روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الأربعون 40 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الأربعون 40 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الأربعون

رواية جاريتي 3 الجزء الأربعون

رواية جاريتي 3 الحلقة الأربعون

حين وصلت خديجة الى بيت اختها القت نفسها بين ذراعي اختها و بكت بصوت عالي كانت تخرج كل ما بداخلها من مشاعر سيئة تراكمت لسنوات داخل قلبها منذ كانت صغيره و هي تستمع لكلمات زوجة ابيها في صغرها انها رغم حبها الكبير لها لكنها لا تستطيع نسيان انها ذكرى تتجسد امامها لخيانة زوجها لها او ان هناك من كانت تشاركها به
و معاملة اخوتها الجافه معها منذ صغرها …… لم يقترب اي منهم اليها الا بأمر من والدها … مريم فقط من كانت تلعب معها من وقت لأخر
هدأت شهقاتها و بدأت في اخراج كل ما بداخل صدرها من كلمات كانت مهيره تستمع اليها و الدموع تغرق وجهها و الضيق يكسوا ملامح سفيان
– انا عاله عليهم يا ابله كل اللي كانوا بيعملوه علشان خاطر بابا محدش بيعمل حاجه ليا من قلبه انا مش عايزه حاجه غير شويه حب امان و احس ان ليا مكان وسطهم
صمتت لثواني تنظر الى مهيره و دموعها تغرق و جهها
– حضنك عوضني عن حضن ماما كنت بحس في حضنك انى بين ضلوعها و كنت بشم فيكي ريحتها كان نفسى في حضن محمود و محمد احس بحضن بابا اللي اتحرمت منه بس للأسف ديما شايفه بس انى وصيته اللي هما المفروض يحافظوا عليها و بس
اقترب سفيان من مكان جلوسها و قال بهدوء
– بس انا متأكد من حب اخواتك ليكي يا ديچه و شفت ده في عيون محمود و اهتمامه
نظرت اليه برفض ليكمل بحنان ابوى
– المشكلة عندك انتِ … انتِ اللي مفتقده حنان الام و احتواء الاب … انتِ اللى شفتي نتيجة افعال أبوكي و تراكمات الماضي كلها اثرت فيكي انتِ
صمت لثواني بعد ان القى نظره سريعة الى مهيره التى تستمع لكلماته و داخل عينيها شبح حزن و تأنيب للضمير و احساس كبير بالمسؤولية
– ابدئي بنفسك يا خديجه … قرري ترمى كل اللي حصل زمان ورا ظهرك خلاص والدك و والدتك و مرات باباكى كمان ربنا يرحمهم حكايتهم خلصت و كل الالم اللي كان فيها خلص … متفضليش ماسكه الماضى و معذبه نفسك بيه اخواتك بيحبوكى لكن كمان اللي هما فيه دلوقتى مش سهل و حاله مريم و محمد صعبه لازم كلنا نقف جنبهم
خيم الصمت على الجميع مهيره التى تشعر بكم تقصر فى حق اختها الصغيرة …… و ان عليها احتواء حزن اختها و افكارها و مليء الفراغ الكبير الذى تركه موت والدتها …. و خديجه التى تفكر في كلمات سفيان التي اشعرتها بتأنيب الضمير و فكره انها انانيه لم تفكر سوا فى نفسها اشعرتها بالضيق و الخجل و لكن ذلك ايضا لن يغير قرارها هى لن تعود الى ذلك المنزل مره اخرى
رفعت عيونها اليه و قالت بخجل
– يعنى هترفض انى افضل هنا … انا برتاح هنا اكتر لو سمحت
رفع سفيان حاجبه باندهاش و قال بعتاب
– و من امتى لازم تستأذنى علشان تقعدى فى بيتك و بيت اختك يا ديچه ؟!
اخفضت راسها من جديد و هى تقول بصوت هامس
– ربنا يخليكم ليا … بس ممكن حضرتك تكلم ابيه محمود و تعرفه ان انا هنا لان مفيش حد يعرف
ظهر اللوم على ملامحه لتخبئ وجهها فى حضن اختها التي قالت بعتاب
– معقوله كده يا خديجه مش كفاية اللى هما فيه كمان تخوفيهم عليكى
وقف سفيان على قدميه و هو يقول بهدوء
– خلاص يا مهيره خليها تطلع ترتاح فى اوضتها و انا هتصرف
ليغادرا من امامه ليهز راسه بلا و هو يشعر من داخله بألم قوى فكم عانت الاختان و السبب كان والد كل منهم فكم يدفع الابناء ثمن اخطاء الاباء و يتعذبن بها •••••••••••••••••••••••
ظل واقف فى مكانه يشعر بالصدمة مما يرى … هو تصور افكار كثيره لحاله عمر لكن ما يراه الان لم يخطر على عقله ولو للحظه ان حالته اصعب كثيرا من حاله اخته اقترب خطوتان ووقف حين امسك شخص ما يديه التفت الى الخلف ليجد شيخ كبير يبدوا عليه الوقار ليقف محمود امامه باحترام ليقول الشيخ بابتسامة هادئة
– انت مين يا ابنى … و عايز ايه من عمر ؟
نظر محمود الى عمر نظره خاطفه ثم عاد بأهتمامة للشيخ و قال
– اخو خطيبته … و كنت بدور عليه بقالي اكثر من شهر
ليهز الشيخ راسه بنعم وقال و هو يشير لمحمود ان يسير معه
– تعال نقعد هنا شويه نتكلم على ما يصحى
سار معه محمود بهدوء حتى وصلوا الى ركن بعيد نسبيا عن مكان نوم عمر و جلس بصمت ينتظر كلمات الشيخ الذى من الواضح يعرف بما حدث
بالفعل قال الشيخ بهدوء شديد
– انت جاي انهاردة ليه يا ابنى …. جاي تصلح اللي حصل … و لا جاي تلوم و تعاتب و تأكد الفراق
ابتسم محمود لتأكده من ظنه … و ايضا لشعوره بحب ذلك الشيخ لعمر حقا … اخذ نفس عميق ثم قال
– من الواضح ان عمر حكى لحضرتك كل حاجه … بس مقالش لحضرتك ان اختي مكانتش فى حالتها الطبيعية … و ان اللي مرت بيه مكانش سهل …. انه كمان عمو سفيان جوز اختنا الكبيرة قالوا يهدى و مياخدش على كلامها لكن هو بقا
صمت لثواني ثم اكمل
– حضرتك مش متخيل حالة اختي كانت عامله أزاي طول فتره وجود اخوها في المستشفى خصوصا مع غياب عمر … و مش قادر اوصف لك حالها دلوقتي عامل أزاي بعد ما عرفت اللي هي عملته لا بتاكل و لا بتشرب و لا بتنام .. بقت شبه الاشباح جسد بلا روح
ابتسم الشيخ عبدالله وعيونه ثابته على شيء ما خلف محمود ليشعر بالاندهاش و التفت للخلف ليجد عمر واقفا خله يستند على عكازه القديم … بهيئته المزرية و نظره عينيه القاسية رغم تلك الدمعات التي تلمع بها
ليقف محمود سريعا ينظر اليه بقوه وخيم الصمت عليهم لعده دقائق حتى قال محمود
– انا كنت ناوى اول ما اشوفك اضربك … علشان الحالة اللي اختي فيها بسببك لكن بعد ما شفت حالك عرفت ان انت كمان أتعاقبت بما فيه الكفاية على بعدك عنها و غباء تفكيرك … زي ما هي ا أتعاقبت على غباء كلماتها
اقترب الشيخ عبدالله من وقفتهم و هو يقول بهدوء بعد ان ربت على كتف عمر
– يا ابنى متخليش الماضي يأثر عليك و تظلم نفسك و تظلمها و تعيش سجين الماضي اللي خلص و اندفن و انتهى …. الحياه فاتحه دراعاتها ليك … و الحياه بدأت تبتسم ليك بسعادة بلاش انت تقفل بابك … في وشها و تقول مليش مكان … ربنا فتحلك باب من نور و خلاك تشوف الحياه الحلوة اللي بجد علشان تتمسك بيها و تحارب علشانها خليك عارف كمان ان ربنا هيحاسبك على الفرصة اللي صخرها ليك و انت مهتمتش بيها
