رواية مسافات مشاعر الفصل السادس 6 بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الفصل السادس 6 بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر البارت السادس
رواية مسافات مشاعر الجزء السادس
رواية مسافات مشاعر الحلقة السادسة
جائت لتخرُج فـ إلتقط يدها وسحبها تجاهه وهو يقول: لا، لما بتتلسعي مينفعش تحُطي ثلج عشان ميزيدش الألم.. إستني هحُطلك دقيق
مها بإستنكار: دقيق!
رحيم بجدية: أيوة دقيق وتسيبيه شوية هيروح الوجع..
أحضر من الثلاجة عبوة الدقيق وبدأ في تدليك كف يدها فـ قالت هي وهي تستشعر أنفاسه الدافئة: الوجع مبيروحش يا رحيم
رحيم بتركيز: عشان لسه محتاج تستني عليه شوية
نظرت مها لوجهه المُرتكز على كف يدها وقالت وهي بدرجة القُرب تلك منه: إستنيت عليه سنين مش بيروح
عند هذه النُقطة رفع وجهه وقابلت عيناه عينيها، ترك يدها بـ بُطء وقال: أومال أنا أقول إيه لما إنتي وجعك مش بيروح! على الأقل إنتي حققتي أمنيتك بالجواز مني.. لكن أنا خسرت الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها بسببك.
ماذا! هل صوت تهشُم قلبها صدر للتو؟ كيف يواجهها بحقيقة حاولت مرارًا وتكرارًا الهرب منها.. وبتلك القسوة!
خرج من المطبخ تاركًا إياها ويدها البيضاء ملوثة بغُبار الدقيق، فتحت صنبور المياه لتغسله وكأن ذلك الألم الضئيل لن يُضاهي ألم قلبها..
خرج رحيم ليجد أن فرح غادرت فـ قال بضيق: فرح راحت فين؟
والدته وهي تحمل الصحون: مشيت قالت أمها إتصلت عليها.
نجمة بتلميح أنها رأته مع زوجته: هي كانت رايحة المطبخ تشرب لكن مدخلتش، راحت على الحمام غسلت إيديها وبعدها سحبت شنطتها ومشيت
عقد رحيم حاجبيه ولكنه افاق من ضيق صدره على صوت طفله الرضيع يبكي جوعًا
حضرت مها سريعًا وهي تحمل طفلها، وضعت إصبعها بالقُرب من شفتيه لتجده يمتص إصبعها جوعًا وعندما لم يحصُل على الحليب بكى
مها بلهفة: هطلع أنا عشان أغيرلهُم وأرضعهُم بعدها هخلصلك المواعين يا ماما
نجمة بتقدير: لا إطلعي إنتي يا مها أنا اللي هخلصهُم، كفاية تعبك طول اليوم
مها بنبرة هادئة: رحيم ممكن تجيب البيبي التاني من فضلك؟
حمل رحيم طفله وهو يقول للجميع: هتعوزوا حاجة يا جماعة؟
والدته: مش هتدوق الجاتوه اللي إنت جايبُه يابني؟ ما تدخُلي يا مها ترضعي إبنك جوة
مها بتوتُر من بُكاء الطفل: معلش يا ماما عشان غياره وحاجتُه فوق، يلا السلام عليكُم
الجميع: وعليكُم السلام ورحمة الله وبركاته.
صعدوا لشقتهُم فـ خرجت يارا من دورة المياه وهي تُجفف يدها بعدها جلست بتعب بجانب زوجها نديم وهي تقول: بتتحجج بإبنها، وهي مش عاوزة تدوق الجاتوه عشان فرح اللي منقياه.
نديم نظر بـ نظره مُش|تعلة لزوجته وقال: بتبهريني بتركيزك مع الكُل، لو تركزي معايا نُص تركيزك مع الناس كان زمان حياتنا شكلها غير
كتفت يارا يدها فوق بطنها المُنتفخ من الحمل ونظرت له بمُكر قائلة: طب هات تليفونك أفتشُه، طالما عاوزني أركز معاك
اخرج نديم هاتفه بدون تردد ووضعه فوق بطن يارا وهو ينظُر لها ويقول: فتشي، مفيهوش حاجة.
جائت والدة رحيم وهي تضع أطباق الحلوى أمامهُم والقهوة والعصير وهي تقول: نفسي مرة نتجمع كُلنا من غير ما تحصل مُشكلة وكلام جانبي، نتجمع كـ عيلة حلوة قاعدين بيتغدوا سوا، إيه الدنيا هتطير لو دا حصل!
إلتقط نديم فنجان القهوة الخاص به وقال قبل أن يرتشف منه: إعذريني يا أمي بس مجية فرح مع رحيم إنهاردة ملهاش أي لازمة، رحيم لازم يعرف قيمة الست اللي معاه
يارا بضحكة قصيرة: بالعكس فرح عملت جو حلو.
نظرت لها والدة رحيم بحاجب مُرتفع ثُم أعادت نظرها لنديم قائلة: يابني ضيفة وجيالنا وقت الأكل، أطرُدها؟ مينفعش يا ماما.. لو جالك ضيف وقت الأكل حتى لو عدوك بتأكلُه معاك.. ودي في الأول والأخر بنت أختي مش عدوتي
سليم وهو يتصفح هاتفه: أنا شايف إن نديم معاه حق، مش الفكرة في تصرُفك يا ماما.. الفكرة في تصرُف رحيم اللي مش قادر ينسى أيام زمان
خرجت نجمة من المطبخ وهي تحمل صينية وتقول: صح لسانك يا حبيبي، مها صعبت عليا جدًا يا ماما
والدة رحيم بإبتسامة: هتطلعيلهُم منابهُم من الجاتوه؟ يابنتي إنتي عروسة عيب عليا أشغلك
نجمة: وإيه يعني لما أغسل طبقين خلاص نقش الحنة هيروح من إيدي؟
سليم: هاتي أنا أطلعُه يا حبيبتي وإقعُدي كُلي طبقك
إلتقط سليم الصينية من يد زوجته ثُم همس في أذنها: إيه الحلاوة دي بس
تورد وجهها وهي تجلس بجانب المكان الذي يجلس به سليم، لاحظت يارا الحُب بينهُم فـ نظرت لنديم وجدته مشغولًا في شُرب قهوته
ميلت برأسها على كتفه فـ نظر لرأسها المُستند عليه وقال: حاسة بحاجة يا بابا؟
يارا: ممم حاسة إني عاوزة أطلع أريح ضهري فوق شوية.
نديم: طب هخلص القهوة بس ونطلع
إلتقطت والدة رحيم الريموت وقالت: مفيش طلوع، في اوض فاضية ونضيفة جوة اللي عاوز يريح، لكن إنهاردة يوم الإسبوع بتاعي.. هنتعشى سوا ونتفرج على مسرحية الواد سيد الشغال
نديم: طب قومي يا حبيبتي ريحي جوة
إعتدلت يارا وقالت: طب إشمعنى رحيم ومها طلعوا يا طنط؟
ضيقت والدة رحيم عينيها وهي تبحث عن المسرحية وقالت دون أن تنظُر لـ يارا: عشان هتغير للعيال.. كمان شوية هخليهُم ينزلوا تاني
اعادت يارا رأسها للوراء وهي تنظُر لشاشة التلفاز وقالت: لا وعلى إيه خلينا نتفرج..
صعد سليم للأعلى وقام برن جرس شقة رحيم
كان رحيم يستعد ليستحم، عاري الصدر ويرتدي بنطال بدلته القُماشي الأسود.
خرج من غُرفة النوم وهو يضع القميص على جسده وقال بصوت مُرتفع: مين؟
سليم: إفتح يا رحيم أنا سليم
فتح رحيم وهو ينظُر لأطباق الحلوى بـ يد شقيقه وقال: ياعم مكانش ليه لزوم، يعني أنا مش هعرف أجيب جاتوه لبيتي يعني
سليم: بس دا طعمه هيفرق معاك لإنه ذوق فرح هانم
رحيم بضيق: بتتريق؟ كإنك مش عارف اللي حصل وقتها
إلتقط رحيم الصينية فـ قال سليم: الماضي الكلام فيه مش هيغير شيء، لكن الحاضر بيقول تركز مع بنت الحلال اللي ربنا كرمك بيها، أم عيالك يا رحيم.. إحنا هنتحاسب قُدام ربنا على بنات الناس اللي خدناهُم من بيوت أهاليهُم مُعززين مُكرمين، نعاملهُم بما يُرضي الله
رحيم بحُزن: مش بإيدي.. بس فُل، إتفضل معانا طيب؟
سليم وهو يضع يده في جيب بنطالُه: لا ياعم أمك تحت مشغلة المسرحية ومستنيانا.. شوية كدة وتعالى إنت ومها عشان نكمل السهرة
رحيم: هاخُد شاور على السريع ولما تخلص هننزل.
نزل سليم فـ أغلق رحيم باب الشقة وهو يضع صينية الحلوى على الطاولة
قرر أن يقتحم غُرفة الاطفال ليُنبه زوجته سريعًا أنهُم عليهم النزول للأسفل حتى لا تحزن والدته
عندما فتح باب الغُرفة كانت مها نصفها العلوي.. نصفه عاري، قميصها يُغطي نصف والنصف الاخر لا.. لإنها كانت تُطعم صغيرها
لم يُغلق رحيم الباب بل ظل مُمسكًا بمقبضه وهو ينظُر لها ببلاهة
مها إرتبكت وهي تحاول أن تُغطي جسدها
ثُم…
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)