رواية شمس العاصي تشرق من جديد 2 الفصل الثالث 3 بقلم نورة عبدالرحمن

عد مرور يومين في قصر العدوي

اقتحم تميم مكتب عاصي بعد ان عاد من السفر وانتهى من تسليم البضاعه..ليجد عاصي يعيد راسه الى الخلف و يستند على الكرسي بغصه فهو فقد المرأة التي قامت بتربيته ومنحته كل الحب الذي افتقده بغياب والدته..

تميم بقلق : سهى ..سهى بخير ياعاصي ..هي فين…بكلمها كتير مبتردش…اكيد تعبت وزعلت قوي ..اني عايز اشوفها قلبي واكلني عليها..

عاصي : اهدى هي كويسه بؤضته وعندها شمس بتداريها.

تميم بقلق : انا عايز اروحلها ياعاصي مش هسيبها لوحدها..

تنهد عاصي بتعب : ماشي ياتميم اطلعلها…

تميم ربت على كتف عاصي ليواسيه عندما لاحظ الحزن بعينيه.: ربنا يرحمها ياخوي… كانت تعبانه قوي الفتره الاخيره ..ارتاحت من التعب…

اغمض عاصي عينيه بغصه ليضع يده على يد صديقه يطمئنه بانه بخير هامسا بخفوت : ربنا يرحمها…

روح شوف مراتك..وانا كمان هطلع ارتاح عشان تعبان قوي ..

اسرع تميم ليصعد الى غرفتها ووجد شمس تحاول تهدئتها تنحنح بحرج وعيناه تترقبان زوجته التي ذبلت ملامحها لتجهش بالبكاء فور رؤيته وهمست باسمه بوهن كأنه سيخلصها مما هي فيه.. اسرع اليها متناسيا وجود احد داخل الغرفه ليحتضنها ويمسح شعرها بحنان .ويسمعها بعض الكلامات لكي تهدء..

انسحبت شمس بهدوء وهي ترى كم الحب بعيني تميم لسهى وقلقه عليها وكيف يعاملها كطفله صغيره…فهو لم يبخل عليها بمشاعره واحاسيسه…شعرت بغصه ودوت لو ان عاصي يعاملها هكذا يظهر لها الحب كما يفعل تميم …

لتذهب الى غرفتها وقفت عندما استمعت لصوت عاصي وهو يحمل طفلهما الذي تركته منذ قليل نائما ويتحدث معه..

عارف يابني انت اللي فضالي بالدنيا دي..لما اكبر عايز استند عليك…الكل عايز يستند عليا الكل هنا محتاجلي محدش حاسس اني كمان محتاج اريح… محتاج فاصل من كل المشاكل اللي حوليا..من كل حاجه ..بس هانت يارحيم ..بكرى هتكبر وتشيل الحمل عن ابوك …عارف كان نفسي اسميك سالم على جدي الله يرحمه..بس امك ربنا يهديها…امك يارحيم تعباني قوي يابني ..مش عارف اعمل معاها ايه..مخلياني واقف كده لاطايل ارض ولا سما .. ..ولا عارف ابعد عنها واسيبها فحالها..ولا عارف ارجع زي الاول..

ليقبل صغيره بحب..انت اللي مصبرني يابني ..حاسس انك العوض ليا عن كل حاجه…

دخلت شمس عليه لتجده يداعب صغيره ويحمله….

ليضعه على سريره ويتحول للبرود وقال بهدوء..كان بيعيط ومحدش عنده ..

شمس :كان نايم ورحت اطمن على سهى..

عاصي بهدوء وهو يوليها ظهره ويداعب وجنتي طفله :متسيبهوش لوحده تاني ..

أومأت برأسها وهي تراقبه يذهب الى الحمام ليقول : نيميه عشان هبات هنا..

شمس بارتباك وتعجل. : مينفعش..

نظر اليها وهو يرفع حاجبه : ومينفعش ليه..

شمس بتوتر من نظراته : عشان مش هيخليك تعرف تنام..

عاصي :لما اشتكليك ابقى اتكلمي..

شمس : منتا عندك اوضة مراتك متبتش عندها ليه..

عاصي بتحذير: اخر مره تناقشيني بحاجه بقولها هبات هنا يعني هبات هنا..ومتدخلش باللي مالكيش فيه ..ليكمل طريقه متجها إلى الباب ويغلق بعنف…

******

بعد مرور اسبوع .

كان يعمل بمكتب منزله حتى دخل تميم متذمرا : شوفلك حل مع اختك يا عاصي اكيد مش هسيبها كده..

رمى الاوراق من يده بتذمر من تميم الذي يتذمر دائما من سهى..

عاصي :في ايه تاني ياتميم سهى عملت ايه..

تميم : مش عارف يعني حابسه روحها بالاوضه مش راضيه تطلع منها .. حتى انا نقلت بيتكم عشان ابقى جمبها ومش عاجبها..لا مش بس كده كل محاول اطلعها من الغم اللي هي فيه تتخانق معاي وتنكد وعاللي خلفوني..

عاصي بابتسامه من تذمر صديقه : مش انت اللي اصريت عالجوازه دي ..يبقى تستحمل ..

تميم بضيق :ا معنديش مشكله ياعاصي والله بس مش كده ..دي مقضي يومها بكى وغم وحزن ..دي حتى..ليصمت بحرج فقد نسي انه يحدث أخيها ليقول مغيرا الحديث ..وانت عملت ايه مع شمس

..

عاصي : مفيش جديد..

تميم : ما تكابرش ياعاصي اتكلم مع البنت وطيب خاطرها بكلمتين بدل متوجع قلبك وقلبها معاك..انا شايف عشقك ليها بعنيك..

ضحك الآخر ساخرا:..عشق ايه يابو عشق انت فاكرني ..عيل بعشق وبحب.. عاصي العدوي معندوش الكلام ده..

تميم : مش عليا الكلام ده دنا حفظك صم..وشايف حبك ليها

عاصي : مبحبهاش ياتميم اطمن اني مبحبش حد لاشمس ولا غيرها..

تيمي :اومال ليه لما مشيت زعلت قوي..لما عرفت مكانهت سبتها عشان متزعلهاش…وكل يوم تروح مخصوص بس عشان تشوفها من بعيد وترجع..

عاصي.: اولا شمس تبقى مراتي..وعشان وجعتها وكسرتها..واني عارف الكسره للست تبقى صعبه قوي قولت اسيبها تبعد يمكن ترضي كرمتها شويه عشان انا جيت عليها قوي..وهي فاكره انها بكده بتعقبنى..سبتها برحتها يمكن اكفر عن اللي عملته فيها ..واخليها ترضى انوثتها شويه وتفتكر انها وجعتني زي ماانا عملت .

نظر اليه تميم بشك : يعني انت مبتحبهاش ..طب متسيبها ترجع لاهلها..مش هي عايزه كدن.

عاصي :مينفعش …شمس مراتي و ام ابني.مينفعش اسيبها كده

تميم : مش مصدقك ياعاصي انا حافظك وعارفك انت مش بس بتحبها انت بتعشقها وحتى لو مكنش بينكم رحيم ..مش هتسيبها برضوا..

ضحك ساخرا : قولتلك محبتش حد بحياتي ولا هحب لا شمس ولا غيرها..وبعدين مش كنا نتكلم عن سهى

لتقاطعهك شمي باقتحامها المكتب تمسح دموعها لتقول بضعف وانهيار بعد ان سمعت ماقاله لصديقه لكنها..قالت بصوت خائف يرتجف….

عاصي ….

 

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية شمس العاصي تشرق من جديد 2)