روايات

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث 3 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال الفصل الثالث 3 بقلم زينب سمير توفيق

رواية لا تثقي بالرجال البارت الثالث

رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث

لا تثقي بالرجال
لا تثقي بالرجال

رواية لا تثقي بالرجال الحلقة الثالثة

الساعة وصلت عشرة الصبح، أتفتح الباب ببطء، دخل كاران بخطوات هادية، زرارين من قميصه مفتوحين، مشمر درعاته وماسك جاكت بدلته بإهمال، باين عليه التعب.. فيه حاجة مش مفهومة
رفع عيونه لما وصل لبهـو البيت، لما سمع دوشـة، كاميليا والأولاد
بلع ريقه لما وقعت عيونه عليها، قربت منه و- كاران الطيارة ضاعت علينا، برن عليك مبتردش.. أية اللي حصل؟
فضل باصصلها بس.. مبيتكلمش
كملت- كلمهم يشوفولنا حجز جديد.. كاران؟
نادته لما مردش.. بصلها تاني للحظة قبل ما يتحرك من قدامها ويطلع من غير ما يرد، ولا يهتم بسيف اللي ناداه وكارميل اللي رفعت إيدها طالبة تحضنه زي ما معودها
بصت كاميليا لضهره وهو بيطلع بحاجب معقود بعدم فهم
شاورت لسيف و- خلي بالك من كارميل ياسيف لحد ما أشوف بابا
– مش هنسافر؟
هزت كتفها بجهل مبقيتش عارفة
طلعت لأوضتهم، لقيت كاران قاعد على طرف السرير باصص للأرض محني بضهره، ساند بدرعاته على رجله وبكفوف إيده ماسك راسه..
رجل منهزم.. خاسر.. فاشل، خاين؟
قربت منه، قعدت على الأرض قدامه ومـدت إيدها تربت على كتفه- كاران..
أنتفض من لمستها وبَعد عنها، نطق بصوت مخنوق- متلمسنيش، متقربيش
– في أية؟ مالك.. والسفر..
قاطعها وهو بيقوم- مفيش سفر، أتلغى
– يعني اية أتلغى ولية فجأة كدا.. كاران
نادت لما تجاهلها ودخل الحمام لكنها ملقيتش رد
مفهمتش مالها حالته بس.. يمكن مشكلة في الشغل ومحتاج يكون لوحده
كعادته..
هيروق ويرجعلها لوحده
نزلت تاني للأولاد وسابته، في الحمام واقف ساند براسه على حيطة والماية نازلة عليه، ضامم كف إيده بغضب وعنف، هو مش مستوعب
ضرب الحيطة مرتين تلاتة بقوة وهو بيردد بدموع- غبي.. غبي، أزاي تعمل فيها كدا..
*****
نزل بعد شوية لابس سـوت بيتي نبيتي حاطط إيديه في جيوبه وباصص في الأرض، لقى كاميليا لمت الشنط وظبطت الدنيا كإنها اتقبلت فكرة عدم سفرهم
قاعدة مع الأولاد وساكتة
قرب قعد بعيد عنهم، بيبصلهم من بعيد بس وهـي بتأكل كارميلا اللي لما انتبهت ليه، لأول مرة تسيب الأكل وتبصله بلهفة وتمد إيدها ليه عايزاه يقرب
بصلها وبص لكاميليا اللي شايلاها بحيرة.. تردد
حاسس إنه مش من حقه يكون هنا..
– كاران كارميل عايزاك مش هتاخدها؟
وقف وقرب منها ميل ياخدها فلمس إيد كاميليا بالغلط أنتفض بعيد عنها
أستغربت رد فعله، كله غريب إنهاردة لكنها سابتله كارميلا، خدها يحضنها جامد يخفي وشـه فيها وبهمس مخنوق.. مش مسموع- أنا أسف يابابا.. أسف
رفعت إيدها تلمس وشـه بإستكشاف وهـي بتبتسم
– يـلا الغدا جاهز
قعدوا كلهم على السفرة، صوت سيف صاخب وكاميليا بتأكله هو وكارميلا، بصت لقيت كاران بيلعب في طبقه بالمعلقة بشرود
نادته- كاران.. كاران
بصلها و- نعم
– أنت مش طبيعي إنهاردة ياكاران.. فـي أية؟ حصل أية بعد ما روحنا
بعصبية وهو بيقوم- محصلش حاجة ياكامي، واحد وتعبان وعايز يفصل شوية فيها حاجة دي!
– لا مفيهاش بس لو في مشكلة عرفني، لو تعبان قولي مالك، أنا كاميليا.. مراتك اللي حضنها بيكون أول ملجأ ليك.. أنت نسيت؟
– منسيتش.. بس مش المرة دي
قال أخر كلمة بخفوت مسمعتوش ومشـى.
كإنه بيهرب من قدامها، من نفسه، من جريمته والآذى اللي سببه ليه وهيسببه ليهم
يوم كامل كاران قضاه معاهم في البيت، للمرة الأولى من سنين يبقى معاهم ومش معاهم، بعيد عنهم.. منعزل
وكاميليا مش فاهمة في أية.
تاني يوم، إتصلت بلينا، رنـة في التانية من غير رد، لسة هتتصل بشارف أفتكرت إنها قاعدة في بيت أهلها
كلمت مامتها و- أزي حضرتك ياطنط.. تمام الحمدلله، لا كنت هسألك عن لينا عارفة إنها عندك وبحاول أكلمها ومبتردش.. مالها؟ بجد؟ أية اللي دخلها الحالة دي بس.. طيب أنا هحاول أجيلها في أقرب فرصة
ومعلش لو حست إنها أحسن خليها ترد عليا.. سلام
قفلت معاها وهي بتتنهد في اللحظة اللي الباب أتفتح فيه ودخل كاران
– كاران كويس إنك جيت بدري، كنت لسة هرن عليك
سـاب مفاتيحه على تربيزة جنب الباب و- لية في حاجة؟
لتاني يوم! كاران يدخل من برة ويعديها من غير ما يحضنها ويسلم؟
تاني يوم عيونه بتهرب من عيونها، مش قادر يبصلها
– عايزاك تقعد مع الأولاد، هروح للينا
نطق بكلمة وحدة.. بنبرة عرفاها.. – لا
يبقى لا
– بس..
لسة هتهاتي رغم إنها عارفة أن مفيش فرصة، هي عارفة لما يبقى أحيانًا قافل دماغه، حتى لو الطلب بسيط زي دلوقتي
يبقى مفيش أمل
– قولت لا ياكامي، أنا تعبانة ومش هقدر أقعد معاهم
قالت بإحتجاج- هخادهم معايا
– برضوا لا
قالها وهو بيديها ضهره ويطلع السلم.. دخل أوضته وصلتله رسالة
‘ أحنا لازم نتكلم ياكاران ‘
بص للرسالة كتير قبل ما يسيبها من غير رد، دخلت كاميليا فقفل الفون وسابه ودخل الحمام
المرة الكام اللي يستحمى فيها من أمبارح؟
قالت بدهشـة لما طلع- كاران دي سادس مرة تستحمى من أمبارح، مالك؟
رد بقرف وإشمئزاز- مش طايق نفسي.. قرفان
بصتله بحيرة، هما فين والصيف فين!
راح للسرير فسألت- هتنام؟ أجبلك كارميل وسيف مشفتهمش لما جيت
– هشوفهم بكرة.. تصبحي على خير
أداها ضهره وغطى نفسه حتى وشـه ونام،
يومين بنفس الحالة، بيهرب منها، مش طايق حاله ولا حد
إتنهدت وهـي بترد على الفون- أيوة ياشارف.. هـي مبتردش عليك أنت كمان؟ لا معرفش والله، طيب أنا هروحلها، كدا كدا كنت ناوية أروح
قفلت وطلعت تجهز، مش هتستنى تاخد إذنه، من أمتى كاران بيرفض طلب لكامي.. بيرفض تروح للينا
وقتها يمكن موده منعه، طلع حرته فيها،
*****
– لينا..
كانت قاعدة مع مامة لينا لحد ما تنزل، وقفت أول ما لمحتها، قربت لينا بخطوات بطيئة، سلمت عليها وقعدوا قدام بعض، نظرات لينا متهربة.. حاسة بالذنب.. بتأنيب الضمير
– مبترديش عليا لية ولا على شارف يابنتي قلقتينا عليكِ
– كنت تعبانة شوية
– ألف سلامة عليكِ، يابنتي بصيلي عينك بتلف في كل حتة لية كدا..
وقفت من مكانها و- كامي معلش أنا تعبانة هطلع أرتاح فوق
سابتها ومشيت وكاميليا بتبصلها بدهشـة
قالت والدتها بإحراج- سوري ياكاميليا بس لينا زي ما قولتلك حالتها مش طبيعية، من ساعة ما جت من تلت أيام بعد الحفلة وهـي كدا، متشوفيهاش أول يوم كانت منهاردة أزاي وبتعيط
– لية كدا فجأة دي كانت كويسة خالص
– أنتي عارفة لما تجيلها الحالة وتسـوء حالتها فجأة
– كانت بطلت الكلام دا من زمان.. كانت بقيت كويسة
– علشان كدا بقول أكيد حصلت حاجة مش عارفينها هـي السبب، حاحة فوق إحتمالها.. وهـي السبب
كاميليا بحيرة- حاجة زي أية يعني؟ شارف لما كلمته كان طبيعي ميبنش إنهم أتخانقوا ولا حاجة ومحصلتش حاجة في الحفلة غريبة.. هـي رجعت أمتى؟ يمكن مشيت بعدينا وحصلت حاجة أنا معرفهاش
– على أربعة الفجر
– متأخر أوي.. أنا مشيت على وحدة ونص أتنين كدا، يمكن حصل حاجة بينها وبين شارف وهو مقاليش لما كلمته
والدة لينا- لا هو ودعها هو وعلي بعدكم بشوية قالي ومحصلش حاجة..
مش عارفة بقى، عمومًا لما تبقى كويسة هتعرفنا أكيد
وقفت كاميليا و- طيب ياطنط أبقى طمنيني عليها
*****
كرر بإستنكار- كنتِ فين؟
– عند لينا
– أنا مش قولتلك لا لما سألتيني وبعدين خرجتي من غير ما تعرفيني لية
– لأني مش لاقية سبب للرفض، أول يوم قولت مودك كان مش مظبوط وعديتها، لكن هـي مكانتش كويسة وكان لازم أشوفها
– متطلعيش من غير إذني تاني ياكاميليا، متتحركيش حتى من غير ما أكون عارف، مش معنى إني مش فايق اليومين دول إنك تستغلي دا
– استغله في أية أنت بتقول أية بقولك كنت عند لينا
– خلاص لينا.. لينا.. لينا مفيش سيرة غيرها، عرفت إنك كنتِ عندها متكرريهاش بقى
– كاران.. لأخر مرة بسألك في أية؟ حصل أية يوم الحفلة الفندق بعد ما مشيت، أنت مش على بعضك لية ولينا.. من يومها وهي كمان مش بخير، ومروحتش معانا..
كاران..
– يعني هيكون في أية وأنا مالي ومال لينا..
قولتلك مشكلة في الشغل ومعصباني، لما تتصلح كله هيتصلح
– مشكلة أية وهتصلحها أزاي، عرفني يمكن أساعدك
‘ انتِ الوحيدة اللي مينفعش تعرفيها ‘
قالها في سـره وهو بيبصلها، قبل ما يهز راسه بتأكيد
كاميليا مينفعش تعرف
دا الحل الوحيد،
والأخير..
فات يومين كمان، من ساعة ما أخد القرار وهو بقى أحسن، رجع زي الأول، رجع كاران
حضنته كاميليا وهو حط وشـه في كتفها يتنهد بتعب، كان مشتاق، كان ضايع
هنا مرسـاه
– بحبك، أعرفي إني لا عمري حبيت ولا هحب غيرك، عمري ما أتمنيت أكون مع غيرك، ولا فكرت في غيرك،
أنتِ أول وأخر بنت حبيتها، السـت اللي سعيد إني ملكتها وإتجوزتها..
كلام حب.. متعودة عليه، بس غريب، يوتر.. يقلق
مش مطمناله، مش مجرد كلام.. كإنه رسالة
هي قلقانة!!
بعت رسالة وقفل وهو بيبص قدامه بإصرار
محتواها ‘ هنتقابل، لازم نقفل الصفحة دي، شوفي أمتى يناسبك وكلميني.. يا لينا ‘
*****
كان قاعد بيلعب مع سيف وكارميلا مقعدها على رجله، قربت كاميليا ومعاها تسالي وفاكهة، حطتها على ترابيزة قدامهم وقعدت جنبهم، سندت على كتف كاران اللي قشعر كعادته مؤخرًا لما لمسته وهـي بتبص ليهم بحب
قبل ما يبصلها كاران و- قررتي هتنزلي الشغل أمتى؟ شوفي أنهي فرع عايزة تنزليه وقوليلي أكلم المسئول هناك..
لو حابة.. تقدري تطلعي من مجموعة وادي وتشتغلي في أي مكان تاني، تستقلي بنفسك لو عايزة
انتفضت من مكانها تبعد عنه تبصله بدهشـة، دي فكرة كانت بالنسباله مستحيلة، تروح وتيجي في ملكه.. وبأمره
دا عرض خيالي.. متوقعتوش
بس مقابل أية؟
أية اللي عملته أو حصل خلى كاران ياخد قرار زي دا
فجأة..!!
زادت حيرتها..
– متأكد؟ أنت سامع بتقول أية؟
بص قدامه وهو بيهز راسه بآه، وبيهز رجله..
هيعتبره تعويض عن جريمته الصغيرة، جريمة متعرفش عنها حاجة
لكنه محتاج يعوضها، يكفر عنها
– اه متأكد.. المهم تكوني مبسوطة
قالها وهو بيمد إيده بتردد يمسك خدها ويمسـده بحنان وعيونه بتبص لملامحها بحب، دمعت عيونه لما طالت نظراته، مسح على شفايفه بلسـانه قبل ما يقوم مرة وحدة و- هطلع بـرة شوية، محتاجة حاجة؟
نفت براسها قال سيف- خدني معاك يابابي بليز
– تعالى
خده وخرجوا سـوا، وهـي اخدت كارميلا اللي كان حطها على الكنبة جنبه في نص كلامهم وطلعت تنيمها
– عامل أية ياكاران من ورايا ومخبيه؟
قالتها بحيرة.. عرفاه.. حفظاه
مبيتنازلش إلا بمقابل، لو في حاجة
حاسس بالنـدم..
*****
بعد يومين..
في كافية..
دخلت لينا لمحت كاران قاعد في تربيزة منعزلة، قدامه فنجان قهوة وباصص قدامه بجمود، قربت بخطوات بطيئة لحد ما وصلتله، نطقت اسمه بخفوت- كاران
– أقعدي يالينا
شاورلها تقعد و- تشربي حاجة؟
– لا..
– أنا جايبك هنا علشان أقولك حاجة وحدة بس، اللي حصل تنسيـه نهائي ويتمحي من ذاكرتك، كإنه محصلش،
فاهمة؟
نفت بلا و- أنسى أزاي، أنت بتطلب مني أية، أنت عارف أنت بتقول أية أصلًا اللي حصل دا كارثة، دي مصيبة
عيطت وهي بتشـد شعرها بجنون بإيديها و- مصيبة ياكاران.. مصيبة
وقف وملامحه جامدة.. متخشبة وهو بيقول بأمر- اللي قولته هيحصل، هتنسي كل اللي حصل.. ومش هتقولي حرف لكاميليا أو لشارف ولا أي مخلوق.. لو حسيتي إنك مش هتقدري تكتمي السـر يبقى تقطعي علاقتك بمراتي
قالت بغضب وزعيق وهـي كمان بتقف قدامه- دا اللي طلع معاك؟ دا الحل بالنسبالك
زعق في المقابل- عندك حل غيره؟ حل يضمنلي أن كاميليا متسبنيش.. ومتبعدش عني؟ لو عندك أتفضلي قوليلي، غير كدا هتعملي اللي هقول عليه
أخد مفاتيحه وموبيله مشى خطوتين قبل ما يلف ويبصلها و- فوقي لنفسي وأرجعي لبيتك.. وجهزي نفسك كويس قبل ما تقابلي كاميليا تاني.. مش عايزها تحس إن فيكِ حاجة
فاهمة؟
أقفلي سيـرة اليوم دا
مستناش رد ومشى، وهي فضلت تبص لضهره ودموعها بتنزل بصمت، قبل ما تقعد وتغطي وشها بإيدها تعيط بإنهيار
مش عارفة تعمل أية..
لكن ملقيتش حل قدامها غير إنها تسمع كلامه
معاه حق.. دا الحل الوحيد، يقفلوا سيرة اليوم دا نهائي
تحاول ترجع زي ما كانت قبله، هتمحيه من ذاكرتها
هـي شاطرة في إنها تنسى، ياما أتعودت تنسى
إن كاران مبيحبهاش، إن كاميليا جت وخطفت منها أحلامها، إن شارف كان ممكن يضيع منها
إن كاميليا عدوتها
ياما حاولت تنسى وهتنسى
خرجت وكلها إصرار إنها تقفل الصفحة
*****
عند كاميليا.. كانت بتدور بفرحة عن شركة ممكن تنضم ليها، بعيد عن مجموعة وادي قبل ما يوصلها نوتفكيش برسالة على الواتس من رقم غريب
فتحته كان فيه فيديو، فتحته تسمعه لحظات قبل ما توسع عيونها بصدمة.. خلص الفيديو فضلت تكرره مرة والتانية بجنون
وهـي مش مصدقة، دخلت في حالة هيستريـا
كاران بيخونها.. ومع..؟؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا تثقي بالرجال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *