Uncategorized
رواية درة أدهم النادرة الفصل التاسع 9 والأخير بقلم نور
رواية درة أدهم النادرة الفصل التاسع 9 والأخير بقلم نور
![]() |
رواية درة أدهم النادرة الفصل التاسع 9 والأخير بقلم نور |
رواية درة أدهم النادرة الفصل التاسع 9 والأخير بقلم نور
اخذت الطيارة و رجعت البيت في 24 ساعة ، كانت العمارة مقلوبة ، طنط نوال بتعيط و امي بتسكتها و مي هتموت من القلق ، مفيش اي خبر جديد عن درة ، هي لسه مفقودة ، عملت كل اتصالاتي مع البوليس و اصحابي اللي في الجيش عشان يدورو اكتر ، قعدت اطمن في طنط نوال و انا نفسي محتاج حد يطمني ، وعدتها اني هلاقيها و هارجعها مهما حصل ، يومين ما غمضتش عينيا لحظة واحدة ، مفيش مستشفى مدورتش فيه ، صاحباتها زمايلها و اي حد ممكن تعرفه ، قربت اتجنن ، حاسس اني في كابوس و بحارب عشان اطلع منه ، كنت بدور في الشوارع زي المجنون ، بقيت حاسس بنار قايدة في قلبي و مش قادر اطفيها ، ازاي اعيش دقيقة واحدة و درتي مش موجودة ، مش عارف هي فين و عاملة ايه ، دماغي كانت هتنفجر ، يأست و تعبت بس مبطلتش ادور عليها
– ادهم ، مفيش جديد يا ابني
– لا يا ماما ، ادعيلها و ادعيلي انا كمان
– هو انا عندي حاجة عايزة اقولها بس…. يعني
– قولي يا ماما ، أي حاجة شكيتي فيها قولي
– احنا دورنا في كل مكان تقريبا ، فاضل مكان واحد مدورناش فيه ، أبوها يا ادهم ، أبو درة
ازاي نسيت الراجل الكلب ده ، ده دينه فلوس و اكيد سهل جدا يعمل ، ماهو كان هيعملها وقتها و انا سكته بالفلوس ، اكيد دي عمايل واحد نذل زيه
– طنط نوال ، بطلي عياط و ركزي معايا، عايزك تفتكري مكان جوزك بأي طريقة ، مكانه ، حد من اهله او اي حد من صحابه ، لازم الاقي خيط يربطني بيه ، الشرطة دورت عليه في كل مكان و ملقتهوش، فص ملح و داب ، اكيد هو ورا الموضوع ده
– آخر حاجة افتكرها انه عنده شقة فوق السطح مأجرها ، اه و عنده واحد صاحبه من سنين اسمه محمود مهما يتخانقوا يرجعوا غير كل صحابه التانيين
– تمام جدا ، هاتي عنوانه ده او نمرته
– كان ساكن تحت شقة حسن ، اصلا هو اللي كان مأجرلو الشقة ، اهو العنوان
– تمام
– ادهم ، استنى ، عايزة اقولك حاجة مهمة
– ايه هي
– حسن مش اب درة الحقيقي
– نعم
– ايوه ، أنا مكنتش عايزة حد يعرف ، بس انا خايفة على بنتي و لازم اقولك ، أبو درة هو جوزي الأول ، اتجوزته من ورا اهلي ، مات بعد ما حملت في درة بشهر ، قام والدي جوزني لحسن غصب عشان حملي كان بالنسبة له فضيحة عشان اتجوزت من وراه و لما رجعتله و الناس متعرفش عن جوازي ، خيرني بين انزل اللي في بطني او أتجوز حسن و اسكت طول عمري ، و طبعا هو كمان اتجوزني غصب بس شبع فلوس من ابويا ، لما ولدت ابويا مات ، حسن كانت فرصته قام سابنا و سافر و الباقي انت عارفه ، زمان ابويا باعني ليه ، و دلوقتي عايز يبيع درة كمان ، انا السبب ، انا السبب
مقدرتش اقف على رجليا بعد اللي سمعته ، لو كان قلبي مرتاح شوية عشان اللي خطفها أبوها ، يعني مهما بلغت درجة اذيته ليها مش هتكون كبيرة ، اكيد روح الأبوة جواه هتغلب جبروته ، بس طلع مش أبوها اصلا ، تعبت ما بقاش فيا حيل اعمل اي حاجة ، عايز اشوفها دلوقتي طالعة على السلم ، كتبها على ايديها و بتضحكلي ضحكتها الحلوة ، عايز اصحى من الحلم و ارجع الشاب المراهق و هي درتي الصغيرة ، يا ريتنا ما كبرنا يا درة ، يا ريتنا فضلنا زي ما كنا
– اتكلم احسنلك ، انا مش فاضيلك يا أخ ممدوح ، ولا محمود
– ………ا
– خلاص يبقا بنتك هتعرف ، و اهو واحدة بواحدة
– لا لا خلاص هقول ، بص هو حسن عنده بيت ابوه في المزرعة ، كل ما يعمل مشكلة او يقدموا فيه بلاغ يروح يتخبى هناك لحد ما يبطلوا يدوروا ، و انا بأخذله الأكل لحد عنده هناك
– يلا قدامي ، اتحرك
وصلنا المزرعة هناك بالليل ، فتحنا البيت و اول حاجة شفتها كانت حسن ، كان مرمي على الأرض و راسه كلها دم ، رحت اشوفه و لقيته لسه بيتنفس ، محمود راح يحاول يفوقه و انا رحت ادور في الأوض ، لحد ما فتحت أوضة كانت كلها فيران ، ريحتها وحشة و الأرض مبلولة ، كان في ركن من الخشب جنبه خيط مقطوع و بقع دم ، و فجأة لفت نظري سلسلة ، و كانت هي ، سلسلة درة اللي كانت هديتي ليها في عيد ميلادها العاشر و من وقتها عمرها ما خلعتها ، قلبي وجعني اوي و صرخت بأعلى صوتي ،
مقدرتش اتخيل عمل فيها ايه و ووداها فين ، خرجت فضلت اضرب فيه رغم أنه مكانش واعي بحاجة ، سبته و طلعت انادي عليها زي المجنون ، كنت بدور عليها بنور الموبايل بين الشجر ، طول الليل ما قعدتش و البوليس كمان جا عشان يرفع البصمات و يدور معايا ، كنت بدور و انا حافي محسيتش لا بالطوب اللي تحت رجليا و لا بشوك النبات اللي بيجرح في جسمي ، كنت مستعد اتحمل اي حاجة المهم الاقيها ، و فعلا شوفتها ، ايوه شوفتها ، كانت نايمة زي الملائكة تحت شجرة ، هدومها مقطعة و كلها دم ، شعرها مقصوص بعشوائية ، وشها ازرق و جسمها كله جروح ، جريت عليها و انا حاسس ان روحي طلعت مني و سبقتني ليها
– درة ، درتي ، يا عمري بصيلي ، اصحي و كلميني ارجوكي ، متسبينيش يا درة ، لا لا ما تعاقبنيش كده ارجوكي ، ارجوكي يا درة
– ادهم ، انت هنا بجد
– أنا هنا يا روح ادهم و حياته ، انا هنا يا عمري ، متخافيش يا قلبي انا هنا
– أنا ناديتك كتير ، بس انت مجيتش ، انا نعسانة يا ادهم ، احكيلي حكاية حلوة زي بتاعت امبارح
– نامي يا عمري ، نامي و لما تصحي هتلاقي نفسك في حضني و كل اللي عشناه ده حلم
عدى شهر على الحادثة ، درة لسه قاعدة في المستشفى ، جروحها شفيت و شعرها اتظبط و بقى قصير و حلو ، و الكسر اللي في ايدها تمام ، الدكتور قال انها طلعت من الحادثة دي بأعجوبة و اتعرضت لعنف و ضرب و تعذيب كبير بس الحمد لله انها جات على حد كده و متجاوزش الخطوط الحمرا ، دي الحاجة اللي شفعتله و خلاتني اسلمه للبوليس و هو مدمر بعد العلقة اللي اديتهاله ، اتحكم عليه عشرين سنة سجن بسبب كل البلاغات المتقدمة فيه ، اعترف انه خطفها عشان يهدد اهل امها في البلد ، حبسها اسبوع هناك لوحدها ، بس لما عرف انهم متبريين منها قرر في النهاية يسيبها ، و اول ما درة شافته ضربته على رأسه و هربت ، و هناك لقيتها ، و دلوقتي اهو بيخلص كل عمايله ، كل حاجة رجعت تمام ، إلا درة مرجعتش ، جروحها الجسدية راحت بس جروحها النفسية لا ، كانت عاملة زي الأصنام لا بتكلم حد و لا بتسمع اي حد ، كأنها عايشة في عالم تاني خالص ، يا ريت كان عقابي اخف من كده ، يا ريتها صرخت في وشي و ضربتني و لا اشوفها في الوضع ده ، الدكتورة النفسية قالت إنها اتعرضت لأزمة نفسية حادة و كلنا لازم نساعدها تطلع منها ، مسيبتهاش ولا لحظة و رجعت اعاملها كأنها بنتي ، بعد شهر ابتدت تتفاعل معايا انا بالذات ، لما احكيلها حكاية قبل النوم ، ساعات تبتسم و ساعات تعيط و ساعات تحضني و تنام ، و ساعات تصحى في الليل تصرخ من الكوابيس ، و شوية شوية رجعت تتكلم
الشمس حلوة جدا النهاردة ، كنت حاسة ان الدنيا وحشتني ، كل حاجة وحشاني ، وحشتني الشمس و السماء ، وحشتني الالوان ، حسيت اني كنت في عالم تاني ، عالم كل حاجة فيه رمادي بارد و جامد ، وحشني ادهم ، هو كان فاكر اني مكنتش حاسة بيه جنبي ، بس انا كنت حاسة بكل كلمة و همسة طالعة منه ، بسببه رجعت اعيش و نسيت اصعب فترة عشتها في حياتي ، نسيت العذاب و الهم اللي شفته ، حمدت ربنا أن حسن ما ماتش ، كان جزء من تعبي النفسي بسببه ، مكونتش عايزاه يموت علي أيدي ،وجود ادهم جنبي قواني و خلاني أحب الحياة من جديد ، و احبه هو حب من جديد
– صباح الخير يا احلى درة على الكرة الأرضية ، عاملة يا درتي
– صباح النور يا ادهم ، كويسة الحمد لله
– فترة السجن خلصت النهاردة ، الدكتور كتبلك افراج و هتخرجي تنوري العمارة من تاني
– ربنا يخليك يا ادهم ، انا عذبتك اوي معايا ، بس كفاية كده
– مش فاهم
– اقصد كفاية تعبتك معايا ، انا بقيت كويسة و انت تقدر ترجع شغلك و حياتك و تسافر ، كفاية بقالك فترة موقف حياتك عشاني و بتعمل كل حاجة عشان تسعدني ، انا بجد مش عارفة ازاي أشكرك على كل حاجة عملتها
– ………ه
– ادهم ، استنى ، انت زعلت مني
– سيبي ايدي ، بعد كل ده جاية تقوليلي الكلمتين دول ، عايزاني اسافر و اسيبك كده عادي ، بتشكريني كأني شخص غريب عنك عمل فيكي معروف ، عايزاني اعمل ايه تاني عشان ترضي عني ، حياتي وقفت من غيرك و بعد ما اتردت روحي عايزة تاخذيها مني تاني
– ادهم … انا
– درة ، انا عايز أسألك سؤال و ارجوكي جاوبي بكل صراحة و من غير لف و دوران
انتي بتحبيني
– ا…….
– ردي و كفاية عياط يا درة ارجوكي………….. اجابتك وصلتني خلاص ، عن اذن…
– لو خيروني بينك و بين كل العالم ، هختارك انت ، انت مش عارف انت ايه بالنسبالي ، انا عديت الحب من زمان و مفيش كلمة توصف مشاعري تجاهك ، انت فاكر اني مكنتش حاسة بوجودك جنبي طول الفترة دي ، مشوفتش الحاجات اللي عملتها عشاني ، انت ابويا و اخويا و كل حاجة حلوة في حياتي ، بعد كل ده و لسه بتسأل يا ادهم
– بسأل و مش هبطل اسأل يا درتي
– طيب و انت ، بتحبني
– لو خيروني بينك و بين كل العالم ، هختار العالم و اجيبه بين ايديكي انتي ، انت العالم بتاعي يا درة ، انتي وطني و ارضي و ضحكتي و كل حاجة حلوة في دنيتي ، انتي روحي اللي مقدرش استغنى عنها ، بحبك يا درة ادهم النادرة
اكيد عارفين اللي حصل طبعا ، مش محتاجين نطول المشوار ، اتجوزنا بعد شهر بالظبط و كان احلى فرح في الدنيا
– أنا مش مصدق يا درتي ، أخيرا، أخيرا انتي في حضني و قدام كل الناس، انا مش مصدق و الله
– أنا بقا مصدقة ، عشان تعبت كتير في حياتي ، و كان دايما عندي احساس ان ربنا هيعوضني بحاجة حلوة ، و اهو كان رحيم بيا و عوضني بيك
– ربنا كان رحيم بيا كمان يا درتي
مش محتاجة احكيلكم حياتنا كانت عاملة ازاي ، كنت على طول اخاف اكون في حلم جميل و اصحى منه ، بس بحمد ربنا دايما أنه يطلع حقيقة في الاخر ، و احلى حقيقة
– أنا عمري ما شفت بيبيهات بالجمال ده ، ايه الحلاوة دي ، يا روح عمتو انت و هي
– عقبالك يا مي يا عروستنا الحلوة
– ها بقا قررتوا تسموهم ايه
– ده ادهم عايز يسميهم يا ماما ، تخيلي مخلانيش حتى اختار اسم البنوتة
– ايه يا درتي ، انتي معندكيش ثقة في ذوقي و لا ايه ، ده انا اللي مختارلك اسمك يا حبيبتي
– طيب ايه
– ادهم و درة ، عشان تكون درة ادهم
– هههه تاني
– ههه ايوه تاني ، بس دول هيبقوا اخوات بجد يعني
– بحبك يا ادهم
– وأنا بعشقك يا درة ادهم
و تمت ..
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لط أيضاً رواية عشقي الخاص للكاتبة أسماء محمد