كان الاثنان يستمعان لكلمات الشيخ باهتمام شديد و كان محمود يسجل تلك الكلمات داخل عقله حتى لا ينساها يوما او يسمح لأى فرصه بالضياع منه
و عند عمر سالت تلك الدمعات و هو يقول بعد عدة ثواني
– قفلت باب الرحمة في وشى …. فجأة شمسي غابت و دنيتي ظلمت … ورجعت تاني حسيت بالوحدة و الالم و حسيت ان ربنا مش راضي عنى .. بعد ما دوقني طعم السعادة رجع تاني يدوقني طعم الحرمان
اشفق محمود عليه بشده و اقترب منه و ربت على كتفه و هو يقول
– مريم بتحبك يا عمر و انت متأكد من ده افرحوا و عيشوا
نظر اليه برجاء و توسل ليربت محمود على كتفه من جديد و هو يكمل
– يلا نطلع شقتك تاخد دش و تحلق دقنك و روحلها لو شفتها هتصعب عليك
ثم نظر للشيخ عبدالله و قال بابتسامة
– ده بعد اذن شيخنا طبعا
ليبتسم الشيخ عبدالله بسعادة و وقار و هو يقول
– طبعا يا ابنى ربنا يسعدكم ديما
صعدا سويا الى شقه عمر المغلقة منذ ذلك اليوم …. و حين انتهى عمر قال له محمود بأمر
– البس القدم الصناعي … و بكره هبعتلك حد ينظف الشقة دي
لينفذ عمر بصمت و غادر مع محمود و قلبه يرتجف داخل صدره خوفا … و يديه ترتعش … و قدماه لا تحملانه و طوال الطريق يدعوا الله ان يمر الامر على خير فقلبه لم يعد يحتمل حزناً اكثر
•••••••••••••••••••••
كان آدم يجلس خلف مكتبه يستمع الى حديث صديقه عن ذلك الشاب الذى تم القبض عليه بالأمس يحاول التركيز في كل كلمه يقولها و كان راجح يتحدث بحماس شديد ليبتسم آدم و هو يقول
– تعرف لما بشوف حماسك ده ببقا حاسس بالفخر ان انا و انت اصحاب و ان انا وانت في الشغل كمان سوا و خصوصا الشغل ده
و اشار بيده الى المكتب من حولهم ليقول راجح بمرح
– طبعا يا سي آدم هو انا اقدر ابعد عنك يا اخويا
ليضرب آدم على المكتب بغضب مصطنع و هو يقول
– ما تتظبطي يا بت بدل ما اقوم لك
ليضع راجح يده على فمه كما تفعل الفتيات (( المسهوكة )) و هو يقول بصوت مائع
– حقك عليا يا سى ادم مقدرش على زعلك يا غالى
ليضحك آدم صوت عالى و هو يقول بتعجب
– انت مش هتكبر ابدا يا ابنى انت
ليهز راجح راسه بطفوليه وهو يقول مؤكدا
– عمرى ما هكبر … هعيش طفل و اموت طفل علشان ادخل الجنة على طول
الم ما يشعر به آدم الان الم … الم قوى لا يفهم سببه … وقبل ان يقول شيء كان يعلو هاتف راجح الذى وقف سريعا و هو يقول
– همشى انا بقا … خلى بالك من نفسك
و اشار له بسلام سريع و هو يجيب على مودة … ظل ينظر الى الباب و كانه ينتظر عودته و لا يعلم لما كان يشعر برغبه قويه بإبقائه بجانبه
اخذ نفس عميق فى محاوله لإخراج نفسه من ذلك الاحساس … و بدء فى قرأه الاوراق التي امامه باهتمام
*****************************
كانت على وقفتها لم تتحرك فبعد بقاء محمد معها بعض الوقت غادر الغرفة لشعوره بألم قوى فى ساقه فدلف الى غرفته يرتاح قليلا …. كان يريد بعض الماء لتناول ادويته فنادا على خديجه لكن لا رد فأمسك هاتفه يتصل بها لكنه وجده مغلق شعر بالاندهاش و لكنه لم يهتم كثيرا بالأمر و تحامل على الم ساقه و ذهب الى المطبخ احضر كوب الماء و حين كان عائدا و جدا الباب يفتح و يدلف منه محمود و خلفه عمر الذى ينظر الى محمد بخجل و شعور كبير بالذنب ليبتسم محمد و هو يقول بمرح
– هل هلالك … عاش من شافك يا عمر … بقا كده يا راجل متفكرش تزورني و تطمن عليا و لا مره كده من وقت الحادثة
ليقول عمر سريعا في محاوله للاعتذار
– انا اسف يا محمد على كل اللي حصل … انا و الله اطمنت عليك لما خرجت من أوضة العمليات و بعد كده مشيت محبتش اسبب ليكم اذى تاني بأي شكل
اقترب محمد خطوتان وهو يقول
– انت سببت لمريم الم كبير لكن ليا انا انت عملت فيا جميل … علشان بسبب الحادثة خطيبتي أتكلمت من جديد
نظر اليه عمر بأندهاش ليكمل محمد بتحذير و بوجه لا ينذر بالخير
– بس خد بالك لو بسببك شفت مريم فى الحالة اللي هي فيها دي تاني صدقني هدفنك حي
ثم ابتسم ابتسامه جانبيه و غادر من امامه و هو يقول
– معلش بقا هدخل أوضتي ارتاح واخد الدوا بتاعي … أتوصى بيه يا محمود
ليحاول محمود كتم ضحكاته من شكل عمر المصدوم من تصرف محمد …… ليربت محمود على كتفه و قال و هو يمر من جانبه
– هدخل اخليها تلبس حجابها … استعد
و غادر من امامه لتتعلق عيون عمر بباب غرفتها الذى فتحه محمود و اغلقه مره اخرى …. بعد ان تغللت رائحتها الذى اشتاق اليها بشده فى انفه
بعد عدة دقائق فتح محمود باب الغرفة و اشار اليه بالاقتراب ليشعر انه الان فقد قدميه تماما و لا يستطيع الحركة و لكن اقتراب محمود الذى شعر به و بما يشعر الان جعله يتحرك معه و عند باب الغرفة قال محمود بتحذير
– انا هسيبك معاها لوحدك لكن الباب هيفضل مفتوح و انا قاعد قدام الباب
ليهز عمر راسه بنعم و هو يدخل الى الغرفة ليجدها تقف امام النافذة سارحه هزيلة شاحبه و حزينة لينادي عليها بهدوء لينتفض جسدها لسماع صوته لكنها لم تلتفت و كأنها لا تصدق و جوده هنا لينادي عليها من جديد لتنظر اليه بحزن شديد و عدم تصديق .. ليقترب خطوتان و هو يتفحصها بإشتياق و لهفه و قال بحزن شديد و اسف
– انا اسف … حقك عليا … بس هو انا أستاهل كل ده
قطبت جبينها وهى تنظر اليه بلوم اكبر ليكمل هو قائلا
– فى بعدك كنت ميت … جسم من غير روح … قلي كان طول الوقت واجعني … بس دلوقتي واجعني اكتر … لما اشوفك بالشكل ده … ياريتنى مت قبل ما اوجعك كده
كانت تقترب منه مع كل كلمه يقولها حتى وقفت امامه مباشره ودون ايراده منها لم تشعر بنفسها و هى تصفعه بقوه على احدى و جنتيه و تقول بصوت عالي
– انت ايه عايزني اموت من الوجع بدل ما تصالحني و تعتذر جاي تقولي ياريتني اموت .. هو انت عديم الاحساس كده على طول
كان ينظر اليها باندهاش لا يقل عن اندهاش ذلك الواقف عند الباب المصدوم مما قامت به اخته لينسحب بهدوء حتى لا يسبب احراج لعمر
و كان هو ينظر اليه بألم ليس من الم الصفحة او ضيق منها بل حزنا لما سببه له ولها من الم فراق لم يكن له داعى … و عذاب هم في غنى عنه … اكملت هي كلماتها
– مش عارف ان انا غبيه و ساعات بقول كلام المفروض ميتقالش … انا اسفه على كل حرف غبى قولته و الله ما كنت اقصد … انت عارف انى بحبك .. ليه بعدت ليه خوفتني ليه يا عمر ليه … انا كنت محتجاك .. كنت عايزة أطمن بيك .. كنت عايزة اشوفك بعد ما عرفت بموت نزار … كنت عايزة اشوف لمعه عيونك وفرحتك
اغمض عينيه و هو يلوم نفسه على كل ما حدث .. على كل ذلك الالم الذى عاشاه بسبب حساسيته المفرطة و احساسه الدائم بانه لا يستحق الحياه … اقترب منها خطوه واحده فقط و امسك يديها و انحنى يقبلها بإحترام و حب و هو يقول
– انا اللى غبى … و متخلف … و حمار كمان … انا اسف … اسف على كل حاجه و بوعدك من انهاردة عمرى ما هبعد عنك … هفضل ماسك فى ديل فستانك زي عيل صغير خايف يضيع من امه
لتبتسم من وسط دموعها … و هى تنظر اليه بحب كبير و قالت برجاء الم قلبه بشده
– انت بجد هنا ؟
لينحني يقبل يديها من جديد و هو يقول بأسف
– ايوه هنا … و عمرى ما هبعد تانى ابداً ابداً
ليطرق محمود الباب و هو يقول بمرح
– مش خلاص و لا ايه فيلم حبيبى دائما ده ملوش نهاية
ليضحك الاثنان بصوت عالي … ليتحرك محمود مغادرا الغرفة و خلفه عمر الذى خطى خطوتان ثم وقف مكانه و نظر اليها قائلا
– مستنيكى بره محتاج اتكلم معاكى كتيررررر اوووووى
لتهز راسها بنعم ليغادر الغرفة و اغلق الباب خلفه ليشير له محمود بالجلوس وهو يقول
– ثوانى بس اشوف خديجه تعمل لنا حاجه نشربها
ليهز عمر راسه بنعم و عينه ثابته على باب غرفه مريم ليبتسم محمود على هذان الاثنان الذى تعلقت ارواحهم ببعضهم و لكن غبائهم يجعلهم يتألمون
*****************************
دخل محمود الى غرفه خديجه فلم يجدها هناك و ايضا وجد الخزانه مفتوحه و خاليه من ملابسها ليشعر بالخوف و القلق ليخرج سريعا و هو ينادى على محمد الذى كان نائما من اثر الأدوية و الالم ايضا فدخل محمود الغرفة و ايقظه و هو يقول بعصبيه
– اختك فين يا بيه ؟ مش موجوده فى البيت و دولابها فاضى
لينتفض محمد وهو يقول بعدم استيعاب و صدمه
– انا اخر مره شفتها كان قبل ما ادخل لمريم بعد انت ما نزلت … و لما خرجت من اوضة مريم مشفتهاش افتكرتها فى اوضتها عادى
اقترب عمر وهو يقول سريعا
– اتصل بيها يا محمود
لينفذ محمود من فوره و اكمل عمر قائلا
– هى ممكن تكون راحت فين و لمين ؟
– ابله مهيره اكيد
قالتها مريم حين دخلت الغرفة و على وجهها يرتسم القلق بوضوح …. ليلتفت اليها الجميع فى نفس اللحظة الذى قال فيها محمود
– تليفونها مقفول
و غادر سريعا مقررا الذهاب الى القصر
******************************
واقف امام مهيره التي تنظر اليه بصمت تام و هو يغلى غضبا من تصرف اخته الغير مسؤول
– يعنى انتِ موافقاها انها تخرج من البيت كده من غير ما تعرف حد
قالها محمود بعصبيه شديده لتقول مهيره بهدوء
– طبعا لا و انا و سفيان عرفناها انها غلطت … لكن كمان هى مراحتش لحد غريب هى فى بيت اختها يعنى بيتها
– وليه واخده كل هدومها انا مش فاهم
قال محمود باستفهام وقبل ان تجيبه مهيره بشيء سمع صوت سفيان من خلفها يقول
– ما هى المشكلة انك حافظ مش فاهم … حافظ انها اختك لكن معملتش اى حاجه علشان تكسر الحاجز اللي خديجه بنياه بينكم و بينها …. حافظ ان مكانها فى بيت باباها لكن معملتش حاجه تخليها تتأكد من ده و تحس بالانتماء للبيت ده … حافظ وعدك لأبوك انها تخرج من بيته عروسه … لكن محسستهاش ان ده كمان يفرق معاك و مهم بالنسبة ليك
صمت محمود امام هجوم سفيان عليه و لم يستطع الإجابة على كلماته بأي شيء هو كان يعلم كل ما يدور داخل عقل اخته و لم يفكر في تغير ذلك و حين حاول لم يستمر و اخذته مشاكل اخوته و نسى تماما خديجه
اقترب سفيان من وقفه مهيرة و قال بصيغه امره
– خديجه فى بيتها … سيبها لوقت التجمع العائلي اخر الشهر و خلال الاسبوعين دول لو مقدرتش تقرب ولو خطوه واحده من اختك … فهي هتفضل هنا .. لحد ما انا و اختها الكبيرة نسلمها لعريسها
كان محمود حقا يشعر بالصدمة من كلمات سفيان ولكن ايضا يعلم انه محق فى كل ما قاله فهز راسه بنعم و غادر دون ان يضيف كلمه اخرى … لتنظر مهيرة الى سفيان الذى ابتسم وهو يقول
– متقلقيش كله هيبقا تمام
فى نفس اللحظة التي كانت تعود فيها خديجه الى غرفتها تكتب صوت شهقات بكائها بيديها و حين اغلقت الباب سمحت لها بالخروج من صدرها المتألم
***************************
حين فتح الباب وجده يقف امامه بتلك الهيئة التي تدل على انه ليس بخير ابدا … وههو فهم هذا حين اتصل به يستأذن فى الحضور …فهو فى ذلك الوقت لم يكن قادر على الحديث مع اخوته .. اكتفى فقط بالاتصال بهم و طمأنتهم و طلب منهم تكرار محاوله الاتصال بخديجه و اظهار الاهتمام بها
وضعت كوب القهوة امامه و هي تقول بخجل قلق
– اتفضل يا محمود .
و جلست بجانبه و اكملت قائله
– اتكلم يا محمود… طلع كل اللى جواك انا سمعاك
نظر اليها بعيون حمراء .. و ملامح يبدوا عليها الارهاق … و بدء فى قص كل الموضوع عليها و كانت هي تستمع اليه باهتمام كبير و رغم حزنها على حاله الا انها كانت من داخلها تتقافز بسعادة … انه لأول مره يتعامل معها على انها ملجئ امان و ثقه … شريكه درب و حياه … لم يذهب لصديق او لاخ و لكن حضر اليها يريد ان يخرج كل ما بداخله بين يديها هى
حين انتهى من سرد كل شئ قال بألم
– مكنتش متخيل انى ببنى معاها السور … وانى بدل ما افتح فيه باب يحسسها بحبنا كنت بقفل كل البيبان بأقفال مصديه مش نافع تتفتح تانى … و لو حاولت افتحها ممكن تتكسر
اقتربت قليلا منه و قالت بصوت هادئ
– محمود
لينظر اليها بيأس شديد لتقول بابتسامه
– اختك زعلانه منكم و عايزه تحس بحبكم لو كانت فقدت الامل فى انها تلاقى الحنان منكم مكنتش غضبت و ثارت … هى كل الحكاية حبت تحسسكم انكم بتخسروها و انكم لازم تتعبوا علشانها شويه
– بجد .. تفتكرى هى بتفكر كده فعلا
قالها برجاء … لتهز راسها بنعم و هى تقول بأبتسامه
– متأكدة جدا كمان … اتعبوا علشانها شويه و صدقني كل حاجه هتكون تمام .. و كمان على فكره ده كان قصد عمو سفيان فى كلامه معاك
صمتت يحاول استيعاب كلماتها ثم ابتسم ابتسامه صغيره و هو ينظر اليها بحب و قال
– شكرا يا ندى مش عارف من غيرك كنت عملت ايه … انا ساعه ما جيت هنا كنت حاسس بألم و وجع فى قلبي و خوف من انى اكون محافظتش على امانه ابويا .. بس كلامك ريحنى و فتح قدامى الابواب اللي كانت مقفولة
لتبتسم بخجل و قالت بمرح
– احنى فى الخدمة ديما يا فندم .. و تحت الامر في أي وقت
ليبتسم بسعادة و حب حقيقي و هو يقول
– ربنا يباركلى فيكي
لتتلون وجنتيها بحمره الخجل مع ابتسامه سعادة حقيقه لذلك الدعاء الذى يحمل ياء الملكية

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *