسى على صدرك ، تهونى عليا اللى انا فيه شوى .
زفرت قمر بضيق ثم أردفت بإصطناع…بس إكده ، عيونى ، عكون عنديك بكرة بإذن الله
ده حتى انا اتوحشتك جوى .
براء …وأنتِ كمان يا جلب براء.
لتأتى لبراء مكالمة أخرى على الانتظار ، فاضطر قائلا لها …طيب إجفلى دلوك عشان فيه مكالمة من المجدم حاتم زميلى .
قمر …ماشى يا حبيبى ، مع السلامة
فسئلها حمدى …خلاص جفل
قمر …اه
حمدى بتروى ..مش جولتلك متجلجيش جوى ، واهو چى بكرة .
وحولى تاخدى منه فلوس لأى سبب ، جمعية ، ابوكى عليه دين ، اى حاچة.
ولا تتمسكنى وتعملى نفسك خايفة من چوازته ، فيكتبلك مبلغ عشان تتضمنى أنه مهيملكيش .
قمر ..ايوه دى صوح ، بس جولى فين عاد نصيبى من العملية إياها .
حمدى …ده أنتِ واعية جوى ، ومهتنسيش .
على العموم بردك انا عملت حسابى وجبتهوملك اهو .
خمس آلاف ، يلا حلال فيكى يا جمرى .
فاختطفتهم قمر مردفة …دول بس ، دى كانت الشنطة مليانة فلوس .
حمدى بإنفعال …أنتِ هتنوجى عاد ،دى فلوس الكبير اللى عشتغل معاه .
قمر ..بس جولى هو مين الكبير بتاعك ؟

 

 

حمدى…لا لغاية إكده وملكيش صالح .
…….
وفى اتصال براء مع المقدم حاتم عبر الهاتف .
براء ……اهلا بسيادة المقدم حاتم ، ليك وحشة يا راچل والله .
حاتم …وانت كمان يا براء والله .
بس طمنى اخبارك ايه دلوقتى ، يلا يا عم مفتقدينك فى المركز ؟
براء. ..اهو عتحسن الحمد لله.
حاتم …اه شد حيلك عشان اللواء محمد عامل خطة كبيرة اوى .
هنقدر نتوصل فيها لأكبر عصابة لتهريب الآثار فى المنطقة ، يعنى هنجيب رأس الحية ، وبالتالى هيقع كل اللى تحتيه .
عشان الوضع فعلا متأزم جدا ،ومش عارفين ايه بيحصل!.
وكل يوم والتانى نكتشف أن حتة أثار اتهربت وضاعت ما بين أيدينا .
براء…كويس جوى الخبر ده ، وانا معاكم باذن الله.
لغاية ما نطهر البلد من أمثالهم .
…………
أنهى منصور مكالمته مع بسطويسى ثم توقف أمام المرآة التى فى الردهة ، يهندم من ملابسه ، ويتأكد من تهذيب شعره .
قبل أن يدخل إلى نهلة للإطمئنان عليها وحدث نفسه ..يارب تكون خلاص طابت ، عشان خلاص جلبى جايد نار ومعدتش جادر أستحمل اشوفها جصادى ومكلهاش حتة الجشطة بالمهلبية دى .
فولج إليها على فجأة فوجدها أمام المرآة تمشط شعرها بملابس نوم قصيرة وتغنى وهى تبتسم وتتراقص .
ايه يا ستو انا
ستو انا قلبي برتقال بسره ملكك وانت حره
تعصريه عصير

 

 

قلب كمترايه ناشفه بس فيها بذره بتحب بضمير
قلبك بطيخه صيفي قرعه بختي وكيفي قرعه والبطيخ كتير..
لتتسع عين منصور عندما يراها بتلك الهيئة المغرية ، لتندلع فى قلبه نار الرغبة ثم اقترب منها على حين غفلة منها ، لتجد نهلة من يحاوطها من خلفها على حين غرة ؟
فاتجمدت فى مكانها وحدثت نفسها بذعر …أكده ضعيتى نهلة ولى كان كان خلاص .
عتعملى ايه دلوك فى المصيبة دى ؟
هتُهربى بس فين ؟ وهو عامل كيف الطور عيچيبك يعنى عيچيبك
كان لزمن يعنى ستو انا ، كنتى جولتى جرح تانى هو انا لسه خلصت من الأولانى.
فما سيحدث فى ليلتهم تلك ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *