روايات

رواية جيت يا رمضان الفصل الثاني 2 بقلم إسراء ابراهيم عبدالله

رواية جيت يا رمضان الفصل الثاني 2 بقلم إسراء ابراهيم عبدالله

رواية جيت يا رمضان البارت الثاني

رواية جيت يا رمضان الجزء الثاني

رواية جيت يا رمضان الحلقة الثانية

نظرت له منى وقالت: مش أنت اللي كلمتني بدون احترام من شوية
خالد بتوتر وهو يفرك في شعره: أنا، اها معلش كنت بجرب صوتي وكدا، يلا يا نيرة خلينا نمشي لو خلصتي دروس عايز أرجع سليم
مشت منى وهى تنظر له بقرف، ونظر لنيرة وقال: مصاحبة البنت دي على إيه ياختي
نيرة وهى تمشي بجانبه قالت: عشان طيبة بس عصبية وبتاخد الأمور جد شوية، بس معايا غير خالص
خالد: اممم باين ياختي، المهم مش هنشتري حاجة نستحر بيها لرمضان يا بنتي مش بتفكريني أبدًا خالص
نيرة بدون مبالاة: أمك هتجيب اللي محتاجاه وهى جاية من الشغل، احنا هندخل على شغلها ولا إيه؟
خالد: على رأيك هى ست البيت وعارفه إيه اللي ناقصه، بس الواحد فرحان إن خلاص بكرة أول يوم في رمضان ياااه بستناه من السنة للسنة
نيرة: بس بيعدي بسرعة أوي
خالد: فعلا، بس أنتِ يا بنتي لحقتي تاخدي الدرس؟
نيرة: دا وزع علينا الدرجات بتاعت الإمتحان واللي عنده غلط قعد يعرف الصح واحنا طلعنا وكدا عشان قفلنا، والولاد اللي شوفتهم دول بيغشوا أصلا فقفلوا
وواحد منهم عشان قولنا ناس بتتعب طول الأيام ويجي شوية عيال مافتحوش كتاب ولا يعرفوا دا درس إيه يجيبوا زينا
طبعا شدوا قصادنا رغم إننا وقفنا ساكتين بس اتمادوا وزعقنا باحترام فجاب عيلين كمان وكدا يعني
خالد: اها، ومنى دي منين أول مرة أشوفها
نيرة بصدمة: يا بني دي منى اللي كانت معايا في الإعدادي بس لبست النقاب أول ما دخلت الثانوي وكدا، أنت مش واخد بالك منها عشان مش شوفتها قبل أوي
خالد بتفكير: يمكن، بس فاكر إن في بنت كانت بتمشي معك في الإعدادي
نيرة: اها
ورجعوا إلى منزلهم، ومنى أيضًا وهى مضايقة من الذي حدث ونفسها تمسك لسانها قليلًا، ولكن هى تحاول
طبعا تعرفت على نيرة في الإعدادي وهما في شعبة أدبية، نيرة نفسها تدخل كلية ألسن، ومنى حلمها تدخل كلية تربية تحب التدريس وتحب هذا المجال جدًا، وهما حاليا في الصف الثالث الثانوي
أما خالد فيشتغل محاسب في أحد الشركات وعنده 26 سنة ووالده متوفي
في المساء بعد لما كل واحد انتهى مما كانوا يفعلوه جلسوا مع بعض فقالت نيرة: ماما ماجبتيش ليا فانوس ليه؟
خالد بسخرية: عيب على سنك لما تقولي عايزه فانوس، بدل ما تقولي جبتي نعمل قطايف وكنافة حاجة تنفعنا
نظرت له بغيظ وقالت: هو أنت هتجبلي من جيبك يا بني بتتدخل في اللي مالكش فيه ليه؟
والدتهم: خلاص بقى مش هنخلص من حوار القط والفار دا، أنتم الإتنين ماعندكمش عقل
نظروا لبعض بضيق، ولكن موبايل نيرة رن فلقت منى التي تتصل بها فقالت: إيه دا منى بترن دلوقتي ليه؟
ردت عليها وقالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قولي إنك بتهززي صح؟ امتى المستر قال إن في امتحان، دا بكرة أول يوم في رمضان وكمان امتحان
منى: يا بنتي لسه باعت عالجروب وحصل ضجة
نيرة بضيق: يعني امتحان في أول يوم رمضان، ليه كدا؟ ماشي يا منى ألحق بقى أروح أذاكر حاجة
منى: ماشي أنا كنت مراجعة أول كام درس كدا، وهروح أذاكر محمد علي وعياله وأحفاده بالتواريخ بتاعتهم ركزي عليهم ماشي
نيرة: ماشي يا حبيبتي يلا في رعاية وحفظ الرحمن
وقفلت معها وكان خالد ينظر لها وقال: دا أنتِ مش بتقدري تمشي يا حبيبتي في الصيام قلبي معاكي
نيرة بضيق: خليه معك مايلزمنيش، واعمل حسابك بقى إنك اللي هتجهز السحور مع ماما، وكمان وأنت راجع من الشغل تجبلي فانوس حلو كدا وهبقى أورثه لعيالي وأقولهم شوفوا هدية خالكوا
ضحك خالد وقال: ماشي يا ستي ولا تزعلي
أما عند منى كانت قاعدة بتذاكر فوجدت أخاها دخل إليها وقال: ازيك يا موني
منى: الحمد لله، اقعد عشان علينا امتحان بكرة تاريخ
أخوها واسمه «علي» قال بصدمة: امتحان إيه وبكرة أول يوم رمضان، مش رايح
منى بتأفف: يعني يا بني عشان بكرة أول يوم في رمضان نقعد ولا نقضي اليوم نوم ولا لعب عالموبايل وأهو الوقت يضيع بدون فايدة وخلاص لغاية ما يجي وقت الفطار
احنا لازم نعبد ربنا على أكمل وجه، والحسنات بتتضاعف كمان فيه، يعني نصلي ونروح دروسنا واللي عنده شغل يروحه وكدا ونقرأ في القرآن ونقيم الليل، دا مايجيش غير مرة في السنة والشهر بيعدي بسرعة
علي: معك حق
علي يكون توأم منى وأيضًا شعبة أدبية، لكن غير ملتزم أوي في حكاية التعليم وأنه يذهب لدروسه، أو خلينا نقول غير ملتزم نهائيا بالتعليم أصلا
علي: ادعيلي أدخل طب بشري
منى بصدمة: أنت بتهزر ياض هتدخل طب بشري من أدبي إزاي؟
هتروح تمارس عليهم مادة التاريخ والجغرافيا وأنت بتعمل عملية لمريض فهتتبع الخريطة مثلا، ولا إزاي تستخدم السلاح
علي بصدمة: إيه دا يعني أدبي مفيهاش طب بشري؟
منى بسخرية: شوفت إزاي صدمة مش كدا؟ قوم ياض اتنيل دا أنت بتروح الامتحان مش عارف عليك مادة إيه بتروح تكتشفها في اللجنة
نظر لها علي بحزن مصطنع وقال: بكرة تقولي علي بقى حاجة تانية في المستقبل ووقتها مش هعترف إنك أختي عشان أنتِ جرحتيني
ومسح دمعة وهمية وطلع وقفل الباب وراءه، وهى تنظر عليه بصدمة وقالت لنفسها: اها فعلا بأفكارك دي هتبقى حاجة تانية خالص
حان وقت آذان العشاء والناس مبسوطة أنها ستصلي التراويح وتعود أجواء رمضان مرة أخرى فالناس مشتاقين لها دائمًا وينتظرونها بفارغ الصبر، فالشوراع مليئة بالزينة، والأنوار
وكان «علي» يقف مع الجيران يعلقون فانوس كبير وفوانيس صغيرة، ويوصلون شرائط الزينة بين بيوتهم والأنوار
كانت منى انتهت صلاة العشاء فاتصلت عليها نيرة وقالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حبيبتي
منى بابتسامة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نيرة بحماس: تعالي ننزل المسجد نصلي فيه التراويح
منى: تعالي نصليها في البيت عشان نلحق نذاكر لامتحان بكرة، ولو نزلنا النهاردة هنلاقي العيال هناك وهنقعد نرغي
نيرة: اها صح خلاص نخليها مرة تانية يلا أروح بقى أصليها في البيت
منى: ماشي يا حبيبتي سلام
وقفلت معها وبعدها يمر الوقت وأتى معاد السحور
كانت كل أسرة قاعدة متجمعة والبهجة على وجوههم ويتسحرون، والقلوب فرحانة بدخول رمضان عليهم الشهر المبارك الفضيل
والناس بعدها بدأت تقيم الليل لغاية الفجر وبعدها يصلوا ويناموا
“‏ها قد أتى رمضان:
الشهرُ الذي تظمأ فيه الحناجر وترتوي فيه القلوب، وتفرغُ فيه الأمعاء وتمتلىء فيه الأرواح، ويوهنُ فيه الجسد ويقوى فيه الإيمان، وتفترُ فيه الحركة وتشتدُّ فيه العقيدة!”
‏”الصوم يكسر الشهوة، ويقمَع الهوى، ويردع عن مقارفة السوء، فمَن لم يتَّقِ الله صائمًا فمتى؟! ومَن لم يحقِّق حكمةَ الصوم فلأيِّ شيءٍ جوَّع نفسَه؟!”
في اليوم التالي كانت منى رايحة امتحان مادة التاريخ وتحفظ في بعض التواريخ
فقالت بضيق: اها ياني كان مالي ومال حملة فريزر ولا
تلاجة دا، بس غريبة الفرنسين قعدوا في مصر تلات سنين وبنقفل في المادة دي، والإنجليز قعدوا سبعين سنة ولغاية دلوقتي مش عارفين نقول جملة صح أحسن بردوا مالها اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة
لكن فجأة لقت شخص أمامها فنظرت له بخوف وقالت: في إيه يا كابتن؟
هو: كنت عايز أطلب طلب
منى بعصبية: اها قول إنك جاي تطلب رقمي، وتقولي نتكلم بعد الفطار عشان احنا صايمين في النهار وتضيع مني الحسنات اللي جمعتهم في لحظة امشي يا عم من هنا
هو باستغراب: رقم إيه وكلام إيه؟ يا ستي أنا عايز أسأل عن مكان مستر التاريخ اللي هنا، ومش لاقي حد أسأله
وخدت بالي من كتاب التاريخ اللي ماسكاه فجيت أسألك أو أخد رقمه لو معك
منى بسخرية: يا سبحان الله، أنت صايم يا أخ؟
هو باستغراب: الحمد لله
منى: يعني مش بتكذب صح؟
هو: اها
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
منى: ماشي بص الأستاذ بتاع التاريخ في المبنى التاني اللي على إيدك الشمال دا، ولو كنت سألت أي حد من اللي قاعدين هناك دول كانوا هيقولولك
هو بضيق: يا ستي أنتِ هتفضلي تقطمي فيا، أستغفر الله العظيم
وتركها ومشي وهى مذهولة من كلامه فقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله
وكانت داخلة الدرس سمعت صوت نيرة، نظرت خلفها وجدت نيرة تمشي بسرعة لكي تلحقها
وقفت تنتظرها فقالت نيرة بتعب: يا بنتي أنتِ مركبة في رجلك عجل؟ مش عارفه ألحقك خالص أنا كنت شبه بجري
منى: طب مش ناديتي عليا ليه؟ ولا اتصلتي عليا طالما لسه ماروحتيش؟
نيرة: مش قادرة أنا بتكلم بالعافية، وكمان نشفتي ريقي أكتر ما هو نشف، وبعدين نسيت خالص كنت بذاكر والوقت فات يدوب صليت الضحى وجيت
منى بضحك: معلش، يلا ندخل زمان المستر وزع ورق الإمتحان
نيرة: ماشي يلا
دخلوا ونظر لهم المستر وقال: جايين متأخر ربع ساعة ليه؟
نيرة: معلش يا مستر احنا بردوا لسه أول يوم رمضان وصايمين ولسه قدامنا يومين تلاتة كدا لما نتعود عالجوع والعطش لمدة أطول
المستر بضيق: اللهم إني صايم
وأكمل من تحت أسنانه: ادخلي يا أبلة منك ليها
دخلوا فكان في كرسي بدون تربيزة وكرسي وأمامه تربيزة
فقعدت منى على الكرسي الذي أمامه تربيزة
فقالت نيرة بغيظ: إيه يا مستر اومال هسند على إيه؟
المستر: مش لازم تسندي المهم في حاجة تقعدي عليها واحمدي ربنا
نيرة: مش بعرف أكتب كدا يا مستر
نظر لمنى بعصبية وقال: قعديها مكانك يا منى
منى: لا يا مستر مش هعرف أقعد من غير تربيزة، يعني أنا مش قادرة أوطي أصل بعيد عنك عندي هشاشة في العظام
كل الطلبة هناك كانوا قاعدين ضحكوا على كلامها، فنظرت لهم بقرف وقالت للمستر: شايف يا مستر بيتريقوا عليا، يعني أعمل إيه إني مابشربش لبن عشان معدتي بتتعبني
المستر بزعيق: هدوء كل واحد في ورقته وقال: تعالي يا نيرة مكاني هنا ياكش نخلص، أنتم المجموعة الوحيدة اللي بتخرجوني عن شعوري الصراحة
ووقف يراقب عليهم، وكل واحد في ورقته
فقال: اوعوا حد يغش يا أولاد أنتم صايمين وهتضيعوا صيامكم لو غشيتوا، واحنا في شهر مبارك والحسنة بأضعافها والسيئة كمان
قالت نيرة: يا مستر الغش حرام أصلا إذا كان في أيام صيام أو غيرها
المستر: أكيد طبعا
حمودة قال: ليه يا مستر تصحي ضميرنا، ما أنت بردوا اللي بتعمل امتحان في رمضان، ولو مجبتش درجة كويسة أبويا هيعلقني على باب زويلة أو عند القلعة اللي كنت بتشرح فيها الحصة اللي فاتت بس مش فاكر اسمها
المستر: يعني خايف من أبوك ومش خايف من ربنا؟
حمودة باحراج: مش كدا يا مستر
المستر: ربنا أهم من أي حاجة، وإن محدش شاف غلطك من البشر فربنا شايفك وأنت بتعصيه وهو اللي بيحاسبنا وقادر على كل شيء يا حمودة
حمودة باحراج: فعلا يا مستر
لكن فجأة المستر لاحظ شيئًا والطلبة نظروا إليه
ياترى لاحظ إيه؟

 

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جيت يا رمضان)

اترك رد

error: Content is protected !!