روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت الخامس والعشرون

رواية سرداب غوانتام الجزء الخامس والعشرون

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة الخامسة والعشرون

“فرناس” : اين سيدكم
لم تتحدث افواهم وقبل ان يقم بتجربة نصله عليهم راى ظل خلفه تصدى لتلك الضربه قبل ان تكيل عليه لكنه دفعه ونزل بسيفه ليجرحه فى تكفه وينز.ف الد.ماء، تألم ونظر الى ذلك من يقف امامه انقض عليه بسرعه عاليه تصدى ” فرناس” إليه برغم قوته المهدوره، كان الاخر سريعا حركة خفيفه وقويه، ينز،ف جر.حه تاره ويدافع تاره لكن اطاح س.يفه ووقع أرضا بعيدا عنه نظر إليه بشده
انتفض جسده دفعة واحده، نظر بصدمه الى ذلك الس.يف الذى اخترق نصفه الأيسر لينظر الى تلك العلامه فهو يعرف صاحب ذلك السيف جيدا، مهارة التمويه يعرف مبدعها
رفع اعينه والألم يغزو عيناه ليرى اعين بارده تملاها الشر والبرود الجامح
جس على ركبتيه ليقترب الاخر منه بضع خطوات امامه
اخذ ” فرناس” نفسا مختنق هو ينظر اليه قال
: داغر
: اردت رؤيتى وها قد اتيت اليك
: كان انت
اقترب منه ليجس عند قدميه امامه قال
: لا تنظر لى بتلك النظره، انك من علمتنى المبارزه حتى اشتد ساعدى تفوقت عليك مثلما اردت… لقد ابعت رغبتك
رفع اعينه واكمل: وانهيت حياتك
: لماذا فعلت ذلك
: لتسأل نفسك
: اننى اسألها بالفعل
لم يجيب لكن وقف بشموخ ونظر لرجاله قال
: اقتلوه، لم يتبقى سوى بقايا أنفاس
التفت معطيا ظهره لهم اقترب الرجال بحنق وليخرجو حبلا غليا ويلتف حول عنق “فرناس” الذى امسكه باليد الاخرى قال بصوت خافت
: ابى انا اسف، سامكث وعدى.. للد وعظتتا ان أحيا
اشتدو عليه بقوه خانقين عنقه لكن فى لحظه برزت عضلات جسد قوه لتخرج مخالب من اصابعه ويتغير شكل هيأته وبضربه واحده فقع اعين الرجل ليصرخ صرخة مداويه والدماء تهطل على وجهه
التفت “داغر” إلى الصوت لم يجد ” فرناس” فى موضعه ليرى طيفا شديد السرعه بنتشل سيفا على الارض وبضربه واحده سقط جميع الرجال المتبقيه أرضا جثه هامده لا روح فيها
انصدم ونظر الى تلك الهيئه المريبه ليخرج سيفه فى حالة تأهب وما ان رفع الاخر اعينه ليرى وهيج اللون الأحمر وظهور اعين الشيطان الحاده، ارتعب من منظره الذى لم يشهده قبلا
: “فرناس”
فى لحظه واحده بسرعته الفائقه اصبح امامه انصدم ” داغر” وعاد للخلف وقبل ان يختل توازنه عاد لوضعيته ونزل بسيفه لكنه صداها بمهاره
“داغر” بدهشه : من تكون
كان هنالك رامى متخفى يرفع سهمه ويصوب عليه رأه “داغر” وساعده ليثبته لكن ما اطلق لم تصبه بل أوقفت السهم يده وكأنها امسكت بعوضه محلقه فى الهواء ليلتف برأسه ويرى الرامى الذى قشعر بدنه بزعر قال
: و..وحش
التفت فورا هاربا لكن اليد اطلقت السهم بقوه فائقه لتصيب جسده ويقع قتيلا، انصدم “داغر” ونظر الى من يقف امامه وتلك الأعين التى لم تكن اعين ” فرناس” البتا ولا هيأته
وحين عاد النظر اليه خاف قال
: من تكون
: انا من غدرت به، أنا الناتج عن خيانتك
نظر إلى انيابه الوحش ركله بقوه فى إصابته عند كتفه فابتعد عنه لتأهب ويمسك سيفه باعتدال قال
: بحق السماء من اى لعنة انت
انقض عليه ليصده صده قويه لكن يضغط عليه بقوه قال
: لماذا لا تمت… لماذا لا تمت بسرعه وتريحنى
اطاحه بضربه سيف قويه ليرتمى السيف بعيدا عنه وينصدم بشده وينظر الى يده العازله وحين كاد يركض لسيفه وجده يقف امامه حائلا بينهم
عاد ” فرناس” إلى هيأته الطبيعيه وكأن مشاعره الجامعه خارت امام أخاه، قال
: انتظرتك كثيرا، كان عندى امل فى عدم تصديق الفاعل وان الحدث غير مؤكد لكنى شاهدتك بالفعل وانت تقتلنى
نظر حوله قال : استعنت برجال ضغيفه، هل اصبحت فريسة سهله لك… انت محق فأنا شخص معزول فى مزرعه وليس ذلك الملك المحاط بمئة حارس حول جناحه فقط فى قصره يضج بالجنود الاقوياء…. لكنك اتيت معهم لتتاكد من مقتلى لانك تعرف انى لن اقتل على ايدى الضعفاء…. مثلك انت
غضب من سخريته وفى لحظه اخرج خنجره وانقض عليه لكن امسك فورا قبل ان يمسه
قال “داغر” : من تنعت بالضعيف، لقد اصبتك
: اصابه طفيفه وها انا أقف بكامل طاقتى أمامك… اصبتنى لكن لم تقت.لنى
غضب واوقع خنجره وبدله بيده الاخرى ليثقب عنقه لكنه صده بسيفه قبل ان يمسه قال
: تغيرت الأحداث وال الامر بى بمواجهتك، لم أعلم أنك سارى كل هذا الكره وانت تحاول قت.لى
: هل كنت تعرف؟!!
: انك مكشوف منذ البدايه رائحة الغدر تنبع منك بشده استطيع ان أشعر بها ان بعد… لكنى من كان لا يريد رؤية الحقيقه… والان بما اننا نتواجه الان دعنى اسالك….
نظر إليه قال : لماذا فعلت ذلك، لماذا انت
: اتريد حقا معرفة السبب، انه انت… انت السبب الرئيسي فى جعلى هكذا
تحولت كلتا تعينه ليردف
:انت فقط منذ أن كنت صغار وانت الاول فى قلب أبى، حتى فى وفاته لم يلقى اخر كلماته إلى اليك، وذلك لأنك جعلته لا يرى سواك، تلفت الأنظار دائما لتثير إعجابه بك الم يكن يكفى محبته التى تتلقاها بدلا مننننى
انهال عليه بالخنجر لكن الآخر صده واحتك النصل ببعضهم
“داغر” بضيق شديد: تمثل دور الاخ لكى ترضيه، تتقن دورك أمامه وتتحمل أخطاء ارتكبها أنا وتلفقها لذاتك فيحبك أبى أكثر ويرانى السيء المدلل وانت القائد، فى مبارزتنا وفوزك الظائم فى التدريب والرماه لتأخذ لقب ملك غوانتام، تتفوق علي دائما فى كل شيء وتعطنى نصائح حول أن أكون مثلك ولم ترى مقدار محاولتى ف التطور لكنك انت من كانت قدرتك فائقه وأثبت الان… انك لم تكن سوى شيطانا متنكر
ابتسم قال وهو يكمل: هذا ما يجعلك قوي ومميز، أما أنا فالطالما كنت مميز عنك.. أنا قائد الجيش، أنا الذى قلبت شعبك وحمايته من تلك الساحره التى تحميها بدلا منهم، برغم بغضي لهم.. بغضى لهم على تهليلهم فور تتويجك… يرونك متميز فى كل شيء، وشعو ثقتهم بك لحروبك بجانب أبى وسمعاهم عنك، كنت ابغضك حين ارى اخلاص الجيش والجميع وكأنهم على وشك عبادتك وتقديسك
اشتعل الكره فى أعينهم وظهر شيطانه الخفى القابع داخله قال
: بحثت عن اعدائك ليعاونونى على نفيك، لم اجد يد العون لاخلاصهم لك، كنت اريد فقط ابعادك من طريقى إلا أن أصبحت طغينتى هى قتلك لانك يحال أن تترك نفوس هذه الشعب، لذلك أردت أن امحيك للأبد.. ازداد كرهى لحد قتلك لا اريد أن تكون موجودا على تلك الأرض، اريد أن يكون هنالك واحد منا فقط وهو أنا… انا الأمير والملك… حتى وجهك الحسن ودت انتزاعه منك لشدة حب النساء لك أن يعدون وجهك ويتمنون رؤيتك، العذارى والنساء لا يهتمون حتى بازواجهم فى حضورك…. لما لست انا؟!! هل نحن اخوان حتى لتكن هذه الفوارق كبيره
كان يتطلع فى أخيه بصدمه من كلامه والحقد الشنيع الذى يملأه
“داغر” : سالتني لما تأخرت فى تنفيذ مسعاي، لقد كنت انتظر المساعده وقد جائت الي وجعلت ما لم استطع فعله، لقد افنتك فى لحظه
علم مقصده وهى “لينا”
داغر” : جعلت العرش خالى، الملك مطارد معزول كالمجرم والشعب يسعى للاقتصاص منه، ويل الأقدار التى ارتمت فى حظى.. أود أن اشكرها كثيرا لكن أن رأيها فسينتهى الأمر بقتلها ولن تستطيع الهرب مثل المره الفائته
:انت من لاحقتها
: هل أخبرتك، لحظه.. هل عادت
: ماذا فعلت بهم، اين “صفيه”
لم يجيب عليه ونظر إلى المنزل قال
: اخبرنى اين “لينا” أولا، هل هي بالداخل
: اياك والمساس بها
: ساجعلها تلحق بك فلا اريد حرمانك منها، مزال لدى ذرة حب تجاهك ولا اريد أن تكون بمفردك، لكن هل اسالك سؤال قبل أن اجهز عليك
اقترب ونظر فى عينه قال
: كيف سمحت لها أن تفعل بك ذلك، لقد دمرتك فى يوم وليله وقلبت الجميع ضدك لتجعلك هنا، كيف ضحيت بكل ذلك من أجلها…. هل هذا هو الحب الحقيقى الذى قرأنا عنه، كذبت على شعبك وكانت أول مره اراك تكذب فيها لكنى أنا من تفشي بكذبك وافضحت أمرها لهم حين عادت ورايتكم معا فى اسطبل الخيول
غضب كثيرا من الحقيقه وأنه السبب فيما حدث
“داغر” : كان يجب قتلكم ذلك اليوم لكن جنودك كانو بندقا لك وحموك إلا أن خرجتما، كان هنالك الكثير من يساندونك فاكملت فى تلك المسرحيه السخيفه إلى أن عزلتك وجعلتنى لسانا لك كما تظن انت، لكنى لم افعل سوي بقلبهم عليك اكثر حتى جيشك تملكت منهم وراكوك خائنا، لم يعد هنالك احد بجانبك لذلك انت ميت لا محاله… استسلم لأنك لن تعيش أكثر من ذلك
: هذا ما تريد انت ولن يحدث
رحله فى قدمه تفادها سريعا وقفز لينحره فى ظهره لكنه صد خنجره الغادر من الخلف
“فرناس” : لماذا لم تهرب حينما كشفت لك عن وجهى
: أما لست جبانا، ساقتلك وان كنت ابليس ذاته
: طغينتك قويه يا “داغر”، قويه لدرجة أنها تذكرني بى وانا أصر على حمايتك فداء روحى
لم يتزحزح “داغر” من كلامه وانهالت على قدمه لكن ركله الآخر بقوه ونزل بلكمة على وجهه فترنح ونزف الدماء من وجهه وكاد أن يقع لكن استند على ركبتيه بتألم، رفع وجهه إليه
“فرناس” : تعلم انى قوي ولن تقدر علي بمفردك لكن حبى خيل لك بانى سأكون ضعيفا وانت تقتل.نى
: لا توجد مشاعر بيننا
: بل كانت وانت محيتها
: لم ولن تككككون
قالها بغضب اردف بحنق : لطالما كانت امى محقه، اننى لست سوي غبي تابع ولن ارقى ما دمت انت موجود، محبتى لك ليست سوى جبن، إن أردت الملك علي ان اقتل ام اُقتَل
“فرناس” بنبره هادئه قويه : أنه كلام “جيرنال” إذا، الذى حاولت اغتيالى من قبل
: بسببك لما كان أبى سجنهاااا، لولا تدخلك لما نفيت بعيدا عنى
: لولا تدخلى لكانت قتلت
نظر إليه من ما قاله، “فرناس”
: لقد كان الحكم الإعدام، أنا من اقترحت النفي بعيدا وهى لم تفكر حتى بك بل استنجدت بى
: كاذب، انك كاذب
: لم اريد أن أكون سببا فى قتل ام اخي فيكن لى البغض فى المستقبل، أردت عدم وضع اى عاقبه تجعلنا أعداء…. أعداء مثل الآن
تقدم منه اعتدل الآخر سريعا ومد يده ليلتقط سلاحه
: غبي
توقف ونظر إلى قوله ذلك، “فرناس”
: أسبابك لم تجعلنى اراك سوى غير ومثير للشفقه
قال بضيق: انك من تحتاج إلى الشققه ولست أنا
: الشفقه… من مَن؟! منك!!
: اتستهين بى بجرحك الذى يعلو قلبك
تبدلت ملامحه الجديه ونظر إليه انحنى لينظر فى أعينه بغضب وسخريه ليقول
: اذهب
نظر له “داغر” من ما قاله، ليكمل بجديه
: غادر ولا ترينى وجهك ثانيا
اعتدل فى وقفته وابتعد عنه ليتركه ويعطيه ظهره مبتعدا عنه والآخر يبحلق به بشده ليشعر بالغضب من الاستهزاء به ليمسك الخنجر وبخطوات سريعه ومهارات تمويهه مخاظعه انقض نحوه
استمع “فرناس” إلى الصوت القادم التفت لم يجد ليجد من خلفه وقبل أن يطعن امسك بيده واطاح به فى الحائط وأمسك به من عنقه ونصل السيف مهددا به
جسد متصلب من الرعب والصدمه من موضعه تحت يده
نظر إلى اعينه قال : لماذا توقفت
“فرناس” : الم اقل لك لا ترينى وجهك، لماذا لا تغااادر
: أنا لست جبانا، اقتلنى هيا
: لا أود قتلك ايها الاحمق، أنا لست مثلك ولن اكون كذلك
صمت الآخر من كلماته ليردف
: أرأيت اختلافنا الحقيقى.. لكن أن تعرضت لى ولاحد من احبابى سانسى ذلك الوعد الذى قطعته إليه
: وعد؟!
: ليكن بمعلوماتك فى ذلك اليوم الذى مات فيه ابى وكنت أنا أكثر من يمكث معه، لقد كان يوصينى بك… لو كان يعلم ما سيحدث لاوصاك انت بى
: لا تحاول اللعببب بىىى
: غادر فورا والا قتلتك
قالها بجديه وشر ليتركه أرضا ويقع خنجره الذى أراد قتله به، ذهب بعيدا عنه وتذكر والده الذى كان يخشى من قدرته، لقد نكث وعده حول الموت كبشري، لقد فعل ذلك كي لا يمكث بوعده معها ويمت
“أوصيك باخيك يا فرناس، لا تكن عدوا لك ولا تؤذيه بقدراتك لتجعلها مخفيه دائما”
كان يمشي بضعف ليجلس أمام درجات المنزل وضع يده عند إصابته الذى لم كانت إصابة قلبه لما كان حيا
مزق ملابسه فورا ليكتم دمائه التى تتسلل وتضعفه أكثر فأكثر
استند بظهره وحاول أن يكون يقظا ليسمع صوت انحنى فورا ليصيب سهم الباب ولولا انحنائه لاصاب رأسه
أطلقوا عليه فاختبأ خلف الشجره وضاقت اعينه من هؤلاء الذى كان يدرك أنهن خطة “داغر” البديله أن تأخر فى مسعاه فيتدخلون
لم يكن بحالة جيده لمقاتلتهم، ركضو بسيوفهم تجاهه تنهد واعتدل بسيفه ليواجهم كمحارب لا يهمد فى ارض المعركه
امال عليه رجل من خلف شق عنق ليرتمى أرضا، انهال عليه الآخر بسيفه ليصده بقوه وهو يمسك كتفه الجريح
: توقفو
كان الصوت اتي من خلفهم صاحبه “داغر” لكنهم لم يستمعو اليه وانهالوا بضربات على “فرناس” بغضب وشر فى مواجهة حاسمه لقتله، ليصيبه رامى بضربه فى قدمه ليقع بتألم ويرى سيف يعلو لينزل على رقبته لكن “داغر” كان حائلا بينهم ليكيل بخنجره فى قلبه وقال بحده
: قلت توقفووو
نظر له الرجل بشده وهو يغرز خنجره فى قلبه ويضغط بقوه، جه رجل من الخلف تصدى له وركله بقوه وانتشيل سيف من القتيل وضربه به، تحولت المعركه إلى انتزعا بين الحلفاء
انتهز “فرناس” تلك الفرصه وحاول أن يقل على قدمه وجر الآخره ليبتعد قليلا، وقع بجانب السور الخارجي
تنهد وصدره يعلو ويهبط وحبيته يتعرق ألما، استند مريحا ظهره وكأنه يناجى ربه.. لا يريد الموت، لقد وعدها أن يغادر معها
تلاشت رؤياه رويدا رويدا
:”فرنااااس”
سمع ذلك الصوت وكانما يبحث عنه إلى أن رآه واقترب من سريعا ليجلس عنده ويمسك كتفه قال
: لا تمت، هل تسمعني
لم تكن الرؤيه واضحه لكنه يغيب
امسك بالسهم وانتزعه منه بقوه لينتفض جسده وتتسع أعينه بألم وينظر إليه بشده ليمسك قال
: ساخبرك بمكانها، أنها حيه.. لم تقتل
نظر “فرناس” إليه ومن ما يفعله فهل هذا هو حقا هل يساعده ام يقتله
: لا تمت يا اخى
تغافلت أعين “فرناس” لتهمد روحه باستسلام
[٨/‏٦, ١١:٠٢ م] ✨: على أرض مصر فى إحدى المنازل البسيطه فى مدينة القاهره تجلس “هاجر” فى غرفة الضيوف مع ضيفتها التى كانت تدعى “ورد” وهى زوجة اخو “غسان” الذى يكون زوجها
تتبادلان الأحاديث لتنظر “ورد” إلى غرفة مقفله قالت
: هي “لينا” ميتخرجش من اوضتها
: نا زهقت منها والله يا ورد، البت دى متعبانى
: معلش انتى عارفه “لينا” من زمان وخى قرده، نا ابنى كان مع “حسام” اول امبارح و”لينا” اتصلت بيه قالت إنها رجعت والصوت كان عالى وهو سمع، هي كانت مسافره ولا حاجه؟!
تنهد داخلها “الصوت هو الى عالى”
قالت “هاجر” : لا كانت فى مشوار وبطمن اخوها اننى عارفه “حسام” بالنسبالها إيه
اومات قالت : آه انا قولت كده بردو، بس عشان مختفيه حطيت احتمال تكون مسافره
: لا ده “لينا” بتختفى فى اوضتها كده مع كتبها، بس هى غريبه شويه الفتره دى الله اعلم فى دماغها اى
: ربنا معاها
فى الغرفه الموصده جيدا لتمنع دخول احدا عليها ويمنع خلوتها، كانت تجلس على مكتبها اعينها تثقب تلك الشاشه الاكترونيه الخاصه بجهاز الكمبيوتر المحمول مصوره الكتاب وتداوله بحثا عبير موقع جوجل لعله يعلم اى معلومات عنه او هنالك احد وقع فى يده قبلا لكن لم هنالك اي اجابه تشير لذلك
تحرك مقبض الباب قالت ” هاجر” من ورائه
: انتى قافل الباب بالمفتاح
: اههه
قالتها بصوت مرتفع، قالت : خدى الطرد ده جالك
: حطيه مع التانين، مش عايزه حد يقاطعننى
فتح باب المنزل ودخل “حسام” رأى خالته سلم عليها وعاد الى والدته الواقعه عند باب غرفة شقيقته قال
: مرات عمى جت امتى
: العصر
وقعت اعينه على ركن يقبع فيه طرود ومذكرات صغيره مع رسومات وهنالك باقة زهور رقيقه ايضا قال
: معجبينها كترو، بيبعتو حاجات وميعرفوش الكاتب جنسه اى اصلا
: اى الى فى ايدك ده
: ده جرنال قديم “لينا” كانت عايزاه
: ورينى
فتح الباب اخيرا وظهرت منه لتأخذ من ايدها قالت : ادخل
نظرت لهما ” هاجر” قالت : بقالى ساعه بقولك اخرجى ولما يجي تورينا وشك
: عن اذنك يماما بس نا مشغوله اوى
دخلت تبعتها والدتها قالت : مشغوله فى ايه، متعرفينى
مرديتش وفتحت الجريده لتنظر ما بها وهنالك ما استغربته لكن نتشتها امها قالت
: لما اكلمك تردى عليا
: هاتى يماما ارجوكى
: أنا قولتلك ردى عليا يبقا ردى عليا، فى ايه.. مش على بعضك من ساعة مرجعتى، غيبتى يومين تانى ورجعتيهم ولا كأنى…
: ماما هاتتتي بعد اذنك مفيذ وقت
: وقت على ايه
مسكت لينا الجريده نزلتها منها ” هاجر” فتمزقت لنصفين انصدمو جميعا ونظرت ” لينا” إلى والدتها التى قالت
: أنا مكنتش اقصد
نتشت من القطعه الاخرى وأخذت هاتفها وذهبت نظرو إليها وتضايق ” حسام” قال
: لينا استنى راحه فين
لم ترد عليه وخرجت من المنزل بأكمله وردت الباب خلفها، جائت “هاجر” قال
: كل ده عشان جرنال
: انتى متعرفيش الجمال ده بحثت عنه ازاى ولا مهم للينا قد اى
خرج هو الاخر لتنظر إليها والدته ولم تنمع ليلحق بابنتها
سارت ” لينا” عبر الطريق لترى مقعد الحافله، جلست عليه وكانت اعينها دامعه أتى “حسام” فور رؤيتها، جلس بجانبها قال
: انا مش مصدق انك هتعيطى عشان سبب زى ده، مش اول خناقه بينك وبين ماما
: لسا موصلتش لحاجه، بقالى يومين راجعه ولسا موصلتش لأي حاجه
نظر إليها جمعت قبضتها قالت : لسا زى منا فى مكانى ومحققتش حاجه تساعده، فى اليومين دول عدى كام عنده.. هو عايش زلا ميت
: اهدى يا لينا
: الوقت بيداهمنى يا حسام، لازم الاقى حل بسرعه لازم اعرف الفجوه الى بتبعتنى هناك وسرها اى
: أنا لقيتلك المكتبه وطلعت اثريه فعلا
امسك الجريده من يدها ليهم بفردها على الارض واخذ الاحرى والصقهم لترى صورة فى التسعينات فى العراق تم التقاطها من الصحفيين
” حسام” بتوضيح : اقرى كويس يا لينا، مكتوب هنا (تم اعادة عرض جديد لمكتبة العوالم وقد شملت جمع القراء من جميل دول العربيه لمشهد ختاما للأدب من جديد)
“لينا” باستغراب قائله : مش فاهمه بس الافتتاح كان من ١٥سنه؟!!
: ركزى فى أهم من كده، مكتوب (اعاده، من جديد) ده ملفتش نظرك لحاجه
نظرت له ليقول بتأكيد : ان دى مشاول مره ليهم، بل هما متعاهدين ومعروفين بسبب فتوحاتهم الى باين انها اقدم منى ومنك من قبل ما نتولد وحتى فى التسعينات كان ليهم سوابق وكأن عهد تاريخهم طويل
: نا قيلالك انها مكتبه عامليه وده إلى خلانى اروحها
: بتفتح كل ١٥ سنه
: عايز تقول ان للمكتبه سر ورا العالم الى بروحه
: اسمها العوالم يا “لينا” هل الاسم مش غريب لحكايتك وحكاية “رزان” قبلك، أنا حاولت اخد اى رقم من طقم عملهم او اتواصل مع اى حد بس موصلتش لحاجه وسمعت ان التواصل معاهم صعب بل يكاد يكون مستحيل لانهم مشغولين فى تجولتهم الشهيره زى ما بيقولو ومش هيفضو يردو على حد
ظلت تنظر إلى الصوره وتذكرت وهى داخل المكتبه التى ابتعلتها لارض العجائب تلك قالت
: هل كانت الفجوه والانتقال الزمنى عبر الكتاب ام عبر المكان نفسه
نظر لها من لغتها الغريبه قال : بتقولى اى
امسكت راسها فى مجاوله لتجميع شتت أفكارها لتقع اعينها على ساعة جدتها القديمه التى ترتديها دوما فتذكرت كلام امها
“الصندوق ده بقا حاجه مهمه ليكى، انتى بس الى هتعرفي الى فيه لانك الى محتاجه، روحيله اول ما تلاقى نفسك تايهه”
” كل ما هو غريب عنوانه الصندوق”
تذكرت ذلك الاخرى الذى اخرجته والدتها وكانما كنز مدفون يقبع أسفل خزانتها
ردتت بين شفاها : كل ما هو غريب عنوانه الصندوق
لم ياتى فى اذنيها سوى جملة شعب غوانتام لها
“مرحبا أيتها الغريبه من أين بلاد انت”
“ابتعدت ع النهر أيتها الغريبه”
“أيتها الغريبه انحنى فور رؤيتك لملكنا والا قطعت راسك”
“الغريبه”
وقفت فورا وذهبت نظر إليها قال
: راحه فين
: راجعه البيت
: ليييه
: إجابات اسألتى كلها فييييه
أكملت ركضها وهو تعجب منها كثيرا فلم يعد يفهم ما يدور فى عقلها البتا
وصلت إلى منزلها وركضت عبر الادراج السلالم ترن الجرس فى استعجال فتح الباب اخيرا وكانت والدتها قالت بدون مقدمات
: مفتاح الشقه تحت
: عايزاه لى
:بسرعه يماما
: ماشي براحه فى اى
انتشلته فورا قبل حتى ان تعرفها بالمفتاح الخاص بلاسفل، ركضت هى بلهفه وفور ان وصلت جربت جميع المفاتيح الى ان فلح احدهم وفتح الباب
دخلت الى احد الغرف التى وضعت بها الصندوق فلقد خشيت وضعه فى غرفتها لذلك وضعته هنا، ظنت لا حاجه له لكن الآن
اخرجته من اسفل الكرسي فلقد حان وقت معرفة الأسرار المخبأه بداخله.. معرفة ما تعلمه جدتها ولا يعلمه الأخرون
نظرت الى الصندوق بتمعن انه لا يوجد به اى ثقب ولا قديم ليعيش طوال هذه السنوات، لكن كيف يفتح
تمعنت النظر بيه باحثه عن كيفيه فتحه، رأت عصا حديد فى ركن الغرفه، اخذتها وحاولت دكها فى نصفه لتكسره لكن لم تستطع بل اطاحت العصا فى ووجهها ووقعت
تالمت وامسكت انفها عادت الى موضعها بقربه وجربت إدخال المفاتيح التى تمتلكها لعل مفتاح الصندوق بينهم لكن لم يفلح أيضا
ضايقت أعينها قالت: افتح ارجوك…نا معنديش وقت للمحاوله
جلست بضيق ونظرت إليه فهى تخشي تدميره فيتدمر ما بالداخل
: مافيش فايده لازم يكون فى إجهاد وخلاص
دفعته بيدها لكن انتشل زراعها فجأه مع الصندوق، نظرت بشده لتشد يدها ملتصقه بالصندوق لكن لوهله نظرت ودققت، لم تكن يدها بل كانت الساعه
اعتدلت بصدمه تعتار وجهها وسحبت يداها بقوه رأت العقرب اصبع مقدر الشكل
نظرت الى صندوق لتجد فى منتصفه برز نتوئات توافق تجويف ساعتها القديمه
خلعتها من يدها واقتربت بها منه لتجدها دخلت من بين الثقوب وتطابقت معه، دقات قلبها تعالت وادارت الساعه وكأنها تحرك خزنه سريه لتسمع صوت معلنا فتح الصندوق
انتشلت ساعتها من وجدته سيقفل لتعود بوضعها فورا، الساعه اذا هى مفتاح الصندوق.. لم تكن ساعه وانما مفتاح توقيت، ان ابتعدت عن الصندوق يبقا مقفله وان التصقت به فتح على مجرى اتساعه
اخذت نفسا عميقا وفتحته لكن لم يكن هنالك شيئا مثيرا، كان هنالك دفتر قديم الشكل
امسكت به فى اندهاش من شكله وورقه الثقيل فتحت أوراقه لتتفجأ ان لم يكتب بقلم بل ريشه وتعلم خطها جيدا فى الكتابه لأنها رأته فى غوانتام
ألقت نظره ما فى داخل المذكره وما دونته جدتها لتكن اول جملة هي
“دروب العوالم”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *